دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 07:48 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الأذان

كتاب الأذان
1- باب بدء الآذان وصفته
874- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جريرٌ، عن المغيرة، عن الشّعبيّ، قال: اهتمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالأذان للصّلاة وكره أن ينقس كما يصنع أهل مكّة، فكان يبعث رجالاً إذا حضرت الصّلاة فيعلمهم عن الصّلاة، ورجع عبد الله بن زيدٍ الأنصاريّ مهتمًّا بهمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتي في المنام وقيل: لأيّ شيءٍ اهتممت؟ قال لهمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فقال: الّذي أتاه: ائت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمره أن يؤذّن بالصّلاة: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه - مرّتين - أشهد أنّ محمّدًا رسول الله - مرّتين - حيّ على الصّلاة - مرّتين - حيّ على الفلاح - مرّتين - الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاّ اللّه. قال له: اجعل في الأذان والإقامة مثل ذلك، قال: فأتى عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره بذلك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: علّمها بلالا، وجاء عمر بن الخطّاب، فقال: رأيت مثلما رأى عبد الله بن زيدٍ ولكنّ عبد الله سبقني.
هذا مرسلٌ صحيح الإسناد، وهو شاهدٌ جيّدٌ لحديث ابن إسحاق المخرّج في السّنن.
875- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا أبو حيوة، حدّثنا سعيد بن سنانٍ، عن أبي الزّاهريّة، عن كثير بن مرّة الحضرميّ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أوّل من أذّن في السّماء جبريل - عليه السّلام - قال: فسمعه عمر، وبلالٌ، فأقبل عمر، فأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بما سمع، ثمّ أقبل بلالٌ، فأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بما سمع، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سبقك عمر، يا بلال أذّن كما سمعت قال: ثمّ أمره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يضع إصبعيه في أذنيه استعانةً بهما على الصّوت.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف سعيد بن سنانٍ.
2- باب في الآذان والمؤذنين
876- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: المؤذّنون أمناء المؤمنين على صلاتهم وسحورهم.
قلت: رواه البيهقيّ في سننه من طريق الرّبيع، عن الشّافعيّ، عن عبد الوهّاب، عن يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره
قال البيهقيّ: وقد روي ذلك عن يونس، عن الحسن، عن جابرٍ، وليس بمحفوظٍ.
877- قال مسدّد: وحدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: قال عمر بن الخطاب: لو أطيق الأذان مع الخليفى لأذنت.
قلت: خلط البيهقي هذا والذي بعده فجعلهما واحدًا. رواه من طريق أبي إسماعيل المؤذن عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قدمنا على عمر بن الخطاب، فقال: من مؤذنوكم؟ فقلنا: عبيدنا وموالينا. فقال بيده هكذا – يقلبها -: عبيدنا وموالينا! إن ذلكم بكم لنقص شديد، لو أطقت الأذان مع الخليفى لأذنت.
878- قال: وحدّثنا عيسى، حدّثنا إسماعيل، عن شبل بن عوف أن عمر قال لجلسائه: من مؤذنوكم؟ قالوا: عبيدنا وموالينا. قال: موالينا وعبيدنا! إن ذلك بكم لنقص كبير.
879- قال: وحدّثنا خالد، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن أبي طارق الأزدي قال: كان آخر أذان بلال: لا إله إلاّ الله والله أكبر.
880- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرىء، حدّثنا الأفريقيّ، حدّثنا سلامان بن عامرٍ الشّعبانيّ، عن أبي عثمان الأصبحيّ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: للمؤذّن فضلٌ على من حضر الصّلاة بأذانه عشرون ومائةٌ، فإن أقام فأربعون ومائتا حسنةٍ إلاّ من قال: مثل قوله.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف الأفريقيّ، واسمه عبد الرّحمن.
881- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: بينا نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره، فسمع مناديًا ينادي: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: على الفطرة فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خرج من النّار فأدركناه فإذا هو صاحب ماشيةٍ أدركته الصّلاة فنادى بها.
881/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى الهرويّ، حدّثنا محمّد بن بشرٍ العبديّ... فذكره.
881/3- ثمّ قال: وعن محمّد بن بشرٍ والعبّاس بن الفضل، قالا: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، حدّثنا قتادة... فذكره.
882- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا حسين بن عليٍّ، عن شيخٍ يقال له الحفصي، عن أبيه، عن جدّه، قال: أذّن بلالٌ حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أذّن لأبي بكرٍ حياته، ولم يؤذّن في زمن عمر، فقال له عمر: ما يمنعك أن تؤذّن؟ قال: إنّي أذّنت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى قبض، وأذّنت لأبي بكرٍ حتّى قبض، لأنّه كان وليّ نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يا بلال ليس شيءٌ أفضل من عملك إلاّ الجهاد في سبيل الله، فخرج إلى الشّام فجاهد.
882/2- رواه عبد بن حميدٍ وأبو يعلى الموصليّ، قالا: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
883- وقال عبد بن حميدٍ: أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن منصورٍ، عن عبّاد بن أنيسٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ المؤذّن يغفر له مدى صوته، ويصدّقه كلّ رطبٍ، ويابسٍ يسمعه، وللشّاهد عليه خمسٌ وعشرون حسنةً.
قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة، في سننهم دون قوله: وللشّاهد عليه خمس وعشرون حسنةً.
883/2- وما زاده عبد بن حميدٍ رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، سمعت أبا يحيى يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره، وزاد ويكفّر عنه ما بينهما
وقوله: يغفر له مدى صوته، قال الخطّابيّ: مدى الشّيء غايته، والمعنى أن يستكمل مغفرة الله إذا استوفى وسعه في رفع الصّوت، فيبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ الغاية من الصّوت.
قال الحافظ المنذريّ: ويشهد لهذا القول رواية من قال: يغفر له مدّ صوته - بتشديد الدّال - أي بقدر مدّ صوته.
قال الخطّابيّ: وفيه وجهٌ آخر، وهو أنّه كلام تمثيلٍ وتشبيهٍ، يريد أنّ المكان الّذي ينتهي إليه الصّوت لو يقدّر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه الّذي هو فيه ذنوبه تملأ تلك المسافة غفرها الله.
884- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن أبان، عن العلاء بن زيادٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أحبّ عباد الله إلى الله الّذين يراعون الشّمس والقمر.
قلت: رواه البيهقيّ في سننه موقوفًا، من طريق أبي أيّوب الأسواريّ، عن أبي هريرة، قال: إنّ خيار أمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، الّذين يراعون الشّمس والقمر لمواقيت الصّلاة.
وله شاهدٌ مرفوعٌ من حديث عبد الله بن أبي أوفى، رواه الطّبرانيّ، والبزّار، والحاكم، وصحّحه.
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط من حديث أنس، ورواه البيهقي من حديث أبي الدرداء موقوفا، ولفظه إنّ أحبّ عباد الله إلى الله الّذين يحبّون الله، ويحبّبون الله إلى النّاس، والّذين يراعون الشّمس، والقمر، والنّجوم، والأظلّة لذكر الله.
885- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا سعيد بن شرحبيل، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: المؤذّنون أطول النّاس أعناقًا يوم القيامة، وهم أوّل من يؤذن لهم في الكلام يوم القيامة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ مرسلٌ.
وله شاهدٌ من حديث معاوية رواه مسلمٌ في صحيحه، ورواه ابن حبّان في صحيحه من حديث أبي هريرة.
886- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الحجّاج بن أرطاة، عن زاذان، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال نحوه - يعني: الحديث الّذي قبله ولفظه: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يغير إذا طلع الفجر، فكان يتسمّع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك، وإلاّ أغار، فاستمع ذات يومٍ فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال: النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: على الفطرة، فقال الرّجل: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فقال: النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: خرجت من النّار، وزاد فيه: وأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: تجدونه صاحب أعنزٍ معزبةٍ، أو أكلبٍ مكلبةٍ، فوجدوه راعي معزى.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف الحجّاج بن أرطاة، وداود كذّابٌ.
887- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا معتمر بن سليمان الرّقّيّ، حدّثنا عبد الله بن بشرٍ، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: يغفر للمؤذّن منتهى صوته، ويشهد له كلّ رطبٍ ويابسٍ.
قلت: رواه الطّبرانيّ في الكبير، والبزّار، إلاّ أنّه قال: ويجيبه كلّ رطبٍ ويابسٍ.
887/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ بإسنادٍ صحيحٍ، فقال: حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا عمّار بن رزيقٍ، عن الأعمش... فذكره إلاّ أنّه قال: ويستغفر له كلّ رطبٍ ويابسٍ سمع صوته.
887/3- ورواه الحاكم: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثنا أبو الجواب... فذكره، إلا أنه قال: يغفر للمؤذن مدّ صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمع صوته.
887/4- ورواه البيهقيّ عن الحاكم، ثمّ رواه البيهقيّ في طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، أنّه قال: المؤذّن يغفر له مدّ صوته ويصدّقه كلّ رطبٍ ويابسٍ.
888- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أحمد بن جنابٍ، حدّثنا عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن الوليدٍ الوصّافيّ، عن محارب بن دثارٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أهل السّماء لا يسمعون من أهل الأرض إلاّ الأذان.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عبيد الله بن الوليد أجمعوا على ضعفه، وقال الحاكم: روى عن محارب بن دثارٍ أحاديث موضوعةً.
889- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الشّاميّ بعبادان، حدّثني محمّد بن العلاء الأيليّ، عن يونس بن زيدٍ، عن الزّهريّ، عن أنسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: دخلت الجنّة فرأيت فيها جنابذ من لؤلؤٍ، ترابها المسك.
قلت: لمن هذا يا جبريل؟ قال: للمؤذّنين والأئمّة من أمّتك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، محمّد بن إبراهيم ضعّفوه، وكذّبه الدّارقطنيّ، وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات، لا تحلّ الرّواية عنه.
890- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إسحاق، حدّثنا عبدة، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، قال: بلغنا أنّ أوّل النّاس يكسى يوم القيامة من ثياب الجنّة المؤذّنون.
891- قال: وحدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبو العميس عتبة بن عبد الله، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أذّن المؤذّن فتحت أبواب السّماء.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف يزيد بن أبان الرّقاشيّ.
3- باب الآذان مثنى مثنى والإقامة فرادى
892- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا حميدٌ، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن يزيد المازني، قال: كان أذان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شفع شفع مرّتين مرّتين وإقامته.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.
رواه التّرمذيّ في الجامع من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربّه، الّذي رأى الأذان.
893- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: قال: حدّثنا محمد بن عبد الله، قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان يؤذن مثنى مثنى، ويوتر الإقامة.
قلت: تقدم في باب بدء الأذان أن الأذان والإقامة مثنى مثنى.
4- باب المؤذن يضع إصبعيه في أذنيه ويستدير في أذانه
894- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا الحجّاج بن أرطاة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بالأبطح في قبّةٍ حمراء، في نفرٍ من بني عامرٍ، فقال لنا: ممّن القوم؟ فقلنا: من بني عامرٍ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وأنا منكم، فخرج بلالٌ فأذّن لصلاة الظّهر، فوضع إصبعيه في أذنيه، واستدار في أذانه، وركّزت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنزةٌ، ووضع له وضوءٌ، فتوضّأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فصلّى الظّهر ركعتين، ثمّ صلّى العصر ركعتين، ثمّ قال: ائتوني المدينة ووعدنا سلتًا، فقدمنا المدينة وقد مات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأتينا أبا بكرٍ، فأنجز لنا ما وعدنا.
قلت: الحجّاج بن أرطاة ضعيفٌ.
894/2- رواه ابن ماجة في سننه: عن أيّوب بن محمّدٍ الهاشميّ، عن عبد الواحد بن زيادٍ... فذكره باختصارٍ.
894/3- وكذا رواه التّرمذيّ في الجامع وصحّحه، عن محمود بن غيلان، عن عبد الرّزّاق، عن سفيان، عن عون بن أبي جحيفة... فذكره.
قال: وعليه العمل عند أهل العلم، يستحبّون أن يدخل المؤذّن إصبعيه في أذنيه في الأذان، وقال بعض أهل العلم: وفي الإقامة أيضًا، وهو قول الأوزاعيّ.
وأبو جحيفة اسمه: وهب بن عبد الله السّوائيّ انتهى.
وقد تقدّم في باب بدء الأذان، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بلالاً أن يضع أصبعيه في أذنيه، استعانةً بهما على الصّوت.
5- باب السنة في الآذان لصلاة الصبح قبل طلوع الفجر
895- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، حدّثتني عمّتي أنيسة، قالت: كان بلالٌ وابن أمّ مكتومٍ يؤذّنان للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ بلالاً يؤذّن بليلٍ فكلوا واشربوا حتّى يؤذّن ابن أمّ مكتومٍ، فكنّا نحبس ابن أمّ مكتومٍ عن الأذان، فنقول: كما أنت حتّى نتسحّر، كما أنت حتّى نتسحّر، ولم يكن بين أذانيهما إلاّ أن ينزل هذا ويصعد هذا.
895/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرّحمن، سمعت عمّتي - وكانت حجّت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ ابن أمّ مكتومٍ ينادي بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى ينادي بلالٌ، أو إنّ بلالاً ينادي بليلٍ فكلوا واشربوا حتّى ينادي ابن أمّ مكتومٍ، وكان يصعد هذا وينزل هذا، قالت: فنتعلّق به، فنقول: كما أنت حتّى نتسحّر.
895/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا روحٌ، حدّثنا شعبة، سمعت خبيب بن عبد الرّحمن يحدّث، عن عمّته أنيسة، أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ بلالاً - أو ابن أمّ مكتومٍ - ينادي بليلٍ فكلوا واشربوا حتّى ينادي بلالٌ - أو ابن أمّ مكتومٍ - قال: وكان إذا نزل هذا وأراد هذا أن يصعد تعلّقوا به، فنقول: كما أنت حتّى نتسحّر.
895/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، حدّثنا شعبة... فذكر مثل حديث ابن منيعٍ.
قلت: رواه النّسائيّ في الصّغرى من طريق منصور بن زاذان، عن خبيب بن عبد الرّحمن بلفظ: إذا أذّن ابن أمّ مكتومٍ فكلوا واشربوا، وإذا أذّن بلالٌ فلا تأكلوا، ولا تشربوا.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق منصور بن زاذان به مثله.
ورواه البيهقيّ في سننه من طريق يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ... فذكره.
وجميع هذه الطّرق كلّها صحيحةٌ، وأصله في الصّحيحين من حديث ابن عمر بلفظ: إنّ بلالاً يؤذّن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى يؤذّن ابن أمّ مكتومٍ.
قال ابن عبد البرّ: هذا هو الصّواب المحفوظ.
وقال ابن خزيمة: يجوز أن يكون بينهما نوبٌ، وبه جزم ابن حبّان في صحيحه.
896- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أحمد بن أيّوب، عن أبي حمزة السّكّريّ، عن جابرٍ، عن أبي نصرٍ، قال: قال بلالٌ: أذّنت بليلٍ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: منعت النّاس من الطّعام والشّراب، انطلق فاصعد فناد: ألا إنّ العبد نام، فانطلقت وأنا أقول: ليت بلالاً لم تلده أمّه، وابتلّ من نضح دم جبينه، فناديت ثلاثًا ألا إنّ العبد نام.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، وفيه انقطاعٌ.
له شاهدٌ من حديث أنسٍ عند أبي داود، ورجاله ثقاتٌ إلاّ أنّه معلولٌ.
897- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تغترّوا بأذان ابن أمّ مكتومٍ، ولكن أذان بلالٍ، وكان ابن أمّ مكتومٍ أعمى.
قلت: داود بن المحبّر ضعيفٌ، بل كذّابٌ
6- باب في الآذان على ظهر الكعبة وما يقال للمؤذن
898- قال مسدّدٌ: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن عبد الله بن أبي مليكة - أو عن غيره من أهل مكّة - أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بلالاً أنّ يؤذّن يوم الفتح على ظهر الكعبة، قال: والحارث بن هشامٍ وصفوان بن أميّة قاعدان أحدهما يحتبي صاحبه، يشيران إلى بلالٍ، يقول أحدهما: انظر إلى هذا العبد فقال الآخر: إن يكرهه الله يغيّره.
899- قال: وحدّثنا حفصٌ، عن ثابتٍ الثّماليّ، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجلٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: أرحنا بها يا بلال.
900- قال: وحدّثنا ابن داود، عن أبي حمزة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن محمّد بن عليّ بن الحنفيّة، قال: انطلقت مع أبي إلى صهرٍ لنا من أسلم، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: أرحنا بها يا بلال، فقلت: أنت سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فغضب ثمّ مكث، فقال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا إلى قوم فأتاهم، فقال لهم: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن أحكم في نسائكم، فقالوا: إن كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرك أن تحكم في نسائنا فسمعًا وطاعةً لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولبثوه وبعثوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: إنّ فلانًا أتانا فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرني أن أحكم في نسائكم، فإن كنت أمرته فسمعًا وطاعةً، وإن كنت لم تأمره... فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلاً من الأنصار، فقال: اقتله واحرقه بالنّار فعند ذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار، أفتراني أكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟
قلت: روى أبو داود في سننه منه أرحنا بها يا بلال دون باقيه من طريق عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن محمّد بن عليّ بن الحنفيّة به.
ومن طريق عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجلٍ من خزاعة مرفوعًا... فذكره.
7- باب في التثويب في الصبح
901- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني أبو جعفر المؤذن، عن أبي سلمان مؤذن مسجد الكوفة: كان أبو محذورة إذا قال في أذان الغداة: حيّ على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم- مرتين.
قلت: له شاهد من حديث بلال، رواه الترمذي في الجامع قال: وفي الباب عن أبي محذورة، قال: وقد اختلف أهل العلم في تفسير التثويب، فقال بعضهم: التثويب أن يقول في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم، وهو قول ابن المبارك وأحمد. وقال إسحاق في التثويب غير هذا، قال: هو شيء أحدثه الناس بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا أذّن المؤذن فاستبطأ القوم قال بين الأذان والإقامة: قد قامت الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح. قال: وهذا الذي قال إسحاق هو التثويب الذي قد كرهه أهل العلم، والذي أحدثوه بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: والذي فسر ابن المبارك وأحمد أن التثويب أن يقول المؤذن في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم، فهو قول صحيح، وهو الذي اختاره أهل العلم ورأوه، وروي عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم.
8- باب الكلام في الآذان بما للناس فيه منفعة
902- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا خالد بن مخلّدٍ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ، حدّثني يحيى بن سعيدٍ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ، عن نعيمٍ النّحّام من بني عديّ بن كعبٍ، قال: نودي بالصّلاة في يومٍ باردٍ وأنا في مرط امرأتي، فقالت: ليت المنادي ينادي، ومن قعد فلا حرج، فنادى منادي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم – وذلك في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - ومن قعد فلا حرج.
902/2- قلت: رواه الحاكم من طريق الأوزاعيّ، حدّثني يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ أنّ محمّد بن إبراهيم بن الحارث حدّثه... فذكره إلاّ إلاّ أنّه قال: فلمّا قال: الصّلاة خيرٌ من النّوم، قال: ومن قعد فلا حرج.
وكذا رواه البيهقيّ في سننه عن الحاكم من طريقه، ومن طريق سليمان التّيميّ به.
903- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا زهيرٌ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ في يومٍ مطيرٍ، فقال: من شاء منكم فليصلّ في رحله.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
904- قال: وحدّثنا هشامٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مناديًا، فنادى في يومٍ مطيرٍ: الصّلاة في الرّحال.
904/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان الفزاريّ، حدّثنا أبو مالكٍ الأشجعيّ، عن ابنٍ لسمرة، عنّ سمرة بن جندبٍ الفزاريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قتل قتيلاً فله سلبه قال: وكان إذا كان يومٌ مطيرٌ ينادي مناديه: صلّوا في رحالكم.
904/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا همّامٌ، حدّثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: إنّ يوم حنينٍ كان يومًا مطيرًا فأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مناديه: أنّ الصّلاة في الرّحال.
904/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: أصابتنا سماءٌ ونحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنادى: الصّلاة في الرّحال.
904/5- قال: وحدّثنا أبو عبد الله الدّورقيّ، حدّثنا أبو داود... فذكره.
قلت: رجال إسناد حديث سمرة ثقاتٌ.
905- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن منصور، حدثني عمرو بن دينار، سمعت عمرو بن أوس يقول: حدثني من سمع مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول حين نادى بالصلاة وحين أقام: صلوا في رحالكم - في مطر كان.
905/2- قلت: رواه النسائي في الصغرى من طريق عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، أنبأنا رجل من ثقيف أنه سمع منادي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعني في ليلة مطيرة في السفر- يقول: حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، صلوا في رحالكم.
9- باب في إجابة المؤذن
906- قال محمّد بن يحيى بن أبي عامرٍ: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقول مثلما يقول المؤذّن، فإذا بلغ حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
906/2- قلت: رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة: عن بندارٍ، عن ابن مهديٍّ، عن سفيان... فذكره.
وعاصم بن عبيد الله بن عاصمٍ العمريّ ضعيفٌ.
907- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن يسارٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أشياخه، قالوا: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فلمّا غابت الشّمس سمع رجلاً يؤذّن، فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثلما قال، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: شهد شهادة الحقّ، فقال: أشهد أنّ محمّدًا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أوجب الجنّة، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اطلبوه، فإنّكم تجدونه راعيًا معزبًا أو مكلّبًا، قال: فطلبوا فوجدوه راعيًا معزبًا.
907/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
ورواه أحمد بن حنبلٍ من طريق عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن معاذٍ.
908- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا الوليد، عن عفير بن معدان، حدّثنا سليم بن عامرٍ، عن أبي أمامة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا نادى المنادي بالصّلاة، فتحت أبواب السّماء، واستجيب الدّعاء.
908/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن أبي عائذٍ، حدّثني سليم بن عامرٍ... فذكره، وزاد: فمن نزل به كربٌ أو شدّةٌ فليتحيّن المنادي، فإذا كبّر كبّر، وإذا تشهّد تشهّد، وإذا قال: حيّ على الصّلاة قال: حيّ على الصّلاة، وإذا قال: حيّ على الفلاح قال: حيّ على الفلاح، ثمّ يقول: اللهمّ ربّ هذه الدّعوة الحقّ المستجابة المستجاب لها دعوة الحقّ، وكلمة التّقوى، أحينا عليها، وأمتنا عليها، وابعثنا عليها، واجعلنا من خيار أهلها: محيانا ومماتنا، ثمّ يسأل الله، عزّ وجلّ، حاجته.
908/3- قلت: رواه الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن أبي عائذٍ عفير بن معدان... فذكر حديث أبي يعلى.
ورواه الحاكم أبو عبد الله في المستدرك من طريق الهيثم بن خارجة: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن عفيرٍ... فذكره مثل حديث أبي يعلى.
وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، وليس كما زعم، لتدليس الوليد بن مسلمٍ، وضعف عفير بن معدان.
وله شاهدٌ موقوفٌ على ابن عمر، رواه الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء، والحاكم في المستدرك، ورواه البيهقيّ عن الحاكم به.
وقوله: فليتحيّن المنادي أي: ينتظر بدعوته حين يؤذّن المؤذّن فيجيبه، ثمّ يسأل الله حاجته.
909- قال أحمد بن منيع: وحدّثنا النضر بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد قال: كان عليٌّ إذا سمع الأذان قال: أشهد بها كل شاهد، وأتحملها عن كل جاحد.
910- قال: وحدّثنا النضر بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن عكيم قال: كان عثمان إذا سمع الأذان قال: مرحبًا بالقائلين عدلا وبالصلاة مرحبًا وأهلاً.
911- قال: وحدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا شريكٌ، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصمٍ، عن عليّ بن حسينٍ، عن أبي رافعٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا سمع المؤذّن، قال: كما يقول، فإذا قال: حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، قال: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
911/2- قال: وحدّثنا أسود بن عامرٍ شاذان، عن شريكٍ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عليّ بن حسينٍ، عن أبي رافعٍ مولى أنسٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... بنحوه، أو كما قال.
911/3- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا أسود بن عامرٍ، وحسين بن محمّدٍ، قالا: حدّثنا شريكٌ... فذكره.
912- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ - يعني ابن سلمة - عن عليّ بن زيدٍ، عن رجلٍ من بني هاشمٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: مثل حديثٍ قبله: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا سمع المؤذّن يقول: الله أكبر الله أكبر، قال مثلما يقول، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قال مثل ذلك، وإذا قال: أشهد أنّ محمّدًا رسول الله، قال مثلما يقول، وإذا قال: حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، قال: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
قلت: عليّ بن زيد ضعيفٌ، وداود كذّابٌ.
913- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، حدّثنا سلاّمٌ، عن زيدٍ العمّيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عرّس ذات ليلةٍ فأذّن بلالٌ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال: مثل مقالته، وشهد مثل شهادته فله الجنّة.
قلت: يزيد بن أبان الرّقاشيّ ضعيفٌ، وكذا زيدٌ العمّيّ الرّاوي عنه.
10- باب الدعاء عند الآذان
914- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا الرّبيع، عن يزيد، عن أنس بن مالكٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا نودي بالصّلاة فتحت أبواب السّماء، واستجيب الدّعاء قال يزيد: وكان يقال: الدّعاء بين الأذان والإقامة لا يردّ.
914/2- رواه أبو يعلى الموصليّ قال: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ألا إنّ الدّعاء لا يردّ بين الأذان والإقامة فادعوا.
914/3- قال: وحدّثنا محمّد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن بريدٍ... فذكره إلاّ أنّه قال: مستجابٌ.
قلت: رواه أبو داود، والنّسائيّ، والتّرمذيّ، وحسّنه باختصارٍ.
ورواه أبو خزيمة، وابن حبّان في صحيحيهما، كرواية أبي يعلى.
914/4- ورواه الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء: حدّثنا فضيل بن محمّدٍ الملطيّ، حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا أبو العميس، سمعت يزيد الرّقاشيّ يحدّث... فذكره.
ثمّ رواه من طرقٍ: منها عن سليمان التّيميّ، عن أنسٍ به.
915- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سلوا الله لي الوسيلة، لا يسألها لي مؤمنٌ في الدّنيا إلاّ كنت له شهيدًا - أو شفيعًا - يوم القيامة.
915/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا موسى بن عبيدة... فذكره.
915/3- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى... فذكره.
قلت: موسى بن عبيدٍ ضعيفٌ.
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط من رواية الوليد بن عبد الملك الحرّانيّ، عن موسى بن أعين، والوليد مستقيم الحديث فيما رواه عن الثّقات، وابن أعين ثقةٌ مشهورٌ.
915/4- ورواه في الكبير أيضًا، ولفظه قال: من سمع النّداء فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، اللهمّ صلّ على محمّدٍ، وبلّغه درجة الوسيلة عندك، واجعلنا في شفاعته يوم القيامة، وجبت له الشّفاعة.
وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو ليّن الحديث.
916- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزّبير محمّد بن مسلمٍ مولى حكيم بن حزامٍ، عن جابرٍ - رضي الله عنه - أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قال حين ينادي المنادي: اللهمّ ربّ هذه الدّعوة القائمة، والصّلاة القائمة صلّ على محمّدٍ، وارض عنّي رضًا لا سخط بعده، استجاب الله دعوته.
قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، والطّبرانيّ في الأوسط من طريق ابن لهيعة، وهو ضعيفٌ.
11- باب فيمن خرج من المسجد بعد الأذان أو سمع النداء فلم يأته إلا من عذر
917- قال مسدّد: حدّثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم أنه كره أن يخرج الرجل من المسجد وقد سمع الإقامة.
قلت: قال الترمذي: وفي الباب عن عثمان، قال: وعلى هذا العمل عند أهل العلم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن بعدهم ألا يخرج أحد من المسجد بعد الأذان إلاّ من عذر أن يكون على غير وضوء، أو أمر لابد منه. قال: ويروى عن إبراهيم النخعي أنه قال: يخرج ما لم يأخذ المؤذن في الإقامة. قال: وهذا عندنا لمن له عذر في الخروج منه.انتهى.
قال الحافظ أبو بكر بن المنذر: روينا عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنهم قالوا: من سمع النداء ثم لم يجب من غير عذر فلا صلاة له منهم: ابن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وقد روي ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. قال: وممن كان يرى حضور الجماعات فرض: عطاء وأحمد بن حنبل وأبوثور. وقال الشافعي: لا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلاّ من عذر، انتهى.
918- وقال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن سليمان بن المغيرة، عن أبي موسى الهلالي، عن أبيه، عن ابن مسعود قال: من سمع الأذان ثم لم يأت الصلاة من غير علة، فلا صلاة له.
قلت: له شاهد من حديث بريدة، رواه الحاكم وصححه، ولفظه: من سمع النداء فارغا صحيحًا فلم يجب فلا صلاة له.
ورواه أبو داود، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه، من حديث ابن عباس ولفظه: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلاّ من عذر.
ورواه مسدّد وغيره من حديث أبي هريرة، وسيأتي في كتاب المساجد هو وغيره.
919- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا غندر، عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمه - ولم أر رجلا فينا يشبهه - يحدث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: من سمع نداء الجماعة ثم لم يأت ثلاثًا، ثم سمع ثم لم يأت ثلاثًا، طبع على قلبه، فجعل قلبه قلب منافق.
12- باب عدد المؤذنين، واتخاذ الديك الأبيض للصلاة
920- قال مسدّد: حدّثنا خالد، حدّثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان للنبي صلّى الله عليه وسلّم مؤذنان: بلال، وأبو محذورة.
920/2- لفظ مسلم كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم، وكذا في أبي داود.
921- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثة مؤذنين: بلال، وأبو محذورة، وابن أم مكتوم.
921/2- رواه أبو عبد الله الحاكم: أنبأنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
921/3- ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم به.
قال أبو بكر: والخبران صحيحان، فمن قال: كان له مؤذنان أراد اللذين كانا يؤذنان بالمدينة، ومن قال: ثلاثة أراد أبا محذورة الذي كان يؤذن بمكة. قلت: وقد أذن للنبي صلّى الله عليه وسلّم رابع وخامس: زياد بن الحارث الصدائي، وسعد بن عابد المعروف بسعد القرظ بقباء.
وروى ابن خزيمة في صحيحه والدارمي في مسنده من حديث أبي محذورة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر نحوًا من عشرين رجلا فأذنوا، فأعجبه صوت أبي محذورة فعلمه الأذان وسيأتي في كتاب علامات النبوة في باب إخباره بالمغيبات من حديث أنس. أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جهز جيشًا إلى المشركين... الحديث بطوله، وفيه: فتوضئوا فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصب عليهم حتى توضئوا، وأذن رجل منهم... الحديث بطوله.
922- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا الأحوص بن حكيمٍ، عن عبيدة اليزنيّ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يستحبّ الدّيك الأبيض، ويأمر باتّخاذه ويقول: إنّه يؤذّن للصّلاة، ويوقظ النّائم، ويطرد الجنّ بصياحه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف الأحوص بن حكيمٍ.
923- قال: وحدثني بشير، عن زينب قالت: كانت عائشة تتخذ ديكًا؟ لوقت صلاتها ولوقت سحورها.
13- باب فيمن يقيم الصلاة ومتى تقام
924- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا سعيدٌ السّمّاك، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عمر، قال: أبطأ بلالٌ يومًا بالأذان، فأذّن رجلٌ، فجاء بلالٌ فأراد أن يقيم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يقيم من أذّن.
924/2- قلت: رواه البيهقيّ في سننه من طريق سعيد بن راشدٍ المازنيّ، حدّثنا عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان في مسيرٍ له فحضرت الصّلاة، فنزل القوم، فطلبوا بلالاً فلم يجدوه، فقام رجلٌ فأذّن، ثمّ جاء بلالٌ، فقال القوم: إنّ رجلاً قد أذّن فمكث القوم هونًا، ثمّ إنّ بلالاً أراد أن يقيم، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: مهلاً يا بلال، فإنّما يقيم من أذّن.
قال البيهقيّ: تفرّد به سعيد بن راشدٍ، وهو ضعيفٌ، انتهى.
وله شاهدٌ من حديث زيادٍ الصّدائيّ، رواه التّرمذيّ في الجامع من طريق الإفريقيّ، والرّجل المؤذّن المبهم في الحديث هو زياد بن الحارث الصّدائيّ، قاله الخطيب البغداديّ، وكذا صرّح به التّرمذيّ في الجامع من حديث زيادٍ.
925- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهمٍ الأنطاكيّ، حدّثنا حجّاج بن فرّوخٍ، حدّثنا العوّام بن حوشبٍ، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان بلالٌ إذا قال: قد قامت الصّلاة، نهض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف الحجّاج.
14- باب النهي عن الصلاة إذا أخذ المؤذن في الإقامة
926- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قال: كنت أصلي وأخذ المؤذن في الإقامة، فجذبني النبي صلى الله عليه وسلّم وقال: أتصلي الصبح أربعًا.
927- رواه مسدّد: عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلّم يؤذنه بالصلاة، فخرج فإذا هو بابن القشب يصلي ركعتين، فقال: أتصلي الصبح أربعًا.
928- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو عامر صالح بن رستم، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن ابن عباس قال: أقيمت الصلاة - صلاة الصبح - فقام رجل يصلي الركعتين، فجذبه رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقال: أتصلي الصبح أربعًا.
928/2- ورواه أبو يعلى الموصلي: حدّثنا زهير، حدّثنا وكيع بن الجراح، عن صالح ابن رستم... فذكره.
ورواه البزار والطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه.
928/3- ورواه ابن منده في معرفة الصحابة من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلّم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة وأبي بن القشب يصلي ركعتين، فقال: أتصلي الصبح أربعًا؟.
قال أبو نعيم في معرفة الصحابة: وهم فيه بعض الرواة، وإنما هو عبد الله بن مالك بن القشب، وهوعبد الله بن بحينة، وبحينة أمه.
929- وقال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أبي سلمة قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلا يصلي ركعتين وقد أقيمت الصلاة، فقال: أصلاتان معًا؟!.
هذا إسناد رجاله ثقات.
15- باب من فاته صلوات أذن لكل صلاة
930- قال أبو يعلى الموصلي: قرئ على بشرٍ: أخبركم أبو يوسف، عن يحيى بن أبي أنيسة، عن زبيدٍ الأياميّ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: شغل المشركون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الصّلوات الظّهر والعصر والمغرب والعشاء حتّى ذهب ساعةٌ من اللّيل، ثمّ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بلالاً فأذّن وأقام، ثمّ صلّى الظّهر، ثمّ أمره فأذّن وأقام ثمّ صلّى العصر، ثمّ أمره فأذّن وأقام فصلّى المغرب، ثمّ أمره فأذّن وأقام فصلّى العشاء.
قلت: لم أره بهذه السياقة عند أحد من أصحاب الكتب الستة، وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وسيأتي في كتاب افتتاح الصلاة، في باب صفة قضاء الصلوات - إن شاء الله تعالى.
931- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو الربيع الزهراني، حدّثنا حماد، عن الجعد أبي عثمان قال: مرّ بنا أنس بن مالك في مسجد بني ثعلبة فقال: أصليتم؟ قال: قلنا: نعم - وذلك صلاة الصبح - فأذن وأقام ثم صلى بأصحابه.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأذان, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir