دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > منتدى دراسة التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 04:44 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
- تضمنت الآية الكريمة سببا من الأسباب الموجبة للعقوبة والغضب وهو مخالفة أمر الله
- وفيها ضمان لمن لم يخالف أن يكون في مأمن من ذلك
- في قوله تعالى: (ولقد علمتم) بيان لعناية الله بهذه الأمة بإيصال هذه الأخبار إليها للعظة والاعتبار، ووجوب شكره تعالى على هذه النعمة.
- وبيان لمنة الله على هذه الأمة بإرسال الرسول الذي أعلمها بذلك يستوجب حمده وشكره
- وفيه تنبيه على فضل العلم الذي هو سبب للتقوى والنجاة
- ويتضمن ذما للجهل وأنه سبب للهلاك والخذلان
- التعبير بلفظ العلم حث للمؤمنين أن يعقلوا خطاب الله لهم، فليس الأمر مجرد نقل لأخبار الأمم الهالكة إنما علم ينفع أهله، قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)، وقال: (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد . وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ..)
- توكيد الخطاب (ولقد علمتم) يشعر بإقامة الحجة بعد هذا العلم.
- قوله تعالى: (الذين اعتدوا منكم) بيان للسبب الذي استوجب العقوبة وهو الاعتداء، والاعتداء تجاوز الحد، ولقد كان تجاوزا سافرا حيث تحايلوا على أمر الله فربطوا الحيتان يوم السبت وأخذوها يوم الأحد وظنوا أن ذلك يروج عنده سبحانه.

- أخطر ما يزل به المرء هو الجهل بالله فما هلك من هلك من السابقين ولا تجرؤوا على معصيته إلا بجهلهم به مثل ما حصل لأصحاب السبت، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، وقال: (وأملي لهم إن كيدي متين)
- ولعل مما جرأهم على ذلك سعة عفوه ورحمته ببني إسرائيل كما ذكرت الآيات التي سبقت قصة أصحاب السبت ونسوا (إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم).
- في ذكر يوم السبت ربما إشارة إلى الاعتداء الأول أنهم لم يقبلوا من نبي الله موسى أن يتعبدوا يوم الجمعة واختاروا السبت فوكلهم الله إلى أنفسهم وابتلاهم به.
- والمرء إذا وكله الله إلى نفسه فإنه هالك لا محالة فلا هادي له غير الله ولا مؤوي له ولا ناصر ولا معين.
- ولذا يتوجب على المؤمن أن يلجأ لله في كل أحواله وأن يستعين به على جميع أموره، ولقد أرشدنا
الله إلي ذلك رحمة منه وفضلا فقال: (اهدنا الصراط المستقيم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)
- وعليه أن يلتزم أمر الله وأن يحذر من مخالفته، والحذر كل الحذر من أن يغضب عليه، فلا يأمن المؤمن على نفسه ما دام فيه عين تطرف، وليكن مع ربه على حال من الخوف والرجاء لا يميل أحدهما بالآخر، (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم)
- قوله تعالى: (فقلنا لهم كونوا) الفاء تفيد سرعة الأخذ، مصداقه قوله تعالى: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، وقوله تعالى: (كونوا) تشعر بالعظمة وقوة البطش وأن أمر الله إذا جاء فلا راد له ولا مجير منه،
وأن قوله لشيء إذا أراده أن يقول له كن فيكون، (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)، وهذا مدعاة للمؤمن أن يخاف ويحذر
-
أصل العقوبة ظلم العبد لنفسه، والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا، يقول ابن كثير رحمه الله في عقوبة المسخ للقردة خاصة: (وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر، وليست بإنسان حقيقة، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كان جزاؤهم من جنس عملهم).
- في قوله تعالى: (خاسئين) أي مبعدين أذلاء صاغرين، فكأنهم كانوا في جواره وقربه وأمنه بالطاعة فلما تحولوا عن الطاعة بالمعصية تحولوا عن جواره إلى البعد والذل.
- وفيه وعد لمن أطاعه بولايته ونصرته وقربه
- من الأسباب التي دعت أصحاب السبت إلى مخالفة أمر الله اتباع شهوات النفس وعدم تعويدها على الصبر، فكون الحيتان تهجم عليهم في يوم السبت وتشتهيها أنفسهم فيسارعوا في تلبية رغباتها يشعر بأهمية الصبر والمصابرة في القيام بأمر الله ولا حول للمرء ولا قوة إلا أن يعينه الله على ذلك، فعماد القصة كلها الافتقار إلى ربوبية الله والالتجاء إليه وحسن التوكل عليه.
- في قوله تعالى: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) توكيد لأخذ العبرة من هذه الأخبار وأنها زاجرة ومخيفة لمن تسول له نفسه أن يفعل مثل فعلتهم، وهي أيضا تذكرة وعظة للمؤمنين يعتبرون بما فيها ويتأملون حكم الله في العباد، والسعيد من وعظ بغيره.
- أعظم فائدة من هذه القصة العظيمة هي فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصحاب السبت انقسموا على ثلاث فرق فرقة عصت، وفرقة سكتت فلم تعص ولم تنه، وفرقة نهتهم عن هذا المنكر وذكرتهم بالله وخوفتهم عقابه، فلما حل بهم العذاب نجى الله الذين كانوا ينهون عن السوء، وعلى اختلاف الأقوال في مصير الفرقة التي سكتت فإن نجت مع الناجين فبفضله وإن هلكت مع الهالكين فبعدله سبحانه، فنخلص أن الأمة كالجسد الواحد لا ينبغي أن تهمل عضوا فيها قد فسد وإلا عم الفساد الجسد كله وهلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَثَل الواقع في حُدود الله والقائم فيها كمثل قوم استهموا سفينةً، فكان بعضهم أسفلَها وبعضهم أعلاها، فكان الذين في أسفلِها إذا استقوا فأتوا إلى مَن فوقهم فقالوا: لو خرقنا في نصيبنا خرقًا نستقي منه الماء ولم نؤذٍ من فوقنا))، قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ((فإن تركوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا ونجوا جميعًا))البخاري
- الفضيلة التي رفعت بها أمة الإسلام على باقي الأمم هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فمتى استمسكت بها علت عزت ومتى تنازلت عنها هلكت وذلت، وهذا الحق الذي لا شك فيه اليوم.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1437هـ/12-04-2016م, 02:13 AM
أحمد إبراهيم الدبابي أحمد إبراهيم الدبابي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 322
افتراضي الرجاء توضيح ما عنّ لي في هذه الفوائد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
- تضمنت الآية الكريمة سببا من الأسباب الموجبة للعقوبة والغضب وهو مخالفة أمر الله
- وفيها ضمان لمن لم يخالف أن يكون في مأمن من ذلك
- في قوله تعالى: (ولقد علمتم) بيان لعناية الله بهذه الأمة بإيصال هذه الأخبار إليها للعظة والاعتبار، ووجوب شكره تعالى على هذه النعمة.
- وبيان لمنة الله على هذه الأمة بإرسال الرسول الذي أعلمها بذلك يستوجب حمده وشكره
- وفيه تنبيه على فضل العلم الذي هو سبب للتقوى والنجاة
- ويتضمن ذما للجهل وأنه سبب للهلاك والخذلان
- التعبير بلفظ العلم حث للمؤمنين أن يعقلوا خطاب الله لهم، فليس الأمر مجرد نقل لأخبار الأمم الهالكة إنما علم ينفع أهله، قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)، وقال: (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد . وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ..)
- توكيد الخطاب (ولقد علمتم) يشعر بإقامة الحجة بعد هذا العلم.
- قوله تعالى: (الذين اعتدوا منكم) بيان للسبب الذي استوجب العقوبة وهو الاعتداء، والاعتداء تجاوز الحد، ولقد كان تجاوزا سافرا حيث تحايلوا على أمر الله فربطوا الحيتان يوم السبت وأخذوها يوم الأحد وظنوا أن ذلك يروج عنده سبحانه.

- أخطر ما يزل به المرء هو الجهل بالله فما هلك من هلك من السابقين ولا تجرؤوا على معصيته إلا بجهلهم به مثل ما حصل لأصحاب السبت، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، وقال: (وأملي لهم إن كيدي متين)
- ولعل مما جرأهم على ذلك سعة عفوه ورحمته ببني إسرائيل كما ذكرت الآيات التي سبقت قصة أصحاب السبت ونسوا (إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم).
- في ذكر يوم السبت ربما إشارة إلى الاعتداء الأول أنهم لم يقبلوا من نبي الله موسى أن يتعبدوا يوم الجمعة واختاروا السبت فوكلهم الله إلى أنفسهم وابتلاهم به.
- والمرء إذا وكله الله إلى نفسه فإنه هالك لا محالة فلا هادي له غير الله ولا مؤوي له ولا ناصر ولا معين.
- ولذا يتوجب على المؤمن أن يلجأ لله في كل أحواله وأن يستعين به على جميع أموره، ولقد أرشدنا
الله إلي ذلك رحمة منه وفضلا فقال: (اهدنا الصراط المستقيم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)
- وعليه أن يلتزم أمر الله وأن يحذر من مخالفته، والحذر كل الحذر من أن يغضب عليه، فلا يأمن المؤمن على نفسه ما دام فيه عين تطرف، وليكن مع ربه على حال من الخوف والرجاء لا يميل أحدهما بالآخر، (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم)
- قوله تعالى: (فقلنا لهم كونوا) الفاء تفيد سرعة الأخذ، مصداقه قوله تعالى: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، وقوله تعالى: (كونوا) تشعر بالعظمة وقوة البطش وأن أمر الله إذا جاء فلا راد له ولا مجير منه،
وأن قوله لشيء إذا أراده أن يقول له كن فيكون، (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)، وهذا مدعاة للمؤمن أن يخاف ويحذر
-
أصل العقوبة ظلم العبد لنفسه، والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا، يقول ابن كثير رحمه الله في عقوبة المسخ للقردة خاصة: (وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر، وليست بإنسان حقيقة، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كان جزاؤهم من جنس عملهم).
- في قوله تعالى: (خاسئين) أي مبعدين أذلاء صاغرين، فكأنهم كانوا في جواره وقربه وأمنه بالطاعة فلما تحولوا عن الطاعة بالمعصية تحولوا عن جواره إلى البعد والذل.
- وفيه وعد لمن أطاعه بولايته ونصرته وقربه
- من الأسباب التي دعت أصحاب السبت إلى مخالفة أمر الله اتباع شهوات النفس وعدم تعويدها على الصبر، فكون الحيتان تهجم عليهم في يوم السبت وتشتهيها أنفسهم فيسارعوا في تلبية رغباتها يشعر بأهمية الصبر والمصابرة في القيام بأمر الله ولا حول للمرء ولا قوة إلا أن يعينه الله على ذلك، فعماد القصة كلها الافتقار إلى ربوبية الله والالتجاء إليه وحسن التوكل عليه.
- في قوله تعالى: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) توكيد لأخذ العبرة من هذه الأخبار وأنها زاجرة ومخيفة لمن تسول له نفسه أن يفعل مثل فعلتهم، وهي أيضا تذكرة وعظة للمؤمنين يعتبرون بما فيها ويتأملون حكم الله في العباد، والسعيد من وعظ بغيره.
- أعظم فائدة من هذه القصة العظيمة هي فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأصحاب السبت انقسموا على ثلاث فرق فرقة عصت، وفرقة سكتت فلم تعص ولم تنه، وفرقة نهتهم عن هذا المنكر وذكرتهم بالله وخوفتهم عقابه، فلما حل بهم العذاب نجى الله الذين كانوا ينهون عن السوء، وعلى اختلاف الأقوال في مصير الفرقة التي سكتت فإن نجت مع الناجين فبفضله وإن هلكت مع الهالكين فبعدله سبحانه، فنخلص أن الأمة كالجسد الواحد لا ينبغي أن تهمل عضوا فيها قد فسد وإلا عم الفساد الجسد كله وهلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَثَل الواقع في حُدود الله والقائم فيها كمثل قوم استهموا سفينةً، فكان بعضهم أسفلَها وبعضهم أعلاها، فكان الذين في أسفلِها إذا استقوا فأتوا إلى مَن فوقهم فقالوا: لو خرقنا في نصيبنا خرقًا نستقي منه الماء ولم نؤذٍ من فوقنا))، قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ((فإن تركوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا ونجوا جميعًا))البخاري
- الفضيلة التي رفعت بها أمة الإسلام على باقي الأمم هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فمتى استمسكت بها علت عزت ومتى تنازلت عنها هلكت وذلت، وهذا الحق الذي لا شك فيه اليوم.

استفساري هو:
المخاطبون في الآية التي ظللت عليها باللون الأحمر، هل المقصود بهم نحن معشر أمة الدعوة والهداية؟ أم المعنيون بالخطاب هم اليهود أنفسهم، والذين رأوا بأم أعينهم ما صار إليه فئة منهم، حينما تحايلوا على شرع الله وحكمه؟
هذه إشارة أردت استيضاحها، ولفظة (منكم) توضح ذلك؛ أي: منكم معشر اليهود .
وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 رجب 1437هـ/17-04-2016م, 01:15 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد بن ابراهيم احمد الدبابي مشاهدة المشاركة
استفساري هو:
المخاطبون في الآية التي ظللت عليها باللون الأحمر، هل المقصود بهم نحن معشر أمة الدعوة والهداية؟ أم المعنيون بالخطاب هم اليهود أنفسهم، والذين رأوا بأم أعينهم ما صار إليه فئة منهم، حينما تحايلوا على شرع الله وحكمه؟
هذه إشارة أردت استيضاحها، ولفظة (منكم) توضح ذلك؛ أي: منكم معشر اليهود .
وجزاكم الله خيراً
المخاطبون في الآية هم اليهود المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء اليهود لم يروا بأم أعينهم ما حصل لأسلافهم في زمن موسى عليه السلام وإنما سمعوا من آبائهم وأجدادهم الذين توارثوا هذه الأخبار، ومع ذلك خوطبوا بما كان من أسلافهم ليحذروا ويعتبروا، والخطاب باقٍ لذريّتهم إلى يوم القيامة.
والمؤمن أولى الناس بالانتفاع بجميع أنواع الخطاب القرآني بما فيه خطاب الكفّار والمشركين والمنافقين وأصحاب الكبائر وأنواع الذنوب فيحذر ويتّقي ما نهى الله عنه، ويأتي ما أمر الله ووصّى به بما يستطيع.
والعبد المستقيم على أمر الله إن ظنّ أنه لا يخاطب إلا بنداء الإيمان فقط فهذا معناه أن يعتقد أنه غير مخاطب بأكثر من نصف القرآن، وهذا لا يقوله أحد، بل للمؤمن في كل خطاب من خطابات القرآن موعظة وعبرة حتى إنه ليستفيد من بعض أنواع الخطاب المخصوص، فإذا قلنا مثلا إن قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} يراد به الشفاعة العظمى، فنحن نعلم أن هذا المقام لا يشاركه فيه غيره صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فإن العبد المؤمن يقتدي بما أوصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المقام، بالطبع لن يصل إلى مقامه لأنه لن يصل إلى عمله ومكانته عند ربه، ولكن يتيقّن أن له نصيب من الرفعة والبركة بقدر نصيبه من اتّباع ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم هذا المقام، وقس على مثل هذه الأنواع من أنواع الخطاب القرآني كقوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك . ووضعنا عنك وزرك} وقوله: {ورفعنا لك ذكرك}، كل ذلك يكون للمؤمن منه نصيب بقدر اتّباعه وإن لم يصل لحد الكمال.
والله تعالى أعلم.
ونثني على حرصك وهمّتك في الطلب، بارك الله فيك ووفقك لما فيه الخير.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفوائد, استخراج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir