دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 محرم 1441هـ/26-09-2019م, 12:37 AM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها).

(1) قول مجاهد ( وأيدناه بروح القدس ) :
تخريج القول :
1/روى ابن كثير في تفسيره :حكى القرطبي عن مجاهد والحسن البصري أنهما قالا : القدس : هو الله تعالى ، وروحه : جبريل .

2/روى ابن أبي حاتم في تفسيره لسورة المائدة ، حدثنا أبي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، روح القدس قال: القدس الله تبارك وتعالى .

3/وروى القرطبي عن غالب بن عبد الله عن مجاهد قال : القدس هو الله عز وجل .

توجيه الأثر :
رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد مقبولة عند أغلب العلماء ، قال ابن تيمية : هي أصح الروايات عن مجاهد ،وأوردها البخاري في صحيحه . وقد طعن ابن حبان في رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد لأنه لم يسمع منه ،ولأن ابن نجيح كان قدرياً ، وذلك لا يتعارض مع قبول روايته ،وقال البعض أن بعض رواياته في ما يخص الاعتقاد قد ترد اذا وافقت قول المعتزلة أو القدرية .

الأقوال في ( روح القدس ) :
-هو جبريل عليه السلام ،رواه الطبري عن قتادة والسدي والضحاك والربيع
ورواه ابن كثير عن ابن مسعودو ابن عباس و محمد بن كعب القرظي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وعطية العوفي ، وقتادة مع قوله تعالى : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين [ بلسان عربي مبين ] ) [ الشعراء : 193 - 195 ]
-هو الله تعالى ، رواه القرطبي وابن أبي حاتم عن مجاهد .
- هو الإنجيل ، رواه الطبري عن ابن زيد .
- هو الاسم الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى، رواه الطبري عن ابن عباس .

الترجيح :
وأرجح الأقوال هو الأول أنه جبريل عليه السلام ، وذلك لعدة أسباب :
1-لترجيح ابن جرير وجمع من المفسرين له .
2-لتظافر الروايات على هذا المعنى .
3-له شواهد من القرآن والسنة ،ففي الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : أن عمر مر بحسان ، وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه ، فقال : قد كنت أنشد فيه ، وفيه من هو خير منك . ثم التفت إلى أبي هريرة ، فقال : أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس " ؟ . فقال : اللهم نعم .
وفي بعض الروايات : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان : " اهجهم أو : هاجهم وجبريل معك " .
[

(2) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى
تخريج القول :

- روى الطبري - حدثني المثنى قال، حدثنا مسلم بن إبراهيم قال، حدثنا أبو عقيل قال، سمعت الحسن يقول في قوله: " سماعون للكذب أكَّالون للسحت "، قال: تلك الحكام، سمعوا كِذْبَةً وأكلوا رِشْوَةً.

-روى ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن المثنى ، حدثني عثمان بن عمر ، ثنا أبو عقيل الرومي، عن الحسن ، في قوله: سماعون للكذب قال: تلك الملوك تسمع كذبه وتأخذ رشوته. قوله تعالى: أكالون للسحت .

تحرير الأقوال :
ومسلم بن إبراهيم إمام حافظ ثبت روى عنه أبو عقيل في الغالب أنه بشير بن عقبة وهو ثقة
قال أبو حاتم رواية بشير عن عقبة هو عندهم ثقة ، تهذيب الكمال ( 4/ 170)
قال البخاري :سمع منه مسلم ،حدثنا عنه مسلم ، التاريخ الكبير (2/ 100)
وكذلك في الجرح والتعديل .
بعض المفسرين ذكر رواية الحسن دون إسناد :
-وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : سماعون للكذب أكالون للسحت قال : تلك حكام اليهود، تسمع كذبه وتأكل رشوته . ( الدر المنثور للسيوطي 5/ 309)
-قوله تعالى: سماعون للكذب قال الحسن يعني حكام اليهود يسمعون الكذب ممن يكذب عندهم في دعواه ، ويأتيهم برشوة فيأخذونه ( زاد المسير لابن الجوزي 2/ 360 )

-قال الحسن : كان الحاكم منهم إذا أتاه أحد برشوة جعلها في كمه فيريها إياه ويتكلم بحاجته فيسمع منه ولا ينظر إلى خصمه ، فيسمع الكذب ويأكل الرشوة .
وعنه أيضا قال : إنما ذلك في الحكم إذا رشوته ليحق لك باطلا أو يبطل عنك حقا . فأما أن يعطي الرجل الوالي يخاف ظلمه ليدرأ به عن نفسه فلا بأس ، فالسحت هو الرشوة في الحكم على قول الحسن ومقاتل وقتادة والضحاك ، ( البغوي )

الأقوال في ( أكالون للسحت ) :
ذكرها ابن أبي حاتم في تفسيره :
الوجه الأول :
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن هارون بن رئاب، عن كنانة بن نعيم، عن قبيصة بن مخارق، أنه تحمل بحمالة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: نؤديها عنك ونخرجها من نعم الصدقة أو إبل الصدقة، فقال: " يا قبيصة ، إن المسألة قد حرمت إلا في ثلاث: رجل تحمل بحمالة فحلت له المسألة حتى يؤديها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك، ورجل أصابته حاجة حتى يشهد له ثلاث نفر من ذوي الحجا من قومه أن المسألة قد حلت له فيسأل حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك، وما سوى ذلك من المسألة فهو سحت "

الوجه الثاني: حدثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي، ثنا أبي، عن أبيه، عن إبراهيم الصايغ، عن يزيد النحوي ، قال: قال عكرمة ، إن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رشوة الحكام حرام، وهي السحت الذي ذكر الله في كتابه.


الوجه الثالث:

حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة، عن بكير بن مرزوق، عن عبيد بن أبي الجعد، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال: من شفع لرجل ليدفع عنه مظلمة أو يرد عليه حقا، فأهدى له هدية فقبلها، فذلك السحت. فقلنا: ياأبا عبد الرحمن ، إنا كنا نعد السحت الرشوة في الحكم. فقال عبد الله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

الوجه الرابع:

حدثنا أحمد بن منصور المروزي ، ثنا النضر بن شميل ، ثنا حماد بن سلمة ، عن قيس بن سعد، عن عطاء عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن مهر البغي وثمن الكلب والسنور وكسب الحجام من السحت.

الوجه الخامس:

حدثنا أبي ، ثنا الحكم بن موسى، ثنا الهيثم بن حميد ، ثنا الوضين بن عطاء ، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح ، يقول: للسحت خصال ست: الرشوة في الحكم، وثمن الكلب، وثمن الميتة، وثمن الخمر، وكسب البغي، وعسب الفحل.

الوجه السادس:

حدثنا أبي ، ثنا الحجاج بن المنهال ، ثنا حماد ، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق ، قال: هذه الرغف الذي يأخذها المعلمون من السحت. يعني: إذا احتسب بتعليمه فجائز أن يأخذ كرى مثله، سمعت أبي يقول: إذا لم يحتسب بالتعليم فله أن يأخذ الكرى وإذا احتسب بالتعليم فذاك السحت.

الوجه السابع:

حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله: أكالون للسحت الرشوة في الحكم فهم يهود. وروي عن سعيد بن جبير ، والحسن ، وإبراهيم ، وعكرمة أنهم قالوا: الرشوة في الحكم.

الترجيح بين الاقوال :
قال القرطبي السحت في اللغة أصله الهلاك والشدة ،وسمي المال الحرام سحتا لأنه يسحت الطاعات أي : يذهبها ويستأصلها .
وأقوال المفسرين بمجملها تدور حول معنى المال الحرام ولا تعارض بينها ،فالرشوة ، وسؤال الناس بلا حاجة ،و ثمن الأمور المحرمة كالخمر والميتة ، وكسب البغي ، كلها تعتبر مالاً حراماً وإن اختلفت صورها ، أما القول الرابع وهو كسب الحجام فهو مرجوح لأنرسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره ،رواه البخاري عن ابن عباس، ولو كان سحتا لم يعطه .
الى أن سياق الآية قد يعطينا دلالة على أن قول الحسن هو الراجح ،فالسياق أتى في ذم صفات اليهود،وكان أخذ الرشى من أبرز صفاتهم وبذلك يكون مرجحاً لقول الحسن البصري والله أعلم .


3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها).

تخريج القول :

قال الطبري حدثنا سفيان قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة في قول الله: " الذي تساءلون به والأرحام "، قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.( جامع البيان 7/ 518)

قال ابن أبي حاتم قال ابن عباس قوله: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام قال: اتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الارحام وصلوها - وروي عن الضحاك مثله - وروي عن مقاتل بن حيانوعكرمة قالا: لا تقطعوها.
. ( تفسير ابن أبي حاتم 3/ 852 )

روى عبد بن حميد ثنا إبراهيم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال في قوله تعالى :( الذي تسائلون به والأرحام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى (صلوا أرحامكم فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا،وخير لكم في آخرتكم )
(الدر المنثور 4/ 207 )


في الآية قولان :
القول الأول :
قراءة الأرحام بالفتح لأنها معطوفة على لفظ الجلالة ( الله ) ،والمعنى اتقوا الله والأرحام .
فيه تفصيل ،فلدينا حديث قدسي رواه عبد بن حميد عن والده عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ضعف الذهبي حميد وذكر أن أحاديثه مرسلة ليس فيها عن ابن عباس ولا أبي هريرة .
و هناك آثار مروية عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد والضحاك و الربيع بأن المعنى هو ( اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) ،أما رواية عكرمة فقد روى عنه خصيف وروايته مقبولة عند العلماء .

القول الثاني :
تقرأ الأرحام بالكسر وتكون معطوفة على ( به )
معناه: واتقوا الله الذي تحلفون به والأرحام ،وهي قول القائل : أسألك بالله والرحم ، وممن قال بهذا القول إبراهيم ومجاهد والحسن .

ترجيح الأقوال :
الراجح والله أعلم هو القول الأول لترجيح الطبري له ،وسبب ترجيحه أن العرب لا تعطف الاسم الظاهر على الضمير وهو الحال في القول الثاني ، ولأن ابن عباس قال بالقول الأول وجماعة من التابعين وهو العلم الحبر المفسر ،فهاتان قرينتان ترجح القول الأول ، ولا يؤثر ضعف الحديث على صحة القول الأول لأن الترجيح للأثر لا للحديث ،وتقويه كثرة الآثار المروية بنفس لفظه بطرق متعددة .

استغفر الله وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 ربيع الثاني 1441هـ/13-12-2019م, 01:39 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها).

(1) قول مجاهد ( وأيدناه بروح القدس ) :
تخريج القول :
1/روى ابن كثير في تفسيره :حكى القرطبي عن مجاهد والحسن البصري أنهما قالا : القدس : هو الله تعالى ، وروحه : جبريل .

2/روى ابن أبي حاتم في تفسيره لسورة المائدة ، حدثنا أبي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، روح القدس قال: القدس الله تبارك وتعالى .

3/وروى القرطبي عن غالب بن عبد الله عن مجاهد قال : القدس هو الله عز وجل .

توجيه الأثر :
رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد مقبولة عند أغلب العلماء ، قال ابن تيمية : هي أصح الروايات عن مجاهد ،وأوردها البخاري في صحيحه . وقد طعن ابن حبان في رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد لأنه لم يسمع منه ،ولأن ابن نجيح كان قدرياً ، وذلك لا يتعارض مع قبول روايته ،وقال البعض أن بعض رواياته في ما يخص الاعتقاد قد ترد اذا وافقت قول المعتزلة أو القدرية .

الأقوال في ( روح القدس ) :
-هو جبريل عليه السلام ،رواه الطبري عن قتادة والسدي والضحاك والربيع
ورواه ابن كثير عن ابن مسعودو ابن عباس و محمد بن كعب القرظي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وعطية العوفي ، وقتادة مع قوله تعالى : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين [ بلسان عربي مبين ] ) [ الشعراء : 193 - 195 ]
-هو الله تعالى ، رواه القرطبي وابن أبي حاتم عن مجاهد .
- هو الإنجيل ، رواه الطبري عن ابن زيد .
- هو الاسم الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى، رواه الطبري عن ابن عباس .

الترجيح :
وأرجح الأقوال هو الأول أنه جبريل عليه السلام ، وذلك لعدة أسباب :
1-لترجيح ابن جرير وجمع من المفسرين له .
2-لتظافر الروايات على هذا المعنى .
3-له شواهد من القرآن والسنة ،ففي الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : أن عمر مر بحسان ، وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه ، فقال : قد كنت أنشد فيه ، وفيه من هو خير منك . ثم التفت إلى أبي هريرة ، فقال : أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس " ؟ . فقال : اللهم نعم .
وفي بعض الروايات : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان : " اهجهم أو : هاجهم وجبريل معك " .
[

(2) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى
تخريج القول :

- روى الطبري - حدثني المثنى قال، حدثنا مسلم بن إبراهيم قال، حدثنا أبو عقيل قال، سمعت الحسن يقول في قوله: " سماعون للكذب أكَّالون للسحت "، قال: تلك الحكام، سمعوا كِذْبَةً وأكلوا رِشْوَةً.

-روى ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن المثنى ، حدثني عثمان بن عمر ، ثنا أبو عقيل الرومي، عن الحسن ، في قوله: سماعون للكذب قال: تلك الملوك تسمع كذبه وتأخذ رشوته. قوله تعالى: أكالون للسحت .

تحرير الأقوال :
ومسلم بن إبراهيم إمام حافظ ثبت روى عنه أبو عقيل في الغالب أنه بشير بن عقبة وهو ثقة
قال أبو حاتم رواية بشير عن عقبة هو عندهم ثقة ، تهذيب الكمال ( 4/ 170)
قال البخاري :سمع منه مسلم ،حدثنا عنه مسلم ، التاريخ الكبير (2/ 100)
وكذلك في الجرح والتعديل .
بعض المفسرين ذكر رواية الحسن دون إسناد :
-وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : سماعون للكذب أكالون للسحت قال : تلك حكام اليهود، تسمع كذبه وتأكل رشوته . ( الدر المنثور للسيوطي 5/ 309)
-قوله تعالى: سماعون للكذب قال الحسن يعني حكام اليهود يسمعون الكذب ممن يكذب عندهم في دعواه ، ويأتيهم برشوة فيأخذونه ( زاد المسير لابن الجوزي 2/ 360 )

-قال الحسن : كان الحاكم منهم إذا أتاه أحد برشوة جعلها في كمه فيريها إياه ويتكلم بحاجته فيسمع منه ولا ينظر إلى خصمه ، فيسمع الكذب ويأكل الرشوة .
وعنه أيضا قال : إنما ذلك في الحكم إذا رشوته ليحق لك باطلا أو يبطل عنك حقا . فأما أن يعطي الرجل الوالي يخاف ظلمه ليدرأ به عن نفسه فلا بأس ، فالسحت هو الرشوة في الحكم على قول الحسن ومقاتل وقتادة والضحاك ، ( البغوي )

الأقوال في ( أكالون للسحت ) :
ذكرها ابن أبي حاتم في تفسيره :
الوجه الأول :
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن هارون بن رئاب، عن كنانة بن نعيم، عن قبيصة بن مخارق، أنه تحمل بحمالة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: نؤديها عنك ونخرجها من نعم الصدقة أو إبل الصدقة، فقال: " يا قبيصة ، إن المسألة قد حرمت إلا في ثلاث: رجل تحمل بحمالة فحلت له المسألة حتى يؤديها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك، ورجل أصابته حاجة حتى يشهد له ثلاث نفر من ذوي الحجا من قومه أن المسألة قد حلت له فيسأل حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك، وما سوى ذلك من المسألة فهو سحت "

الوجه الثاني: حدثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي، ثنا أبي، عن أبيه، عن إبراهيم الصايغ، عن يزيد النحوي ، قال: قال عكرمة ، إن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رشوة الحكام حرام، وهي السحت الذي ذكر الله في كتابه.


الوجه الثالث:

حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة، عن بكير بن مرزوق، عن عبيد بن أبي الجعد، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال: من شفع لرجل ليدفع عنه مظلمة أو يرد عليه حقا، فأهدى له هدية فقبلها، فذلك السحت. فقلنا: ياأبا عبد الرحمن ، إنا كنا نعد السحت الرشوة في الحكم. فقال عبد الله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

الوجه الرابع:

حدثنا أحمد بن منصور المروزي ، ثنا النضر بن شميل ، ثنا حماد بن سلمة ، عن قيس بن سعد، عن عطاء عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن مهر البغي وثمن الكلب والسنور وكسب الحجام من السحت.

الوجه الخامس:

حدثنا أبي ، ثنا الحكم بن موسى، ثنا الهيثم بن حميد ، ثنا الوضين بن عطاء ، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح ، يقول: للسحت خصال ست: الرشوة في الحكم، وثمن الكلب، وثمن الميتة، وثمن الخمر، وكسب البغي، وعسب الفحل.

الوجه السادس:

حدثنا أبي ، ثنا الحجاج بن المنهال ، ثنا حماد ، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق ، قال: هذه الرغف الذي يأخذها المعلمون من السحت. يعني: إذا احتسب بتعليمه فجائز أن يأخذ كرى مثله، سمعت أبي يقول: إذا لم يحتسب بالتعليم فله أن يأخذ الكرى وإذا احتسب بالتعليم فذاك السحت.

الوجه السابع:

حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله: أكالون للسحت الرشوة في الحكم فهم يهود. وروي عن سعيد بن جبير ، والحسن ، وإبراهيم ، وعكرمة أنهم قالوا: الرشوة في الحكم.

الترجيح بين الاقوال :
قال القرطبي السحت في اللغة أصله الهلاك والشدة ،وسمي المال الحرام سحتا لأنه يسحت الطاعات أي : يذهبها ويستأصلها .
وأقوال المفسرين بمجملها تدور حول معنى المال الحرام ولا تعارض بينها ،فالرشوة ، وسؤال الناس بلا حاجة ،و ثمن الأمور المحرمة كالخمر والميتة ، وكسب البغي ، كلها تعتبر مالاً حراماً وإن اختلفت صورها ، أما القول الرابع وهو كسب الحجام فهو مرجوح لأنرسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره ،رواه البخاري عن ابن عباس، ولو كان سحتا لم يعطه .
الى أن سياق الآية قد يعطينا دلالة على أن قول الحسن هو الراجح ،فالسياق أتى في ذم صفات اليهود،وكان أخذ الرشى من أبرز صفاتهم وبذلك يكون مرجحاً لقول الحسن البصري والله أعلم .


3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها).

تخريج القول :

قال الطبري حدثنا سفيان قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة في قول الله: " الذي تساءلون به والأرحام "، قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.( جامع البيان 7/ 518)

قال ابن أبي حاتم قال ابن عباس قوله: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام قال: اتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الارحام وصلوها - وروي عن الضحاك مثله - وروي عن مقاتل بن حيانوعكرمة قالا: لا تقطعوها.
. ( تفسير ابن أبي حاتم 3/ 852 )

روى عبد بن حميد ثنا إبراهيم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال في قوله تعالى :( الذي تسائلون به والأرحام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى (صلوا أرحامكم فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا،وخير لكم في آخرتكم )
(الدر المنثور 4/ 207 )


في الآية قولان :
القول الأول :
قراءة الأرحام بالفتح لأنها معطوفة على لفظ الجلالة ( الله ) ،والمعنى اتقوا الله والأرحام .
فيه تفصيل ،فلدينا حديث قدسي رواه عبد بن حميد عن والده عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ضعف الذهبي حميد وذكر أن أحاديثه مرسلة ليس فيها عن ابن عباس ولا أبي هريرة .
و هناك آثار مروية عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد والضحاك و الربيع بأن المعنى هو ( اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) ،أما رواية عكرمة فقد روى عنه خصيف وروايته مقبولة عند العلماء .

القول الثاني :
تقرأ الأرحام بالكسر وتكون معطوفة على ( به )
معناه: واتقوا الله الذي تحلفون به والأرحام ،وهي قول القائل : أسألك بالله والرحم ، وممن قال بهذا القول إبراهيم ومجاهد والحسن .

ترجيح الأقوال :
الراجح والله أعلم هو القول الأول لترجيح الطبري له ،وسبب ترجيحه أن العرب لا تعطف الاسم الظاهر على الضمير وهو الحال في القول الثاني ، ولأن ابن عباس قال بالقول الأول وجماعة من التابعين وهو العلم الحبر المفسر ،فهاتان قرينتان ترجح القول الأول ، ولا يؤثر ضعف الحديث على صحة القول الأول لأن الترجيح للأثر لا للحديث ،وتقويه كثرة الآثار المروية بنفس لفظه بطرق متعددة.

استغفر الله وأتوب إليه

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة، أشكر لكِ جهدكِ في هذه التطبيقات لكنها مبنية بشكل كبير على دورة المهارات المتقدمة في التفسير، فأرجو أن تراجعي دروس هذه الدورة وإتمام التطبيقات ومن ثم العودة لتحرير هذه المسائل، مع تأمل طريقة الأخوات في تطبيقاتهن لمعرفة المطلوب في هذه التطبيقات.
وإذا أديتِ تطبيقات دورة المهارات في التفسير؛ فسيسهل عليكِ معرفة مواطن الخطأ في تطبيقاتكِ هنا ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قولكِ عن مصادر ناقلة مثل ابن كثير، رواه ابن كثير وهذا غير صحيح أبدًا.
وفي تخريج الأقوال ذكرتِ بعض الأسانيد كاملة دون تعيين مخرج الأثر وأصل الإسناد.
التقويم: هـ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir