1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.
-علاقة الآية بما قبلها:
نظم الدرر للبقاعي , تفسير الرازي.
-(يا أهل الكتاب ...) فائدة إعادة النداء في بداية الآية:
مسألة بلاغية يرجع فيها للكتب المهتمة بالبلاغة القرآنية كتفسير ابن عاشور والكشاف .
-المخاطب في الآية (يا أهل الكتاب) :
مسألة تفسيرية يرجع فيها لكتب التفسير كتفسير عبدالرزاق وابن جرير والرازي والثعلبي والواحدي والبغوي وغيرها.
-أصل (لم) وبيان المراد بها ونوع الاستفهام:
يرجع فيها للكتب المهتمة بمعاني الحروف واللغة وبعض كتب التفسير كمعاني القرآن للزجاج وللنحاس وكذلك وجدتها في تفسير الرازي , وتفسير البسيط للواحدي ..
-المراد بالكفر بآيات الله :
تفسير عبدالرزاق وابن جرير , الرازي ,البغوي ,الثعالبي, الواحدي
-المراد بالشهادة في الآية وبيان متعلقها:
كتب التفسير كتفسير ابن جرير , الرازي , القرطبي, البغوي, مكي بن أبي طالب , الماوردي ,الواحدي, الثعالبي.
-ماتضمنته الآية من المعاني: كتب التفسير كتفسير ابن جرير , مكي بن أبي طالب ابن كثير وغيرها.
2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم:
القول الأول: الحواري اسم موضوع لخاصة الرجل وخالصته كما قال الرازي , فهم صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم،وهم الذين خلصوا, وأخلصوا في التصديق بهم, ونصرتهم, فسماهم الله جلّ وعزّ: {الحواريون},ذكره أبو عبيدة والزجاج ورواه ابن جرير عن قتادة والضحاك ورواه الرازي عن قتادة والضحاك وابن عيينة , والثعلبي عن الكلبي والحسن وقتادة والنظر بن شميل.
قال ابن جرير :
- حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن روح بن القاسم، أنّ قتادة ذكر رجلاً من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كان من الحواريّين، فقيل له: من الحواريّون؟ قال: الّذين تصلح لهم الخلافة.
- وقال ابن جرير : حدّثت عن المنجاب، قال:بن الحارث، قال: حدّثنا بشرٌ، عن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {إذ قال الحواريّون} قال: أصفياء الأنبياء
قال الرازي:
- حدّثنا أبي، ثنا ابن الطّبّاع، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن روح بن القاسم، عن قتادة قال: الحواريّون هم الّذين تصلح لهم الخلافة.
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، ثنا سفيان يعني: ابن عيينة قال:
الحواريّ: النّاصر.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك قوله: الحواريّون أصفياء الأنبياء.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، قال معمرٌ قال قتادة:
الحواريّ: الوزير.
وروى الثعلبي عن الكلبي قال وأبو روق: الحواريون أصفياء عيسى وكانوا إثنا عشر رجلا.
وعن الحسن: الحواريون الأنصار والحواري الناصر.
وعن النضر بن شميل: الحواريون: خاصة الرجل. وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال:
الحواري: الوزير.
وعن روح بن القاسم قال: سألت قتادة عن الحواريين فقال: هم الذين تصلح لهم الخلافة.
قال الثعلبي : والحواري في كلام العرب الضامن خاصة الرجل الذي يستعين به فيما ينوبه. يدل عليه ماروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لكلّ نبيّ حواري وحواريي الزبير بن العوّام» .وكذا قال الرازي .
الحَوارِيُّ أصْلُهُ مِنَ الحَوَرِ، وهو شِدَّةُ البَياضِ، ومِنهُ قِيلَ لِلدَّقِيقِ حُوّارى، ومِنهُ الأحْوَرُ، والحَوَرُ نَقاءُ بَياضِ العَيْنِ، وحَوَّرْتُ الثِّيابَ: بَيَّضْتُها،
القول الثاني: الحواري أصله من الحور. وهو شدة البياض ومن قيل للدقيق حواري والحور نقاء بياض العين , كما قال ذلك الرازي .
وعلى هذا اختلف في سبب إطلاق هذا الاسم عليهم فقيل: لبياض ثيابهم .ذكره أبو عبيدة واليزيدي.
قيل: سّموا بذلك؛ لأنّهم كانوا قصّارين يبيّضون الثّياب.رواه ابن جرير والهمذاني عن ابن أرطأة والرازي عن الضحاك والثعلبي عن السدي وابن عباس وأبو أرطأة .
قال ابن جرير :حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن أبي أرطأة، قال: الحواريّون: الغسّالون، الّذين يحوّرون الثّياب يغسلونها.
قال عبدالرحمن الهمذاني عن ابن أرطأة قال: نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أرطأة قال الحواريون الغسالون يحورون الثياب أي يغسلونها
- قال الرازي: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا الوليد بن القاسم، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: من أنصاري إلى اللّه قال الحواريّون نحن أنصار اللّه قال: مرّ عيسى بقومٍ غسّالين فدعاهم إلى الله فأجابوه، فلذلك سماهم الحواريون قال:
وبالنبطية: هواري، وبالعربية المحور.
وقال اليزيدي: أنه سموا لبياض ثيابهم الحواريين وكانوا صيادين، ويقال حرت الثوب، أي: غسلته وبيضته وأحورت القدر إذ ا أبيض لحمها قبل النضج والعين الحوراء النقية المحاجر.
فسموا الحواريين لتبييضهم الثياب، ثم صار هذا الاسم يستعمل فيمن أشبههم من المصدقين تشبيهاً بهم , كما قال الزجاج ,ورواه ابن جرير عن ابن جبير قال:
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: ممّا روى أبي، قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: إنّما سمّوا الحواريّين ببياض ثيابهم.
ورواه الرازي عن ابن عباس قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ميسرة النّهديّ عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّما سمّي الحواريّون قال:كانوا صيّادين لبياض ثيابهم. قال أبو محمّدٍ: وروي عن مسلمٍ البطين نحو ذلك.
قال الثعلبي :
فقال السدّي: كانوا ملّاحين يصطادون السمك.
وكذلك روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كانوا صيّادين سمّوا حواريين لبياض ثيابهم.
وقال أبو أرطأة: كانوا قصّارين سمّوا بذلك لأنّهم كانوا يحوّرون الثياب أي يبيّضونها.
وقيل: لبياض قلوبهم وقِيلَ لِأنَّ قُلُوبَهم كانَتْ نَقِيَّةً طاهِرَةً مِن كُلِّ نِفاقٍ ورِيبَةٍ فَسُمُّوا بِذَلِكَ مَدْحًا لَهم، وإشارَةً إلى نَقاءِ قُلُوبِهِمْ، كالثَّوْبِ الأبْيَضِ، كما رواه الثعلبي عن الضحاك وذكره الرازي.
وقال عبد الله بن المبارك: سمّوا حواريين لأنّهم كانوا نورانيين عليهم أثر العبادة ونورها وحسنها. قال الله تعالى: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(٤٣)) .وذكره عنه الثعلبي ؟
والحواريات: من النساء اللاتى لا ينزلن البادية، وينزلن القرى . وإنّما سمّين بذلك لغلبة البياض عليهنّ.ذكره أبو عبيدة واليزيدي وابن جرير .
التعليق على الأقوال:
قال الزجاج: والذي عليه أهل اللغة أنهم الصفوة ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنّه قال: ((الزبير ابن عمتي, وحواريّي من أمتي)), ويقال: لنساء الأنصار حواريات، لأنهن تباعدن عن قشف الأعرابيات بنظافتهن.
قال ابن جرير:
وأشبه الأقوال الّتي ذكرنا في معنى الحواريّين قول من قال: سمّوا بذلك لبياض ثيابهم، ولأنّهم كانوا غسّالين.
وذلك أنّ الحور عند العرب: شدّة البياض. ولذلك سميّ الحواريّ من الطّعام حواريًّا لشدّة بياضه، ومنه قيل للرّجل الشّديد البياض مقلة العينين أحور، وللمرأة حوراء.
وقد يجوز أن يكون حواريّو عيسى كانوا سمّوا بالّذي ذكرنا من تبييضهم الثّياب وأنّهم كانوا قصّارين، فعرفوا بصحبة عيسى واختياره إيّاهم لنفسه أصحابًا وأنصارًا، فجرى ذلك الاسم لهم واستعمل، حتّى صار كلّ خاصّةٍ للرّجل من أصحابه وأنصاره حواريّه؛ ولذلك قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لكلّ نبيٍّ حواريّ، وحواريّ الزّبير يعني خاصّته وقد تسمّي العرب النّساء اللّواتي مساكنهنّ القرى والأمصار حواريّاتٌ، وإنّما سمّين بذلك لغلبة البياض عليهنّ، ومن ذلك قول أبي جلدة اليشكريّ:
فقل للحواريّات يبكين..غيرنا...ولا تبكنا إلاّ الكلاب النّوابح
ويعني بقوله: {قال الحواريّون} قال: هؤلاء الّذين صفتهم ما ذكرنا من تبييضهم الثّياب: آمنّا باللّه، صدّقنا باللّه، واشهد أنت يا عيسى بأنّنا مسلمون.
قال ابن كثير: وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْحَوَارِيَّ النَّاصِرُ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمَّا نَدبَ النَّاسَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فانتدَبَ الزُّبَيْرُ [ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ](٦) فَقَالَ: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَاريًا وَحَوَارِيي الزُّبَيْرُ".
ويفهم مما سبق أن لفظ الحواريين إذا أطلق فهم منه خاصةالرجل وأنصاره , وإن كان أصل المعنى هو شدة البياض لكنه صفة تعلقت بمن ناصر عيسى عليه السلام وأطلقت بعد ذلك على كل من ناصر أحدا أو كان من خاصته .