المبحثُ الأولُ: في أركانِ التشبيهِ
أركانُ التشبيهِ أربعةٌ: المشبَّهُ والمشبَّهُ به، ويُسَمَّيانِ طرَفَي التشبيهِ، ووجْهُ الشَّبهِ والأداةُ. والطرَفانِ إمَّا حِسِّيَّانِ نحوُ: الورَقُ كالحريرِ في النعومةِ، وإمَّا عَقْليَّانِ نحوُ: الجهْلُ كالموتِ، وإمَّا مُختلفانِ نحوُ: خُلُقُهُ كالعِطْرِ.
ووجهُ الشبَهِ: هوَ الوصْفُ الخاصُّ الذي قُصِدَ اشتراكُ الطرَفَيْنِ فيه، كـ (الهدايةِ) في (العلْمِ) و(النورِ).
وأداةُ التشبيهِ: هيَ اللفظُ الذي يَدُلُّ على معنى المشابَهةِ، كالكافِ و(كأنَّ)، وما في معناهما.
والكافُ يَليها المشبَّهُ به، بخلافِ (كأنَّ) فيَلِيها المشبَّهُ، نحوُ:
كأنَّ الثرَيَّا راحةٌ تَشْبُرُ الدُّجى ..... لتَنْظُرَ طالَ الليلُ أَمْ قدْ تَعَرَّضَا
و (كأنَّ) تُفيدُ التشبيهَ إذا كان خبَرُها جامدًا، والشكَّ إذا كان خبَرُها مشتَقًّا، نحوُ: (كأنَّكَ فاهمٌ). وقدْ يُذكَرُ فعلٌ يُنْبِئُ عن التشبيهِ، نحوُ قولِه تعالى: {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا}.
وإذا حُذِفَتْ أداةُ التشبيهِ ووَجْهُه يُسَمَّى تشبيهًا بليغًا، نحوُ: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا}، أيْ: كاللباسِ في السِّتْرِ.