دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1436هـ/14-04-2015م, 02:32 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي مجلس مناقشة كيفية تحسين مهارة التحرير العلمي


مجلس مفتوح لمناقشة كيفية تحسين مهارة التحرير العلمي لأقوال أهل العلم في المسائل العلمية.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
فهذا مجلس مفتوح لمناقشة كيفية تحسين مهارة التحرير العلمي لأقوال أهل العلم في أي مسألة من المسائل.
هذه المهارة التي هي من الأهميّة بمكان، وعليها تترتب الكثير من مهارات التفسير.
ويلاحظ على بعض الطلاب الضعف في هذه المهارة على وجه الخصوص، ربما لغرض الاستعجال وضيق الوقت، وربما بسبب ثقافات سابقة تعلمنا فيها أن يكون جواب المسألة مقتصرا على خلاصة القول فيها فقط، وهذا الأمر يظهر بوضوح في إجابات الاختبارات على وجه الخصوص.
وفي هذا الموضوع نُعرّف بإذن الله بمعايير التحرير العلميّ الجيد لأقوال أهل العلم، وهي مقتبسة من شرح الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله لدروس دورة: أنواع التلخيص، فمن أراد منكم مزيد تفصيل يمكنه مراجعة قسم الدورة (هنا)

وقبل الحديث عن معايير التحرير العلميّ الجيّد يحسن التنبيه على أن طريقة الطالب في تحرير أقوال أهل العلم في الاختبارات والتلخيصات إنما تعكس طريقته في المذاكرة، فمن تعوّد أن يتخطّى الأقوال الواردة في مسألة من المسائل ويركز النظر على خلاصة القول فيها يظهر ذلك في جوابه، ومن تعوّد أن يهمل حفظ الأدلة الواردة في المسألة والاستشهاد لكل قول يظهر أيضا ذلك جليا في جوابه، حتى إنه قد يصل الحال ببعض الطلاب في السؤال الذي يحتاج إلى صفحة كاملة لإجابته فيجيبه في سطر أو سطرين، وليس هكذا يكون البناء العلميّ الصحيح لمن أراد أن يلحق بركب العلماء.

ولتيسير عمل التحرير العلمي لأقوال العلماء في المسائل العلمية أثناء المذاكرة والتلخيص للدرس ينبغي للطالب أن يقوم بأربعة أمور مهمة:
1. جمع ما يتعلق بكلّ مسألة من أقوال العلماء في ذلك الدرس ولو كان كلامهم في تلك المسألة متفرقا في مواضع من الدرس، وذلك لأجل أن يلمّ الطالب بأطراف المسألة.
2. التعرف على أقوال العلماء في تلك المسألة؛ هل هي متّفقة أو مختلفة؟ وإذا كانت مختلفة فكم عدد الأقوال فيها؟
3. التعرّف على حجّة كلّ قول وما يتّصل بها،
ومدى إمكانية الجمع أو الترجيح بين هذه الأقوال؟
4. إسناد كلّ قول إلى قائله، فإن كان القائل من الصحابة أو التابعين فيُذكر من رواه عنه إن ذكر ذلك في الدرس، وإلا اكتفى بالنصّ على من ذكره. (هذه الخطوة لا تتأتى للطالب مرة واحدة، لكن ينبغي له أن يدرّب نفسه تدريبا جيدا على حفظ القول منسوبا إلى من قال به من أهل العلم حتى يعتاد ذلك)

● بالنسبة لترتيب الأقوال في كل مسألة ينبغي أن يكون ترتيباً له مناسبة؛ فإما أن يرتبها على التسلسل التاريخي إن تيسرت له معرفته، أو يرتبها على الأقرب فالأقرب إلى الصحة، أو إذا كانت الأقوال صحيحة ومن الأقوال قول يجمع ما قيل في تلك المسألة من الأقوال فالأحسن تأخير هذا القول الجامع.
● بعض المسائل والأقوال ينصّ عليها المفسّرون ، وبعضها تُستخرج بالنظر والتأمل في أقوالهم ودلالاتها فيجتهد الطالب في استخراج ما قد يكون خافيا من المسائل والأقوال وليحرص أن يكون جوابه تامّا شاملا لكل ما يتعلّق بالمسألة.

وهكذا ينبغي أن يكون العرض العلمي لجواب أيّ مسألة من المسائل، سواء كان جوابا على اختبار أم غيره.
وليس المطلوب من الطالب أن يصل إلى هذا المستوى بين يوم وليلة فإن هذا أمر يحتاج إلى وقت وتدريب، وإنما يجتهد من الآن ويدرّب نفسه على الوصول إلى هذا المستوى بإذن الله.


يتبع بمثال تطبيقي على مهارة التحرير العلميّ بإذن الله..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الآخرة 1436هـ/14-04-2015م, 02:51 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تفسير قول الله تعالى: {قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}
للشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.


* مبحث مستلّ من شرح ثلاثة الأصول وأدلّتها ( هنا )


التفريق بين الإسلام والإيمان استُدِل له بآيات من القرآن الكريم:
منها: قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14]

وهذه الآية للسلف في تفسيرها قولان مشهوران:
القول الأول: أن الإسلام المثبَت لهم هو مرتبة الإسلام ، وأنهم لم يبلغوا مرتبة الإيمان.
القول الثاني: أن الإسلام المثبَت لهم هو الإسلام الظاهر الذي لا يقتضي أن يكون صاحبه مسلماً حقاً في الباطن ، وذلك كما يحكم لأهل النفاق بالإسلام الظاهر ، وإن كانوا كفاراً في الباطن؛ لأن التعامل مع الناس هو على ما يظهر منهم ؛ فمن أظهر الإسلام قبلنا منه ظاهره ووكلنا سريرته إلى الله ، فيعامل معاملة المسلمين ما لم يتبين لنا بحجة قاطعة ارتداده عن دين الإسلام.
القول الأول: هو قول الزهري وإبراهيم النخعي وأحمد بن حنبل واختاره ابن جرير وابن تيمية وابن كثير وابن رجب.
والقول الثاني: هو قول مجاهد والشافعي والبخاري ومحمد بن نصر المروزي وأبي المظفر السمعاني والبغوي والشنقيطي واستدلوا بقوله تعالى:{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} قالوا : فهؤلاء لم يدخل الإيمان في قلوبهم بنص القرآن ، ومن لم يدخل الإيمان في قلبه فليس بمسلم على الحقيقة، وإنما إسلامه بلسانه دون قلبه.
وأصحاب القول الأول يقولون إن الإيمان المنفي عنهم هو ما تقتضيه مرتبة الإيمان ، فهم لم يعرفوا حقيقة الإيمان وإنما أسلموا على جهل فيثبت لهم حكم الإسلام.
{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} أي لم تباشر حقيقة الإيمان قلوبكم.
وابن القيم رحمه الله قال بالقول الأول في بدائع الفوائد، وقال بالقول الثاني في إعلام الموقعين.
والتحقيق أن دلالة الآية تَسَعُ القولين، فإذا أريد بنفي الإيمان في قوله تعالى:{لَمْ تُؤْمِنُوا} نفي أصل الإيمان الذي يَثبت به حكم الإسلام ؛ فهؤلاء كفار في الباطن ، مسلمون في الظاهر، فيكون حكمهم حكم المنافقين، وقد يتوب الله على من يشاء منهم ويهديه للإيمان.
وإذا أريد بنفي الإيمان نفي القدر الواجب من الإيمان الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به مؤمنين؛ فهذا لا يستلزم نفي أصل الإيمان والخروج من دين الإسلام، فيثبت لهم حكم الإسلام، وينفى عنهم وصف الإيمان الذي يطلق على من أتى بالقدر الواجب منه.
وهذا كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن!))
قيل: من يا رسول الله؟
قال:((الذي لا يأمن جاره بوائقه)).
فهذا نفى عنه حقيقة الإيمان والقدر الواجب منه الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به، ولا يقتضي أن من فعل ذلك فهو خارج عن دين الإسلام.
والذي يوضح هذا الأمر أن قول {أَسْلَمْنَا} قد يقوله الصادق والكاذب؛ فإذا قاله الكاذب فهو منافق مدَّعٍ للإسلام مخادع للذين آمنوا، يُظهر الإسلام ويبطن الكفر.
وإذا قاله الصادق فهو مسلم ظاهراً وباطناً، ومعه أصل الإيمان.
ولهذا قال الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
فعلق وصف الإيمان بالصدق؛ فمن صدق منهم فهو من أهل الصنف الأول، ومن لم يصدق منهم فهو من أهل الصنف الثاني، وهذا يبيّن جواز أن يكون فيمن نزلت فيهم هذه الآيات من هو من أصحاب الصنف والأول، ومنهم من هو من أصحاب الصنف الثاني، وشملت هذه الآيات الصنفين كليهما.
وهذا مثال بديع لحسن بيان القرآن الكريم، ودلالته على المعاني العظيمة بألفاظ وجيزة.
والمقصود أن الآية على القول الأول في تفسيرها فيها دلالة على التفريق بين مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان.
قال محمد بن نصر المروزي: (نقول إن الرجل قد يسمى مسلما على وجهين:
أحدهما: أن يخضع لله بالإيمان والطاعة تدينا بذلك يريد الله بإخلاص نية.
والجهة الأخرى: أن يخضع ويستسلم للرسول وللمؤمنين خوفا من القتل والسبي؛ فيقال قد أسلم أي خضع خوفا وتقية، ولم يسلم لله، وليس هذا بالإسلام الذي اصطفاه الله وارتضاه الذي هو الإيمان الذي دعا الله العباد إليه).

وكذلك قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: 35-36]
نجَّى الله جميع المؤمنين من العذاب كما قال تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين} .
وقوله : { فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} دليل على أنه لم يكن في قرى قوم لوط إلا بيت واحد على الإسلام، وهو بيت لوط عليه السلام.
وأهل لوط كلهم مؤمنون إلا امرأته كانت كافرة بنص القرآن كما في قوله تعالى: {ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط} ، لكن اختلف أهل العلم:
هل كانت مسلمة في الظاهر أو كانت على دين قومها ظاهراً وباطنا على قولين:
القول الأول: أنها كانت على دين قومها، وإنما كانت خيانتها أنها تدل قومها الذين يعملون السوء على أضياف لوط، وهذه خيانة له.
القول الثاني: أنها كانت تظهر الإسلام وتبطن الكفر.
والقول الأول أصح وأشهر وهو المأثور عن ابن عباس وسعيد بن جبير.
فإن قيل: كيف يبقيها في ذمته وهي كافرة؟
قيل: إن ذلك كان جائزاً في شريعتهم، كما كان جائزاً في أول الإسلام ثم نسخ.
وسواء أكانت امرأة لوط مسلمة في الظاهر أم غير مسلمة في الظاهر؛ فإن ذلك لا ينقض الحكم على البيت بأنه بيت إسلام،كما أن وجود بعض الكفار في بلاد الإسلام لا يجعلها بلاد كفر.
ومقصود الآية أن قرى قوم لوط لم يكن فيها بيت على الإسلام إلا بيت لوط عليه السلام.
وهذه الآية فيها لطيفة وهي أن المؤمنين موعودون بالنجاة ، والمسلم غير المؤمن ليس له عهد بالسلامة من العذاب والنجاة منه؛ فقد يعذب بمعاصيه في الدنيا وقد يعذب في قبره وقد يعذب في النار ، لكنه لا يخلد فيها.
وهذا نظيره ما ورد في قصة أصحاب السبت فإن الله تعالى أنجى المؤمنين الذين ينهون عن السوء وسكت عن الساكتين عن إنكار المنكر وأخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس، فتبين أن أصحاب الكبائر من المسلمين ليس لهم عهد أمان من العذاب كما جعل الله ذلك لأهل الإيمان؛ فقد يُعذَّبون، وقد يعفو الله عنهم بفضله وكرمه، وهذا يبين لك الفرق العظيم بين مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان.
فالمؤمن له عهد أمان بأن لا يعذبه الله ولا يخذله، وأنه لا يخاف ولا يحزن، ولا يضل ولا يشقى، وقد تكفل الله له بالهداية والنجاة والنصر والرفعة.
وهو في أمان من نقمة الله تعالى وسخطه، وفي أمان من عذاب الآخرة كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 جمادى الآخرة 1436هـ/14-04-2015م, 03:00 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

السؤال الأول:
من خلال دراستك لمعايير التحرير العلمي الصحيح لأقوال أهل العلم، بيّن بالتفصيل مدى استيفاء الرسالة السابقة لتلك المعايير.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 جمادى الآخرة 1436هـ/14-04-2015م, 11:39 AM
كريمة داوود كريمة داوود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 192
افتراضي

السؤال الأول:
من خلال دراستك لمعايير التحرير العلمي الصحيح لأقوال أهل العلم، بيّن بالتفصيل مدى استيفاء الرسالة السابقة لتلك المعايير

الإجابة :
1- ذكرت الرسالة أقوال العلماء في مسألة معنى الإسلام والإيمان في الآية وأسندت كل قول إلى من قال بها من العلماء ، ثم ذكرت القول الصحيح في هذه المسألة وهي إمكانية الجمع بين القولين وتم تفصيل ذلك ، ولكني أرى أنه كان من الأنسب تقديم الفقرة التالية :

اقتباس:
والذي يوضح هذا الأمر أن قول {أَسْلَمْنَا} قد يقوله الصادق والكاذب؛ فإذا قاله الكاذب فهو منافق مدَّعٍ للإسلام مخادع للذين آمنوا، يُظهر الإسلام ويبطن الكفر.
وإذا قاله الصادق فهو مسلم ظاهراً وباطناً، ومعه أصل الإيمان.
ولهذا قال الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
فعلق وصف الإيمان بالصدق؛ فمن صدق منهم فهو من أهل الصنف الأول، ومن لم يصدق منهم فهو من أهل الصنف الثاني، وهذا يبيّن جواز أن يكون فيمن نزلت فيهم هذه الآيات من هو من أصحاب الصنف والأول، ومنهم من هو من أصحاب الصنف الثاني، وشملت هذه الآيات الصنفين كليهما.
وهذا مثال بديع لحسن بيان القرآن الكريم، ودلالته على المعاني العظيمة بألفاظ وجيزة.

قبل ذكر القول الصحيح في المسألة والتفصيل فيها [ والتحقيق أن دلالة الآية تَسَعُ القولين.... ]، لأنها تتعلق بالقولين وسيكون ذكرها متسلسلاً مع ما قبلها بينما موضعها الحالي في الرسالة يعتبر قطعاً لفكرة واحدة وهي الحديث عن تفصيل في القول الأول .
هذا والله أعلم .

2- ذُكرت الأقوال في اختلاف أهل العلم في امرأت لوط هل كانت مسلمة في الظاهر أو كانت على دين قومها ظاهراً وباطناً ، ولكن لم يُسند القول الثاني لقائلة .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 جمادى الآخرة 1436هـ/15-04-2015م, 12:06 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

تتضمن هذه الرسالة أقوالًا لأهل العلم ،اعتنى فضيلة الشيخ بتحرير هذه الأقوال بطريقة علمية مرتبة، فنلاحظ ترتيب معايير التحرير العلمي فيها كالآتي :

المسألة الأولى: بيان الإسلام المثبت لهم في الآية.
المعيار الأول :ذكر الأقوال.
القول الأول : مرتبة الإسلام الذي هو دون مرتبة الإحسان ومرتبة الإيمان .
القول الثاني: الإسلام الظاهر الذي لا يقتضي أن يكون صاحبه مسلماً حقاً في الباطن ،فقط ما يعصم به ماله ودمه ،كالمنافقين.

المعيار الثاني:ذكر القائلين لهذه الأقوال.
القول الأول: هو قول الزهري وإبراهيم النخعي وأحمد بن حنبل واختاره ابن جرير وابن تيمية وابن كثير وابن رجب،وذكره ابن القيم في بدائع الفوائد.
القول الثاني: هو قول مجاهد والشافعي والبخاري ومحمد بن نصر المروزي وأبي المظفر السمعاني والبغوي والشنقيطي،ذكره ابن القيم في أعلام الموقعين.

المعيار الثالث:أدلة القائلين بهذه الأقوال:
كلاهما استدل بقوله تعالى :{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}لكن :
أصحاب القول الأول: قالوا أنَّ الإيمان المنفي عنهم هو ما تقتضيه مرتبة الإيمان ، فهم لم يعرفوا حقيقة الإيمان وإنما أسلموا على جهل فيثبت لهم حكم الإسلام،{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} أي لم تباشر حقيقة الإيمان قلوبكم.
أصحاب القول الثاني : قالوا : فهؤلاء لم يدخل الإيمان في قلوبهم بنص القرآن ، ومن لم يدخل الإيمان في قلبه فليس بمسلم على الحقيقة، وإنما إسلامه بلسانه دون قلبه.

المعيار الثالث:الجمع بين الأقوال وترجيحها.
كلا القولين تسعهما دلالة الآية، فقد ذكر القولين ابن القيم رحمه الله .
فالقول الأول: الذي أراد بنفي الإيمان نفي القدر الواجب من الإيمان الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به مؤمنين؛ فهذا لا يستلزم نفي أصل الإيمان والخروج من دين الإسلام، فيثبت لهم حكم الإسلام، وينفى عنهم وصف الإيمان الذي يطلق على من أتى بالقدر الواجب منه.
والقول الثاني:وأما الذي أراد بنفي الإيمان في قوله تعالى:{لَمْ تُؤْمِنُوا} نفي أصل الإيمان الذي يَثبت به حكم الإسلام ؛ فهؤلاء كفار في الباطن ، مسلمون في الظاهر، فيكون حكمهم حكم المنافقين، وقد يتوب الله على من يشاء منهم ويهديه للإيمان.

والدليل
1-ما ورد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن!))قيل: من يا رسول الله؟ قال:((الذي لا يأمن جاره بوائقه)).
فهذا نفى عنه حقيقة الإيمان والقدر الواجب منه الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به، ولا يقتضي أن من فعل ذلك فهو خارج عن دين الإسلام.

2-ومثال أيضًا قول الله تعالى {أَسْلَمْنَا} :
هذا القول قد يقوله الصادق والكاذب؛ فإذا قاله الكاذب فهو منافق مدَّعٍ للإسلام مخادع للذين آمنوا، يُظهر الإسلام ويبطن الكفر.
وإذا قاله الصادق فهو مسلم ظاهراً وباطناً، ومعه أصل الإيمان.

ولهذا قال الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
فعلق وصف الإيمان بالصدق؛ فمن صدق منهم فهو من أهل الصنف الأول، ومن لم يصدق منهم فهو من أهل الصنف الثاني.

وهذا يبيّن جواز أن يكون فيمن نزلت فيهم هذه الآيات من هو من أصحاب الصنف والأول، ومنهم من هو من أصحاب الصنف الثاني، وشملت هذه الآيات الصنفين كليهما.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 جمادى الآخرة 1436هـ/16-04-2015م, 10:59 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فهذه الرسالة في التفريق بين الإسلام والإيمان بما استُدل له بآيات من القرآن الكريم .
والشيخ حفظه الله وزاده من فضله أجاد في تحرير مسائلها تحريرا علميا رصينا وصاغها صياغة حسنة فقد ذكر الآية الأولى التي استدل بها وهي :{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14]
- فذكر أولاً الأقوال فيها ثم نسب الأقوال لقائليها وبما استدل أصحاب كل قول على قوله ثم ختم ذلك بتحقيق دلالة الآية وأنها تسع كلا القولين مع الاستدلال بأمثلة من السنة ومن الآية نفسها .
ولا شك أن ترتيب المسائل اجتهادي كلاً يرتبها حسب ما يرى . لذلك ربما لو كان عند ذكر كل قول ينسب مباشرة لقائليه و استدلالهم أو حجتهم على قولهم ثم يعقب بقوله أو بتحقيقه على دلالة المسألة ربما كان أجمع للأقوال فكأنه تشعب تحرير كل قول والله أعلم
- وكذلك ذيل القول على هذه الآية بقول محمد بن نصر المروزي وسبق ذلك ذكر دلالة الآية على التفريق بين مرتبة الإسلام والإيمان فلو جعلنا المقصود من الآية ودلالاتها هي ختام القول عليها وبلون مخالف ربما كان أفضل لأنه هو المقصود من تحرير هذه الأقوال وهو ثمرتها والله أعلم.
- أما الآية الثانية قوله تعالى :(فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: 35-36]
وصفهم في الآية الأولى بالإيمان فقال تعالى :(فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
وفي الآية بالإسلام فقال تعالى:(فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
فهل هما مرتبتان أم هما مرتبة واحدة ؟؟
قال القرطبي رحمه الله- في تفسير هذه الآية:
"والمؤمنون والمسلمون هاهنا سواء فجنس اللفظ لئلا يتكرر ، كما قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله . وقيل : الإيمان تصديق القلب ، والإسلام الانقياد بالظاهر ، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا . فسماهم في الآية الأولى مؤمنين ; لأنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم ".
وقال طاهر عاشور رحمه الله - في تفسير هذه الآية:
"والمؤمن : هو المصدق بما يجب التصديق به . والمسلم المنقاد إلى مقتضى الإِيمان ولا نجاة إلا بمجموع الأمرين ، فحصل في الكلام مع التفنن في الألفاظ الإِشارة إلى التنويه بكليهما وإلى أن النجاة باجتماعهما. "
فلم يُذكر في الرسالة سبب تغاير اللفظ في الآيتين هل هما بمعنى واحد أم لكلا منهما دلالة .
والرسالة يظهر عليها حسن العرض وحسن الصياغة.وتحرير الأقوال فقد اشتملت الرسالة على معايير التحرير العلمي وما نبهنا إليه ماهو إلا اجتهاد إن اصبنا فيه فهو من فضل ربي وإن أخطأنا فهو من نفسي والشيطان أعاذنا الله وإياكم منه.
والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 جمادى الآخرة 1436هـ/17-04-2015م, 07:42 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

السؤال الأول:
من خلال دراستك لمعايير التحرير العلمي الصحيح لأقوال أهل العلم، بيّن بالتفصيل مدى استيفاء الرسالة السابقة لتلك المعايير

اشتملت الرسالة على معايير التحرير العلمي الصحيح لأقوال أهل العلم وهي :
1- جمع أقوال السلف في معنى الإسلام والإيمان وذكرها على قولين :
القول الأول: أن الإسلام المثبَت لهم هو مرتبة الإسلام ، وأنهم لم يبلغوا مرتبة الإيمان.
القول الثاني: أن الإسلام المثبَت لهم هو الإسلام الظاهر الذي لا يقتضي أن يكون صاحبه مسلماً حقاً في الباطن .
2- ذكر أصحاب كل قول من الأقوال :
القول الأول: هو قول الزهري وإبراهيم النخعي وأحمد بن حنبل واختاره ابن جرير وابن تيمية وابن كثير وابن رجب.
والقول الثاني: هو قول مجاهد والشافعي والبخاري ومحمد بن نصر المروزي وأبي المظفر السمعاني والبغوي والشنقيطي
3- ذكر أدلة كل قول من الأقوال من القرآن والسنة :
أدلة القول الأول : إن الإيمان المنفي عنهم هو ما تقتضيه مرتبة الإيمان ، فهم لم يعرفوا حقيقة الإيمان وإنما أسلموا على جهل فيثبت لهم حكم الإسلام ، {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} أي لم تباشر حقيقة الإيمان قلوبكم.
أدلة القول الثاني : واستدلوا بقوله تعالى:{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} قالوا : فهؤلاء لم يدخل الإيمان في قلوبهم بنص القرآن ، ومن لم يدخل الإيمان في قلبه فليس بمسلم على الحقيقة، وإنما إسلامه بلسانه دون قلبه.
4- الترجيح والجمع بين الأدلة :
والتحقيق أن دلالة الآية تَسَعُ القولين، فإذا أريد بنفي الإيمان في قوله تعالى:{لَمْ تُؤْمِنُوا} نفي أصل الإيمان الذي يَثبت به حكم الإسلام ؛ فهؤلاء كفار في الباطن ، مسلمون في الظاهر، فيكون حكمهم حكم المنافقين، وقد يتوب الله على من يشاء منهم ويهديه للإيمان.
وإذا أريد بنفي الإيمان نفي القدر الواجب من الإيمان الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به مؤمنين؛ فهذا لا يستلزم نفي أصل الإيمان والخروج من دين الإسلام، فيثبت لهم حكم الإسلام، وينفى عنهم وصف الإيمان الذي يطلق على من أتى بالقدر الواجب منه.
وهذا كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن!)) قيل: من يا رسول الله؟ قال:((الذي لا يأمن جاره بوائقه)).

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 جمادى الآخرة 1436هـ/18-04-2015م, 12:26 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

- في تفسير آية الحجرات:


1-جمع ما يتعلق بكلّ مسألة من أقوال العلماء : متحقق في الرسالة.

-2.
التعرف على أقوال العلماء في تلك المسألة؛ هل هي متّفقة أو مختلفة؟ وإذا كانت مختلفة فكم عدد الأقوال فيها: متحقق في الرسالة.


-3. التعرّف على حجّة كلّ قول وما يتّصل بها، ومدى إمكانية الجمع أو الترجيح بين هذه الأقوال: متحقق في الرسالة.

-4. إسناد كلّ قول إلى قائله:
ذكر المصنف قولين ثم ذكر نسبه كل قول لقائله ودليله.
لكن الأولى أن ينسب كل قول لقائله بعد ذكر القول مباشرة.



- في آية الذاريات:


1- جمع ما يتعلق بكلّ مسألة من أقوال العلماء : متحقق في الرسالة.

- 2.
التعرف على أقوال العلماء في تلك المسألة؛ هل هي متّفقة أو مختلفة؟ وإذا كانت مختلفة فكم عدد الأقوال فيها: متحقق في الرسالة.

- 3.
التعرّف على حجّة كلّ قول وما يتّصل بها، ومدى إمكانية الجمع أو الترجيح بين هذه الأقوال: متحقق في الرسالة.


- 4. إسناد كلّ قول إلى قائله:
لم ينسب المصنف نسبة الأقوال لقائليها.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 جمادى الآخرة 1436هـ/18-04-2015م, 01:00 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}
جمع الأقوال في الآية:
القول الأول:أن الإسلام المثبَت لهم هو مرتبة الإسلام ، وأنهم لم يبلغوا مرتبة الإيمان.
القول الثاني:أن الإسلام المثبَت لهم هو الإسلام الظاهر الذي لا يقتضي أن يكون صاحبه مسلماً حقاً في الباطن ، وذلك كما يحكم لأهل النفاق بالإسلام الظاهر ، وإن كانوا كفاراً في الباطن؛ لأن التعامل مع الناس هو على ما يظهر منهم ؛ فمن أظهر الإسلام قبلنا منه ظاهره ووكلنا سريرته إلى الله ، فيعامل معاملة المسلمين ما لم يتبين لنا بحجة قاطعة ارتداده عن دين الإسلام.

نسبة الأقوال لقائليها:
القول الأول:هو قول الزهري وإبراهيم النخعي وأحمد بن حنبل واختاره ابن جرير وابن تيمية وابن كثير وابن رجب.
والقول الثاني:هو قول مجاهد والشافعي والبخاري ومحمد بن نصر المروزي وأبي المظفر السمعاني والبغوي والشنقيطي.

الأدلة:
أدلة أصحاب القول الأول: يقولون إن الإيمان المنفي عنهم هو ما تقتضيه مرتبة الإيمان ، فهم لم يعرفوا حقيقة الإيمان وإنما أسلموا على جهل فيثبت لهم حكم الإسلام.
{
وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}أي لم تباشر حقيقة الإيمان قلوبكم.
أدلة أصحاب القول الثاني: استدلوا بقوله تعالى:{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} قالوا : فهؤلاء لم يدخل الإيمان في قلوبهم بنص القرآن ، ومن لم يدخل الإيمان في قلبه فليس بمسلم على الحقيقة، وإنما إسلامه بلسانه دون قلبه.

الجمع بين الأقوال:
ابن القيم رحمه الله قال بالقول الأول في بدائع الفوائد، وقال بالقول الثاني في إعلام الموقعين.
والتحقيق أن دلالة الآية تَسَعُ القولين:
- فإذا أريد بنفي الإيمان في قوله تعالى:{لَمْ تُؤْمِنُوا} نفي أصل الإيمان الذي يَثبت به حكم الإسلام ؛ فهؤلاء كفار في الباطن ، مسلمون في الظاهر، فيكون حكمهم حكم المنافقين، وقد يتوب الله على من يشاء منهم ويهديه للإيمان.
– إذا أريد بنفي الإيمان نفي القدر الواجب من الإيمان الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به مؤمنين؛ فهذا لا يستلزم نفي أصل الإيمان والخروج من دين الإسلام، فيثبت لهم حكم الإسلام، وينفى عنهم وصف الإيمان الذي يطلق على من أتى بالقدر الواجب منه.
وهذا كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن!))
قيل: من يا رسول الله؟
قال:((الذي لا يأمن جاره بوائقه)).
فهذا نفى عنه حقيقة الإيمان والقدر الواجب منه الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به، ولا يقتضي أن من فعل ذلك فهو خارج عن دين الإسلام.
والذي يوضح هذا الأمر أن قول {أَسْلَمْنَا}قد يقوله الصادق والكاذب؛ فإذا قاله الكاذب فهو منافق مدَّعٍ للإسلام مخادع للذين آمنوا، يُظهر الإسلام ويبطن الكفر.
وإذا قاله الصادق فهو مسلم ظاهراً وباطناً، ومعه أصل الإيمان.
ولهذا قال الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
فعلق وصف الإيمان بالصدق؛ فمن صدق منهم فهو من أهل الصنف الأول، ومن لم يصدق منهم فهو من أهل الصنف الثاني، وهذا يبيّن جواز أن يكون فيمن نزلت فيهم هذه الآيات من هو من أصحاب الصنف والأول، ومنهم من هو من أصحاب الصنف الثاني، وشملت هذه الآيات الصنفين كليهما.



قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
مسألة: دين امرأة لوط

جمع الأقوال في الآية:
القول الأول:أنها كانت على دين قومها، وإنما كانت خيانتها أنها تدل قومها الذين يعملون السوء على أضياف لوط، وهذه خيانة له.
القول الثاني: أنها كانت تظهر الإسلام وتبطن الكفر.

نسبة الأقوال إلي قائليها:
لم ينسب المصنف الأقوال إلي قائليها.

الأدلة :
لم يذكر المصنف أدلة القائلين.

الترجيح بين الأقوال :
القول الأول أصح وأشهر وهو المأثور عن ابن عباس وسعيد بن جبير.
فإن قيل: كيف يبقيها في ذمته وهي كافرة؟
قيل: إن ذلك كان جائزاً في شريعتهم، كما كان جائزاً في أول الإسلام ثم نسخ.
وسواء أكانت امرأة لوط مسلمة في الظاهر أم غير مسلمة في الظاهر؛ فإن ذلك لا ينقض الحكم على البيت بأنه بيت إسلام،كما أن وجود بعض الكفار في بلاد الإسلام لا يجعلها بلاد كفر.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 رجب 1436هـ/21-04-2015م, 08:59 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مناقشة لمسألة الحفظ والجمع بين مهام البرنامج ومشاغل الحياة

الأخوة والأخوات المدراء ، والمشرفين .......
بالنسبة لمسألة حفظ الأدلة الواردة في كل مسألة ، وحفظ الأقوال ، والراجح والمرجوح ...... وغيرها.
كيف نستطيع حفظ هذه الأشياء ، مع الجمع بينها وبين المهام اليومية ، ويبن الأعمال الحياتيه؟؟؟
فأنا لا أستطيع الحفظ ن وإن حفظت أنسى، ثم صعب جداً مسايرة المهام اليومية ، وحفظ كل الأقوال الواردة فيها.
أما بالنسبة للإقتصار على خُلاصة المسائل ، فهذا ما أستطيع جمعه واستيعابه ، ثم هو الغاية من التعلم!!!
* مثال توضيحي:
موضوع الرسائل التفسيرية
فالمطلوب
3 - أداء الواجبات الخاصة بهذه الرسائل
وهي ثلاث واجبات مقسّمة كالآتي:-
أ: المشاركة في مجالس المذاكرة اليومية
ب: تلخيص الرسالة التالية:
رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} للحافظ ابن رجب الحنبلي
ج: كتابة رسالة تفسيرية في نحو ثلاث صفحات تشتمل على تفسير آية أو آيتين يختارهما الطلاب من خارج مقرر الدراسة يحاكي فيها أسلوب المفسّر في إحدى هذه الرسائل، مع ذكر المراجع التي اعتمد عليها في عمله، وملخص مختصر لطريقته في عمل الرسالة.
وتوضع الرسالة في موضوع جديد في منتدى المجموعة الأولى.

4- أداء الاختبار:
- يؤدي الطالب الاختبار في هذه الرسائل في أحد الأيام التالية ( الخميس أو الجمعة أو السبت الموافق: 28، 29، 30 من جمادى الثانية)
فكل هذا مع العلم أن غالب الطلاب أصحاب مشاغل ، وليسوا طلاب متفرغيين.
فالرجاء الإفادة في هذا الموضوع ، وحبذا لو رُفع للشيخ عبدالعزيز الداخل .؟؟؟

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 رجب 1436هـ/21-04-2015م, 03:02 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

السؤال الأول:
من خلال دراستك لمعايير التحرير العلمي الصحيح لأقوال أهل العلم، بيّن بالتفصيل مدى استيفاء الرسالة السابقة لتلك المعايير.

لقد استوفت الرسالة معايير التحرير العلمي بأكملها ومن ذلك :
-ذكر الأقوال المختلفة في كل مسألة وترتيبها ترتيب حسن بتأخير القول الجامع في النهاية .
- ذكر السند للأقوال بترتيب تاريخي حسن متتابع لتأمل القائلين في كل مسألة .
- ذكر حجة كل قول بتتابع للمقارنة بينهم .
- الترتيب في ذكر الأقوال ثم ذكر القائلين به ثم ذكر حجة كل قول ترتيب حسن حيث يتيح للقارىء المقارنة بين كل نقطة على حده بتسلسل لطيف متوازن يختم بالقول الراجح وأدلته مما يزيد وضوح المسألة .
- ذكر القول الراجح بأدلته المفصلة والاستشهاد بآيات أخرى من القرآن دلالة على صحة القول .
- عدم الاستطراد في مسائل أخرى تختص بالآيات المستدل بها على صحة المسألة والتركيز فقط على مسألة البحث مما يحفظ القارىء من التشتت الذي قد يحول دون فهم ووضوح مسألة البحث ذاتها .

حفظ الله شيخنا الفاضل وبارك في عمره وأدام نفعه للإسلام والمسلمين اللهم آمين .


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 6 رجب 1436هـ/24-04-2015م, 11:03 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الشيخ حفظه الله بيان لطريقة التحرير العلمي ،فقد بين في تفسيره :
1- أقوال المفسرين .
الأول :ان المقصود انهم أسلموا ولم يصلوا لمرتبة الإيمان .
الثاني : انهم أظهروا الإسلام وقد يبطنون الكفر كالمنافقين .

2- أصحاب تلك الأقوال .
اصحاب القول الاول: هو قول الزهري وإبراهيم النخعي وأحمد بن حنبل واختاره ابن جرير وابن تيمية وابن كثير وابن رجب.
اصحاب القول الثاني : هو قول مجاهد والشافعي والبخاري ومحمد بن نصر المروزي وأبي المظفر السمعاني والبغوي والشنقيطي.
3- حجج أصحاب تلك الأقوال .
حجة اصحاب القول الاول :
وأصحاب القول الأول يقولون إن الإيمان المنفي عنهم هو ما تقتضيه مرتبة الإيمان ، فهم لم يعرفوا حقيقة الإيمان وإنما أسلموا على جهل فيثبت لهم حكم الإسلام.
{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} أي لم تباشر حقيقة الإيمان قلوبكم.
حجة اصحاب القول الثاني :
استدلوا بقوله تعالى:{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} قالوا : فهؤلاء لم يدخل الإيمان في قلوبهم بنص القرآن ، ومن لم يدخل الإيمان في قلبه فليس بمسلم على الحقيقة، وإنما إسلامه بلسانه دون قلبه

4- الترجيح بين الأقوال .
ابن القيم قال القولين ، والآية الكريمة تسع المعنيين .
5- بيان كيفية الجمع بين القولين :
أ-لو كان المعنى نفي الإيمان في قوله تعالى:{لَمْ تُؤْمِنُوا} نفي أصل الإيمان الذي يَثبت به حكم الإسلام ؛ فهؤلاء كفار في الباطن ، مسلمون في الظاهر، فيكون حكمهم حكم المنافقين، وقد يتوب الله على من يشاء منهم ويهديه للإيمان.
ب-وإذا أريد بنفي الإيمان نفي القدر الواجب من الإيمان الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به مؤمنين؛ فهذا لا يستلزم نفي أصل الإيمان والخروج من دين الإسلام، فيثبت لهم حكم الإسلام، وينفى عنهم وصف الإيمان الذي يطلق على من أتى بالقدر الواجب منه.
الأدلة :
جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن!))
قيل: من يا رسول الله؟
قال:((الذي لا يأمن جاره بوائقه)).
وجه الاستدلال :
فهذا نفى عنه حقيقة الإيمان والقدر الواجب منه الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به، ولا يقتضي أن من فعل ذلك فهو خارج عن دين الإسلام.
ماذا يعني قول ( أسلمنا) :
أن قول {أَسْلَمْنَا} قد يقوله الصادق والكاذب؛ فإذا قاله الكاذب فهو منافق مدَّعٍ للإسلام مخادع للذين آمنوا، يُظهر الإسلام ويبطن الكفر.
قال محمد بن نصر المروزي: (نقول إن الرجل قد يسمى مسلما على وجهين:
أحدهما: أن يخضع لله بالإيمان والطاعة تدينا بذلك يريد الله بإخلاص نية.
والجهة الأخرى: أن يخضع ويستسلم للرسول وللمؤمنين خوفا من القتل والسبي؛ فيقال قد أسلم أي خضع خوفا وتقية، ولم يسلم لله، وليس هذا بالإسلام الذي اصطفاه الله وارتضاه الذي هو الإيمان الذي دعا الله العباد إليه).

5- نظائر للآية الكريمة وبيان معانيها .
قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
تبين الايات ان لم يكن في قرية لوط مسلمون الا أهل لوط عليه السلام .
الأقوال في كفر امرأة لوط:
القول الأول: أنها كانت على دين قومها، وإنما كانت خيانتها أنها تدل قومها الذين يعملون السوء على أضياف لوط، وهذه خيانة له.
القول الثاني: أنها كانت تظهر الإسلام وتبطن الكفر.
اصحاب القول الأول :
والقول الأول أصح وأشهر وهو المأثور عن ابن عباس وسعيد بن جبير.

احكام مستنبطة من الآية :
1- جواز الزواج بكافرة في شريعة لوط عليه السلام ثم نسخه الاسلام.
2-وجود كافر في بيت مسلمين لا يخرج وصف البيت بأنه بيت مسلمين .
3-المسلمون المؤمنون موعودون بالنجاة .
4-غير المسلم ليس له عهد بالسلامة من النار ، فقد يعذب بالنار ولكنه لا يخلد فيها ، وقد تصيبه المصائب في الدنيا فتكفر عنه ، وقد يعذب في حياة البرزخ .
5- مثال ذلك أصحاب السبت .
6- صاحب الايمان الحق موعود بالنجاة والعفو والفوز ،قال تعالى :( الذين مَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} .

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 14 رجب 1436هـ/2-05-2015م, 06:50 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للرسالة الأولى فقد ذكر فيها الشيخ أقوال العلماء لكن أخر نسبة القول لقائله ولم يذكره مباشرة وهذا هو المأخذ الوحيد عليها والله أعلم ،لكنها كانت كافية وافية.
أما بالنسبة لأية الذاريات فالمأخذ عليها أن الشيخ لم ينسب القول الثاني لقائله مع أنه نسب القول الأول لابن عباس ورجحه، ومن الأشياء التي أثرى بها الشيخ الرسالة ذكرها للنظائر ،فجزاه الله خيرا.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 01:37 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

السلام عليكم
أحسن الله إليكم.
بالنسبة لهذا الجزء الماتع من شرح الأصول الثلاثة ، أرى أنه استوفى معايير التلخيص الجيد بفضل الله:
المعيار الأول :ذكر الأقوال متحقق في الرسالة بترتيب وتنظيم وحسن تنسيق .
المعيار الثاني:نسبة الأقوال إلى قائليها كذلك موجود في هذه المسائل التي ذكرها الشيخ حفظه الله.
المعيار الثالث:ذكرأدلة كل قول ، وهو متحقق كذلك في الرسالة.
المعيار الرابع:الجمع بين الأقوال وترجيحها.وذهب الشيخ فيه إلى احتمال الآية كل ماسبق ونقله عن ابن القيم كذلك.
ثم ذكر الشيخ الأدلة على هذا الجمع ونظمها ورتبها.
فجزاكم الله عنا خيرا ونفعنا بما نتعلم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, مناقشة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir