دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:54 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الباب التاسع والعشرون - فى الكلمات المفتتحة بحرف الياء

( الباب التاسع والعشرون - فى الكلمات المفتتحة بحرف الياء )
وهى: الياء نفسه، ويئس، ويبس، ويتم، ويد، ويسر، ويقظ، ويقن، ويقت، ويم، ويمن، وينع، ويوم، ويا، ويا أيها.


التوقيع :
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:36 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الياء )

( بصيرة فى الياء )
وهى حرف هجاء شجرى مخرجه من مفتتح الفم جوار مخرج الصاد، والنسبة إليه يائى وياوى ويوى. والفعل منه ياءيت ياء حسنة وحسناء، والأصل يييت، اجتمعت أربع ياءات متوالية قلبوا اليائين المتوسطين ألفا وهمزة طلبا للتخفيف.
2 - الياء فى حساب الجمل: اسم لعدد العشرة.
3 - الياء الأصلى: الذى يكون تارة فى أول الكلمة، نحو يمن، وتارة فى وسطها، نحو: مين، وتارة فى آخرها نحو: ظبى ولحى.
4 - الياء المكررة، نحو: حى وطى فى الأسماء، وعين وبين فى الأفعال.
5 - الياء الكافية عن كلمة نحو: يس، وكهيعص، الياء من اليمن، والسين من السيد، وهكذا باقى الحروف.
6 - ياء الوقف، فى نحو: حبلى وكسرى إذا وقفوا عليها جعلوا الألف المقصورة ياء.
7 - ياء التثنية [نحو]: رأيت الزيدين، {ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين}، {إحدى ابنتي هاتين}، {وجعلنا الليل والنهار آيتين}.
8 - ياء الجمع: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات}.
9 - ياء الإعراب فى الأسماء نحو: رب اغفر لى ولأبى: {لا أملك إلا نفسي وأخي}.
10 - ياء الاستقبال فى حال الإخبار، نحو؛ يدخل، ويخرج.
11 - الياء الفارقة المميزةة بين الخطاب والتأنيث، نحو: تضربى وتدخلى.
12 - ياء الإضافة، وتكون مخففة، نحو: دارى وغلامى {قل ياعبادي}.
13 - ياء النسبة، وتكون مشددة، نحو: عربى وقرشى.
14 - ياء المؤنث: {فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي}.
15 - ياء التصغير: {يابني اركب معنا}، {يابني لا تشرك بالله}، ونحوه: أخى وأخية، ورجيل ومرية.
16 - ياء النداء: يا ربنا.
17 - الياء الزائدة، وهذه قد تكون فى أول الكلمة نحو: يرمع، ويعسوب؛ أو فى ثانيها نحو: حيدر وصيقل؛ أو فى ثالثها، نحو: خطيب وخطير؛ أو فى رابعها نحو: قنديل ومنديل؛ أو فى خامسها نحو: خندريس وعنتريس.
18 - الياء المبدلة، وهذه إما أن تكون من ألف: كحملاق فى حمليق أو من باء: كالثعالى فى ثعالب، أو من ثاء: كالثالى فى الثالث، أو من راء: كقيراط فى قراط، أو من سين: كالسادى والخامى فى السادس والخامس، أو من صاد: نحو قصيت أظفارى فى قصصت، أو من ضاد نحو: تقضى البازى أى تقضض، أو من عين: كالضفادى فى ضفادع، أو من كاف: كالمكاكى فى جمع مكوك، أو من لام نحو: أمليت فى أمللت، أو من ميم نحو: ديماس فى دماس، أو من نون نحو: دينار والأصل دنار؛ أو من واو نحو: ميزان، والأصل موزان؛ أو من هاء نحو: دهديت الحجر فى دهدهته.
19 - الياء اللغوى، قال الخليل: الياء عندهم الناحية.
*تيممت ياء الحى حين رأيتها * تضىء كبدر طالع ليلة البدر*

  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:36 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يئس )

( بصيرة فى يئس )
اليأس واليأسة: القنوط. ابن فارس: اليأس: قطع الأمل/ وليس فى كلام العرب ياء فى صدر الكلام بعدها همزة إلا هذه، يقال: يئس من الشىء ييأس، مثال علم يعلم، وفيه لغة أخرى: يئس ييئس بالكسر فيهما، وهى شاذة، وقرأ الأعرج ومجاهد {لا تيئسوا من روح الله} بكسر التاء. وقرأ ابن عباس رضى الله عنهما {إنه لا ييئس من روح الله} وهذا على لغة تميم وأسد وقيس وربيعة، يكسرون أول المستقبل إلا ما كان فى أوله ياء نحو يعلم لاستثقالهم الكسرة على الياء، وإنما يكسرون فى ييأس وييجل لتقوى إحدى الياءين بالأخرى. ورجل يؤس ويوؤس مثل حذر وصبور. وقال المبرد: منهم من يبدل فى المستقبل من الياء الثانية ألفا فيقول ياءس. قال: ويقال يئس ييأس كحسب يحسب، ونعم ينعم، ويئس ييئس بالكسر فيهن. وقال أبو زيد: عليا مضر يقولون: يحسب وينعم وييئس بالكسر، وسفلاها بالفتح. وقال سيبويه: وهذا عند أصحابنا يجىء على لغتين، يعنى يئس ييأس ويأس ييئس، ثم يركب منهما لغة ثالثة. وأما ومق يمق ووثق يثق وورم يرم وولى يلى ووفق يفق وورث يرث فلا يجوز فيهن إلا الكسر لغة واحدة.
ويئس أيضا بمعنى علم فى لغة النخع، ومنه قوله: {أفلم ييأس الذين آمنوا}. كان على بن أبى طالب رضى الله عنه ومجاهد وأبو جعفر والجحدرى وابن كثير وابن عامر يقرأون: (أفلم يتبين الذين آمنوا)، فقيل لابن عباس: إنها ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس. وقال سحيم بن وثيل اليربوعى الرياحى.
*وقلت لهم بالشعب إذ ييسروننى * ألم تيأسوا أنى ابن فارس زهدم*
وقال
الفراء فى قوله تعالى: {ألم ييئس الذين آمنوا} أفلم يعلم قال: وهو فى المعنى على تفسيرهم، لأن الله تعالى قد أوقع إلى المؤمنين أن لو شاء لهدى الناس جميعا فقال: أفلم ييأسوا علما، يقول: يؤيسهم العلم، فكان العلم فيه مضمرا، كما تقول فى الكلام: قد يئست منك ألا تفلح، كأنك: قلت [قد] علمته علما. وقيل معناه: أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان من وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون، لأنه قال: {ولو شآء الله لجمعهم على الهدى}.
وقوله: {كما يئس الكفار من أصحاب القبور} قال ابن عرفة: معنى قول مجاهد: كما يئس الكفار فى قبورهم من رحمة الله تعالى، لأنهم آمنوا بعد الموت بالغيب فلم ينفعهم إيمانهم حينئذ، وعلى قال: كما يئسوا أن يحيوا ويبعثوا.
وأيأسته وآيسته: قنطته، قال طرفة بن العبد:
*وأيأسنى من كل خير طلبته * كأنا وضعناه إلى رمس ملحد*
واتأس على افتعل، واستيأس بمعنى تأيس، قال الله تعالى: {فلما استيأسوا منه}.

  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:36 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يبس )

( بصيرة فى يبس )

اليبس بالضم مصدر قولك: يبس الشىء بالكسر ييبس ويابس، وفيه لغة أخرى: يبس ييبس بالكسر فيهما، وهو شاذ.
واليبس: اليابس، يقال: حطب يبس بالفتح قال ابن عبدة:
*تخشخش أبدان الحديد عليهم * كما خشخشت يبس الحصاد جنوب*
وقال ابن السكيت: هو جمع يابس مثل راكب وركب. وقال أبو عبيد فى قول ذى الرمة:

*ولم يبق بالخلصاء مما عنت به * من الرطب إلا يبسها وهجيرها* ويروى بالفتح، قال: وهما لغتان.
/وقرأ الحسن البصرى: {طريقا فى البحر يبسا} بالفتح وسكون الباء، وقرأ الأعمش: يبسا بكسر الباء، وهى [لغة فى فتح] الباء.
والعرب تقول فيما أصله اليبوسة ولم يعهد رطبا قط: هذا شىء يبس بفتح الباء، فإن كان يعهد رطبا ثم يبس فبسكونها، يقال: هذا حطب يبس وموضع يبس أى كانا رطبين ثم يبسا. والطريق الذى ضربه الله لموسى عليه السلام وأصحابه لم يعهد قط طريقا لا رطبا ولا يابسا إنما أظهره الله تعالى لهم جسدا مخلوقا على ذلك لتعظيم الآية وإيضاحها. وأما قراءة إسكان الباء فذهابا إلى أنه وإن لم يكن طريقا فإنه موضع قد كان فيه ماء فيبس. وحرك العجاج الباء، للضرورة فى قوله:
*تسمع للحلى إذا ما وسوسا * والتج فى أجيادها وأخرسا*
*رفرفة الريح الحصاد اليبسا*
ويقال: شاة يبس: إذا لم يكن بها لبن، ويبس أيضا بالتسكين، حكاهما أبو عبيدة. وقال ابن عباد: اليبسة: التى لا لبن لها من الشاء، والجمع اليبسات واليباس.
والأيبسان: مالا لحم عليه من الساقين، وقيل: ما ظهر من عظمى وظيف الفرس وغيره، وهو اسم لا نعت، ولهذا جمع على أيابس.
واليبيس من النبات: ما يبس منه، يقال يبس فهو يبيس مثال سلم فهو سليم.
ويبيس الماء: العرق، قال بشر بن أبى خازم يصف حجرا.
تراها من يبيس الماء شهبا.
إنما قال شهبا لأن العرق يجف عليها فتبيض.
وأيبس يا رجل، أى اسكت. وأيبست الأرض: يبس بقلها.
وأيبسه، ويبسه تيبيسا: جففه قال جرير:
*فلا توبسوا بينى وبينكم الثرى * فإن الذى بينى وبينكم مثرى*
واتبس على افتعل: يبس.

  #5  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:36 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى اليتم )

( بصيرة فى اليتم )

اليتم: انقطاع الطفل عن الأب قبل بلوغه، وفى سائر الحيوان من قبل أمه، قال الله تعالى: {ألم يجدك يتيما فآوى} والجمع: يتامى، وأيتام، ويتمة، وميتمة، قال الله تعالى: {ويسألونك عن اليتامى}.
وقال اللغويون: اليتم: الانفراد؛ والهم.
واليتيم: الفرد من كل شىء.
واليتم بالضم، واليتم بالتحريك: فقدان الأب، يتم ييتم كضرب يضرب، ويتم ييتم، كعلم يعلم، يتما ويتما، وهو يتيم ويتمان ما لم يبلغ الحلم. وامرأة موتم، ونسوة مياتيم.
ويتم كفرح: قصر؛ وفتر؛ وأعيا؛ وأبطأ.
ويقال: درة يتيمة تنبيها أنه قد انقطع مادتها التى خرجت منها. ويقال: بيت يتيم تشبيها بالدرة اليتيمة.

  #6  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:39 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يسر )

( بصيرة فى يسر )

/اليسر ضد العسر، قال الله تعالى: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا}. وقوله تعالى: {فما استيسر من الهدي}، أى تسهل.
ويسر الأمر ويسر وتيسر واستيسر. ويسره الله تعالى وياسره: سهله. وفى الدعاء للحبلى: أيسرت وأذكرت، أى يسرت عليها الولادة، وتيسر له الخروج. وتيسر له فتح جليل.
وخذ بميسوره ودع معسوره. ويسر الأمر كعنى، فهو ميسور، قال الله تعالى: {فقل لهم قولا ميسورا}.
وفرس يسر بفتحتين: لين الانقياد، قال:
*إنى على تحفظى ونزرى * أعسر إن ما رستنى بعسر*
*ويسر لمن أراد يسرى*
وإن قوائم هذه الدابة يسرات، أى خفاف، قال كعب بن زهير:
*تخدى على يسرات وهى لاحقة * ذوابل وقعهن الأرض تحليل*
وولادة يسر. ويسره الله فتيسر.
وفى الحديث: "إن هذا الدين يسر" أراد أنه سهل سمح قليل التشديد. وفى حديث آخر: "يسروا ولا تعسروا". وفيه أيضا: "من أطاع الإمام وياسر الشريك"، وفيه: "كيف تركت البلاد؟ فقال: تيسرت" أى أخصبت. وفيه: "لن يغلب عسر يسرين" أى أن العسر بين يسرين، إما فرج عاجل فى الدنيا، وإما ثواب آجل فى الآخرة. وقيل: أراد أن العسر الثانى هو الأول لأنه ذكره معرفا باللام، وذكر اليسرين نكرتين وكانا اثنين، تقول: كسبت درهما ثم يقول: أنفقت الدرهم، فالثانى هو الأول المكتسب. وفى الحديث أيضا: "تياسروا فى الصداق" أى تساهلوا فيه ولا تغالوا. وفيه: "اعملوا وسددوا وقاربوا، فكل ميسر لما خلق له". وفيه: "وقد يسر له طهور"، أى هيئ ووضع. وفيه: "وقد تيسر للقتال": تهيأ له واستعد.
وفى حديث على رضى الله عنه: "اطعنوا اليسر" بالفتح وسكون السين وهو الطعن حذاء الوجه. وقال أيضا: "الشطرنج ميسر العجم" شبه اللعب به بالميسر، وهو القمار بالقداح. وكل شىء فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز.
وكان عمر رضى الله عنه أعسر أيسر هكذا يروى، والصواب "أعسر يسر"، وهو الذى يعمل بيديه جميعا ويسمى الأضبط أيضا.
واليسير يقال فى الشىء القليل. وفى الشىء السهل، فعلى الأول قوله تعالى: {وما تلبثوا بهآ إلا يسيرا}، وعلى الثانى قوله تعالى: {وكان ذلك على الله يسيرا}.
والميسرة واليسار عبارة عن الغنى، قال تعالى: {فنظرة إلى ميسرة}.
واليسار: أخت اليمين، واليسار بالكسر لغة فيها، وليس فى الكلام له نظير سوى هلال بن يسار، على أن الفتح لفة فيها.
ويسرت الغنم: كثر لبنها.

  #7  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:39 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى اليد )

( بصيرة فى اليد )

اليد: الكف، وقيل: اليد من أطراف الأصابع إلى الكتف وأصلها يدى، والجمع يدى، وجمع الجمع أياد. وفيها لغات: اليد بالتخفيف، واليد بالتشديد، واليدى كفتى، واليده. وإنما قلنا أصلها يدى لأنهم يجمعونها على أيد، وأيد أفعل، وأفعل فى جمع فعل أكثر نحو أظب وأفلس، قال الله تعالى: {أم لهم أيد يبطشون بهآ}، وقوله تعالى: {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} وقولهم: يديان يدل على أن أصله فعل. ويديته: ضربت يده.
واستعير اليد للجاه، والوقار، والطريق، ومنع الظلم، والقوة، والقدرة، والسلطان، والملك - بكسر الميم - والجماعة، والأكل، والندم، والغياث، والإسلام، والذل، والنعمة، والإحسان، والجمع: يدى مثلثة الأول، وأيد.
ويدى كعنى، ويدى كرضى، وهذه ضعيفة: أولى برا.
ويديته: أصبت/ يده؛ واتخذت عنده يدا كأيديت عنده، وهذه أكثر، فأنا مود، وهو مودى إليه.
ويقال: هذا فى يد فلان، أى فى حوزه وملكه، قال الله تعالى: {أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح}.
ولفلان يد على كذا، أى قوة وتسلط. ومالى بكذا يد، ومالى به يدان..
ويده مطلقة، عبارة عن بث النعمة، ويده مغلولة، عبارة عن إمساك النعم، قال الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} تنبيها على التوسط بين طرفى التبذير والتقتير.
ويقال: نفضت يدى عن كذا، أى خليته وتركته.
وقوله تعالى: {إذ أيدتك بروح القدس} أى قويت يدك وقوله: {فويل لهم مما كتبت أيديهم} تنبيه أنهم
اختلقوه، وذلك كنسبة القول إلى أفواههم فى قوله: {ذلك قولهم بأفواههم} تنبيها على اختلاقهم.
وقوله تعالى: {أولي الأيدي والأبصار} إشارة إلى القوة الموجودة لهم. وقوله: {واذكر عبدنا داوود ذا الأيد} أى القوى.
وقوله: {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} أى يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم فى مقارتهم. وموضع قوله عن يد حال. وقيل: بعد اعتراف أن أيديكم فوق أيديهم، أى يلزمون الذل.
ويقال: فلان يد فلان، أى وليه وناصره. ويقال لأولياء الله هم أيدى الله، وعلى هذا الوجه قال الله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} فإذا يده صلى الله عليه وسلم يد الله، وإذا كان يده فوق أيديهم فيد الله فوق أيديهم. ويؤيد ذلك ما فى الصحيحين من الحديث القدسى: "لا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها".
وقوله تعالى: {لما خلقت بيدي} عبارة عن توليه لخلقه باختراعه الذى ليس إلا له تعالى. وخص لفظ اليد إذ هى أجل الجوارح التى يتولى بها الفعل فيما بيننا ليتصور لنا اختصاص المعنى، لا لنتصور منه تشبيها. وقيل: معناه بنعمتى التى رشحتها لهم. والباء فيه ليس كالباء فى قطعته بالسكين، بل هو كقولهم: خرج بسيفه، أى ومعه سيفه، أى خلقته ومعه نعمتاى الدنيوية والأخروية اللتان إذا رعاهما بلغ بهما السعادة الكبرى.
وقوله: {يد الله فوق أيديهم}، قيل: نعمته ونصرته
وقوته.
ورجل يدى، وامرأة يدية، أى صناع.
وقوله: {ولما سقط في أيديهم} أى ندموا، يقال: سقط (فى يده وأسقط)، وذلك عبارة عن المتحسر أو عمن يقلب كفيه كما قال تعالى: {فأصبح يقلب كفيه على مآ أنفق فيها}.
وقوله تعالى: {فردوا أيديهم في أفواههم} أى كفوا عما أمروا بقبوله من الحق، يقال رد يده فى فمه، أى أمسك ولم يجب. وقيل: ردوا أيدى الأنبياء فى أفواههم، أى قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا. وقيل: ردوا نعم الله بأفواههم، أى بتكذيبهم. وقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان}، أى يد نعمته ويد منته. وفى الحديث "اليد العليا خير من اليد السفلى".
وقيل فى قوله تعالى: {تبت يدآ أبي لهب وتب} إنها على الأصل، لأن يدا لفة فى اليد، أو هى الأصل وحذف ألفه كما قدمناه، وقيل بل هى تثنية اليد.

  #8  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:42 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يقظ )

( بصيرة فى يقظ )

رجل يقظ ويقظ، مثال حذر، وحذر، وندس وندس: خلاف النائم؛ يقال: يقظ بالكسر ييقظ، كعلم يعلم، يقظا ويقظة بالتحريك فيهما، فهو يقظان وامرأة يقظى، ورجال ونسوة أيقاظ، قال الله تعالى: {وتحسبهم أيقاظا وهم رقود}، قال رؤبة ويروى للعجاج:
*ووجدوا إخوتهم أيقاظا*
ونساء يقاظى.
وقال اللحيانى: يقظ الرجل يقاظة ويقظا بينا فهو يقظ بالضم. ورجل يقظ ويقظ أيضا: خلاف الغافل الساهى، وإنما ذلك من الحذر.
وقال أبو عمرو: إن فلانا ليقظ: إذا كان خفيف الرأس/ ويقال ما رأيت أيقظ منه.
ويقظته من منامه وأيقظته، أى نبهته، فتيقظ واستيقظ. وفى الحديث "إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمسن يده فى الإناء حتى يغسلها ثلاثا".
واليقظة عند القوم أول منازل العبودية، وهى انزعاج القلب. لروعة الانتباه من رقدة الغافلين. ولله ما أنفع هذه الروعة، وما أعظم قدرها وخطرها، وما أقوى إعانتها على السلوك، فمن أحسن بها فقد أحس والله بالفلاح، وإلا فهو فى سكرات الغفلة، فإذا انتبه وتيقظ شمر بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى، فأخذ فى أهبة السفر، وانتقل إلى منـزلة العزم، وهو العهد الجازم على الشىء، ومفارقة كل قاطع ومعوق، ومرافقة كل معين وموصل، وبحسب كمال انتباهه ويقظته تكون عزيمته، وبحسب قوة عزمه، يكون استعداده، فإذا استيقظ أوجبت اليقظة الفكرة وهى تحديق القلب نحو المطلوب الذى قد سعد به مجملا، ولم يهتد إلى تفصيله، وطريق الوصول إليه، فإذا صحت فكرته أوجبت له البصيرة، وهى نور فى القلب
يرى به حقيقة الوعد والوعيد ، والجنة والنار، وما أعد الله فى هذه لأوليائه ، وفى هذه لأعدائه ، فأبصر الناس وقد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوه الحق ، وقد نزلت ملائكة السماوات فأحاطت، وقد جاء الله ونصب كرسيه لفصل القضاء، وقد أشرقت الأرض بنوره، ووضع الكتاب، وجاء بالنبيين والشهداء، وقد نصب الميزان، وتطايرت الصحف، واجتمعت الخصوم، وتعلق كل غريم بغريمه، ولاح الحوض وأكوابه عن كثب، وكثر العطاش، وقل الوارد، ونصب الجسر للعبور عليه، والنار تحطم بعضها بعضا تحته والساقطون فيها أضعاف أضعاف الناجين، فينفتح فى قلبه عين ترى ذلك، ويقوم بقلبه شاهد من شواهد الآخرة يريه الآخرة ودوامها، والدنيا وسرعة انقضائها. والبصيرة نور يقذفه الله فى القلب يرى به حقيقة ما أخبرت به الرسل كأنه شاهد رأى عين، فيتحقق مع ذلك انتفاعه بما دعت إليه الرسل وتضرره بمخالفتهم. وهذا معنى قول بعض العارفين: البصيرة تحقق الانتفاع بالشىء، والتضرر به. والله تعالى أعلم.

  #9  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:42 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يقت )

( بصيرة فى يقت )

الياقوت فارسى معرب نطق به القرآن المجيد، قال الله تعالى: {كأنهن الياقوت والمرجان}، الواحد ياقوتة، والجمع اليواقيت. وسكت عن ذكره أكثر أهل اللغة. وقال أرسطاطاليس: الياقوت ثلاثة أجناس: أصفر وأحمر وكحلى، فالأحمر أشرفها وأنفسها. وهو حجر إذا نفخ عليه النار ازداد حسنا وحمرة، فإن كانت فيه نكتة شديدة الحمرة وأدخل النار انبسطت فى الحجر فسقته من تلك الحمرة وحسنته، وإن كانت فيه نكتة سوداء قل سوادها ونقص. والأصفر منه أقل صبرا على النار من الأحمر، وأما الكحلى فلا صبر له على النار البتة.
وجميع أنواع الياقوت/ لا تعمل فيه المبارد. وأما طبعه فيشبه أن يكون معتدلا. وأما خاصيته فى تفريح النفس وتقوية القلب ومقاومة السموم فأمر عظيم ، ويشبه أن تكون هذه الخاصية فيه قوة قابضة منه كقبضانها من المغناطيس، ولذلك يجذب المغناطيس الحديد من بعيد.
ومما ينفع فى هذا الباب من أمر الياقوت أنه يبعد أن يقال إن حرارتها الغريزيه تفعل فى الياقوت المسروب إحالة وتحليلا وتمزيحا لجوهره بجواهر البخار الروحى كما يفعل الزعفران أو غيره، ثم يحدث منه فعله، فإن جوهره كما يظهر جوهر بعيد عن الانفعال، فيشبه أن يكون فعل الحرارة الغريزية غير مؤثر فى جوهره ولا فى أعراضه اللازمة لصورته، ولكن فى أقصى أينه ومكانه، وفى عرضيته، أما فى أينه فبأن ينفذ مع الدم إلى ناحية القلب فيصير أقرب من المنفعل فيفعل فعله أقوى؛ واما فى كيفيته فبتسخينه، ومن شأن السخونة أن تبين الخواص وتنبهها مثل الكهرباء، فإنه إذا قصر فى جذب التبن حك حتى يسخن ثم قوبل به التبن فيجذبه.
وما يشهد به
الأولون من تفريح الياقوت إمساكه فى الفم، وهذا دليل على أنه ليس يحتاج فى تفريحه إلى استحالة من جوهره وأعراضه اللازمة له، ولا إلى مماسة المنفعل عنه، بل قوته المفرحة قابضة عنه، إلا أنه يقوى فعلها بالتسخين والتقريب كما فى سائر الجواهر، ويشبه أن يبين فعل هذه الخاصية ما فيه من التنوير.
وقال البصرى: الياقوت أجناس، فالأحمر منه أقرب إلى الحر من الأزرق، والأبيض أبرد من الأزرق. ومن علق على بدنه من أجناس الياقوت الثلاثة أو تختم وكان فى بلد قد وقع [فيه] الطاعون أمن من الطاعون إن شاء الله.
وأجود الياقوت الأحمر الرمانى، مانع للوسواس والخفقان وضعف القلب شربا، وقيل يمنع جمود الدم تعليقا.

  #10  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:43 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يم )

( بصيرة فى يم )

اليم: البحر، وقيل: لجة البحر. وهو معرب، سريانية أصلها يما لا يكسر ولا يجمع جمع السلامة، قال الله تعالى: {فألقيه في اليم}.
والتيمم: التوخى والتعهد. ويممه: قصده.
ويمم المريض للصلاة فتيمم هو.
ويم فهو ميموم: طرح فى البحر. ويم الساحل: غلبه البحر فطما عليه.
وتيممته برمحى: قصدته دون غيره.

  #11  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:44 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يقن )

( بصيرة فى يقن )

اليقين من صفة العلم فوق المعرفة والدراية وأخواتهما، يقال: علم يقين، ولا يقال: معرفة يقين؛ وقد يقن زيد الأمر كفرح يقنا ويقنا وأيقنه وأيقن به ، وتيقنه، واستيقنه واستيقن به: علمه وتحققه.
وهو يقن ويقن ويقنة وميقان: إذا كان لا يسمع شيئا إلا أيقنه، وهى ميقانة.
قال المحققون: اليقين من الإيمان بمنـزلة الروح من الجسد، وفيه تفاضل العارفون وتنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وعمل القوم إنما كان عليه، وإشارتهم كلها إليه. وإذا تزوج الصبر باليقين ولد بينهما حصول الأمانة فى الدين، قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}. وخص تعالى أهل اليقين بانتفاعهم بالآيات، والبراهين، قال وهو أصدق القائلين/ {وفي الأرض آيات للموقنين}، وخص أهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين فقال: {والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولائك على هدى من ربهم وأولائك هم المفلحون} وأخبر عن أهل النار بأنهم لم يكونوا من أهل اليقين فقال: {وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين}.
فاليقين روح أعمال القلوب التى هى أرواح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصديقية، وقطب رحى هذا الشأن الذى عليه مداره ، قال صلى الله عليه وسلم: "لا ترضين أحدا بسخط الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله،فإن رزق الله لا يسوقه حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره، فإن الله بعدله وقسطه جعل الروح والفرح فى الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن فى الشك والسخط".
واليقين قرين التوكل، ولهذا فسر التوكل بقوة اليقين. والصواب أن التوكل ثمرة اليقين ونتيجته، ولهذا حسن اقتران الهدى به، قال تعالى: {فتوكل على الله إنك على الحق المبين} فالحق هو اليقين. وقالت رسل الله: {وما لنآ ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا}، ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نورا وإشراقا، وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وغم وهم، وامتلأ محبة الله وخوفا منه ورضا به، وشكرا له، وتوكلا عليه، وإنابة إليه، فهو مادة جميع المقامات، والحامل له.
واختلف هل هو كسبى أو موهبى. فقيل: هو العلم المستودع فى القلوب، فيشير إلى إنه غير كسبى.
وقال سهل: اليقين من زيادة الإيمان، ولا ريب أن الإيمان كسبى باعتبار أسبابه، موهبى باعتبار نفسه وذاته. وقال سهل أيضا: ابتداؤه المكاشفة كما قال بعض السلف: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا.
وقال ابن خفيف: هو تحقق الأسرار بأحكام المغيبات.
وقال أبو بكر بن طاهر: العلم يعارضه الشكوك، واليقين لا شك فيه. وعند القوم: اليقين لا يساكن قلبا فيه سكون إلى غير الله.
قال ذو النون: اليقين يدعو إلى قصر الأمل، وقصر الأمل يدعو إلى الزهد، والزهد يورث الحكمة، وهى تورث النظر فى العواقب.
وثلاثة من أعلام اليقين: قلة مخالطة الناس فى العشرة؛ وترك المدح لهم فى العطية؛ والتنـزه عن ذمهم عند المنع. وثلاثة من أعلامه أيضا:
النظر إليه فى كل شىء؛ والرجوع إليه فى كل أمر؛ والاستعانة به فى كل حال.
وقال الجنيد رحمه الله: اليقين هو استقرار العلم الذى لا يحول ولا ينقلب ولا يتغير فى القلب.
وقال ابن عطاء رحمه الله: على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين. وأصل التقوى مباينة المنهى عنه، فعلى مفارقتهم النفس وصلوا إلى اليقين.
وقيل: اليقين هو المكاشفة، وهى على ثلاثة أوجه: مكاشفة بالأخبار، ومكاشفة بإظهار القدرة، ومكاشفة القلوب بحقائق الإيمان. ومراد القوم بالمكاشفة ظهور الشىء بالقلب بحيث تصير نسبته إليه كنسبة المرئى إلى العين، فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلا، وهذا نهاية الإيمان، وهو مقام الإحسان. وقد يريدون بها أمرا آخر وهو ما يراه أحد فى برزخ بين النوم واليقظة عند أوائل تجرد الروح عن البدن ومن أشار إلى غير هذين فقط غلط، ولبس عليه.
وقال السرى: اليقين سكونك عند جولان الموارد فى صدرك، ليقينك أن حركتك فيها لا تنفعك ولا ترد عنك مقضيا.
وقال أبو بكر الوراق: اليقين ملاك القلب، وبه كمال الإيمان. وباليقين عرف الله، وبالعقل عقل عن الله.
وقال الجنيد رحمه الله: قد مشى رجال باليقين على الماء، ومات بالعطش من هو أفضل منهم يقينا.
وقد اختلف فى تفضيل اليقين على الحضور، والحضور على اليقين، فقيل: الحضور أفضل. وبعضهم رجح اليقين وقال هو غاية الإيمان. والأول رأى أن اليقين ابتداء الحضور، وكأنه جعل اليقين ابتداء والحضور دواما، وهذا الخلاف لا يتبين، فإن اليقين لا ينفك عن الحضور، والحضور لا ينفك عن اليقين، بل فى اليقين من زيادة الإيمان ومعرفة تفاصيله وتنزلها منازلها ما ليس فى الحضور، فهو أكمل منه من هذا
الوجه، وفى الحضور من الجمعية وعدم التفرقة والدخول فى الفناء ما قد ينفك عنه اليقين، فاليقين خص بالمعرفة، والحضور خص بالإرادة. والله أعلم.
وقال النهرجوى رحمه الله: إذا استكمل العبد حقائق اليقين صار البلاء عنده نعمة، والرخاء مصيبة.
وقال أبو بكر الوراق رحمه الله: اليقين على ثلاثة أوجه: يقين خبر، ويقين دلالة، ويقين مشاهدة. يريد بيقين الخبر سكون القلب إلى خبر المخبر ووثوقه به؛ ويقين الدلالة ما هو فوقه، وو أن يقيم له مع وثوقه بصدقه الأدلة على ما أخبر به، وهذا كعامة الأخبار بالإيمان والتوحيد فى القرآن، فإنه سبحانه مع كونه أصدق القائلين الصادقين يقيم لعباده الأدلة والبراهين على صدق أخباره، فيحصل لهم اليقين من الوحهين، من جهة الخبر ومن جهة الدليل، فيرتفعون من ذلك إلى الدرجة الثالثة وهى يقين المكاشفة بحيث المخبر به كالمرئى لعيونهم، فنسبة الإيمان بالغيب هى إلى القلب كنسبه المرئى إلى العين وهذا أعلى أنواع المكاشفة، وهى التى أشار إليها عمر بن عبد القيس فى قوله: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. وليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من كلام على بن أبى طالب كرم الله وجهه كما يظنه من لا علم له بالمنقولات.
وقال بعضهم: رأيت الجنة والنار حقيقة، قيل له: كيف؟ قال: رأيته بعينى رسول الله/ صلى الله عليه وسلم، ورؤيتى لهما بعينيه أوثق عندى من رويتى لهما بعينى، فإن بصرى قد يخطئ بخلاف نصره صلى الله عليه وسلم.
واليقين يحمل على مباشرة الأهوال وركوب الأخطار، وهو يأمر بالتقدم دائما، فإن لم يقارنه العلم حمل على المعاطب، والعلم يأمر بالتأخر دائما وبالإحجام، فإن لم يصبه اليقين فقد [يصد صاحبه] عن المكاسب والغنائم.
وقال الشيخ أبو إسماعيل الأنصارى رحمه الله: اليقين مركب الآخذ فى هذا الطريق، وهو غاية درجات العامة وأول خطوة للخاصة، لما كان اليقين هو الذى يحمل السائر إلى الله، كما قال أبو سعيد الخراز رحمه الله: العلم ما استعملك، واليقين ما حملك وسماه مركبا يركبه السائر إلى الله، فإنه لولا اليقين ما سار الراكب إلى الله، ولا ثبت لأحد قدم فى السلوك؛وإنما جعله آخر درجات العامة لأنهم إليه ينتهون.ثم حكى قول من قال: إنه أول خطوة للخاصة، يعنى أنه ليس بمقام له، وإنما هو مبتدأ سلوكه، وهذا لأن الخاصة عنده سائرون إلى الجمع والفناء فى شهود الحقيقة، لا يقف لهم دونها همة، فكل ما دونها فهو عندهم من مشاهدة العامة ومنازلهم ومقاماتهم حتى المحبة، وحسبك بجعل اليقين نهاية للعامة وبداية لهم.
قال: وهو على ثلاث درجات:
علم اليقين: وهو ما ظهر من الحق، وقبول ما غاب للحق، والوقوف على ما قام بالحق، فذكر رحمه الله ثلاثة أشياء هى متعلق اليقين وأركانه
الأول: هو ما ظهر من الحق تعالى، والذى ظهر منه سبحانه أوامره ونواهيه وشرعه ودينه الذى ظهر لنا منه على ألسنة رسله، فيتلقاه بالقبول والانقياد والإذعان والتسليم للربوبية، والدخول تحت رق العبودية.
الثانى: قبول ما غاب للحق وهو الإيمان بالغيب الذى أخبر به الحق سبحانه على لسان رسله من أمور المعاد وتفاصيله، والجنة والنار، وما قبل ذلك من الصراط والميزن والحساب، وما قبل ذلك من تشقق السماء وانفطارها وانتثار الكواكب ونسف الجبال وطى العالم، وما قبل ذلك من أمور البرزخ ونعيمه وعذابه، فقبول هذا كله تصديقا وإيمانا هو اليقين بحيث لا يخالج القلب
فيه شبهة ولا شك ولا ريب، ولا تناس ولا غفلة عنه، فإنه إن لم يستملك يقينع أفسده وأضعفه، الثالث: الوقوف على ما قام بالحق سبحانه من أسمائه وصفاته وأفعاله، وهو علم التوحيد الذى أساسه إثبات الأسماء والصفات، وضده التعطيل والنفر والتجهيم. فهذا التوحيد يقابله التعطيل. وأما التوحيد القصدى الإرادى الذى هو إخلاص العمل لله وعبادته وحده فيقابله الشرك، والتعطيل شر من الشرك، فإن المعطل جاحد للذات أو لكمالها، وهو جحد لحقيقة الإلهية، فإن ذاتا لا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم ولا ترضى ولا تغضب ولا تفعل شيئا، وليست داخل العالم ولا خارجه ولا متصلة بالعالم ولا منفصلة ولا مجانبة ولا مباينة ولا فوق العرش ولا تحته ولا خلفه ولا أمامه ولا عن يمينه ولا عن شماله، سواء والعدم. والمشرك مقر بالله وصفاته/ ولكن عنده معه غيره، فمعطل الذات والصفات شر منه. فاليقين هو الوقوف على ما قام بالحق سبحانه من أسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده وهذه الثلاثة هى أشرف علوم الخلائق، علم الأمر والنهى، وعلم الأسماء والصفات والتوحيد، وعلم المعاد واليوم الآخر.
قال: الثانية: عين اليقين وهو المعنى بالاستدراك عن الاستدلال، وعن الخبر بالعيان، وخرق الشهود حجاب العلم.
والفرق بين علم اليقين وعين اليقين كالفرق بين الخبر الصادق والعيان، وحق اليقين فوق هذا. وقد مثلت المراتب الثلاثة بمن أخبرك [أن] عنده عسلا وأنت لا تشك فى صدقه، تم أراك إياه فازددت يقينا، ثم ذقت منه، فالأول علم يقين، والثانى عين يقين؛ والثالث حق يقين. فعلمنا الآن بالجنة والنار علم يقين، فإذا
أزلفت الجنة فى الموقف وشاهدها الخلائق، وبرزت الجحيم وعاينها الخلائق، فذلك عين اليقين، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فذلك هو حق اليقين.
وقوله المعنى بالاستدراك عن الاستدلال، يريد بالاستدراك الإدراك والشهود، يعنى أن صاحبه قد استغنى به عن طلب الدليل، فإنه إنما يطلب الدليل ليحصل له العلم بالمدلول فإذا كان المدلول مشاهدا له وقد أدركه بكشفه، فأى حاجة به إلى الاستدرال؟ وهذا معنى الاستغناء عن الخبر بالعيان.
وأما قوله وخرق الشهود حجاب العلم، فيريد به أن المعارف التى تحصل لصاحب هذه الدرجة هى من الشهود الخارق لحجاب العلم، فإن العلم حجاب على المشهود، ففى هذه الدرجة يرتفع الحجاب ويفضى إلى المعلوم بحيث يكافح قلبه وبصيرته.
ثم قال: والدرجة الثالثة حق اليقين، وهو إسفار صبح الكشف، ثم الخلاص من كلفة اليقين، ثم الفناء فى حق اليقين. انتهى كلامه.
والحق إن هذه الدرجة لا ينالها فى هذا العالم إلا الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فإن نبينا صلى الله منه إليه بلا واسط ة وكلمة تكليما، وتجلى للجبل وموسى ينظر فجعله دكا هشيما، فحصل لهما حق اليقين، وهو ذوق ما أخبر به الرسول من حقائق الإيمان المتعلقة بالقلوب، وأن القلب إذا باشرها وذاقها صارت فى حقه حق يقين. وأما فى أمور الآخرة والمعاد، ورؤية الله جهرة عيانا، وسماع كلامه حقيقة بلا واسطة، فحظ المؤمن منه فى هذه الدار الإيمان به.
وعلم اليقين وحق اليقين يتأخر إلى وقت اللقاء، لكن السالك عند القوم ينتهى إلى الفناء ويتحقق شهود الحقيقة، ويصل إلى عين الجمع. قال: حق اليقين هو إسفار صبح الكشف، يعنى تحققه وثبوته
وغلبة نوره على ظلمة ليل الحجاب، فينتقل من طور العلم إلى الاستغراق فى الفناء عن الرسم بالكلية. وقوله ثم الخلاص من كلفة اليقين، يعنى أن اليقين له حقوق يجب على صاحبه أن يؤديها ويقوم به ويتحمل كلفها ومشاقها، فإذا فنى فى التوحيد حصل له أمور أخرى رفيعة عالية جدا يصير فيها محمولا بعد أن كان حاملا، وظاهرا بعد أن كان ساترا، فتزول عنه كلفة حمل تلك الحقوق. وهذا أمر التحاكم فيه إلى الذوق والإحساس، فلا تذهب إلى إنكاره، وتأمل حال ذلك الصحابى الذى أخذ تمرات وقعد يأكلها على حاجة وفاقة إليها، فلما عاين سوق الشهادة قد قامت ألقى قوته من يده وقال: إنها لحياة طويلة إن بقيت حتى آكل هذه التمرات وألقاها من يده، وقاتل حتى قتل، وكذلك أحوال الصحابة رضى الله عنهم كانت مطابقة لما أشار إليه. لكن بقيت نكتة عظيمة، وهى موضع السجدة، وهى أن فناءهم لم يكن فى توحيد الربوبية وشهود الحقيقة التى يشير إليها أرباب الفناء، بل فى توحيد الإلهية، فعنوا بحبه تعالى عن حب ما سواه، وبمراده منهم عن مرادهم.. وحظوظهم، فلم يكونوا عاملين على فناء ولا استغراق فى الشهود، بحيث فنوا به عن مراد محبوبهم، بل فثوا بمراده عن مرادهم، فهم أهل فناء فى بقاء، وفرق فى جمع، وكثرة فى وحدة، وحقيقة كونية فى حقيقة دينية.
*هم القوم لا قوم إلا هم * ولولاهم ما اهتدينا السبيلا*
فنسبة أحوالهم إلى أحوال غيرهم كنسبة ما يرشحه الظرف والقربة إلى ما فى داخلها، والله أعلم. قال بعض العارفين:
*اليقين الصريح رؤيتك الشى * ء للفؤاد فيه هيام*
*لم يغيرك فيه ذم ولا يطعنـ * ك مدح ولا عليه كلام*

  #12  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:44 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يمن )

( بصيرة فى يمن )

اليمن بالضم: البركة كالميمنة، وقد يمن الشىء ييمن كعلم يعلم، ويمن يومن كعنى يعنى، (ويمن ييمن كمنع) ويمن ييمن ككرم يكرم، فهو ميمون وأيمن ويامن ويمين، أى مبارك، والجمع أيامن وميامين. وتيمن به، واستيمن: تبرك.
وقدم على أيمن اليمين، أى اليمن.
واليمين: الجارحة، وضد اليسار، واستعماله فى وصف الله فى قوله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه} على حد استعمال اليد فيه.
واليمين أيضا: البركة، واليمين: المنزلة الجليلة، والجمع: أيمن وأيمان، وأيا من، وأيامين.
ويمن به ييمن ويا من، ويمن، وتيامن: ذهب به ذات اليمين وقوله تعالى: {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} أى كنتم تخدعوننا بأقوى الأسباب، أو من قبل الشهوة؛ لأن اليمين موضع الكبد، والكبد مظنة الشهوة والإرادة. وقيل: عن الناحية التى كان منها الحق فتصرفوننا عنها.
وأخذ يمنة ويمنا، أى ناحية اليمين. وقيل لبلاد اليمن يمنا لأنها من يمين الكعبة. وفى الحديث: "الإيمان يمان والحكمة يمانية" وقال: "إنى لأجد نفس الرحمان من قبل اليمن" وقد تقدم معناه فى بصيرة "نفس".
وكان صلى الله عليه وسلم يحب التامن فى كل شىء حتى فى تنعله وترجله وفى شأنه كله.
والأيمن: من يصنع بيمناه.
واليمين: القسم لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون وفى الحديث: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه ثم ليفعل الذى هو خير"، والجمع: أيمن وأيمان، قال/ الله تعالى: {أم لكم أيمان علينا بالغة}.
وأيمن الله بضم الميم وفتحها، والهمزة تفتح وتكسر، وأيم الله وأءيم الله بفتح الهمزة وكسرها. وإذا كسرت فالألف ألف قطع. وأم الله وأم الله، وأم الله، وإم الله، وإم الله بكسر الهم وضم الميم (وفتحها) وم الله، وم الله، وم الله، ومن الله بفتحهما، ومن الله بضمهما، ومن الله بكسرهما؛ ومن الله بضم الميم وكسر النون. وليم الله بفتح اللام، وليمن الله، وهيم الله، كل ذلك بمعنى اسم وضع للقسم. والتقدير أيمن الله قسمى.
وهمزة أيمن همزة وصل عند سيبويه. وقال الفراء: جمع يمين وهمزته همزة قطع، ويحذفونها لكثرة الاستعمال. وقال الزجاج والرمانى: أيمن حرف لا اسم. وعند سيبويه أم وم ومن وبقية اللغات أصلها أيمن، وزعم بعضهم أن م المفردة بدل من واو القسم. وزعم آخرون أن من وم بلغاتهما حرفان وليستا بلغتى أيمن.
والميمن كمعظم: الذى يأتى باليمن والبركة.
وقوله تعالى: {لأخذنا منه باليمين} أى منعناه ودفعناه، فعبر عن ذلك بالأخذ باليمين، كقولك: أخذ بيمين فلان.
وقوله تعالى: {وأصحاب اليمين مآ أصحاب اليمين} أى أصحاب السعادات والميامن وذلك على حسب تعارف الناس فى العبارة عن الميامن باليمين، وعن الأشائم بالشمال، وعلى ذلك قوله: {وأمآ إن كان من أصحاب اليمين} الآية.
وقال بعض المفسرين: اليمين ورد فى القرآن على عشرة أوجه: الأول - بمعنى القوة، قال تعالى: {فراغ عليهم ضربا باليمين} أى بالقوة، قيل: ومنه قوله تعالى: {لأخذنا منه باليمين}.
الثانى - بمعنى القدرة، قال الله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه} أى بقدرته.
الثالث - بمعنى القسم: قال الله تعالى:{ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم}، {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}، {واحفظوا أيمانكم...}، {بما عقدتم الأيمان}.
الرابع - بمعنى العهد: قال الله تعالى: {أم لكم أيمان علينا} أى عهود.
الخامس - بمعنى الجارحة: {وما تلك بيمينك ياموسى}، {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}، {فأما من أوتي كتابه بيمينه}.
السادس - للصلة ولزيادة توكيد: قال تعالى: {أو ما ملكت أيمانهم} أى ما ملكت، {وما ملكت يمينك} أى ملكت.

  #13  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة في ينع )

( بصيرة في ينع )

ينع الثمر يينع ويينع كيعلم ويضرب ينعا بالفتح، وينعا بالضم وينوعا، ولم تسقط الياء فى المستقبل لتقويها بأختها، قال الله تعالى: {إذآ أثمر وينعه} وقرأ قتادة ومجاهد وابن محيصن وابن أبى إسحاق، وأبو السمال: "وينعه" بالضم، وهما مثل النضج والنضج، قال:
*فى قباب حول دسكرة * حولها الزيتون/ قد ينعا*
والينيع واليانع مثل النضيج والناضج، ومنه الحديث: "وابعث راعيها فى الدثر بيانع الثمر"" قال عمروا بن معد يكرب رضى الله عنه:
*كأن على عوارضهن راحا * يفض عليه رمان ينيع*
وقرأ أبو رجاء العطاردى وابن محيصن واليمانى وابن أبى عبلة "ويانعه"؛ واليانع: الأحمر من كل شىء، ويقال: إمرأة يانعة الوجنتين قال ركاض الدبيرى:
*ونحرا عليه الدر تزهو كرومه * ترائب لاشقرا ينعن ولا كهبا*
ويقال: دم يانع، قال سويد بن كراع العكلى:
*وأبلخ مختال صبغنا ثيابه * بأحمر مثل الأرجوانى يانع*
وقال ابن كيسان: جمع يانع الثمر ينع كصاحب وصحب.
وأينع الثمر إيناعا [فهو مونع، وهى] مونعة مثل ينع. وفى كلام الحجاج أنه خطب حين دخل العراق فقال فى خطبته: إنى أرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها. يريد استحقاقها للقطع.
والينع بالضم: شجرة من جل الشجر. وبالتحريك: ضرب من العقيق معروف. وقيل: الينعة: خرزة حمراء.
وفى حديث الملاعنة "إن ولدته أحمر مثل الينعة فهو لأبيه الذى انتفى منه".

  #14  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يوم )

( بصيرة فى يوم )

اليوم يعبر به عن وقت طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقيل: يعبر به عن مدة من الزمان أى مدة كانت، والجمع: أيام.
ويوم أيوم، ويوم كفرح وووم، وذو أيام، وذوا أياويم: آخر يوم فى الشهر، أو معناه شديد، مثل ليل أليل.
وأيام الله: نعمة.
وياومه يواما ومياومة: عامله لليوم.
وقيل: ليس للدين عوض، ولا للبدن خلف، ولا لليوم بدل، ومن كانت مطيته الليل والنهار، فإنه يسار به وإن لم يسر. وفيه يقول القائل:
*ومن عجب الأيام أنك قاعد * على الأرض فى الدنيا وأنت تسير*
*فسيرك يا هذا كسير سفينة * بقوم قعود والقلوع تطير*
وقال آخر:
*حتى متى أنت فى الأيام تحسبها * وإنما أنت فيها بين يومين*
*يوم تولى ويوم أنت تأمله * لعله أجلب الأيام للحين*
وقال آخر فى ذلك:
*وما الدهر إلا ما مضى وهو فائت * وما سوف يأتى وهو غير محصل*
*فحظك يوم أنت فيه فإنه * زمان الفتى من مجمل ومفصل*
وقيل: الأيام خمسة: يوم الميثاق، وهو يوم الشهاد؛ ويوم دخولك فى الدنيا، وهو يوم الولادة؛ ويوم خروجك منها، وهو يوم ظهور الشقاوة والسعادة؛ ويوم خروجك من القبر، وهو يوم الإعادة؛ ويوم نزولك فى الجنة أو النار، وهو يوم الزيادة، فلأهل النار {زدناهم عذابا فوق العذاب}، ولأهل الجنة {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}.
وفى بعض الآثار: "ما من يوم طلعت شمسه
إلا ويقول: يابن آدم، أنا يوم جديد، وإنى على ما تعمل شهيد، فاغتنم طلوع شمسى، فلو غابت وغربت لم ترنى إلى يوم القيامة".
/وذكر اليوم فى القرآن على قسمين: الأول أيام مختلفات، والثانى مقترنات بأسماء القيامة. أما المختلفات.
1 - فقوله تعالى: {وذكرهم بأيام الله}، {كل يوم هو في شأن}.
2 - قوله تعالى: {إن عدة الشهور...} إلى قوله: {يوم خلق السماوات والأرض}.
3 - {فقضاهن سبع سماوات في يومين}.
4 - {خلق الأرض في يومين}.
5 - {وقدر فيهآ أقواتها في أربعة أيام}.
6 - {في ستة أيام}.
7 - {لا عاصم اليوم من أمر الله}.
8 - {في يوم نحس مستمر}.
9 - {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام}.
10 - {فأخذهم عذاب يوم الظلة}.
11 - {ولا تخزني يوم يبعثون}.
12 - {وقال هذا يوم عصيب}.
13 - {موعدكم يوم الزينة}.
14 - {ثلاثة أيام إلا رمزا}.
15 - {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا}.
16 - {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}.
17 - {إني نذرت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا}.
18 - {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}، {ويخافون يوما كان شره مستطيرا}.
19 - {يوم هم على النار يفتنون}.
20 - {فوقاهم الله شر ذلك اليوم}، {هذا يومكم الذي كنتم توعدون}.
وأما اليوم المقترن بأسماء القيامة وصفاتها:
فقوله تعالى: {اليوم تجزى
كل نفس}، وقوله تعالى: {يوم يلقونه سلام}. وقوله تعالى: {يوم يدع الداع إلى شيء نكر} وقوله تعالى: {يوم يناد المناد من مكان قريب} وقوله تعالى: {لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه} وقوله تعالى: {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} وقوله تعالى: {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} وقوله تعالى: {عن ربهم يومئذ لمحجوبون} وقوله تعالى: {يوم يقوم الحساب} وقوله تعالى: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم} وقوله تعالى: {ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا}، وقال تعالى: {والوزن يومئذ الحق} وقال تعالى: {فلا أنساب بينهم يومئذ} وقال تعالى: {يوم يسحبون في النار}، وقال تعالى: {يوما يجعل الولدان شيبا}، وقال تعالى: {حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون} قال تعالى: {ليوم الفصل * ومآ أدراك ما يوم الفصل} وقال تعالى: {إلى ميقات يوم معلوم}، وقال تعالى: {يومئذ يصدر الناس أشتاتا} وقال تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة}، وقال تعالى: {وأنذرهم يوم الأزفة}، وقال تعالى: {فيومئذ وقعت الواقعة} وقال تعالى: {يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة} وقال تعالى: {يوم ترجف الأرض والجبال} وقال تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة}، وقال تعالى: {وجوه يومئذ ناعمة}، وقال تعالى: {وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها غبرة}، وقال
تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة * ووجوه يومئذ باسرة}، وقال تعالى: {يوم تبيض وجوه} وقال تعالى: {إلى يوم البعث فهذا يوم البعث} وقال تعالى: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} وقال تعالى: {ذلك يوم الخروج}، وقال تعالى: {ذلك يوم الخلود} وقال تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} وقال تعالى: {يوم يسمعون الصيحة}، وقال تعالى: {يوم يقوم الروح} وقال تعالى: {يوم ينفخ في الصور} وقال تعالى: {وذلك يوم مشهود}، وقال تعالى: {واليوم الموعود}، قال تعالى: {ويوم يقوم الأشهاد}، وقال تعالى: {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم} قال تعالى: {يوم التناد} وقال تعالى: {يوم تولون مدبرين}، وقال تعالى: {ذلك يوم الوعيد} قال تعالى: {فبصرك اليوم حديد} وقال تعالى: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} وقال تعالى: {يوم يفر المرء من أخيه} وقال تعالى: {لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه}، وقال تعالى: {يومئذ تحدث أخبارها}، وقال تعالى: {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا} وقال تعالى: {يومئذ يوم عسير}، وقال تعالى: {يوم تمور السمآء مورا}، وقال تعالى: {لا تعتذروا اليوم}، وقال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون} وقال تعالى: {ويوم نسير الجبال}، وقال تعالى: {يوما عبوسا قمطريرا}، وقال تعالى: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون}، وقال تعالى: {يوم هم بارزون}، وقال تعالى: {فاليوم لا يؤخذ
منكم فدية}، وقال تعالى: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}، وقال تعالى: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمان وفدا} وقال تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جآن} وقال تعالى: {يومئذ تعرضون}، وقال تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار}، وقال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه}، {وتنذر يوم الجمع}، وقال تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا}، وقال تعالى: {يوم يخرجون من الأجداث سراعا}، وقال تعالى: {يوما ترجعون فيه إلى الله}، وقال تعالى: {يوم يكشف عن ساق} وقال تعالى: {ونحشر المجرمين يومئذ زرقا} وقال تعالى: {ويوم تشقق السمآء بالغمام}، وقال تعالى: {لينذر يوم التلاق} وقال تعالى: {يومهم الذي فيه يصعقون}، وقال تعالى: {إلى ربك يومئذ المساق} وقال تعالى: {يوم تبدل الأرض} وقال تعالى: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}، وقال تعالى: {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمآ أرضعت}، وقال تعالى: {ويذرون ورآءهم يوما ثقيلا}، وقال تعالى: {ويل يومئذ للمكذبين}، وقال تعالى: {يوم القيامة} وقال تعالى: {اليوم نختم على أفواههم} وقال تعالى: {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}، وقال تعالى: {عذاب يوم عقيم}، وقال تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} قال تعالى: {ويخافون يوما}، وقال تعالى:
{اليوم ننساكم}، وقال تعالى: {يومئذ مقرنين في الأصفاد} وقال تعالى: {مالك يوم الدين}، وقال تعالى: {يوم تأتي السمآء بدخان مبين}، وقال: {يوم هم على النار يفتنون} وقال تعالى: {ذلك يوم التغابن}، وقال تعالى: {إن الخزي اليوم} وقال تعالى: {ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون}، {يومئذ يصدعون} {ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون} {يوم تبلى السرآئر}، وقال تعالى: {يوم نطوي السمآء كطي السجل للكتب} وقال تعالى: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} وقال تعالى: {يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا} وقال تعالى: {فهي يومئذ واهية}، وقال تعالى: {يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه}.

  #15  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 09:46 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى يا ويا أيها )

( بصيرة فى يا ويا أيها )

يا حرف/ لنداء البعيد حقيقة أو حكما، وقد ينادى بها القريب توكيدا، وقيل هى مشتركة بينهما أو بينهما وبين المتوسط، وهى أكثر حروف النداء استعمالا، ولهذا لا يقدر عند الحذف سواها. نحو: [قوله تعالى]: {يوسف أعرض عن هذا}. ولا ينادى اسم الله تعالى إلا بها، وكذلك الاسم المستغاث؛ وأيها وأيتها لا ينادى إلا بها، ولا المندوب إلا بها أو بوا.
وإذا ولى يا ما ليس بمنادى كالفعل فى [قوله تعالى]: {ألا يسجدوا} وقوله: *ألا يا اسقيانى قبل غارة سنجال*
والحرف فى نحو: [قوله تعالى]: {ياليتني كنت معهم} و "يا رب كاسية فى الدنيا عارية يوم القيامة". والجملة الاسمية نحو:
*يا لعنة الله والأقوام كلهم * والصالحين على سمعان من جار*
فهى للنداء والمنادى محذوف؛ أو لمجرد التنبيه لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها، أو إن وليها دعاء أو أمر فللنداء.
وأيها وأيتها ويأيتها متضمنة معنى النداء إذا كان المنادى معرفا بأل كقوله تعالى: {أيه المؤمنون} {أيتها العير} {ياأيها الناس} {ياأيتها النفس المطمئنة}. ويجوز أن يجعل هذا موضع أى فتقول يا هذا، ويجوز أن يجمع ين الصيغتين فتقول: يا أيهذا الرجل، والفرق بينهما أنه يجوز الوقف على هذا من غير ذكر وصف، ولا يجوز الوقف على يا أيها، ويجوز أن يحذف حرف النداء من يا أيها الرجل. فتقول أيها الرجل، ولا يجوز حذفها من هذا لأنه يبقى غير مفيد للمعنى.
وحروف النداء خمسة: يا، وأيا، وهيا وأى، والهمزة، "يا" و "أيا" و "هيا" للبعيد، و "أى" للقريب المعرض عن المنادى، "والهمزة" للقريب المقبل، "ويا" صالحة للقريب والبعيد،
والمقبل والمعرض، فلذلك جعلوه أصل حروف النداء.
والمنادى المفرد المعرفة مبنى على الضم، قال الله تعالى: {وقلنا يآءادم اسكن}، {ياإبراهيم أعرض}.
ونعت المنادى المفرد إذا كان مفردا فأنت مخير بين الرفع على اللفظ والنصب على المعنى، فتقول: يا زيد الظريف والظريف. وأما إذا كان النعت مضافا فلا يجوز إلا النصب، نحو يا زيد أخانا، ويا عمرو صاحب الدار.
وأما المعطوف على المنادى المفرد فجائز فيه الوجهان كقوله تعالى: {ياجبال أوبي معه والطير} والطير، وقرئ بهما.
والمنادى المضاف ونعته وشبه المضاف والمنادى المنكر منصوبات، فالمضاف: يا عبد الله، ونعته يا عبد الله الكريم، وشبه المضاف نحو: يا خيرا من زيد، ويا حسنا وجهه. قال الله تعالى: {ياحسرة على العباد} ويجوز خلو المضاف من أداة النداء كقوله تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح}، {فاطر السماوات والأرض} أى ياذرية ويا فاطر.
وقولهم فى الدعاء: اللهم من صيغ النداء أيضا لكن حذفوا أداة النداء من أوله وعوضوا عنها الميم المشددة فى آخره. ويجوز فى مثل هذا حذف همزة الله فتقول: لاهم، وذلك فى ضرورة الشعر، وفى الحديث: "لاهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة".
ويجوز إلحاق "ما" بها قال:
*وما عليك أن تقولى كلما * سبحت أو صليت يا اللهمما*
ويمتنع أن تقول: يا أيها الله؛ لأن هذه الصيغة/ موضوعة للتنبيه والإشارة، والله سبحانه منزه عن ذلك.
وإذا كان المنادى الاسم الرب يكثر حذف النداء منه لكثرة الاستعمال كقوله: {ربنآ آتنا}.
وفى إضافته إلى المتكلم
خمسة أوجه: حذف ياء الإضافة نحو: رب أعوذ بك، وإثبات الياء ساكنة: ربى، ومتحركة: ربى، وإلحاق الألف فى آخره: ربا، وإلحاق هاء بعد الألف: يا رباه.
والمنادى بحرف يا ويا أيها فى التنزيل على خمسين وجها.
1 - {ربنآ إنآ أطعنا سادتنا}.
2 - {وقلنا يآءادم اسكن أنت وزوجك الجنة} {فقلنا يآءادم إن هذا عدو لك ولزوجك}.
3 - {ياإبليس ما منعك أن تسجد}.
4 - {يانوح اهبط بسلام منا}.
5 - {ياهود ما جئتنا ببينة}.
6 - {ياصالح قد كنت فينا مرجوا}.
7 - {يابني اركب معنا}.
8 - {ياشعيب أصلاوتك تأمرك}، {ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول}.
9 - {ياإبراهيم أعرض عن هاذآ}.
10 - {ياأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر}.
11 - {يابني إني أرى في المنام أني أذبحك}.
12 - {ياأبانا ما لك لا تأمنا على يوسف}.
13 - {ياأبانآ إنا ذهبنا نستبق} {ياأبانا ما نبغي هذه بضاعتنا}.
14 - {يابني لا تدخلوا من باب واحد}.
15 - {يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف}.
16 - {يابني إن الله اصطفى لكم الدين}.
17 - {يوسف أعرض عن هذا}.
18 - {يوسف أيها الصديق}.
19 - {ياموسى إني أنا الله}.
20 - {فمن ربكما ياموسى}.
21 - {قال ياهرون ما منعك}.
22 - {قال ابن أم إن القوم استضعفوني}.
23 - {ياهامان ابن لي صرحا}.
24 - {ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض}.
25 - {يازكريآ إنا نبشرك بغلام}.
26 - {يايحيى خذ الكتاب}.
27 - {ياعيسى ابن مريم أأنت قلت}، {ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك}.
28 - {يامريم إن الله اصطفاك وطهرك}، {يامريم اقنتي لربك}، {ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء}.
29 - {يابني لا تشرك بالله}.
30 - {يابني إنهآ إن تك مثقال حبة من خردل}، {يابني أقم الصلاة}.
31 - { يانسآء النبي من يأت منكن}، {يانسآء النبي لستن كأحد من النسآء}.
32 - {ياأهل الكتاب لم تكفرون}، {ياأهل الكتاب لم تصدون}، {ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}.
33 - {ياأهل يثرب لا مقام لكم}.
34 - {ياجبال أوبي معه والطير}.
35 - {يانار كوني بردا وسلاما}.
36 - {ياأرض ابلعي مآءك وياسمآء أقلعي}.
37 - {يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم}، {يابني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم}.
38 - {يابني ءادم خذوا زينتكم}، {يابني ءادم لا يفتننكم الشيطان}.
39 - {ياقومنآ أجيبوا داعي الله}.
40 - {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم}، {ياعبادي الذين آمنوا}.
41 - {ياحسرة على العباد}.
42 - {يابشرى هذا غلام}.
43 - {ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم}.
44 - {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}.
45 - {ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع}. ولهذا نظائر.
46 - {ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم}.
47 - {ياأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر}.
48 - {ياأيها الملأ أفتوني في أمري}.
49 - {ياأيتها النفس المطمئنة}.
50 - {ياأيها الناس إن وعد الله حق}، {ياأيها الناس أنتم الفقرآء إلى الله}.
قال ابن مسعود: متى سمعت فى التنزيل كلمة: يا أيها الذين آمنوا، فاعلم أن الذى يتلوه من تمام الخطاب إما أمر يجب/ امتثاله، وإما نهى عن أمر يجب اجتنابه، وإما كلام يتضمن معنى أمر أو فحوى نهى.
وقد ذكر الله عباده المؤمنين فى كلامه المجيد بهذا النداء فى تسعة وثمانين موضعا، وهى منقسمة على ثلاثة أقسام كما ذكرنا: أمر صريح أو نهى فصيح، أو متضمن لأحدهما بتعريض لابتصريح. وتفصيل ذلك:
فى سورة البقرة سبعة، وفى سورة آل عمران تسعة، فى سورة النساء ستة عشر، وفى سورة المائدة ستة، وفى سورة الأنفال ستة، وفى سورة براءة ستة، وفى سورة الحج واحدة، وفى سورة النور ثلاثة، وفى سورة الأحزاب سبعة، وفى سورة محمد صلى الله عليه وسلم اثنان، وفى سورة الحجرات خمسة، وفى سورة الحديد واحد، وفى سورة المجادلة ثلاثة، وفى سورة الحشر واحد، وفى سورة الممتحنة ثلاثة، وفى سورة الصف ثلاثة، وفى سورة الجمعة واحد، وفى سورة المنافقين واحد، وفى سورة التغابن واحد، وفى سورة التحريم واحد، ومن هذه الجملة ثلاثة وأربعون أوامر صريحة، وثمانية وعشرون نواهى، وثمانية عشر متضمنة معنى أمر أو نهى.
أما الأوامر فقوله تعالى: {يآأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر}.
2 - {ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}. 3 - {ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كآفة}.
4 - {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم}.
5 - {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}.
6 - {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته}
7 - {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا}.
8 - {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
9 - {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم}.
10 - {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط}.
11 - {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}.
12 - {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم}.
13 - {يا أيها الذين آمنوا}.
14 - {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.
15 - {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم}.
16 - {يا أيهآ الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهدآء بالقسط}.
17 - {يا أيهآ الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم}.
18 - {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة}.
19 - {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر ...}. إلى قوله {فاجتنبوه}
20 - {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه}.
21 - {ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول}.
22 - {ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا}
23 - {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
24 - {ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة}.
25 - {ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا}.
26 - {ياأيها الذين ءامنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم}.
27 - {ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جآءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها}.
28 - {ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}.
29 - {ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
30 - {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا}.
31 - {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم}.
32 - {ياأيها الذين آمنوا إن جآءكم فاسق بنبإ فتبينوا}.
33 - {ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن}.
34 - {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله}.
35 - {ياأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا}.
36 - {ياأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة}.
37 - {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد}.
38 - {ياأيها الذين آمنوا إذا جآءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن}.
39 - {ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله}.
40 - {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}.
41 - {ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}.
42 - {ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم}.
43 - {ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}.
وأما النواهى فثمانية وعشرون موضعا:
1 - {ياأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا}.
2 - {ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}.
3 - {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم}. 4 - {يآ أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا}.
5 - {ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا}.
6 - {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أوليآء}.
7 - {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعآئر الله}.
8 - {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}.
9 - {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}.
10 - {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أوليآء}.
11 - {ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات مآ أحل الله لكم}.
12 - {يأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم}.
13 - {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشيآء إن تبد لكم تسؤكم}.
14 - {ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم}.
15 - {يآأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار}.
16 -{ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبآءكم وإخوانكم أوليآء إن استحبوا الكفر على الإيمان}.
17 - {ياأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}.
18 - {ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم}.
19 - {ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}.
20 - {ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى}.
21 - {ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله}.
22 - {ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي}.
23 - {ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم}.
24 - {ياأيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان}.
25 - {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أوليآء}.
26 - {ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم}.
27 - {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}.
28 - {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النسآء كرها}.
وأما القسم المتضمن بمعنى أمر ونهى ففى ثمانية عشر موضعا:
1 - {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص}.
2 - {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام}.
3 - {ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين...} إلى قوله: {فاكتبوه} وهذا أمر صريح ينبى أن يلحق بالقسم الأول.
4 - / {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم
على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين} وقال: {ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} أى لا تطيعوهم.
5 - {يا أيها الذين آمنوا} إلى قوله: {خاسرين} وهذا أيضا نهى.
6 - {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النسآء كرها}.
وهذا على سبيل النهى أيضا.
7 - {ومن يرتدد منكم عن دينه}.
8 - {يأيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد}، أى لا تصطادوا
9 - {ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم} وهذا أمر أى، اشتغلوا بأنفسكم.
10 - {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم} أى أقيموها
11 - {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم}.
12 - {ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس} وهذا نهى، والمعنى لا تمكنوهم من الدخول.
13 - {ياأيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل} وهذا نهى أى لا تأكلوا.
14 - {ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض} وهى نهى، أى لا تتثاقلوا.
15 - {ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم} وهذا أمر أى انصروا دين الله.
16 - {ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} وهذا نهى، أى لا تقولوا.
17 - {ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم} وهذا أمر، أى تاجروا الله فإن من تاجره لا يخسر. وفى بعض الآثار عن الرب تعالى فى بعض كتبه المنزلة: "عبيدى وإمائى خلقتكم لتربحوا على لا لأربح عليكم، فتاجرونى، فمن كان رأس ماله الطاعة تأتيه الأرباح بغير بضاعة".

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir