قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (اللطيف أصل اللطف في الكلام خفاء المسلك ودقة المذهب.
واستعماله في الكلام على وجهين يقال فلان لطيف إذا وصف بصغر الجرم وفلان لطيف إذا وصف بأنه محتال متوصل إلى أغراضه في خفاء مسلك وفلان لطيف في علمه يراد به أنه دقيق الفطنة حسن الاستخراج له.
فهذا الذي يستعمل منه وهو في وصف الله يفيد أنه المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون وهذا مثل قول الله تعالى: {ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
فأما اللطف الذي هو قلة الأجزاء فهو مما لا يجوز عليه سبحانه.
الخبير قال أبو علي أخذ هذه الكلمة أبو إسحاق من قولهم خبرت الأرض إذا شققتها وفلان خبير بالشيء إذا كان عالما به.
وكأنه هو الذي بحث عن ذلك الشيء حتى شق عنه الأرض قال أبو علي وهو عندنا من الخبر الذي يسمع لأن معنى الخبير العالم وقال:
إذا لاقيت قومي فأسأليهم ...كفى قوما بصاحبهم خبيرا
فالعلم أبدا مع الخبر فما حاجة أبي إسحاق إلى أن يأخذه من الخبر والشق). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]