دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ذو الحجة 1439هـ/19-08-2018م, 04:13 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اذكر الفوائد المستفادة من سيرة نبينا إبراهيم عليه السلام مما درست.
- سرعة استجابة إبراهيم لربه لما امتحنه ربه بأوامر و نواهي، فأتم ما ابتلاه الله به، فهكذا يجب أن يكون حال العبد مع ربه: السمع و الطاعة و سرعة الاستجابة.{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} و قوله:{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- الإيمان بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا و أنه سبحانه شاكر شكور، فلما أتم إبراهيم ما ابتلاه به ربه شكر الله له ذلك فجعله إماما للناس و رسولا { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}.
- تطهير البيت الحرام من النجاسة الحسية و المعنوية شرف، قد تشرف بذلك إبراهيم و ابنه اسماعيل، و حتى يحوز الواحد منا على هذا الشرف فعليه إن فتح الله عليه بدخول بيته الحرام أن يطهره من كل شيء قد يدنسه.{ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
- حُب إبراهيم الخير لذريته و للمؤمنين عموما و لبيت الله الحرام، و بهذا علينا الإقتداء بأن نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا { قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي } و قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.
- إبراهيم و ابنه يرفعان بيت الله الحرام و في قلبيهما الوجل من ألا يقبل الله منهما عملهما...فعلى العبد ألا يغتر بعمله مهما عظم فلا أعظم من رفع بيت الله، و ألا يغتر بنفسه مهما كان فيها من الصلاح لأنه لا أصلح من إبراهيم عليه السلام { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
- يلاحظ شدة اهتمام و تعظيم إبراهيم لأمر الدعاء، فقد كان عليه السلام لا يمر بموقف إلا و سأل ربه من خزائنه { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} و غيره من الآيات، فعلى العبد أن يكون الدعاء من أولى أولوياته.
- أن تولد في بيت مسلم من أجل النعم التي تستوجب الشكر و السعي للحفاظ على هاته النعمة و على توريثها لذريته، و هذا كان دأب إبراهيم مع ذريته، و على هذا يجب أن يكون دأب العبد المسلم { وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

الجواب على المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالأمّة في قوله تعالى: {ومن ذريتنا أمّة مسلمة لك}.
قيل: الأمة الجماعة، ذكره القاضي.
و قيل: الأمة العرب خاصة، قاله السدي و حكاه الطبري و نقله ابن كثير و القاضي، و ضعفه هذا الأخير لأن دعوة إبراهيم ظهرت في العرب وفيمن آمن من غيرهم.
قال ابن جريرٍ: والصّواب أنّه يعمّ العرب وغيرهم؛ لأنّ من ذرّيّة إبراهيم بني إسرائيل، وقد قال اللّه تعالى: {ومن قوم موسى أمّةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون}
قال ابن كثير: وهذا الذي قاله ابن جريرٍ لا ينفيه السّدّيّ؛ فإنّ تخصيصهم بذلك لا ينفي من عداهم، والسّياق إنّما هو في العرب؛ ولهذا قال بعده: {ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم} الآية، والمراد بذلك محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد بعث فيهم كما قال تعالى: {هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم} ومع هذا لا ينفي رسالته إلى الأحمر والأسود، لقوله تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا}، وغير ذلك من الأدلّة القاطعة.

ب: المراد بالمناسك في قوله تعالى: {وأرنا مناسكنا}.
قيل: معالم الحج، قاله ابن عباس و مجاهد و قتادة و أبي مجلز و استدل بما روي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت ودعا بهذه الدعوة بعث الله إليه جبريل فحج به، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
و قيل: المناسك المذابح أي مواضع الذبح، قاله مجاهد و قتادة و عطاء و ابن جريج، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
و قيل: المناسك العبادات كلها، ومنه الناسك أي العابد، وقيل للذبيحة المتقرب بها إلى الله تعالى: النسيكة ، و هو قول فريق من العلماء، ذكره ابن عطية و الزجاج.

2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بصبغة الله، وسبب التسمية بذلك.
قيل: أي: دين الله ( ملة إبراهيم)، قاله ابن عبّاس و مجاهد، وأبي العالية، وعكرمة، وإبراهيم، والحسن، وقتادة، والضّحّاك، وعبد اللّه بن كثير، وعطيّة العوفيّ، والرّبيع بن أنس، والسّدّيّ، ذكره ابن كثير و القاضي و الزجاج.
و قيل: أي: خلقة اللّه جلّ وعزّ الخلق، فيكون المعنى: أن اللّه ابتدأ الخلق على الإسلام، ويكون دليل هذا القول قول الله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ ربّكمن بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى}
ودليل هذا التأويل أيضا قوله عزّ وجلّ: {فطرت اللّه الّتي فطر النّاس عليه}، ويجوز أن يكون منه الخبر: ((كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه ))، وصبغت الثوب ؛ إنما هو غيرت لونه، وخلقته، ذكره ابن عطية و الزجاج.

وسبب التسمية بذلك هو على سبيل الاستعارة، فكما أن الصبغ يظهر في الثوب و غيره فكذلك المتمسك بالدين فإن أعماله و سمته تظهر عليه.

ب: كذب ادّعاء اليهود والنصارى أن إبراهيم وبنيه عليهم السلام كانوا على ملّتهم.
- أنكر سبحانه هذه الدعوى الكاذبة فقال: {قل أأنتم أعلم أم اللّه} يعني: بل اللّه أعلم، وقد أخبر أنّهم لم يكونوا هودًا ولا نصارى، كما قال تعالى: {ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين} الآية والتي بعدها
- ثم بين تعالى معرفتهم للحق و كذبهم فقال: {ومن أظلم ممّن كتم شهادةً عنده من اللّه} فقد كانوا يقرؤون في كتابهم: أن الدّين عند اللّه الإسلام، و أن محمّدًا رسول اللّه، و أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا برآء من اليهوديّة والنّصرانيّة.
- كما أنهم إن قالوا إن إبراهيم وبنيه عليهم السلام كانوا على اليهودية والنصرانية كذبوا، لأنه من المعلوم لنا و لهم أن اليهودية و النصرانية صارتا بعد عهد إبراهيم وبنيه عليهم السلام { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، وإن قالوا لم يكونوا على اليهودية والنصرانية قيل لهم أنتم الآن تقرون بالحق فأقبلوا على دينهم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 12:49 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عباز محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
اذكر الفوائد المستفادة من سيرة نبينا إبراهيم عليه السلام مما درست.
- سرعة استجابة إبراهيم لربه لما امتحنه ربه بأوامر و نواهي، فأتم ما ابتلاه الله به، فهكذا يجب أن يكون حال العبد مع ربه: السمع و الطاعة و سرعة الاستجابة.{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} و قوله:{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- الإيمان بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا و أنه سبحانه شاكر شكور، فلما أتم إبراهيم ما ابتلاه به ربه شكر الله له ذلك فجعله إماما للناس و رسولا { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}.
- تطهير البيت الحرام من النجاسة الحسية و المعنوية شرف، قد تشرف بذلك إبراهيم و ابنه اسماعيل، و حتى يحوز الواحد منا على هذا الشرف فعليه إن فتح الله عليه بدخول بيته الحرام أن يطهره من كل شيء قد يدنسه.{ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
- حُب إبراهيم الخير لذريته و للمؤمنين عموما و لبيت الله الحرام، و بهذا علينا الإقتداء بأن نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا { قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي } و قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.
- إبراهيم و ابنه يرفعان بيت الله الحرام و في قلبيهما الوجل من ألا يقبل الله منهما عملهما...فعلى العبد ألا يغتر بعمله مهما عظم فلا أعظم من رفع بيت الله، و ألا يغتر بنفسه مهما كان فيها من الصلاح لأنه لا أصلح من إبراهيم عليه السلام { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
- يلاحظ شدة اهتمام و تعظيم إبراهيم لأمر الدعاء، فقد كان عليه السلام لا يمر بموقف إلا و سأل ربه من خزائنه { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} و غيره من الآيات، فعلى العبد أن يكون الدعاء من أولى أولوياته.
- أن تولد في بيت مسلم من أجل النعم التي تستوجب الشكر و السعي للحفاظ على هاته النعمة و على توريثها لذريته، و هذا كان دأب إبراهيم مع ذريته، و على هذا يجب أن يكون دأب العبد المسلم { وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

الجواب على المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالأمّة في قوله تعالى: {ومن ذريتنا أمّة مسلمة لك}.
قيل: الأمة الجماعة، ذكره القاضي.
[ يحدد من تقصد بالقاضي، ولعلك تقصد ابن عطية.
ويُفرق بين المعنى اللغوي والمراد بالكلمة ]

و قيل: الأمة العرب خاصة، قاله السدي و حكاه الطبري و نقله ابن كثير و القاضي، و ضعفه هذا الأخير لأن دعوة إبراهيم ظهرت في العرب وفيمن آمن من غيرهم.
قال ابن جريرٍ: والصّواب أنّه يعمّ العرب وغيرهم؛ لأنّ من ذرّيّة إبراهيم بني إسرائيل، وقد قال اللّه تعالى: {ومن قوم موسى أمّةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون}
قال ابن كثير: وهذا الذي قاله ابن جريرٍ لا ينفيه السّدّيّ؛ فإنّ تخصيصهم بذلك لا ينفي من عداهم، والسّياق إنّما هو في العرب؛ ولهذا قال بعده: {ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم} الآية، والمراد بذلك محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد بعث فيهم كما قال تعالى: {هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم} ومع هذا لا ينفي رسالته إلى الأحمر والأسود، لقوله تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا}، وغير ذلك من الأدلّة القاطعة.

ب: المراد بالمناسك في قوله تعالى: {وأرنا مناسكنا}.
قيل: معالم الحج، قاله ابن عباس و مجاهد و قتادة و أبي مجلز و استدل بما روي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت ودعا بهذه الدعوة بعث الله إليه جبريل فحج به، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
و قيل: المناسك المذابح أي مواضع الذبح، قاله مجاهد و قتادة و عطاء و ابن جريج، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
و قيل: المناسك العبادات كلها، ومنه الناسك أي العابد، وقيل للذبيحة المتقرب بها إلى الله تعالى: النسيكة ، و هو قول فريق من العلماء، ذكره ابن عطية و الزجاج.

2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بصبغة الله، وسبب التسمية بذلك.
قيل: أي: دين الله ( ملة إبراهيم)، قاله ابن عبّاس و مجاهد، وأبي العالية، وعكرمة، وإبراهيم، والحسن، وقتادة، والضّحّاك، وعبد اللّه بن كثير، وعطيّة العوفيّ، والرّبيع بن أنس، والسّدّيّ، ذكره ابن كثير و القاضي و الزجاج.
و قيل: أي: خلقة اللّه جلّ وعزّ الخلق، فيكون المعنى: أن اللّه ابتدأ الخلق على الإسلام، ويكون دليل هذا القول قول الله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ ربّكمن بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى}
ودليل هذا التأويل أيضا قوله عزّ وجلّ: {فطرت اللّه الّتي فطر النّاس عليه}، ويجوز أن يكون منه الخبر: ((كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه ))، وصبغت الثوب ؛ إنما هو غيرت لونه، وخلقته، ذكره ابن عطية و الزجاج.
وسبب التسمية بذلك هو على سبيل الاستعارة، فكما أن الصبغ يظهر في الثوب و غيره فكذلك المتمسك بالدين فإن أعماله و سمته تظهر عليه.

ب: كذب ادّعاء اليهود والنصارى أن إبراهيم وبنيه عليهم السلام كانوا على ملّتهم.
- أنكر سبحانه هذه الدعوى الكاذبة فقال: {قل أأنتم أعلم أم اللّه} يعني: بل اللّه أعلم، وقد أخبر أنّهم لم يكونوا هودًا ولا نصارى، كما قال تعالى: {ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين} الآية والتي بعدها
- ثم بين تعالى معرفتهم للحق و كذبهم فقال: {ومن أظلم ممّن كتم شهادةً عنده من اللّه} فقد كانوا يقرؤون في كتابهم: أن الدّين عند اللّه الإسلام، و أن محمّدًا رسول اللّه، و أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا برآء من اليهوديّة والنّصرانيّة.
- كما أنهم إن قالوا إن إبراهيم وبنيه عليهم السلام كانوا على اليهودية والنصرانية كذبوا، لأنه من المعلوم لنا و لهم أن اليهودية و النصرانية صارتا بعد عهد إبراهيم وبنيه عليهم السلام { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، وإن قالوا لم يكونوا على اليهودية والنصرانية قيل لهم أنتم الآن تقرون بالحق فأقبلوا على دينهم.
التقويم: أ
أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir