دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى الأدبي

المنتدى الأدبي قسم يعتني بكتابات الأعضاء والتعرف على إبداعاتهم شعراً ونثراً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الآخرة 1435هـ/23-04-2014م, 08:37 PM
ميساء باشا ميساء باشا غير متواجد حالياً
المسار المفتوح- مجموعة التفسير
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 49
Post هل سنتنازل عن عرش الملكية ؟

هل سنتنازل عن عرش الملكية ؟

البعض يولد حاملا للقب لم يضرب في كسبه فأساً و لم يركب في نيله فرساً لكني ولدت و ملايين مثلي بلقب أميرة و الكثيرات تُوِّجن بالملكية . لا تستغربوا قولي صحيح لم أخاطب بصاحبة السمو لكن المنزلة الشرفية التي مُنِحناها كان السبب فيها خانة في شهادة الميلاد تقول : ديانة الأم والأب ( مسلم / مسلمة ) .نعم المرأة المسلمة تولد أميرة بما كَفل الله لها من حقوق و بما شَرع لها من تشريعات تصونها و تحفظ لها حقوقها .و لو تأملنا حولنا في الأمم هل من نسائهم من كُفِل لها نصيبا في الإرث كما كَفل عز و جل نصيب المسلمة أُماً جدةً أختا بنتاً زوجة و حفيدة ؟بل و ميزها عن الرجل فأم الأم ترث حفيدها إن لم يكن له أم لكن أب الأم و هو زوجها ليس له نصيب من ميراث حفيده على الراجح من أقوال العلماء.و لا يرث المرأة من الذكور إلا من فُرِض عليه حق النفقة لها إن احتاجتها .أليس هذا تميُز ؟نكاحها لا يُعقد بلا مهر قَلَّ أو كَثُر فهل من نساء الملل من كَفَل لها دينها حق كهاذا ؟في الهند مثلا يدفع أهل العروس مالاً لأهل العريس يسمى ( ديهيج ) كي لا يعاملها أهل زوجها بقسوة و يبقى الأب يجمع لأبنته مالا منذ ولادتها استعداداً لزفافها فيدفعه لأهل الزوج أو يكتب لها قطعة أرض تصبح مُلكاً للزوج في ذلك اليوم و رغم أن الدولة أصدرت قانون بمنعه لكن الناس تتحايل في أخذه .و في الغالب تكون المرأة ربة بيت و زوجها مسئول عن كامل نفقتها و كل احتياجاتها و لا تسقط نفقتها إلا بنشوزها .و في بيت أهلها هي عندهم أكرم و أعز فقد أنهى الإسلام زمن الجهل المُظْلِم الذي توأد فيه البنات و بَشَّر صلى الله عليه و سلم وليها بقوله : (من عالَ جاريتينِ دخلتُ أنا وَهوَ الجنَّةَ كَهاتين وأشارَ بأصبُعَيْهِ ) رواه الترمذي في صحيحه عن أنس رضي الله عنه.و فوق هذا وذاك فهي لا تمشي إلا مع حارس شخصي يصونها و يحفظها من تطفل كلاب البشر.و لم يكن حجابها إلا عزاً لها فالزهر في البساتين يبقى متفتحاً يانعاً ما لم تقترب منه أنفاس الطامعين و من ذا الذي ينظر لزهر البساتين و لا يطمع بقطفه ؟فكان هذا و ذاك صوناً لها و حفظاً و حماية و لو اطلعتم على إحصائيات العالم الغربي أو الشرقي الذي خرجت فيه المرأة من نطاق الحماية الرباني المتمثل في الحجاب و التستر لوجدتم أعداد هائلة من حالات الاغتصاب و التحرش , فأي البساتين أندى زهراً و أطيب ريحا؟خلال الأيام الماضية تحولت جلسات النساء بل و الرجال لساحات حوار بين منددٍ و مؤيد للحدث المتوقع المترقب لتمرد الملكات و مطالبتهن بأسلوب فرض الواقع لما يصفنه حقاً في قيادة ذات الأربع عجلات , و رَفَع اللبراليون أصواتهم المناصرة لتحرير المرأة و التي سمعناها من قبل في مصر منذ أكثر من مئة عام على يد قاسم أمين و سعد زغلول و غيرهما داعية النساء لنزع الحجاب ذلك الحدث الذي غير في ثقافة المجتمعات العربية و كان ذلك التغيير ثوري على المجتمع الإسلامي الأصيل في مصر أم العلوم صاحبة الأزهر حامل لواء الدين .و من المحزن المبكي أن اساليب المؤيدين كانت أنجح من المخالفين فعلى سبيل المثال مقاطع الكيك و التعليقات الساخرة التي شكلت سلوكاً لا إنساني جعلت العديد من الأميرات ( الفتيات في مرحلة الشباب ) ينتابهن شعور بالانتقاص و الذي مع الأسف له دور كبير في دفعهن لمظلة اللبراليين ذوي الأسلوب المساند الحاني , و الذي قال عنهم صلى الله عليه و سلم محذراً منهم و أشباههم بقوله : (إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم بعدي كلُّ منافقٍ عليماللسانِ ) رواه الهيثمي عن عمر رضي الله عنه .و أقف هنا وقفة المتأمل المستقرأ بلا تأييد أو مخالفة فلا تستغربوا كلامي فالسبب الرئيس لهذه المسألة بالذات و الذي فتح المجال للبراليين في تشييد حصون تحرير المرأة بدعوى تصحيح وضعها و إعطائها حقوقها هم أنتم أيها الرجال يا من قال لكم صلى الله عليه و سلم موصياً : (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا ؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا) رواه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه , فقد بدأ بها و ختم مما يدل على أهمية تلك الوصية .و الذي قال لكم : (كلُّكم راعٍ و مسئولٌ عن رعيتِه ) فيما رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه . فماذا فعلتم في ما أُمِرتم به ؟؟اليوم نجد الكثير ممن أُعطي حق الولاية بين مسيءٍ لاستخدامها و بين مفرط لواجباته ممجداً لحقوقه .فتلك الأم مال عنها ولدها لزوجته فتركها وحيدة لا تجده بجانبها عندما تحتاجه و هي التي كانت له ظلاً و سنداً و مأوى عند الشدائد .و تلك الأخت لم تتزوج و تقطن وحدها لا يتذكرها أخ فيحضر لها خبزاً.و تلك الزوجة تحتاج الطبيب أو الذهاب للعمل أو حتى السوق فلا تجد منك يا أيها الرجل سوى المماطلة في المواعيد و التأخُر عن دوامها و ربما تمكن منها المرض .ناهيك عمن يعضِلُها أو يحرِمُها إرثها و حدِث ولا حرج , و تبعاً لقانون نيوتن الثالث القائل بأن : ( لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه ) فلا تتعجبوا ردود أفعال النساء .المشكلة ليست مشكلة من يمسك بمقود ذات الأربع عجلات , إنما من تبنى الجانب العلمي و الفكري و الثقافي من المستشرقين و من تبنى الجانب الاجتماعي من المنصرين فلم يعد الاستعمار المباشر جانباً تنفيذياً يعينهم في إحداث تغيرات في المجتمعات الإسلامية و العربية بالذات فكانت زراعة شجرة التغريب أنجع وسيلة لتحقيق الهدف المتمثل في إحداث التغيير الاجتماعي بها و كانت وسائلهم هي القرار السياسي و لا زالت سواء كان مباشراً أو غير مباشر بدعوى الاقتصاد على سبيل المثال و ليس تغيير عطلة نهاية الأسبوع عنا ببعيد فللاقتصاد سلطتهُ الضابطة و الضاغطة على جميع الأصعدة .و الآن من ينظر نظرة ثاقبة في وضع العالم العربي و أحداثه المتسارعة يجد أنهم نجحوا في جعل المجتمع يقوم بدفع الدولة للقيام بالقرار سياسي الهادف للتغيير الاجتماعي بدعوى الديمقراطية . و الذي هو خلاف المعتاد منذ بدايات الهجوم على المجتمعات الإسلامية القائم على دفع الحكومات لعمل قرار سياسي بهدف تغيير اجتماعي .و الآن و قد أينعت شجرة التغريب و تشعبت جذورها و تفرعت أغصانها و نضج من ثمرها مفكرون علمانيون و لبراليون المظهر مظهر الولد الودود و القلب قلب العدو اللدود , خيره لغير أهله و فكره من عقل غيره فنعم العدو الذي نرضعه فينهش ثدي أمه مُقَطِعا .و قد بقيت بلادنا عَظْمةً في البلعوم و دراساتهم أفادت أن المرأة في السعودية متدينة جداً رغم وجود مظاهر لإتباع الهوى لدى الكثيرات لكن الزَّبد يذهب جُفاءً و هذا واقع فكم من عالم كانت أمه دافعه ليكون عالم , و كم من أخت ذَكَّرت أخاها عند الزلل , و كم من زوجة كانت بحق نصف دين الرجل .تحزن فتلجأ لله في غسق الدجى .يضيق صدرها فتمسك بكتاب الله تالية .تفرح فتُخْرِجُ من مالها متصدقة .تخاف فتُحَصِنُ بيتها و أهلها بالأذكار و الأوراد .و محاولاتهم الحثيثة لتغييرها بفعل مؤثرات شديدة السطوة :
1- أولها الإعلام , و من الطريف أن بعض النساء عند بدايات البث التلفزيوني عام 1385هـ كُنَّ يرتدين حجابهن عند ظهور المذيع على الشاشة الصغيرة و رغم طرافة الأمر إلا أنه يثبت نقائهن و حرصهن على أمر ربهن.
2- تعزيز النزعة المادية و رفع مستوى المعيشة من حيث التكلفة فتضطر المصونة للعمل لتعول نفسها و توفر بعض من وسائل الترف التي باتت من أساسيات الحياة , و من الطريف أن بعض المراهقات من الأفارقة يقمن بالعمل في البيوت لشراء جهاز ipad , و المعتاد أن المرأة تعمل من أجل رقي المجتمع و سد حاجاته من ناحية التعليم و الطب و ملحقاتهما مما لا غنى عنه فهو متعلق بحفظ النفس و العقل .نعم المرأة المسلمة عبر التاريخ سَلَكت طريق التجارة لكنها كانت العقل المدبر و لديها من هم أدوات للتنفيذ .و لا نُغْفِل دورها كعالمة يأخذ عنها حتى الرجال و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خير مثال لذلك .و بهذه النزعة سار عمل المرأة في غير طريقه لتصبح محاسبة في السوبر ماركت لسد حاجاتها الأساسية و الكمالية على حد سواء .و عند بعض الفئات المتعلمة أو الغنية برزت في سياق نفسي متمثلة في إثبات الذات.و مع وجود عجز الولي في القيام بتوفير احتياجات المرأة من جهة و تحقيق التكافل الاجتماعي المناط به من رعاية والديه و ذوي القربى و لا ننسى أيضا رغبته في تعزيز موقفه الاقتصادي ليثْبِت ذاته هو الآخر و هو أصل عند الذكور و كما يقول العامة : ( المال عضيد الروح ) كان لا بد من معاونة المرأة في توفير متطلبات الحياة .
3- ترويج فكرة الاستغناء عن الرجل الذي يحمل طابع التسلط في كثير من الفئات المجتمعية والآخر المتشبع بضريبة المدنية بجميع وجُوهِها و ضغوطها للبحث عن مخرج مع صعوبة توفير سائق يعينه لما لذلك من تبعات اقتصاديا و اجتماعيا .و إذا عُرِف السبب بَطُل العجب .
و السؤال الذي يطرح نفسه هل المسألة مسألة قيادة سيارة أم هي البداية في دفع المرأة للتدرج في التخلي عن منصبها الملكي و حرسها الخاص فتصبح كغيرها من عموم نساء الأرض ؟و هل سيتغير التركيب الاجتماعي و الثقافي للدولة ذات النظام الإسلامي الوحيد في الحكم أم أن مجتمعاتها ستفطِن للأهداف أعدائها الساعية لإفسادها تمهيدا للتخلص منها , و هل سندعم الهجوم الغربي من الداخل ؟
همسة ...
يقول ابن القيِّم: (الفِكْر هو الذي ينقل من موت الفِطْنَة إلى حياة اليَقَظَة ), فالغفلة هي الداء العضال .

بقلم : ميساء باشا


التوقيع :
رسول الله علمنا من الأخلاق أطنابا
علمٌ و إيمانٌ و قول الحق إن غابا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سنتنازل, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir