دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 10 صفر 1441هـ/9-10-2019م, 10:46 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثالثة:

( 1 ) قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى: {تتخذون منه سكراً} السكر: النبيذ).

اختلفت الروايات الواردة عن الشعبي في تفسير قول الله تعالى { تتخذون منه سكرًا } على عدة أقوال:

القول الأول: " السكر: الخمر ".
رواه النسائي من طريق مغيرة عن الشعبي أنه قال «السَّكَرُ خَمْرٌ».(1)
وأشار لهذا القول ابن عطية دون إسناد.

القول الثاني: " السكر: النبيذ ".
-رواه ابن جرير من طريق مجالد عن الشعبي أنه قال: " السكر: النبيذ " وقد تفرد به بهذا اللفظ.(2)

القول الثالث: "السكر: النبيذ والخل".
-رواه ابن جرير من طريقين عن أبو روق عن الشعبي بلفظين متقاربين. (3)

توجيه الأقوال والروايات:
- من قال أن "سكرًا" تعنى الخمر فقد أول المعنى بأن الآية منسوخة بتحريم الخمر، وقد روى ابن جرير قول الشعبي وغيره في النسخ من طريق مغيرة (4)

- ومن قال أن السكر تعني " النبيذ" فقد أول المعنى أنه الشراب الحلال مثل منقوع الزبيب أو منقوع التمر، وعلى هذا فالآية ليست منسوخة بل هي في ذكر نعمة الله تعالى من الشراب الحلال.
ويصدق هذا القول رواية ابن حجر في فتح الباري عن الشعبي دون إسناد " وهي رواية أبو رواق عند ابن جرير " ولكنه زاد فيها لفظ " نقيع الزبيب " (5)

والظاهر والله أعلم أن أقرب الروايات للصحة هي رواية " أبو رواق " وأن الخلط في بقية الروايات نشأ عن سوء النقل أو التأويل الخاطىء لمعنى النبيذ أنه الخمر.
وتوجيه هذا في لسان العرب أن "النبذ لغة" هو الطرح، فالنبيذ يقصد به طرح التمر أو الزبيب أو غيرهما في الماء حتى يصير الماء حلوا، فهو ما نبذ من العصير ونحوه.

وقد رجح ابن جرير القول بأن الآية ليست منسوخة وأن حكمها ثابت، وأن معنى " سكرًا" هو كلّ ما حلّ شربه، مما يتخذ من ثمر النخل والكرم،
واحتج في هذا بلغة العرب بأن " سكرًا " ما طُعِم من الطعام،
كما قال الشاعر:
جَعَلْتُ عَيْبَ الأكْرَمِينَ سَكَرَا
أي طعما. وهو المراد في الآية.
- وقد رجح القول بعدم النسخ أيضًا أبو مكي في كتابه ( الهداية إلى بلوغ النهاية ) وكذلك ابن عطية في تفسيره.

ويشهد لصحة هذا القول:
ما رواه عبيد الله عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ أَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، أنه قال «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْتَبَذُ لَهُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَيَشْرَبُهُ إِذَا أَصْبَحَ يَوْمَهُ ذَلِكَ، وَاللَّيْلَةَ الَّتِي تَجِيءُ، وَالْغَدَ وَاللَّيْلَةَ الْأُخْرَى، وَالْغَدَ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ بَقِيَ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخَادِمَ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَصُبَّ» صحيح مسلم

وعن أبي قتادة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَنْبِذُوا الزَّهْوَ وَالرُّطَبَ جَمِيعًا، وَلَا الْبُسْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا، وَانْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ» سنن النسائي

__________
(1) أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ قَالَا: «السَّكَرُ خَمْرٌ».
(2)حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة وأحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبيّ، قال: السَّكَر: النبيذ والرزق الحسن: التمر الذي كان يؤكل.
(3)حدثني داود الواسطيّ، قال: ثنا أبو أسامة، قال أبو رَوْق: ثني قال: قلت للشعبيّ: أرأيت قوله تعالى (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا) أهو هذا السكر الذي تصنعه النَّبَط؟ قال: لا هذا خمر، إنما السَّكَر الذي قال الله تعالى ذكره: النبيذ والخلّ والرزق الحسن: التمر والزبيب.
حدثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا مندل، عن أبي رَوْق، عن الشعبيّ، قال: قلت له: ما تتخذون منه سَكَرا؟ قال: كانوا يصنعون من النبيذ والخلّ قلت: والرزق الحسن؟ قال: كانوا يصنعون من التمر والزبيب.
(4)حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا شعبة، عن المُغيرة، عن إبراهيم والشعبيّ وأبي رزين، قالوا: هي منسوخة في هذه الآية (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا)
(5) وَمِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ وَقِيلَ لَهُ فِي قَوْله تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا أَهُوَ هَذَا الَّذِي تَصْنَعُ النَّبَطُ قَالَ لَا هَذَا خَمْرٌ وَإِنَّمَا السَّكَرُ نَقِيعُ الزَّبِيبِ وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ التَّمْرُ وَالْعِنَبُ.

_____________________________________

( 2 ) قول محمد بن سيرين ( {السابقون الأولون} الذي صلوا القبلتين ).

روى هذا القول ابن جرير من طريق أشعث، ثم تكرر ذكر هذا القول في التفاسير ولكن دون إسناد.
ومن تلك التفاسير: تفسير ابن أبي حاتم، أبي جعفر النحاس، الثعلبي، أبو محمد مكي.

الحكم على الرواي:
أشعث بن سوار من المختلف فيهم والأكثر على تضعيفه، ولكن يحيى بن معين وثقه.

الأقوال الأخرى في المسألة:
حكى ابن جرير الطبري الخلاف في المراد بالسابقون الأولون عن السلف ونسب لهم الأقوال من عدة طرق، وصنفهم على قولين :
الأول: الذين صلوا القبلتين. قاله أبو موسى الأشعري وسعيد بن المسيب وقتادة وابن سيرين.
الثاني: الذين شهدوا بيعة الرضوان. قاله الشعبي.

وروى تلك الأقوال الثعلبي ونسبها للسلف ولكن دون إسناد،
وزاد عليها بقول ثالث: هم الذين شهدوا بدرًا. قاله عطاء بن أبي رباح.

الترجيح:
تلك الأقوال من باب التمثيل فلا تضاد بينها فهو اختلاف تنوع وكلها صحيحة:
فمن سبق بالإسلام فهو ممن صلى إلى القبلتين،
ومن شهد بدرًا فهو من السابقين بالجهاد في سبيل الله،
ومثله من شهد بيعة الرضوان وقد نزل فيهم قوله تعالى { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } فهم من السابقون ولا شك.
والله أعلى وأعلم

___________________


( 3 ) قول عطاء بن أبي رباح: ( التفث: حلق الشعر وقطع الأظفار )

روى هذا القول: يحيى بن سلام في تفسيره من طريق قيس بن سعد عن عطاء، وقد تفرد به.
وروى بالزيادة ابن جرير من طريق عبد الملك بن سليمان عن عطاء عن ابن عباس: أنه قال: التفث: حلق الرأس، وأخذ من الشاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والأخذ من العارضين، ورمي الجمار، والموقف بعرفة والمزدلفة.

ورواه ابن أبي شيبة والنحاس من ذات الطريق ولكن النص فيه تقديم وتأخير لبعض الألفاظ.

رواية ابن أبي شيبة: عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «التَّفَثُ الرَّمْيُ، وَالذَّبْحُ، وَالْحَلْقُ، وَالتَّقْصِيرُ، وَالْأَخْذُ مِنَ الشَّارِبِ وَالْأَظْفَارِ وَاللِّحْيَةِ»
رواية النحاس: عن عطاء عن ابن عباس قال التفث الحلق والتقصير والرمي والذبح والأخذ من الشارب واللحية ونتف الإبط وقص الإظفار.

الحكم على الرواة:
قيس بن سعد وعبد الملك بن سليمان كلاهما من الثقات المكثرون من الرواية عن عطاء.

توجيه الروايات في قول عطاء:
· الظاهر أن رواية يحيى بن سلام من طريق قيس بن سعد هي قول عطاء واجتهاده الخاص في المسألة أن قصر معنى التفث على حلق الشعر وقص الأظفار.
· وأما رواية عبد الملك فهي قول عطاء بما سمعه من ابن عباس، فالظاهر أنه اقتصر فيها على مجرد النقل عن ابن عباس دون اجتهاد منه.

الأقوال الأخرى في المسألة والقول الراجح:

- بالنظر في أقوال السلف في تفسير المراد ب" التفث ":
نجد أن البعض مثل ابن عباس وغيره قد فسره بمناسك الحج كلها ومن ذلك: ما رواه ابن جرير من طريق نافع، عن ابن عمر، قال: التفث: المناسك كلها.
ومنهم من وافق قول عطاء وقصر المعنى على قص الشعر والظفر كمجاهد وعكرمة.

ولو قصرنا معنى التفث على اللغة فالراجح ما قاله الواحدي في تفسيره:
التفث الوسخ والقذارة من طول الشعر والأظفار والشعث، وقضاؤه نقضه وإذهابه، والحاج مغير شعث لم يدهن ولم يستحد، فإذا قضى نسكه، وخرج من إحرامه بالقلم والحلق وقص الشارب ولبس الثياب ونتف الإبط وحلق العانة، فهو قضاء التفث.
وهو ما رجحه البغوي أيضًا وزاد عليه أن هذا المعنى هو الموافق للغة العرب حيث تقول لمن تستقذره "ما أتفثك أي ما أوسخك".

* ولعل ابن عباس وغيره يشير إلى تمام الطهارة للعبد فكما يزيل أوساخ البدن، يزيل أيضًا آثار الذنوب والمعاصي بالوقوف بعرفة ويذهب عنه رجس الشيطان برمي الجمار، فيتطهر العبد باطنًا وظاهرا، والله أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir