دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1439هـ/15-02-2018م, 03:49 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة المرشد الوجيز

مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي


أجب على الأسئلة التالية:
1:
استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟

6:
تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1439هـ/16-02-2018م, 10:08 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

العناصر :
1/ دلالة فضل ليلة القدر وعظم شأنها
2/ إبطال قول من جعل الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان بالبراهين والأدلة
3/ الأقوال في وقت نزول الكتب السماوية
4/ الأقوال في مقصود الإنزال للقرآن الكريم
5/ دلالة نزول القرآن منجماً وحجج الرد على الكفار بذلك
6/ القول في نزول القرآن ليلة القدر وكيفيته
7/ دلالة معارضة جبريل عليه السلام للنبي الكريم في شهر رمضان.
8/القول في علة إنزال القرآن الكريم جملة واحدة في السماء الدنيا.
9/علة القول بوقت نزول القرآن للسماء السابعة قبل النبوة أم بعدها.
10/ سبب نزول القرآن جملة الى السماء الدنيا.
11/ الحكمة من من قوله ( لنثبت به فؤادك.
12/ ثبوت القراءة بالأوجه السبعة.
13/الوجوه والمعاني الحسنة في علة نزول القرآن الكريم منجماً.
14/ القول في أول مانزل من القرآن الكريم وآخر مانزل.
15/ دلالة بداية جمع القرآن الكريم وكتابته في عهد النبي الكريم.
16/ مراحل جمع القرآن الكريم.
17/ ذكر مانسخ من القرآن وأضربه بالإجماع.
18/ المصحف العثماني آخر ماجمع وثُبت على ماسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
المراد بها :
1/ الأحرف السبعة هي سبع لغات متفرقة في كتاب الله ، وعلى معنى أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش ، فهذه الأحرف هي لغة فبيلة هوازن وثقيف وهكذا ، . واختار هذا الرأي أبوعبيد القاسم بن سلام وثعلب وابن عطية وآخرون ، حجتهم أن بعض قريش لم يفهموا بعض ألفاظ القرآن إلا من بعض العرب.
2/ وقيل الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والأمثال ، أو. قيل من الأمر والنهي والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال، ورد هذا الوجه في ماذكر من الأحاديث الواردة ،أن التوسعة في الأحرف خاصة بالألفاظ وليس المعاني ،بأن يقرأ على كذا وجه للتسهيل، وليس لتغيير حكم من التوسعة لحلال أو حرام.
3/ وقيل: الأحرف السبعة هي القراءات السبع، فابن مجاهد جمع القراءات السبع للقراء السبع ،فقول أحرف سبعة أعم من قول القراءات السبع ، فهؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا وقت أن قال النبي صلى الله عليه وسلم :( أنزل القرآن على سبعة أحرف ).
4/ وأجمع كثير من العلماء أبرزهم ،الرازي وابن قتيبة وابن الجرزي ،أن المراد بالأحرف السبعة هي الأوجه السبعة لايخرج عنها الاختلاف في القراءة وهي :
-اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث.
- اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر.
- اختلاف وجوه الإعراب.
- اختلاف بالنقص والزيادة.
- الاختلاف بالتقديم والتأخير.
- الاختلاف بالإبدال.
- اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام.
واجمعوا هم وغيرهم أنه القول الذي تؤيده الأحاديث بما معناها، حتى أن الشيخ عبدالعظيم الزرقاني في كتابه مناهل العرفان ذكره وضرب الأمثلة لكل نوع ، واعترض على ذلك بحجة كيف يكون التيسير بهذا الرأي ، مما دفع النبي النبي الكريم أن يسأل الله التيسير ، وهو ممن لايوجب مشقة بذلك. والله أعلم
5/ وقيل أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات في كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعاني وتقاربها مثل ( هلم، أقبل، تعال، إلى، قصدي، نحوي، قربي )، وذهب لذلك سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب والقرطبي ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء ، وهناك من أيد هذا الرأي وهناك من اعترض عليه بحجة كيف ينسخ عثمان رضي الله عنه الأحرف الستة مماكان يقرأ بعد وفاة الرسول الكريم ، ويجاب عليه أنها من التيسير على الأمة بالقراءة بأي حرف منها ولم يوجب بالقراءة بها كلها. والله أعلم.
وقال صاحب شرح السنة:
"أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلة الواحدة".

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
قيل: الأحرف السبعة هي القراءات السبع ،وهذا قول واه جدا، وسببه اتحاد العدد بين الأحرف السبعة والقراءات التي اعتمدها ابن مجاهد وجمعها وهي قراءات سبع لقراء سبعة، والواقع أن الأحرف السبعة أعم من القراءات السبع لأنها تشملها وتشمل غيرها، ومما يدل على قلة إدراك أصحاب هذا القول هو أن هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا وقت أن قال النبي صلى الله عليه وسلم :( أنزل القرآن على سبعة أحرف )،فهل معنى ذلك أن هذا الحديث غير مفيد إلى أن ظهر هؤلاء القراء ؟

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه ،وحينها وجهت المصاحف للأمصار ، فكان في كل مصر معلمون ،كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
الشروط:
1/ صحة الإسناد ، ويقصد بها تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الشيخ أبو محمد مكي: القراءة الصحيحة ما صح سندها إلى النبي- صلى الله عليه وسلّم-، وساغ وجهها في العربية ووافقت خط المصحف وتبعه.
2/ ) أن تكون القراءة موافقة للغة العربية ولو بوجه ضعيف ، وضح الإمام ابن الجزري المقصود بالعربية قائلا:" ومعنى "العربية مطلقا" أي ولو بوجه من الإعراب نحو قراءة حمزة ﴿ وَالْأَرْحَامِ ﴾ [النساء: 1] بالجر.
3/ ) أن تكون موافقة للرسم العثماني ولو احتمالا، وهو ماوافقت واجمعت عليه هذه الأمة ،منذ عصر الصحابة إلى وقتنا الحاضر ، وكل قراءة خالفت المصحف العثماني فهي من الشواذ.
-ولايقبل قراءة من خالف هذه الشروط ، فمن لم يتضمنها جميعاً فلا يعتبر قرآناً واصبح من الشواذ.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
أهل القرآن هم خيار الأمة.. بل هم أهل الله وخاصته قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس) ، فقد اثنى الله عليهم ، وأعطاهم من المنزلة العظيمة بقدر ماأعطوه حقه من قراءة وحفظ وتدبر ، وأنزل عليهم ليعيشوا مع آياته ويتدبروا معانيه ويكون لهم منهج حياة يسيرون وفق توجيهاته وأوامره ونواهيه، قال تعالى :( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} ، وقال تعالى (ورتل القرآن ترتيلا )، فوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم النهج القويم ، للانتفاع به ، وسبل العمل به ، والاهتداء بهديه ، قال عليه الصلاة والسلام :( اقرأوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” ، فهذا من بركات القرآن ،شفاعته ، وعظيم الدرجات بكل آية يقرؤوها ، فهو نور للقلوب والأبصار ، راحةً وطمأنينة ، شفاءٌ لما في الصدور .
فالتدبر هو المقصود والباعث العظيم لقراءته ،قال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن ) ، ولنا برسولنا الكريم القدوة الحسنة ، في تدبره لكتابه والعمل بمقتضاه ، والتخلق به صلوات الله وسلامه عليه ، حتى أنه كان يقول ليله بآية واحدة ، بدليل حديث عن أبي ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بآيةٍ حتى أصبح، بها يركع، وبها يسجُد، وهي قوله سبحانه: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، وما تبعه من السلف الصالح ،من تدبرهم القرآن والانتفاع به ، عن سعيد بن جبير: أنه ردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
ثمرة ذلك:
- بركات وسعة الرزق من الله سبحانه ، وطرد الشياطين.
- - لين القلب ، وراحة وطمأنينة النفس.
- - الانتفاع بفضله ، وعلو الدرجات مع الكرام البررة.
- الحسنة بعشر أمثالها ، بكل حرف من حروفه ، فكيف بآيات وسور.
- الفهم وتوسع المدارك، بقراءته وتدبره.
- الراحة وسعة الصدر ، ونيل السعادة في الدنيا والآخرة.
- الشفاء من الأمراض والأسقام ، وهو شفاء لما في الصدور.
- الحصن الحصين من الشياطين والسحرة بأمر الله سبحانه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1439هـ/17-02-2018م, 08:46 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

أجبر على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
العنصر الأول :
بدء نزول القران
المسائل:
أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان
الرد على شبهة نزول القرآن في شهر شعبان
أول ما نزل
آخر ما نزل 
العنصر الثاني:
كيفية نزول القرآن
المسائل:
نزول القران جملة واحدة إلى السماء الدنيا
الأدلة على نزول القرآن جملة واحدة 
نزول القران مفرقا
الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر
الحكمة من نزول القرآن بتلك الكيفية
مناسبة بعض الآيات والسور
أنواع النسخ في القرآن 
العنصر الثالث:
حملة القران في حياة النبي صلى الله عليه
وسلم .
المسائل :
أنواع الحملة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
الصحابة المتفق على جمعهم للقران كله في حياته صلى الله عليه وسلم
الأدلة على كثرة الحملة في حياته صلى الله عليه وسلم .

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
المراد بالأحرف السبعة فيه عدة أقوال :
القول الإول:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، قال: ومما يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على ذلك.
-القول الثاني:
- قال الأهوازي: وقالت طائفة: سبع لغات من قريش حسب. وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل. وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)). وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
ورجح هذا القول الشيخ المقدسي.
قال رحمه الله:
هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك 
القول الثالث:
وهو أن القرآن أنزل مرخصا للقارئ، وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، أي يقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه، ولو أراد أن يقرأ على معنى ما قاله ابن الأنباري لقيل: أنزل القرآن سبعة أحرف، وإنما قيل: "على سبعة أحرف" ليعلم أنه أريد به هذا المعنى، أي كأنه أنزل على هذا من الشرط، أو على هذا من الرخصة والتوسعة، وذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهادة فيه وسببا للنفور عنه.
القول الرابع:
وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد".
قال الشيخ المقدسي: هذا موافق لما سبق تقريره على ما روي عن علي وابن عباس رضي الله عنهم، وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد، والله أعلم.
القول الخامس:
السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
القول السادس:
- ذهب قوم في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) إلى أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
وهذا القول ضعفه أهل العلم بسبب أن الحديث ضعيف من جهة إسناده،قالالطحاوي: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
القول السابع:
قال الشيخ المقدسي:
قال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
القول الثامن:
قال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
وحسن هذا القول ابن عبد البر
واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة" بضم السين وفتحها، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك".
- ثم ذكر أنه لا يقرأ من ذلك بما خالف خط المصحف، ثم قال:
"فأما ما اختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك، فهو من القسم الأول لأن القراءة بما يجوز منه في العربية، وروي عن أئمة وثقات: جائزة في القرآن؛ لأن كله موافق للخط". قال: "وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح، وغيرهما، لكنا شرحنا ذلك من قولهم".
قال: "وهو الذي نعتقده ونقول به وهو الصواب إن شاء الله تعالى".
القول التاسع:
"قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".
القول العاشر:
ثم ذكر وجها آخر فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا}و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
قال أبو علي: "وهذا معنى يضاهي معنى القول الأول الذي قبله، وعليه اختلاف قراءة السبعة الأحرف".
وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى". ونسب الوجه الثاني إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل.
القول الحادي عشر:
هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم}و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".
قال: يعني في مجموع هذه الكلم من هذه الآيات سبعة أوجه، لا في كل كلمة منها، وقد يأتي في غيرها أكثر من سبعة أوجه بوجوه كثيرة إذا نظر إلى مجموع الكلم دون آحادها، كقوله سبحانه في "طه": {وهل أتاك حديث موسى}، الآية، وذلك كثير، وإنما الشأن أن يكون في الكلمة الواحدة سبعة أوجه، فهذا الذي عز وجوده فعد من ذلك ألفاظ يسيرة، نحو {أف} و {عذاب بئيس}، وليست كل الوجوه فيها من القراءات المشهورة، بل بعضها من القراءات الشاذة، إلا أنها من جملة اللغات والألفاظ المرادفة التي كانت القراءة قد أبيحت عليها، وقد تقدم أن معنى الحديث أن كلمات القرآن أبيح أن يقرأ كل كلمة منها على ما يحتمله من وجهين وثلاثة إلى سبعة، توسعة على الناس على قدر ما يخف على ألسنتهم.
3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا ، أما معنى الأحرف السبعةفهو :كما قال أهل العلم في معنى قوله عليه السلام: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)): إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل".
مثال:
قراءة عبد الله: (إن كانت إلا زقية واحدة) و(كالصوف المنفوش)، وقراءة أبي رضي الله عنه: (أن بوركت النار ومن حولها)، (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار)، وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: (وعلى كل ضامر يأتون).
وأما القراءات السبع فهي: ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته ، وهي مارويت عن الأئمة السبعة بالتواتر .
والقراءات السبع هي جزء من الأحرف السبعة
قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن،
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
لأن النسخ للقرآن بالإجماع فيه اختلاف، فلذلك تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله، وليس ذلك بجيد ولا صواب؛ لأن فيه مخالفة الجماعة، وفيه أخذ القرآن بأخبار الآحاد، وذلك غير جائز عند أحد من الناس".
قلت: مثال هذا ما ثبت في الصحيحين من قراءة عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء: (والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى). وقراءة الجماعة على وفق خط المصحف: {وما خلق الذكر والأنثى}، وقد أوضحت هذا في أول ترجمة علقمة بن قيس من التاريخ الكبير.
وكذلك لان تلك المصاحف خلت من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".
ذكر ذلك ابن أبي هاشم وذكر نحو ذلك مكي في كتابه المفرد الذي ألحقه "بكتاب الكشف" وكذلك الإمام أبو بكر بن العربي في "كتاب القبس"، 
قال ابن أبي هاشم : أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين، وقد أثبت النبي -صلى الله عليه وسلم- الكفر للمماري بكل حرف من الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن".
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟
شروط القراءة الصحيحة :
1-موافقتها للمصحف الامام - قال أبو بكر بن العربي: سقط جميع اللغات والقراءات إلا ما ثبت في المصحف بإجماع من الصحابة وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب والله أعلم.
"قال أبو عمر: وهو الذي عليه الناس في مصاحفهم وقراءاتهم من بين سائر الحروف؛ لأن عثمان رضي الله عنه جمع المصاحف عليه". قال: "وهذا الذي عليه جماعة الفقهاء فيما يقطع عليه، وتجوز الصلاة به، وبالله العصمة والهدى".
2-التواتر،وصح عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وعن غيره أنه قال: ((إن القراءة سنة)).
قَال البيهقي: أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها.
3-موافقتها للغة العربية بوجه من الوجوه .
وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
تعتبر قراءته شاذة ولا يجوز التعبد بها او القراءة بها في الصلاة .

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
يجب علينا العناية بفهم القران الكريم وتدبره والغوص في معانيه لأن ذلك م
ن أعظم مقاصد تنزيله قال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) وقال أيضا :( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق) فلقد حثتنا هذه الآيات الكريمة على التدبر والتفكر في آياته ، ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم مثالا يقتدى بهم في هذا الامر فكانوا لا يجاوزون الخمس آيات حتى يفهموها ويعملوا بما جاء فيها ، وكانوا يقومون الليل بآية واحدة يكررونها ويتدبرونها .
وأما الثمرة المتحصلة من ذلك فهي : خشية الله عز وجل وإتباع هديه ونهجه وصراطه المستقيم والتخلق بما أمر به والبعد عن ما نهى عنه.قال تعالى:( إن هذا القراءات يهدي للتي هي أقوم )
وتكون الثمرةفي الآخرة :
-علو مكانته ودرجته :عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)).- ذكر في "كتاب شعب الإيمان":
وعلو مكانته في الدنيا : عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1439هـ/17-02-2018م, 01:16 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي


أجب على الأسئلة التالية:
: استخص عناصر الباب الأول.
-الأدلة على نزول القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر منه
-الآثار الصحيحة الدالة على أن ليلة القدر في شهر رمضان
-سبب تسميتها بليلة القدر
- أدلة بطلان قول من ذهب إلى أن ليلة القدر في شعبان
-رد ابن عباس على سؤال عطية بن الأسود في الجمع بين قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر }وكونه نزل في غير ذلك من الشهور
-الآثار المروية في تعيين ليالي نزول القرآن وغيره من الكتب في رمضان
-معنى قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}وتحته مسائل:
تعريف النزول في معتقد أهل السنة
المراد بالإنزال المخصوص المضاف إلى ليلة القدر

-في كيفية نزوله في ليلة القدر أقوال :
1- نزوله جملة إلى السماء الدنيا أولاثم فرق على عشرين سنةوالآثار الواردة في ذلك
المراد بتفسير نزول القرآن على مواقع النجوم
2- نزوله في عشرين ليلة من ليالي القدر على عشرين سنة
3-القول بأن المراد بنزوله في ليلة القدر ابتداء النزول قول مرجوح في تفسير الآية
4-تفسير الشعبى للنزول في رمضان بالعرض والإحكام منزلة النزول

-الآية تحتمل دخول هذه المعانى الأربعة جميعا في معنى قوله {أنزل فيه القرآن}
-السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا
-الزمان الذي نزل فيه القرآن إلى السماء الدنيا أقبل البعثة أم بعدها؟
-أوجه الجمع بين قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}بصيغة الماضي وكونه لم ينزل بعد
-الأوجه والمعانى في حكمة نزوله إلى الأرض منجما دون سائر الكتب
-معنى قوله تعالى {لنثبت به فؤادك}
-ماجاء في مدة نزول القرآن من أوله إلى آخره
-تكفل الله لنبيه بجمع القرآن في صدره وبيانه
-أكثر ماكان الوحي قبل وفاته صلى الله عليه وسلم
-ماجاء في أول مانزل من القرآن وآخر مانزل منه
-أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن ومعارضته به جبريل عليه السلام في رمضان في كل عام
-الآثار الواردة في حصر من جمع القرآن من الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-تأويل الحصر المذكور في الآثار بعدد من الحفاظ وأنهم كانوا عددا كثيرا
-كل من حفظ شيئا من القرآن من الصحابة فهو قارىء وبمجموع حفظهم يتحقق التواتر
-مانسخ من القرآن على ثلاثة أضرب
-المراحل التى مر بها جمع القرآن والفرق بينها في الغرض والمقصد من ذلك الجمع
- ماجاء من كلام القاضي أبو بكر الطيب بشأن القرآن المجموع بين الدفتين الآن في صفة نظمه وترتيب آياته وسوره ورسمه وغير ذلك

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
ورد في الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف))
وقد اختلف أهل العلم في المراد بالأحرف على أقوال:
-القول الأول:الأحرف هى اللغات متفرقة في القرآن لا في الكلمة الواحدة منه،ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث واختاره الحافظ أبو العلاء كماذكره المصنف
واختلفوا في تعيين هذه اللغات السبع على أقوال أيضا منها:
-ما ساقه أبو على الأهوازي بسنده عن سهل بن محمد السجستاني قال: معنى سبعة أحرف سبع لغات من لغات العرب، وذلك أن القرآن نزل بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
واعترض ابن قتيبة على هذا القول وقال لايجوز أن يكون القرآن نزل بغير لسان قريش فإن الله تعالى يقول {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}ورد عليه أيوب السختيانى بأن المراد بقوله بلسان قومه :العرب كلهم وبذلك يرتفع الإشكال
-قال الأهوازى قالت طائفة :سبع لغات من قريش حسب ،وقال بعضهم خمس بلغة هوازن وحرفان لسائر لغات العرب
-وقال أبو بكر بن العربي :ولم تتعين هذه السبعة بنص من النبي صلى الله عليه وسلم ولا بإجماع الصحابة رضي الله
عنهم واختلفت فيه الأقوال فقال ابن عباس:
((اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى))
-وقيل ليس المراد بالسبعة العدد ولكن التكثير فإن العدد لا مفهوم له ويدل لذلك ماجاء عن على وابن عباس رضي الله عنهما ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب))
. وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
- وقال آخرون: هذه اللغات كلها السبع، إنما تكون في مضر، واحتجوا بقول عثمان -رضي الله عنه-: نزل القرآن بلسان مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب ،ذكره المصنف عن ابن عبد البر في كتابه التمهيد
واحتج آخرون على هذا القول بأن في مضر شواذ لايجوز القراءة بها
وعارض القول بأن المراد بالأحرف اللغات ابن عبد البر فقال:
وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
((أنزل القرآن على سبعة أحرف))
سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا
وضعف أبو على الأهوازى تفسير الأحرف باللغات لأن اللغات أكثر عددا من سبعة ولاشك

-القول الثانى:الأحرف الأوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو أقبل وتعال وهلم

جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد".".
"وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من جامعه قال: قيل لمالك: أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" ؟ قال: ذلك جائز، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه))، مثل تعملون ويعملون، وقال مالك: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا".
حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة))
فكله ثناء على الله تعالى
"قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ: أخبرنا أبو علي الحسن بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال: حدثنا أبو الطاهر قال: سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين، هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم، أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزاك

-القول الثالث:المراد بالأحرف :الأصناف والأنحاء

فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم،
ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
وهذا الحديث قال عنه ابن عبد البر :
أجمع أهل العلم على ضعفه من جهة الإسناد وأما من جهة متنه فتأويله على الأحرف السبعة فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لاماسواه أو حلالا لاماسواه
ورواه البيهقي وجود إسناده ورواه موصولا ثم قال ولو صح لكان تأويله الأنواع التى نزل عليها القرآن وليس المراد به الأحرف التى هى اللغات
وقد وجهه المصنف أيضا فقال :المراد بقوله آمرا وزاجراو...لايراد به تفسير الأحرف وإنما:
-المراد أنه نزل من سبعة أبواب على هذه الصفة على سبعة أحرف ،وعزا هذا التوجيه للأهوازى والحافظ أبو العلاء
-أو أن يراد بذلك تفسير الأبواب السبعة لا الأحرف السبعة أى هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام لاباب واحد كمافي الإنجيل فإنه يقال أن فيه مواعظ وأمثال فقط

- القول الرابع :جعل جماعة من أهل العلم الأحرف السبعة هى أوجه الاختلاف في القراءات المشهورة على أنحاء مختلفة ،واستحسن ابن عبد البر هذا التوجيه
-اختار الأهوازى قول بعضهم أن الاختلاف الواقع في القرآن يجمع سبعة أوجه:الجمع والتوحيد والتذكير والتأنيث والإعراب والتصريف والأدوات التى يتغير بها الإعراب واللغات كالهمز وتركه والفتح والإمالة وغير ذلك وتغيير اللفظ والنقط باتفاق الخط
وذكروا أوجها أخرى متعددة في ذلك ،يطول المقام بذكرها
"قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ: أخبرنا أبو علي الحسن بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال: حدثنا أبو الطاهر قال: سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين، هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم، أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزاك

وتعقب المصنف ذلك بأن هذه الطرق المذكورة في بيان وجود الأحرف السبعة في القراءات كلها ضعيفة ولادليل على تعيين ماعينوه بل من الممكن أن يدخل فيه غيره ممالم يعينوه كما أن جميع القراءات غير محصورة فيما ذكروه من الضوابط وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.

-قيل الأحرف البدائل من الكلمات التى لها معنى واحد
فيقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه فيكون معنى على سبعة أحرف أى على هذا من الشرط والرخصة ،ذكره المصنف ولم ينسبه

-القول الخامس:قال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي مشكل لايدرى معناه إذ العرب تسمى الكلمة المنظومة حرفا وتسمى القصيدة بأسرها كلمة والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى {ومن الناس من يعبد الله على حرف}

وبعد سرد هذه الأقوال يمكن القول بأن معنى الأحرف السبعة متعلق بفهم حقيقة الرخصة التى من أجلها أبيحت قراءة القرآن على سبعة أحرف ومن ذلك:
-كبر أسنانهم واشتغال كثير منهم بالجهاد والمعاش وأنهم لم يعتادوا كثرة التكرار والدرس وحفظ الشىء بلفظه وإنما كانوا يعبرون عن المعنى بأفصح الألفاظ
-ومنه نشأة كثير منهم على لغة اعتادها ويشق عليه جدا التحول عنها إلى غيرها من اللغات وربما أخذته الحمية أن ينتقل عن لغته التى نشأ عليها إلى غيرها فمن أجل ذلك رخص لهم
وقد وردت أحاديث صحيحة في سبب ذلك أذكر شيئا يسيرا منها :
ماذكره القاسم بن ثابت السرقسطى من حديث حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن أبي رضي الله عنه قال: لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عند أحجار المراء فقال:
((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الغلام والجارية والشيخ العاسي والعجوز) ) ، فقال جبريل: فليقرءوا القرآن على سبعة
أحرف، قال: "فمعنى قوله: "على سبعة أحرف"، يريد -والله أعلم- على لغات شعوب من العرب سبعة، أو من جماهيرها وعمايرها
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم
-: ((نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما))،"وهذا الحديث يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ليس الخطأ أن تجعل خاتمة آية خاتمة آية أخرى، أن تقول: عزيز حكيم، وهو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن تجعل آية الرحمة آية العذاب".
فهذه الأحاديث وغيرها تضيق على كثير من الوجوه التى حصروها في صورة الكتبة من التقديم والتأخير والزيادة والنقصان وغيره لأن العرب لم يكن لهم يومئذ كتاب يقرؤنه ولارسم يتعارفونه وإنما كانوا يعرفون الألفاظ بجرسها وصوتها والقراءة سنة كماروى عن زيد يأخذها الآخر عن الأول مشافهة وسماعا ولايلتفت فيها إلى صحف وكتابة وكانت الرخصة بالأمة الأمية فكانوا هم العلة وكانت لهم الرخصة
وقد ذكر المصنف كلاما حسنا يلخص فيه القول:
أن معنى الحديث أنهم قد رخص لهم في :
-إبدال ألفاظه بمايؤدى معناها أو يقاربه من حرف واحد إلى سبعة أحرف لأنه نزل على أمة أمية لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشىء على لفظه مع كبر أسنانهم واشتغالهم بمعاشهم والجهاد ودل على ذلك قول ابن مسعود {إنما هو كقولك هلم وأقبل وتعال}
--إبداله بما يدل على أصل المعنى ودل عليه ماثبت من جواز قراءة {غفورا رحيما }بدلا من {عزيزا حكيما}في موضعها
- ما لايتعلق بصورة اللفظ من اختلاف القراءة بالفتح والإمالة والإدغام والإظهار والتخفيف والتشديد وغير ذلك بحسب لهجاتهم ومااعتادوا عليه من ذلك فلما رسمت المصاحف هجر من تلك القراءات مانافى المرسوم وبقي مايحتمله الخط مما استفاض واشتهر أو تواتر
وهذا أولى من حمل الأحرف السبعة جميعها على اللغات إذ قد اختلفت قراءة عمر وهشام رضي الله عنهماوكلاهما قرشي مكي لغتهما واحدة فيدخل في الأحرف اللغات وإبدال الكلمات واختلاف الحركات وطريقة الهجاء كل ذلك بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وليس الاختلاف فيه من باب التضاد ولكن الاختلاف في القراءات اختلاف تغاير وتنوع وكله شاف كاف كما وردت السنة الصحيحة بذلك كاف في بيان المعنى ولايحتاج إلى غيره ليبينه وشاف في حصول المقصود منه فكل حرف من هذه الأحرف السبعة شاف لصدور المؤمنين، لاتفاقها في المعنى، وكونها من عند الله وتنزيله ووحيه، كما قال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}، وهو كاف في الحجة على صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإعجاز نظمه وعجز الخلائق عن الإتيان بمثله"والله أعلم بالصواب
.
3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
نقل عن أبي بكر بن مجاهد هذا القول وهذا افتراء عليه ماقال به ولانص عليه إذ الأحرف السبعة ليست هى القراءات السبعة،وذلك أن:
1- الأحرف المراد بها اللغات على الصحيح ويدل له قول ابن مسعود {إنما هو كقولك هلم وأقبل وتعال}وقراءته رضي الله عنه{إن كانت إلا زقية واحدة }بدلا من {صيحة واحدة}وقراءة أبي رضي الله عنه: (أن بوركت النار ومن حولها)، (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار)، وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: (وعلى كل ضامر يأتون).
"وهذا النوع من الاختلاف معدوم اليوم، غير مأخوذ به ولا معمول بشيء منه بل هو اليوم متلو على حرف واحد متفق الصورة في الرسم غير متناف في المعاني إلا حروفا يسيرة اختلفت صور رسمها في مصاحف الأمصار واتفقت معانيها فجرى مجرى ما اتفقت صورته".
2-وقد نقل الطاهر بن أبي هاشم كلاما لابن جرير رحمه الله في ذلك :خلاصته أن الأمر بقراءة القرآن على حرف واحد أمر تخيير فاختارت الأمة حرفا واحدا من السبعة ورفضت الستة وذلك للمصلحة الكبرى وهى اجتماع المسلمين وائتلافهم والتحرز من الفرقة والاختلاف بسبب اختلاف القراءة التى وقع منها ماحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من المراء في القرآن وأن المراء فيه كفر فلذلك كله أجمعت الأمة على التزام حرف واحد من السبعة وترك ماسواه
-ما قال أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ: أخبرنا أبو علي الحسن بن صافي الصفار أن عبد الله بن سليمان حدثهم قال: حدثنا أبو الطاهر قال: سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين، هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم، أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزاك. قال أبو الطاهر: وقاله ابن وهب. قال أبو بكر الأصبهاني: ومعنى قول سفيان هذا أن اختلاف العراقيين والمدنيين راجع إلى حرف واحد من الأحرف السبعة، وبه قال محمد بن جرير الطبري"
-وأما القراءات السبع التى يقرأ بها من الرفع والنصب والتحريك والإسكان والهمز والتشديد والمد والقصر كل ذلك ليس بداخل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم {أنزل القرآن على سبعة أحرف} وذلك أن كل حرف اختلفت فيه القراءة لايوجب المراء فيه كفر بإجماع المسلمين
-وقد ذكر أبو محمد مكي القول بأن هذه القراءات السبعة إنما هى جزء من الأحرف السبعة وليست هى نفسها مما وافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع عليه الصحابة وثبتت به الرواية وطرح ماسواها
وأما من ظن أن قراءة كل واحد من الأئمة القراء هى أحد الأحرف السبعة فقد غلط غلطا عظيما إذ يلزم من هذا القول أن يترك مالم يقرؤه هؤلاء السبعة فيترك قراءة ما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، ".
"ويجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذا القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة
وكيف يكون ذلك وقد ألحق الكسائى بالسبعة في زمان المأمون وغيره يعقوب الحضرمى كان السابع وقد قرأ الكسائي على حمزة وإذا كانت قراءة حمزة أحد الحروف السبعة فكيف يجوز إخراجها منها؟
وأما قول الناس قرأ فلان بالأحرف السبعة فالمراد أن كل قراءة تسمى حرفا مثل أن يقال قرأت بحرف نافع وحرف ابن مسعود وحرف أبي فهى أكثر من سبعمائة حرف لو عددنا الأئمة من الصحابة ومن بعدهم ممن نقلت عنهم القراءات
والخلاصة أن القراءات التى بأيدينا تتضمن بعض الأحرف السبعة مماوافق خط المصحف وصح النقل فيها وسقط ماسواها من القراءات التى تخالف خط المصحف الذي أجمع عليه المسلمون .
============================================
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه"

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
1-كل قراءة وافقت رسم المصحف من جهة زيادة الكلمة ونقصانها
2-مع صحة النقل فيها بالتواتر أو الإستفاضة وتلقته الأمة بالقبول
3-ومجيئها على الفصيح من لغة العرب
وأما مايرجع الاختلاف فيه إلى الهجاء وصورة الحرف فيكتفى فيه بصحة النقل والفصاحة في لغة العرب إذ لا اعتبار للرسم في ذلك بل هو مظنة الاختلاف وأكثره اصطلاحى وقد خولف الرسم في مواضع كالصلاة والزكاة فهى مرسومات بالواو ولاتقرأ بها بالإجماع
حكم ماخالف هذه الشروط:
لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف؛ لأنه جاء من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن. ومنها ما نقله من لا يعتد بنقله ولا يوثق بخبره، فهذا أيضا مردود، لا تجوز القراءة به ولا يقبل، وإن وافق العربية وخط المصحف، نحو "ملك يوم الدين" بالنصب.
ونقل ابن عبد البر عن مالك رحمه الله المنع من قراءة ما خالف المصحف في الصلاة، قال مالك:
"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
-قال أبو عمر:
"وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك إلا قوما شذوا لا يعرج عليهم"
قال شيخ الشافعية:
يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قرآنا أو استفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السبع؛ لأن المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهد في الأصول، فما لم يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة في الصلاة وخارج الصلاة، وممنوع منه من عرف المصادر والمعاني ومن لم يعرف ذلك، وواجب على من قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يقوم بواجب ذلك، وإنما نقلها من نقلها من العلماء لفوائد فيها تتعلق بعلم العربية، لا للقراءة بها، هذا طريق من استقام سبيله".
فهي قراءة صحيحة معتبرة.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.

أولا:وجوب العناية بفهم القرآن وتدبره هو الأصل ويدل على ذلك:
قال تعالى {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}فسره ابن عباس ومجاهد وعكرمة يتبعونه حق الاتباع
ما أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام عن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: ((اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه)).
وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
:
-----------------.
وفي هذه الآثار وغيرها كثير مايدل على وجوب الاعتناء بالترسل في القراءة وأن تكون على تؤدة وتمهل ليتواطأ القلب في الفهم مع اللسان حين النطق فيحصل المقصود من القراءة وهو التدبر والتفهم الذي هو سبيل العمل
وفيها مايدل على ذم العجلة والسرعة في القراءة حتى يصير هذا كهذ الشعر فلايقف على معانيه وأحكامه وحدوده ولايتحرك به قلبه ولاتدمع له عينه ولايلفت نظره عجائبه وأسراره فيكون همه أن يصل لآخر السورة
وإن من عقوبة الإنشغال عن تدبر القرآن وتفهمه بتحقيق ألفاظه ومخارجه أن يمنع فهمه لأنه جعل كل همه ونصيبه على لسانه ولم يلتفت إلى حظ قلبه من قراءته وتدبره ففوت عليه الشيطان أكبر فائدة من قراءته بل هى الفائدة والثمرة
لاغيرها ولاحول ولاقوة إلا بالله
--------------------
وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
- وعن عابس الغفاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته خصالا: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن من أمير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا بأفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء..
- وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء

وهذه آثار فيها مايحذر أشد التحذير من الاهتمام بألفاظ القرآن وتلاوتها وإقامة الحروف والمخارج دون الاعتناء بمعانيه ، لايفقهون منه شيئا بل ربما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لايجاوز إيمانهم حناجرهم وقد كثر اليوم القراء للقرآن والحفظة المتقنون لحروفه وألفاظه ،لكنهم أسقطوه كله بمخالفة أمره ونهيه بل صار أناس ممن حملوه وحفظوه يتأكلون به ويتمارون فيه ويجادلون فيه وكل ذلك قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان الواجب على حامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون وبنهاره إذ الناس مفطرون وبورعه إذ الناس يخلطون وبتواضعه إذ الناس يختالون وبحزنه إذ الناس يفرحون وبصمته إذ الناس يخوضون ولايكون له إلى الخلق حاجة ولا يمد عينيه إلى ما حقر الله في كتابه

كما قال الحسن رحمه الله"وهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر"

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 جمادى الآخرة 1439هـ/17-02-2018م, 03:37 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
2: اثبات نزول القرآن في ليلة القدر
- المراد بقوله تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)
- كيفية نزول القرآن في ليلة القدر
- معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم
- القراءة الحالية هي العرضة الأخيرة للقرآن الكريم
- السر في إنزال القرآن جملة للسماء الدنيا
- زمن إنزال القرآن جملة للسماء الدنيا
- السر في إنزال القرآن للأرض منجما
- تكفل الله سبحانه بحفظ كتابه وبيانه
- أول وأخر ما نزل من القرآن الكريم
- كيفية كتابة القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
- ذكر حفاظ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
- أنواع النسخ في القرآن الكريم
- أنواع جمع القرآن الكريم
- ترتيب آيات وسور القرآن الكريم

حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة..
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة اختلافا كبيرا ، وهذه بعض الأقوال في معناها :
القول الأول : أنها سبع لغات من لغات العرب .
والدليل على ذاك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"
وقول علي وابن عباس : "أنزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب" .
واختلف القائلين بهذا القول في اللغات السبع على أقوال :
1- فقال بعضهم : إنها سبع لغات متفرقة في القرآن ، فبعضه أنزل بلغة قريش ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة أهل اليمن ، وهكذا .
2- فقال بعضهم : أنها سبع لغات من قريش حسب
3- وقال بعضهم : خمس منها بلغة قريش وهوازن وحرفان لسائر لغات العرب
4- وقال بعضهم : سبع لغات كلها في مضر ، والدليل قول عثمان : نزل القرآن بلسان مضر. وتعقب هذا القول بأنه ثبت عن عثمان أنه قال : نزل القرآن بلغة قريش ، كما صح ذلك عن عمر ، كما أن في لغة مضر شواذ لا يصح أن يقرأ القرآن بها مثل كشكشة قيس وعنعنة تميم .
5- وقال ابن عباس : خمس منها في عجز هوازن
قال ابن قتيبة : غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى : (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) .
وتعقبه أبو أيوب السختياني بقوله : إنما أراد العرب كلهم .
وقال بعضهم : إن الله سبحانه قد أنزل القرآن بلغة العرب ومن جاورهم من الفصحاء ، وأباح لهم أن يقرءوه بلغاتهم ولم يكلفهم الانتقال لغيرها لمشقة ذلك عليهم ، ولأن العربي إذا فارق لغته المطبوع عليها يدخل عليه الحمية وتأخذه العزة فيتنافروا ويتباعدوا .
قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ.
"لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال
وعن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
قال صاحب المرشد الوجيز: هذا هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته،
وقد ذكر ابن عبد البر : أن أكثر أهل العلم أنكر أن يكون معنى الأحرف السبعة سبع لغات ، ولو كان كذلك فلما أنكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر كما ورد عن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم وكلاهما قرشي مكي .
إلا أن الأهوزي أبطل التفسير باللغات لأن اللغات في القبائل كثير عددها .

القول الثاني : إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم ..
والأدلة على ذلك أحاديث ، منها: حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
قال ابن عبد البر : وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم".

القول الثالث : ذهب قوم إلى أن المراد التوسعة وليس حصرا للعدد ، كما قال تعالى : (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) .

القول الرابع : ذهب قوم إلى أنها أصناف منها : زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال .
والدليل ما ورد عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- قال أبو عمر بن عبد البر:"هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت ومجمع على ضعفه من جهة إسناده.
قال أحمد بن أبي عمران : من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. ".
قال البيهقي : فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.
قال صاحب المرشد الوجيز : وعندي لهذا الأثر أيضا تأويلان آخران:
أحدهما: أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة،.
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.

القول الخامس : وقال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم- فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم

القول السادس : أن السبعة أحرف تستخرج من القراءات المشهورة
واختلف القائلين بهذا القول على أقوال :
1- ذهب بعضهم إلى أن وجوه الاختلاف في القراءة سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل : (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث
واعتمد هذا القول مكي ، وذهب إليه جماعة من العلماء منهم ابن قتيبة وابن شريح .
2- قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و{يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و{ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا
واختار الأهوازي هذا القول فقال : وهذا أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه وأشبهه بالصواب .
كما نسب الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا القول إلى أبي طاهر بن أبي هاشم، ثم قال عقيبه: "وهذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى". قال: "وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى
3- قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".".
ونسب الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا القول إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل .
4- وقال أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأذفوي في "كتاب الاستغناء في علوم القرآن" فيما نقله عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان، قال:
"القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، وتفصيل ذلك أن تكون هذه اللغات السبع على نحو ما أذكره.
"فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}، و"مؤمنين"، {والنبيين}، و {النسيء}، و {الصابئين}، و {البرية}، و {سأل سائل}، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، وقد يفرقون بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أو ننسها} من "النسيان" "أو ننسأها" من "التأخير"، ومثل {كوكب دري} و"دريء".
"ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
"ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة"، و {جبريل}، و {ميسرة}، و {البخل}، و {سخريا} ".
"ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
"ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
"ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
"ومنه أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم} ".
5- وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار"
الأول : التقديم والتأخير وجها .
الثاني : الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
الثالث: اختلاف الصورة والمعنى، نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود"، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {العهن} و"الصوف"، و {الأثيم} و"الفاجر"، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب، ولا يختلف معناه، قال:
"الخامس: الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ".
"السادس: تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها".
"السابع: اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"،
6- أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" قال:
"فإن قيل: فأين السبعة الأحرف التي أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن أنزل عليها في قراءتكم هذه المشهورة؟
"قلت: هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا)
قال صاحب المرشد الوجيز : وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم، وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.
الراجح :
قال صاحب "كتاب الدلائل"، -وهو القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن العوفي السرقسطي رحمه الله : إن الله تبارك وتعالى بعث نبيه صلى الله عليه وسلم والعرب متناءون في المحال والمقامات، متباينون في كثير من الألفاظ واللغات، ولكل عمارة لغة دلت بها ألسنتهم، وفحوى قد جرت عليها عادتهم، وفيهم الكبير العاسي والأعرابي القح، ومن لو رام نفي عادته وحمل لسانه على غير ذريته تكلف منه حملا ثقيلا، وعالج منه عبئا شديدا، ثم لم يكسر غربه ولم يملك استمراره إلا بعد التمرين الشديد، والمساجلة الطويلة، فأسقط عنهم تبارك وتعالى هذه المحنة، وأباح لهم القراءة على لغاتهم، وحمل حروفه، على عاداتهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرئهم بما يفقهون، ويخاطبهم بالذي يستعملون بما طوقه الله من ذلك، وشرح به صدره، وفتق به لسانه، وفضله على جميع خلقه"
وقال صاحب شرح السنة:
"أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلة الواحدة".

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
ليست القراءات السبع هي الأحرف السبع ، وإنما هي جزء من الأحرف السبع التي نزل بها القرآن الكريم ، وجزء من الحرف الذي جمع به عثمان رضي الله عنه الصحابة عليه ، كما وافق اللفظ بها خط المصحف ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك .

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف هو خلوه من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه ، كما كان التعلم من الصحابة الذين انتشروا في البلاد المفتوحة له أثره ، إذ أنهم ثبتوا على ما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن في المصاحف الموجه إليهم ما يستدلون به على انتقالهم عنه .

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروط القراءة المعتبرة : قوة وجهها في العربية ، وموافقتها لرسم المصحف واجتماع الأمة على ثبوتها .
وإذا خالفت القراءة أحد هذه الشروط الثلاثة أطلق عليها شاذة أو ضعيفة ، وسقط العمل بها ولا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين .

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك
لاشك أن حفظ القرآن الكريم وحسن تجويده وترتيله والتغني به من الأمور المستحبة ، ولكن الواجب على المسلم والأولى والأتم من ذلك هو فهم القرآن والتدبر فيه والعمل بما جاء في فيه من أوامر والانتهاء عما فيه من زواجر ، وقد جاءت النصوص الكثيرة التي تحض على ذلك ، ومنها :
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
- ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في تفسير قوله (يتلونه حق تلاوته) : يتبعونه حق اتباعه .
- وعن الشعبي قال : (فنبذوه وراء ظهروهم) : إنه كان بين أيديهم ،ولكن نبذوا العمل به.
- وعن الحسن قال : إن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه .
- وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول
وقد وردت أحاديث مفسرة لمعنى التغني وتحسين الصوت بالقرآن وأن الهدف من ذلك هو الخشوع والخشية :
فعن طاوس مرفوعا : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)).
- وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم
كما وردت أحاديث تحذر من أن يكون الهدف هو مجرد القراءة وليس الفهم والعمل ، ومن ذلك :
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
- وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا.
كما أنه لا ينبغي المغالاة والتعسف في تحقيق الحروف والحركات وغير ذلك أثناء القراءة :
- قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله: "التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".
قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 جمادى الآخرة 1439هـ/18-02-2018م, 05:59 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

-فضل ليلة القدر ووقتها
نزول القرآن ليلة القدر
اعتقاد أهل السنة في القرآن
تفسير قوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر )
الأقوال في الإنزال الخاص
صفة النزول
الأقوال في كيفية نزول نزوله ليلة القدر
زمان نزول القرآن جملة
القول في الذي أنزل في ليلة القدر
الحكمة في نزول القرآن منجما
أول ما نزل من القرآن
آخر مانزل من القرآن
ترتيب سور القرآن وتأليفه
مراحل جمع القرآن
ما نسخ من القرآن
ضروب النسخ في القرآن
القراء الذي نأخذ عنهم من الصحابة

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
اختلفوا في المراد بالأحرف السبعة على أقوال :
القول الأول : اللغات السبع مع اتحاد صورة الكتابة .
وهذا القول قاله ابن عباس وأبو عبيد بن سلام وأبو حاتم السجستاني والخطابي وابن الأنباري وأبو القاسم الهذلي .
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، قال: ومما يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"
وأنكر هذا القول بعضهم كابن عبد البر
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "كتاب التمهيد":
"وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل: {وعبد الطاغوت} و {تشابه علينا}، وساق الكلام إلى أن قال: "وقال قوم: هي سبع لغات في القرآن متفرقات على لغات العرب كلها يمنها ونزارها؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجهل شيئا منها، وكان قد أوتي جوامع الكلم".
وضعف القول أيضا الأهوازي
فقال الأهوازي : قال: لأن اللغات في القبائل كثير عددها، وأبطل تفسيرها بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
القول الثاني : ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد
القول الثالث : سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.
وهذا القول روي فيه حديث عن ابن مسعود لكنه ضعيفه ، ضعفه أهل العلم وذكره ابن عبد البر
القول الرابع : وجوه الاختلاف في القراءات .
وهو قول وابن قتيبة وابن شريح وغيرهم .
وهو قول اعتمده أيضا مكي وحسنه ابن عبد البر .
ولكن الطرق الموجودة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة.
الراجح :
هو القول الأول ، وهو قول رجحه المؤلف مستدلا بأقوال أهل العلم وأدلتهم في ذلك ، ومنه حديث أبي العالية وعمر صاحب شرح السنة ، وابن جرير
و قال صاحب شرح السنة:
"أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلة الواحدة".
3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
ليست القراءات السبعة هي الأحرف السبعة لأن الطرق المذكورة فيها كلها طرق ضعيفة ، فلليس هناك دليل على تعينيها
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
لوجود القراءات الأخرى فاختلفت في وجوه قراءتها من الأوجه التي لم يثبت عليه حجة ، وخالف الخط ، وقد حصل اختلاف في نسخ القراءة فلذلك تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله.
فلذلك فالأسباب هي :
1)لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه
2)أرسل أمير المؤمنين المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه".
"فلما أراد بعضهم أن يجمع ما شذ عن خط المصحف من الضبط جمعه على سبعة أوجه اقتداء بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
قال: "وليست هذه الروايات بأصل في التعيين، بل ربما خرج عنها ما هو مثلها أو فوقها كحروف أبي جعفر المدني وغيره".
3) افتراق القراء وانتشارهم في الأمصار .

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروط قبول القراءة واعتبارها :
1)أن لا تخالف اللغة والإعراب .
2) ثبوت القرآءة بالنقل الصحيح .
3) موافقة خط المصحف .
6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
- تلاوته حق التلاوة فيشترك به القلب واللسان والعقل .
- تحسين الصوت عند قراءته .
- قراءته بلحون العرب .
-قراءته بحزن.
-فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه .
- التخلق بأخلاق القرآن .
- الحذر من ارادة الدنيا بالقرآن .
- التأثر بالقرآن والانزجار والائتمار والاتعاظ به .
- عدم التكلف في تجويده .
- النهي عن الاسراع فيه وهذيه .
ثمرته :
- ياتي شفيعا لأصحابه .
-يكون يوم القيامة مع السفرة الكرام البررة .
-رفع للدرجات يوم القيامة ورفعة في الدنيا .
- اكرام أهل القرآن في الدنيا .
- النصر على الأعداء .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 جمادى الآخرة 1439هـ/18-02-2018م, 06:38 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تعديل :
العناصر في السؤال فيه نقص لذلك أعيد كتابته هنا :
أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

-فضل ليلة القدر ووقتها
نزول القرآن ليلة القدر
اعتقاد أهل السنة في القرآن
تفسير قوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر )
الأقوال في الإنزال الخاص
صفة النزول
الأقوال في كيفية نزول نزوله ليلة القدر
زمان نزول القرآن جملة
القول في الذي أنزل في ليلة القدر
الحكمة في نزول القرآن منجما
أول ما نزل من القرآن
آخر مانزل من القرآن
نزول ( بسم الله الرحمن الرحيم )
معارضة جبريل القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم .
ترتيب سور القرآن وتأليفه
مراحل جمع القرآن : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة .
ما نسخ من القرآن
ضروب النسخ في القرآن
القراء الذي نأخذ عنهم من الصحابة .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 جمادى الآخرة 1439هـ/19-02-2018م, 09:50 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
العناصر:
1-ليلة القدر هي الليلة المباركة وهي ليست ليلة النصف من شعبان.
2- ابطال القول بأن ليلة القدر ليست خاصة بشهر رمضان .
3- المراد بأنزال القرآن في رمضان
4-السر في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
5-وقت إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا .
6- الحكمة من اختيار لفظ المضي في قوله :(انزلناه).
7-الحكمة من نزول القرآن منجما خلافاً لسائر الكتب السابقة.
8-وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بحفظ القرآن وبيانه وضمان عدم نسيانه.
9-أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل.
10- كتابة القرآن في عهده صلى الله عليه وسلم
11-عرض النبي صلى عليه وسلم القرآن على جبريل.
12-حفظ الصحابة رضي الله عنهم للقرآن.
13-توجية الأقوال في حصر عدد الحفاظ من الصحابة.
14- أنواع النسخ مع الشواهد.
15-جمع أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما للقرآن
16- الأقوال في ترتيب سور المصحف .

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
اختلف أهل العلم في المراد بالأحرف السبعة على أقوال:*
القول الأول : سبع لغات من لغات العرب واختلفوا في تحديد هذه اللغات :
1- يعني سبع لغات من لغات العرب، هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، *قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"،*
ورد ابن قتيبة هذا القول لأنه غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}، إلا أن يكون القائل أراد ما يوافق لغة قريش.
وعن أيوب السختياني أنه قال: معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم.

2-قيل: سبع لغات من قريش حسب.
3-وقيل: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل. وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)). وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
4-وقيل : هذه اللغات كلها السبع، إنما تكون في مضر، واحتجوا بقول عثمان -رضي الله عنه-: نزل القرآن بلسان مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب".
"وأنكر آخرون أن تكون كلها في مضر وقالوا: في مضر شواذ، لا يجوز أن يقرأ القرآن عليها، مثل كشكشة قيس وعنعنة تميم. وفي سنن أبي داود أن عمر كتب إلى ابن مسعود: أما بعد، فإن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فاقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل".
ضعف الأهوازي هذا القول لأن لغات العرب كثيرة.
واختاره الحافظ أبو العلاء وقال: وليس الغرض أن تأتي اللغات السبع في كل كلمة من كلم القرآن، بل يجوز أن يأتي في الكلمة وجهان أو ثلاثة، فصاعدا إلى سبعة، ولم تأت سبعة أوجه إلا في كلمات محصورة، نحو "جبريل"، و{عبد الطاغوت}، و(أرجئه)، و(أف)، و {عذاب بئيس}، و {هيهات}، و(دري توقد)، ونظائرها
القول الثاني:
معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.واستدلوا بأحاديث*منها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).*
القول الثالث:سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا))قال ابن عبد البر ان أهل العلم ضعفوا هذا الحديث فأبو سلمه لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمه لا يحتج به ،فضعف أهل العلم هذا الحديث ، ،منهم من رواه مرسلا .
وأبطل الأهوازي هذا القول*
،ذلك ؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد....
القول الرابع
السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت).....
فجمعها عثمان رضي الله عنها على الحرف السابع ،وابقى من القراءات *ما وافق الرسم.وحروف يسيرة
اختلف رسمها في مصاحف الأمصار.
القول الخامس
ما اختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك، قال به ابن قتيبة ،وابن شريح ،وغيرهم
رجح شارح السنة: ان المراد بهذه الحروف اللغات .بأن يقرأ كل قوم بلغته وما فيها من الادغام والإظهار والإمالة .....إلى غير ذلك من وجوه اللغة في الكلمة الواحدة.
والراجح هو القول الأول*
إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل".


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا لأن الأحرف السبعة هي سبع لغات**بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل".
وهي لاتوجد فقط حرف واحد اتفقت صورة رسمه سوى احرف يسيرة فرقت في مصاحف الأمصار
اختلف رسمها واتفق معانيها .كالحرف المرسوم في مصحف أهل المدينة والشام (وأوصى بها إبراهيم)، وفي مصحف الكوفيين "ووصى"،*
أما القراءات فهي موجودة .

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
ج:لأن المصاحف التي بعثها عثمان رضي الله عنه للأمصار كانت على لغة قريش ولم تكن مضبوطه ولا معجمة وطلب من الناس قراءتها بلغتها ،فاجتهدوا بقراءتها فما انفذوا نفذ وما احتمل اوجه طلبوا السماع.

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
*1- موافقتها العربية.
2-وموافقتها لرسم المصحف.
3-صحة سندها .
فإذا خالفت هذه الشروط فهي قراءة شاذة وضعيفة

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
ج: إن العبد ليسعى سعيا حثيثاً في حفظ كتاب الله وإتقان مخارج حروفه والرغبة في تحسين الصوت به ، ولا شك هذا أمر حسن ومأجور عليه ولكن الأهم من ذلك والأولى ،هو تدبره وفهم معانيه وتفهمه والتفكر فيه التفكر الباعث على العمل به والوقوف عند حدوده وإقامتها كما أقام حروفه ، والباعث على الخشية والإنابه.
وقد أثنى الله ومدح من يتبع القرآن وذلك بالعمل به ،
فعن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.*
كما ذمّ من ترك العمل بالكتاب*
فعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
وعن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.*
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة في تدبره للقرآن،فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
ولقد تأسى به صلى الله عليه وسلم صحابته رضي الله عنهم والسلف الصالح
فأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما *افتتحت "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {ووقانا عذاب السموم}، قال: وهي في الصلاة.
ولقد حث الله في كتابه على الترسل في تلاوة القرآن ولا يهذ هذا ليفهم معناه وتستخرج فوائده ، ليعمل به ،-قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}،- عن ابن عباس، قال: بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: بعضه في إثر بعض.
و قال: ترسل فيه ترسلا.
وعن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: فداك أبي وأمي، رتل، فإنه زين القرآن.
- وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
هذه الآثار تبين أهمية قراءة القرآن قراءة تدبر وتفهم ،وتخشع ،وأن يبتغي بذلك فهم مراد الله للعمل به ،فهذا هو التلاوة الصحيحة التي تثمر العمل به والخشية .

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 جمادى الآخرة 1439هـ/23-02-2018م, 08:03 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
وقت نزول القرآن وكيفية النزول.
معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن.
الأقوال في معنى "أنزل فيه القرآن."
الحكمة من أنزال القرآن جملة الى السماء.
الحكمة من نزول القرآن منجما الى الأرض.
تكفل الله بحفظ القرآن.
أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن وآخر ما نزل.

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه
وهذه اللغات السبع متفرقة في الق رآن
وروي عن الكلبي عن ابن عباس نزل القرآن على سبع لغات منها 5 بلغة العجز من هوازن. وقال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي سبعة أحرف مشكل لا يدرى معناه لأن العرب تسمي الكلمة المنظوم حرفا.

قال الأهوازي وقالت طائفة سبع لغات من قريش حسب.

وذكر بعضهم أن القرآن نزل على سبعة أحرف يعني أنزل موسعا ومرخصا للقارئ عليه أن يقرأه على سبعة أحرف أي يقرأ بأي حرف شاء
وقيل المراد بالتوسعة ليس حصرا للعدد.


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
ظن جماعة أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة التي عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث "انزل القرآن على سبعة أحرف."
فزعموا أن قراءة كل واحد من هؤلاء السبعة حرف من الأحرف
وهذا خطأ وذلك أن أهل العلم قالوا في السبعة أحرف سبع لغات وذلك بدلالة ابن مسعود رضي الله عنه وغيره أن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل.
وأما ما اختلفت فيه أئمة القراءة من ارفع والنصب والتحريك والهمز والتخفيف والمد والقصر فليس ذلك داخل في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "أنزل الكقرآن على سبعة أحرف."


4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
سبب الاختلاف هو بناء على الرواية وأن هذا هو المتلقن له من النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك أقرأ غيره ما سمعه ثم من بعده ألى أن اتصل بالسبعة
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
ثبوتها بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 موافقة خط المصحف
3 أن تكون على الفصيح من لغة العرب فان خالفت هذه الشروط الثلاثة كانت القراءة شاذة
وضعيفة.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
قال الشعبي في قوله تعالى "فنبذوه وراء ظهورهم." أما أنه ما كان بين أيديهم ولكن نبذوا العمل به.
وعن الحسن أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وان لم يكن يقرؤه.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح بها يقوم وبها يركع وبها يسجد
"أن تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم."
وعن عبد الله بن مسعود أنه يردد وقل رب زدني علما حتى أصبح."
وعن سعيد بن جبير أنه رد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة "واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون."
وعن سعد بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن هذا القرآن نزل بحزن فاذا قرأتموه فابكوا. فان لم تبكوا فتباكوا."
وعن ابن مسعود لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 جمادى الآخرة 1439هـ/26-02-2018م, 12:09 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي



مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي


أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
- إبطال حجة من قال أن ليلة القدر لا تختص بشهر رمضان وأنها متنقلة بين الشهور وأنها صادفت ليلة نزول القرآن النصف من شعبان .
- قول ابن عباس في الجمع بين الآيات الثلاث في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة وغيرها .
- أدلة نزول القرآن في رمضان .
- المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر.
- نزول القرآن ليلة القدر جملة واحدة ونزوله مفرقا في عشرين سنة مفرقا .
- معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم مانزل من القرآن في سائر السنه في رمضان مرة واحدة وفي العام الذي توفي فيه عارضه مرتين .
- القراءة التي نقرأ بها اليوم هي ما وافقت العرضة الأخيرة .
- السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا .
- زمان نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
- السر في نزوله إلى الأرض منجما.
- معنى {لنثبت به فؤادك}.
- أول ما نزل من القرآن وآخر مانزل منه .
- كتابة القرآن ومواضع الآيات من السور .
- حفظ جماعة من الصحابة لكل قطعة منه بلغوا حد التواتر.
- نزول بسم الله الرحمن الرحيم للفصل بين السور .
- الصحابة الذين جمعوا القرآن .
- المراد بالجمع الذي جمعه هؤلاء الصحابة مع أن الذين جمعوا القرآن أكثر من ذلك بكثير .
- أنواع نسخ القرآن .
- المراد بتأليف القرآن .
- عدد مرات جمع القرآن الكريم .
- أن المصحف الذي بين أيدينا هو المصحف الذي أنزله الله عز وجل وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين -رضي الله عنه-، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه.
2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
المراد بالأحرف :
- قيل سبعة لغات من لغات قبائل العرب كقريش وهوازن وهذيل واليمن ,ولايعني هذا أن كل حرف له سبعة لغات ولكنه متفرق في القرآن كما ذكر ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب "غريب الحديث": (قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه) ولكن نقول:( هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة )
- وقيل السبعة اللغات من قريش فحسب دون سائر القبائل ,ذكره الأهوازي .
- وقيل: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل.
- قيل أنه نزل على سبع لغات من لغات قريش هي أفصح اللغات وأعلاها كما ورد عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)).
-- وقيل سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن.
- وقيل: خمس لغات في أكناف هوازن: لسعيد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش ولغتان على جميع ألسنة العرب. قال أبو عبيد : وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة. ذكره ابو القاسم الهذلي في كتابه الكامل .
واختلف في تفسير الأحرف السبعة باللغات
فمن فسرها باللغات الحافظ أبو العلاء وقال: ليس الغرض أن تأتي اللغات السبع في كل كلمة من كلم القرآن، بل يجوز أن يأتي في الكلمة وجهان أو ثلاثة، فصاعدا إلى سبعة، ولم تأت سبعة أوجه إلا في كلمات محصورة، نحو "جبريل"، و{عبد الطاغوت}، و(أرجئه)، و(أف)، و {عذاب بئيس}، و {هيهات}، و(دري توقد).
بينما ضعف الأهوازي تفسير الأحرف السبعة باللغات، قال: لأن اللغات في القبائل كثير عددها، كما أبطل تفسيرها بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
- وقيل أن المراد بالسبعة أحرف أنه نزل على سبعة أنحاء وأمور فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واستدلوا بحديث سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- والرد عليه من وجوه :
وهذا الحديث لم تثبت صحته عند أهل العلم ذكر ذلك ابن عبد البر فقال :"هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده، وقد رده قوم من أهل النظر، منهم أحمد بن أبي عمران فيما سمعه الطحاوي منه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. قال أبو عمر: ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا".


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
نزول القرآن على سبعة أحرف إنما كان للتيسير على المسلمين لإنهم كانوا أمة أمية لايعرفون القراءة ولا الكتابة فإذن لهم بقراءة القرآن كل قبيلة على حسب ما اعتادوا عليه من لغتهم بشرط أن لا تختم آية رحمة بآية عذاب أو تخالف حكما كأن يكون حراما فيجعل حلالا ولما زالت تلك الحاجة نسخت تلك الأحرف ولم يبقى منها إلا حرفا واحدا وهو حرف زيد بن ثابت الذي جمع الناس عليه في مصحف إمام وأحرق عثمان ما سواه من المصاحف عندما خشي من اختلاف الناس في القرآن ,وهذا ما نص عليه ,أبو جعفر الطحاوي فقال : كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك، حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءوا بذلك على تحفظ ألفاظه، ولم يسعهم حينئذ أن يقرؤوا بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد",وهذه السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) ، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف،
وأما بالنسبة للقراءات السبع التي يقرءوها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة ومن بعدهم عليه وعلى ترك ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك"
وقال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
وإنما يرجع تاريخ القراءات للعصر الرابع لإبي بكر بن مجاهد وكان أول من جمع القراء على سبعة قراء تأسيا بعدة المصاحف التي بعثها عثمان وبقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب )ذكره أبو محمد مكي بن أبي طالب
ولخص أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية" الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة فقال

"وتفسير ذلك أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها تجري على ضربين":
"أحدهما: زيادة كلمة ونقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، وتقديم كلمة على أخرى، وذلك نحو ما روي عن بعضهم: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج)، وروي عن بعضهم: (حم سق)، (إذا جاء فتح الله والنصر)، فهذا الضرب وما أشبهه متروك، لا تجوز القراءة به، ومن قرأ بشيء منه غير معاند ولا مجادل عليه وجب على الإمام أن يأخذه بالأدب، بالضرب والسجن على ما يظهر له من الاجتهاد، فإن جادل عليه ودعا الناس إليه وجب عليه القتل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المراء في القرآن كفر)) ولإجماع الأمة على اتباع المصحف المرسوم".
"والضرب الثاني: ما اختلف القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء، وواو بفاء، وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب".
"فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة".
"فثبت بهذا: أن هذه القراءات التي نقرؤها، هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة وترك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم خط المصحف؛ إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن؛ وإذ قد أباح النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا القراءة ببعضها دون بعض، لقوله تعالى: {فاقرأوا ما تيسر منه}، فصارت هذه القراءة المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رواه سلف الأمة رضوان الله عليهم، من جمع الناس على هذا المصحف، لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض".اه
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
بعث عثمان رضي الله عنه إلى أهل كل مصر من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، وأرسل مصاحف خالية من الشكل والنقط لتحتمل ووجوه القراءات على أحد الوجوه المحتملة ,ومن ذلك قوله (لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه) .
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
- ثبوت تلك القراءة بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يلزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة.
- موافقة خط المصحف.
- موافقتها الفصيح من لغة العرب .
إذا توافرت فيها هذه الشروط فهي قراءة صحيحة معتبرة .
فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.
6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
إنما أنزل القرآن علينا ليكون نبراسا للحياة ومنهجا متبع في كل شؤون العبد ولذلك امتدح الله عز وجل الذين يتبعون حدوده ويجتنبون نواهية بقوله تعالى {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، أي يتبعونه حق إتباعه.كما فسرها ابن عباس ومجاهد وعكرمة وذم الله عز وجل أهل الكتاب عندما تركوا العمل به فقال ( فنبذوه وراء ظهورهم ) قال الشعبي إنه كان بين أيديهم ولكن نبذوا العمل به , وقد أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام ليلة كاملة بآية واحدة يركع بها ويسجد ({إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
كما أثر ذلك عن صحابته رضوان الله عليهم فهذا ابن مسعود رضي الله عنه: يردد ليلة كاملة {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتزيين القرآن بالصوت وهي القرآن بحزن وعدم التكلف والتنطع والمبالغة في مخارج الحروف والمدود وغيرها من أحكام التجويد مما يشغل القلب عن التفكر في معاني القرآن وحكمه ومواعظه ,
فالتلاوة حق التلاوة هي التي يشترك فيها القلب والعقل واللسان فاللسان يرتل والعقل يتفهم المعاني والقلب يتعظ ويأتمر وينزجر, وينبغي على العبد أن يجعل نصب عينيه هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)) وهذه الغاية العظمى التي تحصل للعبد وهي حصول الهداية والسعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة .
والحمد لله رب العالمين ,,,

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 جمادى الآخرة 1439هـ/2-03-2018م, 11:27 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

🔺أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان..
-الأقوال في معنى الليلة المباركة
-فضل ليلة القدر
-معنى ليلة القدر
-الأقوال في وقت ليلة القدر
-معنى حديث ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
-الأحاديث الصحيحة في انزال القرآن والكتب السماوية في رمضان
-كيفية نزول القرآن إلى السماء الدنيا
-الأقوال في آخر ما نزل من الآيات
-أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتابة كل ما نزل عليه شيء من القرآن وقوله : ((ضعوا هذه في سورة كذا)
-معارضة جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان ومعارضته اياه مرتين في في العام الذي توفي فيه
-الأحاديث الصحيحة في أن القراءة الحالية للقرآن هي على العرضة الأخيرة
-الحديث الوارد في هيبة القرآن وتعظيمه عند الملائكة
- أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}،
-الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا
-زمن نزول القرآن جملة الى السماء الدنيا بالنسبة لمولد النبي صلى الله عليه وسلم
-اخبار الله الملائكة عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قبل خلق آدم عليه السلام
-سبب اختيار لفظ الماضي في قوله (أنزلناه)
-المراحل التي تم فيها جمع القرآن الكريم(جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه في عهد أبي بكر وجمعه الثالث في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنهم)
-أنواع النسخ
-نسخة عثمان عليه السلام هي التي أجمع عليها الأمة
-ترتيب الآيات موقوف على النبي صلى الله عليه وسلم
-الأقوال في ترتيب السور
-عدد كتاب الوحي
-الأقوال في مدة نزول القرآن منجماً
-تكفل الله ووعده لنبيه بحفظ القرآن في صدره وبيانه له وعدم نسيانه
-الأقوال في عدد من جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والجمع بين حديث عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
وكثرة عدد الحفاظ

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
اختلف في المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها على أقوال:
1-هي سبع لغات من لغات العرب ،قاله أبو عبيد ،والسجستاني والخطابي
دليله :قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، قاله ابو عبيد ،وضعف الأهوازي تفسير الأحرف السبعة باللغات، قال: لأن اللغات في القبائل كثير عددها، واختار الحافظ أبو العلاء تفسيرها باللغات المتفرقة في القرآن، قال: وليس الغرض أن تأتي اللغات السبع في كل كلمة من كلم القرآن، بل يجوز أن يأتي في الكلمة وجهان أو ثلاثة، فصاعدا إلى سبعة، ولم تأت سبعة أوجه إلا في كلمات محصورة، نحو "جبريل"، و{عبد الطاغوت}، و(أرجئه)، و(أف)، و {عذاب بئيس}، و {هيهات}، و(دري توقد)، ونظائرها
واختلف في هذه اللغات :قيل سبع لغات من قريش وما جاورها قال أبو القاسم الهذلي في كتابه "الكامل": قال أبو عبيد: المقصود سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن، وقيل: خمس لغات في أكناف هوازن: لسعيد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش ولغتان على جميع ألسنة العرب. قال: وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون.
"قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه الحديث .قيل أن القرآن نزل بلغة قريش ثم أبيحت القراءة بلغات العرب منعاً للمشقةمن ذلك ماجاء من ألفاظ كالصوف وهو (العهن )وزقية وهي (صيحة)وغيرها
3-أن الحديث ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل مختلف فيه لا يعرف معناه لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع عليه الصحابة والعرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني،مضمون ما قاله محمد بن جعفر النحوي وأبو بكر بن العربي.
4-أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد".
وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد،
فصل:
5. وقالوا: إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وهو القول الذي قال به أكثر أهل العلم.دليلهم حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
"وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه،
6- أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
-رد أبو عمر بن عبد البر الحديث وقال أنه ضعيف الاسناد لم يثبت
ورد العلماء هذا القول لأن تأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
- وأبطل الأهوازي تفسيرها بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
7-أنها سبعة أحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، مثل :الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) وغيرها، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
فصل:
8-أنها سبعة أحرف استخرجها العلماء من القراءات.
منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
- قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".
قال مكي :
"فأما ما اختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك، فهو من القسم الأول لأن القراءة بما يجوز منه في العربية، وروي عن أئمة وثقات: جائزة في القرآن؛ لأن كله موافق للخط". رجحه المؤلف
9-واختار أبو علي الأهوازي طريقة أخرى فقال:
"قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".
ثم ذكر وجها آخر فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
من القراءات عن هذا الأصل وهو إبدال اللفظ بمرادف له أو مقارب في أصل المعنى، ثم لما رسمت المصاحف هجر من تلك القراءات ما نافى المرسوم، وبقي ما يحتمله، ثم بعض ما يحتمله خط المصحف اشتهر وبعضه شذت روايته، وهذا أولى من حمل جميع الأحرف السبعة على اللغات؛ إذ قد اختلفت قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما قرشي مكي، لغتهما واحدة.
وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم، وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم.

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا ليست نفسها وإنما هي جزء منها
الأحرف السبعة تمت الإجابة عنها في السؤال السابق أما القراءات السبعة نشأت من نسخة عثمان عندما خاف الصحابة -رضي الله عنهم- الفرقة من كثرة الاختلاف، فوحد المصحف على القراءة التي عارض جبريل عليها النبي صلى الله عليه وسلم العرضة الأخيرة واجتمع الصحابة على ذلك والأحرف السبعة هي مالم يخالف المرسوم،وأبيحت بها القراءة وهو ما يتعلق بتلك الألفاظ من الحركات والسكنات والتشديد والتخفيف وإبدال حرف بحرف يوافقه في الرسم، ونحو ذلك.
قال أبو بكر بن العربي: سقط جميع اللغات والقراءات إلا ما ثبت في المصحف بإجماع من الصحابة وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب والله أعلم.
- قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".


4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
بعد أن بعث عثمان المصاحف التي كتبها بلغة قريش الى الأمصار قرأ القراء في كل مصر بها ولأنها كانت غير معجمة وغير منقوطة فقد قرأوا بما يعرفون من أوجه القراءة بما يحتمله الرسم العثماني.ولم يقرأوا بغيره
قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".
قال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروط قبول هذه القراءة:
1--أن تكون موافقة لخط المصحف العثماني
2-أن تكون متواترة
3-أن تأتي على الفصيح من لغة العرب
حكم ما خالف هذه الشروط يكون شاذ وضعيف يمنع قراءته منع تحريم في الصلاة وخارجها
قال شيخا الشافعية والمالكية -وكلاهما أبو عمرو عثمان-قال شيخ الشافعية:
"يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قرآنا أو استفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السبع؛ لأن المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهد في الأصول، فما لم يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة في الصلاة وخارج الصلاة، وممنوع منه من عرف المصادر والمعاني ومن لم يعرف ذلك، وواجب على من قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يقوم بواجب ذلك، وإنما نقلها من نقلها من العلماء لفوائد فيها تتعلق بعلم العربية، لا للقراءة بها، هذا طريق من استقام سبيله".ثم قال: "والقراءة الشاذة ما نقل قرآنا من غير تواتر واستفاضة، متلقاة بالقبول من الأمة كما اشتمل عليه "المحتسب" لابن جني وغيره، وأما القراءة بالمعنى على تجوزه من غير أن ينقل قرآنا فليس ذلك من القراءات الشاذة أصلا، والمجترئ على ذلك مجترئ على عظيم وضال ضلالا بعيدا، فيعزر ويمنع بالحبس ونحوه ولا يخلي ذا ضلالة ولا يحل للمتمكن من ذلك إمهاله، ويجب منع القارئ بالشاذ وتأثيمه بعد تعريفه، وإن لم يمتنع فعليه التعزير بشرطه".
وقال شيخ المالكية رحمه الله:
"لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا غيرها، عالما كان بالعربية أو جاهلا. وإذا قرأ بها قارئ فإن كان جاهلا بالتحريم عرف به وأمر بتركها، وإن كان عالما أدب بشرطه، وإن أصر على ذلك أدب على إصراره وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك".


6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
&وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره.
-أن لا يكون هم القارء إقامة حروفه فقط
وإنما إقامة حدوده بفهم معانيه والتفكر فيه والعمل بمقتضاه
وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
- وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 جمادى الآخرة 1439هـ/2-03-2018م, 11:32 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

يتبع س6
.....ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء
- عدم التنطع والتكلف في إقامة الحروف
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله:
"التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".
قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك".
- قال أبو بكر بن مجاهد:
"كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل".
قال: "وفي حديث حذيفة: من أقرأ الناس منافق لا يدع منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه، كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، أي تلويه، يقال: لفته وفتله، أي لواه" والخلاء الرطب من الكلأ.
عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: كنا جلوسا نقرأ القرآن، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال: ((اقرءوا القرآن، فيوشك أن يأتي قوم يقرءونه، يقومونه كما يقوم القدح ويتعجلونه ولا يتأجلونه)). - وفي رواية سهل بن سعد: يقومون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون آخره ولا يتأجلونه.
- ليس العبرة بسرعة قراءته وهذه ونثره وإنما بترتيله وترديده والتفكر والتأثر الذي يحدث نتيجة قراءته أخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن" عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
في كتاب ابن أبي شيبة:
- عن ابن عباس {ورتل القرآن ترتيلا}، قال: بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: بعضه في إثر بعض.
- وعن محمد بن كعب قال: لأن أقرأ {إذا زلزلت} و {القارعة}، أرددهما وأتفكر فيهما، أحب إلي من أن أهذ القرآن.
-أن يتباكى ويخاف ويخشى الله عند تلاوته
قال ابو عبيد: وحدثنا حجاج عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن سليمان بن سحيم قال: أخبرني من رأى ابن عمر وهو يصلي ويترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه من يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}، أو شبه ذلك.
قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.
عن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).
-تحسين الصوت به وتجميله وإظهار الخشية
ذكر أبو عبيد أحاديث كثيرة في تحسين الصوت بالقرآن، ثم قال: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية.
عن طاوس قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).

&الثمرّة المتحصّلة من ذلك.
- أن العلم النافع هو الذي يقود صاحبه للبكاء عند سماع القرآن
حدثنا ابن المبارك عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
-أن يكون رادعاً لقارءه عن المنكر وكل ما يغضب الله تعالى
وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
وعن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
- صونه وحفظه في النفس وترفع صاحبه عن امتهان نفسه لأمر دنيوي
قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما عن ذلك.
حدثنا حفص عن هشام بن عروة قال: كان إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}الآية.
-إجلال حامل القرآن
روى البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)).
- تخلق حامله بالأخلاق الحميدة
وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.
- وفي "كتاب شعب الإيمان":
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)).
-أصناف قراء القرآن
- "وقال الحسن: قراء القرآن على ثلاثة أصناف:
صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 جمادى الآخرة 1439هـ/4-03-2018م, 01:12 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخلص عناصر الباب الأول : كيفية نزول القران وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان
⁃ متى بدأ نزول القرآن ؟
⁃ المراد بالليلة المباركة وسبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم.
⁃ الرد على من قال بنزول القرآن في ليلة النصف من شعبان وبيان بطلان قوله.
⁃ كيفية نزول القرآن.
⁃ ذكر الأقوال والآثار الواردة في المقصود بالإنزال الخاص للقران المضاف لليلة القدر.
⁃ بيان ما جاء في عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام والعرضة الأخيرة .
⁃ الحكمة من نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
⁃ الحكمة من نزول القرآن منجما إلى الأرض.
⁃ ذكر أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن وآخر ما نزل.
⁃ إثبات وقوع النسخ في القران وذكر انواعه .
⁃ جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر بعض حفاظ الوحي من الصحابة رضي الله عنهم..


2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
القول الأول : أنه أنزل بسبع لغات ، واختلف أي لغات هي :
أ- قيل: أن المراد أنه نزل بسبع لغات من لغات العرب متفرقة في القران ، لغة قريش وهذيل ووهوازن ...وذكره أبو عبيدة القاسم بن سلام ، وروي عن أبي حاتم السجستاني ، ورد هذا القول ما رواه الأهوازي قال : سمعت أبا الحسن علي بن إسماعيل بن الحسن القطان يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم يقول: سمعت أبي يقول: وهذا القول عظيم من قائله؛ لأنه غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}، إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغة قريش.
وللإجابة على هذا الاعتراض قال أيوب السختياني أنه قال: معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم. وبذلك يرد هذا الاعتراض.
ب- وأما الكلبي فإنه يروي عنه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
قال أبو عبيد: والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وهذه القبائل هي التي يقال لها: عليا هوازن، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم. فهذه عليا هوازن، وأما سفلى تميم فبنو دارم، فهذه سبع قبائل.
قلت: والكعبان كعب بن لؤي من قريش، وكعب بن عمرو من خزاعة.
ج- - وقد قال بعض الشيوخ: الواضح من ذلك أن يكون الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب، ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب، ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم.
د-"وقيل: فيه وجه آخر، وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد".
قال أبو شامه: ... وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد، والله أعلم.
هـ-"وقال آخرون: هذه اللغات كلها السبع، إنما تكون في مضر، واحتجوا بقول عثمان -رضي الله عنه-: نزل القرآن بلسان مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب".
"وأنكر آخرون أن تكون كلها في مضر وقالوا: في مضر شواذ، لا يجوز أن يقرأ القرآن عليها، مثل كشكشة قيس وعنعنة تميم. وفي سنن أبي داود أن عمر كتب إلى ابن مسعود: أما بعد، فإن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فاقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل".

ومما يستدل لهذا القول :
1- مارواه عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)).
قال أبو شامه : يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.
2- قال أبو عبيد: وكذلك يحدثون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول:نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة.
قال أبو عبيد: يعني أن خزاعة جيران قريش فأخذوا بلغتهم.
3-وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)).
4-وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).

القول الثاني:
إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
ومما يستدل لهذا القول:
1-أن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا.
2-منها: حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
3-ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
4-ومنها حديث أبي جهيم الأنصاري:
"أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).


القول الثالث: المراد سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)). وهذا حديث لم يثبت عند أهل العلم وقد اجتمع على ضعف إسناده.
قال الطحاوي : من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.

وقد أول أبو شامه هذا الأثر :
أحدهما: أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة.
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه.

القول الرابع: ان الأحرف السبعة منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير وغير ذلك ، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار.

القول الخامس: أن المراد بها القراءات السبعة ، واختلفوا في ذلك:
وذلك لأن وجوه الاختلاف في القراءة سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، ، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، ومنها التقديم والتأخير،ومنها الزيادة والنقصان.
قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".

القول السادس: المراد بها ما اختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك، فهو من القسم الأول لأن القراءة بما يجوز منه في العربية، وروي عن أئمة وثقات: جائزة في القرآن؛ لأن كله موافق للخط.

والراجح والله أعلم أن المراد سبع لغات ، وذلك أن أهل العلم قالوا في معنى قوله عليه السلام: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)): إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل.


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
قال بهذا القول بعض العلماء ورده أبو شامه وقال : قال جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد أخطأ من نسب إلى ابن مجاهد أنه قال ذلك.
فالقراءات السبعة هي التي اشتهرت وانتشرت في الأمصار ورويت بأسانيد متصلة عن التابعين والصحابة إلى الرسول ﷺ.


4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
كان ذلك لأن المصاحف قد خلت من التشكيل والإعجام وحصر الحروف المحتملة
على أحد الوجوه فكان أهل كل ناحية من النواحي التي أرسلت إليها المصاحف بعض من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه.


5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟

1-النقل الصحيح عن رسول الله ﷺ ، ولا يلزم التواتر.
2-موافقة خط المصحف.
3-موافقتها للغة العربية الفصيحة.
فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
أنزل الله تعالى كتابه العزيز على نبيه محمد ﷺ ليبينه للناس وليكون هاديًا ودليلا لهم ، ولا تتحصل الهداية والاستفادة من القرآن إلا بفهمه وتدبره ، فلا يكتفي المسلم بحفظه وسرده وهو لا يعلم ما فيه ولم يعمل به فعن الحسن قال: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
وقدوتنا في الاهتمام بتدبر القرآن والخشوع عند تلاوته هو رسولنا ﷺ فقد روى أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}. وكذلك كان هدي صحابته رضي الله عنهم من بعده فعن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد: {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
- وعن عامر بن عبد قيس: أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}، لم يزل يرددها حتى أصبح.وهذا من تمام تدبره لكلام الله واستشعاره لمعانيه ، فإن العبرة ليست بكثرة القراءة بلا فهم وتدبر ، بل العبرة بما يقع في القلب من الايمان واليقين بعد سماع كلام الله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن) وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول. كما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)). وقد ذم رسول الله ﷺ من لم يعمل بالقران ولم يهتد بما فيه من الآيات والعبر والمواعظ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)). كما أن السلف الصالح علموا الغاية من نزول القرآن ويتضح هذا الأمر من الأخبار التي نقلت عنهم ومن أقوالهم فلا بد لحامل القران ان يتميز عن عامة الناس بسمت القران والصلاح والخشية والسكينة ،وقال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.، وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
- وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 جمادى الآخرة 1439هـ/16-03-2018م, 01:18 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي


تعليقات عامة:
أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.
س1:
- يُنصح بأن تكون العبارة المستعملة في كتابة العنصر واضحة تدل دلالة موجزة على ما تحتها والمقصد منه، فبدلا من قول : " تفسير قوله تعالى:{ كذلك لنثبت به فؤادك ..} " يقال : " الحكمة من نزول القرآن مفرقًا " لأن إيراد أبي شامة لتفسير الآية في كتابه ليس لغرض بيان التفسير وفقط وإنما لبيان أحوال نزول القرآن والحكمة من ذلك.
- كذلك يُنصح بإعادة ترتيب العناصر بما يجعلها متسلسلة ويدل على ترابطها، حتى وإن خالف ذلك ترتيب المصنف.
- المسائل المتعلقة بجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل : حفظ القرآن، وكتابته، وتأليفه، والقراء في عهد النبي، ومعارضة القرآن ... يمكن جمعها تحت مبحث " الجمع النبوي " أو " جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم " ذلك أن أبا شامة فصل هذه المرحلة عن جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق، وجمع عثمان، فجعل الآخرين في فصل واحد تحت عنوان " جمع الصحابة القرآن .." وقصدتُ بهذه الملحوظة توضيح المراحل الثلاثة لجمع القرآن.


س2: من أفضل الإجابات للسؤال الثاني :
- أمل يوسف.
- هناء هلال.
مع الإشارة إلى أن بسط هذه المسألة وبيان الراحج من الأقوال يكون بإذن الله في دورة مخصصة للأحرف السبعة.
وأن القول بأنها على اللغات المتقاربة وإبدال الكلمات بمرادفها فإن هذا لا يعني أنهم كانوا يفعلون هذا من غير توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، بل نؤمن بأنه هكذا نزل القرآن على هذه الأحرف السبعة كما جاء بنص الحديث : " أنزل القرآن على سبعة احرف" فلم تخرج عن حقيقة الإنزال، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن جاؤوه يحتكمون إليه في اختلافهم في القراءة " هكذا أنزلت ".


س6: أكثركم أحسن إجابة هذا السؤال والاستدلال بالشواهد والآثار لكن لاحظت عدم تركيز البعض منكن على بيان الثمرات المتحصلة من تحقيق التدبر.




بدرية صالح: ج+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: يُرجى قراءة التعليق العام.
س2: يوجد خلط لديكِ بين بعض الأقوال مثل القول بأنه لغات سبع والقول الخامس مما ذكرتِ، وبعض العبارات بحاجة لتوضيح فلا يصح إطلاق معنى الإجماع أو أنه قول جمهور دون دليل، أو على الأقل ننص على من قال بهذه الدعوى، وأرجو مع قراءتكِ لإجابات باقي الإخوة والأخوات أن يتبين لكِ الصواب.
وحتى يسهل عليكِ تنظيم إجابتكِ أقترح أن تقسميها لنقاط:
القول : ....
من قال به:
دليله:
وجه الاعتراض عليه - إن وُجِد -:
س5: بل رد أبو شامة شرط التواتر وضعفه، ولم يشترطه الصحابة ولا التابعون، بل يكفي صحة الإسناد وموافقتها لرسم المصحف بعد الجمع العثماني، وأن تكون على الفصيح من كلام العرب.



فاطمة الزهراء: ج+
س2: الأقوال الأربعة الأولى هي في قول واحد، وإنما يتفرع على القول بأنها لغات مختلفة من لغات العرب مسألة أخرى ، وهي الخلاف في تحديد هذه اللغات.
القول السابع وقول المقدسي هو تقدمة لما بعده من أقوال من اجتهاد العلماء في تحديد الأحرف السبعة من القراءات الموجودة الآن.
وقد وجدتُ صعوبة في قراءة الأقوال، وتحديد مفاصلها، لعدم وجود تنسيق بينها، وبعض الأقوال ينقصها بيان الدليل عليها أو وجه الاعتراض عليه وردود العلماء عليه.
س3: القراءات السبع جزء من الأحرف السبعة، ومن تمام الإجابة بيان الرد على من قال بأنها الأحرف السبعة.
س4: القسم الأول من إجابتكِ غير واضح ويبدو أنه منسوخ من مكان ما، فمن القائل ؟ ومن الذي وضح هذا في ترجمة علقمة ؟!!!
س5: التواتر ليس شرطًا في صحة القراءة وقد بين أبو شامة بنقله عن عدد من العلماء هذا الأمر، وإنما الشرط هو صحة الإسناد، وقول " إنما القراءة سنة " أي يأخذها كل فرد عن سبقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صح الإسناد كان ذلك كافيًا - مع باقي الشروط - في صحة القراءة ولا يلزم التواتر.
س6: كتابة الآية : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ".



أمل يوسف:أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س5: التواتر ليس شرطًا في صحة القراءة، وقد رد ذلك أبو شامة في كلامه وبين أن الشرط هو صحة الإسناد وان خبر الآحاد في القراءات مقبول، والقراءات تكون صحيحة بصحة خبر الآحاد مع باقي الشروط.
وأما التواتر في جميع طبقات الإسناد خاصة من القراء السبع فمن فوقهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يشترط.
س6: أحسنتِ، ووددت لو فصلت في بيان الثمرة المتحققة من التدبر


هناء هلال: أ
س1: يُرجى قراءة التعليق العام.
س2: القول الخامس مما ذكرتِ تقدمة لما بعده وليس قولا مستقلا.
س3: من تمام الإجابة بيان الرد على من قال بذلك.
س5: توضيح لفظ : " اجتماع الأمة على ثبوته " فالأولى أن تقولي: " الشرط صحة الإسناد، وهذه الصحة قد تكون في أحاديث الآحاد أو متواتر، لكن لا يشترط التواتر في بيان صحة القراءة، كما قرره المصنف فيما نقله عن الأئمة ".
س6: أحسنتِ، ووددت لو فصلت في بيان الثمرة المتحققة من التدبر كذلك.


هيا أبو داهوم : ج
س1: أرجو قراءة التعليق العام، وقد اختصرتِ كثيرًا في المسائل المتعلقة بجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
س2:
- أقوى اعتراض على القول بأنها سبع لغات هو حديث المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري في اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم في القراءة واحتكامهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعلومٌ أن عمر وهشام كلاهما قرشيان، ولن يقرئهما النبي صلى الله عليه وسلم بلغة غير لغتهما والحديث صحيح.
- لعل قصدكِ بالقول الثاني هو الألفاظ المتقاربة والمترادفة في المعنى، وفاتكِ بيان القائلين به والأدلة عليه.
وكذا القول الثالث للعلماء ردود عليه غير تضعيف ابن عبد البر للحديث الوارد بهذا المعنى.
- وجوه الاختلاف في القراءات، المقصود اجتهاد العلماء في تحديد الأحرف السبعة من القراءات المشهورة الآن، وينبغي أن نذكر وجه ضعف هذا القول لا مجرد إطلاق القول بضعفه.
أرجو أن تقرأي التعليق العام، مع مراجعة إجابة باقي الأخوات، وفقكِ الله وسددكِ.
س3: ما مرجع الضمير في قولكِ "لأن الطرق المذكورة فيها كلها طرق ضعيفة ، فلليس هناك دليل على تعينيها"
إن كان قصدكِ الأحرف السبعة فليس هذا هو وجه الرد على من قال بأن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة، بل أصل فهم هذه المسألة هو فهم كيفية نشأة هذه القراءات وعلاقتها بالأحرف السبعة فأرجو مراجعة هذه المسألة وردود العلماء عليها.
س4: الفقرة الأولى من إجابتكِ غير واضحة.
س5: فاتكِ إجابة القسم الثاني من السؤال.
س6: إجابتكِ فيها اختصار، على الأقل نذكر الدليل من الكتاب والسنة على ما ذكرتِ، فقول :" اكتب بإيجاز" لا يعني أن نفوت جزء أساسي من الإجابة وهو الدليل.

مضاوي الهطلاني: أ

س1: أرجو قراءة التعليق العام.
س2:
- أقوى اعتراض على القول بأنها سبع لغات هو حديث المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري في اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم في القراءة واحتكامهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعلومٌ أن عمر وهشام كلاهما قرشيان، ولن يقرئهما النبي صلى الله عليه وسلم بلغة غير لغتهما والحديث صحيح.

- القول الرابع جاء تقدمة للقول باجتهاد العلماء في استخراج أوجه الأحرف السبعة من القراءات المشهورة الآن وقد اختلفوا في ذلك على أكثر من قول وكل منهم يزيد ما ليس عند الآخر مما يوحي باضطرابهم وعدم صحة هذا القول ولا يوجد ما يثبت حصر الأحرف السبعة فيما يذكرون.
- ومن الأقوال التي لم تذكريها أن العدد سبعة جاء للتوسعة ليس الحصر كما في قوله تعالى :{ إن تستغفر لهم سبعين مرة} ، وهناك من قال بأن السبعة أحرف غير معروفة.
س3:في المسألة تفصيل أكبر للرد على من قال بهذا القول.



شيماء طه: د

أرجو قراءة التعليق العام.
س1: العنصر الأول مما ذكرتِ في إجمال شديد " وقت النزول وكيفيته " وتحت هذا العنوان يمكن وضع عدد من العناصر فاتكِ بيانها، أهما ما يتعلق بالنزول في ليلة القدر.
س2: اختصرتِ كثيرًا في تحرير المسألة وأرجو أن تقرأي تحرير الأخوات أمل يوسف وهناء هلال.
س3: وأن القراءات السبع إنما هي جزء من الأحرف السبعة ولا يمكن زعم أن كل قراءة منها ترجع لحرف ما، ولا أن تستوعبه.
س4: الإجابة تحتاج لتفصيل وتوضيح أكثر وأولها أن المصحف العثماني لم يكن مضبوطًا ولا مشكولا؛ فالتزم الصحابة رسم المصحف وما احتمل فيه عدة أوجه طلبوا فيه السماع.
س6: فاتكِ تفصيل بيان الثمرة المتحصلة من التدبر.
خُصمت نصف درجة للتأخير.


عابدة المحمدي : ب

س1: أرجو قراءة التعليق العام.
س2: اختصرتِ كثيرًا بعدم إيراد جميع الأقوال في المسألة وأرجو أن تقرأي تحرير الأخوات أمل وهناء مع التعليق عليهم للفائدة.
خُصمت نصف درجة للتأخير.





ميسر ياسين: ب

س1: أرجو قراءة التعليق العام، والملحوظة الرئيسة على إجابتكِ أن العناصر بحاجة لترتيب أكثر، فنضع بداية العناصر بوقت النزول وكيفيته، ونختم بالعناصر المتعلقة بالجمع النبوي.
س2: القول السابع مما ذكرتِ جاء تقدمة لما بعده وهو اجتهاد العلماء في تعيين الأحرف السبعة من القراءات المشهورة الآن.

س3: قولكِ " والأحرف السبعة هي مالم يخالف المرسوم" لعلكِ تقصدين "والقراءات السبعة ...
س4: من تمام الإجابة بيان وجه بطلان قول من قال بأن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة.

س5: التواتر ليس شرطًا في صحة القراءة على ما قرره المصنف؛ فهو يعرض أقوال العلماء ويبين الصحيح منها، والصحيح أن خبر الآحاد في القراءة مقبول إذا صح إسناده.
خُصمت نصف درجة للتأخير.




تماضر: ب

س2:

- من الاعتراضات على القول الأول؛ اعتراض الأهوازي أن لغات العرب كثيرة أكثر من سبعة، والاعتراض الثاني اختلاف قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم وكلاهما قرشيان.
- القول الرابع هو تقدمة لما بعده وليس قولا مستقلا، وما حرره أبو شامة بعده ليس القول بأن الأحرف السبعة هي القراءات السبعة وإنما القول بأن العلماء اجتهدوا في استخراج أوجه الأحرف السبعة من القراءات المشهورة الآن،وهذا ضعيف جدًا ، لأن كل ما قالوه لا دليل عليه على أنه يستوعب الأحرف السبعة أو يخص أي منها.

س3: من تمام الإجابة بيان وجه بطلان من قال بهذا القول.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.




بارك الله فيكم ونفع بكم.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 رجب 1439هـ/24-03-2018م, 10:54 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي



‎أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان .
🔹العناصر :
1- فضل ليلة القدر
2- سبب تسميتها باليلة القدر
3- أبطال من قال بتنقل ليلة القدر بالأحاديث الصحيحة
4- المقصود بالأنزال في ليلة القدر
5- الحكمة من نزوله جملة واحدة
6- مدة نزول القرآن
7- الحكمة من تفريقه على الشهور والسنين
8- حال النبي صلى الله عليه وسلم حين نزول الوحي
9- القول في أول وآخر مانزل من القرآن
10- كيفية حفظ القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
11- معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن
12- ذكر من جمع القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
13- بيان أضراب النسخ في القرآن
14- بيان المراد بتأليف القرآن
15- التأكيد على أن تأليف القرآن على ما كان يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم .

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
ورد اختلاف كثير لأهل العلم في المراد بالأحرف السبعة،وحصل فيهما للمصنفين كلام واسع و كثير ...
وقد ورد في الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
ومما قيل فيها :
🔹القول الأول : أن المراد بـسبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب،وأن هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغات أخرى،وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه .
🔸قال به : ابن سلام في كتابه "غريب الحديث" مستشهداً بقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال" وبعض الأحياء أسعد بها، وأكثر حظا فيه من بعض، وكما ورد أن عثمان -رحمه الله تعالى- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)) وذكر نحو هذا أبا حاتم السجستاني والخطابي ،وقال به ابن سيرين: وفسره بقوله في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}،
🔸وجه الأعتراض على هذا القول :
ماورد من حديث المسور من اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم في القراءة وكلاهما قرشيان ،ومن المعلوم أنهما أخذا القراءة من النبي صلى الله عليه وسلم .
وما ذكره ابن سلام عن الأهوازي أنه ضعف تفسير الأحرف السبعة باللغات، محتجاً بأن اللغات في القبائل عددها كثير،ونسب له إيراد اعتراض ابن قتيبة عنها قائلاً: هذا القول عظيم من قائله؛ لأنه غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}
ورد هذا الأعتراض السجستاني ببيان معنى الآية فقال: معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم.
وأورد "ابن سلام" استحسانه لكلام لبعض الشيوخ
تعقيبا لهذا القول يبين فيه الحكمة من جعله للعرب كلهم توسيعاً للعباد ليشمل لغاتهم فلا يضيق عليهم ويشق فيحصل منه النفور،ولإن الأصل في اتفاق المعنى وإن اختلفت اللغات .
وورد اختلاف في هذه اللغات هل هي لقريش ،أم لسائر لغات العرب ،فقالت طائفة: سبع لغات من قريش حسب، وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل. وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)). وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
قال "ابن سلام "وهذا هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو غير ذلك ، فكيف يكلف غيره؟
وقد قال أبو بكر بن العربي "لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: ((اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها.
وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف. وقال ابن الأنباري هذا غلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وعبد الطاغوت} وقوله تعالى: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب}،
وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة،
وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى)).
وقيل : إن المراد بالسبعة التكثير كقوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} لا حصرا في هذا العدد.
🔹القول الثاني : أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وكما جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه .
🔸القائل به : أكثر أهل العلم، مستشهدين بما ورد فيه من أحاديث ،منها: حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال ل الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
وذكر ابن وهب أنه قيل لمالك: أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" ؟ قال: ذلك جائز، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه))، مثل تعملون ويعملون، وقال مالك: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا.
🔹القول الثالث : أن المراد بالأحرف السبعة أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه .
🔸قال به :
واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
🔸وجه الأعتراض على هذا القول :
قال أبو عمر بن عبد البر: هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت،وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده، وقد رده قوم من أهل النظر، منهم أحمد بن أبي عمران فيما سمعه الطحاوي منه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، ، وقال نحوه البيهقي وذكر أن المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها.
وأبطل الأهوازي تفسيرها بالأصناف؛ محتجاًبأن أصنافه أكثر من ذلك، وعقب على هذه الأقوال ابن سلام بقوله:وعندي لهذا الأثر أيضا تأويلان آخران:
أحدهما: ذكره عن الأهوازي ، والحافظ أبو العلاء ، أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه .
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.

🔹القول الرابع : ما قاله أبو جعفر النحوي بقوله عن الأحرف السبعة : مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛ أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.
ولم أجد تعقيباًظاهراًعلى هذا القول ولا تأيداً له وكأنه انفرد به .

🔹القول الخامس :
ما قال به بعض العلماء من أن السبعة الأحرف هى أوجه القرأة المختلفة الرسم .
نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير،
وعقب المقدسي بقوله:وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرض الأخيرةالتي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
وذكر أنه حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد .
وهذا الوجه من معنى الحديث حسنه ابن عبد البر، واعتمده مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة" بضم السين وفتحها، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك ثم ذكر أنه لا يقرأ من ذلك بما خالف خط المصحف .
وأورد المصنف كلاماً طويلاً للعلماء في أوجه الأحرف في القراءات المشهورة وأبان ضعفها وأنه لادليل عليها، وبين أن الأولى أن تحمل على أصول مطردة .
وخلاصة هذه الأقوال التي اجتهد العلماء في ذكرها ببيان ما قديحتمله الفاظ الآحاديث الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف ،إن المراد التوسعة على العباد وعدم التضييق عليهم ، كما ورد ذلك في حديث أبي بن كعب بإسناد صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل عليه السلام: ((إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام، فقال: مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف)).وقد بين معنى هذا الحديث ابن قدامة بقوله : فمعنى الحديث أنهم رخص لهم في إبدال ألفاظه بما يؤدي معناها، أو يقاربه من حرف واحد إلى سبعة أحرف، ولم يلزموا المحافظة على حرف واحد؛ لأنه نزل على أمة أمية لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء على لفظه مع كبر أسنانهم واشتغالهم بالجهاد والمعاش، فرخص لهم في ذلك، ومنهم من نشأ على لغة يصعب عليه الانتقال عنها إلى غيرها، فاختلفت القراءات بسبب ذلك كله، ودلنا ما ثبت في الحديث من تفسير ذلك بنحو: هلم، وتعال، على جواز إبداله باللفظ المرادف، ودلنا ما ثبت من جواز {غفورا رحيما} موضع {عزيزا حكيما} على الإبدال بما يدل على أصل المعنى دون المحافظة على اللفظ، فإن جميع ذلك ثناء على الله سبحانه، هذا كله فيما يمكن القارئ عادة التلفظ به، وأما ما لا يمكنه لأنه ليس من لغته فأمره ظاهر ولا يخرج إن شاء الله شيء من القراءات عن هذا الأصل وهو إبدال اللفظ بمرادف له أو مقارب في أصل المعنى، ثم لما رسمت المصاحف هجر من تلك القراءات ما نافى المرسوم، وبقي ما يحتمله، ثم بعض ما يحتمله خط المصحف اشتهر وبعضه شذت روايته، وهذا أولى من حمل جميع الأحرف السبعة على اللغات؛ إذ قد اختلفت قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما قرشي مكي، لغتهما واحدة.
هذا والله أعلم

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة بل هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآ ن، ووافق اللفظ خط المصحف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الصحابة عليه، قالأبو محمد المكي،إنما هي جزء من الأحرف السبعة،وليست هى نفسها،ومن ظن أن قراءة كل واحد من الأئمة القراء هى أحد الأحرف السبعة فقد غلط غلطا عظيما،وإنما نقل هذا القول عن مجاهد البغدادي خطأ، ولعل توافق العدد للأحرف والقراءات لبس على البعض، وإلا هي واضحة بينة لأن هذه القراءات السبعة لم تظهر إلا متأخرة ،بينما الأحرف روى بها أحاديث .

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
سبب هذ الاختلاف أنه لما أرسل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش لأن القرآن نزل بلغتهم،وكانت تلك المصاحف خالية من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه،وأذن لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها،وكان لهم فيأمصارهم تلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه"
ذكر هذا المقدسي في المرشد وأورده عن عدد من أهل العلم ،كالمكي ،وأبو بكر العربي .

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
يشترط لقبول القراءة واعتبارها :
🔸أن تكون صح نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولايلزم فيه التواتر، بل يكتفى بالآحاد الصحيحة .
🔸أن توافق خط المصحف .
🔸أن تتفق مع لغة العر الفصيحة .
وأما ما خالف هذه الشروط فهو شاذ وضعيف ولا يعتد به .

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
يقول الله تعالى:{ورتل القرآن ترتيلا} عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: بعضه في إثر بعض ،وقالا في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، أي : يتبعونه حق إتباعه، يتبين من هذا أن التلاوة المثمرة النافعة التي يتقرب به العبد إلى ربه ويبتغى به رضاه هي التي تحرك القلب وتدفع للعمل، وإذا نظرنا في حال نبينا صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وجدنا عندهم من العناية والإهتمام والتأثر ما يبين منزلة القرآن في قلوبهم من ذلك ما كان من حال النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد ذلك عن أبي ذر أنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم [ ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وكذلك ما ورد عن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد: {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح .
وبهذا يتبين لنا حال سلفنا الصالح مع كتاب الله قيام ودعاء وتأثراً واهتداء ،اجتهدوا في طلبه وتفهمه وأتبعوا ذلك بالتخلق والعمل حيث اتخذوه منهجاً كاملاً لحياتهم
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
فلما كان ذلك حالهم نتج منه ثمرات كثيرة من أهمها
🔸صلاح قلب قارئه والجوارح تبعاً له فمتى ماوقع القرآن في القلب نفع وتحرك معهاللعمل وكان هو غايته،ورضا مولاه أمنيته ،
🔸من ثمرات العناية بكتاب الله معرفة المقصد من إنزاله وإرسال الرسل به، إلا وهو معرفة الله المعرفة الحقة وتوحيده وتنزيهه وإجلاله وتعظيمه .
🔸كذلك من الثمرات زيادة الحسنات وتكفير السيئات ،وما يأتي هذا إلا بستشعار بركته ومعرفة فضله كما قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} .
🔸كذلك من الثمرات امتثال أمر الله ،حيث أمر عز وجل بتدبره والتأمل فيه حيث قال تعالى :{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} والخروج من الأثم والوعيد للغافلين عنه الهاجرين له .
🔸كذلك من ثمراته دعوة الناس له، لما يرون له من أثر على صاحبه من خلق حسن وحب خير للناس والسعي لصلاح أحوالهم واهتمامه بأمور المسلمين .
🔸كذلك من الثمرات سد أبواب الفساد الناتجة عن الغفلة عنه والتي يسعى لها أصحاب الضلال والفسق .
🔸كذلك ما يترتب على الأخذ به واستشعار فضله في الآخرة من رفعة الدرجات وعلو الجنات وكونه مع الملائكة الكرام .
وعموماً فضله لايعد وثمرات تدبره لا تحصى ،جعلنا الله من المهتدين بهديه المنتفعين به المقتفين سير نبينا في العمل به .
وصلى الله على نبينا محمد .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2 شعبان 1439هـ/17-04-2018م, 01:31 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1:
استخص عناصر الباب الأول:
كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
* وقت نزول القرآن
-
شهر رمضان في ليلة القدر.
-
الأدلة على ذلك.
-
ابطال القول المخالف.
*
كيفية نزول القرآن.
-
جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
-
الأدلة على ذلك.
-
الحكمة من ذلك.
-
منجمًا إلى الأرض مفرقًا على الأحداث والأيام والشهور.
-
الأدلة على ذلك.
-
الحكمة من ذلك.
-
الأقوال المخالفة في كيفية نزول القرآن والرد عليها.
*
حفظ القرآن وبيانه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
*
أول ما نزل من القرآن.
*
آخر ما نزل من القرآن.
-
تأويل الخلاف في آخر ما نزل.
*
معارضة القرآن.
*
تدوين القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
*
حفظة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
-
تأويل ما روي في الخلاف فيمن جمع القرآن في عهد النبوة.
*
أنواع النسخ في القرآن.
-
ما نسخ تلاوته وبقي حكمه.
-
ما نسخ تلاوته وحكمه.
-
ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته.

2:
حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
هناك عدة أقوال مشهورة في ذلك ومنها:
القول الأول: سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن فبعضه نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هوازن وهكذا.
-
دليله: قول ابن مسعود" إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، وإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال.
-
والرخصة كانت للمشقة على العرب وقت نزول القرآن أن يفارقوا لغتهم ولئلا تأخذهم العزة لذلك وهم حدثاء العهد بالإسلام.
-
وما يؤيد هذا القول الروايات في الألفاظ المخالفة للمصحف مثل: الصوف وهوالعهن، زقية وهي صيحة، حططنا وهي وضعنا، وحطب وهي حصب ونحو ذلك.
-
وهو قول أبو عبيد القاسم بن سلام وابن سيرين والسجستاني واختاره الحافظ أبو العلاء واستحسن هذا القول أبو شامة.
نقد هذا القول:
قال أبو عمر بن عبد البر: أنكر كثير من أهل العلم هذا القول لعدة أسباب:
-
أنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر لغتهم التي فطروا عليها.
-
أن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي ومكي وقد اختلفت قراءتهما.
-
وقد أنكر الأهوازي هذا القول لأن اللغات في القبائل عددها أكثر من ذلك.

القول الثاني: سبعة أحرف هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة.وهو قول أبو عمر ابن عبد البر
واستشهدوا بمعنى قول ابن مسعود" إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، وإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال.
وكذلك ما روي في أحاديث في ذلك ومنها حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لاتختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة).

القول الثالث: سبعة أحرف أي سبعة أنحاء وأصناف: فمنها زاجر ومنها آمر ومنها حلال ومنها حرام ومنها محكم ومنها متشابه.
دليله: حديث ابن سلمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
نقد هذا القول:
قال أبو عمر: وهذا حديث لم يثبت ومجتمع على ضعفه لأن أبو سلمة لم يلق ابن مسعود وابن سلمة ليس ممن يحتج به.
وأنكر القول الطحاوي أيضًا فقال: "لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله".
وأول هذا القول أبو شامة إنما قد يراد به أصناف وأقسام ما نزل به القرآن بيان أنه خلاف الإنجيل الذي كله مواعظ وأمثال وليس المراد به الأحرف التي نزل بها القرآن.
*
وقد أنكر الأهوازي تفسيرها بالأصناف لأن القرآن نزل بأكثر من ذلك ومنها الأخبار والوعد والوعيد وغير ذلك.

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا ليست القراءات السبعة هي الأحرف السبعة وقد أخطأ من ظن ذلك وما نسب إلى ابن مجاهد في ذلك فلا يصح عنه، وما يؤكد صحة ذلك ما نقل إلينا من روايات للصحابة فيما كانوا يقرأونه بالأحرف السبعة ومن ذلك قراءة أبي ( أن بوركت النار ومن حولها ) وقراءة عبد الله ( إن كانت إلا زقية واحدة ) ومعلوم أن تلك القراءات غير مأخوذ بها الآن في المصاحف فهي مما ترك بجمع عثمان رضي الله عنه الأمة على حرف واحد.



4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
سبب ذلك هو خلو المصاحف من الشكل أي الإعراب ومن الإعجام أي النقط، فلما وجهت المصاحف إلى البلاد قرأ أهل كل ناحية كل واحد بما يتيسر له مما كان قرأه وضبطه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووافق رسم المصحف فظهر بذلك اختلاف القراءات المعروفة الآن وهي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن كما قال أبو محمد مكي.


5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
كل قراءة توفر فيها تلك الثلاث شروط مجتمعة فهي قراءة صحيحة معتبرة:
1: موافقتها لخط المصحف.
2: صحة النقل والتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
3: مجيئها على الفصيح من لغة العرب.
وكل قراءة خالفت تلك الشروط فهي قراءة شاذة وضعيفة وقد نص على ذلك أبو محمد مكي وأبو الحسن وكثير من الأئمة المتقدمين.
وقد اتفقت الأمة على القراءات السبعة فما خالف تلك القراءات أو خالف العشر فقراءته مردودة وحكمه التحريم ومنعه من القراءة في الصلاة وخارج الصلاة ويجب أن يحبس ويؤدب على ذلك حتى ينتهي عن أمره.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك
قال الله عز وجل {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب }
فقد أنزل القرآن للعمل به والتخلق بأخلاقه ولا سبيل لذلك إلا بتدبره وتفهمه والاتعاظ بما جاء به من قصص وأمثال وأمر ونهي واتباع ما جاء فيه من أحكام وشرع وغير ذلك وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة للأمة فكما قالت عنه عائشة رضي الله عنها لما سألت عن خلقه قالت: ( كان خلقه القرآن ) فكان قرآنا يمشي على وجه الأرض ،.
وقد فقه السلف رحمهم الله ذلك فكان أكثر شغلهم بالقرآن هو التعبد به تدبرًا وفهمًا ولهذا لانت قلوبهم وخشعت جوارحهم واقشعرت أبدانهم كلما سمعوا كلام ربهم فصدق فيهم قول ربهم {الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله }
ومما روي عن السلف في ذلك:
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد: {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
- وعن عامر بن عبد قيس: أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
- وعن هشام بن عروة عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {ووقانا عذاب السموم}، قال: وهي في الصلاة.
- وعن سعيد بن جبير: أنه ردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
وعنه أنه استفتح بعد العشاء الآخرة بسورة: {إذا السماء انفطرت} فلم يزل فيها، حتى نادى منادي السحر.

ولا شك أن الثمرة المتحصلة من تدبر القرآن هي التخلق به ويناله من ذلك إكرام الله تعالى له في الدنيا والآخرة ونجاته من الفتن ما ظهر منها وما بطن فالقرآن يكون له فرقان يفرق به بين الحق والباطل، فالله نسأل أن يمن علينا من عظيم فضله وإحسانه اللهم آمين.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 5 رمضان 1439هـ/19-05-2018م, 05:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة المرشد الوجيز


منيرة محمد: أ
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- بالنسبة للسؤال الأول أرجو قراءة التعليق العام عليه هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...6&postcount=14
ويضاف إليه أنه يمكنكِ صياغة عنوان لعنصر عام ثم تحته فصلي بذكر المسائل الفرعية، ومن ذلك تخصيص عنصر لنزول القرآن في ليلة القدر.
- أثني كثيرًا على تحريركِ للمراد بالأحرف السبعة، لكن تعليقًا على ما ختمتِ به إجابتكِ :
لا يصح القول بأن المسلمين كان لهم رخصة إبدال ألفاظ القرآن بما يؤدي معناها دون أن يكون ذلك نزل فعلا على رسول الله عليه وسلم؛ فالأحرف السبعة التي رُخص للعرب القراءة بها أول الأمر، نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، بها أقرأه جبريل عليه السلام كما سمعها من رب العزة، ويدل على هذا نص الحديث، ورد النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة الذين يحتكمون إليه في القراءة " هكذا أُنزِل ".
وقد نقل أبو شامة عن صاحب شرح السنة نحو هذا الكلام:
اقتباس:
ثم قال: "ولا يكون هذا الاختلاف داخلا تحت قوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ؛ إذ ليس معنى هذه الحروف أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف، بل كل هذه الحروف منصوصة، وكلها كلام الله عز وجل، نزل بها الروح الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم، يدل عليه قوله عليه السلام: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف))، فجعل الأحرف كلها منزلة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعارض جبريل عليه السلام في كل شهر رمضان بما يجتمع عنده من القرآن، فيحدث الله فيه ما شاء وينسخ ما يشاء، وكان يعرض عليه في كل عرضة وجها من الوجوه التي أباح الله له أن يقرأ القرآن به، وكان يجوز لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمر الله تعالى أن يقرأ ويقرئ بجميع ذلك، وهي كلها متفقة المعاني وإن اختلف بعض حروفها".
وأبو شامة عادة ما ينقل أقوال العلماء ثم يذكر تعقيبات بعضهم على بعض فيكون في ذلك رد على الغريب منها؛ فينتبه لكل ما يورده ليُعلم ترجيحه منها.

- خُصمت نصف درجة للتأخير.


الشيماء وهبة : ب
- اختصرتِ في بيان الأقوال في المراد بالأحرف السبعة فأرجو مراجعة إجابات الأخوات، مع التعليق عليها.
- ضابط القراءة الشاذة فيه اضطراب، ويوضح ذلك بإذن الله في دورات قادمة.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

وفقني الله وإياكم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir