دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ذو القعدة 1442هـ/20-06-2021م, 01:58 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

1-قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء)
تخريج القول:
أخرجه ابن جريرعن علي عن أبو صالح عن معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء)

توجيه القول:
المثل في اللغة له عدة معاني منها:
قال ابن فارس: (مَثَلَ) الْمِيمُ وَالثَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مُنَاظَرَةِ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ. وَهَذَا مِثْلُ هَذَا، أَيْ نَظِيرُهُ، وَالْمِثْلُ وَالْمِثَالُ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ. وَرُبَّمَا قَالُوا مَثِيلٌ كَشَبِيهٍ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَمْثَلَ السُّلْطَانُ فُلَانًا: قَتَلَهُ قَوَدًا، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ فَعَلَ بِهِ مِثْلَ مَا كَانَ فَعَلَهُ. وَالْمَثَلُ: الْمِثْلُ أَيْضًا، كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ. وَالْمَثَلُ الْمَضْرُوبُ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا، لِأَنَّهُ يُذْكَرُ مُوَرًّى بِهِ عَنْ مِثْلِهِ فِي الْمَعْنَى. وَقَوْلُهُمْ: مَثَّلَ بِهِ، إِذَا نَكَّلَ، هُوَ مِنْ هَذَا أَيْضًا، لِأَنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ إِذَا نُكِّلَ بِهِ جُعِلَ ذَلِكَ مِثَالًا لِكُلِّ مَنْ صَنَعَ
ذَلِكَ الصَّنِيعَ أَوْ أَرَادَ صُنْعَهُ (معجم مقاييس اللغة ص296)

وقال الفيروزآبادي المِثالُ: المِقْدارُ، والقِصاصُ، وصِفَةُ الشيءِ، والفِراشُ (القاموس المحيط ص1056)

وقد وردت كلمة مثل في القرآن على عدة معاني والمعنى المراد في"المثل الأعلى" هو الصفة والوصف
قال النحاس: (وله الوصف الأعلى) معاني القرآن (255-257)
قال ابن عطية : خلص جانب العظمة بأن جعل له المثل الأعلى الذي لا يصل إليه تكييف ولا تماثل مع شيء
(المحرر الوجيز: 7/ 20-22)
قال أبو العباس{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أَيْ لَيْسَ كَوَصْفِهِ شَيْءٌ (المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ص563)

ولابن القيم قول طيب في" المثل الآعلى":
" وَلَمَّا كَانَ الرَّبُّ هُوَ الْأَعْلَى، وَوَجْهُهُ الْأَعْلَى، وَكَلَامُهُ الْأَعْلَى، وَسَمْعُهُ الْأَعْلَى، وَسَائِرُ صِفَاتِهِ عُلْيَا، كَانَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى، وَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ، بَلْ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَشْتَرِكَ فِي الْمَثَلِ الْأَعْلَى اثْنَانِ، لِأَنَّهُمَا إِنْ تَكَافَآ لَمْ يَكُنْ أَحَدُهُمَا أَعْلَى مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ لَمْ
يَتَكَافَآ فَالْمَوْصُوفُ بِالْمَثَلِ الْأَعْلَى أَحَدُهُمَا وَحْدَهُ، فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لِمَنْ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى"
(الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة ص164)

*وعليه فالله متفرد ليس كمثله شيء يستحق أن يفرد بالعباده وحده لأنه لاشريك له ولا ند وعدل فلا إله غيره ,وهو تفسير بلازم المعنى
_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

2-قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
تخريج القول:
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّه كان يقرؤها: بعد أمهٍ ويفسّرها: بعد نسيانٍ

توجيه القول:
الأمة في القرآن له عدة معاني
الأمّة: القرن من الناس بعد القرن، والأمّة أيضًا: الجماعة من الناس{تلك أمّةٌ قد خلت} [البقرة: 134] ، والأمة أيضًا: الملة
قوله عز وجل: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} [الزخرف: 22] أي: على دينٍ، وكذلك قوله عز وجل: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً} [الزخرف: 33] أي: لولا يكون الناس كفارًا كلّهم والأمة أيضًا: الإمام، قال الله عز وجل: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا} [النحل: 120] والأمة أيضًا: القامة وجمعها قال الأعشى:
وأنّ مــــعــــاويـــــة الأكــــرمــــيـــــنحسان الوجوه طوال الأمم
والأمّهة والأمّة والأمّ والاّم: الوالدة، قال الشاعر:
تقـبّـلـتـهـا مـــــن أمـــــةٍ لـــــك طـالــمــاتتوزع في الأسواق عنها خمارها(أبو علي القالي في الأمالي: 1/301)

والمعنى المراد في "وادكر بعد امة"على قول ابن عباس هو النسيان
قال أبو عبيدة والأخفش: {وادّكر بعد أمّةٍ} أي افتعل من ذكرت فأدغم التاء في الذال فحولوها دالاً ثقيلة أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمهاً، ساكن أي نسيت وذلك على قراءة من قراء بفتح الألف وتخيف الميم
وقال ابن فارس: وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَهَا كَذَلِكَ، أَنَّهُ النِّسْيَانُ، يُقَالُ: أَمِهْتُ: إِذَا نَسِيتُ

*فالقراءة بفتح الألف وتخييف الميم المراد بها النسيان على قول ابن عباس يقال: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي وهو تفسير بالمعنى المطابق
__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

3-قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه)

تخريج القول:
أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس،عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ، عن سالمٍ الأفطس، في قوله: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه

توجيه القول
فالخطاب في الآية على هذا القول للمؤمنين وليس للمنافقين : أي أن الشيطان خوّفوكم بجموع عدوّكم، ومسيرهم إليكم
وقال ابن عباس وقتادة ومجاهد: يخوف المؤمنين بالكفار
وهو نظير قوله تعالى :{لينذر بأسًا شديدًا}، بمعنى: لينذركم بأسه الشّديد، وذلك أنّ البأس لا ينذر، وإنّما ينذر به
وكذلك {لينذر يوم التلاق} معناه: لينذركم يوم التلاق
*وهو تفسير ببعض لازم المعنى
______________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

4-قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
تخريج القول:
أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدّثنا ابن حميدٍ، عن جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {يحفظونه من أمر اللّه} قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه

توجيه القول:
له فى الآية عائدة على المولى عز وجل
معقبات : الملائكة وذلك مصداق ما ورد عن النبي في الصحيح :أنّ ملائكة اللّيل إذا صعدت بالنّهار أعقبتها ملائكة النّهار، فإذا انقضى النّهار صعدت ملائكة النّهار ثمّ أعقبتها ملائكة اللّيل
ويحفظونه بمعنى يحرسونه
ومن بمعنى الباء أي بأمر الله كما في قول قتادة وكذلك قول أبو عبيدة معمر بن المثنى وابن قتيبة الدينوري من أهل اللغة
"ومن أمر الله" في موضع رفع صفه للمعقبات الحفظة
وهي نظير : {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي: على. وقال: {أم لهم سلمٌ يستمعون فيه} أي: يستمعون عليه
في الآية تقديم وتأخير

*وعليه فالمعنى :"لله ملائكة بإذن الله يحرسون العبد من بين يديه ومن خلفه" وهو تفسير ببعض لازم المعنى
______________________________________________________________________

5-قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه)

تخريج القول:
أخرجه البخاري في صحيحه،، وابن جرير في تفسيره، والحاكم في مستدركه من طريق هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به
وأخرجه الطبري في صحيحه أيضا من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به

توجيه القول:

قال الزجاج :الكوثر فوعل من الكثرة
وقال ابن عطية : (كوثرٌ) بناء مبالغةٍ من الكثرة، ولا محالة أنّ الذي أعطى اللّه تعالى محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من النبوّة والحكمة والعلم بربّه تعالى، والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها، فكأنه يقال في هذه الآية: إنّا أعطيناك الحظّ الأعظم».

*وعليه فالقول بأن الكوثر الخير يعمّ النّهر وغيره, وغيره من الأقوال تفسير بالمثال

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 ذو القعدة 1442هـ/21-06-2021م, 02:27 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:

1- قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).

&-التخريج: رواه ابن جرير الطبري من طريق علي عن أبو صالح عن معاوية، عن على، عن ابن عباس.
&- التوجيه : في قوله تعالى {وله المثل الأعلى}، أي أنّ الله له المثل الأعلى والوصف الأعلى وله الكمال المطلق، وكل مَن سواه كماله فيه نقص؛ فالله سبحانه وتعالى لا مثيل له، كما قال ابن القيم:[ يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير]، وهذا القول تفسير بعض المعنى باللازم؛ وقد بيّنه الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله في بيان معنى المثل الأعلى في رسالته: [فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء].

2- قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
&-التخريج: رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم من طريق همّام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس.
&-التوجيه: هذا القول مبناه على قراءة أخرى للآية وهي{ بَعْدَ أَمَةٍ} بفتح الألف ومعناها النسيان، قال الطبري: وقد روي عن جماعة من المتقدمين أنهم قرءوا ذلك:{بَعْدَ أَمَةٍ} بفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها بمعنى: بعد نسيان.
وذكر بعضهم أن العرب تقول من ذلك: [أمِهَ الرجل يأمَهُ أمَهاً]، إذا نسي.

3- قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
&-التخريج: رواه ابن جرير الطبري من طريق يونس، عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، عن سالم الأفطس.
&- التوجيه: {يخوّف أولياءَه} أي يهوّل كيدهم حتى تخافوهم، لذلك قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}، فالتخويف يكون بتهويل كيدهم في أعين المؤمنين وتعظيم أمرهم.
- أو كما قال الفراء وابن قتيبة:[يخوِّفكم بأوليائه] كما قال تعالى:{لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} أي بيوم التلاق، وقوله: {لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ} أي ببأسٍ. فالبأس لا ينذر، وإنما ينذر به.

4- قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}:[الملائكة: الحفظة، وحفظهم إياه من أمر اللّه]
&- التخريج : رواه الطبري من طريق ابن حميد، عن جرير، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير.
&-التوجيه: في قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}، هنا في الآية [من أمر الله] هي صفة [معقّبات]، فتكون (من) متعلقة (بمعقبات)، وهي لبيان الجنس.
- أو يكون المعنى؛ كما قال ابن قتيبة: (من) مكان (الباء)، بمعنى [بأمر الله]، أي: يحفظونه بأمر الله، لهم أن يحفظوه حتى يأتيه ما قدر عليه، فلا ينفع حفظهم إياه من قدر الله سبحانه وتعالى إذا جاءهم. وهو قول ابن جبير.

5- قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: [هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه] .
&- التخريج : رواه البخاري من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
- رواه الطبري من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
&- التوجيه: الكوثر: باعتبار أنّ [ال] للجنس؛ فمعناه الخير الكثير، أو الخير العظيم، وأهل اللغة (كوثر) من (فوعل) صيغة مبالغة تدل على منتهى الكثرة،والواو زائدة، ويقال: للرجل الكثير العطاء كوثر، ويقال: الكثير من كل شيء.
- ويقال: نهر في الجنة، باعتبار [ال] للعهد، فيطلق الكوثر لغةً على عدة معان كلها تدور حول معنى الكثرة، كذلك النهر سُمي بذلك؛ لكثرة مائه وعِظَم قَدره وخيره، فيكون المعنى: الكوثر: النهر الذي في الجنة، وهو من الخير الكثير الأعظم الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 ذو القعدة 1442هـ/23-06-2021م, 03:37 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:

1- قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).

&-التخريج: رواه ابن جرير الطبري من طريق علي عن أبو [أبي ] صالح عن معاوية، عن على، عن ابن عباس.
&- التوجيه : في قوله تعالى {وله المثل الأعلى}، أي أنّ الله له المثل الأعلى والوصف الأعلى وله الكمال المطلق، وكل مَن سواه كماله فيه نقص؛ فالله سبحانه وتعالى لا مثيل له، كما قال ابن القيم:[ يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير]، وهذا القول تفسير بعض المعنى باللازم؛ وقد بيّنه الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله في بيان معنى المثل الأعلى في رسالته: [فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء].

2- قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
&-التخريج: رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم من طريق همّام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس.
&-التوجيه: هذا القول مبناه على قراءة أخرى للآية وهي{ بَعْدَ أَمَةٍ} بفتح الألف ومعناها النسيان، قال الطبري: وقد روي عن جماعة من المتقدمين أنهم قرءوا ذلك:{بَعْدَ أَمَةٍ} بفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها بمعنى: بعد نسيان.
وذكر بعضهم أن العرب تقول من ذلك: [أمِهَ الرجل يأمَهُ أمَهاً]، إذا نسي.

3- قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
&-التخريج: رواه ابن جرير الطبري من طريق يونس، عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، عن سالم الأفطس.
&- التوجيه: {يخوّف أولياءَه} أي يهوّل كيدهم حتى تخافوهم، لذلك قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}، فالتخويف يكون بتهويل كيدهم في أعين المؤمنين وتعظيم أمرهم.
- أو كما قال الفراء وابن قتيبة:[يخوِّفكم بأوليائه] كما قال تعالى:{لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} أي بيوم التلاق، وقوله: {لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ} أي ببأسٍ. فالبأس لا ينذر، وإنما ينذر به.
[فحذف المفعول الأول، ودل المفعول الثاني عليه]
4- قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}:[الملائكة: الحفظة، وحفظهم إياه من أمر اللّه]
&- التخريج : رواه الطبري من طريق ابن حميد، عن جرير، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير.
&-التوجيه: في قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}، هنا في الآية [من أمر الله] هي صفة [معقّبات]، فتكون (من) متعلقة (بمعقبات)، وهي لبيان الجنس.
- أو يكون المعنى؛ كما قال ابن قتيبة: (من) مكان (الباء)، بمعنى [بأمر الله]، أي: يحفظونه بأمر الله، لهم أن يحفظوه حتى يأتيه ما قدر عليه، فلا ينفع حفظهم إياه من قدر الله سبحانه وتعالى إذا جاءهم. وهو قول ابن جبير.
[أو أن (من) بمعنى السببية]
5- قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: [هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه] .
&- التخريج : رواه البخاري من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. [وورد في مصادر أخرى من نفس الطريق]
- رواه الطبري من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
&- التوجيه: الكوثر: باعتبار أنّ [ال] للجنس؛ فمعناه الخير الكثير، أو الخير العظيم، وأهل اللغة (كوثر) من (فوعل) صيغة مبالغة تدل على منتهى الكثرة،والواو زائدة، ويقال: للرجل الكثير العطاء كوثر، ويقال: الكثير من كل شيء.
- ويقال: نهر في الجنة، باعتبار [ال] للعهد، فيطلق الكوثر لغةً على عدة معان كلها تدور حول معنى الكثرة، كذلك النهر سُمي بذلك؛ لكثرة مائه وعِظَم قَدره وخيره، فيكون المعنى: الكوثر: النهر الذي في الجنة، وهو من الخير الكثير الأعظم الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

التقويم :أ خُصمت نصف درجة للتأخير
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 ذو القعدة 1442هـ/23-06-2021م, 03:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة
1-قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء)
تخريج القول:
أخرجه ابن جريرعن علي عن أبو صالح عن معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء)

توجيه القول:
المثل في اللغة له عدة معاني منها:
قال ابن فارس: (مَثَلَ) الْمِيمُ وَالثَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مُنَاظَرَةِ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ. وَهَذَا مِثْلُ هَذَا، أَيْ نَظِيرُهُ، وَالْمِثْلُ وَالْمِثَالُ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ. وَرُبَّمَا قَالُوا مَثِيلٌ كَشَبِيهٍ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَمْثَلَ السُّلْطَانُ فُلَانًا: قَتَلَهُ قَوَدًا، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ فَعَلَ بِهِ مِثْلَ مَا كَانَ فَعَلَهُ. وَالْمَثَلُ: الْمِثْلُ أَيْضًا، كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ. وَالْمَثَلُ الْمَضْرُوبُ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا، لِأَنَّهُ يُذْكَرُ مُوَرًّى بِهِ عَنْ مِثْلِهِ فِي الْمَعْنَى. وَقَوْلُهُمْ: مَثَّلَ بِهِ، إِذَا نَكَّلَ، هُوَ مِنْ هَذَا أَيْضًا، لِأَنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ إِذَا نُكِّلَ بِهِ جُعِلَ ذَلِكَ مِثَالًا لِكُلِّ مَنْ صَنَعَ
ذَلِكَ الصَّنِيعَ أَوْ أَرَادَ صُنْعَهُ (معجم مقاييس اللغة ص296)

وقال الفيروزآبادي المِثالُ: المِقْدارُ، والقِصاصُ، وصِفَةُ الشيءِ، والفِراشُ (القاموس المحيط ص1056)

وقد وردت كلمة مثل في القرآن على عدة معاني والمعنى المراد في"المثل الأعلى" هو الصفة والوصف
قال النحاس: (وله الوصف الأعلى) معاني القرآن (255-257)
قال ابن عطية : خلص جانب العظمة بأن جعل له المثل الأعلى الذي لا يصل إليه تكييف ولا تماثل مع شيء
(المحرر الوجيز: 7/ 20-22)
قال أبو العباس{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أَيْ لَيْسَ كَوَصْفِهِ شَيْءٌ (المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ص563)

ولابن القيم قول طيب في" المثل الآعلى":
" وَلَمَّا كَانَ الرَّبُّ هُوَ الْأَعْلَى، وَوَجْهُهُ الْأَعْلَى، وَكَلَامُهُ الْأَعْلَى، وَسَمْعُهُ الْأَعْلَى، وَسَائِرُ صِفَاتِهِ عُلْيَا، كَانَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى، وَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ، بَلْ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَشْتَرِكَ فِي الْمَثَلِ الْأَعْلَى اثْنَانِ، لِأَنَّهُمَا إِنْ تَكَافَآ لَمْ يَكُنْ أَحَدُهُمَا أَعْلَى مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ لَمْ
يَتَكَافَآ فَالْمَوْصُوفُ بِالْمَثَلِ الْأَعْلَى أَحَدُهُمَا وَحْدَهُ، فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لِمَنْ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى"
(الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة ص164)

*وعليه فالله متفرد ليس كمثله شيء يستحق أن يفرد بالعباده وحده لأنه لاشريك له ولا ند وعدل فلا إله غيره ,وهو تفسير بلازم المعنى
_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

2-قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
تخريج القول:
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّه كان يقرؤها: بعد أمهٍ ويفسّرها: بعد نسيانٍ

توجيه القول:
الأمة في القرآن له عدة معاني
الأمّة: القرن من الناس بعد القرن، والأمّة أيضًا: الجماعة من الناس{تلك أمّةٌ قد خلت} [البقرة: 134] ، والأمة أيضًا: الملة
قوله عز وجل: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} [الزخرف: 22] أي: على دينٍ، وكذلك قوله عز وجل: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً} [الزخرف: 33] أي: لولا يكون الناس كفارًا كلّهم والأمة أيضًا: الإمام، قال الله عز وجل: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا} [النحل: 120] والأمة أيضًا: القامة وجمعها قال الأعشى:
وأنّ مــــعــــاويـــــة الأكــــرمــــيـــــنحسان الوجوه طوال الأمم
والأمّهة والأمّة والأمّ والاّم: الوالدة، قال الشاعر:
تقـبّـلـتـهـا مـــــن أمـــــةٍ لـــــك طـالــمــاتتوزع في الأسواق عنها خمارها(أبو علي القالي في الأمالي: 1/301)
[والقول المذكور في رأس السؤال ليس على قراءة (أُمّة) وإنما على قراءة (أَمه) بالهاء، فلا داعي لتفصيل القول في معنى (أُمة)]
والمعنى المراد في "وادكر بعد امة"على قول ابن عباس هو النسيان
قال أبو عبيدة والأخفش: {وادّكر بعد أمّةٍ} أي افتعل من ذكرت فأدغم التاء في الذال فحولوها دالاً ثقيلة أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمهاً، ساكن أي نسيت وذلك على قراءة من قراء بفتح الألف وتخيف الميم
وقال ابن فارس: وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَهَا كَذَلِكَ، أَنَّهُ النِّسْيَانُ، يُقَالُ: أَمِهْتُ: إِذَا نَسِيتُ

*فالقراءة بفتح الألف وتخييف الميم المراد بها النسيان على قول ابن عباس يقال: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي وهو تفسير بالمعنى المطابق
__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

3-قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه)

تخريج القول:
أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس،عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ، عن سالمٍ الأفطس، في قوله: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه

توجيه القول
فالخطاب في الآية على هذا القول للمؤمنين وليس للمنافقين : أي أن الشيطان خوّفوكم بجموع عدوّكم، ومسيرهم إليكم
وقال ابن عباس وقتادة ومجاهد: يخوف المؤمنين بالكفار
وهو نظير قوله تعالى :{لينذر بأسًا شديدًا}، بمعنى: لينذركم بأسه الشّديد، وذلك أنّ البأس لا ينذر، وإنّما ينذر به
وكذلك {لينذر يوم التلاق} معناه: لينذركم يوم التلاق [وهذا على حذف المفعول الأول، ودلالة المفعول الثاني عليه]
*وهو تفسير ببعض لازم المعنى
______________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

4-قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
تخريج القول:
أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدّثنا ابن حميدٍ، عن جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {يحفظونه من أمر اللّه} قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه

توجيه القول:
له فى الآية عائدة على المولى عز وجل
معقبات : الملائكة وذلك مصداق ما ورد عن النبي في الصحيح :أنّ ملائكة اللّيل إذا صعدت بالنّهار أعقبتها ملائكة النّهار، فإذا انقضى النّهار صعدت ملائكة النّهار ثمّ أعقبتها ملائكة اللّيل
ويحفظونه بمعنى يحرسونه
ومن بمعنى الباء أي بأمر الله كما في قول قتادة وكذلك قول أبو عبيدة معمر بن المثنى وابن قتيبة الدينوري من أهل اللغة [أو أن (من) هنا بمعنى السببية، وللشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله تفصيل لمعنى (من) في هذه الآية، في دورة طرق التفسير، درس معاني الحروف، فأرجو مراجعته]
"ومن أمر الله" في موضع رفع صفه للمعقبات الحفظة
وهي نظير : {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي: على. وقال: {أم لهم سلمٌ يستمعون فيه} أي: يستمعون عليه [الخلاف بين تعاقب الحروف بأن يأتي أحدها بمعنى الآخر، أو التضمين بأن يُضمن الفعل معنى آخر مناسب للحرف، مشهور بين أهل اللغة وقد فصله شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير، وتدرسينها بإذن الله، في مستويات قادمة، والراجح في المسألة القول التضمين، والله أعلم]
في الآية تقديم وتأخير

*وعليه فالمعنى :"لله ملائكة بإذن الله يحرسون العبد من بين يديه ومن خلفه" وهو تفسير ببعض لازم المعنى
______________________________________________________________________

5-قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه)

تخريج القول:
أخرجه البخاري في صحيحه،، وابن جرير في تفسيره، والحاكم في مستدركه من طريق هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به
وأخرجه الطبري في صحيحه أيضا من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به

توجيه القول:

قال الزجاج :الكوثر فوعل من الكثرة
وقال ابن عطية : (كوثرٌ) بناء مبالغةٍ من الكثرة، ولا محالة أنّ الذي أعطى اللّه تعالى محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من النبوّة والحكمة والعلم بربّه تعالى، والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها، فكأنه يقال في هذه الآية: إنّا أعطيناك الحظّ الأعظم».

*وعليه فالقول بأن الكوثر الخير يعمّ النّهر وغيره, وغيره من الأقوال تفسير بالمثال

التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير، وأحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir