اختلف العلماء في معنى ضريع على أقوال :
القول الأول: أنه نوع من النبات.
ثم اختلفوا في تحديده على أقوال:
الأول: نبت ذو شوك يقال له الشبرق إذا يبس سمي ضريعا . وهو قول عكرمة وابن عباس ومجاهد وقتادة .
قال ابن عباس : الشبرق.
وقال عكرمة : هي شجرة ذات شوك، لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج العود سمتها الضريع.
وقال مجاهد : الشبرق اليابس.
وقال قتادة : هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع.
التخريج :
قول ابن عباس : رواه الطبري عن محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس
أما قول عكرمة : فرواه الطبري من طريق عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة .
ورواه الطبري عن نجدة، رجل من عبد القيس عن عكرمة.
وأما قول مجاهد : فرواه الطبري من طريق عبد الرحمن عن سفيان،عن ليث، عن مجاهد.
ورواه أيضا من طريق مهران عن سفيان،عن ليث، عن مجاهد.
ورواه عن الحسن؛ قال: ثناورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
أما قول قتادة : فرواه الطبري عن ابن ثورعن معمر عن قتادة.
الثاني: رطب العرفج أورده ابن عطية.
الثالث: يبس العرفج .أورده ابن عطية وأبو الحسن في المحكم ومحمد بن مكرم في لسان العرب وأبو حيان في البحر المحيط وأبو العباس في الدر المصون
الرابع:نبت كالعوْسَجُ .ذكره الزجاج ونقله محمد بن مكرم في لسان العرب عن ابن الأعرابي.
الخامس:السّلم . ذكره أبو حاتم والماوردي وابن الجوزي عن أبي الجوزاء
قال أبو الجوزاء :الضريع السلم، وهو الشوك، وكيف يسمن من كان طعامه الشوك
السادس: نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. ذكره ابن عطية في تفسيره وأبو الحسن في المحكم ومحمد بن مكرم في لسان العرب ونقله أبو حيان في البحر المحيط عن الخليل وكذا أبو العباس في الدر المصون.
القول الثاني: الحجارة رواه الطبري عن ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد بن جبير.
القول الثالث :النوى المحرق ذكره الماوردي حكاية عن يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب .
القول الرابع: شيء يطرحه البحر المالح ذكره الثعلبي عن عطاء عن ابن عبّاس ، والقرطبي عنالضحاك عن ابن عباس.
القول الخامس: الشوك اليابس الذي ليس له ورق .رواه الطبري عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد.
أما مادة ضريع فاختلفوا في أصل معناها على أقوال :
قيل : هو ضريع بمعنى مضرع أي مضعف للبدن مهزل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد جعفر بن أبي طالب: «ما لي أراهما ضارعين» ؟ يريدهزيلين. ذكره بن عطية .
وقيل: أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه بمعنى المضروع .كما نقل الماوردي عن ابن بحر والثعلبي عن ابن كيسان .
وقيل: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل أي ذو ضراعة أي من شربه ذليل تلحقه ضراعه. نقله القرطبي عن أبي جعفر النحاس.
وقيل: الضاد والراء والعين أصل صحيح يدل على لين في الشيء ومنذلك ضرع الرجل ضراعة، إذا ذل وشذ عن هذا الباب: الضريع، وهو نبت. وممكن أن يحمل على الباب فيقال ذلك لضعفه، إذكان لا يسمن ولا يغني من جوع.ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة.
والراجح والله تعالى أعلم : أنه نبت الشبرق وهو الذي رجحه القرطبي وعليه أكثر العلماء .