دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير وأصوله > مقدمة التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ذو القعدة 1429هـ/9-11-2008م, 01:00 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي تحرج السلف عن القول في القرآن بلا علم

وَلِهَذَا تَحَرَّجَ جَمَاعَةٌ مِن السَّلَفِ عَنْ تَفْسِيرِ مَا لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِهِ ، كَمَا رَوَى شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : " أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي ، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ؛ إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لَمْ أَعْلَمْ " ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ العَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ : {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } [ سُورَةُ عَبَسَ : 31] فَقَالَ : " أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إنْ أَنَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لاَ أَعْلَمُ " - مُنْقطِعٌ -
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَيْضًا حَدَّثَنَا يَزِيدُ عَنْ حُمَيدٍ : عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ قَرأَ عَلَى الْمِنْبَرِ : {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } فَقَالَ : " هَذِهِ الفَاكِهَةُ قَدْ عَرَفْنَاها فَمَا هُوَ الأَبُّ ؟ " ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِِهِ فَقَالَ : " إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكلُّفُ يا عمرُ "
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَفِي ظَهْرِ قَمِيصِهِ أَرْبَعُ رِقَاعٍ فَقَرَأَ : {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فَقَالَ : " وما الأبُّ ؟ " فَقَالَ : " إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكلُّفُ ، فَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ تَدْرِيهِ ؟ "
وَهَذَا كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُمَا - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - إِنَّمَا أَرَادَا اسْتِكْشَافَ مَاهِيَّةِ الأَبِّ ، وَإِلاَّ فَكَوْنُهُ نَبْتًا مِن الأَرْضِ ظَاهِرٌ لاَ يُجْهَلُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا }.
وَقَالَ ابنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بنُ إِبْرَاهيمَ قَالَ : حَدَّثَنا ابنُ عُليَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَن ابنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ آيَةٍ لَوْ سُئلَ عَنْهَا بَعْضُكُم لَقَال فِيها ، فَأَبَى أَنْ يَقُولَ فِيهَا . إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ ابنَ عبَّاسٍ عَنْ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ، فَقَالَ ابنُ عبَّاسٍ فَمَا : {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }[سُورَةُ الْمَعَارِج : 4] فَقَالَ الرَّجلُ : إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِتُحَدِّثَني ، فَقَالَ ابنُ عبَّاسٍ : " هُمَا يَوْمَانِ ذَكَرَهُمَا اللهُ فِي كِتَابِهِ ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِهِمَا . " فَكَرِه أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لاَ يَعْلَمُ .
وَقَالَ ابنُ جَرِيرٍ : حَدَّثني يَعْقُوبُ بنُ إِبْرَاهيمَ قالَ : حدَّثَنا ابنُ عُليَّةَ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ عَن الْوَلِيدِ بنِ مُسْلِمٍ قَالَ : جَاءَ طَلْقُ بنُ حَبِيبٍ إِلَى جُنْدُبِ بنِ عَبْدِِ اللهِ فَسَألَهُ عَنْ آيَةٍ مِن القُرْآنِ فَقَالَ : " أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا لَمَّا قُمْتَ عنِّي " أَوْ قالَ : أَنْ تُجَالِسَنِي .
وَقَالَ مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ عن سعيد بْنِ الْمُسَيَّبِ : إِنَّهُ كَانَ إِذَا سُئلَ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِن القُرْآنِ قالَ : " إِنَّا لاَ نَقُولُ فِي القُرْآنِ شَيْئًا ."
وَقَالَ اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بنِ الْمُسَيَّبِ : إِنَّهُ كَانَ لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ فِي الْمَعْلُومِ مِن القُرْآنِ .
وَقَالَ شُعْبَةُ : عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ سَعِيدَ بنَ الْمُسيَّبِ عَنْ آيَةٍ مِن الْقُرْآنِ فَقَالَ : لاَ تَسْأَلْنِي عَن القُرْآنِ ، وَسَلْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ . " يَعْنِي عِكْرِمَةَ .
وَقَالَ ابنُ شَوْذَبَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بنُ أَبِي يَزِيدَ قالَ : كُنَّا نَسْأَلُ سَعِيدَ بنَ الْمُسَيَّبِ عَن الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ ، فإِذَا سَأَلْنَاهُ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِن الْقُرْآنِ سَكَتَ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْ .
وقالَ ابنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : " لَقَدْ أَدْرَكْتُ فُقَهَاءَ الْمَدِينَةِ ، وَإنَّهُم لَيُعَظِّمُونَ الْقَوْلَ فِي التَّفْسِيرِ ، مِنْهُم سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ ، وَسَعِيدُ ابْنُ المسيَّبِ ، وَنَافِعٌ .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ اللَّيثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : " مَا سَمِعْتُ أَبِي تَأَوَّلَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ قطُّ . "
وَعَنْ أَيُّوبَ ، وَابْنِ عَوْنٍ ، وَهِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : سَأَلْتُ عَبِيْدَةَ السَّلْمَانِيَّ عَنْ آيَةٍ مِن القُرْآنِ ، فَقَالَ : " ذَهَبَ الَّذِين كَانُوا يَعْلَمُونَ فِيما أُنزِلَ القُرْآنِ ، فَاتَّقِ اللهَ ، وَعَلَيْكَ بِالسَّدادِ . "
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : حَدَّثَنا مُعَاذٌ عَن ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " إِِذَا حَدَّثْتَ عَنْ اللهِ فَقِفْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ " . حَدَّثَنا هُشَيْمٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهيمَ قَالَ : كَانَ أَصْحَابُهُ يَتَّقُونَ التَّفسيرَ وَيَهَابُونَهُ .
وَقَالَ شُعْبَةُ عَن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي السَّفَرِ ، قَالَ : قالَ الشَّعبيُّ : " وَاللهِ مَا مِنْ آيَةٍ إِلاَّ وَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا، وَلَكِنَّهَا الرِّوايةُ عَن اللهِ ."
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَنْبَأنَا عُمَرُ بنُ أَبِي زَائِدَةَ عَن الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : " اتَّقُوا التَّفسِيرَ ؛ فَإِنَّمَا هُوَ الرِّوايةُ عَنِ اللهِ . "
فهَذِهِ الآثارُ الصَّحيحةُ ، وَمَا شَاكَلَهَا عَنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ مَحْمُولَةٌ عَلَى تَحَرُّجِهِم عَن الْكَلاَمِ فِي التَّفْسِيرِ بِمَا لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِهِ ، فَأَمَّا مَنْ تَكَلَّمَ بِما يَعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ لُغَةً وَشَرْعًا فَلاَ حَرَجَ عَلَيْهِ ؛ وَلِهَذَا رُوِيَ عَنْ هَؤُلاَءِ وَغَيْرِهِم أَقْوَالٌ فِي التَّفْسِيرِ ، وَلاَ مُنَافَاةَ ؛ لأنَّهُم تَكَلَّمُوا فِيمَا عَلِمُوهُ وَسَكتُوا عَمَّا جَهِلُوهُ ، وَهَذَا هُوَ الوَاجِبُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ ، فَإِنَّهُ كَمَا يَجِبُ السُّكوتُ عَمَّا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ ، فَكَذَلِكَ يَجِبُ القَوْلُ فِيمَا سُئِلَ عَنْهُ مِمَّا يَعْلمُهُ ؛ لِقَولِهِ تَعَالَى: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} [ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : 187] ، وَلِمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ مِنْ طُرُقٍ : " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ . "


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السلف, تحرج

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir