دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 محرم 1443هـ/26-08-2021م, 02:59 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
القسم الثالث من مقرر أصول التفسير البياني

أدّ تطبيقين من تطبيقات كلّ درس من الدروس التالية:

تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
1: قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}

- (رزق ربكم):
(رزق)
معرفا بإضافته إلى (ربكم) المعرف بالضمير، وأفادت الإضافة الاختصاص، أي: فربكم أنتم الذي رزقكم، والسياق دال على ذلك الاختصاص كما في قوله تعالى: ( واشكروا له)، أي خصوه بالشكر على ما امتن به عليكم.

- (بلدة طيبة ورب غفور):
- قال ابن عاشور: ((بلدة طيبة) من تمام القول وهى مستأنفة في الكلام المقول، أي بلدة لكم طيبة، وتنكير (بلدة) للتعظيم، و بلدة مبتدأ وطيبة نعت لبلدة، وخبره محذوف، تقديره: لكم، وعدل عن إضافة (بلدة) إلى ضميرهم لتكون الجملة خفيفة على اللسان فتكون بمنزلة المثل).
- وقال: (وجملة (رب غفور) عطف على جملة (بلدة طيبة)، وتنكير (رب) للتعظيم، وهو مبتدأ محذوف الخبر على وزان (بلدة طيبة)، والتقدير: ورب لكم، أي ربكم غفور.
- والعدول عن إضافة (رب) لضمير المخاطبين إلى تنكير (رب)، وتقدير لام الاختصاص:
- لقصد تشريفهم بهذا الاختصاص.
- ولتكون الجملة على وزان التي قبلها طلبا للتخفيف.
- ولتحصل المزاوجة بين الفقرتين فتكون مثل المثل)
ا.هــ.
- ونظير هذا النظم -والله أعلم- قوله تعالى: (بئر معطلة وقصر مشيد).


2:قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18})

- تضمنت الآيتان جملة من اللطائف البيانية بتنوع المعارف، ففي قول الله تعالى: (والذين اجتبنوا الطاغوت): فالتعريف بالاسم الموصول هنا أفاد التعيين لأولئك المؤمنين بالله الذين اجتنبوا عبادة كل ما سواه، وفيه بيان فضيلة الإيمان، والتشريف لهم، فقد انسلت من قلوبهم دواعي الشهوات والشبهات فانقادوا لله وأنابوا له.
- قال ابن عاشور: (والتعبير عن المؤمنين بـ (والذين اجتنبوا الطاغوت) لما في الصلة من الإيماء إلى وجه بناء الخبر وهو لهم البشرى، وهذا مقابل قوله: (ذلك يخوف الله به عباده).

- وفي تعريف (الطاغوت):إفادة العموم واستغراق الجنس، فالتعريف يشمل كل طاغوت، وإن خصصه بعض المفسرين وذكروا سبب نزول وعينوا ذلك الطاغوت، لكن يصح أن تقال في كل طاغوت.

- وفي قوله تعالى: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) :

- فالعدول عن الإضمار في إضافة الضمير (هم)، لتقال: (فبشرهم) إلى الإظهار ( فبشر عباد) باستعمال (عباد) مضافا إل ضمير لفظ الجلالة، وكذلك فإن استعمال الصلة (الذين يستمعون القول..) لزيادة مدحهم بصفتين أخريين وهما: صفة العبودية لله، أي: عبودية التقرب، وصفة استماع القول واتباع أحسنه
. ذكره ابن عاشور.

- قال أبو السعود: ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) هم الموصوفون بالاجتناب والإنابة بأعيانهم، لكن وضع موضع ضميرهم الظاهر تشريفا لهم بالإضافة، ودلالة على أن مدار اتصافهم بالوصفين الجليلين كونهم نقادا في الدين يميزون الحق من الباطل، ويؤثرون الأفضل فالأفضل) ا.هــ.

- و(عبادِ) أصلها (عبادي) وحذفت الياء بسبب قراءة الوصل، وهى مضاف إليه. كما قال محمود الصافي في جدول الإعراب.
- وقال أبو منصور الأزهري: ((يا عبادي الذين أسرفوا) فقرئت بإرسال الياء ونَصبِها، وكذلك ما في القرآن مما فيه ياء ثابتة ففيه الوجهان، وما لم يكن فيه الياء لم تُنصب، أما قوله : (فبشر عباد * الذين يستمعون) فإن هذا بغير ياء، فلا تُنصَبُ ياؤُها.، على هذا يقاس كل ما في القرآن) ا.هـ.

- قال أبو منصور الأزهري: (وروى عبيد عن أبي عمرو
: وإن كانت رأس آية وقفت (عباد)، وإن لم تكن رأس آية قل: (عبادي الذين).
-قال: (وقراءته القطع، وهي آية في عدد أهل الكوفة، وأهل البصرة، وأهل المدينة الأخير -(لوجود عدين لأهل المدينة)-.

-
وفي تعريف (القول) تعريف الجنس، ليشمل جميع الأقوال الداعية إلى الهدى.
قال ابن عاشور: (والتعريف في (القول) تعريف الجنس، أي: يستمعون الأقوال مما يدعو إلى الهدى مثل القرآن وإرشاد الرسول ﷺ ويستمعون الأقوال التي يريد أهلها صرفهم عن الإيمان من ترهات أيمة الكفر فإذا استمعوا ذلك اتبعوا أحسنه وهو ما يدعو إلى الحق
.) ا.هــ.

- أما قوله تعالى: (أولئك الذين هداهم الله):
ففيه تنبيه يسترعي ذهن السامع بعد ذكر أوصافهم الحميدة، وفيه إجمال الموصوفين بعدة صفات، وفيه دلالة على علو شأنهم. ذكره ابن عاشور.

- قال ابن عاشور: (والإتيان باسم الإشارة عقب ذكر أوصاف أو أخبار طريقة عربية في الاهتمام بالحكم والمحكوم عليه فتارة يشار إلى المحكوم عليه كما هنا وتارة يشار إلى الخبر كما في قوله: (هذا وإن للطاغين لشر مآب).

وقد أفاد تعريف الجزأين في قوله: (أولئك الذين هداهم الله) قصر الهداية عليهم وهو قصر صفة على موصوف وهو قصر إضافي قصر تعيين، أي: دون الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم.) ا.هــ.

-قال أبو السعود: ((أولئك) إشارة إليهم باعتبار اتصافهم بما ذكر من النعوت الجليلة، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الفضل. ومحله الرفع على الابتداء خبره ما بعده من الموصول، أي: أولئك المنعوتون بالمحاسن الجميلة
.) ا.هــ.

- وقوله تعالى: (وأولئك هم أولو الألباب) :
- ففيه التنبيه على أفضليتهم، بالعقول الراجحة والفطر السليمة التي كانت مهيئة للهداية، ودلالة على حصول الهداية بفعل الله سبحانه وتعالى واختصاصه لبعض عباده بها.
- قال ابن عاشور: ( فأشير إلى رسوخ هذه الأحوال في عقولهم بذكر ضمير الفصل مع كلمة أولوا الدالة على أن الموصوف بها ممسك بما أضيفت إليه كلمة ”أولوا“، وبما دل عليه تعريف ”الألباب“ من معنى الكمال، فليس التعريف فيه تعريف الجنس لأن جنس الألباب ثابت لجميع العقلاء. وأشار إعادة اسم الإشارة إلى تميزهم بهذه الخصلة من بين نظرائهم وأهل عصرهم) ا.هــ
.


تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
1: قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}

- من كمال بيان دلالات الوصل والفصل النظر في موقع الآية وتأمل للسابق واللاحق من سياقها، فقول الله تعالى: (فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين)
- وفي حاشية الطيبي على الكشاف، قال: (وإذا تأملت معنى الفاء في قوله: (فَلِلَّهِ الحَمْدُ)، وترتبه على معاني السورة المحتوية على آلاء الله وأفضاله، المشتملة على الدلائل الآفاقية والأنفسية، المنطوية على البراهين الساطعة والنصوص القاهرة في المبدأ والمعاد، عثرت على أمور غربية وأسرار عجيبة).

- قال ابن عاشور: (
الفاء لتفريع التحميد والثناء على الله تفريعا على ما احتوت عليه السورة من ألطاف الله فيما خلق وأرشد وسخر وأقام من نظم العدالة، والإنعام على المسلمين في الدنيا والآخرة، ومن وعيد للمعرضين واحتجاج عليهم، فلما كان ذلك كله من الله كان دالا على اتصافه بصفات العظمة والجلال وعلى إفضاله على الناس بدين الإسلام كان حقيقا بإنشاء قصر الحمد عليه فيجوز أن يكون هذا الكلام مرادا منه ظاهر الإخبار، ويجوز أن يكون مع ذلك مستعملا في معناه الكنائي وهو أمر الناس بأن يقصروا الحمد عليه. ويجوز أن يكون إنشاء حمد لله تعالى وثناء عليه. وكل ما سبقه من آيات هذه السورة مقتض للوجوه الثلاثة، ونظيره قوله تعالى: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين).
وتقديم ”لله“ لإفادة الاختصاص، أي الحمد مختص به الله تعالى يعني: الحمد الحق الكامل مختص به تعالى كما تقدم في سورة الفاتحة.
وإجراء وصف (رب السماوات) على اسمه تعالى إيماء إلى علة قصر الحمد على الله إخبارا وإنشاء تأكيدا لما اقتضته الفاء في قوله فلله الحمد. وعطف ”ورب الأرض“ بتكرير لفظ (رب) للتنويه بشأن الربوبية لأن رب السماوات والأرض يحق حمده على أهل السماء والأرض، فأما أهل السماء فقد حمدوه كما أخبر الله عنهم بقوله (والملائكة يسبحون بحمد ربهم)وأما أهل الأرض فمن حمده منهم فقد أدى حق الربوبية ومن حمد غيره وأعرض عنه فقد سجل على نفسه سمة الإباق، وكان بمأوى النار محل استحقاق.
ثم أتبع بوصف (رب العالمين) وهم سكان السماوات والأرض تأكيدا لكونهم محقوقين بأن يحمدوه لأنه خالق العوالم التي هم منتفعون بها وخالق ذواتهم فيها كذلك.) ا.هــ.

2: قول الله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14})

- قال تعالى: (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم)، فهذا حال الأصنام مع الذين يدعونهم، فهم لا يسمعونهم، وعطف عليها تدرجا في بيان عجزها، فقال تعالى: (ولو سمعوا ما استجابوا لكم)، فلو فُرض أن سمعت هذه الأصنام فإن حالها لن يتغير فلن تستجيب لدعوة المشركين، فعدم إجابتها دليل على عدم سمعها، ثم كمل كشف أمرها في الآخرة بأن تلك الأصنام تنطق في الآخرة فتتبرأ من شرك من أشرك بها، وقوله تعالى: (ولا ينبئك مثل خبير)، تذييل لتحقيق هذه الأخبار بأن المخبر بها هو الخبير بها وبغيرها ولا يخبرك أحد مثل ما يخبرك هو. ذكره ابن عاشور.
قال البيضاوي: (والمراد تحقيق ما أخبر به من حال آلهتهم ونفي ما يدعون لهم
.) ا.هــ.

- وجاء في نظم الدرر: (ولما كان التقدير: قد أنبأكم بذلك الخبير؛ وكانوا لا يقرون بذلك؛ ولا يفهمونه حق فهمه؛ ولا يعملون به؛ صرف الخطاب عنهم إلى من له الفهم التام؛ والطاعة الكاملة؛ فقال - عاطفا على هذا الذي هدى إلى تقديره السياق -: (ولا ينبئك)؛ أي: إنباء بليغا عظيما؛ على هذا الوجه؛ بشيء من الأشياء؛ (مثل خبير)؛ أي: بالغ الخبر؛ فلا يمكن الطعن في شيء مما أخبر به؛ وأما غيره فلا يخبر خبرا إلا يوجه إليه نقص.) ا.هــ.


تطبيقات الدرس الثالث عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:

1:قول الله تعالى: { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217})

- جاء الحمل على اللفظ في بداية الآية في قوله تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر)، ثم جاء الحمل على المعنى فقال تعالى: (فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)، وفي ذلك النظم قال أبو حيان: (وإذا جمعت بين الحملين، فالأصح أن تبدأ بالحمل على اللفظ، ثم بالحمل على المعنى، وعلى هذا الأفصح جاءت هذه الآية.) ا.هــ.

- ودلالة الآية واضحة ظاهرة على خطر الموت على الكفر بعد الإسلام، وفيها ضمنا التحذير من محاولات المشركين الذين جل غايتهم رد المسلمين عن دينهم، وجاء النظم بديعا فيه لطيفة أرجو أن أوفق لإظهارها، فقد جاء الحمل على اللفظ في الأعمال التي هى من اختيار الإنسان وأفعاله، وجاء الحمل على المعنى في بيان الجزاء.

- فبدأت الآية بذكر الأعمال، فالارتداد عن الإسلام وإن كان سبقه محاولات من المشركين، فهو من فعل المرتد، وقد عُلم أن الإنسان مخير، فإما أن يختار الهدى أو الضلال، ثم عقب بذكر الموت: (فيمت) وهو الحق الذي لابد أن يعرض لكل أحد، والحقيقة أن الخطر الحقيقي يكمن في (وهو كافر) ففيه بيان شناعة الحالة التي يموت عليها المرتد،
وانظر في سابق السياق، ففي قوله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)فذلك غرض الكافرين، أن يردوا المؤمنين عن دينهم ويصدوهم عن سبيل الله، وجل غايتهم أن يضلوا كما ضلوا، ولن يستطيعوا أن يضلوا إلا من أطاعهم وذاك الذي لم يعي قلبه معنى الإيمان، فالحمل على اللفظ جاء تنبيها على أن عمل الإنسان هو باختياره، وسيحاسب على ذلك.
- ثم جاء الحمل على المعنى، في الجزاء، فجمع ولم يقل فهذا حبطت أعماله، أو هذا من أصحاب النار، وفيه تنبيه فأعماله تجعل هباء منثورا في الدنيا والآخرة ولا عبرة لما كان عليه في حال الإسلام، فقد خرج من ملة الإسلام وانتفى عنه بذلك خيرية الدنيا والآخرة، ثم ذكر المصير المحتوم لكل كافر في الآخرة بالخلود في النار والاتصاف بما وصفوا به كونهم أصحاب النار، وفيه تنفير من سوء عاقبة الكافرين، والانتساب إليهم.
فالحمل على المعنى جاء باعتبار كون المرتد في جملة الداخلين النار وأنه منهم.

- جاء في نظم الدرر: (جمع لأن إخزاء الجمع إخزاء لكل فرد منهم ولا عكس) ا.هــ.
- وقال أبو السعود: (والجمعُ للنظر إلى المعنى أي أولئك المُصِرُّون على الارتداد إلى حينِ الموتِ) ا.هــ.

2: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}
- جاء اللفظ في الآية حملا على اللفظ ثم حملا على المعنى، فقال الله تعالى: (لا يستوون) جاء على الجمع،
قال الزجاج: (على معنى: لا يستوي المؤمنون والكافرون)، ويجوز أن يكون (لا يستوون)، للاثنين، لأن معنى الاثنين جماع) ا.هـ
.
- وجاء في تفسير البقاعي: ( ولما توجه الاستفهام إلى كل من اتصف بهذا الوصف، وكان الاستفهام إنكاريا، عبر عن معناه مصرحا بقوله: (لا يستوون) إشارة - بالحمل على لفظ (من) مرة ومعناها أخرى - إلى أنه لا يستوي جمع من هؤلاء بجمع من أولئك ولا فرد بفرد.)ا.هــ.



تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للالتفات في الآيات التاليات:
1:
قول الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}

- الكلام معناه: أن الله عز وجل يتولى عباده المؤمنين، وينصرهم- ومن ولايته ونصره لهم- أنه يلقي في قلوب الذين كفروا الرعب لإشراكهم به سبحانه.
- والالتفات هنا في الآية من الغيبة إلى التكلم، فجاء الإخبار عن أن الله عز وجل: (هو خير الناصرين)، ثم جاء التكلم: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) فانظر ما أحدثه هذا الالتفات بعد تنبيه السامع، قال أبو السعود:
(سنلقي) بنون العظمة على طريقة الالتفات جريا على سنن الكبرياء لتربية المهابة، وقرئ بالياء والسين لتأكيد الإلقاء) ا.هــ.
- وقال القنوجي في فتح البيان: ((سنلقي) بنون العظمة وهو التفات عن الغيبة في قوله (وهو خير الناصرين) وذلك للتنبيه على عظم ما يلقيه تعالى) ا.هــ.

- ولعل في الالتفات التفات آخر لطيف- والله أعلم- وهو الالتفات من الاسم (مولاكم- خير الناصرين)، إلى الفعل (سنلقي)، ولو كان الكلام على نسق واحد لكان كذلك: ( يتولاكم – ينصركم- يلقي
أو نلقي ..) ففي خطاب المؤمنين تكريما لهم واستحضارا لقلوبهم للتأكيد على تلك الحقيقة التي لا يجب أن تغيب خاصة في مواطن ملاقاة العدو وزيغ القلوب فالله مولى الذين آمنوا على الدوام، وإن كانت ولايته سبحانه لعباده بحسب ما معهم من إيمان إلا أن ولايته للمؤمنين ثابتة دائمة، وهو سبحانه خير الناصرين فلا ناصر سواه، وفيه بشارة للمؤمنين وتثبيتا لهم، ثم العدول إلى الفعل لأن نصر الله وولايته لعباده متفاوت بحسب الحال، وهنا أتى بفعل إلقاء الرعب في القلوب، فالعدو إذا وقع في قلبه الرعب والخوف لم يثبت في المعركة.
والله تعالى أعلم.

2:
قول الله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}

- يخبر الله عز وجل عن قدرته العظيمة ومشهدا من مشاهد القيامة، فأخبر بنون العظمة تسييره للجبال وحشره للناس أجمعين فلا يفوته منهم أحدا، وعرضهم عليه، ثم خطاب المنكرين فوقع الالتفات من الغيبة (حشرناهم،) إلى الخطاب (جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا) ، وفي هذا الانتقال من بديع التصوير إذ كان الحديث عن تلك المشاهد والمستمع كأنما يستمع لأخبار وهو بعيد عنها ثم الإتيان بالخطاب (جئتمونا- خلقناكم- زعمتم) فهأنتم أيها المنكرون في مشهد تقرير الحساب الآن، وقدم لهذا بالعرض فهم في موقف الحساب أتوا ربهم الذي خلقهم وانكشف لهم بطلان زعمهم، فانظر ما يحدثه ذلك في نفس السامع، ولطافة الانتقال وروعته.

- ولعل في الآية التفات آخر ، قال أبو السعود: (
(وعرضوا على ربك)شبهت حالهم بحال جند عرضوا على السلطان ليأمر فيهم بما يأمر. وفي الالتفات إلى الغيبة، وبناء الفعل للمفعول مع التعرض لعنوان الربوبية، والإضافة إلى ضميره صلى الله عليه وسلم من تربية المهابة، والجري على سنن الكبرياء، وإظهار اللطف به صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى) ا.هــ.


تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن معاني الاستفهام في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:
1: قول الله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}.

- تكرر قول الله تعالى: (فكيف كان عذابي ونذر) في سورة القمر، وأول موضع ذكر فيه بعد قصة نوح عليه السلام وهلاك قومه بالغرق، وإنجائه والمؤمنين معه، والاستفهام تفريع على القصة المذكورة.
والآية معناها: كيف كان عذاب الله الأليم، وكيف كان إنذاره الواضح البين، لينزل بأولئك غضبه وعقابه فيبادوا عن آخرهم !
- ومعنى الاستفهام هنا التعجيب، والتعظيم والتهويل.
- فهو تعجيب من شدة العذاب الذي لا يحاط به، وفيه تهديد للمشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم باستعمال التعريض بعذاب الأمم التي عتت عن أمر ربها وأنكرت رسولها. قاله ابن عاشور.
- وفيه معنى التهويل لما حل بقوم نوح من العذاب وإعظام له، ومعنى الكلام: كيف كان عاقبة إنذاري؟، قاله أبو حيان.
- قال أبو حيان : (
وفيه توقيف لقريش على ما حل بالمكذبين أمثالهم. وكان إن كانت ناقصة، كانت كيف في موضع خبر كان؛ وإن كانت تامة، كانت في موضع نصب على الحال. والاستفهام هنا لا يراد به حقيقته، بل المعنى على التذكير بما حل بهم) ا.هــ.


2: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22})

- قال الله تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه)، ومعنى الآية: أهذا الذي شرح الله صدره للإسلام فكان على نور من ربه وبصيرة وهدى خير أم هذا الذي جعل الله صدره ضيقا حرجا فهو يتخبط في الظلمات كفر، ودل السياق على الطرف المحذوف بقول الله تعالى: (فويل للقاسية قلوبهم..) فما قست القلوب إلا بسبب ضيقها وخلوها من نور الله.
- قال ابن جرير: (وجواب الاستفهام اجتزاء بمعرفة السامعين المراد من الكلام، إذ ذكر أحد الصنفين، وجعل مكان ذكر الصنف الآخر الخبر عنه بقوله: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) ا.هــ.

- وقال ابن عاشور في معنى الاستفهام: (
تفريع على ما تقدم من قوله: (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف)وما ألحق به من تمثيل حالهم في الانتفاع بالقرآن فرع عليه هذا الاستفهام التقريري.) ا.هــ.

- وذكر الآلوسي أن الاستفهام هنا يراد به الإنكار على من قال بتساوي الطرفين بدلالة السياق على المحذوف.
- وقال محي الدين درويش: (
الاستفهام الإنكاري في قوله تعالى: (أفمن) وحذف خبره تصريحا في التوبيخ والزراية عليهم على القياس الفاسد لفقد الجهة الجامعة لهما وهذا ما يسميه علماء البيان: الإضمار على شريطة التفسير وهو أن يحذف من صدر الكلام ما يؤتى به في آخره فيكون الآخر دليلا على الأول) ا.هــ.

- ويمكن إجمال ما تقدم في معنى الاستفهام: أنه تقرير مقصده إقامة الحجة على المشركين، وبيان حقيقة عدم تساوي أهل الهداية وأهل الضلال، وفيه الإنكار على من زعم بتساوي الفريقين، وقد تضمن نفي التساوي.


الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1443هـ/8-10-2021م, 11:54 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
القسم الثالث من مقرر أصول التفسير البياني

أدّ تطبيقين من تطبيقات كلّ درس من الدروس التالية:

تطبيقات الدرس الحادي عشر:
بيّن أغراض التعريف والتنكير في الأمثلة التالية:
1: قول الله تعالى: { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}

- (رزق ربكم):
(رزق)
معرفا بإضافته إلى (ربكم) المعرف بالضمير، وأفادت الإضافة الاختصاص، أي: فربكم أنتم الذي رزقكم، والسياق دال على ذلك الاختصاص كما في قوله تعالى: ( واشكروا له)، أي خصوه بالشكر على ما امتن به عليكم.

- (بلدة طيبة ورب غفور):
- قال ابن عاشور: ((بلدة طيبة) من تمام القول وهى مستأنفة في الكلام المقول، أي بلدة لكم طيبة، وتنكير (بلدة) للتعظيم، و بلدة مبتدأ وطيبة نعت لبلدة، وخبره محذوف، تقديره: لكم، وعدل عن إضافة (بلدة) إلى ضميرهم لتكون الجملة خفيفة على اللسان فتكون بمنزلة المثل).
- وقال: (وجملة (رب غفور) عطف على جملة (بلدة طيبة)، وتنكير (رب) للتعظيم، وهو مبتدأ محذوف الخبر على وزان (بلدة طيبة)، والتقدير: ورب لكم، أي ربكم غفور.
- والعدول عن إضافة (رب) لضمير المخاطبين إلى تنكير (رب)، وتقدير لام الاختصاص:
- لقصد تشريفهم بهذا الاختصاص.
- ولتكون الجملة على وزان التي قبلها طلبا للتخفيف.
- ولتحصل المزاوجة بين الفقرتين فتكون مثل المثل)
ا.هــ.
- ونظير هذا النظم -والله أعلم- قوله تعالى: (بئر معطلة وقصر مشيد).


2:قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18})

- تضمنت الآيتان جملة من اللطائف البيانية بتنوع المعارف، ففي قول الله تعالى: (والذين اجتبنوا الطاغوت): فالتعريف بالاسم الموصول هنا أفاد التعيين لأولئك المؤمنين بالله الذين اجتنبوا عبادة كل ما سواه، وفيه بيان فضيلة الإيمان، والتشريف لهم، فقد انسلت من قلوبهم دواعي الشهوات والشبهات فانقادوا لله وأنابوا له.
- قال ابن عاشور: (والتعبير عن المؤمنين بـ (والذين اجتنبوا الطاغوت) لما في الصلة من الإيماء إلى وجه بناء الخبر وهو لهم البشرى، وهذا مقابل قوله: (ذلك يخوف الله به عباده).

- وفي تعريف (الطاغوت):إفادة العموم واستغراق الجنس، فالتعريف يشمل كل طاغوت، وإن خصصه بعض المفسرين وذكروا سبب نزول وعينوا ذلك الطاغوت، لكن يصح أن تقال في كل طاغوت.

- وفي قوله تعالى: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) :

- فالعدول عن الإضمار في إضافة الضمير (هم)، لتقال: (فبشرهم) إلى الإظهار ( فبشر عباد) باستعمال (عباد) مضافا إل ضمير لفظ الجلالة، وكذلك فإن استعمال الصلة (الذين يستمعون القول..) لزيادة مدحهم بصفتين أخريين وهما: صفة العبودية لله، أي: عبودية التقرب، وصفة استماع القول واتباع أحسنه
. ذكره ابن عاشور.

- قال أبو السعود: ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) هم الموصوفون بالاجتناب والإنابة بأعيانهم، لكن وضع موضع ضميرهم الظاهر تشريفا لهم بالإضافة، ودلالة على أن مدار اتصافهم بالوصفين الجليلين كونهم نقادا في الدين يميزون الحق من الباطل، ويؤثرون الأفضل فالأفضل) ا.هــ.

- و(عبادِ) أصلها (عبادي) وحذفت الياء بسبب قراءة الوصل، وهى مضاف إليه. كما قال محمود الصافي في جدول الإعراب.
- وقال أبو منصور الأزهري: ((يا عبادي الذين أسرفوا) فقرئت بإرسال الياء ونَصبِها، وكذلك ما في القرآن مما فيه ياء ثابتة ففيه الوجهان، وما لم يكن فيه الياء لم تُنصب، أما قوله : (فبشر عباد * الذين يستمعون) فإن هذا بغير ياء، فلا تُنصَبُ ياؤُها.، على هذا يقاس كل ما في القرآن) ا.هـ.

- قال أبو منصور الأزهري: (وروى عبيد عن أبي عمرو
: وإن كانت رأس آية وقفت (عباد)، وإن لم تكن رأس آية قل: (عبادي الذين).
-قال: (وقراءته القطع، وهي آية في عدد أهل الكوفة، وأهل البصرة، وأهل المدينة الأخير -(لوجود عدين لأهل المدينة)-.

-
وفي تعريف (القول) تعريف الجنس، ليشمل جميع الأقوال الداعية إلى الهدى.
قال ابن عاشور: (والتعريف في (القول) تعريف الجنس، أي: يستمعون الأقوال مما يدعو إلى الهدى مثل القرآن وإرشاد الرسول ﷺ ويستمعون الأقوال التي يريد أهلها صرفهم عن الإيمان من ترهات أيمة الكفر فإذا استمعوا ذلك اتبعوا أحسنه وهو ما يدعو إلى الحق
.) ا.هــ.

- أما قوله تعالى: (أولئك الذين هداهم الله):
ففيه تنبيه يسترعي ذهن السامع بعد ذكر أوصافهم الحميدة، وفيه إجمال الموصوفين بعدة صفات، وفيه دلالة على علو شأنهم. ذكره ابن عاشور.

- قال ابن عاشور: (والإتيان باسم الإشارة عقب ذكر أوصاف أو أخبار طريقة عربية في الاهتمام بالحكم والمحكوم عليه فتارة يشار إلى المحكوم عليه كما هنا وتارة يشار إلى الخبر كما في قوله: (هذا وإن للطاغين لشر مآب).

وقد أفاد تعريف الجزأين في قوله: (أولئك الذين هداهم الله) قصر الهداية عليهم وهو قصر صفة على موصوف وهو قصر إضافي قصر تعيين، أي: دون الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم.) ا.هــ.

-قال أبو السعود: ((أولئك) إشارة إليهم باعتبار اتصافهم بما ذكر من النعوت الجليلة، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الفضل. ومحله الرفع على الابتداء خبره ما بعده من الموصول، أي: أولئك المنعوتون بالمحاسن الجميلة
.) ا.هــ.

- وقوله تعالى: (وأولئك هم أولو الألباب) :
- ففيه التنبيه على أفضليتهم، بالعقول الراجحة والفطر السليمة التي كانت مهيئة للهداية، ودلالة على حصول الهداية بفعل الله سبحانه وتعالى واختصاصه لبعض عباده بها.
- قال ابن عاشور: ( فأشير إلى رسوخ هذه الأحوال في عقولهم بذكر ضمير الفصل مع كلمة أولوا الدالة على أن الموصوف بها ممسك بما أضيفت إليه كلمة ”أولوا“، وبما دل عليه تعريف ”الألباب“ من معنى الكمال، فليس التعريف فيه تعريف الجنس لأن جنس الألباب ثابت لجميع العقلاء. وأشار إعادة اسم الإشارة إلى تميزهم بهذه الخصلة من بين نظرائهم وأهل عصرهم) ا.هــ
.


تطبيقات الدرس الثاني عشر:
بيّن مواضع الوصل والفصل واشرح أغراضها في الأمثلة التالية:
1: قول الله تعالى: { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}

- من كمال بيان دلالات الوصل والفصل النظر في موقع الآية وتأمل للسابق واللاحق من سياقها، فقول الله تعالى: (فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين)
- وفي حاشية الطيبي على الكشاف، قال: (وإذا تأملت معنى الفاء في قوله: (فَلِلَّهِ الحَمْدُ)، وترتبه على معاني السورة المحتوية على آلاء الله وأفضاله، المشتملة على الدلائل الآفاقية والأنفسية، المنطوية على البراهين الساطعة والنصوص القاهرة في المبدأ والمعاد، عثرت على أمور غربية وأسرار عجيبة).

- قال ابن عاشور: (
الفاء لتفريع التحميد والثناء على الله تفريعا على ما احتوت عليه السورة من ألطاف الله فيما خلق وأرشد وسخر وأقام من نظم العدالة، والإنعام على المسلمين في الدنيا والآخرة، ومن وعيد للمعرضين واحتجاج عليهم، فلما كان ذلك كله من الله كان دالا على اتصافه بصفات العظمة والجلال وعلى إفضاله على الناس بدين الإسلام كان حقيقا بإنشاء قصر الحمد عليه فيجوز أن يكون هذا الكلام مرادا منه ظاهر الإخبار، ويجوز أن يكون مع ذلك مستعملا في معناه الكنائي وهو أمر الناس بأن يقصروا الحمد عليه. ويجوز أن يكون إنشاء حمد لله تعالى وثناء عليه. وكل ما سبقه من آيات هذه السورة مقتض للوجوه الثلاثة، ونظيره قوله تعالى: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين).
وتقديم ”لله“ لإفادة الاختصاص، أي الحمد مختص به الله تعالى يعني: الحمد الحق الكامل مختص به تعالى كما تقدم في سورة الفاتحة.
وإجراء وصف (رب السماوات) على اسمه تعالى إيماء إلى علة قصر الحمد على الله إخبارا وإنشاء تأكيدا لما اقتضته الفاء في قوله فلله الحمد. وعطف ”ورب الأرض“ بتكرير لفظ (رب) للتنويه بشأن الربوبية لأن رب السماوات والأرض يحق حمده على أهل السماء والأرض، فأما أهل السماء فقد حمدوه كما أخبر الله عنهم بقوله (والملائكة يسبحون بحمد ربهم)وأما أهل الأرض فمن حمده منهم فقد أدى حق الربوبية ومن حمد غيره وأعرض عنه فقد سجل على نفسه سمة الإباق، وكان بمأوى النار محل استحقاق.
ثم أتبع بوصف (رب العالمين) وهم سكان السماوات والأرض تأكيدا لكونهم محقوقين بأن يحمدوه لأنه خالق العوالم التي هم منتفعون بها وخالق ذواتهم فيها كذلك.) ا.هــ.

2: قول الله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14})

- قال تعالى: (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم)، فهذا حال الأصنام مع الذين يدعونهم، فهم لا يسمعونهم، وعطف عليها تدرجا في بيان عجزها، فقال تعالى: (ولو سمعوا ما استجابوا لكم)، فلو فُرض أن سمعت هذه الأصنام فإن حالها لن يتغير فلن تستجيب لدعوة المشركين، فعدم إجابتها دليل على عدم سمعها، ثم كمل كشف أمرها في الآخرة بأن تلك الأصنام تنطق في الآخرة فتتبرأ من شرك من أشرك بها، وقوله تعالى: (ولا ينبئك مثل خبير)، تذييل لتحقيق هذه الأخبار بأن المخبر بها هو الخبير بها وبغيرها ولا يخبرك أحد مثل ما يخبرك هو. ذكره ابن عاشور.
قال البيضاوي: (والمراد تحقيق ما أخبر به من حال آلهتهم ونفي ما يدعون لهم
.) ا.هــ.

- وجاء في نظم الدرر: (ولما كان التقدير: قد أنبأكم بذلك الخبير؛ وكانوا لا يقرون بذلك؛ ولا يفهمونه حق فهمه؛ ولا يعملون به؛ صرف الخطاب عنهم إلى من له الفهم التام؛ والطاعة الكاملة؛ فقال - عاطفا على هذا الذي هدى إلى تقديره السياق -: (ولا ينبئك)؛ أي: إنباء بليغا عظيما؛ على هذا الوجه؛ بشيء من الأشياء؛ (مثل خبير)؛ أي: بالغ الخبر؛ فلا يمكن الطعن في شيء مما أخبر به؛ وأما غيره فلا يخبر خبرا إلا يوجه إليه نقص.) ا.هــ.

لو بينت المواضع بأسلوبك وعلقت عليها, وقللت من النسخ
تطبيقات الدرس الثالث عشر:
بيّن اللطائف البيانية للحمل على اللفظ والحمل على المعنى في الآيات التاليات:

1:قول الله تعالى: { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217})

- جاء الحمل على اللفظ في بداية الآية في قوله تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر)، ثم جاء الحمل على المعنى فقال تعالى: (فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)، وفي ذلك النظم قال أبو حيان: (وإذا جمعت بين الحملين، فالأصح أن تبدأ بالحمل على اللفظ، ثم بالحمل على المعنى، وعلى هذا الأفصح جاءت هذه الآية.) ا.هــ.

- ودلالة الآية واضحة ظاهرة على خطر الموت على الكفر بعد الإسلام، وفيها ضمنا التحذير من محاولات المشركين الذين جل غايتهم رد المسلمين عن دينهم، وجاء النظم بديعا فيه لطيفة أرجو أن أوفق لإظهارها، فقد جاء الحمل على اللفظ في الأعمال التي هى من اختيار الإنسان وأفعاله، وجاء الحمل على المعنى في بيان الجزاء.

- فبدأت الآية بذكر الأعمال، فالارتداد عن الإسلام وإن كان سبقه محاولات من المشركين، فهو من فعل المرتد، وقد عُلم أن الإنسان مخير، فإما أن يختار الهدى أو الضلال، ثم عقب بذكر الموت: (فيمت) وهو الحق الذي لابد أن يعرض لكل أحد، والحقيقة أن الخطر الحقيقي يكمن في (وهو كافر) ففيه بيان شناعة الحالة التي يموت عليها المرتد،
وانظر في سابق السياق، ففي قوله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)فذلك غرض الكافرين، أن يردوا المؤمنين عن دينهم ويصدوهم عن سبيل الله، وجل غايتهم أن يضلوا كما ضلوا، ولن يستطيعوا أن يضلوا إلا من أطاعهم وذاك الذي لم يعي قلبه معنى الإيمان، فالحمل على اللفظ جاء تنبيها على أن عمل الإنسان هو باختياره، وسيحاسب على ذلك.
- ثم جاء الحمل على المعنى، في الجزاء، فجمع ولم يقل فهذا حبطت أعماله، أو هذا من أصحاب النار، وفيه تنبيه فأعماله تجعل هباء منثورا في الدنيا والآخرة ولا عبرة لما كان عليه في حال الإسلام، فقد خرج من ملة الإسلام وانتفى عنه بذلك خيرية الدنيا والآخرة، ثم ذكر المصير المحتوم لكل كافر في الآخرة بالخلود في النار والاتصاف بما وصفوا به كونهم أصحاب النار، وفيه تنفير من سوء عاقبة الكافرين، والانتساب إليهم.
فالحمل على المعنى جاء باعتبار كون المرتد في جملة الداخلين النار وأنه منهم.

- جاء في نظم الدرر: (جمع لأن إخزاء الجمع إخزاء لكل فرد منهم ولا عكس) ا.هــ.
- وقال أبو السعود: (والجمعُ للنظر إلى المعنى أي أولئك المُصِرُّون على الارتداد إلى حينِ الموتِ) ا.هــ.

2: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}
- جاء اللفظ في الآية حملا على اللفظ ثم حملا على المعنى، فقال الله تعالى: (لا يستوون) جاء على الجمع،
قال الزجاج: (على معنى: لا يستوي المؤمنون والكافرون)، ويجوز أن يكون (لا يستوون)، للاثنين، لأن معنى الاثنين جماع) ا.هـ
.
- وجاء في تفسير البقاعي: ( ولما توجه الاستفهام إلى كل من اتصف بهذا الوصف، وكان الاستفهام إنكاريا، عبر عن معناه مصرحا بقوله: (لا يستوون) إشارة - بالحمل على لفظ (من) مرة ومعناها أخرى - إلى أنه لا يستوي جمع من هؤلاء بجمع من أولئك ولا فرد بفرد.)ا.هــ.



تطبيقات الدرس الرابع عشر:
بيّن اللطائف البيانية للالتفات في الآيات التاليات:
1:
قول الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}

- الكلام معناه: أن الله عز وجل يتولى عباده المؤمنين، وينصرهم- ومن ولايته ونصره لهم- أنه يلقي في قلوب الذين كفروا الرعب لإشراكهم به سبحانه.
- والالتفات هنا في الآية من الغيبة إلى التكلم، فجاء الإخبار عن أن الله عز وجل: (هو خير الناصرين)، ثم جاء التكلم: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) فانظر ما أحدثه هذا الالتفات بعد تنبيه السامع، قال أبو السعود:
(سنلقي) بنون العظمة على طريقة الالتفات جريا على سنن الكبرياء لتربية المهابة، وقرئ بالياء والسين لتأكيد الإلقاء) ا.هــ.
- وقال القنوجي في فتح البيان: ((سنلقي) بنون العظمة وهو التفات عن الغيبة في قوله (وهو خير الناصرين) وذلك للتنبيه على عظم ما يلقيه تعالى) ا.هــ.

- ولعل في الالتفات التفات آخر لطيف- والله أعلم- وهو الالتفات من الاسم (مولاكم- خير الناصرين)، إلى الفعل (سنلقي)، ولو كان الكلام على نسق واحد لكان كذلك: ( يتولاكم – ينصركم- يلقي
أو نلقي ..) ففي خطاب المؤمنين تكريما لهم واستحضارا لقلوبهم للتأكيد على تلك الحقيقة التي لا يجب أن تغيب خاصة في مواطن ملاقاة العدو وزيغ القلوب فالله مولى الذين آمنوا على الدوام، وإن كانت ولايته سبحانه لعباده بحسب ما معهم من إيمان إلا أن ولايته للمؤمنين ثابتة دائمة، وهو سبحانه خير الناصرين فلا ناصر سواه، وفيه بشارة للمؤمنين وتثبيتا لهم، ثم العدول إلى الفعل لأن نصر الله وولايته لعباده متفاوت بحسب الحال، وهنا أتى بفعل إلقاء الرعب في القلوب، فالعدو إذا وقع في قلبه الرعب والخوف لم يثبت في المعركة.
والله تعالى أعلم.

2:
قول الله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}

- يخبر الله عز وجل عن قدرته العظيمة ومشهدا من مشاهد القيامة، فأخبر بنون العظمة تسييره للجبال وحشره للناس أجمعين فلا يفوته منهم أحدا، وعرضهم عليه، ثم خطاب المنكرين فوقع الالتفات من الغيبة (حشرناهم،) إلى الخطاب (جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا) ، وفي هذا الانتقال من بديع التصوير إذ كان الحديث عن تلك المشاهد والمستمع كأنما يستمع لأخبار وهو بعيد عنها ثم الإتيان بالخطاب (جئتمونا- خلقناكم- زعمتم) فهأنتم أيها المنكرون في مشهد تقرير الحساب الآن، وقدم لهذا بالعرض فهم في موقف الحساب أتوا ربهم الذي خلقهم وانكشف لهم بطلان زعمهم، فانظر ما يحدثه ذلك في نفس السامع، ولطافة الانتقال وروعته.

- ولعل في الآية التفات آخر ، قال أبو السعود: (
(وعرضوا على ربك)شبهت حالهم بحال جند عرضوا على السلطان ليأمر فيهم بما يأمر. وفي الالتفات إلى الغيبة، وبناء الفعل للمفعول مع التعرض لعنوان الربوبية، والإضافة إلى ضميره صلى الله عليه وسلم من تربية المهابة، والجري على سنن الكبرياء، وإظهار اللطف به صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى) ا.هــ.


تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن معاني الاستفهام في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:
1: قول الله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}.

- تكرر قول الله تعالى: (فكيف كان عذابي ونذر) في سورة القمر، وأول موضع ذكر فيه بعد قصة نوح عليه السلام وهلاك قومه بالغرق، وإنجائه والمؤمنين معه، والاستفهام تفريع على القصة المذكورة.
والآية معناها: كيف كان عذاب الله الأليم، وكيف كان إنذاره الواضح البين، لينزل بأولئك غضبه وعقابه فيبادوا عن آخرهم !
- ومعنى الاستفهام هنا التعجيب، والتعظيم والتهويل.
- فهو تعجيب من شدة العذاب الذي لا يحاط به، وفيه تهديد للمشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم باستعمال التعريض بعذاب الأمم التي عتت عن أمر ربها وأنكرت رسولها. قاله ابن عاشور.
- وفيه معنى التهويل لما حل بقوم نوح من العذاب وإعظام له، ومعنى الكلام: كيف كان عاقبة إنذاري؟، قاله أبو حيان.
- قال أبو حيان : (
وفيه توقيف لقريش على ما حل بالمكذبين أمثالهم. وكان إن كانت ناقصة، كانت كيف في موضع خبر كان؛ وإن كانت تامة، كانت في موضع نصب على الحال. والاستفهام هنا لا يراد به حقيقته، بل المعنى على التذكير بما حل بهم) ا.هــ.
التعجيب خاص بالمؤمنين والتقريع والتهديد والتهويل للمشركين

2: قول الله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22})

- قال الله تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه)، ومعنى الآية: أهذا الذي شرح الله صدره للإسلام فكان على نور من ربه وبصيرة وهدى خير أم هذا الذي جعل الله صدره ضيقا حرجا فهو يتخبط في الظلمات كفر، ودل السياق على الطرف المحذوف بقول الله تعالى: (فويل للقاسية قلوبهم..) فما قست القلوب إلا بسبب ضيقها وخلوها من نور الله.
- قال ابن جرير: (وجواب الاستفهام اجتزاء بمعرفة السامعين المراد من الكلام، إذ ذكر أحد الصنفين، وجعل مكان ذكر الصنف الآخر الخبر عنه بقوله: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) ا.هــ.

- وقال ابن عاشور في معنى الاستفهام: (
تفريع على ما تقدم من قوله: (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف)وما ألحق به من تمثيل حالهم في الانتفاع بالقرآن فرع عليه هذا الاستفهام التقريري.) ا.هــ.

- وذكر الآلوسي أن الاستفهام هنا يراد به الإنكار على من قال بتساوي الطرفين بدلالة السياق على المحذوف.
- وقال محي الدين درويش: (
الاستفهام الإنكاري في قوله تعالى: (أفمن) وحذف خبره تصريحا في التوبيخ والزراية عليهم على القياس الفاسد لفقد الجهة الجامعة لهما وهذا ما يسميه علماء البيان: الإضمار على شريطة التفسير وهو أن يحذف من صدر الكلام ما يؤتى به في آخره فيكون الآخر دليلا على الأول) ا.هــ.

- ويمكن إجمال ما تقدم في معنى الاستفهام: أنه تقرير مقصده إقامة الحجة على المشركين، وبيان حقيقة عدم تساوي أهل الهداية وأهل الضلال، وفيه الإنكار على من زعم بتساوي الفريقين، وقد تضمن نفي التساوي.


الحمد لله رب العالمين
أحسنت نفع الله بك
ب+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir