دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 02:18 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
الغاء التلخيص السابق لمقدمة ابن عطية .
تعديل لتلخيص مقدمة تفسير ابن عطية :

تلخيص مقدمة تفسير ابن عطية

المقصد العام من المقدمة :
-بيان فضل القرآن وإعجازه وفضل علم التفسير .
- إعطاء نبذة عن مراحل جمع القرآن وترتيبه والقراءة بالأحرف السبعة .

المقصد العام من الكتاب :
الجمع والإيجاز والتحرير في علم التفسير وترتيب المعاني .

المقاصد الفرعية :
- بيان سبب اختياره لعلم التفسير ومنهجه في الكتاب .
- بيان ما ورد في فضل القرآن وصورة الاعتصام به وفضل تفسيره والنظر في دقائق معانيه .
-- بيان ما قاله العلماء في إعجاز القرآن .
- بيان مسألة جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره .
- بيان مسألة إعراب القرآن .
- بيان ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين .
- بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه ) ).
- بيان الألفاظ المعربة في القرآن .
- بيان الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى .
- بيان تفسير أسماء القرآن وذكر تفسير لفظة الآية والسورة.
============================
- بيان سبب اختياره لعلم التفسير ومنهجه في الكتاب .
سبب اختياره لعلم التفسير:
1) أراد المؤلف الاعتماد على علم من علوم الشريعة يضبط أصوله ويحكم فصوله ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه ؛ليفيد به أهل العلم فيستندون فيه على أقواله ، ويكون لهم فيه كالحصن المشيد والذخر العتيد .
2) لشرف هذا العلم .
قال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5].
قال المفسرون أي علم معانيه والعمل بها ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قيدوا العلم بالكتاب ((.

3) لأنه هو العلم الذي جعل للشرع قواما، واستعمل سائر المعارف خداما منه .
4) أعظم العلوم تقريبا إلى الله تعالى ،وتخليصا للنيات ،ونهيا عن الباطل، وحضا على الصالحات.

منهج ابن عطية في الكتاب :
1) الجمع والإيجاز والتحرير في علم التفسير وترتيب المعاني .
2) عدم ذكر القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به .
3)إثبات أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم معتمدا على أقوال السلف الصالح ،والتي تتميز بسلامة مقاصد العربية وسلامة المعتقد .
4)فمتى وقع لأحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين ،نبه عليه وسرد التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
5)قصد تتبع الألفاظ ، تجنبا لما وقع فيه كثير من كتب المفسرين .
6) تصنيف التفسير .
7) إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها .
8) تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ مع الإيجاز وحذف فضول القول.

- بيان ما ورد في فضل القرآن وصورة الاعتصام به وفضل تفسيره والنظر في دقائق معانيه .
فضائل القرآن الكريم في نفسه وعلى من قرأه :
1) منجاة من الفتن :
والسبب :
- - لأن فيه نبأ الأولين والآخرين :
- من حكم به عدل، وهو حكم فصل بين الناس ، من تركه تجبرا قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله .
- حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المسقيم .
- لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء .
دليله :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ،ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ،وهو حبل الله المتين ،ونوره المبين ،والذكر الحكيم، والصراط المستقيم ،هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تتشعب معه الآراء ،ولا يشبع منه العلماء ،ولا يمله الأتقياء ،من علم علمه سبق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ،ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
2)من قرأ منه لم يمل لأنه حجة الدهر .
الدليل : قيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني، كما هو حجة على أهل الدهر الأول ،فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ،ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه ،تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب.
3 ) من قرأ من قصصه اعتبر ، فقصصه أحسن القصص .
دليله على أن من قرأه اعتبر :- قيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار
والدليل على أنه أحسن القصص : قال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: 3]
3) في تلاوته أجر ، فالحرف منه عشر حسنات .
دليله :
قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف.
5)الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له فله أجران ، ومن قرأه وهو عليه خفيف فهو من السفرة الكرام البررة .
الدليل على ذلك : قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
6) عظم منزلة قارئ القرآن .
الدليل : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله )).
7) يشفع لصاحبه يوم القيامة .
الدليل : قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
8) أفضل عبادة .
الدليل : قال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)).
9) درجة النبوة لقارئ القرآن واقتسم ميراث النبوة .
الدليل : - قال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
- مر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم
10) من قرأه بمائة آية منه كتب من القانتين ومن قرأ بمائتي آية منه لم يكتب من الغافلين .
الدليل : حدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن )).
11) أشرف الأمة حامل القرآن .
الدليل : وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
12) قراءة القرآن أفضل من الصوم .
الدليل : قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
13) أدب الله القرآن .
والدليل : وقال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن .
14)القرآن من فضل الله ورحمته .
الدليل على ذلك : قال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
15)قراءة القرآن سبب للغفران .
الدليل على ذلك : وذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
16) هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع .
الدليل على ذلك : قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ((عليكم بالقرآن)).


فضائل تفسير القرآن :
منزلة العالم بتفسير القرآن :

- من يعرف تفسير القرآن قد أوتي الحكمة والخير الكثير :
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
- من يعرف التفسير يوصف بالعلم :
-ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم، فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
- وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
- أحب الخلق إلى الله :
قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.

صور الاعتصام بالقرآن :
1- العمل بمحكمه والإيمان بمتشابه ، وإحلال حلاله وتحريم حرامه .
دليله :
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ،إنه لن تعمى أبصاركم ،ولن تضل قلوبكم ،ولن تزل أقدامكم ،ولن تقصر أيديكم ،كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم ،فاعملوا بمحكمه ،وآمنوا بمتشابهه، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه ))..
2- التمسك به .
دليله :
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.

آداب قراءة القرآن الكريم :
1) الحث على تعلم القرآن وتدبره والعمل به .
الأدلة الورادة :
-مرت امرأة على عيسى ابن مريم عليه السلام فقال طوبى لبطن حملك ولثديين رضعت منهما، فقال عيسى: طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبع ما فيه.
-قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ،ويخزن الفعل ،ويرفع الأشرار، ويوضع الأخيار، وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله ،قيل له: فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :ما أخذتموه عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه ،وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
-وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
-قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
-روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
-قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].

وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
-وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
-وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
2)ذم التعجل وإقامة حروفه مع تضيع المعاني والحدود .
-الدليل : قال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
3)الحث على قراءة القرآن بخشوع .
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى )).
4)الحث على القراءة بصوت ونزول الملائكة لذلك .
-قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة
.
وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في
الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.

بيان ما قاله العلماء في إعجاز القرآن .
بيان بم كان إعجاز القرآن :
اختلف الناس في إعجاز القرآن بم هو؟
1) فقال قوم: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها

2)وقال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.

بيان أن القرآن حجة على العرب :
قامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة .

كيف نبطل قول من يقول أن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل هذا القرآن ؟
1) ترتيب اللفظة من القرآن يدل على أن نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة.
2)كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
3)لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: {فأتوا بسورة من مثله} [البقرة: 23] قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميز منه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر .

- بيان مسألة جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره .
مراحل جمع القرآن :
1)كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال، وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك.
2) فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة ،أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود، فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت ،فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
3) وروي أن في هذا الجمع سقطت الآية من آخر براءة حتى وجدها عند خزيمة بن ثابت وحكى الطبري أنه إنما سقطت له في الجمع الأخير والأول أصح وهو الذي حكى البخاري إلا أنه قال فيه مع أبي خزيمة الأنصاري وقال إن في الجمع الثاني فقد زيد آية من سورة الأحزاب: {من المؤمنين رجال} [الأحزاب: 33] فوجدها مع خزيمة بن ثابت
4) بقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان، وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة ،كابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ،ومصحف أبي وغير ذلك.
5) لما قدم حذيفة من غزوة أرمينية ،حسبما قد ذكرناه انتدب عثمان لجمع المصحف ،وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما.

طريقة عثمان رضي الله عنه في جمع المصحف :
- إن الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير ،وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش .
-وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ،ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق .

كيفية ترتيب السور في المصحف :
قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد، ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه.
-ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة ،وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ،ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة .
- وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام ،وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب .

تشكيل المصحف وتنقيطه وتحزيبه ووضع الأعشار :.
من أمر بتشكيل المصحف وبتنقيط :
1) فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله ،فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه، وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات.2
2)أسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
3)ذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
4)وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
من أمر بوضع الأعشار :
1)قيل أن المأمون العباسي أمر بذلك .
2) وقيل إن الحجاج فعل ذلك .
تحزيب المصحف :
الحجاج زاد على تشكيل المصحف تحزيبه ،وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك .


- بيان مسألة إعراب القرآن :
ما ورد في فضل إعراب القرآن
:
- روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
- وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).

أهميته :
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.


- بيان ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين .
بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر كل آيات القرآن :
- روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.


أنواع جملة مغيبات القرآن : :
1)ما لم يعلمه إلا الله ، كوقت قيام الساعة ونحوه .
2)ومنها ما يستقرأ من ألفاظه ،كعدد النفخات في الصور و،كرتبة خلق السموات والأرض.
موقفنا من مغيبات القرآن وتفسير مجمل القرآن مما لا سبيل إليه :
التوقف ، كما ذكر ذلك القاضي أبو محمد .


بيان حكم تفسير القرآن بالرأي المجرد والجرأة على ذلك :
- ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
المقصود بالتفسير بالرأي المذموم :

-قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله ،فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء ،أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول .

التفسير بالرأي المحمود :
أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر .

بيان موقف السلف من تفسير القرآن :
1-كان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن، ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم ،مع إدراكهم وتقدمهم.
-وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه ،وعلى أبي صالح ؛لأنه كان يراهما مقصرين في النظر ،ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف ،وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
2- وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه ،وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.

مراتب المفسرين :
المفسرين من الصحابة :
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر .

المفسرون البارزون من التابعين :
-ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.

-قرأ مجاهد على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية.
-ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم ،وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.

مثال على المفسرين البارزين من المتأخرين :
- محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير، وقرب البعيد ،وشفى في الإسناد.
- أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي ، فإن كلامهما منخول .
- وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله ،متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله .



- بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه ) ).
بيان اختلاف العلماء على معنى الحديث والمقصود بالأحرف السبعة ورد القاضي أبو محمد :
1) القول :فذهب فريق من العلماء إلى أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة
الرد : وهذا قول ضعيف.
2) القول :قال ابن شهاب في كتاب مسلم: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
الرد :قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذا كلام محتمل.
3) القول : وقال فريق من العلماء: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى، وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.

الرد : وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا وأيضا.
الإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
4)القول :وذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
الرد : قال القاضي أبو محمد فهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.
4)القول : قال القاضي ابن الطيب: وهذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه وطرائق وغير السبعة التي هي قراءات ووسع فيها وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.

الرد : وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.
5) القول : قال القاضي: وزعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وإلا بطل معنى الحديث.

قالوا: وتعرف بعض الوجوه بمجيء الخبر به ولا نعرف بعضها إذا لم يأت به خبر.
قال: وقال قوم ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث.
6) القول : قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وقد زعم قوم أن معنى الحديث أنه نزل على سبع لغات مختلفات.
الرد : وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة..

المذهب الصحيح الذي قرره القاضي أبومحمد في معنى الأحرف السبعة :
المذهب الصحيح الذي قرره آخرا من قوله ونقول في الجملة إنما صح وترتب من جهة اختلاف لغات ، وهو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.

-ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات، لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها ،وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه.

بيان أوجه الإختلاف في القراءة :
وجوه الاختلاف في القراءة السبعة :
1) منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
2) ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
3) ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
4) ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)
5) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود)
6) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
7) ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
حكم القراءة بأوجه القراءات المختلفة :
قال القاضي فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها.
شرط صحة القراءة بأوجه القراءات المختلفة :
-قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: والشرط الذي يصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام
- القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف .

مسألة ترتيب اللغات على السبع قبائل :
- فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسبما تقدم
- قال ثابت بن قاسم: لو قلنا من هذه الأحرف لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بها القرآن.

سبب سلامة لغة جزيرة العرب من الدخيل :
ليظهر آية نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه وسبب سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم .


أمثلة على لغات القبائل السبع التي أنزل بها القرآن :
1) (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
2) قال ابن عباس ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
3) قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.
4) وكذلك اتفق لقطبة بن مالك إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة {والنخل باسقات} [ق: 10] ذكره مسلم في باب القراءة في صلاة الفجر.

حكم القراءة بالأحرف السبعة :
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة ،وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز ،وجودة الوصف ولم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.

الخلاصة : جائز على الوجه الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بما عارضه عليه جبريل عليه السلام .
السبب في إباحة القراءة بالحروف السبعة :
وإنما وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته، فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.

سبب جمع المصاحف على قراءة واحدة :
إن هذه الروايات الكثيرة لما انتشرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف وقرأ القرآن كثير من غير العرب وقع بين أهل الشام والعراق ما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
الخلاصة : سبب جمعهم على قراءة واحدة هو اختلافهم وتنازعهم ،كما رأى ذلك حذيفة رضي الله عنه وغيره من الصحابة وذكروا ذلك لعثمان رضي الله عنه ؛ خشية أن يختلف المسلمون على كتابهم اختلاف اليهود والنصارى .

حل هذا الخلاف والنزاع : جمعهم على لغة قريش ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك في الحديث .


القراءات التي تركت وسبب ترك القرءاة بها :

-وترك ما خرج عنه مما كان كتب سدا للذريعة وتغليبا لمصلحة الألفة وهي المصاحف التي أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن تحرق أو تخرق.
-فأما ابن مسعود فأبى أن يزال مصحفه فترك ولكن أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه .


بيان حكم الصلاة بالقراءات :
- مضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.

وأما شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه.


- بيان الألفاظ المعربة في القرآن .
بيان إن كان في القرآن لفظة غير عربية :
اختلف الناس في هذه المسألة:
1) فقال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
2) وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة ،وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان ،فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد.
مثال :
- قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل.
- ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28]. قال أبو موسى الأشعري كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
- وكذلك قال ابن عباس في القسورة إنها الأسد بلغة الحبشة .
الصواب :
-قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب ،فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها، فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش .
-فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها ،وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها ،حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن .
-وقال أيضا القاضي أبو محمد : فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية ،لكن استعملتها العرب وعربتها ،فهي عربية بهذا الوجه .


- بيان الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى .
القصد إلى إيجاز العبارة :
القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} [الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.


حكمه :
- وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد.
- وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.
رأي القاضي أبو محمد :قال القاضي أبو محمد عبد الحق وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس.

أمثلة على استعملات العرب في أشياء ذكر لله تحمل على المجاز :
1) فمن ذلك قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).

2)وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
3)ومن ذلك قولهم الله يدري كذا وكذا، والدراية إنما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يتيسر ذلك.

4)قال أبو علي واحتج بعض أهل النظر على جواز هذا الإطلاق بقول الشاعر الجوهري:



لا همَّ لا أدري وأنت الداري
قال أبو علي: وهذا لا ثبت فيه لأنه يجوز أن يكون من غلط الإعراب.
5) قال العجاج: فارتاح ربي وأراد رحمتي.

قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وكذلك أقول إن الطريقة كلها عربية لا يثبت للنظر المنخول شيء منها.
6)ومن هذا الاستعمال الذي يبنى الباب عليه قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.


- بيان تفسير أسماء القرآن وذكر تفسير لفظة الآية والسورة.
أسماء القرآن وتفسيرها :
1) القرآن : فيه قولان :
1: معنى القراءة وهو مصدر من قرأ إذا تلا : قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاريوقرءا
2:بمعنى التأليف والجمع: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه.
الراجح : والقول الأول أقوى إن القرآن مصدر من قرأ إذا تلا.
2) الكتاب: فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
3) الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
4) الذكر فسمي به لأنه:
- ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم
-وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء
- وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.

تفسير معنى السورة :
-وأما السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة:
1) من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب
2) من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها
3) يقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد .

معنى آية :
معناه : الآية فهي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).

سبب تسمية الجملة التامة من القرآن بالآية :
1) فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم .
2) وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآية أي بجماعتنا.
3) علامة فصل بين ما قبلها وبين ما بعدها .


=============================================

-- تم بحمد الله وتوفيقه .

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أحسنتِ التلخيص جدًا وإليكِ بعض الملحوظات اليسيرة :
1: ما وضعتِه تحت عنوان " المقصد العام للكتاب " يصلح أن يكون تحت مقصد فرعي بعنوان : " منهج ابن عطية في تفسيره " ، وقد أحسنتِ فعل ذلك ، ولا حاجة لبيان المقصد العام لتفسير ابن عطية لأننا بصدد تلخيص مقاصد المقدمة لا الكتاب.
2: " بيان أن القرآن حجة على العرب " ، ما وضعته تحت هذه المسألة هو ما رجحه ابن عطية على أن إعجاز القرآن وقع به.
3: ما استطعتِ ، حاولي ترتيب الأدلة تحت كل مسألة ؛ فنبدأ بكتاب الله ، ثم الأصح من الأحاديث والآثار فالأصح.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15
___________________
= 97 %
زادكِ الله علمًا وهدىً ، ووفقكِ وسددكِ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir