دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1436هـ/17-08-2015م, 05:36 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي بحث في المراد بالحزن الذي أذهبه الله عن أهل الجنة

رسالة تفسيرية في المراد بالحزَن الذي أذهبه الله عن أهل الجنة

الحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة وهو العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على الرسول النبي المحمود في العالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد وردت ألفاظ الفرح والحزن في القرآن الكريم كثيرةً، فتارة يكون الفرح ظاهراً،وتارة يكون ضمنياً ، وتارة يكون الفرح دنيوياً ، وأخرى أخروياً ، كما يأتي أحياناً معبراً عن فرح المؤمنين ، وأحياناً معبـراً عـن فرح الكافرين ، ويكون فـي بعض الأحيان محمودا ًمندوباً إليه ، وأخرى مذموما ًمنهيا ًعنه ، وكذلك الحال بشأن ألفاظ الحزن "1"،
"الحزن" مرض باطني، كماقال "ابن حجر" عن الهم والحزن: "هما من أمراض الباطن"2"مكانه القلب، يتمثل في شدة أو خشونة فـي الـنفس لوقـوع مكروه ، أو فوات محبوب. وقد ُذكر الحزن في القرآن اثنان وأربعون مرة، منهـا خمـس وعشرون في آيات مكية ، وسبع عشرة مرة في آيات مدنية، وجاءت دلالتها علـى الحـزن فـي جميع الآيات المذكورة ، ولم يأت إلا منفياً، أو منهياً عنه، فالمنهي عنه : كقوله تعالى : {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا } "١" وقوله : {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ }"٢" فى غير موضع ،وقوله : {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}"٣"
والمنفي كقوله : {لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }"٤"
وسر ذلك : أن الحزن موقف غير مسير، ولا مصلحة فيه للقلب، وأحب شيء إلى الشيطان ، أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه، قال الله تعالى : {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا }"٥" وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن"1"
ولـه استخدامات مختلفة في القرآن ، كما أن له مرادفات متعددة في اللغة العربية، وبينها بعض الفروق اللغوي.
قال الخليل:الحزن ، لغتان إذا ثقلوا فتحوا وإذا ضموا خففوا يقال: أصابه حَزَنٌ شديد، وحُزْنٌ شديد ويقال (حزنني الأمر يحزنني فأنا محزون ) ."3"
وقيل إذا جـاء الحـزن منصوبا فتحوه ، وإذا جاء مكسورا ً أو مرفوعا ً ضموه .
وقال الراغب الأصفهاني:الحُزْن ، والحزن: خشونة في الأرض وخشونة في النفس لما يحصل فيه من الغـم، ويضاده الفرح، ولاعتبار الخشونة بالغم قيل: خشنت بصدره: إذا حزنته، يقـال حزن يحزن، وحزنته وأحزنته."4"قال عز وجل: ((لكيلا تحزنوا على ما فـاتكم ))"٦" ، وقال ((الحمد الله الذي أذهب عنا الحزن ))"7"
"والحزن" كما قال "ابن القيم"4" ن عوارض الطريق، وليس من مقامات الإيمان ، ولا من منازل السائرين. وإن كان لا بد للسالك من نزولها، ولهذا لم يأْمر الله به فى موضع قط ولا أَثنى عليه، ولا رتب عليه جزاء ولا ثواباً، بل نهى عنه فى غير موضع كقوله تعالى:
{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ}"٨"]، وقال تعالى: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِى ضِيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}"٩" ، وقال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا}"١٠"
"فالحزن" بلية من البلايا التى نسأَل الله دفعها وكشفها، ولهذا يقول أهل الجنة: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن}"
- والمؤمن في هذه الدنيا: لابُد وأن يكون لديه نوع من "الحزن"، ، فإنه يحزن لحال المسلمين إن أصابهم مكروه، أو عند مشاهدة حرمات الله وحدوده تنتهك، أو حينمـا يرتكب معصية ما، أو عند قراءة القرآن، أو عند دخول ديار المعذبين، ونحو ذلك، ومن خلا قلبه من مثل هذه المعاني، فقلبه خرب، ويحتاج لعلاج.
وأنبياء الله ورسله ، صلوات الله عليهم ، كانوا، يفرحون ويحزنون، وأكثر ما ذكرالله في كتابه من حـزن الأنبياء وهمهم وغمهم إنما هي مرتبطة بدعوتهم ورسالاتهم، كعدم الإيمان بهم، أو الاسـتجابة لهم، وربما حزنوا على ولد مثلا، كما يحزن باقي البشر بهذه الأمور.
والنبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم تعرض منذ بدء الدعوة لأحزان وهموم كثيرة، فحزن حزنا شديدا لوفاة عمـه أبي طالب، وزوجته خديجة بنت خويلد، وحزن حزناً شديداً، لما لاقاه يوم الطائف، وكان أشد يوم رآه صلى الله عليه وسلم ، وهو يوم تجلى فيه صبره وجلده في سبيل دعوته، ورحمة ورفقة بالناس، حتى بمن آذوه، وحزن كـذلك لمقتـل القـرآء السبعين حتى قنت شهرا،

ولم يكن النبيّ صلى الله عليه وسلم ينزل به الحزن إلى أخلاق السفهاء كما يفعل البعض، ولا يستخفه الفرح ويطيش به، ولكن كان رسولًا وقدوةً في كل أحواله.
ومع شدَّة ما أصابه، وعِظمَ الكيد الذي يُحاك له ولدعوته، إلا أنه كان ثابتاً مطمئناً واثقاً بنصر ربه،
كثير التبسم لأصحابه، حتى قال عنه عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ رضي الله عنه : ( مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) "٢".
وفي هذا رسالة واضحة تعبر عن حقيقة الدين ، وأن وصفه بالتحزين خروج به عن مقصده الذي بعث لأجله ، وهو مقصد الهداية إلى السعادة في الدنيا والآخرة .


-والآية التي نحنُ بصددها قوله تعالى : ((وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)"١١"
يخبر تعالى أن هؤلاء المصطفين من عباده الذين أورثوا الكتاب المنزل من رب العالمين ، مأواهم يوم القيامة جنات عدن ، يحلون فيها من أساور من ذهب ، ويلبسون الحرير من الثياب ، ويقولون ((الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن)).

والحزن المذكور في الآية تنوعت عبارات السلف في بيان معناه .
فمنهم من قال : إن المراد به : "حزن النار"
قاله ابن عباس :
وذكره الطبري ، من حديث قتادة بن سعيد، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ، وكذلك من حديث "ابن حميد" ، عن الحسن ، في قوله ، ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) قال : إن المؤمنين قوم ذلل ، حتى قال: ((والله ما حزنهم حزن الدنيا، ولا تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة ، أبكاهم الخوف من النار.....))"6"
وذكره جماعة من المفسرين ، منهم، الرَّازي"7"، "والمارودي"8" ،"والثعلبي"9"، وغيرهم

- وذُكر عن ابن عباس قولاً آخر : وهو: "حزنهم في الدنيا على ذُنوب سلفت منهم".
ذكره الرّازيّ"13"، عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْل أهل الْجنَّة حِين دخلُوا الْجنَّة {وَقَالُوا الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنَّا الْحزن} قَالَ: هم قوم كَانُوا فِي الدُّنْيَا يخَافُونَ الله ويجتهدون لَهُ فِي الْعِبَادَة سرا وَعَلَانِيَة وَفِي قُلُوبهم حزن من ذنُوب قد سلفت مِنْهُم فهم خائفون أَن لَا يتَقَبَّل مِنْهُم هَذَا الِاجْتِهَاد من الذُّنُوب الَّتِي سلفت، فَعندهَا {وَقَالُوا الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنَّا الْحزن إِن رَبنَا لغَفُور شكور} غفر لنا الْعَظِيم وشكر لنا الْقَلِيل من العمل.
وذكر هذا القول " الثعلبي"14" لكنه نسبه إلى عكرمة ، وليس إلى ابن عباس
وذكره عن "ابن عباس" ابن الجوزي "15"،والسيوطي"16"

القول الثاني : عني به الموت .
قولُ "عطية"
ذكره يَحْيَى بْنُ زِيَاد الفَرَّاء: " قال : ويقال: الحزن : حزن الموت"
وكذلك ،ذكره جماعة من المفسرين ،منهم"الطبري"17"،والثعلبي"18"،وغيرهم ،
وذكر هذا القول "لألوسي"21" عن الضحاك ،

- القول الثالث : حزن الدنيا وهمومها ومخافة عدم تقبل العمل
قول ُ "قتادة"
ذكره، يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري" ، قال: كانوا في الدّنيا وهم محزونون مثل قوله: {إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين}"١٢"
و ذكره "الطبري"22" ،وجماعة من المفسرين ، أنهم "كانوا في الدنيا يعملون وينصبون وهم في خوف ، أو يحزنون" .
وذكره "الرازي"23" عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ
و الثعلبي"24" عن الكلبي،
وذُكر عن الثمالي .

- القول الرابع : حزن معيشة الدنيا كالخبز ونحوه.
روي عن " شمر"

ذكره الطبري"28"، و الثعلبي"29"، وجماعة من المفسرين، وعلق ابن الجوزي على هذا القول، فقال ( ومن القبيح تخصيص هذا الحزن بالخبز وما يشبهه،"
وروي هذا القول عن سعيد بن جبير
وأما "ابن حيان"33"والألوسي"34، فقد ذكره عن "سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ"
وقد ذكره "ابن اسحاق" ، من ضمن الأقوال التي ذكرها ،

القول الخامس : الحزن الذي ينال الظالم لنفسه في موقف القيامة .
- ذكره يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري"35"، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّهم "الصّنف الثّالث" الّذي يوقف ويخزى ويعيّر، ثمّ يتجاوز اللّه عنه فيدخله الجنّة، وقد ذكر هذا الصنف بعد أن ذكر الصنفين الأولين ، وهما"السابق بالخيرات" الذي يدخلها بغير حساب، جعلنا الله منهم برحمته وفضله، و"المقتصد"الذي يحاسب حسابا يسيراً"وأما "الظالم لنفسه" فيصيبه في ذلك المكان من الغم والحزن ، وذلك قوله : ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) .
وذكر هذا القول عن جماعة من المفسرين ، منهم ابن الجوزي ، وقال ، ينبغي أن يحمل ذلك على التمثيل لا على التعيين .

هذه خمسة أقوال وردت في معنى "الحزن " ذكرنا من قال بها من السلف والتابعين ، وما ورد في بعض التفاسير.
ووردت أقوال أخرى ، وكل هذه الأقوال على سبيل التمثيل ، لا على التعيين .

فمنهم من قال :
- أنه حزن "القطيعة،" ذكره الرازي"41" عن " ذو النون"
وذكر نحو هذا الماوردي"42" حيث قال "أنه حزن التباغض والتحاسد" وعلل هذا بقوله ( لأن أهل الجنة متواصلون لا يتباغضون ولا يتحاسدون) .

- ومنهم من قال " خوف الشيطان "ذكر هذا ابن حيان"43" ، والألوسي "44"عن الكلبي .

- وذكر"الثعلبي"45" و" ابن حيان"46" عن " القاسم بن محمد" قوله "حَزَنٌ: زَوَالُ الْغَمِّ وَتَقَلُّبُ الْقَلْبِ وَخَوْفُ الْعَاقِبَةِ" ،وعلل ذلك بقوله،وصيغة الماضي للدلالة على التحقق( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) حزن تقلب القلب وخوف العاقبة٠

- وقيل : حَزَنُ الِانْتِقَالِ، ذكره ابن حيان، والألوسي ً"،عن مقاتل ،

- وقيل : حزن أن لا تقبل أعمالهم، ذكره "الألوسي" عن قتادة ، وقال به"ابن حيان "48"عن زيد ، وزاد فقال : تَظَالُمُ الْآخِرَةِ، وَالْوُقُوفُ عَنْ قَبُولِ الطَّاعَاتِ وَرَدِّهَا، وَطُولُ الْمُكْثِ عَلَى الصِّرَاطِ .

- وقيل "حزن المنّة" ذكره الماوردي"47"

- وقيل ، كِرَاءُ الدَّارِ ذكره ابن حيان، الألوسي ، وأرادو به العموم لجميع أحزان الدنيا والأخرة ،
وقال به الزمخشري ،نقله "البسيلي"عنه وعلل بقوله ، ويفهم من مناسبة قوله (الذِي أَحَلنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ) أي الإقامة.

- وقال السلمي ، سمعت النصرآبادي يقول: ما كان حزنهم إلّا تدبير أحوالهم وسياسة أنفسهم، فلما نجوا منها حمدوا وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ٠

- والذي يترجح من هذه الأقوال في المراد "بالحزن "الوارد في هذه الآية : هو عموم الآية في كل ما يحزن الإنسان من مصائب وهموم ، لأن من دخل الجنة فلا حزن عليه فهو يحمده على ذهاب جميع الأحزان ، ولا معنى لتخصيص شيء من هذه الأحزان، لأن الحزن أجمع قد ذهب عنهم، ومن خصص فإنه يحمل على سبيل التمثيل لا التعيين .
وهذا خلاصة قول "الطبري"وابن عطية ، وابن الجوزي ، وابن حيان .


- ولنا وقفة حول هذه الآية :
ومع كلمة "الحمد لله" فقط .
هذه الكلمة القصيرة ، ذات المعان العظيمة ، والقيم الكبيرة ، التي لا يعرفها إلا من درسها وقرأها وتأملاها ، ورأى كلام أهل العلم فيها.
"فالحمد لله" كلمة تعبد الله بها السابقين، ويلهمها الله لعباده في جنات النعيم:
- "والحمد" أفضل سورة في القرآن
كما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "2"
إن العبد إذا قرأ بها وحمد ربه في صلاته يقول الله: (حمدني عبدي)

- وهي أفضل الدعاء ، فقد قال نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم : «أفضل الدعاء الحمد لله» [رواه ابن ماجة]."3"

- والحمد لله رب العالمين بثلاثين حسنة :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ الْكَلامِ أَرْبَعًا : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَمَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً ، وَمَنْ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ ، وَمَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ .. وَمَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلاثُونَ حَسَنَةً وحُطَّ عَنْهُ ثَلاثُونَ سَيِّئَةً ))"4"

- وخير الكلام وأحبه إلى الله:
فعند مسلم: «إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده»."5"
وله عن سمرة:«أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيِّهن بدأت».

- والحمد لله تملأ الميزان :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ))"6"

و- الحمد خير مما طلعت عليه الشمس ، فذكر الله تعالى خير من الدنيا وما فيها
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((لأَنْ أَقُولَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ))"7"

- والله تعالى يباهي بأهل الحمد الملائكة :
عن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
(( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ يَعْنِي مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ ، قَالَ : آللَّهُ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ ؟ قَالُوا : آللَّهُ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ :
أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهَمَةً لَكُمْ وَإِنَّمَا أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلائِكَةَ )"8

- وقول الحمد لله على النعمة : أفضل من النعمة :
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِلا كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ ، أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ ))"9"
ومعنى الحديث أن قول "الحمد لله" عند حدوث النعمة ، يفوق النعمة نفسها ، فالذي أعطى العبد النعمة وهو الله تعالى ، رزقه ما هو أفضل من هذه النعمة ألا وهو قول "الحمد لله" وهذا توفيق من الله لعباده أن يحمدوه على نعمه ، فيكون هذا الحمد في حد ذاته نعمة أعظم من أي نعمة أخرى من نعيم الدنيا ، وذلك لأن فضل الحمد كبير وعظيم ومن الباقيات الصالحات كما مر .
قال القرطبي في تفسيره وفي نوادر الأصول :
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لو أن الدنيا بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال: الحمد لله، لكان الحمد لله أفضل من ذلك" قال القرطبي وغيره: أي لكان إلهامه الحمد لله أكبر نعمة عليه من نعم الدنيا؛ لأن ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدنيا لا يبقى، قال الله تعالى ((المال وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً))["11"

- فبعد أن عرفنا بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة،علينا أن نلهج بها دائماً ذاكرين لفضله معترفين بحقه، لأن خير ما يقرب العبد من ربه معرفته ، ودوام ذكره ، فمن عرفه حق المعرفة أحبه ، وأدام ذكره وحمدِه ، فعمر قلبه السرور والفرح ، وتنكشف عنه الهموم والأحزان، فإنه لا حزن مع الله أبدا، وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله، فعلى العبد إن أراد أن ينجو من حزن الدنيا والآخرة، أن يسلك طريق الأنبياء والصالحين ويقتفي أثرهم ، وأن يهتدي بسنة خير المرسلين ،محمد صلى الله عليه وسلم ،لينال شفاعته في ذلك اليوم الذي يشتد كربه وحزنه،كما ورد في صحيح البخاري، من حديث أنس، "4"جعلنا الله ممن تنالهم شفاعته، ويرد حوضه، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان إلى يوم الدين. آمين.

هوامش
------------------------------------
القرآن الكريم
1- آل عمران: 139
2- النحل : 127
3- التوبة: 40
4- البقرة: 38
5- المجادلة: 10
6- ال عمران/ 153-
7- فاطر/34
8- آل عمران: 139
9- النحل: 127
10-التوبة: 40
12- فاطر: 34
13- الطور: 26
_________________________
الأحاديث
1- صحيح البخاري- كتاب الدعوات- باب التعوذ من غلبة الرجال- حديث: 78/8) ،6363
2- رواه الإمام أحمد في " المسند " (29/245) ، وحسنه المحققون .
3- رواه مسلم في الصلاة (1/ 296) وبوب عليه النووي: باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة
4- سنن ابن ماجه (3798) أفضل الذكر لا إله إلا الله أفضل الدعاء الحمد لله
5- رواه أحمد (10899) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/134) ، والنسائي في الكبرى (10676)
6- رواه مسلم في الذكر والدعاء باب فضل سبحان الله وبحمده (4911) ، وأحمد (20459
7- رواه البخاري في الدعوات (6406) ، ومسلم في الذكر والدعاء (4857) ، والترمذي في الدعوات (3389) ، وأبو داود في الأدب (4427) ، وابن ماجه في الأدب (3788) ، وأحمد (10266) ، ومالك في النداء للصلاة (437) .
8- صحيح البخاري- كتاب التوحيد- باب كلام الرب يوم القيامة مع
الأنبياء وغيرهم- حديث: 146/9) ،7509
6- رواه مسلم في الذكر والدعاء (4869) ، والترمذي في الدعوات (3301) ، وأحمد (16232)
10- رواه ابن ماجه في الأدب باب فضل الحامدين (3795) ، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .
11- تفسير ابن كثير (1/130
______________________
كتب التفاسير واللغة
1- الفرح والحزن في ضوء السنة النبوية، دراسة موضوعية
إعداد الطالب / نادر نمر وادي
إشراف الدكتور " زكريا صبحي زين الدين
بحث مقدم استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الحديث الشريف وعلومه
2- فتح الباري: 106/10.
3 - 24( .الخليل ، تاج العروس للزبيدي: 411/34.
4- الأصفهاني
5- ابن القيم "مدارج السالكين (1 / 505-507 .
6- تفسير الطبري " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " الجزء: : الصفحة: 439
قال ، حدثني قتادة بن سعيد بن قتادة السدوسي ،
7- تفسير ابن أبي حاتم الرَّازي - محققا "الحديث: 17994 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 3183"
8- تفسير الماوردي = النكت والعيون.. "الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475
9- تفسير الثعلبي "الكشف والبيان عن تفسير القرآن "الجزء: 8 ¦ الصفحة:11
10- تفسير ابن ‏الجوزي، "زاد المسير في علم التفسير."الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513
11-تفسير السيوطي "الدر المنثور في التفسير بالمأثور." الجزء: 7 ¦ الصفحة: 29
12-تفسير الألوسي = روح المعاني "الجزء: 11 ¦ الصفحة: 371
13-تفسير ابن أبي حاتم الرَّازي - محققا "الحديث: 17994 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 3183"
14-تفسير الثعلبي "الكشف والبيان عن تفسير القرآن "الجزء: 8 ¦ الصفحة:11
15-تفسير ابن ‏الجوزي، "زاد المسير في علم التفسير."الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513
16--تفسير السيوطي "الدر المنثور في التفسير بالمأثور." الجزء: 7 ¦ الصفحة: 2
16-تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440"
17- تفسير الطبري "جامع البيان عن تأويل آي القرآن " الجزء: : الصفحة:
18-تفسير الثعلبي "الكشف والبيان عن تفسير القرآن "الجزء: 8 ¦ الصفحة:12
19-تفسير الماوردي = النكت والعيون.. "الجزء: 4 ¦ الصفحة: 476
20-تفسير ابن ‏الجوزي، "زاد المسير في علم التفسير."الجزء: 3 ¦ الصفحة:514
21-تفسير الألوسي = روح المعاني "الجزء: 11 ¦ الصفحة: 371
22-تفسير الطبري "جامع البيان عن تأويل آي القرآن " الجزء: : الصفحة:
23- تفسير ابن أبي حاتم الرَّازي - محققا "الحديث: 17994 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 3183"
24-تفسير الثعلبي "الكشف والبيان عن تفسير القرآن "الجزء: 8 ¦ الصفحة:13
25-تفسير الماوردي = النكت والعيون.. "الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47
26-تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440"
27--تفسير الألوسي = روح المعاني "الجزء: 11 ¦ الصفحة: 371
28-تفسير الطبري "جامع البيان عن تأويل آي القرآن " الجزء: : الصفحة:
29-تفسير الثعلبي "الكشف والبيان عن تفسير القرآن "الجزء: 8 ¦ الصفحة:13
30-تفسير السيوطي "الدر المنثور في التفسير بالمأثور." الجزء: 7 ¦ الصفحة: 3
31-تفسير الماوردي = النكت والعيون.. "الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477
32-تفسير ابن ‏الجوزي، "زاد المسير في علم التفسير."الجزء: 3 ¦ الصفحة:514
33-تفسير ابن ًحيانً"البحر المحيط في التفسير." الجزء: 9 ¦ الصفحة: 34"
34-تفسير الألوسي = روح المعاني "الجزء: 11 ¦ الصفحة: 371
35-يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري
36-تفسير الطبري "جامع البيان عن تأويل آي القرآن " الجزء: : الصفحة: 440
37-تفسير الماوردي = النكت والعيون.. "الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478
38-تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441
39-تفسير ابن ‏الجوزي، "زاد المسير في علم التفسير."الجزء: 3 ¦ الصفحة:514
40-يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ):
،41-تفسير ابن أبي حاتم الرَّازي - محققا "الحديث: 17994 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 3184
42-تفسير الماوردي = النكت والعيون.. "الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478
43-تفسير ابن ًحيانً"البحر المحيط في التفسير." الجزء: 9 ¦ الصفحة: 34"
44-تفسير الألوسي = روح المعاني "الجزء: 11 ¦ الصفحة: 372
45-تفسير الثعلبي "الكشف والبيان عن تفسير القرآن "الجزء: 8 ¦ الصفحة:14
46-تفسير ابن ًحيانً"البحر المحيط في التفسير." الجزء: 9 ¦ الصفحة: 35
47-تفسير الماوردي = النكت والعيون.. "الجزء: 4 ¦ الصفحة:478
____________________
المراجع
1- "الكتاب: تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم
المؤلف: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)
المحقق: أسعد محمد الطيب"

2- الكتاب: تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن
المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي
بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر الدكتور عبد السند حسن يمامة
الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م

3- الكتاب: الكشف والبيان عن تفسير القرآن
المؤلف: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ)"
المحقق " الإمام أبي محمد بن عاشور "

4- الكتاب: تفسير الماوردي = النكت والعيون
المؤلف: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى ٤٥٠ ) المحقق " السيد ابن عبدالمقصود بن عبدالرحيم "

5- الكتاب: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ)"
"المحقق: عبد السلام عبد الشافي محمد
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت"

6- "الكتاب: معاني القرآن وإعرابه
المؤلف: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)"
المحقق: عبدالجليل عبده شلبي ، عالم الكتب ، بيروت (ت١٤٠٨ هـ ، ١٩٨٨ م)

7- "الكتاب: تفسير عبد الرزاق
المؤلف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ)"
المحقق: د. محمود محمد عبده

8- "الكتاب: البحر المحيط في التفسير
المؤلف: أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745هـ)" المحقق : صدقي محمد جميل ، دار الفكر / بيروت ( ١٤٢٠ هـ )

9- "الكتاب: الدر المنثور
المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
دار الفكر / بيروت

10- "الكتاب: زاد المسير في علم التفسير
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)
المحقق : عبدالرازق المهدي ، دار الكتاب العربي / بيروت

11- "الكتاب: غرائب التفسير وعجائب التأويل
المؤلف: محمود بن حمزة بن نصر، أبو القاسم برهان الدين الكرماني، ويعرف بتاج القراء (المتوفى: نحو 505هـ)
"دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، مؤسسة علوم القرآن - بيروت"

12- "الكتاب: نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد
المؤلف: أبو العباس البسيلي التونسي (المتوفي 830 هـ)
تقديم وتحقيق: الأستاذ / محمد الطبراني
الناشر: منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - المملكة المغربية"

13- "الكتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
المؤلف: شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)"
المحقق : علي عبدالباري عطية ، دار الكتب العلميه / بيروت


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir