دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو القعدة 1441هـ/22-06-2020م, 09:01 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}:

المسألة تفسيرية لغوية متعلقة بمعنى مفردة من مفردات القرآن الكريم

أولاً: التعرّف على أقوال السلف في المسألة

قال الطبري (ت 310ه):
وقوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) يقول: ليس لهؤلاء الذين هم أصحاب الخاشعة العاملة الناصبة يوم القيامة طعام، إلا ما يطعمونه من ضريع. والضريع عند العرب: نبت يقال له الشبرق، وتسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، ويسميه غيرهم: الشبرق، وهو سم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
- حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال: الضريع: الشبرق.
- حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال محمد: ثنا، وقال عباد: أخبرنا محمد بن سليمان، عن عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة في قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال: الشبرق.
- حدثني يعقوب، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن أبي رجاء، قال: ثني نجدة، رجل من عبد القيس عن عكرمة، في قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال: هي شجرة ذات شوك، لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج العود سمتها الضريع.
- حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال: الشبرق.
- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، مثله.
- حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا - الحسن؛ قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (ضريع) قال: الشبرق اليابس.
- حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (إلا من ضريع) قال: هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع.
- حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) يقول: من شر الطعام، وأبشعه وأخبثه.
- حدثني محمد بن عبيد، قال: ثنا شريك بن عبد الله، في قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال: الشبرق.
وقال آخرون: الضريع: الحجارة.
* ذكر من قال ذلك:
- حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال: الحجارة.
وقال آخرون: الضريع: شجر من نار.
* ذكر من قال ذلك:
- حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) يقول: شجر من نار.
- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال: الضريع: الشوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإن الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار. جامع البيان (24/ 384)


قال الثعلبي (ت 427ه):
قال محمد وعكرمة وقتادة: وهو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض تسميه فرش الشرق، فإذا هاج سموه الضريع، وهو أخبث طعام وأبشعه، وهي رواية العوفي عن ابن عباس، الوالي عنه: هو شجر من نار، وقال ابن زيد: أما في الدنيا فإن الضريع الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار.
وقال الكلبي: لا تقربه دابة إذا يبس، ولا يرعاه شيء، وقال سعيد بن جبير هو الحجارة، عطاء عن ابن عباس: هو شيء يطرحه البحر المالح، يسميه أهل اليمن الضريع،
وقد روي عن ابن عباس عن رسول  أنه قال: «الضريع شيء يكون في النار شبه الشوك، أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار» سماه النبي ضريعا،
وقال عمرو بن عبيد: لم يقل الحسن في الضريع شيئا، إلا أنه قال: هو بعض ما أخفى الله من العذاب، وقال ابن كيسان: هو طعام يضرعون منه ويذلون ويتضرعون إلى الله سبحانه، وعلى هذا التأويل يكون المعنى المضرع.
وقال أبو الدرداء والحسن: يقبح الله سبحانه وجوه أهل النار يوم القيامة يشبهها بعملهم القبيح في الدنيا، ويحسن وجوه أهل الجنة يشبهها بأعمالهم الحسنة في الدنيا، وأن الله سبحانه يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون فيغاثون بالضريع ويستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة، فيذكرون أنهم كانوا يخبزون الغصص في الدنيا بالماء فيستسقون بعطشهم ألف سنة، ثم يسقون من عين آنية لا هنية ولا مرية، فكلما أدنوه من وجوههم سلخ جلود وجوههم وشواها، فإذا وصل إلى بطونهم قطعها، فذلك قوله سبحانه: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم.
قال المفسرون: فلما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع، فأنزل الله سبحانه: لا يسمن ولا يغني من جوع ويقول: فإن الإبل ترعاه ما دام رطبا، فإذا يبس فلا يأكله شيء ورطبه يسمى شبرقا لا ضريعا. الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 188)

قال مكي بن أبي طالب (ت437ه):
- قال ابن عباس: " الضريع: شجر من نار ".
- وقال ابن زيد: الضريع: الشوك من النار، والضريع عند العرب شوك يابس [ولا ورق فيه].
- وقال عكرمة: الضريع: الحجارة.
- وقال الحسن: الضريع: الزقوم وعنه أيضا: الضريع: الذي يضرع ويذل من أكله لمرارته وخشونته.
- وقال عطاء: الضريع: الشبرق. وروي ذلك أيضا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة، وعلى هذا القول كثير من أهل اللغة، والشبرق: [شجر] كثير الشوك. تعافه الإبل، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، ويسميه غيرهم الشبرق.
وقيل: الضريع واد في جهنم. وقد أخبر الله في هذه الآية بأن لا طعام لهم إلا طعام من ضريع، فأثبت لهم طعاما، وقال في موضع آخر {فليس له اليوم ها هنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين} [الحاقة: 35 - 36].
فظاهره أنه قد أوجب لهم طعاما من غسلين فهذاك خلاف ذلك في الظاهر. المعنى في ذلك التقدير: فليس له اليوم هاهنا شراب حميم إلا من غسلين ولا طعام يتنفع به.
(وقيل): الغسلين من الضريع. وقيل: الغسلين لقوم والضريع لآخرين. الهداية الى بلوغ النهاية (12/ 8221) ت437ه


قال الماوردي (ت 450ه):
{ليس لهم طعام إلا من ضريع} فيه ستة أقاويل:
- أحدها: أنها شجرة تسميها قريش الشبرق , كثيرة الشوك , قاله ابن عباس , قال قتادة وإذا يبس في الصيف فهو ضريع , قال الشاعر:
(رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى ... وعاد ضريعا نازعته النحائص)
- الثاني: السلم , قال أبو الجوزاء: كيف يسمن من يأكل الشوك.
- الثالث: أنها الحجارة , قاله ابن جبير.
- الرابع: أنه النوى المحرق , حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب.
- الخامس: أنه شجر من نار , قاله ابن زيد.
- السادس: أن الضريع بمعنى المضروع , أي الذي يضرعون عنده طلبا للخلاص منه , قاله ابن بحر. النكت والعيون (6/ 259)


قال ابن عطية (ت 542ه):
وقيل «الضريع» : العشرق. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الضريع» : شوك في النار، وقال بعض اللغويين: «الضريع» يبيس العرفج إذا تحطم، وقال آخرون: هو رطب العرفج، وقال الزجاج: هو نبت كالعوسج، وقال بعض المفسرين: «الضريع» نبت في البحر أخضر منتن مجوف مستطيل له بورقية كثيرة، وقال ابن عباس: «الضريع» : شجر من نار. وكل من ذكر شيئا مما ذكرناه فإنما يعني أن ذلك من نار ولا بد، وكل ما في النار فهو نار. وقال قوم: ضريع واد في جهنم، وقال جماعة من المتأولين:
«الضريع» طعام أهل النار ولم يرد أن يخصص شيئا مما ذكرناه، وقال بعض اللغويين: وهذا لا تعرفه العرب، وقيل: «الضريع» : الجلدة التي على العظم تحت اللحم، ولا أعرف من تأول الآية بهذا، وأهل هذه الأقاويل يقولون الزقوم لطائفة، والضريع لطائفة والغسلين لطائفة، واختلف في المعنى الذي سمي ضريعا فقيل هو ضريع بمعنى مضرع أي مضعف للبدن مهزل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد جعفر بن أبي طالب: «ما لي أراهما ضارعين» ؟ يريد هزيلين، ومن فعيل بمعنى مفعل قول عمرو بن معد يكرب: [الوافر]
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
يريد السمع، وقيل ضريع فعيل من المضارعة، أي الاشتباه لأنه يشبه المرعى الجيد ويضارعه في الظاهر وليس به. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (5/ 473)

قال ابن الجوزي: (ت 597ه):
قوله عز وجل: ليس لهم طعام إلا من ضريع فيه ستة أقوال: أحدها: أنه نبت ذو شوك لاطئ بالأرض، وتسميه قريش «الشبرق» فإذا هاج سموه: ضريعا، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة. والثاني: أنه شجر من نار، رواه الوالبي عن ابن عباس. والثالث: أنها الحجارة، قاله ابن جبير. والرابع: أنه السلم، قاله أبو الجوزاء. والخامس: أنه في الدنيا: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، وهو في الآخرة شوك من نار، قاله ابن زيد. والسادس: أنه طعام يضرعون إلى الله تعالى منه، قاله ابن كيسان.
قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع، فأنزل الله تعالى: لا يسمن ولا يغني من جوع وكذبوا، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطبا، وحينئذ يسمى شبرقا، لا ضريعا، فإذا يبس وسمي ضريعا لم يأكله شيء.
فإن قيل: إنه قد أخبر في هذه الآية: ليس لهم طعام إلا من ضريع وفي مكان آخر ولا طعام إلا من غسلين «1» فكيف الجمع بينهما؟
فالجواب: أن النار دركات، وعلى قدر الذنوب تقع العقوبات، فمنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه غسلين، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصديد. قاله ابن قتيبة. زاد المسير في علم التفسير (4/ 435)

قال القرطبي (ت 671ه):
ليس لهم طعام إلا من ضريع (6)
قوله تعالى: ليس لهم أي لأهل النار. طعام إلا من ضريع لما ذكر شرابهم ذكر طعامهم. قال عكرمة ومجاهد: الضريع: نبت ذو شوك لاصق بالأرض، تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبا، فإذا يبس فهو الضريع، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه، وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه، على هذا عامة المفسرين. إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال: هو شي يرمي به البحر، يسمى الضريع، من أقوات الانعام
لا الناس، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع، وهلكت هزلا. والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت. قال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى ... وعاد ضريعا بان منه «2» النحائص
وقال الهذلي وذكر إبلا وسوء مرعاها:
وحبسن في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية اليدين حرود
وقال الخليل: الضريع: نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. وقال الوالبي عن ابن عباس: هو شجر من نار، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها. وقال سعيد بن جبير: هو الحجارة، وقاله عكرمة. والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الضريع: شي يكون في النار، يشبه الشوك، أشد مرارة من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأحر من النار، سماه الله ضريعا (. وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية ليس لهم طعام إلا من ضريع قال: بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم، حملها القيح والدم، أشد مرارة من الصبر، فذلك طعامهم. وقال الحسن: هو بعض ما أخفاه الله من العذاب. وقال ابن كيسان: هو طعام يضرعون عنده ويذلون، ويتضرعون منه إلى الله تعالى، طلبا للخلاص منه، فسمي بذلك، لأن آكله يضرع في أن يعفى منه، لكراهته وخشونته. قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل، أي ذو ضراعة، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة. وعن الحسن أيضا: هو الزقوم. وقيل: هو واد في جهنم. فالله أعلم. وقد قال الله تعالى في موضع آخر: فليس له اليوم هاهنا حميم. ولا طعام إلا من غسلين «1» [الحاقة: 36 - 35]. وقال هنا: إلا من ضريع وهو غير الغسلين. ووجه الجمع أن النار دركات، فمنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه الغسلين، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصديد. قال الكلبي: الضريع في درجة ليس فيها غيره، والزقوم في درجة أخرى. ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال: يطوفون بينها وبين حميم آن «2» [الرحمن: 44]. القتبي: ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار. وكذلك سلاسل النار وأغلالها وعقاربها وحياتها، ولو كانت على ما نعلم ما بقيت على النار. قال: وإنما دلنا الله على الغائب عنده، بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة، والمعاني مختلفة. وكذلك ما في الجنة من شجرها وفرشها. القشيري: وأمثل من قول القتبي أن نقول: إن الذي يبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب، يبقي النبات وشجرة الزقوم في النار، ليعذب بها الكفار. وزعم بعضهم أن الضريع بعينه لا ينبت في النار، ولا أنهم يأكلونه. فالضريع من أقوات الأنعام، لا من أقوات الناس. وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع، وهلكت هزلا، فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم، وضرب الضريع له مثلا، أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع. قال الترمذي الحكيم: وهذا نظر سقيم من أهله وتأويل دنئ، كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة الله تعالى، وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر نارا، فلا النار تحرق الشجر، ولا رطوبة الماء في الشجر تطفئ النار، فقال تعالى: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون «3» [يس: 80]. وكما قيل حين نزلت ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم «4» [الاسراء: 97]: قالوا يا رسول الله، كيف يمشون على وجوههم؟ فقال: [الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم [. فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب. أو ليس قد أخبرنا أنه كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا «1» غيرها [النساء: 56]، وقال: سرابيلهم من قطران «2» [إبراهيم: 50]، وقال: إن لدينا أنكالا «3» [المزمل: 12] أي قيودا. وجحيما (12) وطعاما ذا غصة (13) قيل: ذا شوك. فإنما يتلون عليهم العذاب بهذه الأشياء. الجامع لأحكام القران (20/ 29)


قال ابن كثير (ت 774ه):
وقوله: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: شجر من نار.
وقال سعيد بن جبير: هو الزقوم. وعنه: أنها الحجارة.
وقال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وأبو الجوزاء، وقتادة: هو الشبرق. قال قتادة: قريش تسميه في الربيع الشبرق، وفي الصيف الضريع. قال عكرمة: وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض.
وقال البخاري: قال مجاهد: الضريع نبت يقال له: الشبرق، يسميه أهل الحجاز: الضريع إذا يبس، وهو سم (5) .
وقال معمر، عن قتادة: {إلا من ضريع} هو الشبرق، إذا يبس سمي الضريع.
وقال سعيد، عن قتادة: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} من شر الطعام وأبشعه وأخبثه. تفسير القران العظيم (8/ 385)

لم تأت على ما نقله السيوطي .

ثانياً: جمع أقوال اللغويين في هذه المسألة:

قال الفراء (ت 207ه):
وقوله عزَّ وجلَّ: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) وهو نبت يُقال لَهُ: الشِّبْرِق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إِذَا يبس، وهو «4» سم. معاني القرآن (3/ 257)

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت 209ه)
«إلا من ضريع» الضريع عند العرب الشبرق شجر. مجاز القرآن (2/ 296)

قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276ه)
والضريع: نبت، فهل يجوز أن يكون في النار نبات وشجر، والنار تأكلهما؟.
والضّريع: نبت يكون بالحجاز، يقال لرطبه: الشّبرق، لا يسمن ولا يشبع، قال امرؤ القيس
فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم ... غوارب رمل ذي ألاء وشبرق
والعرب تصفه بذلك. تأويل مشكل القرآن (ص: 26)

قال الزجاج (ت 311ه):
والضريع الشبرق. وهو جنس من الشوك، إذا كان رطباً فهو شبرق، فإذا يبس فهوَ الضَّرِيعُ، قال كفار قريش: إنَّ الضريع لَتَسْمَنُ عليه إبِلُنَا. معاني القرآن وإعرابه (5/ 317)

قال محمد بن عُزير السجستاني (ت 330ه):
ضريع: نبت بالحجاز يقال لرطبه الشبرق. غريب القرآن (ص: 314)

قال النحاس(ت 338ه):
اختلف أهل التأويل في تفسير الضريع
- فروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الضريع شجر من نار،
- وقال ابن زيد: الضريع الشوك من النار. وهو عند العرب شوك يابس لا ورق فيه
- وعن عكرمة الضريع الحجارة.
- وعن الحسن قولان: أحدهما الضريع الزقوم، والآخر أن الضريع الذي يضرع ويذلّ من أكله لمرارته وخشونته.
- قال أبو جعفر: وهذا القول جامع للأقوال كلها
- وقد قال عطاء: الضريع الشبرق.
- قال أبو جعفر: وهذا القول الذي حكاه أهل اللغة. الشبرق: شجر كثير الشوك تعافه الإبل. إعراب القرآن (5/ 131)

قال محمد بن أحمد بن الأزهري (ت 370ه):
وقال الله تعالى: {ءانية ليس لهم طعام إلا} (الغاشية: 6) قال الفراء: الضريع: نبت يقال له الشبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس. وهو اسم. وجاء في التفسير أن الكفار قالوا: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا. فقال الله: {ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع} (الغاشية: 7) .
وقال الليث: يقال للجلدة التي على العظم تحت اللحم من الضلع: هي الضريع.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الضريع: العوسج الرطب، فإذا جف فهو عوسج، فإذا زاد جفوفه فهو الخزيز. تهذيب اللغة (1/ 299)

قال أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني (ت 395ه):
الضريع، وهو نبت. وممكن أن يحمل على الباب فيقال ذلك لضعفه، إذا كان لا يسمن ولا يغني من جوع. وقال:
وتركن في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية اليدين حرود. مقاييس اللغة (3/ 396)

قال مكي بن أبي طالب (ت 437ه):
الضريع: نبت. العمدة في غريب القرآن (344)
وقال: الضريع: نبت بالحجاز يقال لرطبه الشبرق. تفسير المشكل من غريب القرآن(386)

قال بن سيده المرسي (ت: 458هـ):
والضَّريع: نَبَات أَخْضَر منتن خَفِيف، يرْمى بِهِ الْبَحْر، وَله جَوف. وَقيل: هُوَ يبيس العرفج والخلة. وَقيل: مَا دَامَ رطبا فَهُوَ ضَرِيع، فَإِذا يبس فَهُوَ الشبرق. قَالَ الزّجاج: وَهُوَ شوك كالعوسج. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الضَّريع: الشبرق، وَهُوَ مرعى سوء، لَا تعقد عَلَيْهِ السَّائِمَة شحما وَلَا لَحْمًا، وَإِن لم تُفَارِقهُ إِلَى غَيره ساءت حَالهَا. وَفِي التَّنْزِيل: (ليسَ لهُمْ طَعامٌ إلاَّ مِنْ ضَرِيع، لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي من جُوع) وَقَالَ ابْن عيزارة الْهُذلِيّ:
وحُبِسْن فِي هَزْم الضَّريع فكلُّها ... حَدْباءُ دَاميةُ اليَدَيْنِ حَرُودُ
وَقيل: الضَّريع: طَعَام أهل النَّار. وَهَذَا لَا تعرفه الْعَرَب. والضَّرِيعُ: القشر الَّذِي على الْعظم، تَحت اللَّحْم. وَقيل: هُوَ جلد على الضلع. المحكم والمحيط الأعظم (1/ 404)

قال اللأصبهاني (ت 535ه):
والضريع: الشّبرق، وهو سم، عن ابن عباس، وقيل: (مِنْ ضَرِيعٍ) أي: يضرع آكله في الإعفاء عنه لصعوبته. إعراب القرآن (ص: 518)

قال الزمخشري (ت 538ه)
فإن قلت: كيف قيل ليس لهم طعام إلا من ضريع وفي الحاقة ولا طعام إلا من غسلين؟
قلت: العذاب ألوان، والمعذبون طبقات، فمنهم. أكلة الزقوم. ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع: لكل باب منهم جزء مقسوم. لا يسمن مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام. أو ضريع، يعنى: أن طعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به. وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه. ومنفعتا الغذاء منتفيتان عنه: وهما إماطة الجوع، وإفادة القوة والسمن في البدن. أو أريد: أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلا عن الإنس، لأن الطعام ما أشبع أو أسمن، وهو منهما بمعزل. كما تقول ليس لفلان ظل إلا الشمس، تريد: نفى الظل على التوكيد. وقيل: قالت كفار قريش: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا فنزلت لا يسمن فلا يخلو إما أن يتكذبوا ويتعنتوا بذلك وهو الظاهر، فيرد قولهم بنفي السمن والشبع، وإما أن يصدقوا فيكون المعنى: أن طعامهم من ضريع ليس من جنس ضريعكم، إنما هو من ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (4/ 743)

قال المنتجب الهمذاني (ت 643 هـ):
والضريع: نبت تأكله الإبل، يضر ولا ينفع، يقال له إذا كان رطبًا: الشِّبْرِقُ، وإذا كان يابسًا: الضَّريع (4)، قيل: إنه مشتق من المضارعة، وهي المشابهة، فكأنه يشتبه على الإبل بما ينفع من النبت (5). الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد (6/ 385)

قال محمد بن مكرم ابن منظور (ت711ه):
والضَّرِيعُ: نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ، وَقِيلَ: هُوَ يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ، وَقِيلَ: مَا دَامَ رَطْبًا فَهُوَ ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الشِّبْرِقُ، وَهُوَ مَرْعَى سَوءٍ لَا تَعْقِدُ عَلَيْهِ السائمةُ شَحْماً وَلَا لَحْمًا، وإِن لَمْ تُفَارِقْهُ إِلى غَيْرِهِ ساءَت حَالُهَا. وَفِي التنزيل: يْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الضرِيعُ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ، وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَهُ الضَّرِيعَ إِذا يَبِسَ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فإِذا زَادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزِيزُ، وجاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الْكُفَّارَ قَالُوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عَلَيْهِ إِبلنا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. وَجَاءَ فِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ:
فيُغاثون بِطَعَامٍ مِنْ ضَرِيعٍ
وحُبِسْنَ فِي هَزْمِ الضَّرِيعِ، فكُلُّها ... حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ، حَرُودُ
هَزْمُ الضرِيعِ: مَا تَكَسَّر مِنْهُ، والحَرُودُ: الَّتِي لَا تَكَادُ تَدِرُّ؛ وَصَفَ الإِبل بشدَّة الهُزال؛ وَقِيلَ: الضرِيعُ طَعَامُ أَهل النَّارِ، وَهَذَا لَا يَعْرِفُهُ الْعَرَبُ. والضَّرِيعُ: القِشْرُ الَّذِي عَلَى الْعَظْمِ تَحْتَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هُوَ جِلْدٌ عَلَى الضِّلَعِ. لسان العرب (8/ 223)

قال شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي (ت 743ه)
قوله: (رعى الشِّبرق) البيت، إذا ذوى: أي ذبل. النحوص: الأتان الحائل.
قوله: (وحبسن)، البيت، الهزم: ما يبس وتكسر من الضريع. وناقة حدباء: إذا بدا عظم وركها، والحرود: قليلة اللبن؛ يصف نوقاً حُبسن في مرعى سوء غير ناجع، وهزلن، وكلهن داميات الأيدي من وضعها على الضريع ذي الشوك، عُصبن من سوء الحال، أو قليلة اللبن.
قوله: (فلا يخلو إما أن يتكذبوا ويتعنتوا بذلك) إلى آخره، الانتصاف: "فعلى الأول يكون صفة لازمة شارحة لحقيقة الضريع، وعلى الثاني صفة مخصصة" فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (16/ 406)

قال أبو حيان (ت 745ه):
والضريع، قال ابن عباس: شجر من نار.
وقال الحسين: وجماعة الزقوم.
وقال ابن جبير: حجارة من نار. وقال ابن عباس أيضا وقتادة وعكرمة ومجاهد: شبرق النار. وقيل: العبشرق. وقيل: رطب العرفج، وتقدم ما قيل فيه في المفردات. وقيل: واد في جهنم. والضريع، إن كان الغسلين والزقوم، فظاهر ولا يتنافى الحصر في إلا من غسلين «2» ، وإلا من ضريع. وإن كانت أغيارا مختلفة، والجمع بأن الزقوم لطائفة، والغسلين لطائفة، والضريع لطائفة.
وقال الزمخشري: لا يسمن مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام أو ضريع، يعني أن طعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس وإنما هو شوك، والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به، وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه، ومنفعتا الغذاء منتفيتان عنه، وهما إماطة الجوع وإفادة القوة، والسمن في البدن، انتهى. فقوله: مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام أو ضريع. أما جره على وصفه لضريع فيصح، لأنه مثبت منفي عنه السمن والإغناء من الجوع. وأما رفعه على وصفه لطعام فلا يصح، لأن الطعام منفي ولا يسمن، منفي فلا يصح تركيبه، إذ يصير التقدير: ليس لهم طعام لا يسمن ولا يغني من جوع إلا من ضريع، فيصير المعنى: أن لهم طعاما يسمن ويغني من جوع من غير ضريع، كما تقول: ليس لزيد مال لا ينتفع به إلا من مال عمرو، فمعناه أن له مالا ينتفع به من غير مال عمرو. ولو قيل: الجملة في موضع رفع صفة للمحذوف المقدر في إلا من ضريع كان صحيحا، لأنه في موضع رفع على أنه بدل من اسم ليس، أي ليس لهم طعام إلا كائن من ضريع، إذ الإطعام من ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع، وهذا تركيب صحيح ومعنى واضح، وقال الزمخشري: أو أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلا عن الإنس، لأن الطعام ما أشبع وأسمن، وهو منهما بمعزل. كما تقول: ليس لفلان ظل إلا الشمس، تريد نفي الظل على التوكيد. انتهى. فعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا، إذ لم يندرج الكائن من الضريع تحت لفظة طعام، إذ ليس بطعام. والظاهر الاتصال فيه. وفي قوله: ولا طعام إلا من غسلين «1» ، لأن الطعام هو ما يتطعمه الإنسان، وهذا قدر مشترك بين المستلذ والمكروه وما لا يستلذ ولا يستكره. البحر المحيط في التفسير (10/ 462)

قال ابن القيم (ت 751ه)
كما أن طعامهم ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ
وهو تلك العلوم والأعمال الباطلة، التي كانت في الدنيا كذلك لا تسمن ولا تغنى من جوع. التفسير القيم (ص: 399)

قال أبو العباس، شهاب الدين، المعروف بالسمين الحلبي (ت 756ه):
قوله: {ضريع} : هو شجر في النار. وقيل: حجارة. وقيل: هو الزقوم. وقال أبو حنيفة: «هو الشبرق، وهو مرعى سوء، لا تعقد عليه السائمة شحما ولا لحما. قال الهذلي:
- وحبسن في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية الضلوع حرود
وقال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى ... وعاد ضريعا نازعته النحائص
وقيل: هو يبيس العرفج إذا تحطم. وقال الخليل:» نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر. وقيل: نبت يشبه العوسج. والضراعة: الذلة والاستكانة من ذلك. الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (10/ 766)

قال محمّد بن محمّد الزَّبيدي (ت 1205ه):
الضَّريعُ، كأَميرٍ: الشِّبْرِقُ، قَالَه أَبو حنيفةَ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ نَبْتٌ بالحِجازِ، لَهُ شَوكٌ كِبارٌ يُقَال لَهُ: الشِّبرِق، أَو يَبيسُه، نَقله الجَوْهَرِيّ، أَو نَباتٌ رَطْبُهُ يُسَمَّى شِبْرِقاً، ويابِسُه يُسَمَّى ضَريعاً، عندَ أَهل الحِجازِ، قَالَه الفَرَّاءُ، لَا تَقرَبُه دابَّةٌ لِخُبْثِه، قَالَ أَبو حنيفةَ: هُوَ مَرعى سَوْء، لَا تَعقِدُ عَلَيْهِ السَّائمَةُ شَحماً وَلَا لَحْماً، فإنْ لَمْ تُفارِقْه إِلَى غيرِه ساءَ حالُها، قَالَ قيسُ بنُ العَيزارَةِ يصف الإبِلَ وسوءَ مَرعاها:
(وحُبِسْنَ فِي هَزَمِ الضَّريع وكُلُّها ... حَدباءُ داميَةُ اليَدَينِ حَرودُ)
قَالَ أَبو الجَوزاءِ: الضَّريعُ: السُّلاّءُ، وجاءَ فِي التَّفسير: أَنَّ الكُفَّارَ قَالُوا: إنَّ الضَّريعَ تَسْمَنُ عَلَيْهِ إبلُنا، فَقَالَ الله تَعَالَى: لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغني من جُوعٍ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الضَّريعُ: العَوْسَجُ الرَّطْبُ، فَإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فَإِذا زادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزيزُ، قَالَ الليثُ: الضَّريعُ: نَباتٌ فِي الماءِ الآجِنِ، لَهُ عُروقٌ لَا تَصلُ إِلَى الأَرضِ. أَو هُوَ شيءٌ فِي جهنَّمَ أَمَرُّ من الصَّبْرِ، وأَنتَنُ من)
الجيفَةِ، وأَحرُّ من النّارِ، وَهَذَا لَا يعرِفُه العَرَبُ، وَهُوَ طَعامُ أَهلِ النّارِ. قيل: هُوَ نباتٌ أَخضَرُ، كَمَا فِي اللِّسان، وَفِي المُفرداتِ: أَحمَرُ مُنتِن الرِّيحِ خفيفٌ يَرمي بِهِ البَحرُ، وَله جَوفٌ. قَالَ ابْن عَبّادٍ: الضَّريعُ: يَبيسُ كلِّ شَجرَةٍ، وخَصَّه بعضُهُم بيبيسِ العَرْفَجِ والخُلَّةِ. قيل: الضَّريعُ: الخَمْرُ أَو رَقيقُها، وَهَذِه عَن ابْن عبادٍ، قَالَ الليثُ: الضَّريعُ: الجِلدَةُ الَّتِي على العَظْمِ تحتَ اللَّحمِ من الضِّلْعِ. وَيُقَال: هُوَ القِشْرُ الَّذِي عَلَيْهِ. وضَرَعَ إِلَيْهِ، ولَهُ، ويُثَلَّثُ، الكسرُ عَن شَمِرٍ ضَرَعاً، مُحَرَّكَةً، مَصدرُ ضَرِعَ، كفَرِحَ، وضَراعَةً، مدر ضَرُعَ وضَرَع، ككَرُمَ ومَنَعَ، الأَخير على غير قِياسٍ، واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على ضَرَعَ، كمَنَعَ: خضَعَ وذَلَّ، وَفِي حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ: فقد ضَرَعَ الكبيرُ، ورَقَّ الصَّغيرُ. قيل: ضَرَعَ: اسْتَكانَ، وَهُوَ قريب من الخضوعِ والذُلِّ. ضَرَع لَهُ، كفَرِحَ ومَنَعَ: تذَلَّلَ وتَخَشَّعَ، وسأَلَه أَن يُعطِيَهُ، فَهُوَ ضارِعٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(وأَنتَ إلَهُ الحَقِّ عَبْدُكَ ضارِعٌ ... وَقد كنتُ حِيناً فِي المُعافاةِ ضارِعا) تاج العروس (21/ 406)

قال ابن عاشور (ت 1393ه):
والضريع: يابس الشبرق (بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة وكسر الراء) وهو نبت ذو شوك إذا كان رطبا فإذا يبس سمي ضريعا وحينئذ يصير مسموما وهو مرعى للإبل ولحمر الوحش إذا كان رطبا، فما يعذب بأهل النار بأكله شبه بالضريع في سوء طعمه وسوء مغبته.
وقيل: الضريع اسم سمى القرآن به شجرا في جهنم وأن هذا الشجر هو الذي يسيل منه الغسلين الوارد في قوله تعالى: فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين [الحاقة: 35، 36] وعليه فحرف من للابتداء، أي ليس لهم طعام إلا ما يخرج من الضريع والخارج هو الغسلين وقد حصل الجمع بين الآيتين. التحرير والتنوير (30/ 297)

قال محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش (ت 1403هـ):
(ضَرِيعٍ) في القاموس «والضريع كأمير الشّبرق أو يبيسه أو نبات رطبه يسمّى الشبرق ويابسه الضريع لا تقربه دابة لخبثه، والسّلّاء والعوسج الرطب أو نبات في الماء الآجن له عروق لا تصل إلى الأرض، أو شيء من جهنم أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأحرّ من النار، ونبات منتن يرمي به البحر، ويبيس كلّ شجر، والخمر أو رقيقها، والجلدة على العظم تحت اللحم» وفي الكشاف: «الضريع يبيس الشبرق وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا فإذا يبس تحامته الإبل وهو سمّ قاتل قال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى ... وعاد ضريعا بان عنه النحائص
وقال: وحبسن في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية اليدين حرود» إعراب القرآن وبيانه (10/ 456)

المرتبة الأول:
لكتب التي وجدتِ فيها:
- مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى
- ومعاني القرآن، لأبي زكريا الفراء.
- وتأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة
- ومعاني القرآن وإعرابه، لأبي إسحاق الزجاج.
- ومعاني القرآن، لأبي جعفر النحاس

الكتب التي بحثتِ ولم تجدي فيها:
- تفسير القرآن ليحيى بن سلام البصري.
- معاني القرآن، للأخفش الأوسط.

المرتبة الثانية :
- الكتب التي وجدتِ فيها:
نزهة القلوب، لابن عزيز السجستاني
وتفسير المشكل من غريب القرآن، لمكي بن أبي طالب
والعمدة في غريب القرآن له أيضاً.

- الكتب التي بحثتِ ولم تجدي فيها:
تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة

لعلك تبحثي فيه مرة أخرى , فقد ذكر ما يتعلق بالمعنى .

ياقوتة الصراط، لأبي عمر الزاهد

- الكتب التي تعثر عليكِ الوصول إليها:
غريب القرآن وتفسيره، لليزيدي

المرتبة الثالثة:
- الكتب التي وجدتِ فيها:
تهذيب اللغة

- الكتب التي بحثتِ ولم تجدي فيها:
الجمل في النحو الخليل بن أحمد
العين الخليل بن أحمد
لعلك تبحثي فيه مرة أخرى , فقد ذكر ما يتعلق بالمعنى .


كتب القاسم بن سلام
غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي
وبصائر ذوي التمييز للفيروزآبادري،

المرتبة الرابعة:
- الكتب التي وجدتِ فيها:
الكشّاف للزمخشري
وحاشية الطيبي على الكشّاف،
والبحر المحيط لأبي حيّان،
والدرّ المصون للسمين الحلبي،
والتحرير والتنوير لابن عاشور،
التفسير القيم لابن القيّم

المرتبة الخامسة :
- الكتب التي وجدتِ فيها:
معجم مقاييس اللغة لابن فارس،
والمحكم لابن سيده،
ولسان العرب لابن منظور،
وتاج العروس للزبيدي.
إعراب القرآن للأصبهاني
الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد، المنتجب الهمذاني

- الكتب التي بحثتِ ولم تجدي فيها:
القاموس المحيط للفيروزآبادي،
لعلك تبحثي فيه مرة أخرى , فقد ذكر ما يتعلق بالمعنى .


التبيان في إعراب القرآن، أبو البقاء العكبري
إعراب القرآن العظيم، زكريا بن محمد السنيكي
إعراب القرآن الكريم، أحمد عبيد الدعاس- أحمد محمد حميدان - إسماعيل محمود القاسم
المجتبى من مشكل إعراب القرآن، أحمد بن محمد الخراط، أبو بلال
رسالة منازل الحروف، معاني الحروف، أبو الحسن الرماني .
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir