دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 07:54 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الإمامة

كتاب الإمامة
1- باب فيمن أحق بالإمامة
1046- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، حدّثنا سعيد بن عبيدٍ، حدّثني عليّ بن ربيعة، عن الرّبيع بن نضلة، قال: صحبت اثنا عشر، راكبًا كلّهم قد صحب النّبيّ صلى الله عليه وسلم غيري، فحضرت الصّلاة فتدافعوا فتقدّم رجلٌ منهم فصلّى بهم أربعًا، فلمّا انصرف قال له سلمان: نصف المربوعة، نحن إلى التّخفيف أفقر! فقال: يا أبا عبد الله تقدّم فصلّ بنا، فقال: أنتم بنو إسماعيل الأئمّة ونحن الوزراء.
1047- قال: وحدّثنا عبد الوارث، عن أبي هارون، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا سافرتم وليس عليكم أميرٌ فليؤمّكم أقرؤكم لكتاب الله - تعالى.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف أبي هارون العبديّ، واسمه عمارة بن جوينٍ.
رواه النّسائيّ في الصّغرى، من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا كانوا ثلاثةً فليؤمّهم أحدهم وأحقّهم بالإمامة أقرؤهم.
1048- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا عنبسة بن عبد الرّحمن، عن علاق بن أبي مسلمٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إمام القوم وافدهم إلى الله، فقدّموا أفضلكم.
قلت: علاقٌ ضعيفٌ، وداود يروي الموضوعات، لكن لمّا تقدّم شواهد صحيحةٌ منها حديث أبي مسعودٍ البدريّ، رواه مسلمٌ، وأبو داود، والنّسائيّ، والتّرمذيّ
في الجامع، وقال: حسنٌ صحيحٌ، والعمل عليه عند أهل العلم، قالوا: أحقّ النّاس بالإمامة أقرؤهم لكتاب الله - تعالى - وأعلمهم بالسّنّة، وقالوا صاحب المنزل أحقّ بالإمامة، وقال بعضهم: إذا أذن صاحب المنزل لغيره، فلا بأس أن يصلّي به، وكرهه بعضهم، وقالوا: السّنّة أن يصلّي صاحب البيت قال: أحمد بن حنبلٍ وقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ولا يؤمّ الرّجل في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته في بيته إلاّ بإذنه، فإذا أذن فأرجو أنّ الإذن في الكلّ، ولم ير بأسًا إذا أذن له أن يصلّي به.
1049- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا معاوية بن معروفٍ، عن الحسين، عن أبي غالبٍ، حدّثني أبو أمامة، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: الإمام ضامنٌ، والمؤذّن مؤتمنٌ.
2- باب فيمن يلي الإمام ومتى يقوم الإمام
1050- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا شبابة بن سوّارٍ، حدّثنا شعبة، عن أبي جمرة: حدّثني إياس بن قتادة البكريّ، عن قيس بن عبادٍ، قال: كنت آتي المدينة فألقى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإنّ أحبّهم إليّ أبيّ بن كعبٍ، وإنّ صلاة الصّبح أقيمت، فكنت في الصّفّ فخرج عمر، رضي الله عنه، ومعه رجلٌ، فنظر الرّجل في وجوه القوم فعرفهم غيري، فدفعني وقام مقامي، قال: فما عقلت صلاتي، فلمّا قضى صلاته قال: يا بنيّ، لا يسوؤك الله إنّي لم آت الّذي أتيت بجهالةٍ، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال لنا: كونوا في الصّفّ الّذي يليني، وإنّي نظرت في وجوه القوم فعرفتهم كلّهم غيرك، قال: ثمّ قعد إليّ، فما رأيت الرّجال مدّت أعناقها إلى رجلٍ قطّ متوحها إلى أبيّ بن كعبٍ، فقال: هلك أهل العقد، ولا آسى عليهم، إنّما آسى على من يهلكون من المسلمين.
1050/2- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، عن شعبة، عن أبي جمرة، حدّثنا إياسٌ بن قتادة، عن قيس بن عبّادٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال لنا: كونوا في الصّفّ الّذي يليني.
1050/3- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
قلت رواه النّسائيّ في الصّغرى باختصارٍ.
ورواه أبو داود الطّيالسيّ، وابن خزيمة في صحيحه، وعنه ابن حبّان، وستأتي بقيّة طرق هذا الحديث في كتاب افتتاح الصّلاة.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن مسعودٍ، رواه وحسّنه، التّرمذيّ في الجامع وحسنه.
قال: وفي الباب عن أبيّ بن كعبٍ، وأبي مسعودٍ، وأبي سعيدٍ، والبراء، وأنسٍ، قال: ويروى عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يعجبه أن يليه المهاجرون والأنصار ليحفظوا عنه.
1051- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي مالكٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى، فأقام الرّجال يلونه، وأقام الصّبيان خلف ذلك، وأقام النّساء خلف ذلك.
قلت: له شاهدٌ من حديث أنسٍ رواه التّرمذيّ، وقال: حديثٌ حسن صحيحٌ، والعمل عليه عند أهل العلم، قالوا: إذا كان مع الإمام رجلٌ وامرأةٌ قام الرّجل عن يمين الإمام، والمرأة خلفهما قال: وقد احتجّ بعض النّاس بهذا الحديث في إجازة الصّلاة إذا كان الرّجل خلف الصّفّ وحده، وقالوا: إنّ الصّبيّ لم تكن له صلاةٌ، وكأنّ أنسًا كان خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحده في الصّفّ، وليس الأمر على ما ذهبوا إليه لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقامه مع اليتيم خلفه، فلولا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جعل لليتيم صلاةً لما أقام اليتيم معه، ولأقامه عن يمينه قال: وقد روي عن موسى بن أنسٍ، عن أنسٍ أنّه صلّى مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأقامه عن يمينه وفي هذا الحديث دلالة أنّه إنّما صلّى تطوّعًا، أراد إدخال البركة عليهم.
1052- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا وكيعٌ، عن مسعرٍ، عن ثابت بن عبيدٍ، عن ابن البراء، عن البراء، قال: كنّا إذا صلّينا خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ممّا أحبّ - أو ممّا يحبّ القوم – أن نكون عن يمينه فسمعته يقول: ربّ قني عذابك يوم تجمع - أو تبعث - عبادك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ، رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة، والتّرمذيّ في الشّمائل.
1053- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبدان، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا يونس بن عبيدٍ قال: كان الحسن يكره للإمام أن يكبر حتّى يفرغ المؤذن من الإقامة.
1054- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عمر بن عليٍّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق، سمعت أبا سعدٍ الخطميّ، سمعت جابر بن عبد الله يحدّث: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى به وبجابرٍ - أو جبار - بن صخرٍ، فأقامهما خلفه.
قلت: له شاهدٌ من حديث سمرة بن جندبٍ، رواه التّرمذيّ وقال: حسنٌ غريبٌ، وفي الباب عن ابن مسعودٍ، وأنسٍ قال: والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا: إذا كانوا ثلاثةً قام رجلان خلف الإمام قال: ويروى عن ابن مسعودٍ أنّه صلّى بعلقمة، والأسود، وأقام أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، ورواه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
1055- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن عبيد اللّه، أخبرني نافعٌ، عن ابن عمر قال: إذا كانوا ثلاثةً يتقدّمهم أحدهم، ويتأخّر اثنان يصفّان خلفه، قال: وجئت مرّةً، فقمت على يساره، فأقامني على يمينه.
1056- قال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، عن مالك بن أنس، حدّثني الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه قال: دخلت مع عمر في سبحة الظهر فأقامني عن يمينه، فجاء يرفأ فقمت أنا وهو خلفه.
3- باب في تسوية الصفوف
1057- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هشيم بن بشيرٍ، أنبأنا العوّام بن حوشبٍ، عن عذرة بن الحارث، أنّه حدّثه عن البراء، قال: كنّا إذا صلّينا خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فرفعنا رؤوسنا من الرّكوع قوّمنا صفوفنا حتّى يسجد، فإذا سجد تبعناه.
1058- قال: وحدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن طلحة، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ فهو كعتق رقبة نسمةٍ، وإنّ الله وملائكته يصلّون على الصّفوف الأول، وإن كان ليأتي بناحية الصّفّ، فيمسح على صدورنا - أو على مناكبنا - لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وزيّنوا القرآن بأصواتكم.
قلت: رواه التّرمذيّ، وابن ماجة بدون التّهليل، ورواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة، والإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده برجال الصّحيحين، وسيأتي بتمامه وطرقه في كتاب الأذكار في باب فضل لا إله إلاّ اللّه.
ورواه ابن حبّان في صحيحه، فرّقه في موضعين.
روى أبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة منه: زيّنوا القرآن بأصواتكم.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق طلحة بن مصرّفٍ مختصرًا.
ورواه البيهقيّ في سننه عن الحاكم بسنده.
وله شاهدٌ من حديث أبي أمامة، وسيأتي في كتاب افتتاح الصّلاة في باب الصّفّ الأوّل.
4- باب متابعة الإمام
1059- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا خالد بن مخلدٍ، عن سليمان بن بلالٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، سمعت القاسم بن محمّدٍ، يقول: قال معاوية بن أبي سفيان: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا صلّى الإمام جالسًا فصلّوا جلوسًا قال: فعجب النّاس من صدق معاوية.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
1060- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، حدّثنا عبد الرّحيم، حدّثنا عبد الله بن سعيدٍ المقبريّ، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قعد فاقعدوا، وإذا قام فقوموا، والإمام جنّةٌ ضامنٌ لصلاة القوم، فإذا صلاّها لوقتها وأقام حدودها كان له أجره ومثل أجورهم لا ينقص من أجورهم شيءٌ، وإذا لم يصلّها لوقتها ولم يتمّ حدودها كان عليه وزرها وأوزارهم وليس عليهم شيءٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الله بن سعيدٍ المقبريّ.
لكن رواه أصحاب الكتب السّتة دون قوله: وإذا قام فقوموا... إلى آخره.
وله شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالكٍ.
وأمر المأمومين بالجلوس لجلوس الإمام منسوخٌ بصلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالسًا في مرض موته، وأبو بكرٍ والنّاس وراءه قيامٌ وهو في الصّحيحين من حديث عائشة.
5- باب الفتح على الإمام
1061- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا محمّد بن ميسرٍ أبو سعدٍ الصّاغانيّ، حدّثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرّحمن، قال: قال عليٌّ - رضي اللّه عنه -: من السّنّة أن تفتح على الإمام إذا استطعمك، قلت لأبي عبد الرّحمن: ما استطعام الإمام؟ قال: إذا سكت.
1061/2- رواه أبو داود في سننه من طريق أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفتح على الإمام في الصّلاة.
1062- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن الأغرّ، عن خليفة بن الحصين، عن أبي نصر، عن ابن عبّاسٍ، قال: تردّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في آيةٍ في صلاة الفجر، فلمّا قضى الصّلاة نظر في وجوه القوم، فقال: أما صلّى معكم أبيّ بن كعبٍ؟ قالوا: لا، قال: فرأى القوم أنّه إنّما تفقّده ليفتح عليه.
هذا إسنادٌ حسنٌ، قيسٌ مختلفٌ فيه، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ، ومن هذا الوجه رواه البزّار.
1063- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا بشر بن السّرّيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا ثابتٌ، عن الجارود، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى بالنّاس ذات يومٍ فترك آيةً، فلمّا قضى صلاته، قال: أيّكم أخذ عليّ شيئًا من قراءتي؟ فقال أبيّ: أنا، تركت يا رسول الله آية كذا وكذا فقال: لقد علمت أنّه إن كان في القوم أحدٌ يعلم ذلك فإنّك هو.
1063/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكر مثل حديث ابن أبي عمر.
1063/3- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن جارود بن أبي سبرة، عن أبيّ بن كعبٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى بالنّاس فترك آيةً... فذكره.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ.
6- باب مبادرة الإمام
1064- قال مسدّدٌ: حدّثنا محمّد بن جابرٍ، حدّثنا عبد الله بن بدرٍ، عن عليّ بن شيبان، عن أبيه، قال: صلّيت خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فرفع رجلٌ رأسه قبل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلمّا انصرف، قال: من رفع رأسه قبل الإمام أو وضع فلا صلاة له.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن جابرٍ.
1065- وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا محمّد بن عمرو بن علقمة، سمعت مليح بن عبد الله السّعديّ يحدّث عن أبي هريرة، قال: إنّ الّذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام، فإنّما ناصيته بيد شيطانٍ.
قال أبو بكرٍ: وكان سفيان ربّما رفعه، وربّما لم يرفعه.
قلت: رواه مالكٌ في الموطّأ موقوفًا دون قول أبي بكرٍ.
1065/2- ورواه مرفوعًا البزّار: حدّثنا يوسف بن سليمان، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن محمّد بن عمرو... فذكره.
1065/3- وكذا رواه الطّبرانيّ في الأوسط: عن محمّد بن أحمد بن روحٍ، حدّثنا أحمد بن عبد الصّمد الأنصاريّ، حدّثنا أبو سعد الأشهليّ، حدّثني محمّد بن عجلان، عن محمّد بن عمرٍو... فذكره.
قال البزّار: لا نعلم روى مليحٌ عن أبي هريرة إلاّ هذا انتهى، وأصله في الصّحيح ولفظه: أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه من ركوعٍ أو سجودٍ قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمارٍ - أو يجعل الله صورته صورة حمارٍ.
قال الخطابيّ: اختلف النّاس في فعل ذلك، فروي عن ابن عمر أنّه قال: لا صلاة لمن فعل ذلك، وأمّا عامّة أهل العلم، فإنّهم قالوا: قد أساء وصلاته مجزئةٌ، غير أنّ أكثرهم يأمرونه بأن يعود إلى السّجود، ويمكث في سجوده بعد أن يرفع الإمام رأسه بقدر ما كان ترك.
1066- وقال أبو بكرٍ بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا عمر بن موسى الأنصاري، أنبأنا موسى بن عبد اللّه بن يزيد، عن أبيه، أنّه كان يصلّي للنّاس ها هنا، فكان أناسٌ يضعون رؤوسهم قبل أن يضع رأسه، ويرفعون رؤوسهم قبل أن يرفع رأسه، فلمّا انصرف التفت إليهم، فقال: يا أيّها النّاس، لم تأتمون، وتؤتمون؟ صلّيت لكم صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، لا أخرم عنها.
هذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن موسى.
1067- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا نصر بن عليّ بن نصرٍ، حدّثنا عثّام بن عليٍّ، عن الأعمش، عن أنسٍ، والبراء بن عازبٍ، قالا: كنّا لا نحني ظهورنا حتّى ننظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ساجدًا.
1068- قال: وحدّثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ، حدّثنا المعتمرٌ، سمعت أبي، أنّ رجلاً حدّثه عن أنس بن مالكٍ، أنّه قال: إن كان أحدنا ليقيم صلبه في الصّلاة خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى يتمكّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من السّجود - أو قال: من الأرض - ثمّ يسجد عند ذلك.
1068/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا معتمرٌ، سمعت أبي يحدّث عن رجلٍ، حدّثه عن أنسٍ، قال: كنّا إذا رفعنا رؤوسنا من الرّكوع خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم نزل قيامًا حتّى نرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد سجد وأمكن وجهه من الأرض، ثمّ نسجد بعد ذلك.
7- باب قراءة الفاتحة خلف الإمام
1069- قال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا خالدٌ الحذّاء، عن أبي قلابة، عن محمّد بن أبي عائشة، عمّن شهد ذاك، قال: صلّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلمّا قضى صلاته، قال: أتقرؤون والإمام يقرأ؟ قال: فسكتوا قال: تقرؤون والإمام يقرأ؟ قالوا: إنّا لنفعل قال: فلا تفعلوا إلاّ أن يقرأ أحدكم بأمّ الكتاب في نفسه.
1069/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا الثّقفيّ، عن خالدٍ... فذكره.
1069/3- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا عبد الله بن الوليد العدنيّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا خالدٌ الحذّاء، عن أبي قلابة، عن محمّد بن أبي عائشة، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لعلّكم تقرؤون والإمام يقرأ - قالها ثلاثًا - قالوا: إنّا لنفعل... فذكره.
1069/4- قال: وحدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا سفيان... فذكره.
ورواه الحاكم أبو عبد الله من طريق سفيان الثّوريّ، عن خالدٍ الحذّاء... فذكره.
ورواه البيهقيّ في سننه، عن الحاكم به، وقال: إسنادٌ جيّدٌ.
1070- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، عن التّيميّ، قال: حدّثت عن أبي قتادة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: أتقرؤون خلفي؟ قالوا: نعم، قال: فلا تفعلوا، فإن كنتم لابدّ فبأمّ القرآن.
1070/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: حدّثت عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: هل تقرؤون خلفي؟ قالوا: نعم، قال: فلا تفعلوا إلاّ بفاتحة الكتاب.
1070/3- وكذا رواه عبد بن حميدٍ، وأحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد بن هارون... فذكره.
1070/4- وكذا رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يزيد بن هارون... فذكره.
وكذا رواه البيهقيّ في سننه من طريق يزيد بن هارون به.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، إلاّ أنّه منقطعٌ.
1071- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مخلد بن أبي زميلٍ، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو الرّقّيّ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن أنسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى بأصحابه، فلمّا قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه، فقال: أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ؟ فسكتوا، فقالها ثلاث مراتٍ فقال: قائلٌ - أو قائلون -: إنّا لنفعل، قال: فلا تفعلوا، ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه.
1071/2- قلت: رواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق وكيعٍ، عن مسعرٍ، عن ثعلبة، عن أنس.
1071/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق فرج بن رواحة، عن عبيد الله بن عمرٍو الرّقّيّ... فذكره.
1072- قال: وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم أبو موسى الهرويّ، حدّثنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: كان النّاس يجهرون بالقراءة خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خلطتم عليّ القرآن.
1072/2- قال: وحدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الزّبير، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: كانوا يقرؤون خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الصّلاة، فقال: خلطتم... فذكره.
1072/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن عبد الله الأسديّ، عن يونس بن أبي إسحاق... فذكره.
8- باب ترك القراءة خلف الإمام
1073- قال مسدّد: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله، عن عطاء بن يسارٍ، قال زيد بن ثابت: لا أقرأ مع الإمام.
هذا إسناد موقوف.
1074- قال مسدّدٌ: حدّثنا سفيان، حدّثنا الزّهريّ، سمعت ابن أكيمة، يحدّث سعيد بن المسيّب، سمعت أبا هريرة، يقول: صلّى بنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلاةً أظنّ أنّها الصّبح، فقال: هل قرأ خلفي منكم أحدٌ؟ فقال رجلٌ: أنا، فقال: إنّي أقول مالي أنازع القرآن؟ قال معمرٌ: فانتهى النّاس عن القراءة فيما جهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
1074/2- قال: وحدّثنا إسماعيل، أنبأنا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن ابن أكيمة الجندعيّ، عن أبي هريرة، قال: صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاةً فيما يجهر فيها بالقرآن فلمّا فرغ، قال: هل قرأ أحدٌ... فذكره دون قول معمرٍ.
1075- وقال أحمد بن منيعٍ: أنبأنا إسحاق الأزرق، حدّثنا سفيان وشريكٌ، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شدّادٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ.
1075/2- قال: وحدّثنا جريرٌ، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شدّادٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ، ولم يذكر عن جابرٍ.
1075/3- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا الحسن بن صالحٍ، عن جابر، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
قلت: حديث جابر بن عبد الله هذا إسناده صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ.
رواه ابن ماجة في سننه بإسنادٍ ضعيفٍ من طريق جابرٍ الجعفيّ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ... فذكره.
وهذا الحديث معروفٌ برواية الحسن بن عمارة الكوفيّ، وقد تكلّموا فيه كثيرًا: كذّبه شعبة، ونقل السّاجيّ إجماع أهل الحديث على ترك حديثه، وفيه كلامٌ كثيرٌ جدًّا، فرواه الحسن بن عمارة، عن موسى بن أبي عائشة به موصولاً، وسيأتي أبسط من هذا في كتاب افتتاح الصلاة في باب قراءة الفاتحة خلف الإمام.
وزعم ابن عديّ أنّ الحسن بن عمارة تفرّد بوصله، قال: وقد رواه عن موسى غيره مثل شعبة، والثّوريّ، وزائدة، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة، وابن عيينة، وأبو الأحوص، وجرير بن عبد الحميد، وابن أبي ليلى، وقيس بن الرّبيع، وغيرهم، قالوا كلّهم عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شدّادٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال:... فذكره مرسلاً انتهى كلامه مختصرًا.
قال الحافظ أبو بكرٍ البيهقيّ: وكذلك رواه مرسلاً عن موسى: إسرائيل بن يونس، وشريك بن عبد الله، وأبو خالدٍ الدّالانيّ، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم انتهى.
1076- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا أبي، قال: سمعت أبا يزيد المدينيّ يحدّث عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: ليس في الظّهر والعصر قراءةٌ فقيل له: إنّ ناسًا يقرؤون فقال: لو كان لي عليهم سلطانٌ لقطعت ألسنتهم، قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقراءته لنا قراءةٌ، وسكت فسكوته لنا سكوتٌ.
1076/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي جهضمٍ، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: كنّا جلوسًا عند ابن عبّاسٍ، فسأله رجلٌ: أكان رسول الله يقرأ في الظّهر والعصر؟ فقال: لا لا لا... الحديث بطوله.
وقد تقدّم بطرقه في كتاب الطّهارة في باب المحافظة على الوضوء وتجديده.
ورواه الطّيالسيّ، ومسدّدٌ، وأحمد بن منيعٍ.
9- باب في تخفيف صلاة الإمام
1077- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبيه، قال: قدمت المدينة فنزلت على أبي هريرة، وكان بينه وبين مواليّ قرابةٌ، فكان أبو بكر يؤمّ النّاس فيخفّف، فقلت: يا أبا هريرة، هكذا كانت صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: نعم وأوجز.
1077/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا إسماعيل، عن أبيه، قال: كان أبي يصلّي خلف أبي هريرة بالمدينة، قال: وكانت صلاته نحوًا من صلاة قيسٍ يتمّ الرّكوع والسّجود، فقيل لأبي هريرة هكذا كانت صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
1077/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
ورجاله ثقاتٌ.
1078- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا يحيى بن حمّادٍ البصريّ، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا الأعمش، حدّثنا أبو صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تجوّزوا في الصّلاة فإنّ خلفكم الضّعيف، والكبير، وذا الحاجة.
1078/2- قال الأعمش: وحدّثنا إبراهيم، عن الحارث بن سويدٍ، عن عبد الله مثل ذلك.
1078/3- قال: وحدّثنا إبراهيم النّخعيّ، عن عبد الله مثل ذلك.
1078/4- قال: وحدّثنا حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثل ذلك.
قلت: حديث أبي هريرة أخرجوه، وإنّما أوردته لانضمامه مع غيره.
1079- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، حدّثنا عبد الله بن عثمان، عن نافع بن سرجس أبي سعيدٍ، أنّه سمع أبا واقدٍ اللّيثيّ صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكر الصّلاة عنده، فقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخفّ النّاس على النّاس وأدومه على نفسه.
1079/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
1079/3- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا الحسن بن حمّادٍ، حدّثنا حسينٌ الجعفيّ، حدّثنا زائدة، عن ابن خثيمٍ المكّيّ، عن نافع بن سرجسٍ، قال: دخلت على أبي واقدٍ اللّيثيّ في مرضه الّذي مات فيه بمكّة فسمعته يقول:... فذكره.
1079/4- قال: وحدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا عفّان بن مسلمٍ الصّفّار، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ... فذكره.
1079/5- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا ابن جريجٍ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ... فذكره.
1079/6- قال: وحدّثنا عبد الرّزّاق، وابن بكرٍ، قالا: حدّثنا ابن جريجٍ: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ... فذكره.
1079/7- قال: وحدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هشامٍ، قال: حدّثنا زائدة، حدّثنا عبد الله بن عثمان... فذكره.
ورواه البيهقيّ في سننه الكبرى من طريق حجّاجٍ، عن ابن جريجٍٍ به.
1080- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن منصور بن حيّان، أخبرني سليمان بن بشرٍ الخزاعيّ، عن خاله مالك بن عبد الله الخزاعيّ، قال: غزوت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم أصلّ خلف إمامٍ كان أخفّ صلاةً في المكتوبة منه.
1080/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مسروق بن المرزبان، حدّثنا يحيى بن زكريّا، عن منصور بن حيّان... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ على شرط ابن حبّان.
1081- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن موسى الجهني، حدثني مصعب بن سعدٍ، قال: كان أبي إذا صلّى في المسجد الأكبر صلّى فجوّز وأتم الرّكوع والسّجود ، وإذا خلا في بيته أطال الرّكوع والسّجود في الصّلاة، قلت: يا أبتاه، إذا صليت في المسجد جوّزت، وإذا خلوت في البيت أطلت قال: يا بني، إنا أئمّةٌ يقتدى بنا.
هذا إسناد رجاله ثقات.
10- باب في تطويل صلاة الإمام
1082- قال مسدّد: حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس قال: صلّى بنا أبو بكرٍ، رضي الله عنه، صلاة الفجر فقرأ بسورة بآل عمران فلما انصرف قيل له كادت الشّمس تطلع فقال لو طلعت لم تجدنا الغافلين.
هذا إسناد رجاله ثقات.
1083- قال: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، عن عمرو، عن جابر بن زيدٍ قًالً: صلّى بنا ابن عبّاسٍ، صلاة الصّبح، فقرأ بالبقرة.
1084- قال: وحدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن عبّاسٍ الجشميّ، أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ من الأئمة طرّادين قال قتادة: ولا أعلم الطّرّادين إلاّ الّذين يطوّلون على النّاس حتّى يطردوهم عنه.
1085- قال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، عن قدامة بن عبد الله، حدّثتني جسرة بنت دجاجة أنّها انطلقت معتمرةً فانطلقت إلى الرّبذة عند العصر، فسمعت أبا ذرّ يقول: قام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلةً من الليالي يصلّي العشاء، فصلّى بالقوم فتخلّف رجالٌ، فلمّا رأى قيامهم وتخلّفهم انصرف إلى رحله، فلمّا رأى أنّ القوم قد أخلوا المكان رجع إلى مكانه، فصلّى فجئت فقمت خلفه فأومأ بيمينه، ثمّ جاء ابن مسعودٍ فقام خلفي وخلفه، فأومأ إليه بشماله، فقام عن شماله فقمنا فلبثنا نصلّي كلّ رجلٍ منا لنفسه، ويتلوا من القرآن ما شاء الله أن يتلو،
وقام بآيةٍ من القرآن يردّدها حتّى صلّى الغداة، فلمّا غدا أصحابنا أومأت إلى عبد الله بن مسعودٍ أن سله ما أراد إلى ما صنع البارحة، فقال ابن مسعودٍ: لا أسأله عن شيءٍ حتّى يتحدّث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله قمت اللّيلة بآيةٍ من القرآن ومعك قرآنٌ لو فعل هذا بعضنا وجدنا عليه، قال: دعوت لأمّتي قال: فماذا أجبت - أو قال: ماذا ردّ عليك - قال: أجبت بالّذي لو اطّلع كثيرٌ منهم عليه تركوا الصّلاة قال: أفلا أبشّر النّاس؟ قال: بلى قال: فانطلقت معنفًا قريبًا من قذفة حجرٍ، فقال عمر: يا رسول الله، إنّك إن تبعث إلى النّاس لاتّكلوا عن العبادة فنادى أن ارجع فرجع، وتلا الآية الّتي يتلوها: {إن تعذّبهم فإنّهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم}.
1085/2- قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى، عن نوح بن حبيبٍ.
1085/3- وابن ماجة، عن بكر بن خلفٍ أبي بشرٍ، كلاهما عن يحيى بن سعيدٍ... فذكره مختصرًا جدًّا.
11- باب في الإمام يطول في الصلاة فيفارقه المأموم
1086- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا الحجّاج وابن أبي ليلى، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ أنّه حدّثهم: أنّ معاذًا صلّى بقومٍ الفجر، فقرأ بسورة البقرة وخلفه رجلٌ أعرابيٌّ معه ناضحٌ له، فلمّا كان في الرّكعة الثّانية صلّى الأعرابيّ وترك معاذًا، فأخبروا به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: خفت على ناضحي ولي عيالٌ أكسب عليهم، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: صلّ بهم صلاة أضعفهم، فإنّ فيهم الصّغير، والكبير، وذا الحاجة لا تكن فتّانًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف ابن أبي ليلى، وحجّاج بن أرطاة.
1087- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا يعقوب، أنبأنا عيسى بن جارية، عن جابرٍ، قال: كان أبيٌّ يصلّي بأهل قباء، فاستفتح سورةً طويلةً ودخل معه غلامٌ من الأنصار في الصّلاة، فلمّا سمعه قد استفتح سورةً طويلةً انفتل الغلام من صلاته، وكان يريد أن يعالج ناضحًا له يسعى عليه، فلمّا انفتل أبيّ بن كعبٍ قال له القوم: إنّ فلانًا انفتل من الصّلاة فغضب أبيٌّ، فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يشكو الغلام، فأتاه الغلام يشكوه إليه، فغضب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى رئي الغضب في وجهه، ثمّ قال: إنّ منكم منفّرين فإذا صلّيتم فأوجزوا فإنّ خلفكم الضّعيف والكبير، والمريض، وذا الحاجة.
1087/2- قال: وحدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب بن عبد الله، أنبأنا عيسى... فذكره بنحوه، إلاّ أنّه قال: فلمّا انفتل أبيٌّ أخبر بذلك قال: فعرف أبيٌّ أنّ الغلام يشكو إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقرب الغلام يشكو أبيًّا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ منكم منفّرين، فإذا صلّيتم فأوجروا - أو أوجزوا شكّ أبو يحيى، أو كما قال -... فذكره بنحوه.
1088- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عليّ بن الحسن، حدّثنا الحسين بن واقدٍ، حدّثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أنّ معاذ بن جبلٍ صلّى بأصحابه العشاء، فقرأ: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: فترك رجلٌ صلاته، قال: فقال له معاذٌ قولاً شديدًا، فذهب الرّجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّي كنت أسقي نخلاً لي، وخشيت عليه الماء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا معاذ، ما يكفيك أن تقرأ {والشّمس وضحاها}، وأشباهها من السّور.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، بل قيل فيه: إنّه من أصحّ الإسناد.
1088/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقدٍ... فذكره.
ورواه أبو العبّاس السّرّاج في مصنّفه من طريق عليّ بن الحسن، عن الحسين بن واقدٍ.
1089- قال أبو يعلى: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز، عن أنسٍ، قال: كان معاذ بن جبلٍ يؤمّ قومه فدخل حرامٌ وهو يريد أن يسقي نخله، فدخل المسجد ليصلّي مع القوم، فلمّا رأى معاذًا طوّل تجوّز في صلاته ولحق بنخله، فلمّا قضى معاذٌ الصّلاة قيل له: إنّ حرامًا دخل المسجد، فلمّا رآك طوّلت تجوّز في صلاته، ولحق بنخله يسقيه، فقال: إنّه لمنافقٌ تعجّل الصّلاة من أجل سقي نخله، فجاء حرامٌ إلى النّبيّ ومعاذٌ عنده، فقال: يا نبيّ الله، إنّي أردت أن أسقي نخلاً لي، فدخلت المسجد أصلّي مع القوم، فلمّا طوّل تجوّزت في صلاتي، ولحقت بنخلي أسقيه، فزعم أنّي منافقٌ، فأقبل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم على معاذٍ، فقال: أفاتنٌ أنت أتطوّل بهم اقرأ: بـ{سبّح اسم ربّك الأعلى}، {والشّمس وضحاها}، ونحوهما.
1089/2- قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير، عن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل... فذكره.
وله شاهدٌ في الصّحيحين، وغيرهما من حديث جابر بن عبد الله.
ورواه أحمد بن حنبلٍ، والنّسائيّ، والتّرمذيّ وحسّنه، وابن خزيمة في صحيحه من حديث بريدة بن الحصيب.
12- باب لا يخص الإمام نفسه بالدعاء
1090- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حمّاد بن خالدٍ، حدّثنا معاوية بن صالحٍ، عن صفوان بن بشيرٍ، عن يزيد بن شريحٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يأت أحدكم إلى الصّلاة وهو حاقنٌ، ولا يدخل بيتًا إلاّ بإذنٍ، ولا يؤمّ إمامٌ فيخصّ نفسه بدعوةٍ دونهم.
1090/2- قلت: رواه الحاكم من طريق زيد بن الحباب العكليّ، حدّثنا معاوية بن صالحٍ، حدّثني السّفر بن نسيرٍ الأزديّ، عن يزيد بن شريحٍ الحضرميّ، عن أبي أمامة الباهليّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أمّ رجلٌ القوم فلا يختصّ بدعاءٍ دونهم، فإن فعل فقد خانهم، ولا يدخل عينه في بيت قومٍ بغير إذنهم فإن فعل فقد خانهم.
1090/3- وعن الحاكم رواه البيهقيّ.
قال: وهذا الحديث قد اختلف فيه على يزيد بن شريحٍ من وجوهٍ... فذكرها في سننه انتهى.
وله شاهدٌ من حديث ثوبان رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة.
ورواه أبو داود، والبيهقيّ من حديث أبي هريرة.
13- باب قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم في الصلاة من حيث انتهى أبو بكر رضي الله عنه
1091- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا موسى، حدّثنا عبد الله بن رجاءٍ، حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن ابن أبي السّفر، عن ابن شرحبيلٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن العبّاس بن عبد المطّلب، قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعنده نساءٌ فاستترن منه إلاّ ميمونة فدقّ
له سعطة فلدّ، فقال: لا يبقينّ في البيت أحدٌ إلا لدٌّ إلاّ العبّاس فإنّه لم تصبه يميني ثمّ قال: مروا أبا بكرٍ يصلّي بالنّاس فقالت عائشة لحفصة: قولي له إنّ أبا بكرٍ إذا قام ذلك المكان بكى، فقالت له فقال: مروا أبا بكرٍ يصلّي بالنّاس فصلّى أبو بكرٍ ثمّ وجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خفّةً فخرج فلمّا رآه أبو بكرٍ نكص - أو قال: تأخّر - فأومأ إليه أن مكانك، فجاء فجلس إلى جنبه، فقرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حيث انتهى أبو بكرٍ.
قوله: لدٌّ أي: سقي الدّواء في شقٍّ فيه، والدّواء اللّدود.
وله شاهدٌ من حديث ابن مسعودٍ رواه ابن ماجة، وأبو يعلى الموصليّ، وابن حبّان في صحيحه.
14- باب صلاة الإمام خلف رجل من رعيته
1092- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا ثابتٌ أبو زيدٍ - أو غيره - عن عاصمٍ الأحول، عن بكرٍ، عن المغيرة بن شعبة، قال: أمران لا أسأل عنهما أحدًا من النّاس صلاة الرّجل خلف رجلٍ من رعيّته فقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى خلف عبد الرّحمن بن عوفٍ، والمسح على الخفين فقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح عليهما.
1092/2- رواه أحمد بن منيعٍ مطوّلاً، فقال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيّوب، عن محمّدٍ، عن عمرو بن وهبٍ الثّقفيّ، قال: كنّا عند المغيرة بن شعبة فسئل هل أمّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من هذه الأمّة أحدٌ غير أبي بكرٍ؟ قال: نعم قال: فزاده عندي تصديقًا الّذي قرّب به الحديث قال: كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فلمّا كان من السّحر ضرب عنق راحلته، فتنحّى عنّي حتّى ما أراه فمكث طويلاً، ثمّ جاء فقال: حاجتك يا مغيرة فقال: هل
معك ماءٌ؟ قلت: نعم فقمت إلى قربةٍ، أو سطيحةٍ في آخر الرّحل فأتيته بها، فصببت عليه فغسل يديه، فأحسن غسلهما - قال: وأشكّ هل قال: دلّكهما بترابٍ أم لا - ثمّ ذهب يحسر ذراعيه وعليه جبّةٌ شاميّةٌ ضيّقة الكمّين، فضاقت عليه، فأخرج يديه من تحتها إخراجًا، فغسل وجهه ويديه - قال: فيجئ في الحديث غسل الوجه مرّتين - فلا أدري أهكذا كان - ثمّ مسح ناصيته، ومسح على العمامة والخفّين، ثمّ ركبنا، فأدركنا النّاس وقد تقدّمهم عبد الرّحمن بن عوفٍ، وصلّى بهم ركعةً، وهو في الثّانية، فذهبت أؤذنه فنهاني، فصلّينا الرّكعة الّتي أدركنا، وقضينا الّتي سبقنا.
قلت: رواه مسلمٌ في صحيحه، وأصحاب السّنن الأربعة من طريق حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه دون قصّة أبي بكرٍ.
1093- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن عمر الأسلميّ، حدّثنا الضّحّاك بن عثمان، عن حبيبٍ مولى عروة، سمعت أسماء بنت أبي بكرٍ، تقول: رأيت أبي يصلّي في ثوبٍ واحدٍ، وثيابه موضوعةٌ، قال: يا بنيّة، إنّ آخر صلاةٍ صلاّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلفي في ثوبٍ واحدٍ.
1093/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، شيخ ابن أبي شيبة الواقديّ.
1094- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحسن بن إسماعيل أبو سعيدٍ البصريّ، حدّثنا إبراهيم - يعني ابن سعدٍ - عن أبيه، عن جدّه، عن عبد الرّحمن بن عوفٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا انتهى إلى عبد الرّحمن بن عوفٍ وهو يصلّي بالنّاس أراد عبد الرّحمن أن يتأخّر، فأومأ إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن مكانك فصلّى وصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصلاة عبد الرّحمن.
وسيأتي بطرقه في كتاب المناقب في مناقب عبد الرّحمن بن عوفٍ مع حديث أبي بكرٍ الصّديق، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لم يمت نبيٌّ قطّ حتّى يؤمّه رجلٌ من أمّته.
15- باب في إمامة الأعمى والعراة ومن لا يحمد فعله
1095- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرّحمن، عن عمران القطّان، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: استخلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ابن أمّ مكتومٍ على المدينة مرّتين قال: فلقد رأيته يوم القادسيّة معه رايةٌ سوداء.
1095/2- قلت: رواه أبو داود في سننه من طريق ابن مهديٍّ، عن عمران به بلفظ: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استخلف ابن أمّ مكتومٍ يؤمّ النّاس وهو أعمى.
وله شاهدٌ من حديث محمود بن الرّبيع، رواه النّسائيّ في الصّغرى.
1096- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أميّة بن بسطامٍ، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا حبيبٌ المعلّم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استخلف ابن أمّ مكتومٍ على المدينة يصلّي بالنّاس.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين.
1097- قال: وحدّثنا وحدّثنا عبدان، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن الحجّاج بن أرطاة، قال: سألت عطاءً عن القوم، يغرقون فيخرجون عراةً، كيف يصلّون؟ قال: إن أصابوا حشيشًا استتروا به، وإلّا صلّوا قعودًا إمامهم بينهم - أو قال: وسطهم.
هذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج.
1098- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا الأوزاعيّ، عن عمير بن هانئٍ قال: شهدت ابن عمر بمكّة، والحجّاج يحاصرٌ ابن الزّبير، وكان ابن عمر بينهما، فكان ربّما حضر الصّلاة مع هؤلاء، وربّما حضر الصّلاة مع هؤلاء.
1098/2- قلت: رواه البيهقيّ في سننه الكبرى مطولا من طريق الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عمير بن هانئٍ قال: بعثني عبد الملك بن مروان بكتبٍ إلى الحجّاج فأتيته وقد نصب على البيت أربعين منجنيقًا، فرأيت ابن عمر إذا حضرت الصّلاة مع الحجّاج صلّى معه، وإذا حضر ابن الزّبير صلّى معه، فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن أتصلّي مع هؤلاء وهذه أعمالهم؟ فقال: يا أخا أهل الشّام ما أنا لهم بحامدٍ، ولا نطيع مخلوقًا في معصية الخالق. قال قلت: فما تقول في أهل الشّام؟ قال: ما أنا لهم بحامدٍ. قلت: فما قولك في أهل مكّة؟ قال: ما أنا لهم بعاذرٍ. يقتتلون على الدّنيا يتهافتون في النّار كتهافت الذّباب في المرق. قلت: فما قولك في هذه البيعة الّتي أخذ علينا عبد الملك مروان؟ قال ابن عمر: كنّا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السّمع والطّاعة يلقّنا فيما استطعتم.
16- باب فيمن أمّ قومًا وهم له كارهون
1099- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: أنّ سلمان قدّمه قومٌ يصلّى بهم فأبى حتّى دفعوه، فلمّا صلّى بهم، قال: أكلّكم راضٍ؟ قالوا: نعم، قال: الحمد للّه إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ثلاثةٌ لا تقبل صلاتهم المرأة تخرج من بيتها بغير إذن زوجها والعبد الآبق والرّجل يؤمّ القوم وهم له كارهون.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرٍو رواه أبو داود، وابن ماجة في سننهما.
ورواه ابن ماجة من حديث ابن عبّاسٍ، ورواه الحاكم، والبيهقيّ من حديث الحسن مرسلاً.
قال التّرمذيّ: قد كره قومٌ من أهل العلم أن يؤمّ الرّجل قومًا وهم له كارهون، فإذا كان الإمام غير ظالمٍ، فإنّما الإثم على من كرهه.
وقال أحمد وإسحاق في هذا: إذا كره واحد أو اثنان أو ثلاث، فلا بأس أن يصلّي بهم حتّى يكرهه أكثر القوم.
17- باب كراهة إمامة المتيمّم المتوضّئين وما جاء فيمن أمّ بعدما صلى وفيمن أمّ في ثوب واحد وغير ذلك
1100- قال مسدّدٌ: حدّثنا حفصٌ بن غياث، عن الحجّاج، عن علي أنّه كان يكره أن يؤمّ المتيمّم المتوضّئين.
1101- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي صالحٍ، قال: كان معاذ بن جبلٍ يصلّي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الفجر، ثمّ يأتي قومه فيصلّي بهم.
قلت: أصله في الصّحيحين وغيرهما من حديث جابر بن عبد الله.
1102- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أنّ معاوية أمّهم في قميص.
1103- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا يعلى بن الحارث المحاربيّ سمعت غيلان بن جامعٍ، قال: حدّثنا إياس بن سلمة، عن ابنٍ لعمّار بن ياسرٍ، قال: قال أبي: أمّنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ثوبٍ واحدٍ متوشّحًا به.
قلت: هذا حديثٌ له شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما، وسيأتي هذا الحديث مع أحاديث أخر كثيرةٍ من هذا النّوع في كتاب استقبال القبلة.
1104- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع أنّ ابن عمر كان يقعد الرّجل بين يديه يأتمّ به.
هذا إسناد رجاله ثقات.
18- باب النهي عن أن يؤم أحد بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم جالسًا
1105- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن أبي الأحوص وضمرة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: يا أبا عبيدة لا يؤمّنّ أحدٌ بعدي جالسًا.
أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ضعيفٌ.
قلت: لعلّه جالسًا وأنّها سقطت من الأصل، ويشهد لذلك ما رواه الدّارقطنيّ من طريق جابرٍ، عن الشّعبيّ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يؤمّنّ أحدٌ بعدي جالسًا.
قال الدّارقطنيّ: لم يروه غير جابرٍ الجعفيّ، وهو متروكٌ قال: والحديث مرسّلٌ لا تقوم به حجّةٌ،
ورواه البيهقيّ في سننه، عن أبي بكر بن الحارث الفقيه، عن الدّارقطنيّ به.
قال البيهقيّ: قال الشّافعيّ: قد علم الّذي احتجّ بهذا أن ليست فيه حجّةٌ، وأنّه لا يثبت لأنّه مرسلٌ، ولأنّه عن رجلٍ يرغب النّاس عن الرّواية عنه.
19- باب في الرجل يؤم النساء
1106- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا ابن أبي أميّة، حدّثنا يعقوب، حدّثنا عيسى بن جارية الأنصاريّ، عن جابر بن عبد الله، قال: جاء أبيّ بن كعبٍ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّه كان منّي البارحة شيءٌ قال: وما هو يا أبيّ؟ قال: نسوةٌ معي في الدّار قلن لي: نصلّي اللّيلة بصلاتك قال: فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان شبه الرّضى قال: وذلك في شهر رمضان.
1106/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب بن عيسى بن جارية، حدّثنا جابر بن عبد الله، قال: جاء أبيّ بن كعبٍ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّه كان مني اللّيلة شيءٌ - يعني في رمضان - قال: وما ذاك يا أبيّ؟ قال: نسوةٌ في داري قلن: إنّا لا نقرأ القرآن، فنصلّي بصلاتك، فصلّيت بهنّ ثمان ركعاتٍ، ثمّ أوترت قال: فكان شبه الرّضى، ولم يقل شيئًا.
1106/3- قلت: رواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا رجلٌ سمّاه، قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الله الأشعريّ... فذكره.
وسيأتي في كتاب النّوافل - إن شاء الله تعالى - بطرقه.
20- باب في إمامة المرأة
1107- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، حدّثني سفيان بن سعيد، حدّثني عمّارٍ الدّهنيّ، عن حجيرة بنت حصينٍ، قالت: أمّتنا أمّ سلمة في العصر، فقامت بيننا.
قلت: رواه البيهقيّ في سننه من طريق الرّبيع، عن الشافعي، أنبأنا ابن عيينة، عن عمّار الدّهني... فذكره.
وله شاهد موقوف من حديث عائشة رواه الحاكم، وعنه البيهقي في سننه.
1108- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا فضل بن دكينٍ، حدّثنا الوليد بن جميعٍ، حدّثتني أمّ ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاريّة - وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يزورها ويسمّيها الشّهيدة، وكانت قد جمعت القرآن - وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين غزا بدرًا قالت له: ائذن لي فأخرج معك أداوي جرحاكم، وأمرّض مرضاكم لعلّ الله أن يهدي لي بشهادةٍ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمّيها الشّهيدة، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أمرها أن تؤمّ أهل دارها، وكانت لها مؤذّنٌ، وكانت تؤمّ أهل دارها حتّى غمّها غلامٌ وجاريةٌ لها كانت دبّرتهما، فقتلاها في إمارة عمر قيل: أمّ ورقة غمّتها جاريتها وغلامها فقتلاها، وإنّهما هربا، فأتي بهما، فصلبا فكانا أوّل مصلوبين بالمدينة، فقال عمر: صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: انطلقوا بنا نزور الشّهيدة.
1109- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، حدّثنا عبد الله بن داود، عن الوليد بن جميعٍ، عن ليلى بنت مالكٍ، عن أبيها، وعن عبد الرّحمن بن خلادٍ الأنصاريّ، عن أمّ ورقة الأنصاريّة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يزورها، وإنّه قال لأصحابه: انطلقوا بنا نزور الشّهيدة، وأنّه أذن لها أن يؤذّن لها، وأن تؤمّ أهل دارها في الفرائض، وكانت قد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
1109/2- قلت: رواه أبو داود في سننه عن عثمان، عن وكيعٍ، عن الوليد بن عبد الله بن جميعٍ، عن جدّته، وعبد الرّحمن بن خلادٍ، عن أمّ ورقة... فذكره باختصارٍ.
ورواه البيهقيّ في سننه من طريق أبي نعيمٍ الفضل بن دكينٍ... فذكره.
ورواه الحاكم من طريق أحمد بن يونس، حدّثنا عبد الله بن داود الخريبي، حدّثنا الوليد بن جميعٍ... فذكره.
ورواه البيهقيّ في سننه أيضًا، عن الحاكم به.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمامة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir