المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة علماء الأمصار في القرون الفاضلة

[فدوى معروف]

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة
1.اذكر ما روي في بعث عمر بن الخطاب لمعاذ بن جبل وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم جميعا إلى الشام.
لما كان زمن عمر بن الخطاب كتب إليه يزيد بن أبي سفيان:إن أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم،فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم،فدعا عمر أولئك الخمسة(وهم معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبي بن كعب وأبو أيوب وأبو الدرداء.)فقال لهم،إن إخوانكم من أهل الشام قداستعانوني بمن يعلمهم القرآن يفقههم في الدين، فأعينوني رحمكم الله بثلاثة منكم،إن أحببتم فاستهموا وان انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا،فقالوا، ما كنا لنتساهم، هذا شيخ كبير لأبي أيوب،وأما هذا فسقيم لأبي بن كعب،فخرج معاذ وعباده وأبو الدرداء.فقال عمر،(ابدؤا بحمص،فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة،منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا طائفة من الناس، فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد،وليخرج واحد إلى دمشق،والآخر الى فلسطين،وقدموا حمص فكانوا بهاحتى اذا رضوا من الناس أقام بها عبادة، وخرج ابو الدرداء الى دمشق، ومعاذ الى فلسطين فمات بها،واما ابو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات.)رواه ابن سعد في الطبقات وهذا سياقه وهو أتم،وصار عبادة بعد الى فلسطين فمات بها.

2.من خلال دراستك لسيرة داوود بن حصين المدني،وضح إنصاف أهل السنة في تعاملهم مع الرواة من أهل البدع.
داوود بن حصين المدني محدث صدوق، على بدعة فيه،وهو من كبار نقلة التفسير، وله مرويات في كتب التفسير المسندة،وفي كتب السير والمغازي.وهو من اهل الصدق.روى عنه الامام مالك بن انس الذي كان ينتقي شيوخه،واخرج له البخاري ومسلم.اتهم داوود بالقول بالقدر،وكان قد جالس غيلان القدري، واتهم أيضا برأي الخوارج،وذكر ابن حبان أنه كان ينتحل مذهب الشراة من الخوارج.ولم يعرف عنه أنه كان يدعو الى هذه البدع.فروايته للحديث مستقيمة.ومن اهل العلم من تكلم في روايته عن عكرمة خاصة.

3.وضح حال محمد بن اسحاق بن يسار من حيث الرواية،ما ينتقد فيه وما يقبل منه.
تفرد محمد بن اسحاق برواية صحف تفسيرية ونسخ لم يروها غيره.هو حافظ صدوق،وإنما انتقد لتوسعه في الرواية عن الضعفاء والمجاهيل،وتدليسه في الرواية، وربما حدث عن ثقة وضعيف فساق حديثهما مساقا واحدا من غير تميز،فأما اذا صرح بالتحديث فحديثه حسن.قال الذهبي (الذي استقر عليه الامر ان ابن اسحاق صالح الحديث،وانه في المغازي اقوى منه في الاحكام).

4.من خلال دراستك لسيرة زيد بن أسلم العدوي،اكتب رسالة قصيرةلطلاب العلم توضح فيها كيف يرفع العلم شأن أهله.
اخواني طلاب العلم سأحدثكم عن الصحابي الامام الفقيه زيد بن أسلم العدوي،انه مولى عمر بن الخطاب،كان والده من سبي اليمن،على الارجح، فاشتراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد سمع من ابن عمر وأنس بن مالك،واختلف في سماعه من جابر والبراء بن عازب،واما روايته عن ابي هريرة فهي مرسلة.زيد بن أسلم هو الامام الفقيه المفسر، روى عن جماعة من التابعين،منهم ابوه اسلم مولى عمر،وعلي بن الحسين،ومحمد بن النكدر،واخرين.وكان في اول امره معلم كتاب،ثم تفقه في الكتاب والسنة حتى وعى علما كثيرا، وتصدر للتدريس في المسجد النبوي،وكانت له حلقة فيه،وكان رجلا مهيبا،عني بالتفسير وبرع فيه،وولي على معدن بني سليم مده،وتولى خراج المدينة مده، ورحل مع جماعة من علماء المدينة الى الشام في خلتفة الوليد بن يزيد.قال هشيم عن محمد بن عبدالرحمن القرشي قال،كان علي بن حسين يجلس الى زيد بن أسلم، ويتخطى مجالس قومه، فقال له نافع بن جبير بن مطعم،تخطى مجالس قومك الى عبد عمر بن الخطاب؟فقال،(انما يجلس الرجل الى من ينفعه في دينه).رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن عساكر.وله وصايا جليلة نافعة.فهذا زيد بن أسلم يا اخواني نفعه الله بعلمه ورفع منزلته في قومه.وقد قال عليه السلام :(إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين).فعلينا أن نعمل ونجتهد ونجاهد ليرفعنا الله بكتابه في الدنيا والآخرة.

5.اذكر اثنين ممن كتب عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في مكة.
كتب سليمان بن قيس اليشكري عن جابر. ولم أجد غيره ممن كتب عن جابر، أما من حضر معه السماع من جابر أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي.

تم بحمد الله