دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ذو القعدة 1438هـ/10-08-2017م, 01:27 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى: أجب على الأسئلة التالية:

س1: بيّن دلالة شدة خوف الملائكة من الله تعالى وأنّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى على بطلان دعاء الصالحين من دون الله عزّ وجل.
س2: بيّن خطورة لبس الحق بالباطل وأثره في تضليل الناس وصدّهم عن سبيل الله.

س3: عدد أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.
س4: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وبيّن دلالته على بطلان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
س5: بيّن خطر الغلوّ في الصالحين.
س6: بيّن خطر بناء المساجد على قبور الصالحين، وكيف تردّ على من يفعل ذلك؟
س7: بيّن حرص النبيّ صلى الله عليه وسلم على تحذير أمّته من وسائل الشرك.

المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟
س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.
س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.
س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 ذو القعدة 1438هـ/10-08-2017م, 12:40 PM
ناصر بن مبارك آل مسن ناصر بن مبارك آل مسن غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 335
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب عن المجموعة الأولى
ج1 الملائكة عليهم السلام مع علو شأنهم وقربهم من الله وقد أكرمهم الله بأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
فهم يعظمون الله أشد التعظيم ويخافونه ولا يملكون الشفاعة عنده إلا بإذنه ورضي عنه كما قال سبحانه
بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
وهم من شدة خوفهم من الله يغشى عليهم وأول من يفيق جبريل عليه السلام حيث يكلف بالوحي فيسأله الملائكة ماذا قال ربنا فيقول قال الحق وهو العلي الكبير كما قال سبحانه
حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
وقال جل وعلا
قل لله الشفاعة جميعا
أي لا يملك الشفاعة إلا الله وحده ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه تكريما للشافع ورحمة بالمشفوع ولمن رضي عنه
فإذا كان هذا هو حال الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم فكيف بغيرهم الذي هو معرض لفتن الدنيا والفتن الظاهرة والباطنة ومعرض لعدم قبول أعماله لدسيسة في قلبه يعلمها الله فكيف يستشفع به وهذا حاله

ج2 لبس الحق بالباطل خطير لأن هوى النفس يدعوه للباطل فهاهم الجن يسترقون السمع فيلقون لأوليائهم كلمة حق يخلطون بها مئة كذبة فيصدق الناس الكذب الكثير بكلمة حق واحدة قد أصاب فيها مع ما فيها من زيادة ونقص فإذا أخطأ قال الناس أليس قال يوما لنا كذا وكذا فيتعلقون بواحدة ويتركون الكذبات الكثيرة الدالة على عدم صدقه
كما أورد المصنف حديثا في هذا الباب نصه ما يلي
فِي (الصَّحِيحِ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خَضَعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وَصَفَهُ سُفْيَانُبِكَفِّهِ، فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ)).


ج3 للنبي صلى الله عليه وسلم ست أنواع من الشفاعة هي
1 الشفاعة العظمى التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل لإراحة الناس من من موقف المحشر
2 شفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها
3 شفاعته في أناس قد استوجبوا دخول النار أن لا يدخلوها
4 شفاعته للعصاة من أهل التوحيد ممن دخل النار أن يخرج منها
5 شفاعته لقوم من أهل الجنة أن يزاد في ثوابهم ودرجاتهم
6 شفاعته لعمه أبي طالب أن يخفف الله عنه العذاب

ج4 هذه الآية نزلت بعد أن رغب النبي صلى الله عليه وسلم في هداية عمه للإسلام وقال له عند احتضاره يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ولكنه أبى أن يقولها فمات كافرا مع شدة حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على هدايته للطريق المستقيم فنزلت هذه الآية مبينة أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء بل الملك والتصرف كله لله وحده
كما قال سبحانه
ليس لك من الأمر شيء
ومعنى الآية والله أعلم بالصواب أي يا محمد لا تملك هداية التوفيق حتى وإن أحببت ذلك بل الله وحده يهدي من يشاء ويوفقه لسلوك طريق الحق وهو أعلم بمن يهتدي وبمن يضل عن الصراط المستقيم وما عليك إلا هداية الدلالة والإرشاد كما قال سبحانه
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم
أي تدل وترشد إليه
فإذا كان هذا حال نبينا عليه الصلاة والسلام فكيف تطلب منه الشفاعة وهو صلى الله عليه وسلم قد بين ذلك رحمة بأمته فقال لعشيرته ولابنته يا فاطمة سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا

ج5 الغلو في الصالحين خطره عظيم فهو مؤد لعبادتهم فقد كان أول شرك حدث في بني آدم سببه الغلو في الصالحين قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى
وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا
هذه أسماء رجال صالحين
فالشيطان يستدرج بني آدم خطوة خطوة حتى يوقعهم في الشرك كما قال ابن القيم كلاما معناه أن الشيطان يسول للناس تعظيم الصالحين بالعكوف عند قبورهم ثم عبادة الله وحده عندها ثم تصييرها مكانا مستجاب الدعوة في نفوسهم ثم الإقسام بهم ثم عبادتهم من دون الله

ج6 بناء المساجد على القبور محرم ووسيلة للشرك لقول الله سبحانه
أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرة
قال السلف رحمهم الله اللات هو رجل كان يلت السويق للحاج فلما مات عكفوا عند قبره وععبدوه بعد ذلك
ونرد على من فعل ذلك بأمور كثيرة منها
1 أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ القبور مساجد
2 أن فيه تشبه باليهود والنصارى
3 أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف من عبد الله وحده عند قبور الصالحين ولم يعبدهم أنه من شرار الخلق عند الله فكيف بمن يعظمهم ويدعوهم ويجعل لهم خصيصة لم يدل الدليل عليها


ج7 النبي صلى الله عليه وسلم حرص أشد الحرص على تحذير أمته من الشرك وذلك بأمور كثيرة منها
1 التحذير الشديد والتغليظ على من عبد الله وحده عند مكان يعبد فيه لغير الله
2 دعاؤه صلى الله عليه وسلم أن لا يتخذ قبره وثنا يعبد
3 تكرار التحذير
4 تحذيره لأمته وهو في النزع
5 بيانه صلى الله عليه وسلم أن هذا من فعل الأمم السابقة التي ضلت بفعله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ذو القعدة 1438هـ/11-08-2017م, 10:59 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟

جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض -وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء".
والشاهد من الحديث قوله:"فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء", فمن أجل كلمة واحدة صادقة يسارع الكثير من الناس إلى تصديق جميع ما يقال من أكاذيب, وحجتهم هذه الكلمة, ولايضع اعتبارا لمئات المرات التي كذب بها عليه, وأخبره بما لم يحصل أو سيكون.
ومن أسباب مسارعة الناس بتصديق الباطل:
- قلة العلم, والجهل, والسفه, فمن كان متمكن من العلم, وله دراية بنصوص الوحي, وفهمها كما فهمها السلف رضوان الله عليهم, لا نروج عليه الأباطيل المزخرفة بالحق.
- تلبيس الحق بالباطل, فعادة من يروج الأباطيل أن يخلط بعض الحق بباطله, حتى يروج على الناس, ولو كان ما يروجه جميعه باطل ما قبله احد, كما قال تعالى:"يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون".

س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
الشفاعة لغة: من الشفع, وهو جعل الشيء اثنين.
واصطلاحا: هي:طلب الدعاء, وهي: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.
وهي قسمان:
1- شفاعة منفية, قد نفاها القرآن, وهي الشفاعة للكافر والمشرك، كما في قوله تعالى:"من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة"، وقوله:"فما تنفعهم شفاعة الشافعين".
2- شفاعة مثبتة: وهي الشفاعة التي أثبتها القرآن، وهي خاصة لأهل الإخلاص والموحدين.
وقد قال تعالى:"ليس لهم من دونه وليٌ ولا شفيع" فالشفيع في الحقيقة هو الله عز وجل, لذا قال:"قل لله الشفاعة جميعاً", فهي ملك له وحده سبحانه, لذلك كانت الشفاعة المثبتة في القرآن الكريم مقيدة بأمرين:
1-إذن الله للشافع أن يشفع. قال تعالى:"من ذا لذي يشفع عنده إلاّ بإذنه", وقال:"وكم من ملك في السموات لا تُغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى".
2- رضاه عن قول الشافع وعن المشفوع له, قال تعالى:"ولا يشفعون إلا لمن ارتضى", وقال:"وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى".

س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.

"قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله" الأمر في الآية للتحدي والتعجيز, فالله يقول لهم: ادعوا واسألوا واطلبوا ممن دعوتموهم وأشركتم بهم مع الله.
ثم بين الله تعالى حال المدعون من دونه, وبين فقرهم, وبين بطلان أسباب دعوتهم, فقال:
" لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض": فهم لا يملكون حتى مقدار حجم صغار النمل من ملك السموات أو ملك الأرض, فنفى الله عنهم استقلالهم بالملك مهما قل حجمه.
"وما لهم فيهما من شرك": أي: إن هؤلاء أيضا ليسوا بشركاء لله في ملك السموات والأرض, وليسوا كذلك شركاء لله في تدبير السموات والأرض, فنفى الشركة عنهم كذلك, وجاءت "من" مبالغة في تأكيد النفي, فليس هناك شرك لا قليل ولا كثير.
"وما له منهم من ظهير": أي: ما لله من هذه الأصنام التي يدعونها من دونه من وزير أو معاون يعينه في أفعاله, فيكون الله محتاجا له, فلا يرده إذا طلب, لذا قال بعدها:
"ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن اذن له": فلا يتعلق بها ويدعوها طمعا في شفاعتها, فنفى الله عنها تملكها للشفاعة, أو ابتداؤها بالشفاعة بغير إذن الرب, ولن يطالها الإذن.
فهذه الآية قطعت جذور الشرك من أصوله, لأن المشرك إنما يدعو غير الله طلبا للنفع, ولا يملك النفع إلا من اتصف بأحد هذه الصفات:
1- أن يكون مالكا استقلالا.
2- أو أن يكون شريكا لله في ملكه.
3- فإن لم يكن شريكا, فيكون معينا له في تدبير أمور ملكه.
4- أو يكون شفيعا عنده.
وقد نفى الله في الآية جميع هذه الأمور, وأثبت الشفاعة التي لا نصيب للمشركين فيها, وهي الشفاعة بإذنه, لأنه قد يظن بأن هناك من يعين الله على تدبير ملكه, فإن توجه إليه بالدعاء كان له شفيعا عند الله, كما يحصل مع ملوك الدنيا, لذلك نفى الله حصول الشفاعة بغير إذنه سبحانه.
فانقطعت كل الأسباب للمشركين, فكيف يدعون من لا يملك شيئا استقلالا ولا مشاركة, ولا هو في موضع مساعدة لمن يملك, ولا يحق له الشفاعة بغير إذن؟!
فعبادتهم باطلة لا تقوم على اساس, فكيف تنفعهم إن كانت بهذا العجز؟!

س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
أنواع الهداية هي:
1- هداية الدلالة والإرشاد والبيان, وهذه ثابتة لكل نبي ورسول, ومن باب أولى: ثابتة للنبي عليه الصلاة والسلام, وهداية الأنبياء من أبلغ أنواع الإرشاد لاقترانها بالآيات والبراهين الدالة على صدقهم عليهم السلام, وهي المقصودة في قوله تعالى:"وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله", فهو عليه الصلاة والسلام, المبين عن الله, والدال على دينه. وهي كذلك ثابتة لكا داع إلى الله, قال تعالى:"إنما أنت منذر ولكل قوم هاد".
2- هداية التوفيق, وهذه خاصة بالله عز وجل, ولا يقدر عليها إلا هو سبحانه, وهي المذكورة في قوله تعالى:"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء", فيعين الله من أراد هدايته إعانة خاصة على قبول الهدى ما لا يجعله لغيره, وهي المنفية عن النبي عليه الصلاة والسلام, في قوله تعالى:"إنك لا تهدي من أحببت", فالرسل إنما عليهم البلاغ, وبيان الحق, وإرشاد الناس إليه, أما إدخال الناس في الهداية, وهداية القلوب للحق, فهذا ليس لأحد من الخلق مهما علت منزلته, بل يتفرد بها الرب سبحانه.
ومن تعلق بالصالحين, إنما فعل ما فعل رجاء أن يكون لهم نفع في هدايته والشفاعة له, وجلب الخير له, ودفع الضر عنه.
فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام, وهو خاتم النبين وأفضلهم, قال عنه الرب تعالى:"إنك لا تهدي من أحببت", فنفى الله عنه قدرته على الهداية, والهداية نوع من المنافع المرجوة, وقد قال الله عنه أيضا:"ليس لك من الأمر شيء", فنفي القدرة على الهداية عن غيره من الصالحين من باب أولى .
وإن كان عليه الصلاة والسلام, لما حضرت عمه أبي طالب الوفاة, جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: فقال له:"يا عمّ قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله))" فقال له أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فأعاد عليه النبي عليه الصلاة والسلام، فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب؛ وأبى أن يقول: لا إله إلا الله", فلم يستطع عليه الصلاة والسلام, أن يحمل عمه على الدخول في الإسلام, وقد قال عليه الصلاة والسلام:"يا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أُغني عنك من الله شيئاً", فعجز غيره من باب أولى, فجميع الصالحين دون النبي عليه الصلاة والسلام, بالاتفاق, لأن الهداية الحقيقية بيد الله, فهو مقلب القلوب يقلبها كيف يشاء سبحانه, فإليه يجب أن تتوجه القلوب, وبه عليها أن تتعلق, وترجوا, وتطلب الهداية, والشفاعة, والمغفرة, لا لأحد غيره.

س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.
- الابتداع تكذيب للقرآن, فالله يقول:"اليوم أكملت لكم دينكم", فما لم يكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام, دينا, فلن يكون بعده كذلك.
- الابتداع استدارك على الشارع, فكأن الشريعة ناقصة وتحتاج إلى تكميل والله تعالى يقول:"اليوم أكملت لكم دينكم".
- البدعة سبب للكفر, كما نقل عن السلف, فالانحراف فيها يبدأ غالبا يسيرا, ثم ما يلبث أن يكبر حتى يصل بصاحبه إلى الخروج من الملة, كما حصل مع قوم نوح عليه السلام, فهم بادئ الأمر صوروا صور الصالحين ولم يعبدوهم, ثم ما لبث أن عبدهم من جاء بعدهم, لذلك قال عليه الصلاة والسلام:"كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
- البدعة أحب إلى إبليس من المعصية, لذلك يزينها لابن آدم قبل تزيينه المعصية, لأن المعصية يتاب منها, أما البدعة فلا, وذلك أن المبتدع يظن بأنه يتقرب إلى الله ببدعته, وأن له فيها اجرا, فكيف يتوب منها؟!
- الابتداع سبب في اندثار السنن, فكل بدعة يحدثها الإنسان, تضيع في مقابلها سنة, لأن المتعبد لله بالبدعة يزهد في السنة, وينشط في بدعته, فيتعبد لله بالبدع, وبما لا يرضى من القول والعمل, وييع الدين, ويجهله الناس, وهذا من اقبح المور.
- الابتداع في حقيقته اتهام للنبي عليه الصلاة والسلام, إما بالخيانة أو بالجهل, وحاشاه, فإما أن يكون المبتدع أعلم منه, أو يكون علي الصلاة والسلام, قد علم بهذه البدعة ولم يبلغها, وحاشاه أن يكون كذلك, وهذا كما قال الإمام مالك:"من ابتدع بدعة وزعم أنها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة".
والفطر السليمة ترد البدعة, والنجاة في اتباع ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام, لذلك قال تعالى:"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم", وقد سمى السلف هذه الاية: آية المحنة, لأنها تتطلب مخالفة الهوى, ومخالفة العقل السقيم, والاتباع لا الابتداع.

س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
سبب وقوع قوم نوح في الشركو هو الغلو في الصالحين, فقد جاء في تفسير قوله تعالى:"وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا", قول ابن العباس رضي الله عنهما: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت".
فبين رضي الله عنه أن محبة الصالحين حملت قوم نوح على المغالاة فيهم, فتدرج معهم الشيطان حتى أوصلهم لعبادتهم.
فهم صوروا صورهم في البداية, وزين لهم الشيطان بأن رؤية صورهم سوف تجلب لهم النشاط على العبادة, للاقتداء بهم, وهذا من اتخاذ ما ليس سببا بسبب, وهو من شرك الربوبية, فلما انقرض هؤلاء, وذهب معهم ما بقي من العلم, زين الشيطان لمن بعدهم عبادة هذه التماثيل والصور, فأشركوا بالله في ألوهيته سبحانه, فصرفوا لهم عبادات لا تكون إلا لله سبحانه, وجعلوا لها من حقوق الله الخاصة به, فهذا هو الشرك الأكبر , وهو من سوء الظن بالله، ومن تشبيه المخلوق بالخالق.
ووقوع الشرك في هذه الأمة ممكن الوقوع, بل قد وقع والله المستعان, فغلت طائفة في علي رضي الله عنه, حتى رفعته إلى مرتبة الألوهية, وحرقهم لكفرهم.
وغلت طائفة في النبي عليه الصلاة والسلام, حتى نسبت له أمورا هي من خصائص الله سبحانه وتعالى, كعلم الغيب, التصرف في الكون, كما قال البوصيري في قصيدته:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومـن علومك علم اللوح والقلم.
بل ادعوا إن الكون خلق لأجله, وإنما خلق من نوره عليه الصلاة والسلام والسلام!!!
وهذا من الغلو الذي أوصلهم للكفر الأكبر.
كذلك امتد الغلو ليشمل الغلو في الصالحين, تماما كحال قوم نوح, فاحتجوا بطلب شفاعتهم, فعكفوا على قبورهمو ودعوهم, وصرفوا لهم عبادات كالخوف والرجاء والمحبة, وكالذبح والنذر, وهذا لا يكون إلا لله تعالى.
لذلك نهى الله عنه فقال:" لا تغلوا في دينكم", وحذر عليه الصلاة والسلام, من الغلو, ونهى عنه, فقال:"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله", والإطراء هو: مجاوزة الحد في المدح.
وقال:"هلك المتنطعون", وجاء عن ابن عباس, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته:" القط لي حصى" فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول:" أمثال هؤلاء فارموا ثم قال يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين", فالغلو سبب للهلاك؛ هلاك العبد في دينه ودنياه.

س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟
قال عليه الصلاة والسلام:"لعن الله اليهود والنصارى, اتخذوا قبور أنبـيائهم مساجد, يحذر ما صنعوا" متفق عليه.
والمسجد يطلق على كل موضع يصلى فيه, وإن لم يكن هناك بناء لمسجد.
واتخاذ القبور مساجد يكون بأحد هذه الصور:
الأولى: أن يسجد على القبر، فيجعل القبر مكان سجوده, فيكون المسجود له هو المقبور, وهو من أقبح الصور.
الثانية: أن يصلي إلى القبر،فيكون القبر أمامه بينه وبين القبلة, يجعله قبلة له ومعبودا, فيحصل منه من التذلل والخضوع ما لا يجوز صرفه إلا لله, وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام, عن ذلك فقال:"لا تصلوا إلى القبور ، ولا تجلسوا عليها "رواه مسلم
الثالثة:أن يتخذ القبر مسجدا، بأن يبني المسجد على القبر, فيكون مكانا للصلاة والتعبد.
أما حكم الصلاة في المسجد المبني على قبر, فهي صلاة باطلة لا تصح, لأن الصلاة في هذا المسجد تعارض قوله عليه الصلاة والسلام:"ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك", وقال:" إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد" رواه ابن حبان في صحيحه, وقال:" "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" رواه أصحاب السنن, والنهي في الحديث متوجه لبقعة ومكان الصلاة, فبطلت, لهذا لا تصح الصلاة في مسجد بني على قبر.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 05:45 AM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي

المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:

س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟
جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشياطين التي تسمع الكلمة التي قضاها الله تعالى وتلقيها إلى التي دونها: "فيسمعها مسترق السمع -ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه-، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن. فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مئة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء". ويدل هذا الحديث على قبول وتصديق الناس لكلام الساحر والكاهن، مع ما غلب عليه من كذب وزيادة ونقصان عن تلك الكلمة التي قضاها الله تعالى في السماء، إلا أنهم يغترون بتزيينه للباطل وخلطه بالحق، فينظرون إلى صدقه في الشيء القليل، ولا يعتبرون ببطلان الجزء الكبير من كلامه.
وأيضا يدل على مسارعة الناس إلى تصديق الباطل، قصة الصالحين من قوم نوح، وقد زين الشيطان لأتباعهم تصويرهم حتى يتذكروهم وينشطون في متابعتهم في العبادة. ولما هلك هؤلاء الأتباع، وذهب العلم وانتشر الجهل فيمن خلفهم، زين لهم إبليس بأن من كان قبلهم كانوا يعبدون تلك الأصنام وبهم يسقون المطر، فاتبعوا إبليس وعبدوها من دون الله، وهم بذلك عبدوا إبليس بطاعته، وذلك كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين (60) وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم (61) ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون}. فدل ذلك على مسارعة الناس إلى اتباع الباطل، حيث أوهمهم الشيطان بكون ذلك نافعا لهم في دينهم ودنياهم، فأدخلهم في الشرك بالله من باب الغلو في الصالحين، أو من باب البدع التي توافق هوى نفوسهم، أو من غير ذلك من الأبواب.
ومن أسباب ذلك جبلة الآدمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد.

س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
الشفاعة مأخوذة من الشفع، وهو الزوج، وذلك لأن صاحب الطلب يكون واحدا، ولكنه يصبح شفعا حين يشفع له أحدهم. والشفاعة دعاء للشافع، وهي طلب الدعاء منه أيضا. ولذا أمكن تقسيم الشفاعة إلى:
- شفاعة حكمها شرك أكبر، وتكون بطلب الشفاعة من الأموات، لما فيها من توجه إليهم بالدعاء وطلب الدعاء.
- شفاعة جائزة وتكون بطلب الشفاعة من الأحياء الذين هم في دار تكليف، فهم يقدرون على الإجابة، وقد أذن الله في طلب الشفاعة منهم. وذلك كما هو في شفاعة الناس بعضهم لبض، في الشفاعة الحسنة والسيئة، وكطلب الصحابة من النبي أن يشفع لهم.
والشفاعة الواردة بالقرآن والسنة، منها شفاعة منفية وهي التي نفاها الله عن المشركين، ونفاها أيضا عن أهل التوحيد إلا بشروط. والشفاعة الواردة في قوله تعالى: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع} هي المنفية، فالشفاعة هي ملك لله تعالى، لا تكون إلا بإذنه ورضاه، فهو الشفيع في الحقيقة دون من سواه، كما قال تعالى: {قل لله الشفاعة جميعا}.
وقوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}، يدل على الشرط الأول لثبوت الشفاعة وهو إذن الله تعالى للشافع وتوفيقه لها. وأما قوله: {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} فجاء فيه الشرط الأول وهو الإذن للشافع (والإذن إما كوني يمكن الله تعالى فيه الشافع من فعل الشفاعة، وإما شرعي)، كما جاء فيه الشرط الثاني وهو أن يرضى الله تعالى قول الشافع، فيكون خالصا خاليا من الشرك، ويرضى عن المشفوع له، فيكون من أهل التوحيد والإخلاص. ففي حال تحقق الشرطين تكون الشفاعة مثبتة متحققة بإذن الله تعالى وكرمه ومنه على الشافع، وكرمه ورحمته بالمشفوع له. وتعتبر شفاعة النبي لعمه أبي طالب استثناء من هذه القاعدة.
ويمكن تقسيم الشفاعة بحسب المشفوع له إلى:
1. شفاعة الرسول الكبرى، وهي التي يختص بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يتصدر لها حتى أولو العزم عليهم السلام، وتكون لتخفيف عن الخلائق في يوم القيامة.
2. شفاعة الرسول لأهل الجنة في دخولها.
3. شفاعة الرسول لقوم من العصاة من أمته، حتى لا يدخلوا النار التي استوجبوها بذنوبهم.
4. شفاعة الرسول للعصاة من أمته، ممن يدخلون النار بذنوبهم.
5. شفاعة الرسول لقوم من أهل الجنة زيادة لثوابهم ورفعة لدرجاتهم، وتختص بأهل الإخلاص الذين لم يتخذوا من دون الله وليا ولا شفيعا.
6. شفاعة الرسول في بعض الكفار من أهل النار تخفيفا لعذابه، ويكون هذا النوع خاصا بعمه أبي طالب.

س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين
{قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ} ؛ أي ادعوا من زعمتم كونهم آلهة من دون الله، ثم انظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات أو في الأرض؟ وبذلك نفى الله تعالى عن تلك الآلهة الملك الاستقلالي كما في قوله: {لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض}
{وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ}؛ وهذا نفي أن تكون تلك الآلهة شريكة لله في ملكه، وفي تدبيره وملكه للسماوات والأرض.
{وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22)}؛ وهذا نفي أن يكون الله تعالى قد اتخذ من تلك الآلهة معاونا أو وزيرا أو مساعدا ممن لا يردهم الله حال شفاعتهم لهؤلاء المشركين.
{وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}؛ أي أنها لا تملك الشفاعة، ولا يملكها مخلوق ولا يمكَّن منها إلا بإذن الله ورضاه، فالشفاعة ملك له وحده، فنفى الله تعالى ملكية تلك الآلهة للشفاعة، وحصولها بدون إذن الله عز وجل.
وقد أوضح ابن القيم ما جاء في تلك الآيات من دلالة على بطلان عبادة ما دون الله تعالى؛ مبينا بأن سبب عبادة المشرك لألهه يترتب على اعتقاده بقدرته في جلب النفع له ودفع الضر عنه، وذلك النفع يقدر عليه من كان مالكا للمنفعة، أو شريكا للمالك، أو معينا وظهيرا للمالك، أو شفيعا مقربا عند المالك. فنفى الله تعالى عن تلك الآلهة هذه المراتب الأربع، نفيا مرتبا من الأعلى إلى الأدنى، وهو ما دل على عدم نفعها للمشرك، بل دل على ضررها له لما في عبادتها من خسران عظيم، وبالتالي فذلك يعد قطعا لحججه في عبادتها، وتوجيها له بالإعراض عنها والتبرؤ منها. وأثبت الله تعالى في الآيات شفاعة لا نصيب فيها للمشرك وهي الشفاعة برضاه وبإذنه للموحدين.

س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
الهداية نوعان:
1. هداية التوفيق والإلهام: وهي أن يجعل الله في قلب العبد الإعانة والتوفيق لقبول الهدى والعمل به، ما لا يجعله في قلب غيره. وهذا النوع لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا، فالقلوب بيده سبحانه يقلبها كيف يشاء، وهذا النوع هو المقصود في قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت}، وهو ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع هداية عمه أبي طالب إلى الإسلام والتوحيد، مع عظم شأن النبي عند الله، ومع عناية ورعاية عمه به، إلا أن حكمة الله تعالى اقتضت أن يموت على الكفر ليبين أن هداية التوفيق ليست لأحد من خلقه.
2. هداية الدلالة والإرشاد: وهي أن يدل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كل نبي ورسول، أو كل داع إلى الله، يدل قومه ويرشدهم إلى الصراط المستقيم، بأبلغ أنواع الدلالة والإرشاد، مع التأكيد على صدق الدعوة بالمعجزات والبراهين. وهذا النوع هو المقصود في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (52) صراط الله}.
ويدل كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع هداية عمه أبي طالب إلى الإسلام والتوحيد، مع عظم شأن النبي عند الله، ومع عناية ورعاية عمه به، على أن هداية التوفيق ليست لأحد من الخلق، وإنما بيد الله وحده. فالنبي ليس له من الأمر شيء كما قال تعالى: {ليس لك من الأمر شيء}، ولا هو لا يغني عن ابنته فاطمة من الله شيئا كما جاء بالحديث، ولا يملك الهداية والتوفيق لأحد من الخلق، فإذا كان الحال هكذا مع النبي مع عظيم قدره ومنزلته عند الله جل وعلا، إذا فمن باب أولى نقول أن ذلك أيضا ينتفي مع من دون النبي من الصالحين، فهم لا يملكون جلب النفع ودفع الضر، وإنما ذلك كله بيد الله وحده؛ لذا وجب على العباد ألا يتعلقوا بأحد من الخلق، وألا يقصدوا في تلك الحاجات المتعلقة بالهداية والمغفرة وطلب الرضوان واستجلاب الخير واستدفاع الشر، وغير ذلك إلا الله وحده، بقلب فيه الخضوع والرغبة والرهبة والإنابة والإخلاص له تعالى.

س5: بيّن خطر الابتداع في الدين
للابتداع في الدين مخاطر عامة، مثل ما يستلزمه ذلك من اعتقاد أن الدين لم يكتمل، أو اعتقاد أن تلك البدعة هي أفضل وأحسن مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، في حين أنها مردودة على صاحبها.
ومن مخاطر الابتداع أيضا أن الشيطان يزين للمبتدع بدعته، فيعتقد أنه على خير وهدى، فيكون بعيدا عن الرجوع والتوبة إلى الله تعالى، بعكس العاصي المذنب الذي يعلم قبح فعله.
ومن مخاطر الابتداع المتعدية في أثرها، أنها تفتح بابا للشرك والكفر مع مرور الزمن ونسيان العلم وانتشار الجهل، إذ عندها يزين الشيطان للناس الوقوع في الشرك إنطلاقا من تلك البدع، مثل أن يتدرج في غواية قوم ما، ابتداء بالتبرك بقبور الصالحين واتخاذ أصنام وصور لهم، ثم اتخاذهم شفعاء وتعظيم قبورهم، إلى أن يوسوس لهم بأن أسلافهم الصالحين كانوا يصرفون العبادة لهم من دون الله تعالى فيعبدونهم. وكل ذلك قد ترتب على الإحداث في الدين، وذلك لأنه خروج عن شرع الله تعالى الذي جاء بحماية جناب التوحيد، وقطع طرق الشرك ووسائله، وأما ما أحدثه العبد في الدين، فقد وجد فيه الشيطان مدخلا وسائقا إلى الشرك والكفر.

س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
قال تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}، وهذه أسماء لرجال صالحين من قوم نوح، وبعد موتهم جاء الشيطان لأتباعهم من جهة أرواح هؤلاء الصالحين، موحيا لهم بأن من تعلق به فإنهم يشفعون له، وزين الشيطان لأتباعهم تصويرهم واتخاذ أصنام لهم، فعكفوا على قبورهم، وجعلوا الأصنام في مجالسهم ليتذكروهم وينشطون في متابعتهم في العبادة. ولما مات هؤلاء الأتباع، وذهب العلم وانتشر الجهل فيمن خلفهم، زين لهم إبليس بأن من كان قبلهم كانوا يعبدون تلك الأصنام وبهم يسقون المطر، فاتبعوا إبليس واتخذوها شفعاء وعبدوها من دون الله، وهم بذلك عبدوا إبليس بطاعته، وذلك كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين (60) وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم (61) ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون}. وبذا يتبين أن سبب وقوع هؤلاء في الشرك هو مغالاتهم في الصالحين، والمبالغة في محبتهم، والابتداع في الدين واتباع خطوات الشياطين. وهذا مما وقع في بعض هذه الأمة بالفعل، فهيأ لهم الشيطان ما يقعون فيه من بدع وغلو في الصالحين، وأظهره لهم في هيئة تعظيم للصالحين ومحبتهم، بحيث يوهمهم بأن ذلك مما يرضي الله تعالى ويُتقرب به إليه، فأصبحوا يتبركون بقبورهم، ويتخذونهم شفعاء لقضاء حوائجهم، وغير ذلك من صور الشرك بالله عز وجل. ومن هذه الأمة من جعل للنبي نصيبا من خصائص الألوهية، كما ادعى البعض علمه صلى الله عليه وسلم للغيب، وقد نهانا عليه الصلاة والسلام عن ذلك في الحديث: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"

س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟
اتخاذ القبور مساجد يعني واحدة من الصور التالية:
1.جعل القبر مكان للسجود، وهذه أبلغ صور الاتخاذ المفهومة من الحديث، وأفظعها وأشدها، وأعظمها وسيلة إلى الشرك بالله تعالى والغلو بالقبر، وهذه الصورة لم تحدث بانتشار، لأن قبور أنبياء اليهود والنصارى لم تكن لهم مباشرة بحيث يسجدون ويصلون عليها، ولكنهم كانوا يعظمونها.
2.جعل القبر قبلة أمامهم يصلون إليها، فيكونوا قد اتخذوا من مكان وجود القبر موضعا للتعبد والتذلل والخضوع، وعظموا القبر بجعله أمامهم، بينهم وبين القبلة.
3.بناء مسجد حول القبر، وذلك للتعبد والصلاة فيه
وحكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر باطلة، لأنها وسيلة إلى الشرك الأكبر، ولتعارضها مع نهي النبي المتوجه إلى بقعة الصلاة ومحلها، وذلك كما في الحديث: "ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك". وقد جاء في الحديث: "اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد"، وهو ما يدل على تحريم البناء على القبور، وتحريم الصلاة عندها، وأن ذلك من الكبائر.
ويذكر أن بعض أهل العلم قد قال بعدم منع الصلاة في موضع قبر أو قبرين إن لم يبنى عليه مسجد.
وورد في رواية الأثرم جواز صلاة الجنازة في المسجد الذي يقع بين القبور ويفصل بينه وبينها حاجز.
وقال بعضهم أن النهي عن الصلاة يختص بالمقبرة المسبلة لتنجسها بصديد الأموات، وهذا الرأي غير صحيح.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو القعدة 1438هـ/14-08-2017م, 02:59 AM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

المجموعة الأولى: أجب على الأسئلة التالية:*

س1: بيّن دلالة شدة خوف الملائكة من الله تعالى وأنّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى على بطلان دعاء الصالحين من دون الله عزّ وجل.

بين الله تعالى في كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حال الملائكة وشدة خرفهم من الله تعالى ، فالله الذي لا إله إل هو ، الملك العظيم الذي تصعق الملائكة من كلامه خوفاً منه ومهابة ، وترتجف منه المخلوقات ؛ الكامل في صفاته وذاته ، وعلمه وقدرته وملكه ، وعزه وغناه عن جميع خلقه ، وافتقار جميع الخلق إليه ، فمن هذا لا يجوز شرعاً ولا عقلاً أن يجعل له شريك من خلقه في عبادته التي هي حقه علينا ، فكيف يجعل المربوب رباً ، والعبد معبوداً .
قالَ تعالى:*{بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـهٌ مِّن دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} . في هذا إقامة الحجة على من أشرك ،وطلب الشفاعة من غير الله تعالى ، فهذه شفاعة منتفية دنيا وآخرة ، وإنما الله تعالى وحده الذي يأذن للشافع ابتداء ،
وقالَ تعالى:*{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَـنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} . *
قال تعالى :{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } ، وكذلك في هذه الآية رد على المشركين الذين اتخذوا الشفعاء من دون الله من الملائكة والأنبياء والأصنام المصورة على صور الصالحين وغيرهم ، وظنوا أنهم يشفعون عنده بغير إذنه فأنكر ذلك عليهم ، وبين عظيم ملكوته وكبريائه وأن أحداً لا يتمالك أن يتمالك أن يتكلم يوم القيامة إلا إذا أذن له في الكلام كقوله تعالى :{ لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن } ، فهذه الآيات من الرد على من عبد الملائكة والصالحين لشفاعة أو غيرها مالا يخفى ، لأنهم إذا كانوا لا يشفعون إلا بإذن من االله ابتداء ، فلأي معنى يدعون ويعبدون ؟ وأيضاً فإن الله لا يأذن إلا لمن ارتضى قوله وعمله ، وهو الموحد لا المشرك كما قال : { يومئذ لا ينفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً } .
والله سبحانه لا يرتضي إلا التوحيد ، كما قال : { ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ، وقال صلى الله عليه وسلم (( أسعد النااس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه )) ، فلم يقل : أسعد الناس بشفاعتي من دعاني ، فإن الله تعالى جعل الشرك به ودعاء غيره سبباً لغضبه ، ولهذا نهى عن دعاء غيره ، كقوله تعالى :{ ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين } . فتبين أن دعاء الصالحين من الملائكة والأنبياء وغيرهم شرك كما كان المشركون الألون يدعونهم ليشفعوا لهم عند الله ، فآنكر الله عليهم ذلك ، وأخبر أنه لا يرضاه ، ولا يأمر به كما قال تعالى :{ ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبين أرباباَ بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون }

س2: بيّن خطورة لبس الحق بالباطل وأثره في تضليل الناس وصدّهم عن سبيل الله.*
في حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساَ في نفر من أصحابه ، فرمي بنجم عظيم فاستنار ، قال :{ ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية ؟} قال : كنا نقول : لعله يولد عظيم أو يموت عظيم ،قلت للزهري : أكان يرمي بها في الجاهلية ؟ قال : نعم ؛ ولكن غلظت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ فإنها ترمي بهاا لموت أحد ولا لحياته ، ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمراً سبح حملة العرش ؛ ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، حتى يبلغ التسبيح السماء الدنيا . ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش ، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش : ماذا قال ربكم ؟ فيخبرونهم ، ويخبر أهل كل سماء حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء ، ويخطف الجن السمع فيرمون ؛ فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون } .
فيبدأ الكاهن والساحر يكذبون معها مائة كذبة ، فيخلطون ويلبسون الحق بالباطل ليكون أقبل لباطلهم ، فتبدأ النفوس بقبول هذا الباطل ، فيتعلقون بالواحدة ويتركون الكذبات الأخرى التي تدل على ضلالهم وكذبهم ، فيضلون ، ويضلون من كان بعدهم بهذه الأكاذيب والأباطيل ، قال تعالى :{ ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون } .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خَضَعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وَصَفَهُ سُفْيَانُبِكَفِّهِ، فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ)).*

س3: عدد أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.
*أنواع الشفاعات للنبي صلى االله عليه وسلم :
النوع الأول :
الشفاعة الكبرى :
وهذه الشفاعة يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يشاركهم فيها أحد .
النوع الثاني :
شفاعته لأهل الجنة في دخولها .
النوع الثالث :
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من العصاة من أمته قد استوجب لهم النار ، فيشفع لهم أن لا يدخلوها .
النوع الرابع :
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في العصاة من أهل التوحيد الذين دخلوا النار بذنوبهم .
النوع الخامس :
شفاعته لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفع درجاتهم ، وهذه مما لم يناازع فيها أحد .
النوع السادس :
شفاعته في بعض الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه ، وهذه خااصة بأبي طالب وحده .


س4: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وبيّن دلالته على بطلان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.

النبي صلى الله عليه وسلم كان من أفضل الخلق وأقربهم من الله تعالى ، وأعظمهم جاهاً عنده ، ولقد حرص في حياته على هداية عمه أبي طالب ، وعند موته ، فلم يتيسر له ذلك ولم يقدر عليه ، ثم استغفر له بعد موته ، فلم يغفر له حتى نهاه الله عن ذلك . فلا يستطيع أحد أن يهدي أحد حتى يقوم بما أمر الله به ،
قال تعالى :{ إنك لا تهدي من أحببت } .
ففي هذا أعظم بيان ، وأوضح البرهان على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك ضراً ولا نفعاً ، ولا عطاء ولا منعاً ، وأن الأمر كله بيد الله ، فهو الذي يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، ويعذب من يشاء ، ويرحم من يشاء ، ويكشف الضر عمن يشاء ، ويصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ، وهو بكل شيء عليم ، ولو كان عنده صلى الله عليه وسلم من هداية القلوب ومغفرة الذنوب ، وتفريج الكروب شيء لكان أحق الناس به وأولاهم من قام معه أتم القيام ونصره ، قال تعالى :{ قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم اغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون } . فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ، كما قال تعالى :{ ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } . قال تعالى :{ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } .
والمنفي هنا هداية التوفيق والقبول ، فإن هذا الأمر بيد الله تعالى وهو القادر عليه ، وأما الهداية المذكورة في قوله تعالى :{ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } ، فهذه هداية الدلالة والبيان ، فهو المبين عند الله والدال على دينه وشرعه .

س5: بيّن خطر الغلوّ في الصالحين .
إن الغلو في الصالحين من الأمور التي قد تفضي إلى الشرك ، ومنها اتخاذ قبورهم مساجد ، والرسول صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ القبر مسجداً؛ كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { قاتل الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } ، وفي رواية مسلم : { لعن الله ليهود النصارىد؛اتخذوا قبور انبيائهم مساجد } ، ولولا ذلك لأبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداَ، فمن أعظم خطر الغلو في الصالحين اتخاذهم المساجد عليهم ؛ فهم ملعونون بنص كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .
فمن الخسارة في الدنيا والاخرة أن يعرض المسلم نفسه للطرد من رحمة الله ، فبقول عائشة رضي الله عنها : { لولا ذلك لأبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً } ، ومعنى ذلك لولا الخوف من الافتتان بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ، لدفن خارجاً عن الحجرة في مقابر المسلمين ، ولو أبرز قبره لتجادلوا عليه بالسيوف وكانت فتنة ، ولكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقه من أن يبرزوا قبره حتى يتخذ وثناً يعبد ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد } ، وقال أيضاً : { اللهم لا تجعل قبري عيداً } ، وقد أجاب الله تعالى لدعائه ، فحمى قبره من أن يناله شيء من شرك عباد القبور ، ورجس أهل الياطل ، وهذه نعمة من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد وافاته ، فبسنة رسول االله صلى الله عليه وسلم نستن ، قال تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره آن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }
كذلك من الغلو في الصالحين : تصوير لهم الأصنام للذكرى ، ثم عبادتهم مع مرور الزمن ، مثل : اللات والعزى منات ..... وغيرهم ، من الاصنام التي كانت تعبد في الجاهلية من دون الله ، مما أوجبت لهم النار، والحرمان من الجنة ، والعياذ بالله .
نسآل الله تعالى أن يملأ قلوبنا بالتوحيد الخالص ، ويجنبنا الشرك ما ظهر منه وما بطن ، إنه على كل شيء قدير .

س6: بيّن خطر بناء المساجد على قبور الصالحين، وكيف تردّ على من يفعل ذلك؟*
بناء المساجد على قبور الصالحين ، أوقعت كثير من الناس من الأمم في الشرك ، بل والبعض وقعوا في الشرك الأكبر ، فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين ، وتماثيل يزعمون أنها طلاسم لكواكب ونحو ذلك ، فإن الشرك بقبر الرجل الذي يعتقد صلاحة أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو حجر . وقد يؤدي ذلك إلى كثير من الأمور المخلفة للعقيدة الصحيحة ، مثل التضرع عند القبر ، والخشوع والخضوع ، ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله ، ومنهم من يسجد ، وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء مالا يرجونه في المساجد ،
ولهذا حسم النبي صلى الله عليه وسلم هذه المفسدة ، حتى نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقاً وإن لم يقصد المصلي بركة البقة بصلاته ، كما يقصد بصلاته بركة المساجد ، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها ، لأنها أوقات يقصد المشركون فيها الصلاة للشمس ، فنهى أمته عن الصلاة حينئذ وإن لم يقصد ما قصده المشركون ؛ سداً للذريعة .
فبناء المساجد على القبور والصلاة عندها ، من أعظم المحدثات وأسباب الشرك ، فقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك والتغليظ فيه .
حتى لا تصيب المسلم فتنة قبور الصالحين ، وتعظيمها تعظيماً مبتدعاً ، مما يؤول به إلى الشرك . فحفاظاً على السنة الصحيحة الصريحة ؛ نهى العلماء عن بناء المساجد عليها .

س7: بيّن حرص النبيّ صلى الله عليه وسلم على تحذير أمّته من وسائل الشرك.

نبينا محمدا نبيَّ الرحمة صلى الله عليه وسلم؛ لم يترك من الشر شيئا إلا وحذرنا منه، ولم يدع من الخير شيئا إلا وحثنا عليه، وقد خاف على أمته من صفات وأخلاق وأعمال، تكون بعده؛ فبينها ووضحها، وخاف عليها من رجال أشرار؛ فذكرهم بأسمائهم، أو وصفهم بأوصافهم، تحذيرا للأمة من شرهم، وتفاديا لمكرهم وكيدهم،
ولقد حذر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من الشرك ، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم امته منه، فالشرك يقع من هذه الامة كما وقع في الأمم السابقة ، قال الله تعالى محذرا نبيه : (لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) ، وقال تعالى : (وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) ،
وقال تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) ، وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال الله تعالى: { أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً اشرك فيه معي تركته وشركه) ، وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : (ايها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه اخف من دبيب النمل) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك...) ،
ومن هذه الشركيات : بناء المساجد على القبور ، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من بنى المساجد على قبور الانبياء ، فكيف بمن بناها على قبور غيرهم ؟!
وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصارى على ذلك ، تحذيراً لأمته أن تصنع ما صنعوا . ولولا تحذير الرسول صلىالله عليه وسلم لهم لأبرزوا قبره ، وقد حمى الله تعالى قبر االنبي صلى الله عليه وسلم ، فبني حلوه ثلاثة جدران ، حتى لا يعبد من دون الله ، وفيه سد للذريعة وحماية لحمى التوحيد ، لذلك حذرنا من الغلو في المخلوق ؛ حتى لا يؤدي هذا الغلو إلى صرف نوع من أنواع العبادة لهذا المخلوق الذي لا ينفع ولا يضر ، مما قد يؤدي من الحرمان من الجنة ، ويوجب الدخول في النار ، وقد يوجب الخلود في النار ، كالشرك الأكبر ، لذلك حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من طرقه ووساائله وأسبابه ، فالواجب علينا السمع والطاعة لما قال الله تعالى ورسوله الكريم ، صلى الله عليه وسلم . ونسأل الله العافيه من الشرك وأهله .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو القعدة 1438هـ/14-08-2017م, 06:11 PM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الأولى: أجب على الأسئلة التالية:

س1: بيّن دلالة شدة خوف الملائكة من الله تعالى وأنّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى على بطلان دعاء الصالحين من دون الله عزّ وجل.


قال تعالى :{ ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}.
تظهر بهذه الآية عظمة الله تعالى ,ودليل على شدة خوف الملائكة منه تعالى , بأنه تعالى إذا تكلم بالوحي ، سمع أهل السموات كلامه ، أرعدوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي, فإذا زال الفزع عنهم, أخذ يسأل بعضهم بعضا : ماذا قال ربكم ؟ فيخبر بذلك حملة العرش للذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم لمن تحتهم ، حتى ينتهي الخبر إلى أهل السماء الدنيا,{ قال الحق وهو العلي الكبير} أخبروا بما قاله تعالى من غير زيادة ولا نقصان .
فالملائكة بطاعتهم المطلقة لله تعالى ومكانتهم عنده تعالى , ورغم أنهم من أكثر المخلوقات معرفة بالله وبعظمته وأسمائه وصفاته وقدرته ,إلا أنهم لعظمته وجلاله وكبريائه لا يجترئ أحد أن يشفع عنده تعالى في شيء إلا بعد إذنه له في الشفاعة ورضا الله عن المشفوع، فقد قال تعالى:{ وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى},فهم لا يملكون الشفاعة إلا لمن ارتضى الله .
وهذا يدل على بطلان دعاء الصالحين من دون الله تعالى, فالآية الكريمة حجة على المشركين الذين يدعون مع الله من لا يملك جلب النفع ولا دفع الضر ولا يملك الشفاعة إلا بإذنه ورضاه عن المشفوع.


س2: بيّن خطورة لبس الحق بالباطل وأثره في تضليل الناس وصدّهم عن سبيل الله

قال تعالى :{ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق}.
إن أهل الضلال والباطل يتعمدون إغواء الناس بكتمان الحق وإظهار الباطل ,وتلبيسهم الحق بالباطل ,فقد خلطوا الحق بالباطل والصدق بالكذب , فسعوا إلى تمويهه بالحق حتى يشتبه على الناس ذلك , والشيطان إذا أوقع الشبهة في القلب قد تستقر فيه , فهذا حال الكهان الذين يتلقون الأخبار من الجن حين يسترقون السمع من وحي السماء الحق , فيحرفون ويزيدون فيها من الأكاذيب والأباطيل الملفقة , فيخبرون بها الناس ويصدقونهم , وبذلك يصدونهم عن طرق الهدى والنجاة, وقد جاء في الصحيح عن عائشة: قلت: يا رسول الله، إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشيء فنجده حقا، قال" :تلك الكلمة الحق يخطفها الجِني فيقذفها في أذن وليه، ويزيد فيها مائة كذبة.
كما حصل مع الذين غلوا في ود وسواع ويغوث ويعوق ونسراً ،فقد ألبس عليهم الشيطان الحق بالباطل بأن أوحى لهم في بادئ الأمر ,مستدرجا بهم بأن ينصبوا في مجالسهم أصنام لهم فلم يعبدوها لكن لما هلكوا أولئك وأتى من بعدهم استحوذ على عقولهم فجعلهم يعبدونها من دون الله .


س3: عدد أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.

1- الشفاعة الكبرى: وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}وهي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء .
فعن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".

2- الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " .رواه مسلم , وفي رواية له" أنا أول شفيع في الجنة ".
3- شفاعته لقوم من العصاة من أُمته قد استوجبوا النار:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه" فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
4- الشفاعة في العصاة من أَهل التوحيد الذين دخلوا النار بذُنوبهم:
لقوله صلى الله عليه وسلم "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" فهذه الشفاعة تشمل أهل الكبائر الذي ماتوا على التوحيد.
5- الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه".
6- الشفاعة في بعض الكفار من أَهل النار حتى يخفف عذابه: وهي خاصة بعمه أبي طالب.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه".


س4: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وبيّن دلالته على بطلان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.

هذه الآية الكريمة نزلت في أبي طالب وقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم هدايته للإسلام ولكن الله لم يقدرها له. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما حضر أبا طالب الوفاة أتى إليه وكان عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال النبي " يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله "فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب فأعاد عليه النبي فأعادا فكان آخر ا قال أنه على ملة عبد المطلب فقال النبي : لأستغفرن لك مالم أنه عنك فأنزل الله { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }. فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يهدي من أحب هدايته, فليس إليه هداية التوفيق ولا يملكها ، وإنما عليه البلاغ المبين ,فبيده هداية البيان والدلالة والإرشاد ,كما في قوله تعالى: {وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم} لكنه جل وعلا هو الذي بيده وحده هداية الخلق فيهدي من يشاء, فقد قال تعالى :{ ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ،و هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق لا يملك هداية أحدا(هداية التوفيق)، ولا حتى أقرب الناس إليه , ولا يملك من الأمر شيئا كما قال : "يافاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا غنى عنك من الله شيئا", فكيف لنا أن نطلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم ,فهو لا يملكها استقلالا , ولكنه يشفع بإذن الله له ورضاه تعالى .


س5: بيّن خطر الغلوّ في الصالحين.

قال الله تعالى: { قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لَا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا}
إن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرًا كانوا قوما صالحين من بني آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا، قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون، دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر، حتى رفعوهم في أنفسهم إلى مقام الإلهية، فعبدوهم ووقعوا في الشرك الأكبر ، تعالى الله عن غلوهم وشركهم علوا كبيرا,وما كان سببه إلا غلوهم في الصالحين وافتتانهم بقبورهم، وتصويرهم لتماثيلهم وعكوفهم عليها. فروجوا على العامة مثل هذه الترهات وتلك الأباطيل الشركية التي ما أنزل الله بها من سلطان.

س6: بيّن خطر بناء المساجد على قبور الصالحين، وكيف تردّ على من يفعل ذلك؟

إن بناء المساجد على قبور الصالحين من أعظم الوسائل التي تفضي إلى الوقوع بالشرك الأكبر,وقد وصفهم عليه الصلاة والسلام بأنهم شرار الخلق كما في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال :"أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين؛ فتنة القبور وفتنة التماثيل ". وقد حذر عليه الصلاة والسلام وهو في آخر حياته من اتخاذ القبور مساجد , وأنه كبيرة من الكبائر,وأقر بأن من يفعل ذلك فهو من الملعونين كما قال :" لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".واتخاذ القبور يكون) الصلاة على القبور، بمعنى السجود عليها- السجود إليها، واستقبالها بالصلاة والدعاء- بناء المساجد عليها، وقصد الصلاة فيها).
ويرد على من يفعل ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم :" اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ", فإن عبادة الله عند قبور الأنبياء والصالحين واتخاذها مساجد من وسائل الشرك الأكبر, التي قد تصل بصاحبها إلى اتخاذ القبور أوثان تعبد من دون الله, فيعتقد الناس بصاحب القبر أنه ينفع ويضر وأن له القدرة على قضاء حوائجهم , وأنه يشفع لهم , فيتوجهون له بالعبادة والتوسل والدعاء والنذر والذبح وغير ذلك من العبادات المحضة لله تعالى , وهذا كله شرك أكبر , ففتنة القبور كالفتنة بالأصنام أو أشد .



س7: بيّن حرص النبيّ صلى الله عليه وسلم على تحذير أمّته من وسائل الشرك.

لقد كان صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على حماية التوحيد لأمته ليصلح عليهم دينهم
, وتحذيرهم مما وقع به من كان قبلهم من الأمم من الضلال والشرك وكل وسيلة تفضي بالوقوع في الشرك والغلو في الصالحين وبقبورهم فقال:" لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" , وقد غلظ بذلك وشدد , فهو في سكرات الموت عليه الصلاة والسلام قال:" ألا وإن من قبلكم كانوا يتخذون أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك", كما أنه أمر بأن يدفن حيث قُبض , حتى لا يبرزوا قبره خشية أن يتخذوه مسجدا. فأغلق النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كل الطرق التي تؤدي إلى الشرك.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 11:07 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد


تقويم المجموعة الأولى:
1. ناصر بن مبارك آل مسن (أ)
[أحسنت بارك الله فيك، س7: نذكر الأدلة على ذلك، وانظر في إجابة الأخت ناديا]
2. سلوى عبد الله عبد العزيز (ب+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س3: نشرح الشفاعة الكبرى، ولو ذكرتِ الأدلة لكان أجود، س7: والأصرح دلالة قصة ذات أنواط، انتبهي للأخطاء الإملائية، تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب]
3. ناديا عبده (أ)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س7: ونستدل كذلك بقصة ذات أنواط، تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب]


تقويم المجموعة الثانية:
1. فداء حسين (أ+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، انتبهي فقط للأخطاء الإملائية]
2. أحمد محمد السيد (أ+)
[
أحسنت بارك الله فيك، س1: انظر إجابة الشق الثاني من السؤال لدى الأخت فداء، وكيف يكون الإنسان مجبولا على زيادة الباطل في قلبه؟]

وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 ذو الحجة 1438هـ/29-08-2017م, 01:18 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد



المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟

الدليل على مسارعة كثير من الناس للتصديق بالباطل ما روي في الصحيحين عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خَضَعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وَصَفَهُ سُفْيَانُ بكَفِّهِ، فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ)).

وأسباب ذلك: أن الشيء الذي فيه بعض الحق فليس دليل على أنه كله حق ومن تلبيس أهل الباطل أنهم يخلطون الحق بالباطل فيشتبه على الناس فيرون الباطل حقا لأنهم شاهدوا فيه حقا من قبل ولكن هذا الاشتباه لا يحدث مع أهل العقل والدين ولكن هذا يحدث فقط مع السفهاء فهم مؤهلون لتصديق الباطل


س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.

الشفاعة في اللغة: مأخوذة من الشفع وهو الزوج

والشفاعة شرعا هي: الدعاء، وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء

أقسام الشفاعة:

1- شفاعة منفية: وهي التي فيها شرك بالله أو معصية لقوله تعالى: (وأنذر به الذين يخافون أن يُحشروا إلى ربهم، ليس لهم من دونه وليٌّ ولا شفيع) وهي منفية عن الجميع: عن الذين يخافون، عن أهل التوحيد، وعن غيرهم.

2- شفاعة مثبتة: وهي شفاعة أهل التوحيد. لقوله تعالى: (ليس لهم من دونه وليٌ ولا شفيع)

شروط الشفاعة المثبتة هي:

إذن الله للشافع أن يشفع.

ورضاه تعالى عن الشافع وعن المشفوع له

لقوله تعالى (قل لله الشفاعة جميعاً)


س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.

يقول المولي عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول لمن أشرك بالله وعبد معه غيره: أن أدعوا هؤلاء اللذين تعبدونهم من دون الله أو تشركونهم مع الله في العبادة واطلبوا منهم أن يمنعوكم أو يخلقون لكم ما تريدون فلن يستطيعوا أن يفعلوا من ذلك من شيء فهم لا يملكون ولا حتى مثقال ذرة

ثم يقول المولى عز وجل عن هذه الآلهة الباطلة زيادة في بطلانهم أنهم (ما لهم فيها من شرك وما له منهم من ظهير) أي أنهم ليسوا شركاء مع الله في شيء فلا يحق لكم أن تشركوهم مع الله في العبادة وأيضا لا يحتاج الله إليهم فيما يفعله في خلقه فليسوا مساعدون له ولا يحتاج إليهم حتى الملائكة التي تقوم بما يأمرها الله به من تسيير أمور الكون فالله في غنا عنهم
ثم يزيد الله في إظهار سوء ما قام به المشركون من إشراك غيره من خلقه معه أن هذه الآلهة الباطلة لا يملكون عند الله حتى مقام الشفاعة فلن يستطيعوا نفع أنفسهم ولا حتى نفع أتباعهم ولن يتمكنوا من طلب المغفرة لمن يعبدونهم من الله فهم لم يأذن الله لهم بالشفاعة وليسوا هم ومن عبدوهم ممن رضي الله عنهم
ومن خلال هذه الدلائل الثلاثة يتبين أنه لا حجة لمن يشرك بالله معه غيره من خلقه فمن لا يملك وليس شريكا في الخلق ولا حتى مساعدا أو ظهيرا لمن يملك ولا حتى يملك الشفاعة أن يعبد أو يشرك مع الله فى العبادة لأنه ليس أهلا لذلك وكل ما أحتج به المشركون فهي أمور باطلة لا تصح ولم تحدث ونفاها الله عمن عبدوهم واتخذوهم آلهة مع الله أو من دون الله

س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.

للهداية نوعان:

هداية التوفيق والإلهام: وهي أن يجعل في قلب العبد من الإعانة الخاصة على قبول الهدى ما لا يجعله لغيره بحيث يقبل الهدى ويسعى فيه وهذا النوع من الهداية لا يملكها إلا الله جل وعلا وحتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك منها شيء فقد قال تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ويقول أيضا: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

هداية الدلالة والإرشاد: وهي الدلالة والإرشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين والآيات الدالة على صدق الهادي أيا كان نبيا أو رسول لقوله تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله) فهي ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ولجميع الرسل والأنبياء

وللرد على من تعلق بالصالحين: نقول لهم أن أكرم الخلق على الله محمد صلى الله عليه وسلم لم يستطيع أن ينقذ عمه أبو طالب من الشرك ولما مات عمه أستغفر له فلم يغفر الله له ثم نهاه الله عن ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك حتى لنفسه نفعا ولا ضرا والأمر كله لله

فقد قال تعالى: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)


س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.

من أهم أخطار الابتداع في الدين أنه يسبب مزج الحق بالباطل عن طريق محبة الصالحين وإرادة الخير بذلك الفعل المبتدع ولكن من جاؤوا بعدهم أرادوا شرا غير الخير الذي أراده الصالحون فذلك من الأمور التي يغذيها الشيطان ويعمل على كثرتها في الأمة المؤمنة فهى من أفضل الطرق لتدمير الدين في نفوس المؤمنين رغم أن ذلك مخالف للفطرة التي فطر الناس عليها إلا أن الابتداع في الدين قادر على أن يحول المؤمن لعاصي ومن أمثلة ذلك اللذين غالوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوا له الموالد فكانوا يريدون بذلك خيرا ولكن تحولت إلى شر فهي تعطي لمن يفعل ذلك نشاطا في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ثم يفتر عن ذلك باقي العام وهو الأمر الغير مشروع مما يتسبب لمن هم على نفس هذا النوع من البدع نجدهم فاترين في الأمور المشروعة الواضحة ونشيطين فيما ليس مشروعا ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بعة ضلالة)


س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟

سبب وقوع قوم نوح في الشرك: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) قَالَ: (هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ، أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، وَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَنُسِي الْعِلْمُ عُبِدَتْ).

ومن هذا الحديث نجد أن سبب ذلك الوقوع في الشرك هو ما حدث من مزج الحق بالباطل وتم ذلك بطريقين لا ثالث لهما:

الأول: محبة الصالحين ولذلك عملوا لهم تماثيل محبة لهم حتى يكونوا أمام أعينهم دائما فينشطوا في العبادة

الثاني: أن أهل العلم لما قاموا بعمل هذه التماثيل كانوا يريدون الخير وهو النشاط في الطاعة ولكن من جاءوا بعدهم أرادوا الشر

وعلى حسب ذلك نجد أن هذا الشرك يمكن أن يقع في هذه الأمة لأن هذه الأسباب من السهل جدا توافرها فعامة الناس عندهم من الجهل ما يساعد في حدوث ذلك ولولا المجهود المبذول في الدعوة والتوعية الدينية لسقط الكثير من العامة في هذا النوع من الشرك ونرى ذلك واضحا في زيارة الكثير من الناس لقبور الصالحين والأولياء والتمسح بها وطلبهم منهم ودعائهم لهم وكل ذلك من الشرك الأكبر

س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟

اتخاذ القبر مسجد له معنيان:

الأول: أن تبنى على هذه القبور مساجد

الثاني: أن يتخذها الناس مكانا للصلاة عندها حتى ولو لم يبنى عليها مسجد

وحكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر: روى مُسْلِمٍ عَنْ جُنْدُبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يقولُ: (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَليلٌ؛ فَإِنَّ اللهَ قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ؛ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ)

وعن بن مسعود مرفوعا: (إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ)

ومن ذلك نجد أن الصلاة في المسجد الذي فيه قبر لا تجوز ولكن بعض أهل العلم أجازها لمن أضطر لذلك وكان قلبه رافضا لما يحدث فيها ولم يذهب للقبر ولم يتمسح به وبشرط أن يكون القبر ليس في القبلة وإلا كانت الصلاة في هذا المسجد شرك بالله والعياذ بالله

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ذو الحجة 1438هـ/9-09-2017م, 03:43 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق جمعة مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الخامس من كتاب التوحيد



المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:

س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟

الدليل على مسارعة كثير من الناس للتصديق بالباطل ما روي في الصحيحين عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خَضَعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وَصَفَهُ سُفْيَانُ بكَفِّهِ، فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ)).

وأسباب ذلك: أن الشيء الذي فيه بعض الحق فليس دليل على أنه كله حق ومن تلبيس أهل الباطل أنهم يخلطون الحق بالباطل فيشتبه على الناس فيرون الباطل حقا لأنهم شاهدوا فيه حقا من قبل ولكن هذا الاشتباه لا يحدث مع أهل العقل والدين ولكن هذا يحدث فقط مع السفهاء فهم مؤهلون لتصديق الباطل
[أحسنت، ولمزيد فائدة انظر إجابة هذا السؤال لدى الأخت فداء]

س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.

الشفاعة في اللغة: مأخوذة من الشفع وهو الزوج

والشفاعة شرعا هي: الدعاء، وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء[التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة]

أقسام الشفاعة:

1- شفاعة منفية: وهي التي فيها شرك بالله أو معصية لقوله تعالى: (وأنذر به الذين يخافون أن يُحشروا إلى ربهم، ليس لهم من دونه وليٌّ ولا شفيع) وهي منفية عن الجميع: عن الذين يخافون، عن أهل التوحيد، وعن غيرهم.

2- شفاعة مثبتة: وهي شفاعة أهل التوحيد. لقوله تعالى: (ليس لهم من دونه وليٌ ولا شفيع)

شروط الشفاعة المثبتة هي:

إذن الله للشافع أن يشفع.

ورضاه تعالى عن الشافع وعن المشفوع له

لقوله تعالى (قل لله الشفاعة جميعاً)


س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.

يقول المولي عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول لمن أشرك بالله وعبد معه غيره: أن أدعوا هؤلاء اللذين تعبدونهم من دون الله أو تشركونهم مع الله في العبادة واطلبوا منهم أن يمنعوكم أو يخلقون لكم ما تريدون فلن يستطيعوا أن يفعلوا من ذلك من شيء فهم لا يملكون ولا حتى مثقال ذرة

ثم يقول المولى عز وجل عن هذه الآلهة الباطلة زيادة في بطلانهم أنهم (ما لهم فيها من شرك وما له منهم من ظهير) أي أنهم ليسوا شركاء مع الله في شيء فلا يحق لكم أن تشركوهم مع الله في العبادة وأيضا لا يحتاج الله إليهم فيما يفعله في خلقه فليسوا مساعدون له ولا يحتاج إليهم حتى الملائكة التي تقوم بما يأمرها الله به من تسيير أمور الكون فالله في غنا عنهم
ثم يزيد الله في إظهار سوء ما قام به المشركون من إشراك غيره من خلقه معه أن هذه الآلهة الباطلة لا يملكون عند الله حتى مقام الشفاعة فلن يستطيعوا نفع أنفسهم ولا حتى نفع أتباعهم ولن يتمكنوا من طلب المغفرة لمن يعبدونهم من الله فهم لم يأذن الله لهم بالشفاعة وليسوا هم ومن عبدوهم ممن رضي الله عنهم
ومن خلال هذه الدلائل الثلاثة يتبين أنه لا حجة لمن يشرك بالله معه غيره من خلقه فمن لا يملك وليس شريكا في الخلق ولا حتى مساعدا أو ظهيرا لمن يملك ولا حتى يملك الشفاعة أن يعبد أو يشرك مع الله فى العبادة لأنه ليس أهلا لذلك وكل ما أحتج به المشركون فهي أمور باطلة لا تصح ولم تحدث ونفاها الله عمن عبدوهم واتخذوهم آلهة مع الله أو من دون الله

س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.

للهداية نوعان:

هداية التوفيق والإلهام: وهي أن يجعل في قلب العبد من الإعانة الخاصة على قبول الهدى ما لا يجعله لغيره بحيث يقبل الهدى ويسعى فيه وهذا النوع من الهداية لا يملكها إلا الله جل وعلا وحتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك منها شيء فقد قال تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ويقول أيضا: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

هداية الدلالة والإرشاد: وهي الدلالة والإرشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين والآيات الدالة على صدق الهادي أيا كان نبيا أو رسول لقوله تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله) فهي ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ولجميع الرسل والأنبياء

وللرد على من تعلق بالصالحين: نقول لهم أن أكرم الخلق على الله محمد صلى الله عليه وسلم لم يستطيع أن ينقذ عمه أبو طالب من الشرك ولما مات عمه أستغفر له فلم يغفر الله له ثم نهاه الله عن ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك حتى لنفسه نفعا ولا ضرا والأمر كله لله

فقد قال تعالى: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)


س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.

من أهم أخطار الابتداع في الدين أنه يسبب مزج الحق بالباطل عن طريق محبة الصالحين وإرادة الخير بذلك الفعل المبتدع ولكن من جاؤوا بعدهم أرادوا شرا غير الخير الذي أراده الصالحون فذلك من الأمور التي يغذيها الشيطان ويعمل على كثرتها في الأمة المؤمنة فهى من أفضل الطرق لتدمير الدين في نفوس المؤمنين رغم أن ذلك مخالف للفطرة التي فطر الناس عليها إلا أن الابتداع في الدين قادر على أن يحول المؤمن لعاصي ومن أمثلة ذلك اللذين غالوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوا له الموالد فكانوا يريدون بذلك خيرا ولكن تحولت إلى شر فهي تعطي لمن يفعل ذلك نشاطا في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ثم يفتر عن ذلك باقي العام وهو الأمر الغير مشروع مما يتسبب لمن هم على نفس هذا النوع من البدع نجدهم فاترين في الأمور المشروعة الواضحة ونشيطين فيما ليس مشروعا ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بعة ضلالة)
[لو استدللت بقصة قوم نوح لكان أجود]

س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟

سبب وقوع قوم نوح في الشرك: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) قَالَ: (هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ، أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، وَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَنُسِي الْعِلْمُ عُبِدَتْ).

ومن هذا الحديث نجد أن سبب ذلك الوقوع في الشرك هو ما حدث من مزج الحق بالباطل وتم ذلك بطريقين لا ثالث لهما:

الأول: محبة الصالحين ولذلك عملوا لهم تماثيل محبة لهم حتى يكونوا أمام أعينهم دائما فينشطوا في العبادة

الثاني: أن أهل العلم لما قاموا بعمل هذه التماثيل كانوا يريدون الخير وهو النشاط في الطاعة ولكن من جاءوا بعدهم أرادوا الشر

وعلى حسب ذلك نجد أن هذا الشرك يمكن أن يقع في هذه الأمة لأن هذه الأسباب من السهل جدا توافرها فعامة الناس عندهم من الجهل ما يساعد في حدوث ذلك ولولا المجهود المبذول في الدعوة والتوعية الدينية لسقط الكثير من العامة في هذا النوع من الشرك ونرى ذلك واضحا في زيارة الكثير من الناس لقبور الصالحين والأولياء والتمسح بها وطلبهم منهم ودعائهم لهم وكل ذلك من الشرك الأكبر

س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟

اتخاذ القبر مسجد له معنيان:

الأول: أن تبنى على هذه القبور مساجد

الثاني: أن يتخذها الناس مكانا للصلاة عندها حتى ولو لم يبنى عليها مسجد
[الصلاة إليها أو عليها]
وحكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر: روى مُسْلِمٍ عَنْ جُنْدُبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يقولُ: (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَليلٌ؛ فَإِنَّ اللهَ قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ؛ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ)

وعن بن مسعود مرفوعا: (إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ)

ومن ذلك نجد أن الصلاة في المسجد الذي فيه قبر لا تجوز ولكن بعض أهل العلم أجازها لمن أضطر لذلك وكان قلبه رافضا لما يحدث فيها ولم يذهب للقبر ولم يتمسح به وبشرط أن يكون القبر ليس في القبلة وإلا كانت الصلاة في هذا المسجد شرك بالله والعياذ بالله


التقدير: (أ)
تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 صفر 1439هـ/23-10-2017م, 09:06 PM
حسن محمد حجي حسن محمد حجي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 316
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟
ج1: الدليل على مسارعة كثير من الناس إلى الباطل قوله تعالى: "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" وغيرها كثير من الأدلة تدل على أن كثير من الناس يتبعون أنفسهم هواها ويتبعون خطوات الشيطان وتزينه ولا يثبت إلا القليل ممن وفق الله من أهل العلم والإيمان فلا ينطلي عليهم الباطل، وكما يدل عليه حديث البخاري عن مسترق السمع وكيف يسترقونه ويلقيه بعضهم إلى بعضهم حتي تصل إلى الساحر قال صلى الله عليه وسلم:(فيكذب معها مائة كذبة، فقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء).
وأسباب تصديق أكثر الناس للباطل هو:
- هو الجهل والسفه فأهل العلم والحكمة لا ينطلي عليهم الباطل.
- هذا حال أكثر الناس كما ورد في غيرما آية من القرآن أنهم على ضلال بسبب اتياع هوى النفس وخطوات الشيطان أما أهل الإيمان فقد اعتادوا على فطم أنفسهم فلا يركضون خلف هذه الأباطيل.
- لأن شياطين الإنس يزينون باطلهم بشء من الحق لأنه لو كان باطلا محظا لما البسوا على السفهاء باطلهم ولما قبل منهم.
- حب أكثر الناس معرفة الغيبيات والتكهن والإستدلال بها في المجالس كما ورد في الحديث.

س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
الشفاعة لغة: من الشفع وهو الزوج.
وشرعا هي طلب الدعاء.
وتنقسم إلى قسمين:
1- شفاعة منفية وهي منفية عن الكفار والمشركين.
قال تعالى:(ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع)، الشفاعة كلها لله جل جلاله لايشفع أحد عنده إلا بإذنه تشريفا، ولا تكون إلا لمن رضيه ورضي عمله رحمة منه.
2- وشفاعة مثبته وهي خاصة بأهل التوحيد.
وشروط الشفاعة:
- هي إذن الله جل جلاله للشافع.
- ورضاه عن الشافع والمشفوع له.
قال تعالى:(إلا من بعد أن يأذن لمن يشاء ويرضى).

س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.
ج3: هنا بين الله جل جلاله أن المعبودات التي تدعى من دونه لا تملك لأنفسها شيء ولا حتى مثقال ذرة وهي من أصغر الأشياء وأحقرها،فكيف لهم أن ينفعوا غيرهم، وقد قطع الله جل جلاله عنهم أسباب النفع، فهم لا يملكون شيئ بل الخلق خلق الله والملك ملكه وهم داخلين في ملكه، وليس لهم في مخلوقات الله شراكه فكلها مخلوقه مملوكه لله وحده، وليسوا بأعوان ومظاهرين لله بل هو غني عنهم وهم مفتقرين إليه في كل شيء، ولا تنفع شفاعتهم عنده إلا لمن أذن له فالشفاعة ملكه وحده لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه ورضاه للموحدين الذين رضيهم ومحرمة على من أشرك وكفر، فكيف بمن هذا حاله وفقره وعجزه عن نفع نفسه أن ينفع غيره؟، فبهذا البيان الواضح والنور المبين يبين ضلال المشركين وأنهم ليسوا على شيء، فا الأمر كله لله وهو غني عن كل ماسواه مفتقر إليه كل خلقه الحكم حكمه والأمر أمره قضى في كتابه أنه معذب كل مشرك وتوعده ووعده نار جهنم، ولكن قد غشي الران على قلوبهم فطمس بصيرتهم فعمو عن الحق ، قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء).
س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
ج4: الهداية نوعان:
1- هداية توفيق وهذه لا يملكها إلا الله جل وعلا، قال تعالى:(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله الله يهدي من يشاء).
وفي هذا رد قوي على من تعلق بالصالحين فإذا كان خير المرسلين وخير من مشى على وجه الأرض لا يملك الهدايه لأحب الناس إليه عمه الذي رباه وكفله ورعاه وحماه ودعوته من أذى المشركين، وكان صلى الله عليه وسلم من أحرص الناس على هدايته واشتد في ذلك حتى عند موته، فمات عمه على كفره، فعزم على الإستغفار له فنهاه ربه، فأين من يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أو من دونه من الصالحين يملك شيء من مغفرة الدنوب أو الهدايه والتوبة على من دعاه ورجاه، وأنه يفرج الكروب ويدخل الجنه ويقي من العذاب وغير ذلك مما لا يملكه إلا الله جل جلاله فلو كان يملك ولو جزءا من ذلك لصرفه لعمه الذي ذكرنا لكم وصفه ومكانته، بل ومنع حتى من الإستغفار له لأنه مات على شركه، فكيف بمن يشرك ليغفر له فهل بعد هذا جهل أو ضلال أو عمى فلله اللحكمة البالغة أن جعل أبي طالب يموت على شركه، ليبين أن الهداية والتوفيق بيده، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فكلنا ضال إلا من هداه فوجب علينا سؤال الهداية ممن يملكها.
2- هداية دلالة وبيان وإرشاد، قال تعالى:(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وهذه يملكها النبي صلى الله عليه وسلم وقام بها خير قيام، وقام من بعده أهل العلم والدعوة كل بجهده فمنهم مجتهد ومنهم دون ذلك والتوفيق بيد الله وحده وفقنا الله لكل خير.

س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.
ج5: أن أساس الشرك والضلال هو الابتداع كما قال صلى الله عليه وسلم:( كل بدعة ضلالة)، فلا خير في البدع وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وقال عندما اعطاه ابن عباس حصيات قال: (بمثل هذا فارموا واياكم والغلو) فحذر من الغلو والابتداع والمبالغة لأنه أساس كل شر وضلال فبهذا ضل قوم نوح ومن نحى نحوهم إلى اليوم وخرجوا من دين الله واستحقوا عذابه، فبدءوا بصور الصالحين من أجل أن يذكروهم بالله ويكونوا انشط للعبادة حتى إذا انقرض ذلك الجيل عبد أبنائهم ألائك الصالحين كذا زين لهم الشيطان أعمالهم.

س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
رواه البخاري من كلام ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سوعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا ، ولم تعبد، حتى إذا هلك ألئك ونسي العلم عبدت. انتهى، فأسباب وقوعهم الغلو في الصالحين وتزين الشيطان واتباع ملة الآباء والمبالغة فيها والتمسك والتواصي بها، وتفشي الجهل، وموت العلماء وتفشي الجهل.
وهذا واقع في أمتنا إلى يومنا هذا فمازالت قبور الصالحين تعبد بل حتى وقبور بعض الفجرة والمشعوذين، ويتبرك بقبورهم وتصرف لهم أنواع العبادات، بنفس الطريق والأسباب والأفعال التي فعلها الأولون وحذر منها المرسلون.
س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟
ج7: يكون اتخاذ القبور مساجد إما بالصلاة عندها لحديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).
أو بناء المساجد عليها.
وهذا كله محرم لا يجوز لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بل ولعن من اتخذها مساجد فالصلاة فيها باطلة ولو كانت لله لأن المصلي صلى في بقعة لا تصح الصلاة فيها شرعا.
وأما إن صلى إلى القبور معتقدا نفعا أوضرا أو بركة من أصحابها فهو شرك أكبر محبط للأعمال ومخرج من الملة كما فعل المشركون الأولون من قوم نوح ومن سن سنتهم إلى اليوم، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:(اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد).
تمت بحمد الله وفضله.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 صفر 1439هـ/10-11-2017م, 01:06 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية: أجب على الأسئلة التالية:
س1: دلّل على مسارعة كثير من الناس إلى التصديق بالباطل، وما أسباب ذلك؟
ج1: الدليل على مسارعة كثير من الناس إلى الباطل قوله تعالى: "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" وغيرها كثير من الأدلة تدل على أن كثير من الناس يتبعون أنفسهم هواها ويتبعون خطوات الشيطان وتزينه ولا يثبت إلا القليل ممن وفق الله من أهل العلم والإيمان فلا ينطلي عليهم الباطل، وكما يدل عليه حديث البخاري عن مسترق السمع وكيف يسترقونه ويلقيه بعضهم إلى بعضهم حتي تصل إلى الساحر قال صلى الله عليه وسلم:(فيكذب معها مائة كذبة، فقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء).
وأسباب تصديق أكثر الناس للباطل هو:
- هو الجهل والسفه فأهل العلم والحكمة لا ينطلي عليهم الباطل.
- هذا حال أكثر الناس كما ورد في غيرما آية من القرآن أنهم على ضلال بسبب اتياع هوى النفس وخطوات الشيطان أما أهل الإيمان فقد اعتادوا على فطم أنفسهم فلا يركضون خلف هذه الأباطيل.
- لأن شياطين الإنس يزينون باطلهم بشء من الحق لأنه لو كان باطلا محظا لما البسوا على السفهاء باطلهم ولما قبل منهم.
- حب أكثر الناس معرفة الغيبيات والتكهن والإستدلال بها في المجالس كما ورد في الحديث.

س2: بيّن معنى الشفاعة واذكر أقسامها وشروطها.
الشفاعة لغة: من الشفع وهو الزوج.
وشرعا هي طلب الدعاء.
وتنقسم إلى قسمين:
1- شفاعة منفية وهي منفية عن الكفار والمشركين.
قال تعالى:(ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع)، الشفاعة كلها لله جل جلاله لايشفع أحد عنده إلا بإذنه تشريفا، ولا تكون إلا لمن رضيه ورضي عمله رحمة منه.
2- وشفاعة مثبته وهي خاصة بأهل التوحيد.
وشروط الشفاعة:
- هي إذن الله جل جلاله للشافع.
- ورضاه عن الشافع والمشفوع له.
قال تعالى:(إلا من بعد أن يأذن لمن يشاء ويرضى).

س3: فسّر قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ(22) وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وبيّن دلالته على قطع حجج المشركين.
ج3: هنا بين الله جل جلاله أن المعبودات التي تدعى من دونه لا تملك لأنفسها شيء ولا حتى مثقال ذرة وهي من أصغر الأشياء وأحقرها،فكيف لهم أن ينفعوا غيرهم، وقد قطع الله جل جلاله عنهم أسباب النفع، فهم لا يملكون شيئ بل الخلق خلق الله والملك ملكه وهم داخلين في ملكه، وليس لهم في مخلوقات الله شراكه فكلها مخلوقه مملوكه لله وحده، وليسوا بأعوان ومظاهرين لله بل هو غني عنهم وهم مفتقرين إليه في كل شيء، ولا تنفع شفاعتهم عنده إلا لمن أذن له فالشفاعة ملكه وحده لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه ورضاه للموحدين الذين رضيهم ومحرمة على من أشرك وكفر، فكيف بمن هذا حاله وفقره وعجزه عن نفع نفسه أن ينفع غيره؟، فبهذا البيان الواضح والنور المبين يبين ضلال المشركين وأنهم ليسوا على شيء، فا الأمر كله لله وهو غني عن كل ماسواه مفتقر إليه كل خلقه الحكم حكمه والأمر أمره قضى في كتابه أنه معذب كل مشرك وتوعده ووعده نار جهنم، ولكن قد غشي الران على قلوبهم فطمس بصيرتهم فعمو عن الحق ، قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء).
س4: بيّن أنواع الهداية مع الاستدلال وكيف تردّ بهذا البيان على من تعلّق بالصالحين.
ج4: الهداية نوعان:
1- هداية توفيق وهذه لا يملكها إلا الله جل وعلا، قال تعالى:(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله الله يهدي من يشاء).
وفي هذا رد قوي على من تعلق بالصالحين فإذا كان خير المرسلين وخير من مشى على وجه الأرض لا يملك الهدايه لأحب الناس إليه عمه الذي رباه وكفله ورعاه وحماه ودعوته من أذى المشركين، وكان صلى الله عليه وسلم من أحرص الناس على هدايته واشتد في ذلك حتى عند موته، فمات عمه على كفره، فعزم على الإستغفار له فنهاه ربه، فأين من يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أو من دونه من الصالحين يملك شيء من مغفرة الدنوب أو الهدايه والتوبة على من دعاه ورجاه، وأنه يفرج الكروب ويدخل الجنه ويقي من العذاب وغير ذلك مما لا يملكه إلا الله جل جلاله فلو كان يملك ولو جزءا من ذلك لصرفه لعمه الذي ذكرنا لكم وصفه ومكانته، بل ومنع حتى من الإستغفار له لأنه مات على شركه، فكيف بمن يشرك ليغفر له فهل بعد هذا جهل أو ضلال أو عمى فلله اللحكمة البالغة أن جعل أبي طالب يموت على شركه، ليبين أن الهداية والتوفيق بيده، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فكلنا ضال إلا من هداه فوجب علينا سؤال الهداية ممن يملكها.
2- هداية دلالة وبيان وإرشاد، قال تعالى:(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وهذه يملكها النبي صلى الله عليه وسلم وقام بها خير قيام، وقام من بعده أهل العلم والدعوة كل بجهده فمنهم مجتهد ومنهم دون ذلك والتوفيق بيد الله وحده وفقنا الله لكل خير.

س5: بيّن خطر الابتداع في الدين.
ج5: أن أساس الشرك والضلال هو الابتداع كما قال صلى الله عليه وسلم:( كل بدعة ضلالة)، فلا خير في البدع وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وقال عندما اعطاه ابن عباس حصيات قال: (بمثل هذا فارموا واياكم والغلو) فحذر من الغلو والابتداع والمبالغة لأنه أساس كل شر وضلال فبهذا ضل قوم نوح ومن نحى نحوهم إلى اليوم وخرجوا من دين الله واستحقوا عذابه، فبدءوا بصور الصالحين من أجل أن يذكروهم بالله ويكونوا انشط للعبادة حتى إذا انقرض ذلك الجيل عبد أبنائهم ألائك الصالحين كذا زين لهم الشيطان أعمالهم.

س6: ما سبب وقوع قوم نوح في الشرك؟ وهل يمكن أن يقع في ذلك بعض هذه الأمّة؟
رواه البخاري من كلام ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سوعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا ، ولم تعبد، حتى إذا هلك ألئك ونسي العلم عبدت. انتهى، فأسباب وقوعهم الغلو في الصالحين وتزين الشيطان واتباع ملة الآباء والمبالغة فيها والتمسك والتواصي بها، وتفشي الجهل، وموت العلماء وتفشي الجهل.
وهذا واقع في أمتنا إلى يومنا هذا فمازالت قبور الصالحين تعبد بل حتى وقبور بعض الفجرة والمشعوذين، ويتبرك بقبورهم وتصرف لهم أنواع العبادات، بنفس الطريق والأسباب والأفعال التي فعلها الأولون وحذر منها المرسلون. [ونستدل بالأحاديث التي بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا واقع في الأمة]
س7: ما معنى اتّخاذ القبور مساجد؟ وما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر؟
ج7: يكون اتخاذ القبور مساجد إما بالصلاة عندها لحديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).
أو بناء المساجد عليها. [والصلاة إليها أو عليها]
وهذا كله محرم لا يجوز[تبطل الصلاة] لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بل ولعن من اتخذها مساجد فالصلاة فيها باطلة ولو كانت لله لأن المصلي صلى في بقعة لا تصح الصلاة فيها شرعا.
وأما إن صلى إلى القبور معتقدا نفعا أوضرا أو بركة من أصحابها فهو شرك أكبر محبط للأعمال ومخرج من الملة كما فعل المشركون الأولون من قوم نوح ومن سن سنتهم إلى اليوم، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:(اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد).
تمت بحمد الله وفضله.

التقدير: (أ).
تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir