دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1442هـ/10-10-2020م, 02:52 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج

اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.

المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.

التخريج
ورد نسبة هذا القول عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح رواه ابن جرير في تفسيره بهذا اللفظ ورواه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره بلفظ (على المؤمنين) دون (والمحسنين) ورواه عبدالرحمن بن الحسن الهمداني في التفسير الذي يطلق عليه (تفسير مجاهد) بلفظ (عَلَى الْمُؤْمِنِ).

التوجيه:
ورد في المراد بقوله تعالى {على الذي أحسن} أقوال:
1- (على المؤمنين والمحسنين) وتأويله على هذا القول أن الله تعالى أخبر عن موسى أنه آتاه الكتاب فضيلة على ما آتى المحسنين من عباده وهو قول مجاهد فيكون "الذي" بمعنى الذين و"أحسن"، فعل ماض، منصوب. وقد ورد عن عبد الله بن مسعود: أنه كان يقرأ ذلك:" تمامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا" وهذا يؤيد قول مجاهد.

2- "تمامًا على الذي أحسن"، موسى، فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه وهو قول الربيع وقتادة وعلى هذا التأويل، يكون"أحسن"، نصبًا، لأنه فعل ماض، و"الذي" بمعنى"ما" وكأنّ الكلام حينئذ: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على ما أحسن موسى أي: آتيناه الكتاب لأتمم له كرامتي في الآخرة، تمامًا على إحسانه في الدنيا في عبادة الله والقيام بما كلفه به من طاعته وهذا القول اختاره ابن جرير وقال "أن ذلك أظهرُ معانيه في الكلام، وأن إيتاء موسى كتابه نعمةٌ من الله عليه ومنة عظيمة. فأخبر جل ثناؤه أنه أنعم بذلك عليه لما سلف له من صالح عمل وحُسن طاعة".

3- (ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي أحسن) ، ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم قال: تمامًا من الله وإحسانه الذي أحسن إليهم وهداهم للإسلام، وآتاهم ذلك الكتاب تمامًا، لنعمته عليه وإحسانه وهو قول ابن زيد وقال الماوردي هو خاص بأبراهيم عليه السلام وذلك أن موسى من ولده ونسب هذا القول الى ابن بحر. "وأحسن" على هذا التأويل، في موضع نصب، على أنه فعل ماض،"والذي" بمعنى:"ما".

وبالنظر في هذه الأقوال نجدها مختلفة فأما أن يكون المحسن هو الله سبحانه وتعالى كما في القولين الأول والثالث وإما أن يكون هو موسى كما في القول الثاني والراجح هو القول الثاني وهو الظاهر من معنى الاية وهو اختيار أكثر المفسرين مثل ابن جرير وابن كثير والبغوي وغيرهم.
والله أعلم.

( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)

التخريج
ورد نسبة هذا القول عن محمد بن كعب القرظي من طريق موسى بن عبيدة رواه سفيان الثوري والقاسم بن سًلام في فضائل القرآن وابن جرير الطبري في تفسيره من طريقين وابن المنذر في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وأبوبكر الخازن في معجم ابن المقرئ وابوبكر الخطيب في المتفق والمفترق.

التوجيه
ورد في المراد بالمنادي في الآية أقوال:
1- النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول ابن جريج ذكره مكي بن أبي طالب في الهداية الى بلوغ النهاية والسيوطي في الدر المنثور وغيرهما وقال الخازن "قال ابن عباس وأكثر المفسرين المنادي هو محمد صلّى الله عليه وسلّم ويدل على صحة هذا قوله تعالى: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وقوله: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ ".

2- القرآن وهو قول محمد بن كعب القرضي المخرج أعلاه واختاره ابن جرير وقال (وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول محمد بن كعب، وهو أن يكون"المنادي" القرآن. لأن كثيرًا ممن وصفهم الله بهذه الصفة في هذه الآيات، ليسوا ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عاينه فسمعوا دعاءه إلى الله تبارك وتعالى ونداءه، ولكنه القرآن، وهو نظير قوله جل ثناؤه مخبرًا عن الجن إذ سمعوا كلام الله يتلى عليهم أنهم قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ).

3- "سمعُوا دَعْوَة من الله فأجابوها وأحسنوا فِيهَا: وصبروا عَلَيْهَا" وهو قول قتادة وذكره مكي بن أبي طالب في الهداية الى بلوغ النهاية والسيوطي في الدر المنثور.

وبالنظر في هذه الأقوال نجدها مختلفة والراجح القول الأول وذلك باعتبار أن نسبة النداء الى النبي صلى الله عليه وسلم أظهر لقوله تعالى "ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وقوله: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ "، قال الألوسي (ولأهل القول الأول أن يقولوا: من بلغه بعثة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ودعوته جاز له أن يقول: سَمِعْنا مُنادِياً وإن كان فيه ضرب من التجوز، وأيضا المراد بالنداء الدعاء ونسبته إليه صلى الله تعالى عليه وسلم أشهر وأظهر، فقد قال تعالى: (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) (أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ) ( وَداعِياً إِلَى اللَّهِ) وهي إليه عليه الصلاة والسلام حقيقة، وإلى القرآن على حد قوله:
تناديك أجداث وهن صموت ... وسكانها تحت التراب سكوت).

( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
التخريج
ورد نسبة هذا القول الى طاووس بن كيسان من طريق ابنه رواه ابن جرير الطبري في تفسيره بلفظه ورواه ابن جرير مرة ثانية بلفظ ابنه وخادمه وذكره ابن كثير في تفسيره وابن الجوزي في زاد المسير وغيرهما.

التوجيه
ورد في المراد بالحفدة أقوال:
1- الأصْهارُ، أخْتانُ الرَّجُلِ عَلى بَناتِهِ، وهو قول ابْنُ مَسْعُودٍ، وابْنُ عَبّاسٍ في رِوايَةٍ، ومُجاهِدٌ في رِوايَةٍ، وسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، والنَّخَعِيُّ.

2- الْخَدَمُ وَهو قول طاووس و قَتَادَةُ، وَأَبُو مَالِكٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وقال ابن الجوزي "وهَذا القَوْلُ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: أنَّهُ يُرادُ بِالخَدَمِ: الأوْلادُ، فَيَكُونُ المَعْنى: أنَّ الأوْلادَ يَخْدِمُونَ. قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الحَفَدَةُ: الخَدَمُ والأعْوانُ، فالمَعْنى: هم بَنُونَ، وهم خَدَمٌ. وأصْلُ الحَفْدِ: مُدارَكَةُ الخَطْوِ والإسْراعُ في المَشْيِ، وإنَّما يَفْعَلُ الخَدَمُ هَذا، فَقِيلَ لَهم: حَفَدَةٌ. ومِنهُ يُقالُ في دُعاءِ الوِتْرِ: " وإلَيْك نَسْعى ونَحْفِدُ " . والثّانِي: أنْ يُرادَ بِالخَدَمِ: المَمالِيكُ، فَيَكُونُ مَعْنى الآيَةِ: وجَعَلَ لَكم مِن أزْواجِكم بَنِينَ، وجَعَلَ لَكم حَفَدَةً مِن غَيْرِ الأزْواجِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الأنْبارِيِّ.

3- بَنُو امْرَأةِ الرَّجُلِ مِن غَيْرِهِ، رَواهُ العَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وبِهِ قالَ الضَّحّاكُ.

4- ولَدُ الوَلَدِ، رَواهُ مُجاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ.

5- أنَّهم كِبارُ الأوْلادِ، والبَنُونَ: صِغارُهم، قالَهُ ابْنُ السّائِبِ، ومُقاتِلٌ.

وبالرجوع إلى معاجم اللغة نجد ان معنى حفد في اللغة هو السرعة قال ابن فارس في مقاييس اللغة (حَفَدَ) الْحَاءُ وَالْفَاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْخِفَّةِ فِي الْعَمَلِ، وَالتَّجَمُّعِ. فَالْحَفَدَةُ: الْأَعْوَانُ؛ لِأَنَّهُ يَجْتَمِعُ فِيهِمُ التَّجَمُّعُ وَالتَّخَفُّفُ، وَاحِدُهُمْ حَافِدٌ. وَالسُّرْعَةُ إِلَى الطَّاعَةِ حَفْدٌ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ: " إِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ". وفي الصحاح الحَفْدُ: السُرْعَةُ. تقول: حَفَدَ البعير والظَليمُ حَفْداً وحَفَداناً، وهو تدارُك السَيْرِ.

وبالنظر في هذه الأقوال نجدها ترجع الى معنى واحد وهو السرعة في الخدمة سواء من البنين او الأعوان وقد احسن ابن جرير في قوله (وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنهم المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها، وكان الله تعالى ذكره أخبرنا أن مما أنعم به علينا أن جعل لنا حفدة تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الذين يصلحون للخدمة منا ومن غيرنا وأختاننا الذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا وخدمنا من مماليكنا إذا كانوا يحفدوننا، فيستحقون اسم حفدة، ولم يكن الله تعالى دلّ بظاهر تنزيله، ولا على لسان رسوله ﷺ؛ ولا بحجة عقل، على أنه عنى بذلك نوعا من الحفدة، دون نوع منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجه ذلك إلى خاص من الحفدة دون عام، إلا ما اجتمعت الأمة عليه أنه غير داخل فيهم. وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال التي ذكرنا عمن ذكرنا وجه في الصحة، ومَخْرج في التأويل. وإن كان أولى بالصواب من القول ما اخترنا، لما بيَّنا من الدليل.)

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 صفر 1442هـ/12-10-2020م, 11:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج

اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.

المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.

التخريج
ورد نسبة هذا القول عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح رواه ابن جرير في تفسيره بهذا اللفظ ورواه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره بلفظ (على المؤمنين) دون (والمحسنين) ورواه عبدالرحمن بن الحسن الهمداني في التفسير الذي يطلق عليه (تفسير مجاهد) بلفظ (عَلَى الْمُؤْمِنِ).

التوجيه:
ورد في المراد بقوله تعالى {على الذي أحسن} أقوال:
1- (على المؤمنين والمحسنين) وتأويله على هذا القول أن الله تعالى أخبر عن موسى أنه آتاه الكتاب فضيلة على ما آتى المحسنين من عباده وهو قول مجاهد فيكون "الذي" بمعنى الذين و"أحسن"، فعل ماض، منصوب. وقد ورد عن عبد الله بن مسعود: أنه كان يقرأ ذلك:" تمامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا" وهذا يؤيد قول مجاهد.

2- "تمامًا على الذي أحسن"، موسى، فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه وهو قول الربيع وقتادة وعلى هذا التأويل، يكون"أحسن"، نصبًا، لأنه فعل ماض، و"الذي" بمعنى"ما" وكأنّ الكلام حينئذ: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على ما أحسن موسى أي: آتيناه الكتاب لأتمم له كرامتي في الآخرة، تمامًا على إحسانه في الدنيا في عبادة الله والقيام بما كلفه به من طاعته وهذا القول اختاره ابن جرير وقال "أن ذلك أظهرُ معانيه في الكلام، وأن إيتاء موسى كتابه نعمةٌ من الله عليه ومنة عظيمة. فأخبر جل ثناؤه أنه أنعم بذلك عليه لما سلف له من صالح عمل وحُسن طاعة".

3- (ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي أحسن) ، ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم قال: تمامًا من الله وإحسانه الذي أحسن إليهم وهداهم للإسلام، وآتاهم ذلك الكتاب تمامًا، لنعمته عليه وإحسانه وهو قول ابن زيد وقال الماوردي هو خاص بأبراهيم عليه السلام وذلك أن موسى من ولده ونسب هذا القول الى ابن بحر. "وأحسن" على هذا التأويل، في موضع نصب، على أنه فعل ماض،"والذي" بمعنى:"ما".

وبالنظر في هذه الأقوال نجدها مختلفة فأما أن يكون المحسن هو الله سبحانه وتعالى كما في القولين الأول والثالث وإما أن يكون هو موسى كما في القول الثاني والراجح هو القول الثاني وهو الظاهر من معنى الاية وهو اختيار أكثر المفسرين مثل ابن جرير وابن كثير والبغوي وغيرهم.
والله أعلم.
[وعلى قراءة (أحسن) بالرفع، هناك قول آخر وهو بتقدير موصوف محذوف (الدين) ويكون المعنى (تماما على الدين الذي هو أحسن)، قاله يحيى بن يعمر]
( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)

التخريج
ورد نسبة هذا القول عن محمد بن كعب القرظي من طريق موسى بن عبيدة رواه سفيان الثوري والقاسم بن سًلام في فضائل القرآن وابن جرير الطبري في تفسيره من طريقين وابن المنذر في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وأبوبكر الخازن في معجم ابن المقرئ وابوبكر الخطيب في المتفق والمفترق.

التوجيه (تحرير الأقوال وتوجيهها، فالتحرير أعم من التوجيه)
ورد في المراد بالمنادي في الآية أقوال:
1- النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول ابن جريج ذكره مكي بن أبي طالب في الهداية الى بلوغ النهاية [العزو من المصادر المسندة مثل ابن جرير وابن أبي حاتم ونحوهما] والسيوطي في الدر المنثور وغيرهما وقال الخازن "قال ابن عباس وأكثر المفسرين المنادي هو محمد صلّى الله عليه وسلّم ويدل على صحة هذا قوله تعالى: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وقوله: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ ".

2- القرآن وهو قول محمد بن كعب القرضي المخرج أعلاه واختاره ابن جرير وقال (وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول محمد بن كعب، وهو أن يكون"المنادي" القرآن. لأن كثيرًا ممن وصفهم الله بهذه الصفة في هذه الآيات، ليسوا ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عاينه فسمعوا دعاءه إلى الله تبارك وتعالى ونداءه، ولكنه القرآن، وهو نظير قوله جل ثناؤه مخبرًا عن الجن إذ سمعوا كلام الله يتلى عليهم أنهم قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ).

3- "سمعُوا دَعْوَة من الله فأجابوها وأحسنوا فِيهَا: وصبروا عَلَيْهَا" وهو قول قتادة وذكره مكي بن أبي طالب في الهداية الى بلوغ النهاية والسيوطي في الدر المنثور.
[هذا غير داخل في الأقوال، فالمسألة خاصة بتحديد المراد بالمنادي]
وبالنظر في هذه الأقوال نجدها مختلفة والراجح القول الأول وذلك باعتبار أن نسبة النداء الى النبي صلى الله عليه وسلم أظهر لقوله تعالى "ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وقوله: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ "، قال الألوسي (ولأهل القول الأول أن يقولوا: من بلغه بعثة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ودعوته جاز له أن يقول: سَمِعْنا مُنادِياً وإن كان فيه ضرب من التجوز، وأيضا المراد بالنداء الدعاء ونسبته إليه صلى الله تعالى عليه وسلم أشهر وأظهر، فقد قال تعالى: (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) (أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ) ( وَداعِياً إِلَى اللَّهِ) وهي إليه عليه الصلاة والسلام حقيقة، وإلى القرآن على حد قوله:
تناديك أجداث وهن صموت ... وسكانها تحت التراب سكوت).
ولا مانع من الجمع بين الأقوال على كلا الاعتبارين]
( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
التخريج
ورد نسبة هذا القول الى طاووس بن كيسان من طريق ابنه رواه ابن جرير الطبري في تفسيره بلفظه ورواه ابن جرير مرة ثانية بلفظ ابنه وخادمه وذكره ابن كثير في تفسيره وابن الجوزي في زاد المسير وغيرهما.
[إذا لم يتوفر لك سوى إسناد واحد فاذكره كاملا]
التوجيه
ورد في المراد بالحفدة أقوال:
1- الأصْهارُ، أخْتانُ الرَّجُلِ عَلى بَناتِهِ، وهو قول ابْنُ مَسْعُودٍ، وابْنُ عَبّاسٍ في رِوايَةٍ، ومُجاهِدٌ في رِوايَةٍ، وسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، والنَّخَعِيُّ.

2- الْخَدَمُ وَهو قول طاووس و قَتَادَةُ، وَأَبُو مَالِكٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وقال ابن الجوزي "وهَذا القَوْلُ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: أنَّهُ يُرادُ بِالخَدَمِ: الأوْلادُ، فَيَكُونُ المَعْنى: أنَّ الأوْلادَ يَخْدِمُونَ. قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الحَفَدَةُ: الخَدَمُ والأعْوانُ، فالمَعْنى: هم بَنُونَ، وهم خَدَمٌ. وأصْلُ الحَفْدِ: مُدارَكَةُ الخَطْوِ والإسْراعُ في المَشْيِ، وإنَّما يَفْعَلُ الخَدَمُ هَذا، فَقِيلَ لَهم: حَفَدَةٌ. ومِنهُ يُقالُ في دُعاءِ الوِتْرِ: " وإلَيْك نَسْعى ونَحْفِدُ " . والثّانِي: أنْ يُرادَ بِالخَدَمِ: المَمالِيكُ، فَيَكُونُ مَعْنى الآيَةِ: وجَعَلَ لَكم مِن أزْواجِكم بَنِينَ، وجَعَلَ لَكم حَفَدَةً مِن غَيْرِ الأزْواجِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الأنْبارِيِّ.

3- بَنُو امْرَأةِ الرَّجُلِ مِن غَيْرِهِ، رَواهُ العَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وبِهِ قالَ الضَّحّاكُ.

4- ولَدُ الوَلَدِ، رَواهُ مُجاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ.

5- أنَّهم كِبارُ الأوْلادِ، والبَنُونَ: صِغارُهم، قالَهُ ابْنُ السّائِبِ، ومُقاتِلٌ.
[تجنب النسخ، بارك الله فيك، ومن الأقوال التي لم تذكرها (البنات)]
وبالرجوع إلى معاجم اللغة نجد ان معنى حفد في اللغة هو السرعة قال ابن فارس في مقاييس اللغة (حَفَدَ) الْحَاءُ وَالْفَاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْخِفَّةِ فِي الْعَمَلِ، وَالتَّجَمُّعِ. فَالْحَفَدَةُ: الْأَعْوَانُ؛ لِأَنَّهُ يَجْتَمِعُ فِيهِمُ التَّجَمُّعُ وَالتَّخَفُّفُ، وَاحِدُهُمْ حَافِدٌ. وَالسُّرْعَةُ إِلَى الطَّاعَةِ حَفْدٌ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ: " إِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ". وفي الصحاح الحَفْدُ: السُرْعَةُ. تقول: حَفَدَ البعير والظَليمُ حَفْداً وحَفَداناً، وهو تدارُك السَيْرِ.

وبالنظر في هذه الأقوال نجدها ترجع الى معنى واحد وهو السرعة في الخدمة سواء من البنين او الأعوان وقد احسن ابن جرير في قوله (وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنهم المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها، وكان الله تعالى ذكره أخبرنا أن مما أنعم به علينا أن جعل لنا حفدة تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الذين يصلحون للخدمة منا ومن غيرنا وأختاننا الذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا وخدمنا من مماليكنا إذا كانوا يحفدوننا، فيستحقون اسم حفدة، ولم يكن الله تعالى دلّ بظاهر تنزيله، ولا على لسان رسوله ﷺ؛ ولا بحجة عقل، على أنه عنى بذلك نوعا من الحفدة، دون نوع منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجه ذلك إلى خاص من الحفدة دون عام، إلا ما اجتمعت الأمة عليه أنه غير داخل فيهم. وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال التي ذكرنا عمن ذكرنا وجه في الصحة، ومَخْرج في التأويل. وإن كان أولى بالصواب من القول ما اخترنا، لما بيَّنا من الدليل.)

والله أعلم.


التقويم: أ
التعبير بأسلوبك عند التحرير والترجيح يفيدك في تنمية الملكة التفسيرية لديك، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir