دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1441هـ/29-12-2019م, 09:05 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس أداء التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج

التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج


اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:


(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).


(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).

(3) قول عثمان بن عفان رضي الله عنه في تفسير الباقيات الصالحات: (هي لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله).

(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.

(5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).

(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).

(7) قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).



تعليمات:
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1441هـ/4-01-2020م, 07:56 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي


التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج
اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).

تخريج الأثر :
أخرجه الطبري بطرق عن عامر بن سعد عنه.
ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد , والدارقطني في الرؤية , والآجري في الشريعة , وابن منده في الرد على الجهمية , واللالكائي في شرح أصول السنة , بطرق عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد.

توجيه القول :
فسر رضي الله عنه (الزيادة) بالنظر إلى وجه الله -سبحانه- تبعا لتفسير النبي- عليه الصلاة والسلام- لها , حيث روى مسلم في صحيحه حديث صهيب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إذا دخل أهل الجنة الجنة» قال: «يقولُ الله تباك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيِّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشفُ الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل»ثم تلا هذه الآية ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾.

فلا شيء يزيد على نعيم الجنة إلا رؤية الله سبحانه وتعالى , والآية ذكرت الجنة وهي (الحسنى) وذكرت (الزيادة) وهي النظر إلى الرب سبحانه.

(5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).
تخريج الأثر:
أخرجه ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: ﴿فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها﴾ قال: ﴿لا انفصام لها﴾ يعني: لا انقطاع لها - مرتين - دون دخول الجنة.
توجيه القول:
فسر رضي الله عنه - الآية بمعناها اللغوي:
قال الفراهيدي في كتاب العين: الفصم كسر الحلقة والخلخال , والفصم أن ينصدع الشيء من دون أن يبين , ونقول : فصمت فانفصم , أي انصدع . والانفصام الانقطاع .
فمن تمسك بها حقيقية فلا يمكن أن تنقطع به , لذا جاء ب (لا) النافية للجنس , وأكد معاذ -رضي الله عنه- عدم انقطاعها بأمرين:
أولا: بالتكرار.
ثانيا: بتأكيد أن التمسك بها موصل للجنة لا محالة , وهذا فيه عدم انقطاعها.

(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
تخريج الأثر:
أخرجه عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن أبي بن كعب.

توجيه قول أبي :
هو ما أخرجه أبو عبيد، وابن المنذر، عن أبي العالية قال: هي في قراءة أبي بن كعب: (مثل نور من آمن به) أو قال: (مثل من آمن به) .
وأخرج عبد بن حميد، وابن الأنباري في ”المصاحف“، عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب: ”مثل نور المؤمن كمشكاة“ .
فعلى هذا يكون قد فسر الآية على حسب ما قرأها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1441هـ/9-01-2020م, 02:35 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:

(5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).

التخريج:
رواه ابن أبي حاتم بقوله: حدّثنا أبي، ثنا سريح بن النّعمان، ثنا ابن الرّمّاح، يعني عمرو بن ميمونٍ، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور لابن المنذر.

التوجيه:
تفسير الانفصام بالانقطاع هو قول علماء اللغة كالزجاج والنحاس وغيرهما، كما أنه قول السدي أيضا كما رواه ابن جرير.
وفسر أبو عبيد القاسم بن سلام معنى الفصم في غريب الحديث بقوله: "أما الفصم –بالفاء- فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين، يقال منه: فصمت الشيء أفصمه فصما إذا فعلت ذلك به، فهو مفصوم قال ذو الرمة يذكر غزالا شبهه بدملج فضة:
كأنه دُمْلجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ ... في مَلْعَبٍ من جَوَارِي الحَيِّ مَفْصومُ
وإنما جعله مفصوما لتثنيه وانحنائه إذا نام، ولم يقل: مقصوم، فيكون بائنا باثنتين وقد قال الله تبارك وتعالى: {لا انفصام لها}".
وذكر أيضا ابن عطية نفس المعنى: "أن الانفصام الانكسار من غير بينونة".
واستشهد أبو عبيدة معمر بن المثنى على أنه الكسر بقول الكميت:
فهم الآخذون من ثقة الامر... بتقواهم وعرىً لا انفصام لها
وقال ابن قتيبة: "أي: لا انكسار. يقال: فصمت القدح، إذا كسرته وقصمته".
وقال ابن جرير: "وأصل الفصم: الكسر ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
ومبسمها عن شتيت النّبا = ت غير أكسّ ولا منفصم".
فالمعنى، أي: لا انقطاع لتلك العروة حتى تُوصله إلى الجنة.

(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
التخريج:
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما من طريق أبي جعفر الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنس عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب في قول اللّه {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} قال: بدأ بنور نفسه فذكره، ثمّ قال: {مثل نوره} يقول: مثل نور من آمن به.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.

الحكم على الأثر:
قال الهيثمي عن هذا الإسناد: "رجاله ثقات، وفي أبي جعفر الرازي كلام لا يضر وهو ثقة".
- أبي العالية: هو رُفَيع بن مهْرَان الرِّياحي، ثقة.
- الربيع بن أنس البكري ويقال الحنفي البصري، ثم الخراساني: صدوق له أوهام ورمي بالتشيع (التقريب)، وقال عنه أبو حاتم: "صدوق"، وقال ابن معين: "كان يتشيع فيفرط"، وقال عنه ابن حبان: "الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيرا" (تهذيب التهذيب، الجرح والتعديل، الثقات لابن حبان).
- أبو جعفر الرازي التميمي مولاهم هو عيسى بن أبي عيسى، أصله مروزي ولد بالبصرة وكان متجره إلى الري فسكن بها فغلب عليه الرازي: مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، واختلف فيه قول أحمد، وقال الحافظ رحمه الله في التقريب: "صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة"، وفي ميزان الاعتدال: "يهم كثيرا".

التوجيه:
ذكر جمع من المفسرين أن في قراءة أبي بن كعب: (مثل نور من آمن به)، كما أنه أيضا قول سعيد بن جبير والضحاك كما روى ابن جرير، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
ومعناه كما روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبيّ بن كعب، في قول اللّه: {مثل نوره} قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول: مثل نور المؤمن. قال: وكان أبيّ يقرؤها كذلك: مثل المؤمن. قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
وروى ابن جرير عن أبيّ بن كعبٍ: {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} قال: بدأ بنور نفسه فذكره، ثمّ قال: {مثل نوره} يقول: مثل نور من آمن به. قال: وكذلك كان يقرأ أبيٌّ، قال: هو عبدٌ جعل اللّه القرآن والإيمان في صدره.
ووجهه ابن كثير: "أنّ الضّمير عائدٌ إلى المؤمن الّذي دلّ عليه سياق الكلام: تقديره: مثل نور المؤمن الّذي في قلبه، كمشكاةٍ. فشبّه قلب المؤمن وما هو مفطورٌ عليه من الهدى، وما يتلقّاه من القرآن المطابق لما هو مفطورٌ عليه، كما قال تعالى: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه}، فشبّه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزّجاج الشّفّاف الجوهريّ، وما يستهديه من القرآن والشّرع بالزّيت الجيّد الصّافي المشرق المعتدل، الّذي لا كدر فيه ولا انحراف".
فيكون المعنى على هذا القول كما ذكر ابن جرير: مثل نور المؤمن الّذي في قلبه من الإيمان والقرآن مثل مشكاة.
أما القسطلاني في المواهب اللدنية فقال:" وأما الضمير على قول المؤمنين في قراءة أبى المذكورة في بعض التفاسير، ففيه إشكال من حيث الإفراد".

بقية الأقوال في قوله {مثل نوره}:
القول الثاني: عني بالنّور: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقالوا: الهاء الّتي قوله: {مثل نوره} عائدةٌ على اسم اللّه، وهو قول كعب بن الأحبار وسعيد بن جبير في أحد قوليه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ووجهه الزجاج بقوله: "لأن النبي هو المرشد والمبيّن والناقل عن الله ما هو نيّر، بيّن".
وقال ابن الأنباري: "{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وقف حسن ثم تبتدئ {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} على معنى نور محمد".

القول الثالث: عني بذلك: هدي اللّه وبيانه، وهو القرآن. والهاء من ذكر اللّه، وهو قول ابن عباس في أحد قوليه والحسن وزيد بن أسلم، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وذكره ابن وهب. كما في قوله تعالى: {قد جاءكم من اللّه نور وكتاب مبين}.

قال مكي بن أبي طالب: "وعلى هذه الأقوال يوقف على قوله: {والأرض}".
وقال ابن عطية: "وهذه أقوال فيها عود الضمير على من لم يجر له ذكر، وفيها قطع المعنى المراد بالآية".
وذكر كثير من المفسرين أنه لا مانع أن يعود الضمير على ما لم يجر له ذكر إذا لم يحصل لبس، إذا كان معلوما لدى المخاطب.


ثم وجه ابن عطية الأقوال السابقة أنها من التشبيه المفصل الْمُقَابَل جُزْءًا بِجُزْء بقوله: "وهذه الأقوال الثلاثة تضطرد فيها مقابلة جزء من المثال لجزء من الممثل:
- فعلى قول من قال: "الممثل به محمد صلى الله عليه وسلم -وهو قول كعب الخير - فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المشكاة، أو صدره، والمصباح هو النبوة وما يتصل بها من عمله وهداه، والزجاجة قلبه، والشجرة المباركة هي الوحي والملائكة رسل الله إليه وسببه المتصل به، والزيت هو الحجج والبراهين والآيات التي تضمنها الوحي.
- وعلى قول من قال: "الممثل به المؤمن" -وهو قول أبي بن كعب - فالمشكاة صدره، والمصباح الإيمان والعلم، والزجاجة قلبه، والشجرة القرآن، وزيتها هو الحجج والحكمة التي تضمنها، قال أبي: فهو على أحسن الحال يمشي في الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات.
- ومن قال: "إن الممثل به القرآن والإيمان" فتقدير الكلام: مثل نوره -الذي هو الإيمان في صدر المؤمن- في قلبه كمشكاة، أي: كهذه الجملة. وهذا القول ليس في مقابلة التشبيه كالأولين، لأن المشكاة ليست تقابل الإيمان".

القول الرابع: معنى ذلك مثل نور اللّه. وقالوا: يعني بالنّور: الطّاعة، كما في قَوله تعالى: {فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}، رواه عبد الرزاق عن قتادة، ورواه ابن جرير عن ابن عباس، وهو ترجيح أبي حيان.
قال يحيى بن سلاَّم: "يقول مثل نوره الّذي أعطى المؤمن في قلبه كمشكاةٍ".
وقَال ابْن قُتَيْبَة: "{اللّه نور السّماوات والأرض، مثل نوره} في قلب المؤمن".
ووجهه ابن عطية بقوله: "وقع التشبيه فيه جملة بجملة، وذلك أن يريد: مثل نور الله الذي هو هداه وإتقانه صنعة كل مخلوق وبراهينه الساطعة على الجملة كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة التي هي أبلغ صفات النور الذي بين أيدي الناس، أي: فمثل نور الله في الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيها البشر".
وقال البغوي بقوله: "سَمَّى طَاعَةَ اللَّهِ نُورًا، وَأَضَافَ هَذِهِ الْأَنْوَارَ إِلَى نَفْسِهِ تَفْضِيل".
وذكر ابن كثير بعض الأحاديث التي تؤيد هذا القول: "وفي الحديث الّذي رواه محمّد بن إسحاق في السّيرة، عن رسول اللّه أنّه قال في دعائه يوم آذاه أهل الطّائف: "أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة، أن يحلّ بي غضبك أو ينزل بي سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك ".
وفي الصّحيحين، عن ابن عبّاسٍ: كان رسول اللّه إذا قام من اللّيل يقول: "اللّهمّ لك الحمد، أنت قيّم السموات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهنّ" الحديث. وعن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: إنّ ربّكم ليس عنده ليلٌ ولا نهارٌ، نور العرش من نور وجهه".
أما من أشار إلى عدم ترجيح هذا القول، فقال القرطبي: "وَاعْتَلَّ الْأَوَّلُونَ بِأَنْ قَالُوا: لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْهَاءُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ اللَّهَ عز وجل لا حد لِنُورِهِ"، وقال الإيجي: "قيل: إضافة النور إلى ضمير الله دليل على أن إطلاق النور على الله ليس على ظاهره".

(7) قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).
التخريج:
رواه ابن جرير والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية كلهم من طريق ابن عليّة، عن منصورٍ يعني ابن عبد الرّحمن، عن الشّعبيّ، قال: حدّثني فروة بن نوفلٍ الأشجعيّ قال: قال ابن مسعودٍ: "إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا" فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرّحمن، إنّما قال اللّه تعالى: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه} فقال: تدري ما الأمّة وما القانت؟ قلت: اللّه أعلم، قال: الأمّة: الّذي يعلّم الخير، والقانت: المطيع للّه ولرسوله، وكذلك كان معاذ بن جبلٍ كان يعلّم الخير، وكان مطيعًا للّه ولرسوله.

وبلفظ آخر رواه عبد الرزاق وابن جرير والحاكم وصححه وابن سعد في الطبقات كلهم من طريق الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قرئت عند ابن مسعود {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله} فقال إن معاذا كان أمة قانتا لله قال فأعادوا عليه قال فأعاد عليهم ثم قال أتدرون ما الأمة الذي يعلم الناس الخير والقانت الذي يطيع الله ورسوله.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور للفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

الحكم على الأثر:
صحح إسناده ابن حجر في تغليق التعليق، وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح، وأقر الذهبي تصحيح الحاكم له، كما أنه له متابعات عدة.
- منصور بن عبد الرحمن هو الغداني: قال أحمد رحمه الله: ثقة إلَّا أنه يخالف في أحاديثه (الميزان)، وقال ابن حجر في المطالب العالية: لعله وهم في هذا الحديث فظنه من رواية الشعبي عن فروة لما ذكر أثناء الحديث ولا سيما لم يتابع منصور عليه أحد والله أعلم.
- فروة بن نوفل الأشجعي الكوفي: من رؤوس الخارجين على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، من الخوارج ذكره ابن حبّان في الثقات، وليس له صحبة كما في (التهذيب والتقريب).
- فراس: وثقه الإمام أحمد.
- مسروق: ثقة فقيه عابد مخضرم.

التوجيه:
الأمة:
ذكر ثعلب وقطرب ويحيى بن سلام وغيرهم أن الأمة في اللغة لفظة مشتركة، وتأتي في القرآن على عدة وجوه ومعاني، منها:
- العالم والنهاية في وقته، والواحد الّذي يقوم مقام جماعة كما في قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله}.
- الملة والدين، كقوله عز وجل: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ}، وكذلك قوله عز وجل: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدة}.
- الأمة من الأمم، والجماعة من الناس، كما في قوله عز وجل: {تلك أمّةٌ قد خلت}، وقوله تعالى: {أمّةً وسطًا} وقوله عز وجل: {وجد عليه أمة من الناس يسقون}.
- الحين والوقت، قال تعالى: {وادّكر بعد أمّةٍ}، يعني: بعد حين.
- القرن من الناس بعد القرن، كقوله: {كان الناس أمة واحدة}.
- القامة، قامة الرجل. وجمعها، قال الأعشى: والأمّهة والأمّة.
- والأمة والأم واحد، وهي الوالدة، قال الشاعر: تقبّلتها من أمةٍ لك طالما = تتوزع في الأسواق عنها خمارها
وقال آخر: أمّهتي خندف واليأس أبي.

وعلى المعنى الأول في لفظ الأمة ذكر المفسرون فيها قولين:
القول الأول: أنه اسم، ويكون بمعنى مؤتم به، أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير ويقتدون بسيرته كقوله تعالى: {إني جاعلك للناس إمامًا}، قال ابن قتيبة: "أي: إماما يقتدي به الناس، لأنه ومن اتبعه أمّة، فسمّي أمّة لأنه سبب الاجتماع"، وقال النحاس: "لأنه إذا كان يعلم الناس الخير فهو يؤتم به وهذا مذهب أبي عبيدة والكسائي".
القول الثاني: أنه صفة لتشبيه المنفرد بطريقة وحده أو بمعنى مأموم، قال ابن قتيبة: "لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون مثله في أمة ومن هذا يقال: فلان أمّة وحده، أي: هو يقوم مقام أمة"، ومنه ما رواه يحيى بن سلام عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يأتي زيد بن عمرو بن نفيلٍ أمّةً وحده يوم القيامة»، وروى ابن جرير عن شهر بن حوشب، قال: "لم تبق الأرض إلاّ وفيها أربعة عشر يدفع اللّه بهم عن أهل الأرض وتخرج بركتها، إلاّ زمن إبراهيم، فإنّه كان وحده"، وقال مجاهد في تفسيره: "في قوله أمة قانتا يعني قال الأمة الذين هم على حدة والقانت المطيع"، وقال ابن عطية: "وفي البخاري أنه قال لسارة: ليس على الأرض اليوم مؤمن غيري وغيرك".

ولهذا فالقول الأول موافق لتفسير ابن مسعود للآية، أنه كان معلم خير يأتم به أهل الهدى، وهو أيضا تفسير الفراء وأبو عبيدة وابن قتيبة وابن المبارك وابن جرير.

القانت:
القنوت أصله من الطاعة كما قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن، كما في قوله تعالى: {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}.
والقنوت يأتي أيضا بمعنى: الإقرار بالعبوديّة، كقوله: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}، أي مقرّون بعبوديته.
وقيل القنوت هو القيام كما في قوله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا}، وسئل صلّى الله عليه وسلم: أيّ الصلاة أفضل؟ فقال: «طول القنوت» أي طول القيام، وروي عنه عليه السلام، أنه قال: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم»، يعني المصلّي الصّائم.
ثم قيل للدعاء: قنوت، لأنّه إنما يدعو به قائما في الصلاة قبل الركوع أو بعده.
وقيل، الإمساك عن الكلام في الصلاة قنوت، لأن الإمساك عن الكلام يكون في القيام، لا يجوز لأحد أن يأتي فيه بشيء غير القرآن، قال زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، فنهينا عن الكلام وأمرنا بالسكوت.

ويجمع كل هذه الصفات السابقة من صلاة وقيام ودعاء وغير ذلك أنها تدخل تحت مسمى الطاعة، كما أنه تفسير قتادة لهذه الآية كما روى عبد الرزاق، وهو أيضا تفسير يحيى بن سلام وابن المبارك وأبو عبيدة وابن قتيبة والزجاج أن {قانتا} بمعنى مطيعا.
وقال ابن عطية: "القانت: المطيع الدائم على العبادة"، وقال ابن كثير: "القانت: هو الخاشع المطيع".

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 شوال 1441هـ/11-06-2020م, 03:28 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة

التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج
اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).

تخريج الأثر :
أخرجه الطبري بطرق عن عامر بن سعد عنه.
ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد , والدارقطني في الرؤية , والآجري في الشريعة , وابن منده في الرد على الجهمية , واللالكائي في شرح أصول السنة , بطرق عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد.
[للأثر طرق أخرى، منها عند ابن جرير الطبري والدراقطني من طريق أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن سعيد بن نمران عن أبي بكر رضي الله عنه
وهذا الطريق متصل.
لأن عامر بن سعد لم يثبت سماعه من أبي بكر رضي الله عنه
وهذا فائدة استيعاب الطرق عند التخريج]

توجيه القول :
فسر رضي الله عنه (الزيادة) بالنظر إلى وجه الله -سبحانه- تبعا لتفسير النبي- عليه الصلاة والسلام- لها , حيث روى مسلم في صحيحه حديث صهيب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إذا دخل أهل الجنة الجنة» قال: «يقولُ الله تباك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيِّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشفُ الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل»ثم تلا هذه الآية ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾.

فلا شيء يزيد على نعيم الجنة إلا رؤية الله سبحانه وتعالى , والآية ذكرت الجنة وهي (الحسنى) وذكرت (الزيادة) وهي النظر إلى الرب سبحانه.

(5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).
تخريج الأثر:
أخرجه ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: ﴿فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها﴾ قال: ﴿لا انفصام لها﴾ يعني: لا انقطاع لها - مرتين - دون دخول الجنة.
[تفسير ابن المنذر لهذه الآية من الجزء المفقود من تفسيره، وإنما ينسب إليه نقلا عن المصادر البديلة
على سبيل المثال: رواه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي.
ولا ينسب إليه طريق الأثر، إلا إذا ذكر في المصدر البديل مع النص عليه]


توجيه القول:
فسر رضي الله عنه - الآية بمعناها اللغوي:
قال الفراهيدي في كتاب العين: [اشتهر باسم الخليل بن أحمد] الفصم كسر الحلقة والخلخال , والفصم أن ينصدع الشيء من دون أن يبين , ونقول : فصمت فانفصم , أي انصدع . والانفصام الانقطاع .
فمن تمسك بها حقيقية فلا يمكن أن تنقطع به , لذا جاء ب (لا) النافية للجنس , وأكد معاذ -رضي الله عنه- عدم انقطاعها بأمرين:
أولا: بالتكرار.
ثانيا: بتأكيد أن التمسك بها موصل للجنة لا محالة , وهذا فيه عدم انقطاعها.

(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
تخريج الأثر:
أخرجه عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن أبي بن كعب.


توجيه قول أبي :

هو ما أخرجه أبو عبيد، وابن المنذر، عن أبي العالية قال: هي في قراءة أبي بن كعب: (مثل نور من آمن به) أو قال: (مثل من آمن به) .
وأخرج عبد بن حميد، وابن الأنباري في ”المصاحف“، عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب: ”مثل نور المؤمن كمشكاة“ .
فعلى هذا يكون قد فسر الآية على حسب ما قرأها.

[نفس الملحوظة بالنسبة للمصادر المفقودة عند التخريج.
والتوجيه:
توجيه القراءة والتفسير أيضًا أنه إضافة النور إلى محله وقابله، وحبذا لو بدأت ببيان المراد بالنور في الآية، ثم مرجع الضمير.
وأرجو الاستفادة من كلام ابن القيم في تفسير هذه الآية، وهو مفرق في عدد من كتبه منها الوابل الصيب واجتماع الجيوش الإسلامية، ولكنه مجموع في التفسير القيم.
]


التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 شوال 1441هـ/11-06-2020م, 06:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:

(5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).

التخريج:
رواه ابن أبي حاتم بقوله: حدّثنا أبي، ثنا سريح بن النّعمان، ثنا ابن الرّمّاح، يعني عمرو بن ميمونٍ، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور لابن المنذر.

التوجيه:
تفسير الانفصام بالانقطاع هو قول علماء اللغة كالزجاج والنحاس وغيرهما، كما أنه قول السدي أيضا كما رواه ابن جرير.
وفسر أبو عبيد القاسم بن سلام معنى الفصم في غريب الحديث بقوله: "أما الفصم –بالفاء- فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين، يقال منه: فصمت الشيء أفصمه فصما إذا فعلت ذلك به، فهو مفصوم قال ذو الرمة يذكر غزالا شبهه بدملج فضة:
كأنه دُمْلجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ ... في مَلْعَبٍ من جَوَارِي الحَيِّ مَفْصومُ
وإنما جعله مفصوما لتثنيه وانحنائه إذا نام، ولم يقل: مقصوم، فيكون بائنا باثنتين وقد قال الله تبارك وتعالى: {لا انفصام لها}".
وذكر أيضا ابن عطية نفس المعنى: "أن الانفصام الانكسار من غير بينونة".
واستشهد أبو عبيدة معمر بن المثنى على أنه الكسر بقول الكميت:
فهم الآخذون من ثقة الامر... بتقواهم وعرىً لا انفصام لها
وقال ابن قتيبة: "أي: لا انكسار. يقال: فصمت القدح، إذا كسرته وقصمته".
وقال ابن جرير: "وأصل الفصم: الكسر ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
ومبسمها عن شتيت النّبا = ت غير أكسّ ولا منفصم".
فالمعنى، أي: لا انقطاع لتلك العروة حتى تُوصله إلى الجنة.

(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
التخريج:
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما من طريق أبي جعفر الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنس عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب في قول اللّه {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} قال: بدأ بنور نفسه فذكره، ثمّ قال: {مثل نوره} يقول: مثل نور من آمن به.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.

الحكم على الأثر:
قال الهيثمي عن هذا الإسناد: "رجاله ثقات، وفي أبي جعفر الرازي كلام لا يضر وهو ثقة".
- أبي العالية: هو رُفَيع بن مهْرَان الرِّياحي، ثقة.
- الربيع بن أنس البكري ويقال الحنفي البصري، ثم الخراساني: صدوق له أوهام ورمي بالتشيع (التقريب)، وقال عنه أبو حاتم: "صدوق"، وقال ابن معين: "كان يتشيع فيفرط"، وقال عنه ابن حبان: "الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيرا" (تهذيب التهذيب، الجرح والتعديل، الثقات لابن حبان).
- أبو جعفر الرازي التميمي مولاهم هو عيسى بن أبي عيسى، أصله مروزي ولد بالبصرة وكان متجره إلى الري فسكن بها فغلب عليه الرازي: مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، واختلف فيه قول أحمد، وقال الحافظ رحمه الله في التقريب: "صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة"، وفي ميزان الاعتدال: "يهم كثيرا".

التوجيه:
ذكر جمع من المفسرين أن في قراءة أبي بن كعب: (مثل نور من آمن به)، كما أنه أيضا قول سعيد بن جبير والضحاك كما روى ابن جرير، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
ومعناه كما روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبيّ بن كعب، في قول اللّه: {مثل نوره} قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول: مثل نور المؤمن. قال: وكان أبيّ يقرؤها كذلك: مثل المؤمن. قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
وروى ابن جرير عن أبيّ بن كعبٍ: {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} قال: بدأ بنور نفسه فذكره، ثمّ قال: {مثل نوره} يقول: مثل نور من آمن به. قال: وكذلك كان يقرأ أبيٌّ، قال: هو عبدٌ جعل اللّه القرآن والإيمان في صدره. [فإضافة النور إلى المؤمن من حيث هو محله]
ووجهه ابن كثير: "أنّ الضّمير عائدٌ إلى المؤمن الّذي دلّ عليه سياق الكلام: تقديره: مثل نور المؤمن الّذي في قلبه، كمشكاةٍ. فشبّه قلب المؤمن وما هو مفطورٌ عليه من الهدى، وما يتلقّاه من القرآن المطابق لما هو مفطورٌ عليه، كما قال تعالى: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه}، فشبّه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزّجاج الشّفّاف الجوهريّ، وما يستهديه من القرآن والشّرع بالزّيت الجيّد الصّافي المشرق المعتدل، الّذي لا كدر فيه ولا انحراف".
فيكون المعنى على هذا القول كما ذكر ابن جرير: مثل نور المؤمن الّذي في قلبه من الإيمان والقرآن مثل مشكاة.
أما القسطلاني في المواهب اللدنية فقال:" وأما الضمير على قول المؤمنين في قراءة أبى المذكورة في بعض التفاسير، ففيه إشكال من حيث الإفراد". [إن ذكرت الإشكال تذكر رده عند أهل اللغة]

بقية الأقوال في قوله {مثل نوره}:
القول الثاني: عني بالنّور: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقالوا: الهاء الّتي قوله: {مثل نوره} عائدةٌ على اسم اللّه، وهو قول كعب بن الأحبار وسعيد بن جبير في أحد قوليه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ووجهه الزجاج بقوله: "لأن النبي هو المرشد والمبيّن والناقل عن الله ما هو نيّر، بيّن".
وقال ابن الأنباري: "{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وقف حسن ثم تبتدئ {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} على معنى نور محمد".

القول الثالث: عني بذلك: هدي اللّه وبيانه، وهو القرآن. والهاء من ذكر اللّه، وهو قول ابن عباس في أحد قوليه والحسن وزيد بن أسلم، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وذكره ابن وهب. كما في قوله تعالى: {قد جاءكم من اللّه نور وكتاب مبين}.

قال مكي بن أبي طالب: "وعلى هذه الأقوال يوقف على قوله: {والأرض}".
وقال ابن عطية: "وهذه أقوال فيها عود الضمير على من لم يجر له ذكر، وفيها قطع المعنى المراد بالآية".
وذكر كثير من المفسرين أنه لا مانع أن يعود الضمير على ما لم يجر له ذكر إذا لم يحصل لبس، إذا كان معلوما لدى المخاطب.


ثم وجه ابن عطية الأقوال السابقة أنها من التشبيه المفصل الْمُقَابَل جُزْءًا بِجُزْء بقوله: "وهذه الأقوال الثلاثة تضطرد فيها مقابلة جزء من المثال لجزء من الممثل:
- فعلى قول من قال: "الممثل به محمد صلى الله عليه وسلم -وهو قول كعب الخير - فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المشكاة، أو صدره، والمصباح هو النبوة وما يتصل بها من عمله وهداه، والزجاجة قلبه، والشجرة المباركة هي الوحي والملائكة رسل الله إليه وسببه المتصل به، والزيت هو الحجج والبراهين والآيات التي تضمنها الوحي.
- وعلى قول من قال: "الممثل به المؤمن" -وهو قول أبي بن كعب - فالمشكاة صدره، والمصباح الإيمان والعلم، والزجاجة قلبه، والشجرة القرآن، وزيتها هو الحجج والحكمة التي تضمنها، قال أبي: فهو على أحسن الحال يمشي في الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات.
- ومن قال: "إن الممثل به القرآن والإيمان" فتقدير الكلام: مثل نوره -الذي هو الإيمان في صدر المؤمن- في قلبه كمشكاة، أي: كهذه الجملة. وهذا القول ليس في مقابلة التشبيه كالأولين، لأن المشكاة ليست تقابل الإيمان".

القول الرابع: معنى ذلك مثل نور اللّه. وقالوا: يعني بالنّور: الطّاعة، كما في قَوله تعالى: {فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}، رواه عبد الرزاق عن قتادة، ورواه ابن جرير عن ابن عباس، وهو ترجيح أبي حيان.
قال يحيى بن سلاَّم: "يقول مثل نوره الّذي أعطى المؤمن في قلبه كمشكاةٍ".
وقَال ابْن قُتَيْبَة: "{اللّه نور السّماوات والأرض، مثل نوره} في قلب المؤمن".
ووجهه ابن عطية بقوله: "وقع التشبيه فيه جملة بجملة، وذلك أن يريد: مثل نور الله الذي هو هداه وإتقانه صنعة كل مخلوق وبراهينه الساطعة على الجملة كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة التي هي أبلغ صفات النور الذي بين أيدي الناس، أي: فمثل نور الله في الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيها البشر".
وقال البغوي بقوله: "سَمَّى طَاعَةَ اللَّهِ نُورًا، وَأَضَافَ هَذِهِ الْأَنْوَارَ إِلَى نَفْسِهِ تَفْضِيل".
وذكر ابن كثير بعض الأحاديث التي تؤيد هذا القول: "وفي الحديث الّذي رواه محمّد بن إسحاق في السّيرة، عن رسول اللّه أنّه قال في دعائه يوم آذاه أهل الطّائف: "أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة، أن يحلّ بي غضبك أو ينزل بي سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك ".
وفي الصّحيحين، عن ابن عبّاسٍ: كان رسول اللّه إذا قام من اللّيل يقول: "اللّهمّ لك الحمد، أنت قيّم السموات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهنّ" الحديث. وعن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: إنّ ربّكم ليس عنده ليلٌ ولا نهارٌ، نور العرش من نور وجهه".
أما من أشار إلى عدم ترجيح هذا القول، فقال القرطبي: "وَاعْتَلَّ الْأَوَّلُونَ بِأَنْ قَالُوا: لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْهَاءُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ اللَّهَ عز وجل لا حد لِنُورِهِ"، وقال الإيجي: "قيل: إضافة النور إلى ضمير الله دليل على أن إطلاق النور على الله ليس على ظاهره".
[المسألة المراد بحثها في رأس السؤال هي مرجع الضمير في قوله تعالى :{ مثل نوره}
وحتى نحسن تحرير المسألة ولا تختلط الأقوال كما حصل، يفضل أن نبين أولا
معنى {الله نور السماوات والأرض} ، والمراد بالنور في قوله تعالى:{ مثل نوره} ويمكن أن تكون هذه مسألة فرعية عند تحرير مرجع الضمير، يعني مع كل قول تذكر المراد بالنور على هذا القول.
ويُنصح بالاطلاع على تفسير ابن القيم لهذه الآية وهو مجموع في التفسير القيم]

(7) قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).
التخريج:
رواه ابن جرير والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية كلهم من طريق ابن عليّة، عن منصورٍ يعني ابن عبد الرّحمن، عن الشّعبيّ، قال: حدّثني فروة بن نوفلٍ الأشجعيّ قال: قال ابن مسعودٍ: "إنّ معاذًا كان أمّةً قانتًا للّه حنيفًا" فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرّحمن، إنّما قال اللّه تعالى: {إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا للّه} فقال: تدري ما الأمّة وما القانت؟ قلت: اللّه أعلم، قال: الأمّة: الّذي يعلّم الخير، والقانت: المطيع للّه ولرسوله، وكذلك كان معاذ بن جبلٍ كان يعلّم الخير، وكان مطيعًا للّه ولرسوله.

وبلفظ آخر رواه عبد الرزاق وابن جرير والحاكم وصححه وابن سعد في الطبقات كلهم من طريق الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قرئت عند ابن مسعود {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله} فقال إن معاذا كان أمة قانتا لله قال فأعادوا عليه قال فأعاد عليهم ثم قال أتدرون ما الأمة الذي يعلم الناس الخير والقانت الذي يطيع الله ورسوله.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور للفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

الحكم على الأثر:
صحح إسناده ابن حجر في تغليق التعليق، وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح، وأقر الذهبي تصحيح الحاكم له، كما أنه له متابعات عدة.
- منصور بن عبد الرحمن هو الغداني: قال أحمد رحمه الله: ثقة إلَّا أنه يخالف في أحاديثه (الميزان)، وقال ابن حجر في المطالب العالية: لعله وهم في هذا الحديث فظنه من رواية الشعبي عن فروة لما ذكر أثناء الحديث ولا سيما لم يتابع منصور عليه أحد والله أعلم.
- فروة بن نوفل الأشجعي الكوفي: من رؤوس الخارجين على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، من الخوارج ذكره ابن حبّان في الثقات، وليس له صحبة كما في (التهذيب والتقريب).
- فراس: وثقه الإمام أحمد.
- مسروق: ثقة فقيه عابد مخضرم.

التوجيه:
الأمة:
ذكر ثعلب وقطرب ويحيى بن سلام وغيرهم أن الأمة في اللغة لفظة مشتركة، وتأتي في القرآن على عدة وجوه ومعاني، منها:
- العالم والنهاية في وقته، والواحد الّذي يقوم مقام جماعة كما في قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله}.
- الملة والدين، كقوله عز وجل: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ}، وكذلك قوله عز وجل: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدة}.
- الأمة من الأمم، والجماعة من الناس، كما في قوله عز وجل: {تلك أمّةٌ قد خلت}، وقوله تعالى: {أمّةً وسطًا} وقوله عز وجل: {وجد عليه أمة من الناس يسقون}.
- الحين والوقت، قال تعالى: {وادّكر بعد أمّةٍ}، يعني: بعد حين.
- القرن من الناس بعد القرن، كقوله: {كان الناس أمة واحدة}.
- القامة، قامة الرجل. وجمعها، قال الأعشى: والأمّهة والأمّة.
- والأمة والأم واحد، وهي الوالدة، قال الشاعر: تقبّلتها من أمةٍ لك طالما = تتوزع في الأسواق عنها خمارها
وقال آخر: أمّهتي خندف واليأس أبي.

وعلى المعنى الأول في لفظ الأمة ذكر المفسرون فيها قولين:
القول الأول: أنه اسم، ويكون بمعنى مؤتم به، أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير ويقتدون بسيرته كقوله تعالى: {إني جاعلك للناس إمامًا}، قال ابن قتيبة: "أي: إماما يقتدي به الناس، لأنه ومن اتبعه أمّة، فسمّي أمّة لأنه سبب الاجتماع"، وقال النحاس: "لأنه إذا كان يعلم الناس الخير فهو يؤتم به وهذا مذهب أبي عبيدة والكسائي".
القول الثاني: أنه صفة لتشبيه المنفرد بطريقة وحده أو بمعنى مأموم، قال ابن قتيبة: "لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون مثله في أمة ومن هذا يقال: فلان أمّة وحده، أي: هو يقوم مقام أمة"، ومنه ما رواه يحيى بن سلام عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يأتي زيد بن عمرو بن نفيلٍ أمّةً وحده يوم القيامة»، وروى ابن جرير عن شهر بن حوشب، قال: "لم تبق الأرض إلاّ وفيها أربعة عشر يدفع اللّه بهم عن أهل الأرض وتخرج بركتها، إلاّ زمن إبراهيم، فإنّه كان وحده"، وقال مجاهد في تفسيره: "في قوله أمة قانتا يعني قال الأمة الذين هم على حدة والقانت المطيع"، وقال ابن عطية: "وفي البخاري أنه قال لسارة: ليس على الأرض اليوم مؤمن غيري وغيرك".

ولهذا فالقول الأول موافق لتفسير ابن مسعود للآية، أنه كان معلم خير يأتم به أهل الهدى، وهو أيضا تفسير الفراء وأبو عبيدة وابن قتيبة وابن المبارك وابن جرير.

القانت:
القنوت أصله من الطاعة كما قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن، كما في قوله تعالى: {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}.
والقنوت يأتي أيضا بمعنى: الإقرار بالعبوديّة، كقوله: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}، أي مقرّون بعبوديته.
وقيل القنوت هو القيام كما في قوله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا}، وسئل صلّى الله عليه وسلم: أيّ الصلاة أفضل؟ فقال: «طول القنوت» أي طول القيام، وروي عنه عليه السلام، أنه قال: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم»، يعني المصلّي الصّائم.
ثم قيل للدعاء: قنوت، لأنّه إنما يدعو به قائما في الصلاة قبل الركوع أو بعده.
وقيل، الإمساك عن الكلام في الصلاة قنوت، لأن الإمساك عن الكلام يكون في القيام، لا يجوز لأحد أن يأتي فيه بشيء غير القرآن، قال زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، فنهينا عن الكلام وأمرنا بالسكوت.

ويجمع كل هذه الصفات السابقة من صلاة وقيام ودعاء وغير ذلك أنها تدخل تحت مسمى الطاعة، كما أنه تفسير قتادة لهذه الآية كما روى عبد الرزاق، وهو أيضا تفسير يحيى بن سلام وابن المبارك وأبو عبيدة وابن قتيبة والزجاج أن {قانتا} بمعنى مطيعا.
وقال ابن عطية: "القانت: المطيع الدائم على العبادة"، وقال ابن كثير: "القانت: هو الخاشع المطيع".


التقويم: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir