دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > سِيَر أعلام المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ذو الحجة 1439هـ/29-08-2018م, 10:39 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي سيرة عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي (ت:40هـ) رضي الله عنه

4: عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي القرشي (ت:40هـ) رضي الله عنه
العناصر:
اسمه ونسبه
مولده ونشأته
إسلامه
هجرته
زواجه بفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم
جهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم
انتداب النبي صلى الله عليه وسلم له في المهمات
فضائله ومناقبه
أحاديث في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
علمه وفقهه
... - علمه بالقرآن ونزوله وتفسيره
... - علمه بالقضاء
... - علمه بالفرائض
... - فراسته
... - فصاحته ومنطقه

زهده وورعه
صفاته وشمائله
خلافته
ظهور الخوارج في عهده
مقتله
سنّه عند وفاته
مواعظه ووصاياه
رواة التفسير عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
مما روي عنه في التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:28 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اسمه ونسبه
هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشي، ابن عمّ النبي صلى الله عليه وسلّم وصهره، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: قال أبي رحمه الله: (علي بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، واسم عبد المطلب شيبة بن هاشم، واسم هاشم عمرو بن عبد مناف، واسم عبد مناف المغيرة بن قصي، واسم قصي زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر).
وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أسلمت وتوفيت بالمدينة، وهي أوّل هاشمية وَلدت لهاشمي.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:29 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

مولده ونشأته
ولد بمكة قبل البعثة بنحو عشر سنين على أرجح الأقوال، وكان أصغرَ ولدِ أبي طالب، ونشأ في مكة في كنف أبيه في أوّل الأمر، ثمّ روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم وسلم كفله في حياة أبيه لما أصابت قريش أزمة، ثم إنّ عليّاً أسلم وهو صبيّ، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر معه إلى المدينة، وزوّجه النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة، وجعل له حجرة بين حجرات النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان مجاوراً للنبي صلى الله عليه وسلم، وملازماً له.
واختلف في مولده؛ فذكر ابن إسحاق: أنه أسلم وهو ابن عشر سنين، وهذا يقتضي أنه ولد قبل البعثة بعشر سنين.
وذكر قتادة عن الحسن وغيره ما يقتضي أنه ولد قبل البعثة بخمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة.
وقد تقدم إسناد ذلك في سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- وقال يحيى بن بكير: أخبرني الليث بن سعد: أن أبا الأسود حدثه قال عروة: (إنَّ علياً أسلم وهو ابن ثمان سنين). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال عمرو بن محمد الناقد: حدثنا سفيان [بن عيينة] قال: قال جعفر [الصادق]: (قتل عليّ وهو ابن ثمان وخمسين). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
وهذا خبر معضل، وهو يقتضي أن يكون مولده قبل البعثة بخمس سنين، وهذا يعارض ما ذكر من أنه أوّل من أسلم من الصبيان.
وأرجح الأقوال وأوسطها قول ابن إسحاق.
- وقال محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال: (كان من نعمة الله على عليّ بن أبي طالب، ومما صنع الله له وأراده به من الخير أنَّ قريشا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيالٍ كثيرٍ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمّه - وكان من أيسر بني هاشم -: (يا عباس إنَّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصابَ الناس ما ترى من هذه الأزمة؛ فانطلق بنا إليه؛ فلنخفّف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً، فنكفلهما عنه).
فقال العباس: نعم؛ فانطلقا حتى أتيا أبا طالب؛ فقالا له: (إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه).
فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً؛ فاصنعا ما شئتما
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً، فضمّه إليه، وأخذ العباس جعفراً فضمّه إليه؛ فلم يزل عليّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيا، فاتبعه عليّ رضي الله عنه وآمن به وصدّقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه). ذكره ابن إسحاق في السيرة، ورواه من طريقه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في دلائل النبوة، وإسناده إلى مجاهد جيّد إلا أنّ مجاهداً لم يدرك عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:30 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

إسلامه
تقدم في سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ذكر الخلاف في أوّل من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأنّ أوّل من آمن به من الصبيان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وصحّ عن عليٍّ أنه أوّل رجلٍ صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هذا لا يقتضي أنّه أوّل من أسلم لأن الصلاة إنما فرضت بعد البعثة بمدة.
- قال شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني قال: سمعت علياً يقول: (أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أحمد في فضائل الصحابة، وابن أبي شيبة ولفظه (أول رجل صلى).
قلت: لفظ "أوّل رجل" لا يقتضي تقدّمه في الصلاة على خديجة رضي الله عنها.
- وقال أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمر بن ميمون، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (وكان أول من أسلم - يعني علي بن أبي طالب - بعد خديجة ابنة خويلد).رواه ابن أبي خيثمة.
وذهب الحسن البصري ومحمد بن كعب القرظي وابن إسحاق إلى أنه أولّ من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:30 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

هجرته
لَزِمَ عليٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بمكة، وكان من أقرب الناس إليه، وبات على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته، وبقي بعده ثلاثة أيام ليؤدّي عن النبي صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده، ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار جعل علياً معه.
- قال معمر بن راشد: أخبرني عثمان الجزري، أن مقسماً مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس: في قوله {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك} ، قال: (تشاورت قريش ليلةً بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح؛ فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال بعضهم: بل اقتلوه.
وقال بعضهم: بل أخرجوه.
فأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك؛ فبات عليٌّ على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون علياً، يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا ثاروا إليه؛ فلما رأوا علياً ردَّ الله مكرهم؛ فقالوا: أين صاحبك هذا؟
قال: لا أدري.
فاقتصوا أثره؛ فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل؛ فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت؛ فقالوا: لو دخل هاهنا، لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال).
رواه أحمد، وابن جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي.
وعثمان الجزري قال فيه أحمد: (روى أحاديث مناكير، زعموا أنّه ذهب كتابه).
- وقال ابن كثير: (وهذا إسناد حسن، وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار).
- وقال محمد بن إسحاق: أخبرني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قال: حدثني رجالٌ قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذكر الحديث في خروج النبي صلى الله عليه وسلم، قال فيه: (فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ثلاث ليالٍ وأيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه البيهقي في السنن الكبرى.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:31 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

زواجه بفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم
تزوّج عليّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر، وقبل غزوة أحد، وكان بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال يونس بن بكير عن ابن إسحق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن علي قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لي مولاة لي:
هل سمعت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقلت: لا.
قالت: فقد خُطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك.
فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟!
فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوَّجك؛ فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلال وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فو الله ما استطعت أن أتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟! فسكت.
فقال: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت.
فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟
فقلت: نعم.
فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟
فقلت: لا والله يا رسول الله.
فقال: ما فعلت درعٌ سلحكتها، فوالذي نفس علي بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعة دراهم.
فقلت: عندي.
فقال: قد زوجتكها فابعث بها إليها فاستحلها بها؛ فإن كانت لصداق فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ورواية مجاهد عن عليّ منقطعة.
- وقال ابن شهاب الزهري: أخبرني علي بن حسين، أن حسين بن علي رضي الله عنهما أخبره أن علياً قال: «كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفاً من الخمس؛ فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع أن يرتحل معي؛ فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين، وأستعين به في وليمة عرسي». رواه البخاري ومسلم.
- وقال زائدة بن قدامة: حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي قال: (جهَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خَميل، وقِرْبَة، ووسادة أدم حشوها ليفُ الإذخِر). رواه أحمد.
- وقال يونس بن بكير: سمعت ابن إسحاق قال: (فولدت فاطمة لعلي: الحسن، والحسين، ومحسن، فذهب محسن صغيراً، وولدت له: أم كلثوم وزينب).
- وقال زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة، قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر محاسن عمله، قال: لعل ذاك يسوءك؟
قال: نعم.
قال: فأرغم الله بأنفك.
ثم سأله عن علي؛ فذكر محاسن عمله، قال: (هو ذاك بيته، أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم).
ثم قال: لعل ذاك يسوءك؟
قال: أجل.
قال: (فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد عليَّ جهدك). رواه البخاري.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:32 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

جهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم
شهد عليّ المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليها إلا غزوة تبوك خلّفه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ليصلي بالناس وينوب عنه في مصالح المسلمين، وقال له: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )).
وكان له في عامة المشاهد التي شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم مواقف مأثورة
- ففي غزوة بدر كان أحد المبارزين، وقاتل فيها قتال الأبطال.
- وفي غزوة أحد كسر جفن سيفه لما فرّ من فرّ ودخل في القوم يقاتل قتالاً شديداً حتى لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم في الجبل، ثمّ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في آثار المشركين لينظر خبرهم، ثم تولى مداواة النبي صلى الله عليه وسلم هو وفاطمة رضي الله عنهما.
- وفي غزوة الخندق: بارز عمرو بن عبد ودّ العامري وقتله، وكان من شجعان قريش المذكورين، وخبر مقتل عمرو بن عبد ود مبارزة مروي من طرق متعددة مراسيل حسان منها مرسل الزهري، ومرسل محمد بن إسحاق، ومرسل عروة بن الزبير، ومرسل عاصم بن عمر بن قتادة، ومرسل محمد بن كعب القرظي.
- وشهد بيعة الرضوان، وكان هو كاتب صحيفة الصلح بالحديبية.
- وشهد خيبر وهو الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية فيها، وفتح الله له.
- وشهد فتح مكة، وكانت له فيه مواقف مأثورة.
- وشهد حنين، وثبت مع من ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:32 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

انتداب النبي صلى الله عليه وسلم له في المهمات
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتدب علياً رضي الله عنه في الأمور المهمة، والقضايا المشكلة،
- ففي أوّل الإسلام كان كالحاجب له.
- وفي الهجرة أمره أن ينام على فراشه، ويمكث ثلاثة أيام ليؤدي عنه الودائع.
- وبعثه عام خيبر في سرية لها شأن ففتح الله له.
- وبعثه بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عام تسع من الهجرة في الحجة التي قبل حجة الوداع ليؤذن في الناس بسورة براءة.
- وبعثه ليدي القتلى الذين قتلهم خالد بن الوليد خطأ؛ ويرضي القوم.
- وبعثه مرة أن لا يدع تمثالاً إلا طمسه، ولا قبراً مشرفاً إلا سواه.
- وفي غزوة العسرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم) فخلّفه على المدينة حتى عاد من غزوته.
- قال روح بن عبادة: أخبرنا عوف بن بندويه، عن ميمون، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: (لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: «إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم» فخلَّفه، فلما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم غازياً، قال ناس: ما خلَّف علياً إلا لشيء كرهه منه، فبلغ ذلك علياً فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليه؛ فقال له: «ما جاء بك يا علي؟!»
قال: (لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناساً يزعمون أنك إنما خلَّفتني لشيء كرهته مني).
فتضاحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: « يا علي! أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي».
قال: بلى يا رسول الله.
قال: «فإنه كذلك». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وبعثه إلى اليمن قاضياً يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه، ومقسّماً للفيء.
- وبعثه إلى أهل نجران مصدقاً.
- وبعثه إلى همْدان فأسلموا جميعاً.
- وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الذي تولّى غسله، والإذن عليه، وكان معه عمه العباس وابنيه الفضل وقثم، وأسامة بن زيد.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:34 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

فضائله ومناقبه
اجتمعت في عليّ رضي الله عنه خصال حسنة؛ ومناقب فاضلة؛ في العلم والدعوة والجهاد والقضاء وحسن الرأي في المعضلات مع ما تقدّم ذكره من كونه من أوائل السابقين إلى الإسلام.
- فكان مجاهداً بطلاً، لم يُذكر عنه أنه غُلب في مبارزة قطّ.
- وكان من كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم، وممن كتب له الوحي.
- وكان ممن جمع القرآن؛ فقد حَبَس نفسه على جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعه.
- وكان من أعلم الناس بالقرآن ونزوله، وأفقههم لأحكامه، وأعلمهم بالقضاء، يُفزع إليه في حلّ المعضلات، والجواب عن المشكلات، والاجتهاد في النوازل.
- وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم رديفاً لأبي بكر سنة 9هـ، ليؤذّن في الحجّ ببراءة، وأن لا يحجّ بعد ذلك العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
- ثمّ بعثه في رمضان من السنة العاشرة للهجرة أميراً على سريّة إلى اليمن؛ ففتح الله له، وأسلم أكثرهم طواعية، فمكث فيها إلى أن حضر موسم الحجّ فحجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.
- وكان بعد النبي صلى الله عليه وسلّم وزيراً للخلفاء الراشدين الثلاثة ونصيراً لهم، يستشار في النوازل، ويُرجع إليه في المعضلات.
وفضائله كثيرة جداً، أفردها بعض أهل العلم في مؤلفات، ومن أشهرها كتاب "خصائص عليّ" لأبي عبد الرحمن النسائي صاحب السنن.


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:34 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أحاديث في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
روي فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحاديث كثيرة جمع الإمام أحمد في فضائل الصحابة منها قدر جزءٍ كبير، وأفرد كثيراً منها أبو عبد الرحمن النسائي صاحب السنن في كتاب سمّاه "خصائص عليّ"، ومن الأحاديث المروية في فضله:
1. قال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: (( أنت مني، وأنا منك )). رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى وغيرهم.
2. وقال الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، قال: قال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: «أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق» رواه أحمد وأبي أبي شيبة، ومسلم، والترمذي، والنسائي في الكبرى وغيرهم.
3. وقال الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً). رواه أحمد في فضائل الصحابة، وروي نحوه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
4. وقال أبو حازم سلمة بن دينار: أخبرني سهل رضي الله عنه، يعني ابن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال: «أين علي؟»
فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟
فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم» رواه البخاري ومسلم، ولهذا الحديث طرق أخرى كثيرة.
5. وقال شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي». رواه البخاري ومسلم.
6. وقال إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى بها إلى علي فقال: «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله».
فقال أبو بكر: أنا؟
قال: «لا»
قال عمر: أنا؟
قال: «لا، ولكن صاحب النعل» رواه الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى، وأبو يعلى والطحاوي، وابن حبان وغيرهم من طرق عن إسماعيل به.
وهذا الخبر من دلائل النبوة؛ فإنّ الخوارج ظهروا في عهده فقاتلهم.
7. وقال بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت - وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه- قالوا: "لا حكم إلا لله"، قال علي: "كلمة حق أُريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناساً، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء: «يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم، - وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود إحدى يديه طِبْي شاة أو حلمة ثدي» ".
فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، فقال: ارجعوا فوالله، ما كَذبت ولا كُذبت، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه). رواه مسلم والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان، ولهذا الخبر طرق كثيرة.
8. وقال أبو إسحاق السبيعي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غُفِرَ لك، مع أنه مغفور لك: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين)). رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وابن حبان وابن أبي عاصم وغيرهم.
9. وقال أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي: حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً!! رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً!! حدثنا يا زيد ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: يا ابن أخي! والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فما حدّثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه.
ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّا بين مكة والمدينة؛ فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال: ((أما بعد، ألا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به))
فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: « وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال: (نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده).
قال: ومن هم؟
قال: (هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس).
قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟
قال: (نعم). رواه أحمد، ومسلم، والدرامي، والنسائي في السنن الكبرى، وغيرهم.
10: وقال الأعمش، عن سعد بن عبيدة السلمي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كنت وليّه فعليٌّ وليه )). رواه ابن أبي شيبة.
11. وقال عطاء بن السائب، عن سعد بن عبيدة، قال: سأل رجل ابن عمر، فقال: أخبرني عن علي، قال: « إذا أردت أن تسألَ عن عليٍّ؛ فانظر إلى منزله من منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا منزله، وهذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم».
قال: فإني أبغضه.
قال: «فأبغضك الله». رواه ابن أبي شيبة.
12. وقال سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن ناجية بن كعب الأسدي عن علي رضي الله عنه قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: يا رسول الله! إنَّ عمّك الشيخ الضالّ قد مات.
قال: فقال: «انطلق فواره، ثم لا تحدثنَّ شيئاً حتى تأتيَني».
قال: (فواريته ثم أتيته فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات ما أحبّ أنَّ لي بهن ما على الأرض من شيء).رواه ابن أبي شيبة.
13. وقال هشام بن سعد عن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب أو قال: أبي: (لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليَّ من حمر النعم: زوجه ابنته فولدت له، وسد الأبواب إلا بابه، وأعطاه الحربة يوم خيبر). رواه ابن أبي شيبة.
14. وقال سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان على جبل حراء فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسكن حراء فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد» وعليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم ». رواه أحمد، ومسلم، والنسائي في الكبرى.
15: وقال هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم التميمي، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: (أشهد أنَّ علياً من أهل الجنة).
قلت: وما ذاك؟
قال: هو في التسعة، ولو شئت أن أسمي العاشر سميته، قال: اهتزَّ حراء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثبت حراء؛ فإنَّه ليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد».
قال: ( رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأنا [يعني سعيد نفسه]). رواه أحمد وابن أبي شيبة، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي في السنن الكبرى.
16. وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني، فخرج، فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه، ويقول: «قم أبا تراب، قم أبا تراب». رواه البخاري.
17. وقال عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أن رجلاً جاء إلى سهل بن سعد، فقال: هذا فلان، لأمير المدينة، يدعو علياً عند المنبر.
قال: فيقول: ماذا؟
قال: يقول له: أبو تراب!!
فضحك، قال: (والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان له اسم أحب إليه منه!!).
فاستطعمت الحديث سهلاً، وقلت: يا أبا عباس كيف ذلك؟
قال: دخل عليٌّ على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين ابن عمك؟
قالت: في المسجد.
فخرج إليه فوجد رداءَه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره؛ فيقول: «اجلس يا أبا تراب مرتين». رواه البخاري.


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:35 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

علمه وفقهه
كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من أعلم الصحابة وأفقههم، بل كان ممن يُرجع إليه في المعضلات، والمسائل التي تشكل على الخلفاء والقضاة.
- قال سفيان بن عيينة: أخبرنا يحيى بن سعيد [الأنصاري] عن سعيد بن المسيب قال: (كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن). رواه ابن سعد، وعبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد قال: أراه عن سعيد بن المسيب قال: (لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سلوني إلا علي). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة وقال: (ورواه غيره عن سفيان عن يحيى بن سعيد بغير شك).
- وقال شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس قال: «إذا حدثنا ثقة عن عليّ بفتيا لا نعدوها». رواه ابن سعد.
- وقال ابن جريج: حدثنا أبو حرب بن أبي الأسود [الدؤلي]، عن أبي الأسود، قال: سئل علي عن نفسه؛ فقال: (إني أحدث بنعمة ربي، كنت والله إذا سألتُ أُعطيت، وإذا سكتّ ابتُديت، فبين الجوانح مني علم جم). رواه أحمد في فضائل الصحابة، والنسائي في خصائص علي، وقال: ابن جريج لم يسمع من أبي حرب.
وروي نحو هذا الأثر من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن علي، ومن طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي، ومن طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق السبيعي عن هبيرة بن يريم عن علي في خبر طويل في سؤال أصحاب عليّ إياه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

علمه بالقرآن ونزوله وتفسيره
كان عليّ من قراء الصحابة رضي الله عنهم، وكان من كتبة الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعلم الصحابة بنزل القرآن وتأويله، وقد حفظ قدراً حسناً من القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جمعه في أوّل عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- قال وهب بن عبد الله الكوفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت علياً وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره، وابن سعد في الطبقات، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال يزيد بن هارون: أخبرنا ابن عونٍ، عن محمّد [بن سيرين]، قال: لمّا استُخلف أبو بكرٍ قعد عليٌّ في بيته؛ فقيل لأبي بكرٍ؛ فأرسل إليه: (أكرهت خلافتي؟)
قال: لا، لم أكره خلافتك، ولكن كان القرآنُ يزاد فيه، فلمّا قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلتُ عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس، فقال أبو بكرٍ: (نعم ما رأيتَ). رواه ابن أبي شيبة.
وهذا مرسل جيد رجاله أئمة ثقات، غير أنّ محمّد بن سيرين لم يدرك عليّ بن أبي طالب.
وقد رواه ابن الضريس من طريق هوذة بن خليفة قال: (حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن عكرمة فيما أحسب .. ) فذكره بنحوه.
ورواه أيضا من طريق النضر بن شميل عن عوف عن ابن سيرين عن عكرمة (من غير شك).
وقد ورى نحو هذا الأثر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال: (لما بويع لأبي بكر تخلَّف عليٌّ في بيته فلقيَه عمر فقال: "تخلفت عن بيعة أبي بكر؟ "
فقال: "إني آليتُ بيمين حين قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أرتدي برداء إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى أجمع القرآن؛ فإنّي خشيتُ أن يتفلَّت القرآن" ثم خرج فبايعه).

علمه بالقضاء
- قال الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأنا شاب، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟!
فقال: «ادن»؛ فدنوت، فضرب يده على صدري فقال: «اللهم اهد قلبه، وسدد لسانه» ، قال: (فما شككت في قضاء بين اثنين). رواه أحمد في فضائل الصحابة، وابن أبي شيبة في مصنفه.
- وقال سماك بن حرب، عن حنش بن المعتمر، عن علي رضي الله عنه، قال: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قلت: تبعثني وأنا حديث السنّ لا علم لي بكثير من القضاء؟
فقال: «إذا أتاك الخصمان؛ فلا تقض للأول حتى تسمع ما يقول الآخر؛ فإنك إذا سمعت ما يقول الآخر عرفت كيف تقضي، إنَّ الله عز وجل سيثبّت لسانك، ويهدي قلبك».
قال علي: (فما زلت قاضياً بعد). رواه أحمد، وأبو داوود، والترمذي، وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب.
- وقال إسرائيل: حدثنا سماك، عن حنش، عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زِبْية للأسد فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجلٌ فتعلَّق بآخر، ثم تعلَّق رجلٌ بآخر، حتى صاروا فيها أربعة فجرَّحهم الأسد، فانتدب له رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليٌّ على تفيئة ذلك، فقال: (تريدون أن تَقَاتَلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيّ، إني أقضي بينكم قضاء إن رضيتم فهو القضاء، وإلا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له: «اجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية، وثلث الدية، ونصف الدية، والدية كاملة، فللأول الربع لأنه أهلك من فوقه، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية» ، فأبوا أن يرضوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند مقام إبراهيم فقصّوا عليه القصة، فقال: ((أنا أقضي بينكم )) واحتبَى؛ فقال رجل من القوم: (إنَّ علياً قضى فينا)
قال: (فقصّوا عليه فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، ألا وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح». رواه ابن ماجه بهذا اللفظ ورجاله ثقات، لكن رواه سفيان الثوري ووهيب بن خالد عن خالد الحذاء به عند أحمد وغيره من غير قوله: (وأقضاهم عليّ).
- وقال وهب بن جرير بن حازم: أخبرنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد الأزدي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، قال: قال عمر: «أقضانا عليّ، وأقرؤنا أبيّ». رواه ابن سعد، وهذا إسناد صحيح إلى عمر رضي الله عنه.
- وقال حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: (عليٌّ أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لندع كثيراً من لحن أبي، وأبيّ يقول: "سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أدعه لشيء"، والله تبارك وتعالى يقول: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}). رواه أحمد، وابن سعد، وأصله في صحيح البخاري.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: أخبرنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال عمر: «عليّ أقضانا، وأبيّ أقرؤنا، وإنا لنرغب عن كثيرٍ من لحنِ أبيّ». رواه ابن سعد.
- وقال شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كنا نتحدث أن أقضَى أهل المدينة علي بن أبي طالب). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والحاكم في المستدرك، وابن بطة في الإبانة الكبرى.
ورواه ابن سعد بلفظ: (من أقضى أهل المدينة).

علمه بالفرائض
كان عليّ من أعلم الصحابة بالفرائض والمواريث، وكان علماء الصحابة يعرفون له تقدّمه في معرفة أحكام الفرائض.
- قال أبو إسحاق السبيعي ، عن سعيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (ما تقولون؟ إن أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب). رواه أحمد في فضائل الصحابة.

فراسته
كان عليّ رضي الله عنه كيّساً فطناً، ذا فراسة وذكاء.
- قال ابن نمير: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: أتى رجل علياً يمدحه، وقد كان يقع فيه، فقال علي: (ما أنا كما تقول، وإني لخيرٌ مما في نفسك). رواه أحمد في فضائل الصحابة.

فصاحته ومنطقه
اشتهر عليّ رضي الله عنه بفصاحته، وحسن منطقه، وله أقوال سائرة، ومواعظ حسنة.
- قال أبو بكر بن عياش، عن نصير بن أبي الأشعث، عن سليمان بن ميسرة الأحمسي، عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: «والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولاً، ولساناً طلقاً». رواه ابن سعد في الطبقات، وأبو نعيم في الحلية.
وسيأتي ذكر شيء من مواعظه وأقواله رضي الله عنه، لكن مما ينبغي أن يُعلم أنه قد نسب إلى عليّ رضي الله عنه كلام كثير لا يصحّ عنه.
وألّف الشريف المرتَضَى عليّ بن حسين الموسوي(ت:436هـ) - وهو رافضي معتزليّ - كتاب "نهج البلاغة"، ونسب ما فيه إلى عليّ رضي الله عنه، وقيل: ألّفه أخوه الرضيّ، وقيل: اجتمعا عليه.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أكثر الخطب التي ينقلها صاحب " نهج البلاغة " كذب على عليّ، وعليٌّ رضي الله عنه أجلّ وأعلى قدراً من أن يتكلم بذلك الكلام، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق ولا هي مدح).
- وقال شمس الدين الذهبي في ترجمة الشريف المرتضى : (وقد اختلف في كتاب " نهج البلاغة " المكذوب على علي عليه السلام، هل هو وضْعُه، أو وَضْع أخيه الرضي).
- وقال أيضاً: (هو جامع كتاب "نهج البلاغة" المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حق، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟!
وقيل: بل جمع أخيه الشريف الرضي).


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:37 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

زهده وورعه
كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إماماً في الزهد والورع ذا تعفف وصيانة، ودين متين، وعلم واسع، وفقه فيما يأتي ويذر.
- قال محمد بن قيس، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن أبي طالب قال: جاءه ابن التياح فقال: يا أمير المؤمنين! امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، قال: الله أكبر، قال: فقام متوكياً على ابن التيّاح حتى قام على بيت مال المسلمين فقال: هذا جناي وخياره فيه، وكل جان يده إلى فيه، يا ابن التياح، علي بأشياخ الكوفة، قال: فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المسلمين وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء، غرّي غيري، ها وها، وهو يقول: يا صفراء! يا بيضاء! غرّي غيري، ها وها، حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه وصلَّى فيه ركعتين). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: «ما رزأ عليٌّ من بيت مالنا حتى فارقنا إلا جبة محشوة وخميصة درابجردية». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي فقال: (لقد فارقكم رجل أمس، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم أهله). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال يحيى بن اليمان: أخبرني مجالد، عن الشعبي قال: (ما ترك علي إلا سبعمائة درهم من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال وكيع، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس الملائي قال: (رئي على علي ثوب مرقوع، فعوتب في لباسه فقال: يقتدي المؤمن، ويخشع القلب). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال وكيع، عن شريك، عن عثمان الثقفي، عن زيد بن وهب، أن بعجة عاتب علياً في لباسه، فقال: (يقتدي المؤمن، ويخشع القلب). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
وبعجة بن جعدة كان من رؤوس الخوارج في زمن عليّ رضي الله عنه.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:38 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

صفاته وشمائله وبعض أخباره
- قال يزيد بن هارون: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: (رأيت علياً، وكان عريض اللحية، وقد أخذت ما بين منكبيه، أصلع على رأسه زغيبات). رواه ابن سعد.
- قال إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا عامر [الشعبي] قال: (ما رأيت رجلا أعظمَ لحيةً من عليٍّ، قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء، وفي الرأس زغبات). رواه أبو حفص الفلاس.
- قال الحسين بن حماد سجادة: حدثنا علي بن عابس، عن أبي إسحاق قال: قال أبي: يا بني! تريد أن أريك أمير المؤمنين؟ يعني علياً.
قلت: نعم؛ فرفعني على يديه، فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية، أصلع، عظيم البطن، عريض ما بين المنكبين). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي سعد التيمي قال: كنا نبيع الثياب على عواتقنا، ونحن غلمان في السوق، فإذا رأينا علياً قد أقبل قلنا: بوذا شكب أمذ!!
فقال علي: ما يقولون؟
فقيل له: يقولون: عظيم البطن.
قال: (أجل! أعلاه علم، وأسفله طعام). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق قال: (رأيت علياً فقال لي أبي: قم يا عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين؛ فقمتُ إليه فلم أره يخضب لحيته، ضخم اللحية). رواه ابن سعد.
- وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق قال: (رأيت علياً أبيض الرأس واللحية).
- وقال شهاب بن عباد العبدي: أخبرنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي قال: (ما رأيت رجلاً قط أعرضَ لحية من علي، قد ملأت ما بين منكبيه، بيضاء). رواه ابن سعد.
- وقال شيبان بن فروخ: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا سوادة بن حنظلة قال: (رأيت علياً أصفر اللحية). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
- وقال أبو عمر البزاز عن محمد ابن الحنفية قال: (خضب علي بالحناء مرة ثم تركه). رواه ابن سعد.
- وقال سفيان الثوري، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، أن عليا كانت له امرأتان، كان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحماً بنصف درهم). رواه أحمد في فضائل الصحابة.


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:38 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

خلافته
تولّى عليّ الخلافةَ بعد عثمان بمبايعة كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بايعه طلحة والزبير وغيرهما، واستوسقت له البيعة ولم ينازعه أحد في استحقاق الخلافة، وإنما كانت المنازعة في مسألة قتلة عثمان، وجرت بسببها فتنة عظيمة بين المسلمين، وكان عليٌّ ومن معه أقرب الطائفتين إلى الحق، وخرجت الخوارج في عهده؛ فدعاهم إلى التوبة والفيئة إلى جماعة المسلمين؛ وناظرهم فاستجاب له بعضهم، وعاندت طائفة منهم فقاتلهم وكسر قرنهم.
وسار على طريقة أسلافه الخلفاء في تعليم القرآن وإقرائه وتدارسه، وكان رضي الله عنه قد قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ممن يكتب الوحي، وجمع القرآن في خلافة أبي بكر، وكان من أعلم الصحابة بالقضاء والتفسير، وفضائله كثيرة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأنه سيلقى جهداً بعده، وأنه سيقتل، وأخبره ببعض ما يكون له من الأجر العظيم في قتل الخوارج.
- قال أحمد بن يونس: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «أما إنك ستلقى بعدي جهداً»
قال: في سلامة من ديني؟
قال: «في سلامة من دينك». رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية قال: كنت مع علي، وعثمان محصور، قال: فأتاه رجل فقال: إن أمير المؤمنين مقتول، ثم جاء آخر فقال: إن أمير المؤمنين مقتول الساعة، قال: فقام علي، قال محمد: فأخذت بوسطه تخوفاً عليه، فقال: خلِّ لا أمَّ لك، قال: فأتى عليٌّ الدارَ، وقد قُتِلَ الرجل، فأتى داره فدخلها، وأغلق عليه بابه، فأتاه الناس فضربوا عليه الباب، فدخلوا عليه فقالوا: إنَّ هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من خليفة، ولا نعلم أحداً أحقَّ بها منك؛ فقال لهم علي: (لا تريدوني، فإني لكم وزير خير مني لكم أمير).
فقالوا: لا والله، ما نعلم أحداً أحقَّ بها منك.
قال: (فإن أبيتم عليَّ فإنَّ بيعتي لا تكون سراً، ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني بايعني).
قال: (فخرج إلى المسجد فبايعه الناس). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال محمد بن راشد البصري: حدثني عوف قال: كنت عند الحسن، فذكروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن جوشن الغطفاني: يا أبا سعيد! إنما أزري بأبي موسى اتباعه علياً، قال: فغضب الحسن حتى تبين الغضب في وجهه!
قال: (فمن يتبع؟!! قُتل أمير المؤمنين عثمان مظلوما، فعمد الناس إلى خيرهم فبايعوه، فمن يتبع؟!! حتى ردها مراراً). رواه أحمد في فضائل الصحابة.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:38 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

ظهور الخوارج في عهده
لما ظهرت فرقة الخوارج في عهده وكانوا يجادلون بالقرآن؛ وبلغ عليّا ما نقموا عليه، أمر أن يؤذّن بأن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن؛ فلما أن امتلات الدار من قراء الناس، دعا بمصحف إمام عظيم، فوضعه بين يديه، فجعل يصكّه بيده ويقول: أيها المصحف، حدّث الناس، فناداه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق، ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد؟
قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله عز وجل، يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل: {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما} فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل.
ونقموا علي أن كاتبت معاوية: كتب علي بن أبي طالب، وقد جاءنا سهيل بن عمرو، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، حين صالح قومه قريشا، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم» . فقال: سهيل لا تكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال: «كيف نكتب؟» فقال: اكتب باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاكتب: محمد رسول الله " فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك. فكتب: هذا ما صالح محمد بن عبد الله قريشا، يقول: الله تعالى في كتابه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.
ثم بعث إليهم عبدَ الله بن عباس، فلمّا توسّط عسكرهم قام ابن الكواء يخطب الناس، فقال: يا حملة القرآن، إن هذا عبد الله بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرّفه من كتاب الله ما يعرفه به، هذا ممن نزل فيه وفي قومه: {قوم خصمون} فرُدّوه إلى صاحبه، ولا تواضعوه كتاب الله.
فقام خطباؤهم؛ فقالوا: والله لنواضعنه كتاب الله، فإن جاء بحق نعرفه لنتبعنه، وإن جاء بباطل لنبكّتنه بباطله؛ فواضعوا عبد الله الكتاب ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب، فيهم ابن الكوَّاء، حتى أدخلهم على علي الكوفة).
وخبرهم طويل قصّه عبد الله بن شداد بن الهاد على عائشة رضي الله عنها وكان قد شهد مناظرة ابن عباس للخوارج، والقصة مروية في مسند الإمام أحمد، ومسند أبي يعلى، ومستدرك الحاكم، وسنن البيهقي.


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

مقتله
استشهد عليّ رضي الله عنه في الكوفة سنة 40هـ. قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي من الخوارج، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عليّاً بذلك.
- قال سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع: خطبنا علي قال: «لتخضبنَّ هذِهِ من هذا» يعني لحيته من رأسه.
قالوا: أخبرنا به نقتله.
قال: «إذا تالله تقتلون بي غير قاتلي». رواه أحمد وابن أبي شيبة، وعبد الله بن سبع مجهول الحال لم يرو عنه غير سالم، وله طرق أخرى يصحّ بها.
- وقال يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة السلماني، قال: قال علي: «ما يحبس أشقاها أن يجيء فيقتلني؟!! اللهم إني قد سئمتهم وسئموني، فأرحني منهم وأرحهم مني». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت عبيد الله بن أبي رافع قال: رأيت علياً حين ازدحموا عليه حتى أدموا رجله؛ فقال: «اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني، فأرحني منهم وأرحهم مني». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال إبراهيم بن سعد، عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن أبي صالح الحنفي قال: رأيت علي بن أبي طالب أخذ المصحف فوضعه على رأسه حتى لأرى ورقه يتقعقع، ثم قال: (اللهم إنهم منعوني أن أقوم في الأمة بما فيه؛ فأعطني ثواب ما فيه)، ثم قال: (اللهم إني قد مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني على غير طبيعتي وخلقي وأخلاق لم تكن تعرف لي، فأبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي شراً مني، اللهم أمت قلوبهم ميت الملح في الماء).
قال إبراهيم: (يعني أهل الكوفة). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
- وقال علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الشعبي قال: (اكتنف عبدُ الرحمن بن ملجم وشبيبُ الأشجعي علياً حين خرج إلى الفجر؛ فأما شبيب فضربه فأخطأه؛ وثبت سيفه في الحائط، ثم أحصر نحو أبواب كندة، وقال الناس: عليكم صاحب السيف؛ فلما خشي أن يؤخذ رمى بالسيف ودخل في عرض الناس، وأما عبد الرحمن فضربه بالسيف على قرنه، ثم أحصر نحو باب الفيل؛ فأدركه عريض أو عويض الحضرمي؛ فأخذه فأدخله على علي؛ فقال علي: «إن أنا متّ فاقتلوه إن شئتم أو دعوه؛ وإن أنا نجوت كان القصاص». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال معتمر بن سليمان: قال أبي: حدثني حريث بن مخشٍّ (أنَّ علياً قتل صبيحة إحدى وعشرين من شهر رمضان). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
- وقال يحيى بن بكير المصري: أخبرني الليث بن سعد (أن عبد الرحمن بن ملجم ضرب علياً في صلاة الصبح على رأسه بسيف كان سمّه بالسم، ومات من يومه ودفن بالكوفة ليلاً). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال: (قتل علي في رمضان يوم الجمعة في تسع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين، وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: (قتل علي رضي الله عنه في رمضان في تسع عشر خلت يوم الجمعة، ومات ليلة الأحد). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

فتنة الأمّة بعليّ رضي الله عنه
اختلفت الأمّة في شأن عليّ رضي الله عنه؛ فكانت ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: اعتدلوا في شأنه؛ فأحبّوه ووالوه، ولم يغلوا فيه، ولم يجفوه؛ وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة.
والصنف الثاني: غلوا فيه غلوّاً منكراً؛ فكانوا على دركات في غلوّهم:
- فمنهم من ادعى له العصمة.
- ومنهم من اعتقد فيه شيئاً من خصائص الربوبية وصرف له بعض أنواع العبادة.
- ومنهم ادّعى أنه أحقّ بالخلافة من أبي بكر وعمر، وأنه خير منهما، وهؤلاء
- ومنهم من فضَّله على عثمان، ولم يفضلوه على أبي بكر وعمر، ولم يدّعوا له العصمة، ولا شيئاً من خصائص الألوهية، وهؤلاء أخفّ طوائف الشيعة في زمان السلف الصالح.
والصنف الثالث: جفوه وأبغضوه وناصبوه العداء، ولذلك سمّوا النواصب.

- قال وكيع، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم قال: سمعت علياً يقول: (يهلك فيَّ رجلان: مفرِطٌ غالٍ، ومبغضٌ قالٍ). رواه أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
- وقال أسود بن عامر الشامي: حدثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: (إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال وكيع، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أبي السوار قال: قال علي: (لَيُحِبَّنّي قومٌ حتى يدخلوا النار في حبي، وليبغضَنِّي قومٌ حتى يدخلوا النار في بغضي). رواه ابن أبي شيبة، وأحمد في فضائل الصحابة.
- وقال مالك بن مغول، عن أكيل مؤذن إبراهيم النخعي، عن الشعبي قال: لقيت علقمة.
فقال: أتدري ما مثل علي في هذه الأمة؟
قال: قلت: وما مثله؟
قال: (مثل عيسى ابن مريم، أحبه قوم حتى هلكوا في حبه، وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أخبرنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى قال: ذكر عنده قول الناس في علي فقال عبد الرحمن: (قد جالسناه، وحادثناه، وواكلناه، وشاربناه، وقمنا له على الأعمال، فما سمعته يقول شيئا مما تقولون، أولا يكفيهم أن يقولوا: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختنه، وشهد بيعة الرضوان، وشهد بدراً).رواه أحمد في فضائل الصحابة.


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

مواعظه ووصاياه وأقواله السائرة
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه فصيحاً نصوحاً، له مواعظ حسنة، ووصايا قيّمة، وأقوال سائرة، ومنها:
1. قال عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق السبيعي قال: قال علي: (خمس كلمات احفظوهن، لو رحلتم المطي فيهن لأنضيتموهنّ قبل أن تدركوا مثلهن: لا يرجُ عبد إلا ربه، ولا يخف إلا ذنبه، ولا يستحيي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحيي عالمٌ إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: "الله أعلم"، واعلموا أنَّ منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد؛ فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان). رواه ابن أبي شيبة، وابن مروان الدينوري في المجالسة.
ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق معمر عن ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن عليّ.
ورواه الزبير بن عدي في نسخته عن الحارث الأعور عن علي.
ورواه عبد الرزاق في مصنفه، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، من طريق معمر عن الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن عليّ.
2. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد، عن المهاجر العامري، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (إنما أخاف عليكم اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى؛ فإنَّ طول الأمل ينسي الآخرة، وإنَّ اتباع الهوى يصدّ عن الحق، وإنَّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة، وإنَّ الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون؛ فكونوا من أبناء الآخرة؛ فإنَّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل). رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، وعلّقه البخاري في صحيحه.
3. وقال محمد بن طلحة، عن، زبيد، قال: قال علي: «خيرُ الناس هذا النمط الأوسط يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي». رواه ابن أبي شيبة.
4. وقال معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل رضي الله عنه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله»رواه البخاري، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
5. وقال موسى بن أيّوب الغافقي: سمعت عمّي إياس بن عامرٍ، يقول: أخذ عليّ بن أبي طالبٍ، بيدي، ثمّ قال: (إنّك إن بقيت سيقرأ القرآن ثلاثة أصنافٍ: فصنفٌ للّه، وصنفٌ للجدال، وصنفٌ للدّنيا، ومن طلب به أدرك). رواه الدارمي.
6. وقال سفيان بن عيينة، عن عمران بن ظبيان، عن أبي يحيى حكيم بن سعد قال: سمعت علياً يقول: (لا تكونوا عُجُلاً مذاييعَ بُذُراً، فإنَّ من ورائكم بلاءً مبرّحاً مُكْلِحاً، وأموراً متماحلةً رُدُحاً). رواه البخاري في الأدب المفرد.
- قال أبو منصور الأزهري: (المتماحلة: المتطاولة، والرُّدُح: العظيمة، يعني الفتن، جمع رَدَاح)
وقال في موضع آخر: (أراد فتناً يطول أيامها، ويعظم خطرها، ويشتد كَلَبُها).


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

رواة التفسير عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
مما يدلّ على كثرة تعليمه التفسير وجوابه السائلين عن مسائله كثرة المرويات عنه في التفسير؛ فقد روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين:
قرئَ عليه في المدينة وانتفع به، ثم خرج في أوّل خلافته إلى الكوفة، وانتُفع به هناك انتفاعاً عظيماً، وأكثر من حملَ علمه وأدّاه علماءُ أهل العراق.
قرأ عليه: أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغيرهما.
وروى عنه من الصحابة: ابن عباس، وأبناؤه الحسن والحسين، وابن أخيه عبد الله بن جعفر ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، وواثلة بن الأسقع، وغيرهم.
ومن التابعين: ابنه محمد المعروف بابن الحنفية، وعَبِيدة السلماني، وأبو عبد الرحمن السلمي، وقيس بن أبي حازم البجلي، وعلقمة بن قيس النخعي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وشريح القاضي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وزرّ بن حبيش، و خالد بن عرعرة التيمي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو عمارة عبد خير بن يزيد الهمداني.
وممن اختلف في روايته عنه: أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، وعامر الشعبي، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي.
وممن أرسل عنه: أبو البختري سعيد بن فيروز الطائي، وقتادة بن دعامة السدوسي، والمسيب بن رافع، وعلي بن الحسين، وسلمة بن كهيل.
وممن روى عنه ممن تكلم فيهم: أبو الصهباء صهيب البكري مولى ابن عباس، ضعفه النسائي، ووثقه ابن حبان.
وممن روى عنه من الضعفاء والمتّهمين: الحارث الأعور، وجابر الجعفي.


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 3 صفر 1444هـ/30-08-2022م, 05:40 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

مما روي عنه في التفسير:
1. قال معتمر بن سليمان: سمعت أبي، قال: حدّثنا أبو مجلزٍ، عن قيس بن عُبادٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، قال: (أنا أوّل من يجثو بين يدي الرّحمن للخصومة يوم القيامة).
قال قيسٌ: وفيهم نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم}.
قال: (هم الّذين بارزوا يوم بدرٍ عليٌّ وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة). رواه البخاري.
2. وقال عبد الله بن إدريس الأودي: سمعت ليثاً، عن مجاهد، قال: قال علي رضي الله عنه: (آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت فلم يعمل بها أحد قبلي {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة}). رواه ابن جرير.
وروى سعيد بن منصور نحوه عن سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن مجاهد مختصراً.
3: وقال سفيان الثوري، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قلنا لعَبيدة: سَلْ علياً عن صلاة الوسطى؛ فسأله؛ فقال: كنا نراها الفجر؛ فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول يوم الأحزاب: «شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً». رواه النسائي في الكبرى.
4. وقال نعيم بن أبي هندٍ: حدّثني ربعيّ بن حراشٍ، قال: إنّي لعند عليٍّ رضي الله عنه جالسٌ، إذ جاء ابنٌ لطلحة فسلّم على عليٍّ رضي الله عنه، فرحّب به فقال: ترحّب بي يا أمير المؤمنين! وقد قتلت أبي، وأخذت مالي؟
قال: (أمّا مالك فهو ذا معزولٌ في بيت المال، فاغد إلى مالك فخذه، وأمّا قولك قتلت أبي، فإنّي أرجو أن أكون أنا وأبوك من الّذين قال الله عزّ وجلّ {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانًا على سررٍ متقابلين}
فقال رجلٌ من همدان: إنّ الله أعدل من ذلك!
فصاح عليه عليٌّ صيحةً تداعى لها القصر، قال: (فمن إذًا إذا لم نكن نحن أولئك؟). رواه الحاكم في المستدرك، وقد رويت هذه الحادثة عن عليّ رضي الله عنه من طرق متعددة.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سيرة, عليّ

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir