دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:43 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة نوح

سورة نوح
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عر وجل: (إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم (1)
" أن " في موضع نصب بـ (أرسلنا)، لأنّ الأصل بأن أنذر قومك، فلما أسقطت الباء أفضى الفعل إلى " أن " فنصبها وقد قال قوم يرتضى علمهم إن موضع مثلها جر وإن سقطت الباء.
لأن " أن " يحسن معها سقوط الباء. ولا تسقط من المصدر الباء، لأنك لو قلت: إني أرسلتك بالإنذار والتهدد لم يجز أن تقول إني أرسلتك الإنذار والتهدّد، ولو قلت إني أرسلتك بأن تنذر وأن تهدد لجاز وإني أرسلتك أن تنذر وأن تهدّد.
وأصل الإنذار في اللغة الإعلام بما يخاف منه فيحذر، وأن لا يتعرض له ويجوز أن يكون " أن " تفسير لما أرسل به.
فيكون المعنى: إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه أي أنذر قومك.
(قال يا قوم إنّي لكم نذير مبين (2) أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3)
أرسل الله نوحا وجميع الأنبياء بالأمر بعبادته وإيثار تقواه وطاعة رسله.
وقوله: (أن اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون (3)
(يغفر) جزم جواب الأمر (أعبدوا اللّه) واتقوه وأطيعوني يغفر لكم من
[معاني القرآن: 5/227]
ذنوبكم، والنحويون البصريون كلهم ما خلا أبا عمرو بن العلاء لا يدغمون الراء في اللام، لا يجيزون يغفر لّكم، وأبو عمرو بن العلاء يرى الإدغام جائزا.
وزعم الخليل وسيبويه أن الراء حرف مكرر متى أدغم في اللام ذهب التكرير منه، فاختل الحرف، والمسموع من العرب وقرأه القراء إظهار الراء.
(يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجل مسمّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون (4)
ومعنى (من ذنوبكم) ههنا - يغفر لكم ذنوبكم ودخلت "من " تختص الذنوب من سائر الأشياء، لم تدخل لتبعيض الذنوب، ومثله قوله (فاجتنبوا الرّجس من الأوثان).
معناه اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان ليس الرجس ههنا بعض الأوثان.
وقوله: (ويؤخّركم إلى أجل مسمّى إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر).
معناه اتقوا الله وأطيعون يؤخركم عن العذاب، أي يؤخركم فتموتوا غير ميتة المستأصلين بالعذاب.
ثم قال: (إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر)
معناه إذا جاء الأجل في الموت لا يؤخر بعذاب كان أو باستئصال.
قوله: (جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا (7)
قيل إنهم كانوا يسدّون آذانهم ويغطون وجوههم لئلا يسمعوا قوله.
وليبالغوا في الإعراض عنه بتغطية الوجوه.
وقوله: (وأصرّوا) أقاموا ولم ينووا توبة منه.
(واستكبروا) أخذتهم العزة من اتباع نوح والدليل على ذلك قوله: (أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون).
وقوله: (ثمّ إنّي دعوتهم جهارا (8)
أي دعوتهم مظهرا لهم الدعوة.
و " جهارا " منصوب مصدر موضوع موضع
[معاني القرآن: 5/228]
الحال.
المعنى دعوتهم مجاهرا بالدعاء إلى توحيد الله وتقواه.
(ثمّ إني أعلنت لهم وأسررت، لهم إسرارا).
أي خلطت لهم دعاءهم في العلانية بدعاء السر.
فقلت: (استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا).
أي استدعوا مغفرة ربّكم.
(يرسل السّماء عليكم مدرارا (11)
وقيل إنهم كانوا قد أجدبوا فأعلمهم أن إيمانهم باللّه يجمع لهم مع الحظّ الوافر في الآخرة.
الخصب والغنى في الدنيا.
و (مدرارا): كثيرة الدّر، أي كثيرة المطر.
(ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا (12)
يعطيكم زينة الدنيا وهي المال والبنون.
(ويجعل لكم جنّات): أي بساتين.
وقوله عزّ وجلّ: (ما لكم لا ترجون للّه وقارا (13)
قيل: ما لكم لا تخافون للّه عظمة، وقيل لا ترجون عاقبة، وحقيقته - واللّه أعلم - مالكم لا ترجون عاقبة الإيمان فتوحدون الله وقد جعل لكم في - أنفسكم آية تدل على توحيده من خلقه إياكم، ومن خلق السّماوات والأرضين والشمس والقمر فقال:
(وقد خلقكم أطوارا (14)
أي طورا بعد طور، نقلكم من حال إلى حال ومن جهة من الخلق إلى جهة - خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة، ثم جعل المضغة عظما، وكسا العظم لحما ثمّ قررهم فقال:
[معاني القرآن: 5/229]
(ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماوات طباقا (15)
و (طباقا) منصوب على جهتين:
إحداهما مطابقة طباقا.
والأخرى من نعت (سبع) أي خلق سبعا ذات طباق.
(وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشّمس سراجا (16)
قال أهل العربية: يجوز أن يكون في السماء الدنيا وقيل (فيهنّ) لأنهن كالشيء الواحد.
وجاء في التفسير أن وجه الشمس يضيء لأهل الأرض من ظهرها وقفاها ويضيء لأهل السّماوات وكذلك القمر.
(واللّه أنبتكم من الأرض نباتا (17)
و (نباتا) محمول في المصدر على المعنى، لأن معنى " أنبتكم " جعلكم تنبتون نباتا والمصدر على لفظ أنبتكم إنباتا ونباتا أبلغ في المعنى.
قوله: (لتسلكوا منها سبلا فجاجا (20)
أي طرقا بيّنة.
وقوله: (واتّبعوا من لم يزده ماله وولده إلّا خسارا (21)
(وولده) ويقرأ: (وولده).
والولد والولد بمعنى واحد، مثل العرب والعرب، والعجم والعجم.
وقوله (ومكروا مكرا كبّارا (22)
يقال: مكر كبير وكبّار وكبار في معنى واحد.
(وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا (23)
وقرئت (ودّا) - بضم الواو -.
(ولا يغوث ويعوق ونسرا)
هذه خمسة أصنام كانت في قوم نوح يعبدونها.
ثمّ صارت إلى العرب
[معاني القرآن: 5/230]
فكان ودّ لكلب، وكان سواع لهمدان، وكان يغوث لمذحج، وكان نسر لحمير وقرئت (يغوثا ويعوقا).
ويغوث ويعوق لا ينصرفان لأنّهما في وزن الفعل وهما معرفتان.
والقراءة التي عليها القراء والمصحف ترك الصرف.
وليس في يغوث ويعوق ألف في الكتاب، ولذلك لا ينبغي أن يقرأ: إلا بترك الصرف.
والذين صرفوا جعلوا هذين الاسمين الأغلب عليهما كما الصرف إذ كان أصل الأسماء عندهم الصرف، أو جعلوهما نكرة وإن كانا معرفتين، فكأنهم قالوا: ولا تذرون صنما من أصنامكم، ولا ينبغي أن يقرأ بها لمخالفتها المصحف.
قوله ت (ممّا خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون اللّه أنصارا (25)
ويقرأ (مما خطاياهم)، وخطيئة يجمع على خطايا. وخطيئات.
وقد فسّرنا ذلك فيما سلف من الكتاب.
(وقال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا (26)
(ديّارا) في معنى أحد. يقال ما في الدار أحد وما بها ديّار.
وأصلها ديوار، [فيعال] فقلبت الواو ياء وأدغمت إحداهما في الأخرى.
وإنما دعا عليهم نوح عليه السلام لأنّ اللّه جل - وعلا أوحى إليه (أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن).
قوله تعالى: (ربّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظّالمين إلّا تبارا (28)
(ولمن دخل بيتي مؤمنا)
قالوا بيتي مسجدا، وإن شئت، أسكنت الياء وإن شئت فتحتها.
وقوله: (ولا تزد الظّالمين إلّا تبارا).
معناه إلا تبارا، والتبار الهلاك، وكل شيء أهلك فقد تبر، ولذلك سمّي كلّ مكسّر تبرا.
[معاني القرآن: 5/231]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir