دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م, 05:11 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي سؤال: هل قتل في قوله تعالى: {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}؛ بمعنى: لعن؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم ونفع بكم
ذكر الشيخ الأشقر في تفسير سورة عبس:

اقتباس:
17- {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}؛ أَيْ: لُعِنَ الإِنْسَانُ الْكَافِرُ مَا أَشَدَّ كُفْرَهُ!
فهل «قتل» هنا بمعنى «لعن»؟
وجزاكم الله خيرا


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ذو القعدة 1435هـ/22-09-2014م, 01:28 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

في تفسير الفاتحة وجزء عم:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلال الجعدار مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم ونفع بكم
ذكر الشيخ الأشقر في تفسير سورة عبس:
اقتباس:
17- {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}؛ أَيْ: لُعِنَ الإِنْسَانُ الْكَافِرُ مَا أَشَدَّ كُفْرَهُ!
فهل «قتل» هنا بمعنى «لعن»؟
وجزاكم الله خيرا

هذا من باب تفسير اللفظ بلازم معناه في الجملة، لا أنّ لفظة "قتل" معناها "لعن" ، وإنما المراد أن هذا الأسلوب عند العرب يفيد بمجموعه هذا المعنى، وهذا على أحد الأقوال في تفسير الآية ؛ فإنّ العلماء اختلفوا في هذا الأسلوب هنا على قولين:
القول الأول: أنه للتعجّب، وعلى هذا فلا يراد به حقيقة اللعن، وإن استعمل لفظه أو ما يقاربه ويدلّ عليه كالقتل والإماتة والهلاك ، وكما يقال: ثكلته أمّه، وتربت يده، ورغم أنفه، ونحو ذلك مما يراد به ما يفيده الأسلوب من المعنى لا حقيقة مدلول الألفاظ في غير هذا التركيب.
قال ابن قتيبة: (باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه من ذلك الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع:كقول الله عز وجل: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}، و{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}، و{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} وأشباه ذلك.
ومنه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم، للمرأة: «عقرى حلقى»، أي عقرها الله، وأصابها بوجع في حلقها.
وقد يراد بهذا أيضا التعجب من إصابة الرجل في منطقه، أو في شعره، أو رميه، فيقال: قاتله الله ما أحسن ما قال، وأخزاه الله ما أشعره، ولله درّه ما أحسن ما احتج به.
ومن هذا قول امرئ القيس في وصف رام أصاب:
فهو لا تنمي رميّته .. ما له لا عُدّ مِن نَفَرِه
يقول: إذا عدّ نفره- أي قومه- لم يعدّ معهم، كأنه قال: قاتله الله، أماته الله. وكذلك قولهم: هوت أمّه، وهبلته، وثكلته.
قال كعب بن سعد الغنوي:
هَوَتْ أمُّه ما يبعث الصُّبحُ غادِيًـا .. وما ذا يؤدِّي اللَّيلُ حين يؤوبُ)ا.هـ.
ومن ذلك قول حسّان بن ثابت من شعره في الجاهلية:
إنّ التي ناولتني فرددتها .. قُتِلَتْ - قُتِلْتَ - فهاتها لم تقتل
فهذا دعاء لا يراد به حقيقة معناه عند العرب، وإنما يخرج مخرج الذم.
القول الثاني: أنه للتوبيخ، فيكون مدلول اللفظ مراداً به الإنسان الكافر ، وأنّه مطرود من رحمة الله لكفره، ويكون معنى جملة "قتل الإنسان" بمثابة الدعاء عليه باللعنة، لأنّ قتله الحقيقي هو حرمانه من رحمة الله تعالى، وأنه بغير هذه الرحمة لا اعتبار لحياته.
وفي تفصيل ذلك تخريجان:
أحدهما: أنه على التقريب ، فإنّ العرب توقع الفعل على من استوجب سببه وقارب أن يقع عليه حكمه، ومن ذلك قول كعب بن زهير:
يسعى الوشاة جنابيها وقولهم .. إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول

والآخر: أنه على الحرمان من حقيقة الحياة التي يسعد بها المرء، فيكون المراد أنه حرم حياته الحقيقية وأن حياته بغير ذلك حياة لا طعم لها ولا حقيقة فهو في حكم الميت، لأن حياته لا اعتبار لها.
وفي هذا المعنى قول عبيد الله بن عبد الله بن عتبة:
ألا من لنفس لا تموت فينقضي .. شقاها ولا تحيا حياة لها طعم
فما يذكره بعض العشاق من القتل وهم أحياء إنما يريدون به ما حرموه من الحياة الطيبة التي يأنسون بها ويطمئنون لها لمّا شقوا بعذاب العشق، فيكون أحدهم كالمقتول، من يحبّها هي التي قتلته قتلاً ليس بالذبح وإنما بحرمان طيب الحياة وطعمها وراحتها.
ومن ذلك قول الأحوص:
إني لآمل أن تدنو وإن بَعُدَت .. والشيء يُؤمل أن يدنو وإن بعدا
أبغضت كل بلاد كنت آلفها .. فما ألائم إلا أرضها بلدا
يا للرجال لمقتول بلا تِرَةٍ .. لا يأخذون له عقلا ولا قودا
إن قربَت لم يُفِقْ عنها وإن بعدت .. تقطّعت نفسه من حبّها قِددا

وقول الحسين بن مطير:
ويا عجبا من حب من هو قاتلي .. كأني أجزيه المودّة من قتلي

وقول عمر بن أبي ربيعة:
أستعين الذي بكفّيه نفعي.. ورجائي على التي قتلتني
ولقد كنت قد عرفت وأبصر .. تُ أموراً لو أنّها نفعتني

وقوله:
إنّ طرفي دلّ الفؤاد عليها .. ففؤادي كالهائم المقتول

وقد يسلو المحبّ من بلائه ويتعافى من دائه ثمّ يجدّده عليه ما يذكّره به، ومن ذلك قول ابن الدمينة:
ألا يا حِمى وادي المياه قتلتَني .. أباحك لي قبل الممات مبيح
ولي كبد مقروحة من يبيعني .. بها كبداً ليست بذات قروح


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir