دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 18 ربيع الثاني 1441هـ/15-12-2019م, 03:11 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي




1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس)

.
هذا قول عائشة رضى الله عنها في المراد باللغو :وهو مايسبق على اللسان من اليمين بغير قصد
رواه ابن جرير من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها بهذا اللفظ
ورواه النسائى وابن جرير أيضا من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها بلفظه بدون {وما يتراجع به الناس}
ورواه ابن جرير من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عنها وفي بعضها زيادة كقولها {يصل بها كلامه}
ورواه ابن جرير من طرق كثيرة عن عطاء عنها بألفاظ متقاربة
ورواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة بلفظ {يتدارءون في الأمر لايعقد عليه قلوبهم}
وروى ابن جرير نحو هذا القول عن ابن عباس من طريق عكرمة و قول مجاهد من طريق منصور عن الحكم عنه وقول الشعبي من طرق عن المغيرة عنه ومن طرق عن ابن عون عنه وقول عكرمة من طريق عاصم الأحول وقول أبي قلابة من طريق أيوب وقول أبي صالح من طريق اسماعيل بن أبي خالد

و بنحو هذا القول قال آخرون : -: كلّ يمينٍ وصل الرّجل بها كلامه على غير قصدٍ منه إيجابها على نفسه
وهو قول إبراهيم رواه ابن جرير من طريق هشام الدستوائى عن حماد عنه وقول مجاهد من طريق منصور عن الحكم عنه

حجة هذا القول: مارواه ابن جرير من طريق عوف الأعرابي عن الحسن البصرى مرسلا
قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقومٍ ينتضلون يعني يرمون ومع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من أصحابه، فرمى رجلٌ من القوم، فقال: أصبت واللّه وأخطأت فقال الّذي مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حنث الرّجل يا رسول اللّه، قال: كلاّ أيمان الرّماة لغوٌلا كفارة فيها ولاعقوبة


الأقوال الأخرى في معنى اللغو :

-هى اليمين التى يحلف عليها الحالف ويراها كذلك ثم ينبين أنها بخلاف ذلك
وهو قول أبي هريرة رواه ابن جرير من طريق أبي معشرعن محمد بن قيس عنه وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق العوفيين ورواه بلفظ آخر مقارب من طريق على بن أبي طلحة وقول الحسن من طرق مختلفة عنه وقول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح وقول ابن أبي نجيح من طريق عيسى وقول إبراهيم وقتادة والسدى وأبي مالك والربيع ومكحول والشعبي قول آخر وقول لعائشة رضي الله عنها رواه ابن أبي حاتم بصيغة التضعيف من طريق ابن شهاب عن عروة عنها ورواه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن أبي رباح عنها

-وقيل هى اليمين التى يحلف بها صاحبها حال الغضب عن غير قصد
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق عطاء عن وسيم عن طاووس عنه ورواه ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن طاووس عنه ، وقول طاووس من طريق أبي حمزة عن عطاء عنه
وحجة هذا القول :الحديث المرفوع الذي رواه ابن جرير من طريق الزهرى عن يحيى بن كثير عن طاووس عن ابن عباس يرفعه إلى النبي {لايمين في غضب}

-وقيل اللغو هو الحلف على فعل مانهى الله عنه وترك ما أمر الله به:
قول سعيد بن جبير رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق هشيم عن أبي بشر عنه ورواه ابن جرير من طرق عن داوود بن أبي هند عنه وهو قول مسروق رواه ابن جرير من طريق الشعبي عنه وقول ابن عباس أيضا
و سعيد بن جبير يرى أن عليه الكفارة ولايراها غيره إلا أن الشعبي قال كفارتها التوبة منها
حجة هذا القول مارواه ابن جرير من طريق عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين لا
وما رواه ابن جرير من طريق عليّ بن مسهرٍ، عن حارثة بن محمّدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من حلف على يمين قطيعة رحمٍ، أو معصيةٍ للّه فبرّه أن يحنث بها ويرجع عن يمينه.

-وقيل :بمعنى دعاء الحالف على نفسه إن لم يفعل كذا وكذا أو بمعنى الشرك والكفر
وهو قول زيد بن أسلم رواه ابن جرير من طريق يحيى بن أيوب عنه بلاواسطة تارة و رواه ابن جرير أيضا وابن أبي حاتم من ذات الطريق بواسطة ابن عجلان وعمرو بن الحارث تارة أخرى بألفاظ متقاربة
وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه وهو قوله :أن يقول هو كافر بالله وهو إذن يشرك بالله

-وقيل اللغو من الأيمان ماكانت فيه كفارة وهو أن يحلف على شىء فيه إضرار ثم يرى غيره خيرا منه فيتركه ويكفر عن يمينه
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة والضحاك من طريق جويبر

-وقيل هوما حنث فيه الحالف ناسيا
وهو قول إبراهيم رواه عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق هشيم عن مغيرة عنه
دراسة الأقوال:
قال ابن عطية :وطريقة النظر أن يتأمل لفظة اللغو ولفظة الكسب، ويحكم موقعهما في اللغة، فكسب المرء ما قصده ونواه، واللغو ما لم يتعمده أو ما حقه لهجنته أن يسقط، فيقوى على هذه الطريقة بعض الأقوال المتقدمة ويضعف بعضها

وتفصيل ما قاله ابن عطية عند أبن جرير :
قال أبو جعفر: و"اللغو" من الكلام في كلام العرب، كل كلام كان مذموما وسقطا لا معنى له مهجورا، يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغو لغوا" إذا قال قبيحا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) ، وقوله: (وإذا مروا باللغو مروا كراما). ومسموع من العرب:"لغيت باسم فلان"، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح. فمن قال:"لغيت"، قال:"ألغى لغا"، وهي لغة لبعض العرب،
فإذا كان"اللغو" ما وصفت، وكان الحالف بالله:"ما فعلت كذا" وقد فعل،"ولقد فعلت كذا" وما فعل - واصلا بذلك كلامه على سبيل سبوق لسانه من غير تعمد إثم في يمينه، ولكن لعادة قد جرت له عند عجلة الكلام = والقائل:"والله إن هذا لفلان" وهو يراه كما قال، أو:"والله ما هذا فلان! " وهو يراه ليس به = والقائل:"ليفعلن كذا والله - أو: لا يفعل كذا والله" على سبيل ما وصفنا من عجلة الكلام وسبوق اللسان للعادة، على غير تعمدحلف على باطل = والقائل:"هو مشرك، أو هو يهودي أو نصراني، إن لم يفعل كذا - أو إن فعل كذا" من غير عزم على كفر أو يهودية أو نصرانية = (جميعهم قائلون هجرا من القول وذميما من المنطق، وحالفون من الأيمان بألسنتهم ما لم تتعمد فيه الإثم قلوبهم = كان معلوما أنهم لغاة في أيمانهم، لا تلزمهم كفارة في العاجل، ولا عقوبة في الآجل، لإخبار الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذ عباده، بما لغوا من أيمانهم، وأن الذي هو مؤاخذهم به، ما تعمدت فيه الإثم قلوبهم.

وإذ كان ذلك كذلك = وكان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه"، كان بينا أن من ألزم الكفارة في عاجل دنياه فيما حلف به من الأيمان فحنث فيه، وإن كانت كفارة لذنبه، فقد واخذه الله بها بإلزامه إياه الكفارة منها، وإن كان ما عجل من عقوبته إياه على ذلك، مسقطا عنه عقوبته في آجله. وإذ كان تعالى ذكره قد واخذه بها، فغير جائز لقائل أن يقول وقد وأخذه بها: هي من اللغو الذي لا يؤاخذ به قائله.
فإذ كان ذلك غير جائز، فبين فساد القول الذي روي عن سعيد بن جبير أنه قال:"اللغو الحلف على المعصية"، لأن ذلك لو كان كذلك، لم يكن على الحالف على معصية الله كفارة بحنثه في يمينه. وفي إيجاب سعيد عليه الكفارة، دليل واضح على أن صاحبها بها مؤاخذ، لما وصفنا من أن من لزمه الكفارة في يمينه، فليس ممن لم يؤاخذ بها.
فإذا كان"اللغو" هو ما وصفنا = مما أخبرنا الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذنا به - وكل يمين لزمت صاحبها بحنثه فيها الكفارة في العاجل، أو أوعد الله تعالى ذكره صاحبها العقوبة عليها في الآجل، وإن كان وضع عنه كفارتها في العاجل - فهي مما كسبته قلوب الحالفين، وتعمدت فيه الإثم نفوس المقسمين. وما عدا ذلك فهو"اللغو"،


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).

رواه عبد الله بن وهب من طريق محمد بن طلحة ورواه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم من طريق أبي اسحاق عن رجل من بنى تميم عنه ورواه ابن جرير وابن حجر في التغليق من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عنه
وقد صرح ابن أبي حاتم باسم الرجل التميمى قال :واسمه أربد التميمى
ورواه ابن جرير من طريق العوفي عنه بلفظ : وهو القرآن، شاهدٌ على التّوراة والإنجيل، مصدّقًا لهما {مهيمنًا عليه} يعني: أمينًا عليه، يحكم على ما كان قبله من الكتب
وقال بعض المفسّرين: المهيمن الشّهيد والشّاهد، وقيل: الرّقيب، وقيل: الحفيظ ، ذكره صاحب عمدة القاري
.
-وقيل أمينا : وهو قول لابن عباس رواه ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال: والمهيمن الأمين والقرآن أمين على كل كتاب قبله
وهو قول سعيد بن جبير رواه ابن جرير من طريق على بن بذيمة والحسن رواه ابن جرير من طريق أبي رجاء عنه وصرح الحسن بأنه قول عكرمة

-وقيل سيدا
قول ابن عباس رواه ابن أبي حاتم من طريق العوفيين عنه

قال ابن حجر في الفتح: قوله المهيمن القرآن أمينٌ على كل كتاب قبله أورد بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله تعالى ومهيمنا عليه قال القرآن أمينٌ على كلّ كتابٍ كان قبله وروى عبد بن حميدٍ من طريق أربدة التّميمي عن بن عبّاس في قوله تعالى ومهيمنا عليه قال مؤتمنا عليه وقال بن قتيبة وتبعه جماعةٌ مهيمنًا مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً وقد أنكر ذلك ثعلبٌ فبالغ حتّى نسب قائله إلى الكفر لأنّ المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغّر والحقّ أنّه أصلٌ بنفسه ليس مبدلًا من شيءٍ وأصل الهيمنة الحفظ والارتقاب تقول هيمن فلانٌ على فلانٍ إذا صار رقيبًا عليه فهو مهيمنٌ قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلّا أربعة ألفاظٍ مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).

وأما مجاهد فقد فسر المراد بمهيمنا عليه :مؤتمنا عليه لكن أراد به النبي صلى الله عليه وسلم لا القرآن فقد روى ابن جرير من طرق وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح عنه قوله محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن و من طريق حجاج عن ابن جريج عنه بلفظ: مؤتمنًا على القرآن وشاهدًا ومصدّقًا
التوجيه لقول مجاهد :وجهه في قوله تعالى {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}
ووجه ذلك أن المهيمن في اللغة من الهيمنة وأصله الحفظ والإرتقاب يقال هيمن فلان على الشيء إذا حفظه ورقبه فهو عليه مهيمن فالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن بحفظه وتبليغه كما أنزل لايبدل ولايزيد ولاينقص وكما قال تعالى {وما هو على الغيب بضنين} فمن هذه الجهة ربما يكون فسرها مجاهد وهذا التفسير لايناقض تفسير جمهور السلف بأن المهيمن وصف للقرآن لا للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأن النبي إذا كان مؤتمنا على تبليغ الوحى وقد فعل فالوحى بنفسه مشتمل على مايشهد بأنه مهيمن على ماسبقه من الكتب السماوية فما صدقه منها فهو الصدق والعكس بالعكس فالقرآن مهيمن على ماسبقه وحاكم وشهيد عليه والرسول مهيمن وشاهد ومؤتمن على مافي القرآن والله اعلم
وقد رد هذا التأويل ابن جرير وقال هو بعيد من المفهوم من كلام العرب بل هو خطأ .والله أعلم بمراده

الأقوال الأخرى:
-شهيدا عليه :
وهو قول آخر لابن عباس رواه ابن جرير من طريق على بن أبي طلحة عنه
وقول قتادة رواه عبد الرزاق عن معمر عنه وقول السدي من طريق أسباط

-وقيل المهيمن :المصدق
وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب قال: مصدّقًا عليه. كلّ شيءٍ أنزله اللّه من توراةٍ أو إنجيلٍ أو زبورٍ فالقرآن مصدّقٌ على ذلك، وكلّ شيءٍ ذكر اللّه في القرآن فهو مصدّقٌ عليها وعلى ما حدّث عنها أنّه حقٌّ
الترجيح:
قال أبو عبيد :يقال هيمن على الشيء يهيمن إذا كان له حافظا وهذه الأقوال كلها متقاربة المعاني لأنه إذا كان حافظا للشيء فهو مؤتمن عليه وشاهد وقرأ مجاهد وابن محيص (ومهيمنا عليه) بفتح الميم وقال مجاهد أي محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن)
قال ابن جرير :أنزلنا الكتاب الّذي أنزلناه إليك يا محمّد مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنّها حقٌّ من عند اللّه، أمينًا عليها، حافظًا لها.
وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل. إلاّ أنّهم اختلفت عباراتهم عنه
ففي كلامهم رحمهم الله مايبين أن كل ماذكر في معنى المهيمن صحيح وهو من باب تفسير الشيء ببعض معناه والله أعلم

. 3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»

قول عبد الله بن الزبير رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق ابن جريج عن محمد بن المرتفع عنه
ورواه سعيد بن منصور في سننه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي كما في الدر المنثور للسيوطى ووقفت عليه عند ابن أبي حاتم غير مسندا
وروى بنحو هذا القول عن على رضي الله عنه والسدى كما في الدر المنثور
وهو قول الفراء واختيار البخاري
الأقوال الأخرى :
تسوية المفاصل والأبدان دلالة أنكم خلقتم للعبادة وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه
وقول قتادة رواه ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ كما في الدر المنثور ولم أقف عليه
وذكر الماوردى أقوالا أخرى :
-في خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ونسبه لابن زيد
-في حياتكم وموتكم وما يدخل ويخرج من طعامكم ونسبه للسدي
-في الكبر بعد الشباب والضعف بعد القوة والشيب بعد السواد ونسبه للحسن
-ويحتمل سادسا أنه نجح العاجز وحرمان الحازم
ولم أقف عليه كما نسبه لابن زيد والحسن
واالراجح :
ما ذكره ابن جرير أن معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم
فالآية تحتمل جميع هذه المعانى وهى من باب التفسير بالمثال

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام)
الصراط في اللغة :هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ثم تستعيره العرب في كل قول او عمل وصف بالإستقامة أو الاعوجاج،ذكره الطبري
الأقوال في المراد بالصراط المستقيم :
- الإسلام :قول جابر رضي الله عنه : رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه من طريق الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق معاوية بن صالح عن النواس بن سمعان مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق ميمون بن مهران عنه وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم من طريق ابن وهب
ورواه ابن جرير عن ابن الحنفية بلفظ دين الله الذي لايقبل من العباد غيره وعن ابن عباس وابن مسعود أيضا أنه الإسلام
ورواه عبد بن حميد عن أبي العالية كما في الدر المنثور :تعلموا الإسلام فإذا علمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإن {الصراط المستقيم} الإسلام ولا تحرفوا يمينا وشمالا
-القرآن:رواه ابن جرير من طريق حمزة الزيات عن على موقوفا عليه ومرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك رواه ابن جريروابن أبي حاتم عن على مرفوعا من طريق الحارث
وهو قول ابن مسعود رواه الحاكم في مستدركه من طريق أبي وائل عنه
وقول أبي وائل رواه ابن جرير من طريق سفيان عن منصور عنه
-هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده :وهو قول أبي العالية رواه ابن جريروابن أبي حاتم من طريق عاصم عنه وصدقه الحسن في الخبر
ورواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس من طريق أبي العالية عنه
-وفسر بالطريق الهادى لدين الله وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق ابن جريج ومن طريق الضحاك
-وفسر بالحق :وهو قول مجاهد رواه ابن أبي حاتم من طريق عمر بن ذر عنه وقول ابن عباس من طريق الضحاك قال ألهمنا دينك الحق وهو لا إله إلا الله وحده لاشريك له
وأرى أن هذا القول يرجع إلى القول الأول وهو الإسلام
توجيه الأقوال :
القول بأن الصراط هو الإسلام وفي تفسير الصراط بالإسلام حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأصل في تفسير المراد بالصراط لأنه تفسير نبوى
وأما القول بأنه القرآن وفيه حديث مرفوع وفيه ضعف ولكن معناه صحيح وهو تفسير الإسلام بجزء من معناه فمن معانى الإسلام الإقرار بالشهادتين والإيمان بالكتب والقرآن هو كتاب الله المشتمل على دين الإسلام بشرائعه وعقائده وآدابه
ومن فسره بأنه رسول الله فهو تفسير بلازم المعنى وذلك أن دين الإسلام لابد له من داع يدعو إليه ويبينه وهو رسول الله فلاسبيل للإهتداء إلى هذا الدين إلا من طريق الرسول ومن سلك مسلكه واهتدى بهديه خاصة أبو بكر وعمر
-ومن فسره بالحق فهو وصف لدين الإسلام وحقيقته فهو الدين الحق الثابت الذي لايقبل الله من العباد غيره وحقيقته توحيد الله وشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله
ومن ذلك يتضح أن جميع الأقوال المذكورة تدخل في تفسير المراد بالصراط المستقيم وأولاها التفسير النبوى أنه الإسلام ويدخل فيه أنه كتاب الله ودليله قوله تعالى {يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام} ويدخل فيه القول بأنه رسول الله ودليله قوله تعالى {وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم }
فالرسول يهدى بكتاب الله تعالى إلى دين الإسلام الذي هو دين الحق والإستقامة وهو الصراط المستقيم .

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
قول أنس: رواه الترمذي وابن جريروابن أبي حاتم عن أنس مرفوعا من طريق حماد بن سلمة وفيه : قال شعيب :فأخبرت بذلك أبي العالية فقال صدق وأحسن وفي رواية ابن جرير قال أبو العالية :كذلك كانوا يقولون
وقال ابن جرير: وقد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بتصحيح قول من قال: هي الحنظلة خبرٌ، فإن صحّ فلا قول يجوز أن يقال غيره، وإلاّ فإنّها شجرةٌ بالصّفة الّتي وصفها اللّه بها
ورواه أيضا الترمذي عن قتيبة وحماد بن زيد من طرق عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفا وقال الترمذي عند ذكر رواية قتيبة وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة
وقال ورواه معمر وغير واحد ولم يرفعوه
ورواه ابن جرير الطبري عن أنس من طرق عن شعبة عن معاوية بن قرة عنه موقوفا
ورواه ابن جرير من طريق شعيب بن الحبحاب تارة عن أنس وتارة مع أبي العالية ورواه من طرق عن شعيب عنه
وهو قول مجاهد أيضا رواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عنه

الأقوال الأخرى في المراد بالشجرة الخبيثة:
-هذه الشجرة لم تخلق على الأرض:وهو قول ابن عباس رواه ابن جريرمن طريق قابوس
التوجيه:
قول أنس رضي الله عنه محمله ما رواه ابن جرير من طريق شعيب عنه قال: تلكم الحنظل، ألم تِرْوا إلى الرّياح كيف تُصَفّقُها يمينًا وشمالا؟
والمراد من قوله أن غير المؤمن لا ثبات له ولا أصل يركن إليه وهو مذبذب وهذا يؤيده ما رواه كعب بن مالك في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح تارة وتعدلها تارة ومثل المنافق كالأرزة لاتزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة }والمراد أن المنافق لاثبات له بل ظاهره كذلك بخلاف حقيقته
فالحنظلة لا جذور لها تثبتها في الأرض بل هى سطحية كما أشار إليها أنس بقوله {الشريان}وهى لا ساق لها يرتفع بها لأعلى بل تنمو على سطح الأرض وهى في مقابل تأويل الكلمة الطيبة بالنخلة التى جذورها تضرب فى أعماق الأرض ويرتفع ساقها في السماء وهذا فيه تشبيه عمل الكافر الذي لايصعد إلى الله تعالى ولايقبل منه بهذه الشجرة
وأما قول ابن عباس فربما محمله أن الشجرالخبيث لايعرف في الدنيا والله أعلم
وعلى ذلك فكما قال ابن جرير فإن القول بأنها الحنظلة هو قول أكثر السلف كما قال أبو العالية والقول المقابل له هو قول ابن عباس فكلا القولين محتمل والله أعلم

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir