دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > مختصر عبد الغني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ربيع الثاني 1431هـ/30-03-2010م, 03:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

ذكر بعده : سعد بن أبي وقاص ،
كنيته أبو إسحاق ، سعد بن أبي وقاص ، اسم أبي وقاص : مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة ، فهو من بني زهرة ، وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أم النبي صلى الله عليه وسلم من بني زهرة بن كلاب ، هكذا .

أم سعد : حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، أمه من بني أمية ، فأعمامه بنو زهرة وأخواله بنو أمية .
أسلم قديما ، حتى روي عنه أنه يقول : لقد رأيتني وإني لثلث الإسلام ، يعني أنه ثالث من أسلم ، فمعناه أنه أسلم بعد أبي بكر ، وكأنه لم يعد غيره ، ما عد عليا لأنه صغير ، ولم يعد زيدا لأنه من الموالي ، ولم يعد بلالا لأنه مملوك ، ولم يعد خديجة لأنها من النساء ، ويمكن أنه عد عليا ولم يعد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه الذي دعا إلى الإسلام ، هكذا .
ذكروا أنه أسلم قديما وشهد بدرا والمشاهد كلها ، ما تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من المشاهد ، وأنه أول من رمى سهما في سبيل الله ، أول من رمى في سبيل الله في سرية من السرايا ، في جيش فيهم أبو سفيان ، لقوهم بصدر رابغ في أول سنة قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رابغ : المدينة المعروفة .
يقول: نقل عن الزبير بن بكار أن هذا كان في سرية عبيد الله بن الحارث بن عبد المطلب ، كان القتال في أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين ، وهي أول سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم ليلقوا عيرا لقريش ، تراموا بالسهام ولم يكن بينهم مسايفة ، فكان سعد هو أول من رمى .
سعد رضي الله عنه كان من الشجعان ، ولأجل ذلك تولى القتال ، وبالأخص وقعة القادسية ، وذلك لأنه لما ولاه عمر رضي الله عنه أميرا وإماما على العراق ، كان يقيم الغزوات ، فجاءت هذه الغزوة التي حصل بها نصر عظيم للمسلمين ، كان هو الذي يدبرها ، وهو الذي يجهز الجيوش بما يلزم ، إلى أن حصل النصر بإذن الله .
ثم ذكر أن أهل العراق اشتكوه حتى قالوا : إنه لا يحسن أن يصلي ، قد عرف أن أهل العراق من قديم ، أنهم مُجمَّعون ، ولأجل ذلك تحصل منهم كثير من الفتن ، ولما اشتكوه سأله عمر إنهم اشتكوك حتى في الصلاة ، فذكر له صفة صلاته ، فقال : ذاك الظن بك يا أبا إسحاق .
ثم بعث عمر رضي الله عنه من يسأل أهل العراق عنه ، فكلما جاءوا إلى قبيلة سألوهم فأثنوا عليه خيرا ، حتى جاءوا إلى مسجد لبني عبس ، فقام فيه رجل فقال : إن تسألنا عن سعد فإنه كان لا يعدل في الرعية ولا يخرج في السرية ولا يقسم بالسوية ، فقال سعد رضي الله عنه : اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره وأعم بصره وعرضه للفتن ، فبلغ سنا سقطت حاجبه على عينيه ، وفقد البصر ، وكان يمشي في السكك يتعرض للجواري يغمزهن ، يقول : شيخ مفتون أصابتني دعوة سعد .
كان سعد مستجاب الدعوة ؛ لأنه قال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ، فقال : ((أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)) فكان لا يأكل إلا حلالا ، لا يأكل شيئا فيه شبهة ، فكان مستجاب الدعوة .
كان في حجة الوداع ، أصابه مرض حتى أشفق عليه من الموت عاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني امرؤ ذو مال ، ولا يرثني إلا ابنة ، بنت واحدة ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال : ((لا)) ، قال : فالشطر ؟ قال : ((لا)) ، قال : فالثلث ؟ قال : ((الثلث والثلث كثير ، إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس)).
شفي من ذلك المرض ، كان في ذلك الوقت ما له إلا بنت واحدة ، تزوج بعد ذلك وولد له أولاد .
يقول : له من الولد : محمد ، قتله الحجاج ، وعمر قتله المختار بن أبي عبيد ، وعامر ومصعب ، روي عنهم الحديث ، وعمير وصالح وعائشة ، بنو سعد ، فيكون له من الأولاد سبعة .
بالنسبة إلى عمر بن سعد ، قتله المختار ، وذلك لأنه الذي تولى الجيش الذي قتل الحسين ، أمير السرية التي قتلت الحسين ، لما قدم ابن زياد على العراق جهز جيشا من ألفين ، وجعل أميره عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فكان هو الذي على تلك السرية .
وذكروا أيضا أنه كان في سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، ولكن سرية عبيدة قبل وقعة بدر ؛ لأن عبيدة بن الحارث قتل في بدر ، تلك السرية هي أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين ، هكذا في صحيح مسلم عن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في ثقيف كذابا ومبيرا)) أما الكذاب فإنه المختار ، وأما المبير فإنه الحجاج ، هكذا .
بالنسبة إلى عامر ومصعب ، هما من رواة الحديث .
مات سعد بقصره في العقيق على عشرة أميال من المدينة ، حمل على رقاب الرجال إلى المدينة ، سنة خمس وخمسين ، وسنه بضع وسبعون ، فهو آخر من مات من العشرة ، عاش بضعا وسبعين .
لما وقعت تلك الفتن : وقعة في الجمل ووقعة صفين ، تلك الوقائع ، اعتزلها ، بل ذكروا أنه خرج في البراري ، خرج إلى البرية وانقطع عن الناس وعن مخالطة الناس حتى إنه قال :
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ ....... عـوى وصـوت إنسـان فكـدت أطير
أي أنه يستأنس بالوحوش ويستأنس بالبرية ولا يحب أن يراه أحد ولا يرى أحدا من الناس ، يخشى أنه إذا جاءه إنسان اجتذبه إلى تلك الفتن التي حصل فيها قتال بين المسلمين ، الذين في الجمل وفي صفين وفي غيرها ، فانقطع رضي الله عنه إلى أن هدأت الأمور ، رجع إلى قصره الذي في المدينة ، بالعقيق ، على عشرة أميال من المدينة وتوفي فيه رضي الله عنه ، حمله الرجال على الرقاب عشرة أميال إلى المدينة ، لم يحملوه على حمار ولا على فرس ، مع أن عشرة الأميال قد تقارب سبعة عشر كيلو ، وهم يمشون على أرجلهم ، وذلك من تقديرهم وتوقيرهم له رضي الله عنه.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متن, إسحاق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir