دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الأول 1438هـ/23-12-2016م, 05:45 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

المجموعة الثانية:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟
ب: حكم الصيام في السفر.
ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.

المجموعة الثالثة:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.

ب: المراد بالأيام المعدودات.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الأول 1438هـ/24-12-2016م, 10:27 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

رسالة تفسيرية في فضل الدعاء وآدابه من قوله تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعنا "( البقرة)
بِسْم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمابعد:
فقد أمرنا الله عز وجل بالدعاء وحثنا عليه ورغبنا فيه فقال " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "
وقد بين لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فضل الدعاء في أحاديث كثيرة ،منها ما رواه سلمان الفارسي رضي الله عنه ،عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين"
وكذلك ماروي عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
ومن هذه الأحاديث يتبين لنا فضل الدعاء وأنه إما أن يعجل لنا في الدنيا وإما أن يدخر لنا في الاخرة وإما أن يكون سببا في صرف السوء عنا ،وهذه كلها فوائد عظيمة لا يجب نستغني عنها ويجب تحصيلها .
وكذلك يجب علينا اغتنام الأوقات التي ورد أن الدعاء يستجاب فيه ، ومن هذه الأوقات :
1- عند الافطار من الصوم
2- عند نزول المطر
3- عندما يكون الانسان مظلوما
4- وفِي الثلث الأخير من الليل
5- وفِي السجود ،كما ورد أن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد .
وغير ذلك مما ورد فيه نص باستجابة الدعاء فيه .
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين").
ومن شروط استجابة الدعاء :
1-أن يكون مطعمنا طيبا ،فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا
وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ) رواه مسلم .
2-أن لا يراد بدعائنا إثم أو قطيعة رحم .
وقد
روي أنّ عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".
ومن آداب الدعاء :
1- أن لا يتعجل المسلم بالاجابة ،فيكف عن الدعاء بسبب ذلك .
والدليل :
مارواه أبو هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ ما لم يستعجل". قيل: يا رسول اللّه، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويترك الدّعاء.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا ابن هلالٍ، عن قتادة، عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا يزال العبد بخيرٍ ما لم يستعجل". قالوا: وكيف يستعجل؟ قال: "يقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي".
2- أن يكون على طهارة عند الدعاء وأن يستقبل القبلة ،وأن يدعو بقلب خاشع ،وأن يوقن بالاجابة .
فعن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافل".
3- ومن آداب الدعاء أيضا : أن لا نعتدي فيه .
فإن الله يستجيب للداعي مالم يعتدي في دعائه ، فإن الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء.
أسأل الله تعالى أن يلهمناوإياكم الدعاء ويوفقنا لساعات الإجابة وأن يجعله سببا للقرب منه سبحانه ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والحمد لله رب العالمين .
والمجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.
المراد بمن في قوله :( فمن عفي ) فيها أربع تأويلات :
1-يراد بها القاتل ، والعافي هو : ولي الدم ،والأخ هو المقتول أو الولي ،والاخوة هنا بمعنى : أخوة الاسلام ،
هذا قول ابن عباس وجماعة من العلماء، والعفو في هذا القول على بابه .
2-يراد بها الولي ، و" عفي" بمعنى : يسر ، والأخ هو القاتل ، وشيء يراد به : الدية ،والاخوة هنا أخوة الاسلام ،ويحتمل أن يراد به المقتول وتكون الأخوةأخوة قرابة وإسلام ،وهذا قول مالك رحمه الله .
3- والتأويل الثالث أن هذه الألفاظ في المعينين الذين نزلت فيهم الآية كلها وتساقطوا الديات فيما بينهم مقاصة، فمعنى الآية فمن فضل له من الطائفتين على الأخرى شيء من تلك الديات، ويكون عفي بمعنى فضل من قولهم عفا الشيء إذا كثر أي أفضلت الحال له أو الحساب أو القدر.
4-والتأويل الرابع هو على قول علي رضي الله عنه والحسن بن أبي الحسن في الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف، وعفي في هذا الموضع أيضا بمعنى أفضل.
"معنى العفو "
قال مجاهدٌ عن ابن عبّاسٍ: {فمن عفي له من أخيه شيءٌ}«فالعفو: أن يقبل الدّية في العمد»، وكذا روي عن أبي العالية، وأبي الشّعثاء، ومجاهدٍ، وغيرهم .
ومعنى أداء إليه بإحسان :
فعلى القاتل أداء بإحسان من غير ضرر ولا مدافعة .
ب: المراد بالأيام المعدودات.
قيل: رمضان، وقيل: الثلاثة أيام من كل شهر وعاشوراء . ذكره ابن عطية والزجاج .
وقيل: كانت الثلاثة أيام من كل شهر ونسخت برمضان .
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
المراد به هنا : أن يبدل الوصي في الوصية إن رأى فيها ما يخالف الشرع أو يضر بالورثة الآخرين ،فيكون تبديله إصلاحا لما وقع بين الورثة من الاضطراب والشقاق ، ولا يكون عليه إثم لأنه تبديل مصلحة .
قال ابن عباس رضي الله عنه وقتادة والربيع: «معنى الآية: من خاف أي علم ورأى وأتى علمه عليه بعد موت الموصي أن الموصي خلف وجنف وتعمد إذاية بعض ورثته فأصلح ما وقع بين الورثة من الاضطراب والشقاق فلا إثم عليه، أي لا يلحقه إثم المبدل المذكور قبل وإن كان في فعله تبديل ما ولا بد، لكنه تبديل لمصلحة، والتبديل الذي فيه الإثم إنما هو تبديل الهوى».
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
في حكمها أقوال:
قال بعض أهل العلم: الوصية فرض .
وقال قوم: كانت فرضا ونسخت بأية المواريث.
وقال فريق: هي مندوب إليها
وقال ابن عمر وابن عباس أيضا وابن زيد: «الآية كلها منسوخة وبقيت الوصية ندبا»
منسوخةٌ فيمن يرث، ثابتةٌ فيمن لا يرث»، وهو مذهب ابن عبّاسٍ، والحسن، ومسروقٍ، وغيرهم .
وقال الربيع بن خثيم وغيره: «لا وصية لوارث»،وصيّةً للأقربين، فأنزل اللّه آية الميراث فبيّن ميراث الوالدين، وأقرّ وصيّة الأقربين في ثلث مال الميّت» .
والخلاصة :
أنها إن كانت لوارث فإنها لا تجوز ،وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم :" لا وصية لوارث "
وتكون نسخت بآيات المواريث .
وإن كانت لغير وارث ،فهي مندوبة ،ولا يجوز أن تكون بأكثر من الثلث .
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
سبب هذه الآية فيما قال ابن عباس وغيره أن جماعة من المسلمين اختانوا أنفسهم وأصابوا النساء بعد النوم، أو بعد صلاة العشاء، على الخلاف، منهم عمر بن الخطاب، جاء إلى امرأته فأرادها، فقالت له: قد نمت، فظن أنها تعتل، فوقع بها ثم تحقق أنها قد كانت نامت، وكان الوطء بعد نوم أحدهما ممنوعا، وقال السدي: جرى له هذا في جارية له، قالوا: فذهب عمر فاعتذر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرى نحو هذا لكعب بن مالك الأنصاري، فنزل صدر الآية فيهم، فهي ناسخة للحكم المتقرر في منع الوطء بعد النوم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ربيع الأول 1438هـ/24-12-2016م, 11:22 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

1مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)

. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم : أما بعد: أولا :فضله :-
_إن الدعاء هو العبادة ,ويدل عليه قوله تعالى ( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).حديث حسن صحيح .
_ أن الدعاء سبب مرضاة الله تعالى وذلك لما رواه أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يسأل الله يغضب عليه )
_ إن الداعي قريب من الله تعالى كما في قوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان).
_ أن الدعاء سبب لرفع البلاء كما قال تعالى ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا).
وأما آدابه حري لمن إمتثل بها أن يستجاب له :
_ إن الله وعدنا بالاستجابة لمن دعاه إذا هم استجابوا له بالطاعة والعمل والشكر له على نعمائه.
_ الإخلاص في الدعاء بأن يدعو الله بقلب خالص وحاضر وموقن بالإجابة فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يقبل من قلب غافل لاه).
_ أن لا يدعو بأثم أو قطيعة رحم للحديث (يستجاب للعبد ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم )
_ أن لا يستعجل في الدعاء , لما رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال : يقول : قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء) .

المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
_الضمير في( بدله ,وسمعه) يعود على :
_ أن المراد به من كتم الوصية أو حرفها وغير شيئا منها بعد سماعه لها فقد وقع عليه الإثم والوعيد من الله تعالى وليس على الموصي ولا الموصى له إثم إن إجتهد فيمن يوصي إليه .ذكره ابن كثير والزجاج .
_ وقيل يعود على الوصية التي أوصى بها الميت.ذكره ابن عطية .
_ يحتمل أن يعود على أمر الله .ذكره ابن عطية .
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
_ أنه أنزل في رمضان في ليلة القدر إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة ثم بعد ذلك نزل مفرقا على حسب الوقائع في باقي شهور السنة وذلك ما روي عن ابن عباس ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَطِيَّةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَقَالَ: وَقَعَ فِي قَلْبِي الشَّكُّ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} وَقَوْلُهُ: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} وَقَوْلُهُ: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وَقَد أُنْزِلَ فِي شَوَّالَ، وَفِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَفِي ذِي الْحِجَّةِ، وَفِي الْمُحَرَّمِ، وَصَفَرٍ، وَشَهْرِ رَبِيعٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ أُنْزِلَ فِي رَمَضَانَ، فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَفِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَى مَوَاقِعِ النُّجُومِ تَرْتِيلًا فِي الشُّهُورِ وَالْأَيَّامِ. ذكره كثير وابن عطية .وهو الراجح .
_ يحتمل أن ينزل ما يحتاج الناس إلى إنزاله إلى العام القابل من بيت العزة إلى السماء الدنيا ذكره ابن كثير عن فخر الدين الرازي .
_ وقيل أن المراد (أنزل فيه القرآن) أي في فضله أو وجوب صومه وهذا ضعيف , ذكره ابن كثير عن فخر الدين الرازي .وابن عطية
_ قيل بدء نزوله في رمضان ,ذكره ابن عطية
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
_ نزلت في بني النضير وبني قريظة وكانوا بني النضير قد استعلوا على القرظيين ,فكان إذا قتل النضري القرظي لا يقتل به بل يفادى بمائة وسق من التمر , وإذا قتل القرظي النضري قتل به وإن فادوه فادوه بمائتي وسق من التمر, فأنزل الله الآية آمرا بالعدل في القصاص .ذكره ابن كثير.
_ قيل أن سبب ذلك أن حيين من العرب اقتتلوا قبل الإسلام بقليل ,فكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء, فلما أسلموا كان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدة والأموال ,فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتلوا بالمرأة الرجل منهم ,وبالحر العبد فنزلت الآية فيهم .ذكره ابن كثير .
- إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية،ذكره ابن عطية عن الشعبي .
- وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد. ذكره ابن عطية .
- نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ذكره ابن عطية عن ابن عباس .
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
_ قيل أنها نزلت في أول الأمر على التخيير فمن أراد الصوم فله ذلك ومن أراد الفطر فله ذلك .ذكره ابن عطية عن معاذ بن جبل وعلقمة والنخعي والحسن البصري وابن عمر والشعبي وسلمة بن الأكوع وابن شهاب.
_ قيل أنها نزلت في العجزة من الشيوخ إذا أفطروا وهم يطيقون ذلك فنسخت بقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه )فزالت الرخصة إلا لمن عجز منهم .
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
المراد به بياض النهار وسواد الليل ,ودل عليه قوله (من الفجر) وهذا بعد ما ربط بعض رجال في أرجلهم خيط أبيض وخيط أسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما ,فأنزل الله "من الفجر" فعلموا أن المراد هو بياض النهار وسواد الليل .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ربيع الأول 1438هـ/24-12-2016م, 11:35 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجلس الثالث عشر
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره وندعوه فإنه هو السميع القريب المجيب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وبعد :
قال تعالى : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)
يبين الله سبحانه وتعالى في الآية أنه سميع قريب مجيب الدعوات .
وسبب نزول الآية : أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت، وقال عطاء: لما نزلت (وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم) قال قوم في أي ساعة ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي عنّي، وقال مجاهد: بل قالوا إلى أين ندعو فنزلت هذه الآية، وقال قتادة بل قالوا: كيف ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي، روي أن المشركين قالوا لما نزل فإنّي قريبٌ: كيف يكون قريبا وبيننا وبينه على قولك سبع سماوات في غلظ سمك كل واحدة خمسمائة عام وفيما بين كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت: أجيب دعوة الدّاع إذا دعان .
- وقوله تعالى : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
والمعنى وإذا قال قائل : أين الله ؟ فالله سبحانه قريب من خلقه بعلمه سبحانه وتعالى وهو مستوى على عرشه بائن من خلقه .
وقد روى أحمد عن أبي موسى الأشعري قال : كما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ولا نعلو شرفا ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير ، قال : فدنا منا فقال :" يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنما تدعون سميعا بصيرا وهو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" .
قوله : (أجيب دعوة الداع إذا دعان)
والدعاء لله على ثلاثة أضرب :
- منها توحيده والثناء عليه
- ومنها مسألة العفو والرحمة وما يقرب منه
- ومنها مسألته من الدنيا
والدعاء له فضل عظيم ، ومن فضائله :
1- أنه طاعة لله حيث قال تعالى : (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)
2- الدعاء أفضل العبادة ، فعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ : (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)
3- أن الداعي يكون في معية الله سبحانه ، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه"
4- من فضائل الدعاء أن الله سبحانه وتعالى يجيبه ، فعن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين"
وقد النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من رجل مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها "
ولابد للعبد حين يدعو الله سبحانه أن يتحلى بعدة آداب منها :
1- الإخلاص لله وحده في الدعاء ، قال تعالى : (أجيب دعوة الداع إذا دعان) فيجب الدعاء لله وحده .
2- أن لا يعتدي العبد في الدعاء ، فقد قال سبحانه : (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) ، فلا يدعو بغير مقدور ، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يجعل بأس أمته بينهم فمنعها الله سبحانه إذ كان القدر قد سبق بغير ذلك .
3- حسن الظن بالله عند الدعاء ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا دعاني"
4- عدم الدعاء بالإثم ولا بقطيعة الرحم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه بها إجدى ثلاث خصال "
5- عدم التعجل بالدعاء ، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي"
6- الدعاء يكون بقلب واع متيقن بالإجابة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيها الناس سألوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل"
7- عدم رفع الصوت بالدعاء ، قال تعالى : (ادعوا ربكم تضرعا وخفية)
وقد تخللت هذه الآية آيات الصيام إرشادا إلى الاجتهاد عند إكمال العدة وعند كل فطر ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" .
وقال عليه الصلاة والسلام : "ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتي يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول : بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" .
قوله تعالى : (فليستجيبوا لي )
معناه : فليدعوا لي ، أو فليطلبوا أن أجيبهم ، وقال مجاهد : فليجيبوا لي فيما دعوتهم إليه من الإيمان بالطاعة والعمل .
وقوله تعالى : (وليؤمنوا بي )
أي : ليؤمنوا أني أجيب دعاءهم ، وقد فسرها غير واحد : بل ذلك دعاء إلى الإيمان بجملته .

المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.
يبين الله سبحانه وتعالى في الآية العدل في القصاص ، وأن الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى .
وقوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيءٌ} فيه أربع تأويلات:
- أحدها أن (من) يراد بها القاتل و(عفي) هو ولي الدم و(أخيه) هو المقتول ، و(شيءٌ) هو الدم الذي يعفى عنه ويرجع إلى أخذ الدية ، والعفو على بابه ،
قال ابن عباس : فالعفو: أن يقبل الدّية في العمد ، وكذا روي عن أبي العالية، وأبي الشّعثاء، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وعطاءٍ، والحسن، وقتادة، ومقاتل بن حيّان وذكره ابن عطية وابن كثير .
- والثاني أن (من) يراد بها الولي، و(عفي) بمعنى يسر لا على بابها في العفو، و(أخيه) يراد به القاتل، و(شيءٌ) هي الدية ، ويحتمل أن يراد بالأخ على هذا التأويل المقتول أي يسر له من قبل أخيه المقتول وبسببه ، وهذا قول مالك رحمه الله وذكره ابن عطية .
وعلى هذا التأويل قال مالك رحمه الله: «إن الولي إذا جنح إلى العفو على أخذ الدية فإن القاتل مخير بين أن يعطيها أو يسلم نفسه فمرة تيسر ومرة لا تيسر»، وغير مالك يقول: إذا رضي الأولياء بالدية فلا خيار للقاتل بل تلزمه، وقد روي أيضا هذا القول عن مالك ورجحه كثير من أصحابه.
- والثالث أن هذه الألفاظ في المعينين الذين نزلت فيهم الآية كلها وتساقطوا الديات فيما بينهم مقاصة حسبما ذكرناه آنفا، فمعنى الآية فمن فضل له من الطائفتين على الأخرى شيء من تلك الديات، ويكون عفي بمعنى فضل من قولهم عفا الشيء إذا كثر أي أفضلت الحال له أو الحساب أو القدر.
-والرابع في الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف، وعفي في هذا الموضع أيضا بمعنى أفضل، وكأن الآية من أولها بينت الحكم إذا لم تتداخل الأنواع ثم الحكم إذا تداخلت ، وهو قول علي رضي الله عنه والحسن بن أبي الحسن ، وذكره ابن عطية .

ومعنى (فاتّباع بالمعروف) على ضربين:
- جائز أن يكون: فعلى صاحب الدم اتباع بالمعروف، أي: المطالبة بالدية ، وعلى القاتل أداء بإحسان ،
قال ابن عباس : (فاتّباعٌ بالمعروف) يقول: فعلى الطّالب اتّباعٌ بالمعروف إذا قبل الدّية ، (وأداءٌ إليه بإحسانٍ) يعني: من القاتل من غير ضررٍ ولا مدافعة ، وكذا قال سعيد بن جبير، وأبو الشّعثاء جابر بن زيد، والحسن، وقتادة، وعطاءٌ الخراسانيّ، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
- وجائز أن يكون: الإتباع بالمعروف ، والأداء بإحسان جميعاً على القاتل ، ذكره الزجاج .

ب: المراد بالأيام المعدودات.
المراد بالأيام المعدودات
يخاطب الله سبحانه المؤمنين آمرا إياهم بالصيام الذي أوجبه عليهم كما أوجبه على من كان قبلهم من الأمم السابقة ، ثم بين سبحانه مقدار الصوم ، وأنه ليس في كل يوم بل في أيام معدودات .
واختلف في المراد بالأيام المعدودات على أقوال :
1- روي أن الصيام كان أولا كما كان عليه الأمم السابقة من كل شهر ثلاثة أيام عن معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك وزاد : "لم يزل هذا مشروعا من زمان نوح إلى أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان"
2- وروي عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم"
قال الشعبي : كتب على النصارى شهر رمضان فبدلوه وزادوا فيه حتى بلغوه خمسين يوما ، فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الفصل الشمسي .
قال ابن كثير : كان في ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام ، ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان
وزاد ابن عطية : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ويوم عاشوراء ، ثم نسخ هذا في هذه الأمة بشهر رمضان .

2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
يبين الله سبحانه أن من خاف من أن يحيف الموصي ويتعمد الأذية أو يأتيها دون تعمد فعمل بالإصلاح بين الموصي وورثته أو بين الورثة في ذاتهم بعد موت الموصي فلا إثم عليه ، أي لا يقع عليه إثم المبدل المذكور قبل وإن كان في فعله تبديل لكنه تبديل لمصلحة ، أما التبديل الذي فيه الإثم فهو تبديل الهوى .
وقد ورد هذا المعنى عن ابن عباس وقتادة والربيع ، وهو خلاصة كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير .

ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
حكم الوصية في قوله (كتب عليكم إذا حضر ...)
اختلف أهل العلم في هذه الآية هل هي محكمة أم منسوخة :
1- قال فريق : إن الآية محكمة ظاهرها العموم ، ومعناها الخصوص في الوالدين اللذين لا يرثان كالكافرين والعبدين ، وفي القرابة غير الوارثة ، وعلى هذا فالوصية واجبة .
قال ابن كثير : والعجب أن أبي عبدالله الرازي حكى في تفسيره أن هذه الآية غير منسوخة ، وإنما هي مفسرة بآية المواريث ، ومعناه : كتب عليكم ما أوصى الله به من توريث الوالدين والأقربين من قوله : (يوصيكم الله في أولادكم) الآية .
2- وقال آخرون : إن الآية عامة وتقرر الحكم بها برهة ، ونسخ منها كل من يرث بآية الفرائض، فالآية منسوخة فيمن يرث ، ثابتة فيمن لا يرث ، فقد نسخ منها الوالدين وثبت الأقربون الذين لا يرثون ، لحديث : "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث".
قال ابن كثير : وعلى قول هؤلاء فإن هذا لا يسمى نسخا في اصطلاحنا المتأخر لأن آية الميراث إنما رفعت حكم بعض أفراد ما دل عليه عموم آية الوصاية لأن (الأقربين) أعم ممن يرث ومن لا يرث ، وهذا يتأتى على قوم بعضهم : أن الوصاية في ابتداء الإسلام كانت ندبا حتى نسخت ، فأما من يقول : إنها واجبة وهو الظاهر من سياق الآية فيتعين أن تكون منسوخة بآية الميراث .
3- قال ابن عمر وابن عباس أيضا وابن زيد : إن الآية منسوخة كلها وبقيت الوصية ندبا .
قال ابن كثير : وقال ابن أبي حاتم : روي هذا عن أبي موسى وسعيد بن المسيب والحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعطاء ومحمد بن سيرين وعكرمة ومقاتل بن حيان وطاوس والنخعي وقتادة والسدي والربيع والضحاك والزهري : أن الآية منسوخة نسختها آية الميراث .
وقال : إن وجوب الوصية للوالدين والأقربين منسوخ بالإجماع ، بل منهي عنه للحديث (لا وصية لوارث) ، ويستحب أن يوصى للأقارب الذين لا مثراث لهم من الثلث .
وهذا هو الراجح أن الآية منسوخة وأن الوصية على الندب ، وهو ما عليه أكثر أقوال أهل العلم ، وما مال إليه ابن كثير .

ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
هذه رخصة من اللّه تعالى للمسلمين، ورفع لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام، فإنّه كان إذا أفطر أحدهم إنّما يحلّ له الأكل والشّرب والجماع إلى صلاة العشاء أو ينام قبل ذلك، فمتى نام أو صلّى العشاء حرم عليه الطّعام والشّراب والجماع إلى اللّيلة القابلة. فوجدوا من ذلك مشقة كبيرةً.
وقد ورد روايات كثيرة في سبب نزول الآية ، منها :
1- عن البراء ابن عازبٍ قال: كان أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كان الرّجل صائمًا فنام قبل أن يفطر، لم يأكل إلى مثلها، وإنّ قيس بن صرمة الأنصاريّ كان صائمًا، وكان يومه ذاك يعمل في أرضه، فلمّا حضر الإفطار أتى امرأته فقال: هل عندك طعامٌ؟ قالت: لا ولكن أنطلق فأطلب لك. فغلبته عينه فنام، وجاءت امرأته، فلمّا رأته نائمًا قالت: خيبةٌ لك! أنمت؟ فلمّا انتصف النّهار غشي عليه، فذكر ذلك للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت هذه الآية: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} إلى قوله: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} ففرحوا بها فرحًا شديدًا.
2- عن ابن عباس قال: كان المسلمون في شهر رمضان إذا صلّوا العشاء حرم عليهم النّساء والطّعام إلى مثلها من القابلة، ثمّ إنّ أناسًا من المسلمين أصابوا من النّساء والطّعام في شهر رمضان بعد العشاء، منهم عمر بن الخطّاب، فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه تعالى: {علم اللّه أنّكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهنّ}
3- وعن ابن عبّاسٍ، قال: إنّ النّاس كانوا قبل أن ينزل في الصّوم ما نزل فيهم يأكلون ويشربون، ويحلّ لهم شأن النّساء، فإذا نام أحدهم لم يطعم ولم يشرب ولا يأتي أهله حتّى يفطر من القابلة، فبلغنا أنّ عمر بن الخطّاب بعدما نام ووجب عليه الصوم وقع على أهله، ثمّ جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: أشكو إلى اللّه وإليك الذي صنعت. قال: "وماذا صنعت؟ " قال: إنّي سوّلت لي نفسي، فوقعت على أهلي بعد ما نمت وأنا أريد الصّوم. فزعموا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما كنت خليقًا أن تفعل". فنزل الكتاب: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم}
4- عن أبي هريرة في قول اللّه تعالى {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} إلى قوله: {ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل} قال: كان المسلمون قبل أن تنزل هذه الآية إذا صلّوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطّعام والشّراب والنّساء حتّى يفطروا، وإنّ عمر بن الخطّاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء، وأنّ صرمة بن قيسٍ الأنصاريّ غلبته عينه بعد صلاة المغرب، فنام ولم يشبع من الطّعام، ولم يستيقظ حتّى صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم العشاء، فقام فأكل وشرب، فلمّا أصبح أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره بذلك، فأنزل اللّه عند ذلك: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} يعني بالرّفث: مجامعة النّساء {هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ علم اللّه أنّكم كنتم تختانون أنفسكم} يعني: تجامعون النّساء، وتأكلون وتشربون بعد العشاء {فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهنّ} يعني: جامعوهنّ {وابتغوا ما كتب اللّه لكم} يعني: الولد {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل} فكان ذلك عفوًا من اللّه ورحمةً.
5- عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: قام عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، فقال: يا رسول اللّه، إنّي أردت أهلي البارحة على ما يريد الرجل أهله فقالت: إنّها قد نامت، فظننتها تعتلّ، فواقعتها، فنزل في عمر: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} وهكذا رواه شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن ابن أبي ليلى، به.
وهكذا روي عن مجاهدٍ، وعطاءٍ، وعكرمة، والسّدّيّ، وقتادة، وغيرهم في سبب نزول هذه الآية في عمر بن الخطّاب ومن صنع كما صنع، وفي صرمة بن قيسٍ؛ فأباح الجماع والطّعام والشّراب في جميع اللّيل رحمةً ورخصةً ورفقًا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ربيع الأول 1438هـ/25-12-2016م, 01:36 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة الآيات (177 – 188)

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 – 188)
عامّ لجميع الطلاب
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
فضل الدعاء وآدابه
الحمد لله الذي لايُدعى سواه والصلاة والسلام على نبيه ومصفاه وآله وصحبه ومن والاه وبعد...
فإن فضل الدعاء كبير ونفعه عظيم، فالدعاة هو العبادة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك فهو التوحيد الذي يريد الله من العباد، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: يا ابن آدم، واحدةٌ لك وواحدةٌ لي، وواحدةٌ فيما بيني وبينك؛ فأمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأمّا التي لك فما عملت من شيءٍ وفّيتكه وأمّا التي بيني وبينك فمنك الدّعاء وعليّ الإجابة".، وايضاً من فضله أنه ثناء على الله وهذا من أحب الأعمال إليه سبحانه، وأنه يقرب العبد من ربه ويعوده سؤاله وحده واستغنائه عن خلقه فقد رواى أحمد بسنده عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني". ، وايضاً هو توظيف وتعبد لله بأسمائه الحسنى فقد رواى أحمد ايضاً من حديث سلمان الفارسي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين". ، وكذلك فالدعاء إما يحصل بسببه دفع الضر وتفريج الهم أو تكفير للذنوب أو رفع درجات في الآخرة فقد جاء عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
ومن آداب الدعاء:
- عدم التعجل وهو قول دعوت فلم يستجب لي. فقد جاء في الصحيحين من حديث مالك عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
- عدم الدعاء بمعصية أو ظلم، أو التعدي في الدعاء. عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ .... الحديث)).
- استحضار القلب وعدم الغفلة. عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ"

2.
أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
أ: ورد فيه قولان :
القول الأول: أن مرجع الضمير يعود على الإيصاء وأمر الميت في سمعه، فيكون المعنى: أي بدل الوصيّة وحرّفها، فغيّر حكمها وزاد فيها أو نقص بعد سماعه إيّاها، فإنما إثمه على مبدله، ليس على الموصى إذا احتاط ، أو اجتهد ، ولا على الموصى له إثم . وهذا قول الثلاثة ورجحه ابن عطية على الآخر
القول الثاني: أن الضمير في سمعه يعود على أمر الله تعالى في هذه الآية، فيكون المعنى: أن من بدل أمر الله سبحانه بالوصية بعد ما سمع الأمر بها فإنه آثم، وإنما يكون الإثم على الموصي إن بدل.وهذا ذكره ابن عطية

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
ب: ورد فيه أقوال:
الأول: أنّ المراد به أي: أنزل في فضله وتعظيمه والحض عليه أو وجوب صومه.وهذا قول الضحاك، وحكاه الرّازيّ عن سفيان بن عيينة وغيره وهذا القول استغربه ابن كثير
الثاني: وقيل: بدىء بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية
الثالث: أنه أنزل جملةً واحدةً إلى بيت العزّة من السّماء الدّنيا، وكان ذلك في شهر رمضان، في ليلة القدر منه، كما قال تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1]. وقال: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}[الدّخان: 3]، ثمّ نزل بعد مفرّقًا بحسب الوقائع على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وهذا روي من غير وجهٍ، عن ابن عبّاسٍ
- وقد جاء فيه حديث رواه أحمد بسنده عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين)).
- وروي ابن أبي حاتم وابن مردويه، واللفظ له عن ابن عبّاسٍ قال: إنّه أنزل في رمضان، في ليلة القدر وفي ليلةٍ مباركةٍ جملةً واحدةً، ثمّ أنزل على مواقع النّجوم ترتيلًا في الشّهور والأيّام.
- وذكر ابن كثير عن فخر الدّين أنه قال: ويحتمل أنّه كان ينزل في كلّ ليلة قدرٍ ما يحتاج النّاس إلى إنزاله إلى مثله من اللّوح إلى سماء الدّنيا، وتوقّف، هل هذا أولى أو الأوّل؟ وهذا الذي جعله احتمالًا نقله القرطبيّ عن مقاتل بن حيّان، وحكى الإجماع على أنّ القرآن نزل جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا.


2:بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
أ: أختلف في سبب نزول هذه الآية على أقوال:
الأول: أن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية. وهذا قول الشعبي ذكره عنه ابن عطية، وكذلك ذكره الزجاج
الثاني: أنه نزلت في حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم.وهذا القول قريب من الأول ، ذكره ابن عطية وابن كثير روايةً عن أبي حاتمٍ عن سعيد بن جبيرٍ
الثالث: قيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد. ذكره ابن عطية


ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
ب:مر الصيام بمراحل أربعة : واحدة قبل الإسلام وثلاثة في الإسلام:
فأما الأولى التي قبل الإسلام: فالصيام كان فرضاً على من قبلنا قبل مجيء الإسلام. قال ابن كثير: وقد روي أنّ الصّيام كان أوّلًا كما كان عليه الأمم قبلنا، من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّامٍ -عن معاذٍ، وابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وعطاءٍ، وقتادة، والضّحّاك بن مزاحمٍ. وزاد: (لم يزل هذا مشروعًا من زمان نوحٍ إلى أن نسخ اللّه ذلك بصيام شهر رمضان)، ونقل ابن عطية عن الشعبي أنه قال: (المعنى كتب عليكم رمضان كما كتب على النصارى)، قال: (فإنه كتب عليهم رمضان فبدلوه لأنهم احتاطوا له بزيادة يوم في أوله ويوم في آخره قرنا بعد قرن حتى بلغوه خمسين يوما، فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الفصل الشمسي).
الثانية: أنه كان في ابتداء الإسلام يصومون من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّامٍ، ثمّ نسخ ذلك بصوم شهر رمضان.
الثالثة: أنه لما فرض الصيام كان حكم المريض والمسافر لا يصومان في حال المرض والسّفر؛ لما في ذلك من المشقّة عليهما، بل يفطران ويقضيان بعدّة ذلك من أيّامٍ أخر. وأمّا الصّحيح المقيم الذي يطيق الصّيام، فقد كان مخيّرًا بين الصّيام وبين الإطعام، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأطعم عن كلّ يومٍ مسكينًا. وهذا قول ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وطاوسٌ، ومقاتل بن حيّان، وغيرهم من السّلف.
الرابعة: فرض صيام شهر رمضان، وكان في أوله أنهم إذا صلّوا العشاء حرم عليهم النّساء والطّعام إلى مثلها من القابلة ، ثم نسخ فصار إلى طلوع الفجر.
- وقد روي عن معاذ بن جبل وعلقمة والنخعي والحسن البصري وابن عمر والشعبي وسلمة بن الأكوع وابن شهاب: (كان فرض الصيام هكذا على الناس من أراد صام ومن أراد أطعم مسكينا وأفطر، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه}[البقرة: 185].
- وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد بسنده عن معاذ: (وأمّا أحوال الصّيام فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قدم المدينة، فجعل يصوم من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّامٍ، وصام عاشوراء، ثمّ إنّ اللّه فرض عليه الصّيام، وأنزل اللّه تعالى:{يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم}إلى قوله: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ} فكان من شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينًا، فأجزأ ذلك عنه. ثمّ إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل الآية الأخرى:{شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن} إلى قوله: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه}فأثبت الله صيامه على المقيم الصّحيح ورخّص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصّيام، فهذان حالان.
قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النّساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، ثمّ إنّ رجلًا من الأنصار يقال له: صرمة، كان يعمل صائمًا حتّى أمسى، فجاء إلى أهله فصلّى العشاء، ثمّ نام فلم يأكل ولم يشرب، حتّى أصبح فأصبح صائمًا، فرآه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقد جهد جهدًا شديدًا، فقال: ما لي أراك قد جهدت جهدًا شديدًا؟ قال: يا رسول اللّه، إنّي عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت فأصبحت حين أصبحت صائمًا. قال: وكان عمر قد أصاب من النّساء بعد ما نام، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر ذلك له، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} إلى قوله: {ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل}.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
ج: الخيط استعارة وتشبيه لرقة البياض أولا ورقة السواد الحاف به، وورد في المراد بهما قولان:
الأول: أن المراد بهما الخيطان ، حيث أنه كان رجالٌ إذا أرادوا الصّوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتّى يتبيّن له رؤيتهما، فأنزل اللّه بعد: {من الفجر}فعلموا أنّما يعني: اللّيل والنّهار.
الثاني: أن المراد الفجران أو بياض النهار وسواد الليل . وهذا قول جميع العلماء ، وهو نص قول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم.
هذا ما تيسر على عجل حرصاً ألا يفوت علينا الوقت، ونسأل الله أن يجبر كسرنا ويرحم ضعفنا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ربيع الأول 1438هـ/25-12-2016م, 10:05 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.


من رحمة الله تعالى بعباده أنه قريب من عباده كما جاء في الحديث : " عن أبي عثمان عنأبي موسى رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله فقال ياعبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة أو قال ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله"[1]


فهو سبحانه عليم بحال عباده وحاجاتهم، وفتح لهم باب الدعاء والمناجاة، ومن وُفق له فقد حاز خيراً عظيماً بإذن الله، فقد ورد عن عمر-رضي الله عنه- قال: " أنا لا أحمل هم الإجابة فإذا ألهمت الدعاء فإن معه الإجابة" ، فالإجابة بإذن الله مع الدعاء .:


والدعاء: أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه.


وللدعاء فضائل عظيمة وآثار جليلة لا يعلم بها إلا الله، ومنها:


-الدعاء عبودية لله تعالى، قال تعالى: ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ"[2]


فمن فضل الدعاء في هذه الآية:


*مناسبة الآية لما قبلها في قوله تعالى في آية الصيام " لعلكم تشكرون"، "وليكون نظم الآية مؤذنا بأن الله تعالى بعد أن أمرهم بما يجب له عليهم أكرمهم فقال : وإذا سألوا عن حقهم علي فإني قريب منهم أجيب دعوتهم ، وجعل هذا الخير مرتبا على تقدير سؤالهم إشارة إلى أنهم يهجس هذا في نفوسهم بعد أن يسمعوا الأمر بالإكمال والتكبير والشكر أن يقولوا : هل لنا جزاء على ذلك ؟ وأنهم قد يحجمون عن سؤال النبيء صلى الله عليه وسلم عن ذلك أدبا مع الله تعالى"[3].


*وفي قوله تعالى ( وإذا سألك) قول صريح بأن هذا سيكون في المستقبل[4]، وفيه اهتمام بأمر الدعاء وبيان فضل الله تعالى على عباده أن بدأهم به، وهو سبحانه عالم بحاجاتهم وفقرهم إليه سبحانه.


*واستعمال مثل هذا الشرط مع مادة السؤال ؛ لقصد الاهتمام بما سيذكر بعده - استعمال معروف عند البلغاء[5]. وفي هذا الأسلوب معاني وفوائد وبيان لشأن ماذكر الله، " مع ما في هذا النظم العجيب من زيادة إخراج الكلام في صورة الحكم الكلي إذ جاء بحكم عام في سياق الشرط فقال : ( سألك عبادي) وقال : أجيب دعوة الداع ولو قيل : وليدعوني فأستجيب لهم ؛ لكان حكما جزئيا خاصا بهم ، فقد ظهر وجه اتصال الآية بالآيات قبلها ، ومناسبتها لهن ، وارتباطها بهن من غير أن يكون هنالك اعتراض جملة"[6] .


* في الآية اشارة إلى حاجة فطرية عند الخلق بالفقر لخالقهم، والتبرؤ من حولهم وقوتهم والالتجاء والاعتصام بحوله تعالى وقوته، وفي هذا بيان لرحمة الله بعباده في عبودية الدعاء لما فيه من سكينة وطمأنينة لنفوسهم، وفي الآية لطيفة قرآنية " وهي إيهام أن الله تعالى تولى جوابهم عن سؤالهم بنفسه إذ حذف في اللفظ ما يدل على وساطة النبيء صلى الله عليه وسلم تنبيها على شدة قرب العبد من ربه في مقام الدعاء"[7].، وهذا كقوله تعالى: ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه) ، وقوله تعالى: ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وجاءتها ريح عاصف جاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين)، فللناس حاجة فطرية للجوء إلى ربهم، حتى المشركين منهم، ولذلك كان من رحمة الله عليهم وفضل الدعاء أنه كان عبودية لهم. حتى ممن انتسب للالحاد لا يناقش مبدأ نزعة التدين والحاجة لخالق يدبر أموره، ولكنهم يسعون من أجل ذلك إلى تقديم تفسيرات مادية داروينة، مما يؤكد هذه الحاجة الفطرة في نفوسهم وإن أنكروها[8].


* من فضل الدعاء أنه سبب للرشد والتوفيق، قال تعالى : ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، وهذا كقوله تعالى ف يالحديث القدسي:" ......يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم"[9].فمن أكثر من الدعاء وداوم عليه أحس بلذة القرب من الله تعالى والصلة به والتعلق به والإخلاص له في كل ما يعمل


أنواع الدعاء :[10]


فضرب منها: توحيده ، والثناء عليه كقولك : يا الله لا إله إلا أنت ،وقولك: ربّنا لك الحمد، فقد دعوته: بقولك ربنا، ثم أتيت بالثناء والتوحيد، ومثله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}


أي : يستكبرون عن توحيدي ، والثناء عليّ، فهذا ضرب من الدعاء.


وضرب ثان: هو مسألة الله العفو والرحمة، وما يقرب منه ، كقولك : اللهم اغفر لنا.


وضرب ثالث : هو مسألته من الدنياو كقولك:اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك.


وإنما سمي هذا أجمع دعاء ؛ لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله: يا اللّه، ويا رب، ويا حي، فكذلك سمي :دعاء.


وقوله عزّ وجلّ:{فليستجيبوا لي }، أي: فليجيبوني


وللدعاء آداب على المسلم أن يتحلى بها، فهي أرجى لموافقة استجابة دعائه، ومنها:


* من الآدب في الدعاء الثقة بوعد الله تعالى،والدعاء يؤكد ثقة العبد بربه، حين يوقن بالإجابة، كما يقول صلى الله عليه وسلم: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة "[11]، قال تعالى: ( ادعوني أستجب لكم) ، وفي معنى الاجابة في الآية: لي قال أبو رجاء الخراساني: "معناه فليدعوا لي"،ورى الإمام أحمد: عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ


قال ابن عطية: المعنى فليطلبوا أن أجيبهم، وهذا هو باب استفعل، أي طلب الشيء، إلا ما شذ، مثل. استغنى الله، وقال مجاهد وغيره: المعنى فليجيبوا لي فيما دعوتهم إليه من الإيمان، أي بالطاعة والعمل، ويقال: أجاب واستجاب بمعنى.


-قال قوم: المعنى أجيب إن شئت.[12]


-وقال قوم: إن الله تعالى يجيب كل الدعاء: فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة، وهذا بحسب حديث الموطأ: عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".الحديث، وهذا إذا كان الدعاء على ما يجب دون اعتداء، فإن الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء.[13]


قال ابن عبد البر: "فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة"[14]


فكل داع يستجاب له , لكن تتنوع الإجابة : فتارة تقع بعين ما دعا به , وتارة بعوضه ، كما قال ابن حج[15].


وقال ابن الجوزي: اعلم أن الله عز وجل لا يرد دعاء المؤمن، غير أنه قد تكون المصلحة في تأخير الإجابة، وقد لا يكون ما سأله مصلحة في الجملة، فيعوضه عنه ما يصلحه، وربما أخر تعويضه إلى يوم القيامة، فينبغي للمؤمن ألا يقطع المسألة لامتناع الإجابة، فإنه بالدعاء متعبد، وبالتسليم إلى ما يراه الحق له مصلحة مفوض[16]


والمراد من هذا: أنّه تعالى لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء. وفيه ترغيبٌ في الدّعاء، وأنّه لا يضيع لديه تعالى، كما قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، حدّثنا رجلٌ أنّه سمع أبا عثمان -هو النّهديّ -يحدّث عن سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".


قال يزيد: سمّوا لي هذا الرّجل، فقالوا: جعفر بن ميمون.


*الحرص على صلة الأرحام والبر في الدعاء،عن جبير بن نفيرٍ، أنّ عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحم.


*أن تكون ثقته بالله دافعاً له بأن لا يعجل في الدعاء ويستبطئ الاجابة، فإن الله تعالى عليم حكيم، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، عن ابن شهابٍ، عن أبي عبيدٍ -مولى ابن أزهر -عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي أخرجاه في الصّحيحين من حديث مالكٍ، به. وهذا لفظ البخاريّ، رحمه اللّه، وأثابه الجنّة


وروى الامام أحمدعن قتادة، عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا يزال العبد بخيرٍ ما لم يستعجل". قالوا: وكيف يستعجل؟ قال: "يقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي".


وروى الإمام أبو جعفرٍ الطّبريّ في تفسيره: عن ابن وهبٍ، حدّثني أبو صخرٍ: أنّ يزيد بن عبد اللّه بن قسيط حدّثه، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّها قالت: ما من عبد مؤمنٍ يدعو اللّه بدعوةٍ فتذهب، حتّى تعجّل له في الدّنيا أو تدّخر له في الآخرة، إذا لم يعجّل أو يقنط. قال عروة: قلت: يا أمّاه كيف عجلته وقنوطه؟ قالت: يقول: سألت فلم أعط، ودعوت فلم أجب.


*استحضار القلب عند الدعاء، والحذر من استيلاء الغفلة، قال عمر رضي الله عنه: " أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء"،فالاستجابة مضمونة ووفاء الوعد من الله سبحانه مضمون ولكن غير المضمون هو أن يكون الدعاء مستجمعا لشروطه وأن تكون الموانع التي تمنع من الاستجابة منتفية عنه ، فإذا تحقق هذا - وهذا لا شك هم يحمله المؤمن- كانت الإجابة ، وليس معنى ذلك أن يحصل المطلوب بعينه وفي الحال، فإن صور الاستجابة تتنوع، فإما أن يعطى ما سأل ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثله ، وإن أن يدخر له في الآخرة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر! قال: "الله أكثر" .


فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه"[17]).


قال المناوي: أي لا يعبأ بسؤال سائل مشغوف القلب بما أهمه من دنياه، قال الإمام الرازي: أجمعوا على أن الدعاء مع غفلة القلب لا أثر له[18].


*الحذر من الأكل الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ "[19]

*المحافظة على التزام أمر الله وطاعته، قال تعالى : ( فليستجيبوا لي)

[1]6021 صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب: الدعاء إذا علا عقبة، رقم:

[2]رواه أحمد وابن ماجه، والترمذي، وصححه الألباني

[3]التحرير والتنوير لابن عاشور، ج1، ص178

[4]انظر: المرجع السابق

[5]المرجع السابق

[6]المرجع السابق

[7]المرجع السابق

[8]انظر:شموع النهار(اطلالة على الجدل الديني الالحادي المعاصر في مسألة الوجود الالهي)، عبد الله العجيري، ص33

[9]صحيح مسلم، كتاب :الصلة والبروالآداب، باب : تحريم الظلم، رقم: 4680

[10]معاني القرآن للزجاج، ص159-160

[11]أخرجه أحمد و الترمذي

[12]تفسير ابن كثير

[13]انظر: المرجع السابق، بتصرف

[14]التمهيد، ج10، ص297

[15]قتح الباري، ج11، ص95

[16]كشف المشكل، ج1، ص929

[17]رواه الترمذي وصححه الأباني

[18]التيسير بشرح الجامع الصغير، ج1، ص106

[19]رواه مسلم




المجموعة الثانية:



1: حرّر القول في المسائل التالية:


أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه


-قال ابن عطية: هذه كلها حقوق المال سوى الزكاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 0 في المال حق سوى الزكاة)، وقيل هي الزكاة.


وفي مرجع الضمير في حبه:


-قال ابن كثيرفي عوده على المال: أخرج المال وهو محب له،راغب فيه، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة: أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر. فعوده على المال هو عود على الأقرب ، وهو كقوله تعالى: ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة) وهي على القاعدة: الأصل اعادة الضمير إلى أقرب مذكور، مالم يرد خلافه.


-وقيل يعود على الإيتاء.


-قيل يعود على اسم الله في قوله تعالى: ( من آمن بالله) أي متصدق محبة في الله وطاعته


-وقي عوده على الضمير المستكن في ( آتى) ، أي المعطي للمال، وهذا على خلاف القاعدة: إعادة الضمير إلى مذكور أولى من اعادته إلى مقدر.وهذا في حالة الاختلاف في عود الضمير.


والراجح هو القول الأول في عوده على المال، لأنه أقرب مذكور، وفيه بيان لعظيم صفة الايثار، وله نظائر في القرآن والحديث.


ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه


شهد بمعنى حضر ، والتقدير "من حضر المصر في الشهر، وهذا إيجاب حتم على من شهد استهلال الشهر، أي أنه كان مقيما في بلد ودخل الشهر حال اقامته، وهو محقق لشروط الصيام، فقد وجب عليه الصوم لا محالة، ونسخت ما كان عليه من قبل أن من كان صحيحا مقيما يمكنه أن يفطر ويفدي. ثم أعادت الاية الرخصة للمسافر والمريض.


وجمهور الأمة : من شهد أول الشهر أو آخره فليصم مادام مقيما، وقال أبو حنيفة : بشروط التكليف ...


2: بيّن ما يلي:


أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟


-قال ابن كثير: ( الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) منها منسوخة ، نسختها (النفس بالنفس)


ودليله قول علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : ( والأنثى بالأنثى) وذلك أنهم لا يقتلون الرجل بالمرأة، ولكن بقتلون الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة ، فأنزل الله : النفس بالنفس والعين بالعين ، فجعل الأحرار في القصاص سواء فيما بينهم من العمد...


-يرى ابن عطية ان الآية محكمة، عن ابن عباس:أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس" ثم قال: " هكذا روي، وآية المائدة إنما هي إخبار عما كتب على بني إسرائيل، فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم، وروي عن ابن عباس فيما ذكر أبو عبيد وعن غيره أن هذه الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة، وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، وقاله مجاهد"


ووافقه الزجاج فقال: قال اللّه عز وجلّ: {ذلك تخفيف من ربّكم ورحمة}، وذكر أن من كان قبلنا لم يفرض عليهم إلا النفس ، كما قال عزّ وجلّ: {وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس}، أي: في التوراة -، فتفضل اللّه على هذه الأمة بالتخفيف ، والدية إذا رضي بها ، وفي الدم.


وللترجيح بين الأقوال نرجع إلى أسباب النزول ففيها بيان لمعنى الآية، وهي تدل على أن الآية كما نقل ابن عطية عن الامام مالك: أحسن ما سمعت في هذه الآية أن المراد بها الجنس ، الذكر والأنثى فيه سواء، وأعيد ذكر الأنثى تأكيدا وتهمما بإذهاب أمر الجاهلية.


والله أعلى وأعلم


ب: حكم الصيام في السفر


-ذكر ابن كثير قول طائفة أن من استهل الشهر وهو مقيم وجب عليه الصيام ولو سافر في أثنائه، وقال هذا قول غريب مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم


-وذهب جماعة إلى وجوب الافطار في السفر، وهذا على خلاف قول الجمهور ومخالف إلى ماكان عليه الصحابة رضي الله عنهم


-وقالت طائفة أن الصيام في السفر أفضل من الإفطار، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم


-قالت طائفة الافطار في الصيام أفضل للأخذ بالرخصة


-وقول الجمهور هو الراجح أن الأمر على التخيير وليس بحتم، وكل على ما يستطيعه ، وقد كان الصحابة رضوا ن الله عليهم في ذلك



ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم


الاعتداء تجاوز الحد والظلم


والاعتداء المتوعد عليه هو أن يأخذ الرجل الدية ثم يقتل القاتل بعد سقوط الدم ( وسواء أقتل غير القاتل أو قتل أكثر من واحد أو عفا وأخذ الدية ثم قتل ، و|لآثار عادة تخص الأخير)


عن أبي شريح الخزاعي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصب بقتل أو خبل، فإنه يختار احدى ثلاث: إما أن يقتص ، وإما أن يعفو، وإما أن يأخذ الدية ، فإن أراد الرابعة فخذوا على يديه، ومن اغعتدى بعد ذلك فإن له نار جهنم خالدا فيها .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ربيع الأول 1438هـ/26-12-2016م, 05:50 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
الحمد لله دائم الأحسان, ذو العفو والغفران والصلاة والسلام على المصطفى العدنان وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهذه رسالة حول آية تعمق صلى المؤمن بربه وتزيده منه قربا
اذا اغلقت الأبواب وانقطعت الأسباب
اذا ضاقت الحيل وانقطعت السبل وقل الأمل
اذا اشتد الكرب وزاد الخطب
يقول تعالى "واذا سألك عبادي عن فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.
فهذه الآية جواب سؤال سئله رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه."
فنزلت الآية
فالله تعالى المطلع على العباد وهو الرقيب والشاهد عليهم
فهو قريب ممن دعاه بالاجابة.
والدعاء نوعان: دعاء عبادة, ودعاء مسألة
فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع فان الله تعالى قد وعده بالاجابة .
وهذه الآية على ايجازها وبلاغتها احتوت على الأسباب الموجبة للاجابة فمنها:
الاستجابة لله تعالى والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه.
ومنها الايمان به فهو موجب للاستجابة.
وعلى المسلم الذي يتقرب الى الله بهذه العبادة العظيمة أن يبتعد عن كل ما يمنعه من الاجابة ويتحلى بآداب الدعاء التي أرشدنا اليها القرآن ونصوص السنة النبوية.
فقد أخبرنا تعالى أنه لا يحب المعتدين "انه لا يحب المعتدين."
ومن موانع الاجابة أن يدع العبد باثم أو قطيعة رحم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "يستجاب لأحدكم ما لم يدع بأثم أو قطيعة رحم."
ومن موانع الاجابة الاستعجال. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يستجاب لأحدكم ما لم يدع باثم أو قطيعة رحم." وف رواية ما لم يستعجل."
وقد جاء تفسير الاستعجال في الاجابة في سؤال الصحابة رضي اللله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم عن الاستعجال قال "يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي."
ومما يمنع اجابة الدعاء أكل الحرام فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له.."
ولكي يستبشر العبد بموعود الله له في اجابة دعائه فعليه أن يتأدب بتلك الآداب":
أن يعلم أنه لا قادر على حاجته الا الله.

ومنها أن يدعو بنية صادقة وحضور قلب فا ن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه.
ومنها التضرع والخوف ورجاء الله وحده.
ومنها المداومة والخشوع في الدعاء.
ومنها اغتنام أوقات الاجابة كآخر الليل وآخر ساعة يوم الجمعة.
ومنها أن يبدأ دعاءه بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وختاما فعلى العبد أن يستشعر قرب الله منه ومعيته له ويدعو دعاء موقن بالاجابة
اذا اشتد الكرب وعظم الخطب نادي يا الله.
اذا قل النصير وتفاقم الأمر الخطير قل "يا الله."
اذا أظلم الأفق وضاقت الطرق ادعوا "يا الله.
يسمع ويرى يعلم السر وأخفى
قدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى
أضحك وأبكى وأمات وأحيا وله الآخرة والأولى.
هو المستعان وبيده الفرج واليه المشتكى ولا حول لنا ولا قوة الا به
يفرج كربا يغفر ذنبا ويستر عيب كل يوم هو في شأن
كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون."
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
معنى ذلك فمن بدل أمر الوصية بعد سماعه أياها فانما اثمه على مبدله ليس على الموصى اذا احتاط أو اجتهد فيمن يوصي اليه اثم
ولا على الموصى له اثم وانما الاثم على الموصي اذا بدل.
قال ابن عباس وقع أجر الميت على الله وتعلق الاثم بالذين بدلوا ذلك.
"أن الله سميع عليم."
قد اطلع على ما أوصى به الميت. وهو عليم بذلك وبما بدله الموصى اليهم.

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
قال الضحاك أنزل في فرضه وتعظيمه والحض عليه.
وقيل بدأ بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن عباس أنزل الى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة 24 من رمضان ثم كان جبريل ينزله رسلا رسلا في الأوامر والنواهي والأسباب.
وروى وثلة بن ألأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "نزلت صحف ابراهيم أول ليلة من رمضان, والتوراة لست مضين منه والانجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين."
وروي أيضا عن ابن عباس نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر الى هذه السماء الدنيا جملة واحدة
وروى الرازي عن سفيان بن عيينة أن المرادب"أنزل فيه القرآ، أ فضله أو وجوب صومه.

2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
قال الشعبي أن العرب كان أهل العزة والمنعة منهم أذاقتل منهم العبد قتلوا به حر
واذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا فنزلت الآية.
وحكيأن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم نقتل بعبيدنا أحرارنا فنزلت الآية وقيل نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار
فقتل هؤلاء من هؤلاء رجال ونساء وعبيد فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاص بعضهم بعض بالديات على السواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان الناس ياكلون ويشربون حتى أنزل الله فرض الصيام.


ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

قيل هما فجران أحدهم أسود معترض وهو الخيط الأسود والأبيض يطلق ساطعا يملأ الأفق.
وحقيقته حتى يتبين لكم الليل من النهار

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ربيع الأول 1438هـ/27-12-2016م, 07:49 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة التفسيرية
قال تعالى :{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
للدعاء شأن عظيم ومكانة عالية في الدين فما استجلبت النعم بمثله ولا دفعت النقم بمثله ،لما يتضمنه من أصل الدين ورأس أمره وهو توحيد الله ، وقد جاءت هذه الآية متخللة بين آيات الصيام إرشادا للعباد للإجتهاد بالدعاء في هذا الشهر المبارك الذي ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن للصائم دعوة لا ترد حتى يفطر )كما ورد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ) وكذلك التكبير والشكر عند انتهاء عدة الشهر.
ولنا في هذه الآية عدة وقفات:
1- صلة الآية بما قبلها ، وقد وردت عدة أقوال لأهل العلم في ذلك :
-فقيل : لما حث الله عباده على تكبيره وشكره على ما وفقهم له من تمام الصوم ، أعلمهم أنه سبحانه وبحمده بلطفه ورحمته قريب منهم ، يسمع نداءهم ويجيب دعاءهم .
-وقيل : أمرهم بالتكبير أولاً ،ثم رغبهم في الدعاء ثانيا تنبيها على أن الدعاء لابد أن يكون مسبوقاً بالثناء الجميل ، كما فعل الخليل عليه الصلاة والسلام لما أراد الدعاء قدّم أولاً الثناء فقال :( الذي خلقني فهو يهدين ) إلى أن قال:( والذي اطمع أن يغفر لي خطئتي يوم الدين ) فلما فرغ من الثناء شرع في الدعاء فقال :( رب هب لي حكما )
-وقيل :بعد أن أمرهم بما يجب له عليهم أكرمهم فقال : وإذا سألوا عن حقهم عليَّ فإني قريب منهم أجيب دعوتهم ، وجُعل هذا الخير مرتباً على تقدير سؤالهم إشارة إلى أنهم يهجس هذا في نفوسهم بعد أن يسمعوا الأمر بالإكمال والتكبير والشكر أن يقولوا : هل لنا جزاء على ذلك؟
2-سبب نزول الآية
- عن الصلب بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري ، عن أبيه ، عن جده ، أن أعرابيا قال : يا رسول الله ، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) .رواه ابن أبي حاتم
-عن الحسن ، قال : سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ النبي صلى الله عليه وسلم ] : أين ربنا ؟ فأنزل الله عز وجل : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) الآية . رواه ابن مردوي
وقال ابن جريج عن عطاء : أنه بلغه لما نزلت : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) [ غافر : 60 ] قال الناس : لو نعلم أي ساعة ندعو ؟ فنزلت : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )
3- قوله :(وإذا سألك عبادي عني)
المراد بالسؤال : قيل سؤالهم عن البعد والقرب
وقيل : السؤال عن إجابة الداعي
وقيل : وقت الدعاء
وقد ورد ذلك في اسباب النزول.
والمراد بعباده هم المؤمنون ، لأن الآية في سياق عبادة عظيمة يختص بها المؤمنون.
وسماهم عبادي تشريفاً لهم .
4-معنى قوله: { فَإِنّي قَرِيبٌ }
المراد : قريب بنفسه
ذكره الشيخ ابن عثيمين ، وعلل قوله بأن الضمائر في هذه الآية ترجع إلى الله وبحمل القرب على قرب رحمته أو ملائكته ، فهذا خلاف ظاهر اللفظ ،ويقتضي تشتيت الضمائر بدون دليل . أهـ
- من اسمائه سبحانه وبحمده( القريب )فهو قريب من عباده قرب حقيقي يليق بجلاله وعظمته مع علوه سبحانه واستوائه على عرشه فهو ليس كمثله شيء ،قال تعالى:( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )وقال:( وهو معكم أينما كنتم ) فهو عليّ في دنوه ، قريب في علوه .
-وقيل أن قربه نوعان
1- قرباً عاماً ،بعلمه وإحاطته بخلقه ومراقبته وخبرته ،بدليل :قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد} [ق~: 16، 17]
2- قربا خاصا من عابديه ومن الداعين والسائلين ، يثيبهم على عباداتهم ويسبغ عليهم نعمه ويجيب دعواتهم وينصرهم ويؤيدهم في حركاتهم وسكناتهم.
ورجح ابن عثيمين رحمه الله أن قربه سبحانه وبحمده خاص بمن يعبده، أو يدعوه؛ لأنه لم يَرد وصف الله به على وجه مطلق؛ وليس كالمعية التي تنقسم إلى عامة، وخاصة.
ورد على دليل القرب العام فقال : فالجواب أن المراد بالقرب في هذا الآية قرب ملائكته بدليل قوله تعالى: {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد} [ق~: 17]
ومثلها قوله تعالى: {فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون} [الواقعة: 83 - 85] : فإن المراد بها قرب الملائكة الذين يقبضون الروح.أهـ
وتولى الله إجابة عبادة فلم يقل :(قل) كما في مثلها من الآيات التي يتصدرها سؤال ،وإنما أجاب بنفسه ليدلل على شدة قربه من عبده الداع وأنه حاضر لكل من يدعوه يسمعه ويجيبه سبحانه وبحمده ،ما أعظم فضله وبره بعباده .

5-{ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
المراد من إجابته للداعي
أي أن الله لا يرد سائلا ولا يخيب رجاء داعيا ، ولا يشغله شيء عن سماعه ، فلا يضيع لديه شيء كما جاء في الحديث عن سلمان يعني الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين " . رواه الامام أحمد
-معنى الدعاء: هو أن يطلب الداعي ما ينفعه ، أوما يكشف ضره .
والدعاء أنواع :
- دعاء عبادة ،مثل توحيده والقيام بالفرائض والذكر ،والثناء على الله ،فهو داعي بلسان الحال فهو بتوحيده وصلاته وعبادته يدعو الله ويطلب منه الثواب والجزاء.فهو داعٍ بلسان الحال.
- دعاء مسألة: وهو أن يطلب من الله بلسانه ما ينفعه أو ما يكشف ضره ويفرج همه . فهو داعي بلسانه .
وهو بهذا متعبد لله لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ( الدعاء هو العبادة) اخرجه ابو داوود والترمذي وغيرهم.
وبكلا النوعين فسرت الآية، كما في مناسبة الآية لما قبلها.
والاستجابة نوعان :
1-استجابة دعاء العبادة بأن يثيبه على عبادته ،ويجزل له الأجر .
2-استجابة دعاء المسألة بإعطاء السائل سؤاله ومطلوبه.
وبكل واحد من النوعين فسرت الآية. فبالقول الأول تفسر الآية على قول أن صلتها بما قبلها أنه لما أمره بالتكبير والشكر كأنه دار في هاجسهم وما جزاؤنا ؟ فقال : اقبل طاعتكم وأثيبكم عليها.
وبالقول الثاني تفسر الآية على قول أن صلتها بما قبلها أنه لما أمرهم بتكبيره وشكره أعلمهم أنه بلطفه ورحمته يسمع نداؤهم ويجيب دعائهم .
قال : (الداع اذا دعان ) شرط هنا اذا دعاه ، والمراد بالشرط هنا أي أن يكون مخلصاً بدعائه لله ، مقبلا عليه ، متبرءاً من حوله وقوته ، مظهرا للإفتقار لربه.
لأنه هناك من يصرف هذه العباده لغير الله فيدعو غير الله ،فهنا خص الله إجابته ،لمن اخلص له الدعاء.
لهذا يستجيب الله للفاجر والكافر كما يستجيب للمؤمن إذا أخلصوا في دعائهم { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }
- للدعاء آداب على العبد أن يتحراها ويتلمسها ليكون أحرى بإجابة دعائه منها :
الإخلاص لله في دعائه ، وأن يدعو باسم من أسماء الله الحسنى المناسب لدعائه وطلبه ، وأن يظهر الافتقار والذل بين يدي الله ، وأن يكون على طهارة ،وإن كان في سجود فهو أحرى بالإجابة ، والا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، وأن يتحرى أوقات الإجابة كالثلث الآخر من الليل ، وعند الآذان وبين الآذان والإقامة ، وعند نزول الغيث ،وأدبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الإمام المنبر يوم الجمعة حتى تقضى الصلاة ، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم ، وأن يستقبل القبلة ، ويرفع يديه إن لم يكن في صلاة ،و يتقدم دعاؤه الثناء على الله وتمجيده ثم يثني بالصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقدم بين يدي حاجته توبة واستغفار وذل وانكسار وألحاح بالدعاء ويتوسل لله باسمائه وصفاته وبتوحيده وإيمانه ،ويختمه بالصلاة والسلام على سيد المرسلين ،وأن يقدم بين يدي دعائه صدقة ،فبهذا الآداب أحرى بالإجابة بإذن الله.
-قد يدعو الداعي وتتخلف الإجابة لأسباب:
لتخلف بعض الآداب السابقة كضعف الإقبال على الله ، فالله لا يقبل من قلب غافل لاه ، أو يتعدى في دعائه قال تعالى:(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) ومن الاعتداء أن يطلب مالا يستحقه ولا يصلح له كمن يطلب منزلة في الجنة كمنزلة الأنبياء ،أو أكل حرام والظلم كما جاء في الحديث ( ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ) رواه مسلم .
أو ضعف اليقين بالإجابة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ادعو وأنتم موقنون بالإجابة )وكذلك الاستعجال واستبطاء الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء ،قال ابن القيم في وصف من هذا حاله : وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا ، فجعل يتعاهده ويسقيه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله .. وفي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي) وعند مسلم والترمذي لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وما لم يستعجل . قيل وما الاستعجال ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء )
وثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا " قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ» رواه مسلم والامام أحمد
وفي رواية في حديث أبي هريرة { ما من مؤمن ينصب وجهه إلى الله تعالى يسأله إلا أعطاه إياها إما أن يجعلها له في الدنيا ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ما لم يعجل ، قالوا وما عجلته ؟ قال يقول دعوت الله عز وجل فلا أراه يستجاب لي } رواه البخاري
ففي الحديثين السابقين دليل على أن دعاء المسلم لا يرد بل يعطى ما سأل إما عاجلا وإما مؤجلا ، قال ابن حجر : كل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة ،فتارة تقع بعين ما دعا به وتارة بعوض )
إذا دعا العبد وأجتهد فيه وألح ثم لم يجد أثر الإجابة ، فإن الشيطان قد يدخل عليه من هذا الباب فيوسوس له فيوقعه بالاعتراض على حكم الله وإساءة الظن به سبحانه وبحمده ، لذلك على المؤمن الا يلتفت وهو في تلك الحال لوساوس الشيطان ، وليعلم أن في تأخر الإجابة منح جليلة فهو يحمل في طياته حكم بالغة وأسرار باهرة ، وفوائد جمة ،لو علم بها واستشعرها لم يستبطئ الاجابة ولم تدر في خلده ، بل لأحب ألا تقضى حاجته ليتنعم بهذا النعيم وهذه الحكم والتي منها :
-إن انتظار الإجابة عبادة يؤجر عليها تحتاج لصبر وكذلك سرعة الإجابة بلاء يحتاج لشكر فالعبد في كلا الحالين هو في ابتلاء واختبار ، قال عمر بن عبدالعزيز : أصبحت ومالي سرور إلا في انتظار مواقع القدر إن تكن السراء فعندي الشكر وإن تكن الضراء فعندي الصبر )
- لله الحكمة البالغة فهو العليم الحكيم ،فهو لا يعطي إلا لحكمة ولا يمنع إلا لحكمة،فما منع الإجابة أو أخرها إلا لمصلحة خفيت على العبد وكم من إنسان دعا بأمر تريده نفسه وظن فيه مصلحته فلما أجيب دعائه وجد فيه العطب والضرر. فدع أمرك لمولاك هو يتولاك فهو نعم المولى ونعم النصير.
روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الغزو فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أُسرت وإن أُسرت تنصرت )
قال ابن القيم :فقضاؤه لعبده المؤمن عطاء وإن كان في صورة المنع، ونعمة وإن كان في صورة محنة، وبلاؤه عافية وإن كان في صورة بلية. ولكن لجهل العبد وظلمه لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذ به في العاجل، وكان ملائما لطبعه. ولو رزق من المعرفة حظا وافرا لعد المنع نعمة، والبلاء رحمة، وتلذذ بالبلاء أكثر من لذته بالعافية، وتلذذ بالفقر أكثر من لذته بالغنى، وكان في حال القلة أعظم شكرا من حال الكثرة.أهـ
-التلذذ بطول المناجاة ، وزاد الذل والإنكسار ولبس ثوب الإفتقار بين يدي ربه ،وكلما تأخرت الإجابة طالت المناجاة والتضرع لرب البريات فذاق حلاوة تلك العبادة وزاد قربه من ربه ، ولو عجلت له الإجابة لفاته تلك الملذات، والثمرات.
-تأخر الإجابة سبب لتفقد العبد نفسه ،فهذا يبعث إلى محاسبة نفسه وتفقدها والتوبة وتفقد الخلل فيها، وتفقد أعماله ومدى استجابته لربه فقد قال في هذه الآية:
6-(فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ)
ورد في معنى ( فليستجيبوا لي ) قولان:
-قيل: فليطيعوا لي، " الاستجابة "، الطاعة. قاله مجاهد وابن المبارك وقال به ابن جرير
وبهذا التفسير يكون معنى ( وليؤمنوا ) وَليصدِّقوا. أي: وليؤمنوا بي، إذا همُ استجابوا لي بالطاعة، أني لهم من وَرَاء طاعتهم لي في الثواب عليها، وإجزالي الكرامةَ لهم عليها. قاله ابن جرير
-وقيل :فليستجيبوا لي": فليدعوني ،قاله أبو رجاء الخرساني وبهذا التفسير يكون معنى ( وليؤمنوا) وليؤمنوا بي أني أستجيب لهم. قاله ابو رجاء الخرساني
7-{لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
الرشد إصابة الحق
والمراد أي :يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة,
فختم الآية بأنه يستجيب لهم إذا هم استجابوا لأوامره وانتهوا عن زواجره ، وامتلأت قلوبهم تصديقاً وإيماناً بوعده وثوابه ،فهم باستجابتهم بقيامهم بالطاعات وتصديق في قلوبهم يتحقق لهم الرشد وهو إصابة الحق فيهتدوا للإيمان وللأعمال الصالحة التي تقربهم من ربهم .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
.........................................
المجموعة الأولى
1:حرر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.

بعد أن أمر الله بالوصية للوالدين والأقربين لمن ترك مالا ، حذر الله في هذه الآية من التبديل والتغيير فيها فقال :{فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
(فمن بدله ) مرجع الضمير في بدله هو الوصية . ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
ومرجع الضمير في ( سمعه) فيه قولان:
1- الوصية . ذكره الزجاج وابن عطية
2- أمر الله تعالى في هذه الآية ،ذكره ابن عطية ورجح القول الأول قال: لأنه اسبق للناظر.
(فإنما أثمه) يرجع الضمير في إثمه إلى التبديل في الوصية.
(الذين يبدلونه) المراد بهم الموصى إليهم بتنفيذ الوصية ،ليس الموصي اذا احتاط واجتهد في وصيته ولا على الموصى لهم
فمعنى الآية : من بدل الوصية وغير فيها وحرفها فزاد فيها أو انقص او كتم منها شيئاً بعد أن سمعها من الموصي ، فالأثم على من بدل قال ابن عباس وغير واحد ( وقد وقع أجر الميت على الله وتعلق الإثم بالذين بدلوا ذلك )

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
ورد قولان في ذلك
- بدأ نزول القرآن في رمضان شأن الكتب السابقة نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل منجماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب الاحداث والوقائع قال ابن عباس فيما يؤثر: «أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة أربع وعشرين من رمضان ثم كان جبريل ينزله رسلا رسلا في الأوامر والنواهي والأسباب»، وروى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين». ذكره ابن عطية وابن كثير
- وقيل : أنزل في رمضان فضله وفرضه . قاله الضحاك وحكاه الرازي عن سفيان بن عيينة وقال :الرازي هذا غريب جدا ، ذكره ابن كثير
فالقول الأول هو الصحيح للأدلة الثابته.
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.

سبب نزول الآية ورد فيه أربعة أقوال :
1- أن بنو النضير عزوا في الجاهلية بني قريظة وقهروهم فكانوا إذا قتل النضيري القرضي لا يقتل به وإنما يفادى بمائة وسق من التمر ،وأما إذا قتل القرظي النضري فإنه يقتل أو يفادى بمئتي وسق من التمر ضعف دية القرظي ،فأمر الله بالعدل في القصاص. ذكره ابن كثير
2- وقيل : أن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الاسلام بقليل، وكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا النساء والعبيد ،فلم يأخذ بعضهم من بعض حتى جاء الاسلام واسلموا فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في الأموال والعدة فحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل بالعبد منهم بالحر من أولئك وبالمرأة منهم بالرجل من أولئك ،فنزلت فيهم ، قاله سعيد بن جبير رواه ابن أبي حاتم نقله عنه ابن كثير
3-وقيل : أن العرب ان كانوا أهل عزة ومنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا ، فنزلت الآية قاله الشعبي ذكره ابن عطية
4-وقيل : نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الانصار وقيل من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساءا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات ،الاحرار بالاحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد . ذكره ابن عطية

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
الصيام قبل فرض صيام على التخيير فالمريض والمسافر يفطران ويقضيان بعد ذلك ، والصحيح المقيم الذي يطيق الصيام فهو مخير بين الصيام ، وبين الإطعام ، فإن شاء صام وان شاء أفطر واطعم عن كل يوم مسكينا ، وأن اطعم عن كل يوم أكثر من مسكين فهو خير والصيام أفضل من الاطعام ،قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وطاوس ومقاتل وغيرهم.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
المراد بهما بياض النهار وسواد الليل
عن الشّعبيّ، أخبرني عديّ بن حاتمٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين، أحدهما أسود والآخر أبيض، قال: فجعلتهما تحت وسادتي، قال: فجعلت أنظر إليهما فلا تبيّن لي الأسود من الأبيض، ولا الأبيض من الأسود، فلمّا أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته بالّذي صنعت. فقال: "إنّ وسادك إذًا لعريضٌ، إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل".رواه الامام احمد
والمراد : الفجر المعترض الآخذ في الافق يمنة ويسرة فبطلوع أوله في الافق يجب الامساك وهو مقتضى حديث ابن مسعود وسمرة بن جندب وروي عن عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان وغيرهم ذكره ابن عطية

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ربيع الأول 1438هـ/27-12-2016م, 08:35 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة

الآيات (177 - 188)




1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
الحمدلله رب العالمين .
للدعاء مكانة عظيمة في العبادة،بل وإنّها كما روى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الدعاء هو العبادة" ، وقد رّغب الشارع الحكيم بها حيث قال:{وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}، والدعاء في اللغة من دعا يدعو ،وهو طلب فعل شيء ما ، وتعتبر حلقة وصل العبد بربه ، ويأتي الدعاء لله في كتاب الله على ثلاثة أوجه :
1: التوحيد:كقوله تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"، وقوله تعالى :"قل أندعوا من دون الله مالا ينعنا ولا يضرنا "أي نعيد من دونه ما لا يملك لنا نفعا أو ضرا .
2: طلب العفو والرحمة : كقولنا اللهم اغفر لنا .
3: مسألته في الدنيا ،كأن يطلب ذرية أو مالا أو نحو ذلك.

قال تعالى مجيبا على سؤال السائلين عنه :{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}، ففي أسباب النزول ؛إذ تعددت الأقوال ومضمونها واحد، وقد اخترنا منها ما رواه الطبري عن قولبعضهم: نزلت في سائلٍ سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا محمّد أقريبٌ ربّنا فنناجيه، أم بعيدٌ فنناديه؟ فأنزل اللّه {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب} الآية.

بيّن تعالى مدى قربه من عباده، لا يحجزه عنهم شيء، فمعيته ملازمة لهم ،قال تعالى :"يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " فهو الرقيب عليهم المحيط بهم ، هي المعية التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) ، فقربه تعالى بعباده تدعوهم لئلا يتوانوا عن دعاءه، فإنه تعالى لا يخيب دعاء من دعاه ولا يشغله عنهم شيء؛ ذكر سلمان الفارسيرضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين"، فإن كان الله تعالى يستجيب لمن كفروا به إذا دعوه "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون"، فكيف بعباده المؤمنين ، لكنّ الإنسان خلق عجولا ،فإذا مدّ يده ولم ير أثر لدعوته ، انقلب على عقبه، وليطمئن العبد في دعائه بأن ربه لا يرده خائبا ؛هذا حديث عبادة بن الصّامت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".

وللدعاء آداب يُشرع لكل داع العناية بها تأدبا مع ربه عظيم الجلال والجمال.
- التوجه إلى الله تعالى بالثناء عليه:
عن ابن عبّاسٍ: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
- حضور القلب واليقين بالإجابة .
عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
- أن لا يدعو إثم ولا قطيعة رحم :
قال الله تعالى: "ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين" في دعائهم.
عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
- أن لا يتعجل في الإجابة :
عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".

وقد وهب الله تعالى أصنافا من عباده بإجابة دعوتهم، كالإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، والمظلوم ، فقد روى عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ". فكان عبد اللّه بن عمرٍو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين").




2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
هذه الآية الكريمة تبين صنف من أصناف البر المتعددة وكماله؛ وهذا الصنف مختص بتقديم حق المال، وقد اختلف فيه هل هو فيما دون الزكاة؛أم هو في الزكاة نفسها على قولين.
ولبيان كيف يكون إعطاء المال من كمال البر فيه، لابد من معرفة مرجع الهاء في قوله تعالى :" على حبه " وهو على أقوال ذكرهما القاضي أبو محمد وابن كثير رحمهما الله تعالى :
الأول: يعود على اسم الله تعالى من قوله في مطلع الآية :"من آمن بالله" :أي تصدق محبة لله وابتغاء طاعته .
الثاني: يعود على المال فهو مصدر قد أضيف إالى مفعول؛ أي وآتى المال على حب المال ؛ وعليه يكون قوله تعالى "على حبه" اعتراض بليغ أثناء القول .
الثالث: يعود على فعل الإيتاء، فيحب هذا الفعل في وقت حاجة الناس له وفاقة.
الرابع: قد تعود على الفاعل المضمر ، ويكون معناه أنه يتصدق به وهو راغب فيه ومحب له نصّ على ذلك ابن مسعود وابن جبير وغيرهما من السلف والخلف ،وهو كما رواه أبو هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا: أفضل الصدقة أن تصدّق وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر " والشّح المراد هو الشح الغريزي كما قال القاضي أبو محمد رحمه الله:"والشح في هذا الحديث هو الغريزي الذي في قوله تعالى:"وأحضرت الأنفس الشّحّ" وليس المقصود البخل .

وقد جمع ابن كثير رحمه الله هذه المعاني بأنهم يعطوا ما يحبون ابتغاء مرضاة الله ويؤثرون غيرهم على أنفسهم وإن كانوا محتاجين له استدلالا على المعنى بنظائر الآية :
قال تعالى في سوورة الإنسان : "ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا * إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا".
وقوله تعالى:" لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون" وقوله تعالى: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ" .

والله أعلم .
ب:معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
بيان من الله تعالى على فرضية صوم شهر رمضان ونسخت ما تقدم من الإباحة لمن كان صحيحا مقيما بأن يفطر ويفدي بإطعام مسكين عن كل يوم، حيث قال تعالى :"من شهد" فمن للعاقل بمعنى الذي ،وشهد:أي حضر، الشهر أي دخوله ،فليصمه : أي حتم واجب صيامه.
وعليه فإن المراد بشهود الشهر أقوال ذكرها أهل العلم .
- حضره من أوله وهو مقيم.
حكم ذلك : عليه إكمال صيامه سواء سافر أو أقام ،وإنما يفطر في السفر من دخل الشهر عليه وهو مسافر وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس وعبيدة السلماني .
وقال ابن كثير أنّ هذا القول نقله ابن حزم عن جماعة من الصحابة والتابعين في كتابه المحلى غريب.
ودليل ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما ، ما ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتى بلغ الكديد، ثم أفطر، وأمر النّس بالفطر.
- حضر أوله أو آخره وهو مقيم .
حكم ذلك : صيامه ما أقام ، والتخيير له في السفر وليس بحتم إفطاره وهو قول الجمهور .
ودليل ذلك :أنّ الصحابة كانوا يخرجون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان،فقد ورد عنهم: "فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم ". ولم ينكر على من صام.
وأيضا : ما ثبت من فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان في مثل هذه الحالة صائمًا، فقد ورد في الصّحيحين عن أبي الدرداء أنه قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدّة الحر، وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.

* مسألة :
اختلف في أفضلية الصيام أو الفطر في السفر على أقوال .
- القول الأول : الفطر أفضل ،أخذا بالرخصة مستدلين على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الصيام في السفر فقال: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وفي حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم"،فإن أنكر الرخصة حرم عليه الصوم عملا بقول ابن عمر وجابرٍ الذي جاء في مسند الإمام أحمد وغيره: (من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة.)
ويتأكد فضل الفطر في حال المشقة في الصوم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي ظلل عليه وهو صائم :"ليس من البر الصوم في السفر ".
- القول الثاني : الصيام أفضل وهو قول الشافعي ،لفعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه سابقا .
- القول الثالث :كلاهما سواء ،لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحمرة الأسلمي :"إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ".

- حضره بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه.
حكم ذلك : وجب صيامه ، وأما إن دخل الشهر وهو مجنون وتمادى به طول الشهر ؛ فحكمه لا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بشروط التكليف .
وإن اعترض له ذلك في أثناء الشهر فعليه قضاء الأيام التي اعترض له ذلك ، وهو قول أبي حنيفة .

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟
اختلف في هذه المسألة على أقوال :
القول الأول: قالوا: آية البقرة مخصوصةٌ نزلت في قوم تقاتلوا، فقتل منهم خلقٌ كثيرٌ وكانت إحدى الطّائفتين أعزّ من الأخرى، فقالت العزيزة: لا يقتل العبد منّا إلا بالحرّ منكم، ولا بالأنثى منّا إلا بالرّجل منكم، فنزلت الآية في ذلك، ثم هي في كلّ من أراد أن يفعل كفعلهم، فهي محكمة. قاله الشعبي وغيره

القول الثاني: هي مخصوصةٌ في فريقين تقاتلا على عهد النبي عليه السلام ووقع بينهما قتلى، فأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يفادى بينهم، ديّات النّساء بديّات النّساء، وديّات الرّجال بديّات الرّجال، فهي في شيءٍ بعينه، وهي تعبّدٌ لمن يأتي بعدهم، فهي محكمة./قاله السدي.

القول الثالث: نزلت آية البقرة في نسخ التّراجع الذي كانوا يفعلونه، وذلك أنهم كانوا يحكمون فيما بينهم أنّ الرّجل إذا قتل امرأةً، كان أولياء المرأة بالخيار، إن شاؤوا قتلوا الرّجل، وأدّوا نصف ديته، وإن شاؤا أخذوا نصف دية رجل. وإذا قتلت المرأة رجلاً، كان أولياء الرجل مخيّرين إن شاءوا قتلوا المرأة وأخذوا نصف دية الرجل وإن شاءوا أخذوا الدّية كاملةً، ولم يقتلوا المرأة، فنسخ الله ذلك من فعلهم. وقد روي هذا القول عن عليٍّ -رضي الله عنه- فتكون هذه الآية -على هذا القول- محكمةً ناسخةً لما كانوا يفعلونه./قاله الحسن البصري.

القول الرابع: آية المائدة مفسّرةٌ لآية البقرة؛ لأن أنفس الأحرار متساويةٌ فيما بينهم./ قاله أبو عبيد وعليه أكثر الفقهاء.


القول الخامس: وقيل نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس.، وهو مروي عن ابن عبّاس .

*قال القاضي أبو محمد رحمه الله تعالى: أنّ هذه الآية محكمة غير منسوخة ، وعلل ذلك أن النسخ لا يترتب إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم،وهو قول ذكره أبو عبيد عن ابن عباس وقاله مجاهد وغيره ،أنّ فيها إجمال فسرته آية المائدة، وأن المراد بقوله تعالى "الحرّ بالحرّ" يعم الرجال والنساء،.

* هذه المسألة مشكلة بالنسبة لي فاستعنت ببعض مصادر الناسخ والمنسوخ في موقع الجمهرة ،فأنتظر توجيهكم بارك الله فيكم .

: حكم الصيام في السفر.
اختلف في حكم الصيام في السفر على أقوال .
- القول الأول :الفطر أفضل ،أخذا بالرخصة مستدلين على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الصيام في السفر فقال: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وفي حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم"،فإن أنكر الرخصة حرم عليه الصوم عملا بقول ابن عمر وجابرٍ الذي جاء في مسند الإمام أحمد وغيره: (من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة.)
ويتأكد فضل الفطر في حال المشقة في الصوم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي ظلل عليه وهو صائم :"ليس من البر الصوم في السفر ".

- القول الثاني :الصيام أفضل وهو قول الشافعي ،لفعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ورد في الصّحيحين عن أبي الدرداء أنه قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدّة الحر، وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.

- القول الثالث :كلاهما سواء ،لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحمرة الأسلمي :"إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ".

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
متعلق الاعتداء هو القتل بعد أخذ الدية أو قبولها وفاعله متوعد من الله تعالى بالعذاب الأليم ، فقد روى أحمد عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها» وأيضا ما رواه سمرة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: «لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذ الدّية» أي لا أقبل الدية منه بل أقتله.

هذا والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 ربيع الأول 1438هـ/28-12-2016م, 11:14 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عباده أنه قريب منهم أينما كانوا كما قال: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم}، وكما قال: {وهو معكم أين ما كنتم} ويحثهم على دعائه ومناجاته ، والدعاء لله عز وجل على 3 أنواع:
1- توحيده ، والثناء عليه، كقولك : يا الله لا إله إلا أنت ، وهذا ورد في قوله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
أي : يستكبرون عن توحيدي ، والثناء عليّ، فهذا نوع من الدعاء. ويسمى بدعاء العبادة.
2- سؤال الله العفو والرحمة ، وما يقرب منه ، كقولك : اللهم اغفر لنا. وهذا دعاء المسألة.
3-هو مسألته من الدنيا و كقولك:اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك. وهو كذلك من دعاء المسألة.
وإنما سميت هذه الأنواع دعاء ؛ لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله: يا اللّه، ويا رب، ويا حي، فكذلك سمي :دعاء.
وللدعاء آداب وأحكام إن تحققت استجاب الله لدعاء عبده كما قال سبحانه (أجيب دعوة الداع إذا دعان) ومن أهمها :
1-ما ذكره الله تعالى بقوله (فليستجيبوا لي) ، ومن معاني هذه الآية كما ذكر المفسرون أي ليستجيبوا لي بالإخلاص في الدعاء لله وحده واليقين بالإجابة ، فإن الله تعالى يجيب كل الدعاء وهو القادر على كل شيء : فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة، وهذا بحسب ما ورد عند الإمام أحمد : عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".

2-ومن شروط إجابة الدعاء وآدابه :
أن لا يكون في الدعاء اعتداء، فإن الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى:( ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين )[الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء.
وقال عبد اللّه بن الإمام أحمد: عن عبادة بن الصّامت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ". والإثم وقطيعة الرحم اعتداء في الدعاء فلا يستجيبه الله.

3-ومن الآداب كذلك أن لا يستعجل الإجابه وأن يحسن الظن بربه ويؤمن بقربه منه ومعرفته لحاله وقد روي عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
قال ابن كثير : والمراد من هذا: أنّه تعالى لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء. وفيه ترغيبٌ في الدّعاء، وأنّه لا يضيع لديه تعالى، كما قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، حدّثنا رجلٌ أنّه سمع أبا عثمان -هو النّهديّ -يحدّث عن سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين" ، فإن المؤمن إذا عرف ذلك اطمأن قلبه وارتاحت نفسه وازدادت تعلقا بالله..
وقال الإمام مالكٌ، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
وقال مسلمٌ أيضًا: عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ ما لم يستعجل". قيل: يا رسول اللّه، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويترك الدّعاء" ، فإن ترك الدعاء دليل على ضعف إيمان العبد وضعف يقينه بقرب الله وقدرته التي وسعت كل شيء ، لذلك يعامله الله بما ظنه فيه.

4-الدعاء بحضور قلب وخضوع لله وبيان ضعفه بين يدي ربه وفقره إليه كما روى الإمام أحمد:، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
-كما أن ذكره تعالى لهذه الآية بين أحكام الصيام يدل على أن هناك أوقات وأحوال يتحرى المؤمن فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها ، كما قال ابن كثير: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدّعاء، متخلّلةً بين أحكام الصّيام، إرشادٌ إلى الاجتهاد في الدّعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كلّ فطرٍ، كما رواه الإمام أبو داود الطّيالسيّ في مسنده:
عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ". فكان عبد اللّه بن عمرٍو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا.
وقال أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجه في سننه: عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للصّائم عند فطره دعوةً ما تردّ".
وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"





2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
الضمير في قوله (بدله) أي الوصية بعد سماعها من الموصي ، والضمير في قوله (إثمه) أي إثم التبديل على من فعله (الذين يبدلونه) أي على سامع الوصية وليس على الموضي إذا احتاط واجتهد فيمن يوصى إليه ، والله سبحانه سميع لوصية الموصي عليم بحاله، وسع سمعه كل شيء وأحاط علمه بكل شيء سبحانه.

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
القول الأول: أنزل القرآن في فرض رمضان وتعظيمه والحض عليه كما قال الضحاك: «أنزل في فرضه وتعظيمه والحض عليه» وبه قال سفيان ابن عيينه واستغربه ابن كثير رحمه الله وغفر له.
القول الثاني: المراد ابتداء نزول القرآن كان في رمضان على النبي صلى الله عليه وسلم.
القول الثالث: قال ابن عباس فيما يؤثر: «أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة أربع وعشرين من رمضان ثم كان جبريل ينزله رسلا رسلا في الأوامر والنواهي والأسباب». وهو الأقرب والله أعلم.
روى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين».
يمدح تعالى شهر الصّيام من بين سائر الشّهور،
القول الرابع: قال فخر الدّين: ويحتمل أنّه كان ينزل في كلّ ليلة قدرٍ ما يحتاج النّاس إلى إنزاله إلى مثله من اللّوح إلى سماء الدّنيا.

2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
قال ابن عطية رحمه الله: واختلف في سبب هذه الآية :
القول الأول: ما قاله الشعبي: «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»،
وحكي أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية.
القول الثاني: أنها نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد.
القرل الثالث: قال ابن كثير رحمه الله وغفر له : سبب ذلك قريظة و بنو النّضير، كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر اللّه بالعدل في القصاص، ولا يتّبع سبيل المفسدين المحرّفين، المخالفين لأحكام اللّه فيهم، كفرًا وبغيًا، فقال تعالى: {كتب عليكم القصاص في القتلى الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى}.


ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان على التخيير بين الصيام أو الإطعام ، فمن أفطر فعليه إطعام مسكين عن كل يوم ، فإن أطعم أكثر من مسكينٍ عن كلّ يومٍ، فهو خيرٌ، وإن صام فهو أفضل من الإطعام، وهذا ما قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وطاوسٌ، ومقاتل بن حيّان، وغيرهم من السّلف؛ ولهذا قال تعالى: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ فمن تطوّع خيرًا فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} وذكر ذلك ابن كثير رحمه الله وغفر له.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
الخيط الأبيض الفجر الصادق ، الخيط الأسود الليل ، والمعنى حتى يتبين لكم نور الفجر الصادق بعد سواد الليل وظلمته.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 4 ربيع الثاني 1438هـ/2-01-2017م, 04:40 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدوا أن محمداً عبده ورسوله،
أما بعد
قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}
يقول تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم لما سأله قوماً أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت {وإذا سألك عبادي عني}، وقال عطاء: لما نزلت وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم [غافر: 60] قال قوم في أي ساعة ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي عنّي، وقال مجاهد: بل قالوا إلى أين ندعو فنزلت هذه الآية، وقال قتادة بل قالوا: كيف ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي،
الدعاء يشمل :
1- توحيد الله ، والثناء عليه كقولنا : يا الله ،لا إله إلا أنت ،ربنا لك الحمد،فقد أتيت بالثناء والتوحيد.
2- هومسألة الله العفو والرحمة ،كقولنا : اللهم اغفر لي .
3- هو مسألته من الدنيا ،كقولنا :اللهم ارزقنى مالاًووالداً.
فضل الدعاء:
1- تحقيق معية الله ، فعن قتادة ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
حدّثنا أبو هريرة: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "قال اللّه: أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحرّكت بي شفتاه".
وهذا كقوله تعالى: {إنّ اللّه مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون} [النّحل: 128]
2-الترغيب في الدعاء ،وأنه لا يضيع لدى الله ،ووجوب الأكثار من الدعاء فالله أكثر،
فعن سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".
3-أنّه تعالى لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء ،قال تعالى:{ أمن يجيب المضطر إذا دعاه}.
4 -الدعاء فيه تحقيق العبودية لله ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة".
5-ذم الله سبحانه الذين يتركون الدعاء ،وامتدح الذين يدعون ربهم ،قال تعالى:{وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.
6-دعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ،وتفتح لها أبواب السماء ،ويقول :" بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين").
7-فيه تحقيق اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ،فأنه كان يتأول الآية ،عن ابن عبّاسٍ: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
ومن آداب الدعاء
1-أن يدعو العبد وهو موقن بالإجابة،
عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
2-أن يدعو بقلب حاضر غير غافل ولا لاهي،
أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
3-أن لا يدعو بأثم ولا قطيعة رحم، عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها"
4-أن لا يستعجل في الإجابة ،عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
أخرجاه في الصّحيحين من حديث مالكٍ
5-الاجتهاد في الدعاء عند تمام العبادات مثل أكمال العدة ،وعند كل فطر ،حدّثنا أبو محمّدٍ المليكيّ، عن عمرو -هو ابن شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرٍو، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ". فكان عبد اللّه بن عمرٍو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
اختلف معنى الآية حسب مرجع الضمير في قوله "فإنما أثمه على الذين يبدلونه"
القول الأول : فمن بدل الوصية وحرفها ،فغير حكمها وزاد أو نقص فيها فالأثم يلحق الموصي إليهم الذين بدلوا الوصية بعد ما سمعوها ،وعلموا حكمها وعمدوا تغيير ما أمروابه، أما الميت فلا أثم عليه إذ احتاط ،وقد وقع أجره على الله ،كمافسرها ابن عباس:"وقد وقع أجر الميت على الله وتعلق الإثم بالذين بدلوا ذلك"،قاله ابن عباس،وذكره الزجاج و ابن عطية وابن كثير .
القول الثاني :إذا بدل الوصية بأن اجتهد الموصي بأن يوصي فيمن يوصي إليه أثم وخالف أوامر الله فالأثم يلحقه هو لا على الموص إليهم لأنه بدل أوامر الله ،ذكره الزجاج.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
اختلف المفسرون في معنى أنزال القرآن في شهر رمضان على أقوال:
القول الأول :أنزل في فرضه وتعظيمه والحض عليه ووجوب صومه ،قاله الضحاك و سفيان ابن عيينه وذكره الرازي وابن عطية وابن كثبر.
القول الثاني : بدأ نزول القرآن على النبي صل الله عليه وسلم في شهر رمصان ،ذكره ابن عطية.
القول الثالث : أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا جملة واحدة في شهر رمضان في ليلة القدر،ثم نزل به جبريل عليه السلام منجماً بعد ذلك ، قاله ابن عباس وسعيد ابن جبيروعكرمة وذكره ابن عطية وابن كثير، ورجحه جهور أهل العلم وأجمعوا عليه .
القول الرابع: ينزل في كل ليلة قدر ما يحتاج الناس إلى إنزاله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، قاله الرازي والقرطبي عن مقاتل بن حيان
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية على أقوال:
القول الأول:كانت العرب أهل العزة والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية ،قاله الشعبي ،وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
القول الثاني:نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد،ذكره ابن عطية.
القول الثالث:أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم.قاله سعيد ابن جبيرورواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم ،وذكره ابن كثير.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على التخيير ،من شاء صام ومن شاء أفطر ويفدي وهوأن يطعم عن كل يوم مسكيناً،وذلك لما نزل قوله تعالى:{وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } ، {فمن تطوع }ومن أراد أن يتطوع بأن يطعم مسكيناً اخر فهو خير له ، حتى نزل قوله تعالى {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} فنسختها ،وأوجب الله بها الصيام على العباد ،
والدليل:روى البخاريّ عن سلمة بن الأكوع أنّه قال: لمّا نزلت: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ} كان من أراد أن يفطر يفتدي، حتّى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
قاله معاذ وابن عمر وابن مسعود وعائشةوسلمة بن الأكوع وعلقمة والنخعي والحسن البصري وابن شهاب وذكره ابن عطي وابن كثير.
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر
المراد بالخيط الأبيض هو ضياء الصبح وبياض النهار،والخيط الأسود هوسواد الليل ،والذي أزال اللبس في أي معنى آخر كلمة "من الفجر " فعلم بذلك أن المقصود هوبياض الليل من سواد الليل.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 4 ربيع الثاني 1438هـ/2-01-2017م, 05:18 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.

- بالنسبة لكتابة الرسالة التفسيرية:
طريقة كتابة الرسائل التفسيرية لا شكّ معلومة لديكم، لكن البعض اكتفى بعرض نقاط مختصرة، وهذا لا يطلق عليه مسمّى الرسالة.
ومصدر الرسالة هو تفسير الآية في مقرّر هذا المجلس كما هو معلوم،
وليس القصد الإشقاق عليكم وتقرير مصادر أخرى، ولا بأس بالاستعانة بمصادر إضافية شريطة أن يكون تفسير الآية المقرّر هو الأصل في كتابة هذه الرسالة المختصرة.
وتفسير الآية من التفاسير الثلاثة المقرّرة تفسير قيّم جدا لمن تأمّله على وجازته، وفيه الكثير من المسائل التي تحتاج لحسن تأمّل وتدبّر، لذا كان الغرض من تقرير هذا السؤال أن يتفطّن الطالب لمسائل هذه الآية العظيمة وأن يحسن التعبير عنها بما يعكس حسن فهمه لها ومهارته في البيان.
ولأي رسالة مقدّمة وعناصر -وإن لم ينصّ عليها الكاتب- وخاتمة.

- في سؤال تحرير الأقوال:
كثيرا ما يأتي السؤال عن معنى آية أو جملة قرآنية، ونبّهنا كثيرا -بارك الله فيكم- على تفسير الآية أو الجملة أولا بإيجاز، ثم التعرّض للخلاف فيها، ولا ندخل مباشرة في عرض الخلاف.


المجموعة الأولى:
- معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه} فيه قولان:
الأول: أن المبدَّل هو أمر الله بالوصية، أي مخالفة أمره سبحانه، والمبدِّل هو الموصي -أي الميّت-، ومعنى الآية: إذا بدّل الموصي ما أمر الله به من ضرورة الوصيّة بعدما سمعه، فإثم ذلك التبديل عليه، وهذا المعنى ذكره الزجّاج.
الثاني: أن المبدَّل هو وصية الميّت، والمبدِّل هو الوصيّ -أي الموكّل بتنفيذ الوصيّة-، والمعنى أنه إذا بدّل الوصيّ ما أمر به الميّت بعدما سمع وصيته وشهد عليها فزاد في وصيته أو نقص أو كتمها فإثم ذلك التبديل عليه، أما الميّت فقد برئت ذمّته، وهذا قول ابن كثير وابن عطية.
والقول الثاني أشهر لمناسبته للسياق، وإن كان الأول لا يمتنع.

- حكم الصيام قبل فرض رمضان:
فيه قولان: أنه على التخيير، من شاء أفطر ومن شاء أطعم، قال تعالى بعدما ذكر رخصة المريض والمسافر: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}، ثم نسخ بصوم رمضان.
وقيل بل الآية في حقّ الذين يتجشمونه -أي يصومونه بشيء من المشقّة- وهم العجائز، وعليه فالآية محكمة.


1: عابدة المحم
دي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- يرجى مراجعة التعليقات العامّة.

2: هلال الجعدار ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- قولك:
وايضاً هو توظيف وتعبد لله بأسمائه الحسنى، لا يصحّ، وقد أحسنت في رسالتك -بارك الله فيك- لكن فاتك الكثير من مسائل الآية.
- تشعّب بك الكلام في الفقرة ب من السؤال الثاني وهو هل كان الصوم قبل رمضان على الوجوب أو التخيير، ويراجع ما قلناه في هذا السؤال.
- الفهم الخطأ لبعض الصحابة للخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر لا يصحّ أن يذكر كقول في معنى الآية.

3: شيماء طه ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- ورسالتك رائعة وأسلوبك مميّز -بارك الله فيك- ولو استشهدتِ للكلام لكان أكمل.
- تراجع التعليقات العامّة.

4: مضاوي الهطلاني ج+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- ورسالتك قيّمة شكر الله جهدك ونفع بها.
- إضافة إلى التعليقات العامّة، يراجع جواب الأحت عابدة على سؤال التحرير فقرة ب، وانتبهي أنك جمعتِ بين قولين في قول واحد وهو الأول.

5: تماضر ج+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وقد أحسنت كتابة الرسالة، زادك الله من فضله.
- تراجع التعليقات العامّة.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

6: مها شتا ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- رسالتك قيّمة زادك الله من فضله.
- تراجع التعليقات العامّة.
- خضمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:
7
: كوثر التايه أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- شكر الله جهدك على هذه الرسالة القيّمة، وأعلى همّتك.
- في سؤال التحرير عدنا لعدم نسبة الأقوال، وهذا أمر لا ينبغي للمفسّر أن يختصره تحت أي عذر، بل الواجب في هذه المرحلة أن يحفظ المفسّر نسبة الأقوال عن ظهر قلب.
- في معنى شهود شهر رمضان وصيامه، لا يظهر في قولك الأول خلاف بينه وبين الثاني، أما الفارق فهو أن أصحاب القول الأول جعلوا شهود الشهر حال الإقامة موجب لصيامه حتى لو سافروا خلاله، وأن الرخصة المذكورة في الآية هي لمن استهلّ الشهر حال سفره، وهذا لا شكّ قول باطل بالأدلة.
- س2 أ: لو أشرتِ إلى الخلاف في قتل الحر بالعبد.

8: هبة الديب أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنتِ كتابة الرسالة، زادك الله من فضله.
- س1 أ: الأولى أن يعود الضمير إلى أقرب مذكور وهو المال.
س2 ب: قيل إن الآية نزلت لبيان العدل والمساواة في القصاص، فلا يقتل غير القاتل، كما كانت تفعل بعض قبائل العرب في الجاهلية.
وقيل بل الغرض من نزولها تقرير عدم دخول صنف في صنف، ثم نسختها آية المائدة.
والذي عليه الجمهور أن المسلمين تتكافأ دماؤهم كما ورد في السنة، وأن الرجل يقتل بالمرأة، وهناك خلاف بين الفقهاء في قتل الحر بالعبد كما ذكر المفسّرون.



المجموعة الثالثة:
- المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
فيها قولان:
1: أن يكون الإصلاح بين الموصي وورثته في حياته، وذلك بالوعظ الحسن والنصح لرفع الأذيّة والظلم إذا رأى من الموصي ظلما.
2: أن يكون الإصلاح بعد موت الموصي، بأن يبدّل في الوصية ويرجع بها إلى حكم الشرع، فليس يدخل تحت وعيد الآية السابقة، بل هذا من الإصلاح الذي حضّ عليه الشرع.

- حكم الوصيّة:
1: قيل كانت فرضا، ونسخت بآية المواريث وقيل بالسنة، وبقيت الوصية ندبا فيمن لا يرث، وهذا اختيار ابن كثير نقلا عن كثير من السلف، وقال هو اختيار الكثيرين من المفسّرين المعتبرين والفقهاء.
2:
ونقل الرازي عن أبي مسلم الأصفهاني أن هذه الآية غير منسوخة وإنما مفسّرة بآية المواريث، واستغرب هذا القول ابن كثير.
3: وقيل هي محكمة ظاهرها العموم ومعناها الخصوص في الوالدين الذين لا يرثان والعبيد والقرابة غير الوارثة، ذكره ابن عطية.
4: وقيل كانت فرضا ونسخت بآية المواريث فيمن يرث، وبقيت محكمة فيمن لا يرث، وهذا قول الرازي في تفسيره نقلا عن ابن عباس وكثير من السلف، وعلّق ابن كثير أن هذا لا يسمّى نسخا إنما هو إخراج لبعض أفراد العموم الذي دلّت عليه الوصية، كما أنه لا يتأتّى إلا في حال كون الوصية في بداية الإسلام ندبا، أما في حال أنها كانت واجبة -وهو ظاهر السياق- فيتعيّن أن تكون الآية منسوخة.
وضعّف الزجّاج هذا القول وأنه لا يستقيم فيه الإيجاب لأن الإجماع على أن ثلث مال الرجل له إن شاء وصّى وإن شاء ترك، [وهذا يردّ القول الثالث أيضا، فيبقى القول على الاستحباب].

8
: فاطمة الزهراء أحمد ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنتِ في رسالتك -بارك الله فيك- وبقيت مسائل مهمّة تظهر لك بمراجعة سريعة للتفسير إن شاء الله.
- س1 أ: لم تذكري كلام ابن كثير والزجّاج في المسألة، واختصرت في تفسير آخر الآية: {فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.
ويلاحظ ضعف في إسناد الأقوال في أسئلة التحرير هذه المرة.
- س2 أ: يراجع التعليق السابق.
- س2 ب: اجتهدي في تحرير الأقوال أكثر عند دراسة المسألة، ومعرفة تعقيبات المفسّرين على كل قول.

9: هناء هلال أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك من فضله.



بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11 ربيع الثاني 1438هـ/9-01-2017م, 04:11 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.


الحمد لله مجيب الدعاء ، كريم العطاء ، ذي الخزائن الملائ واليدين السحاء، وأصلي وأسلم على
عبده ورسوله نبينا محمد أخلص من دعا، وأصدق من خاف الله ورجا،وعلى آله وأصحابه أفقه الأمة بشأن الدعاء الذين كانوا يد عون ربهم خوفاً وطمعاً.
أما بعد :

يقول الله تعالى :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوالعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}

لنا بحول الله وقوته مع هذه الآية وقفات، نستشف ما حوته من دلالات،وما اشتملت عليه من معاني وعظات ،

- أولاها، تصدرها بهذه الجملة الشرطية الأفتراضية، فالرحيم هو الذي وضع السؤال وبادر بالإجابة، فإيُّ فيضٍ رباني وأيُّ كرم ألهيّ

- هذه الآية ترشدنا إلى ضرورة العلم عن الله ومعرفته حق المعرفة، فمن عرف ربه وخالقه، وعلم قدرته وأيقن بما عنده، لن تطرف عينيه لإحدٍ سواه، ولا يسأل غير مولاه .

- قوله "عِبَادِي" تشعر بالقرب، بالتكريم ،بالرأفة بالرّحمة،فهل استشعرنا هذا وانطرحنا ببابه ولُذنابجنابه ،وأكثرنا من دعائه بتذلل وصدق

- قوله "فَإِنِّي قَرِيبٌ" هذه الكلمة فيها تأكيد على قربه الخاص ،وحثٌ على دعائه وترغيب فيه، حيث أنه لم يفصله بكلمة "قل" وأتى بنون التوكيد ،فياحسرة الغافلين ويابؤس المعرضين

- قوله " أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " ما أعظم الرّب ،وعدٌ منه سبحانه، وإذا أعطى الكريم أجزل وأبهر بجوده وكرمه، فما علينا إلا أن نلتمس مواطن الدّعاء ، وأن نجتنب موانعه، وأن نصدق فيه ونحقق شروطه، وأن لا نستعجل ،ولا نتعدى فيه .

- "أجيب" كمال علم وقدرة، ووعد وترغيب، وجود وكرم، حيث قدم الجواب على الشرط ،وكلّ ذلك لبيان فضيلة الدعاء ومكانته .

- قوله " دَعْوَةَ" تدل هذه الكلمة على مكانة الدعاء ومنزلته عند الله، حتى وإن كان من كافر، فما بالك بالموّحّدالذي جمع بين الخوف والرجاء، والذّل والإنكسار،وصدق التوجه وعظم القين .

-قوله "إِذَا دَعَانِ" لم يقل عز وجل "إن دَعَانِ" ليدل على أهمية المداومة على الدعاء والإلحاح فيه، وحضور القلب،والتعبد لله به .

- قوله "فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوالعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " من أراد إن يجيب الله دعائه فليبادر بالإستجابه لما فرض الله عليه، وليتقرب بما رغبه به، وعلى قدر همة العبد وإرادته الخير يكون توفيق الله له وإعانته عليه،فالرشد وكمال العقل يكون بمخالفةالهوى،والتقرب إلى الله بما يحب ويرضى ،وكذلك حسن الظن بالله وصدق التوكل عليه،وعظم اليقين بما عنده ،جعلني الله وإياكم من الذين استجابوا ولربهم أنابوا،ورفعوا حوائجهم إليه،وصدقوا بالإنطراح بين يديه .
وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.


بعدما أمر الله بالوصية في الآية السابقة للذي يترك مالاً كثيرا،بين سبحانه ماقد يخشاه الموصي من
تبديل وتحريف في وصيته، فأخبر سبحانه أن أجره قد وقع على الله،وأن الأثم على الذي يبدل ويغير،
وختمهاببيان كمال سمعه وعلمه وإحاطته بجميع خلقه،
ورد في معنى الآية قولان :
ألأول : أن المبدَّل هو أمر الوصية ،وقوله "بعدما سمعه" أي المبدِّل ،وهو صاحب الوصية
الذي قد لايأتمر بأمر الله فيها، إما لا ينفذها، أو يزيد أو ينقص فيها ،ذكره "الزّجاج"
الثاني : أن المبدَّل هو الوصية التي يوصي بها الميت ،والمبدِّل هو الوصي الذي قد يغير مافي الوصية
وهذا القول خلاصة قول "ابن عطية" و"ابن كثير" وهو الراجح من ظاهر قولهما.

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.

يبين الله في هذه الآية فضيلة شهر رمضان الذي خصه من بين سائر الشهور بنزول القرآن فيه
والمعنى الوارد في إنزال القرآن في شهر رمضان على أقوال :
الإول : نزوله جملة واحدة من اللوح المحفوظ ،إلى بيت العزة في السماء الدنياء، ثم نزوله بعد ذلك
مفرقاً على حسب الوقائع ،والأحوال، روي عن "ابن عباس" من غير وجه، ذكره "الزجاج" ، و"ابن عطية"،
و"ابن كثير" وهذا والله أعلم هو الرّجح
الثاني : أن المعنى في فضل شهر رمضان ووجوب صومه، والحض عليه ،قاله الضحاك ، ذكره ،
"ابن عطية" وذكر "ابن كثير" أنه حكاه الرّازيّ عن سفيان بن عيينة وغيره،وقال هذا غريب
الثالث : وقيل أن المراد به بدء نزوله ، ذكره "ابن عطية "
الرابع :وقيل أنّ المراد إنه ينزل في كل ليلة قدّر مايحتاج الناس إليه خلال العام، قاله "فخر الدّين"
وذكره "ابن كثير"
الخامس : في الثناء على شهر رمضان وبيان فضله حيث خصه بين الشهور بنزول الكتب الإلهية
فيه ،كماورد من حديث "الأسقع"الذي ذكره "الإمام أحمد"أو وجوب صومه،

2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.

ورد في سبب نزول هذه الآية أقولاً ثلاثة :
الأول : ما رواه "ابن عطية" عن "الشعبي" «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»، وحكي أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية،
القول الثاني : وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد،

القول الثالث : ماذكره "ابن كثير" عن محمّد بن أبي حاتمٍ: عن سعيد بن جبيرٍ، قال: يعني إذا كان عمدا، الحرّ بالحرّ. وذلك أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟

أختلف المفسرون في الآية ،فقال جماعة ،منهم "ابن عمر"، و "معاذ بن جبل" وغيرهم أنه على التخيير،فمن شاء صام ، ومن شاء أفطر وأطعم ،ثم نسخ بقوله تعالى: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه}
وقالت فرقة: أنها في حقّ الذين يطيقونه وعلى الّذين يطيقونه لكن بتكلف شديد، مثل الشيوخ والعجّز، فأباح الله لهم الفدية والفطر، وهي محكمة عند قائلي هذا القول. وعلى هذا التأويل تجيء قراءة يطوقونه و «يطوقونه».

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
يراد به "بياض النّهار وسواد اللّيل" كما ورد ذلك في قول النبيّ صلى الله عليه وسلم .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11 ربيع الثاني 1438هـ/9-01-2017م, 10:14 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فمن فضل الله تعالى على أمة التوحيد أنه لا واسطة بينهم وبين ربهم تبارك وتعالى وهذا من أعظم النعم التى يعجز المرء عن شكرها ففي سائر الأديان الضالة لأهل الشرك وغيرهم دومًا يجعلون هناك واسطة بينهم وبين ربهم فتتقطع أنفاسهم وتتعب أجسادهم في مناجاة تلك الواسطات وهم في اعتقاداتهم ستوصل رغباتهم وحاجاتهم إلى ربهم فيضيع جهدهم هباءًا وتظل المعاناة والشقاء في الدنيا والآخرة ، ولهذا كانت أعظم نعمة للموحدين أنهم يعلمون أنه لا واسطة تحول بينهم وبين ربهم ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل بل بابه مفتوح تبارك وتعالى يسمع عباده في كل وقت وحين فهو القريب المجيب جل وعلا كما روي في سبب نزول الآية
: أن أعرابيًّا قال: يا رسول اللّه، أقريبٌ ربّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه تعالى {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}.
{ وإذا سألك عبادي عني }كم من العباد يمرون بمصاعب وابتلاءات ، كم من العباد يحتاج للعون وللسند وللمدد ، قال سيدنا لوط لما تعرض للأذى من قومه {
قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رحمة الله على لوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد - يعني : الله عز وجل)
كم منا يمر بأزمات ويفكر كتفكير سيدنا لوط عليه السلام لو كان لي قوة خاصة من مال أو سلطة أو آوي إلى ركن شديد من أغنياء أو ذوي السلطة تحل لي تلك الأزمة !
إنه الصمد إنه الوكيل إنه رب العزة والجبروت الغني الكبير إنه هو القريب المجيب فيالسعادتك أيها المؤمن أن ربك يناديك مباشرة بلا واسطة ويخبرك أنه قريب يجيب دعوة الداع
{ إذا دعان } هذا هو الشأن أن تدعوا ربك أن تلجأ إليه أن تتذلل بين يديه أن ترفع له حاجاتك ورغباتك وآمالك دون شك لحظة واحده أنه هو القادر على تحقيقها كلها بلا نقصان فهو الغني الكريم كما ذكر في الحديث القدسي ( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ) .
والدعاء باب عظيم من أبواب العبادة وهو عبادة المتوكلين المستعينين بربهم الخاشعين الخاضعين لعظيم سلطانه
وعلى النقيض الآخر يستكبر عن الدعاء كل ذي كبر كما قال تعالى {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} فأطلق الكبر عن العبادة والمراد الكبر عن الدعاء فهو أصل كل عبادة .
وللدعاء آداب وأحكام مثل كل عبادة لله وأهمها أن يكون الدعاء في المباح الطيب الذي ليس فيه اعتداء بظلم للنفس بالمعاصي أو للغير بالأذى كما قل تعالى {ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين} وفي الآية أيضًا بيان لأهمية التضرع في الدعاء والصوت الخفي فلا داع لرفع الصوت فالله تعالى قريب من عباده سميع بصير عليم بأحوالهم .
وكذلك عدم العجلة والقنوط من رحمة الله عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
فربما يختبر الله تعالى عبده بتأخير عطاءه ليرى الصابر المحتسب الشاكر من عباده ولكل تأخير حكمة فربما تطهير لذنب وربما رفعة لدرجات والشأن كله ألا يقنط العبد المؤمن من دعاء ربه ويظن الظنون فالله تعالى أكرم من سأل وكل شىء بمقدار وكفى المرء بثواب الدعاء عطاء فقد روي أنه يؤتي الرجل في الجنة من نعيم فيقول بماذا هذا يارب وما بلغه عملي فيقول هو بدعاء أخرته عنك في الدنيا للآخره فيتمنى الرجل حينها لو ما استجيب له بشىء في الدنيا قط لعظيم ما رأي من عطاء الآخره وكما قال تعالى { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين .

المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.

- أي من بدل الوصية بعد سماعها من الموصي بها فإنما إثم ذلك على الذي بدل وليس على الموصي شيئًا من الإثم . قاله الزجاج
- وقيل أن مرجع الضمير في بدله وسمعه يعود على أمر الله تعالى الذي في الآيه. ذكره ابن عطية
وقد رجح ابن عطية القول الأول وفي ذلك المعنى ورد الأثر عن ابن عباس قال ( وقد وقع أجر الميت على الله وإنما الإثم على الذين يبدلونه ) ذكره ابن كثير

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
قد ورد عدة تأويلات للسلف في المعنى ومنها :
1- أن المقصود بدء نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم . ذكره ابن عطية
2- حكي الرازي عن سفيان بن عيينه أن المراد بقوله { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } أن القرآن أنزل في حكم شهر رمضان ووجوبه وفضله وتعظيمه والحض على صومه . وأورد ابن عطية عن الضحاك مثل هذا وقد أنكر ابن كثير ذلك القول وقال غريب جدًا
3- حكى فخر الدين الرازي أنه يحتمل أن المراد أن القرآن كان ينزل من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من كل شهر في رمضان ما قد يحتاج الناس إلى الشهر التالي منه . وقد توقف في القول بالراجح ذكره ابن كثير .
4- والقول الذي أجمع عليه السلف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى السماء الدنيا في بيت العزة ليلة القدر في شهر رمضان ثم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك منجمًا حسب الوقائع والأحداث وما يعرض من أسئلة المشركين وأحوال المنافقين ونحو ذلك وفي هذا ورد الأثر عن ابن عباس . ذكره ابن كثير

2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
اختلف في سبب نزولها على أقوال :
القول الأول :
أن ذلك كان من عادات الجاهلية وكان صفة للأغنياء وذي العزة من العرب فأراد الله تعالى تزكية عباده وتطهيرهم من أفعال الجاهلية وتعليمهم أصول العدل في القصاص وفي هذا القول روي عن الشعبيقال : إنالعرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذاقتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسويةويذهب أمر الجاهلية» ذكره ابن عطية
القول الثاني :
أن القتال حدث في الجاهلية وامتد العداء حتى دخول الإسلام فنزلت فيهم الآية وما روي في ذلك من آثار :
ما رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير : أن قوم من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل فكان بينهم قتل وجراحات فلم يأخذ بعضهم القصاص من بعض حتى أسلموا فكانوا يتطاولون على بعضهم البعض وحلفوا ألا يرضوا حتى يقتل العبد منهم الحر والمرأة منهم بالرجل فنزلت فيهم الآية . ذكره ابن كثير
القول الثالث :
أن القتال وقع بعد الإسلام بين الأنصار وقيل من غيرهم وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالحكم بينهم فنزلت الآية . ذكره ابن عطية

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
اختلفت الأقوال للمفسرين حول ذلك على أقوال وسبب الاختلاف نشأ لسببين :
السبب الأول : اختلاف تأويلهم لقوله تعالى { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أيامًا معدودات }
- فمنهم من فسر أنه كتب على الذين من قبلنا من النصارى صيام شهر رمضان فغيروا وبدلوا في ذلك حتى أخرجوه عن وقته وفي ذلك روى النقاش حديث عن دغفل بن حنظلة والحسن البصري والسدي . ذكره ابن عطية وكذا ذكر الزجاج وقال لا يمكن التحقق من صحة تلك الروايات وعلى هذا القول فشهر رمضان فرض صيامه منذ بداية التشريع .
- ومنهم من قال كتب على الذين من قبلنا صيام ثلاثة أيام من كل شهر وفي رواية ويوم عاشوراء فكتب على المسلمين هذا الصيام كما كتب على الذين من قبلهم وبهذا يكون فرض الصيام عليهم قبل الإسلام ثلاثة أيام فقط من كل شهر كما قال عطاء وفي رواية ويوم عاشوراء أيضًا وهو المراد بقوله تعالى أيامًا معدودات . ذكره ابن عطية

السبب الثاني : اختلاف تأويلهم لقوله تعالى {وعلى الّذين يطيقونه فدية طعام مسكين }
- فمنهم من فسر ذلك بأن الآية كانت في صيام شهر رمضان عل التخيير في أول الإسلام فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر وليدفع الفدية بدلًا من الصوم وعلى هذا القول فالآية والتى قبلها نسخت بقوله تعالى { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } فأوجب الله تعالى الصيام على القادر بلا خلاف . قاله الزجاج
- ومنهم من فسر الآية بأنها في شأن الشيوخ والعجائز الذين كانوا يطيقون الصوم فهي رخصة من الله تعالى لهم إن شاؤوا لم يصوموا وعليهم الفدية ومن فسر الآية بهذا فهي محكمة وليست منسوخة على هذا القول وبذلك فشهر رمضان لم يكن فيه تخيير بل كان فرضًا منذ التشريع الأول . قاله السدي ذكره ابن كثير
والقول بالنسخ وأن فرض الصيام في شهر رمضان كان على التخيير أولًا هو قول الأكثرون ومنهم ابن عباس ومعاذ بن جبل وعلقمة والنخعي والحسن البصري وابن عمر والشعبي وسلمة بن الأكوع وابن شهاب. وكذا ذكر الزجاج وابن عطية وابن كثير والله أعلى وأعلم .

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

المراد بهما بياض النهار وسواد الليل ، وقد تبين بالسنة كما روي عن عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان وابن عباس وطلق بن علي وعطاء بن أبي رباح والأعمش وغيرهم أن الإمساك يجب بتبين الفجر في الطرق وعلى رؤوس الجبال، وذكر عن حذيفة أنه قال: «تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو النهار، إلا أنّ الشمس لم تطلع»، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه صلى الصبح بالناس ثم قال: «الآن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود» ذكره ابن عطية


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 09:55 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
الدعاء نعمة كبرى ومنحة منَّ الله بها على عباده قال الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين" وأن الدعاء يرد القدر ،فها هو أفضل البشر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم قد دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم-الحديث- فمنعها، إذ كان القدر قد سبق بغير ذلك
وفي ذكر الله تعالى لهذه الآية الباعثة على الدّعاء، متخلّلةً بين أحكام الصّيام، إرشادٌ إلى الاجتهاد في الدّعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كلّ فطرٍ
الدعاء للّه عزّ وجلّ له عدة معان :
1- توحيده ، والثناء عليه كقولنا: يا الله لا إله إلا أنت ، ربّنا لك الحمد،
2- مسألة الله العفو والرحمة، وما يقرب منه ، كقولنا: اللهم اغفر لنا.
3- مسألته من الدنيا كقولنا:اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك.
فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة
وللدعاء شروط وآداب :
1- الإخلاص لله تعالى بالدعاء
2- أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه كما علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
3- الجزم بالدعاء واليقين بالإجابة : عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
4- حضور القلب بالدعاء عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
5- عدم الاستعجال والقنوط : عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
6- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر ،عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
7- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم : أنّ عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".
8- أن لا يعتدي بالدعاء : الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء.
9- الدعاء للأهل والولد
10- الإكثار من الدعاء
ثمرات الدعاء : فهي إحدى ثلاث :
-إما أن تظهر الإجابة في الدنيا،
- إما أن يكفر عنه،
- إما أن يدخر له أجر في الآخرة
عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر
وقد خص الله أصنافاً من عباده بإنهم مجابو الدعوة:
- الإمام العادل
- الصائم حين يفطر: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للصّائم عند فطره دعوةً ما تردّ". قال عبد اللّه بن أبي مليكة: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول إذا أفطر: اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيءٍ أن تغفر لي.
- المظلوم : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"

المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
عائد على المال فالمصدر مضاف إلى المفعول، ويجيء قوله:{على حبّه} اعتراضا بليغا أثناء القول،
ويحتمل أن يعود الضمير على الإيتاء أي في وقت حاجة من الناس وفاقة، وفإيتاء المال حبيب إليهم،
ويحتمل أن يعود الضمير على اسم الله تعالى من قوله: {من آمن باللّه} أي من تصدق محبة في الله تعالى وطاعاته،
ويحتمل أن يعود على الضمير المستكن في آتى أي على حبه المال، فالمصدر مضاف إلى الفاعل، والمعنى المقصود: أن يتصدق المرء في هذه الوجوه وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ويأمل الغنى،
ذكر هذه الوجوه ابن عطية ولم يرجح
والأرجح من الأقوال هي قاعدة عود الضمير على أقرب مذكور وهو المال أي :"أخرج المال، وهو محب له، راغبٌ فيه".كما ذكره ابن كثير

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
شهد بمعنى حضر،
--أي من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام فليس له الإفطار بعذر السّفر والحالة هذه، لقوله: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه} وإنّما يباح الإفطار لمسافرٍ استهلّ الشّهر وهو مسافرٌ، وهذا القول غريبٌ نقله أبو محمّد بن حزمٍ في كتابه المحلى، عن جماعةٍ من الصّحابة والتّابعين.
--قيل معنى ذلك فليصم ماشهد منه : قد ثبتت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر. أخرجه صاحبا الصّحيح. وقال جمهور الأمة: «من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيما
--قيل فمن شهده عاقلاً بالغاٌ مكلفاً فليصمه ،قاله أبو حنيفة وأصحابه: «من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه»،
والأرجح بمعناه أنه من شهد الشهر مقيماً فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من آيام آخر
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟
 قيل نزلت الآية لبيان العدل في القصاص، الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فلا تجاوز أو اعتداء كما اعتدى الذين من قبل وغيروا حكم الله فيهم ، فلا يقتل غير القاتل، وسبب ذلك قريظة و بنو النّضير، كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد
قال الشعبي: «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»،
 قيل في سبب نزولها ، عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس. أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية.
 قيل أن آية المائدة إنما هي إخبار عما كتب على بني إسرائيل، فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم، وروي عن ابن عباس أن هذه الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة، وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، وقاله مجاهد.ورواه ابن عطية
وقال مالك رحمه الله: «أحسن ما سمعت في هذه الآية أنه يراد بها الجنس الذكر والأنثى فيه سواء، وأعيد ذكر الأنثى تأكيدا وتهمما بإذهاب أمر الجاهلية»،
 هناك أقوال كثيرة للمفسرين على قتل الحر بالعبد
ب: حكم الصيام في السفر.
جواز الإفطار في السّفر، لقوله تعالى: {فعدّةٌ من أيّامٍ أخر}
- الحالة الأولى بحال لم يكن هناك مشقة فهي على التّخيير، وليس بحتم؛ لأنّهم كانوا يخرجون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان. قال: "فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم ". فلو كان الإفطار هو الواجب لأنكر عليهم الصّيام،وهذا قول الجمهور
- وإن رجح بعضهم : أن الصّيام في السّفر أفضل من الإفطار، لفعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن أبي الدّرداء [قال] خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [في شهر رمضان] في حرٍّ شديدٍ، حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه [من شدّة الحرّ] وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.قاله الشافعي
- وبعضهم قال: بل الإفطار أفضل، أخذًا بالرّخصة، ولما ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنه سئل عن الصّوم في السّفر، فقال: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وقال في حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم" وقالت طائفة: هما سواء ،لحديث عائشة: أن حمرة بن عمرٍو الأسلميّ قال: يا رسول اللّه، إنّي كثير الصّيام، أفأصوم في السّفر؟ فقال: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر". وهو في الصّحيحين.
-- الحالة الثانية : ومن شقّ الصّيام عليه بالسفر فالإفطار أفضل لحديث جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلًا قد ظلّل عليه، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائمٌ، فقال: " ليس من البرّ الصّيام في السّفر".
-- الحالة الثالثة من رغب عن السّنّة، ورأى أنّ الفطر مكروهٌ إليه، فهذا يتعيّن عليه الإفطار، ويحرم عليه الصّيام، والحالة هذه، لما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره، عن ابن عمر وجابرٍ، وغيرهما: من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة.

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
هو الذي يقتل بعد أخذ الدّية أو قبولها،عن سمرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذ الدّية» -يعني: لا أقبل منه الدّية -بل أقتله
عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها» رواه أحمد.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 09:56 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
الدعاء نعمة كبرى ومنحة منَّ الله بها على عباده قال الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين" وأن الدعاء يرد القدر ،فها هو أفضل البشر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم قد دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم-الحديث- فمنعها، إذ كان القدر قد سبق بغير ذلك
وفي ذكر الله تعالى لهذه الآية الباعثة على الدّعاء، متخلّلةً بين أحكام الصّيام، إرشادٌ إلى الاجتهاد في الدّعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كلّ فطرٍ
الدعاء للّه عزّ وجلّ له عدة معان :
1- توحيده ، والثناء عليه كقولنا: يا الله لا إله إلا أنت ، ربّنا لك الحمد،
2- مسألة الله العفو والرحمة، وما يقرب منه ، كقولنا: اللهم اغفر لنا.
3- مسألته من الدنيا كقولنا:اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك.
فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة
وللدعاء شروط وآداب :
1- الإخلاص لله تعالى بالدعاء
2- أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه كما علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
3- الجزم بالدعاء واليقين بالإجابة : عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
4- حضور القلب بالدعاء عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
5- عدم الاستعجال والقنوط : عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
6- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر ،عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
7- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم : أنّ عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".
8- أن لا يعتدي بالدعاء : الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء.
9- الدعاء للأهل والولد
10- الإكثار من الدعاء
ثمرات الدعاء : فهي إحدى ثلاث :
-إما أن تظهر الإجابة في الدنيا،
- إما أن يكفر عنه،
- إما أن يدخر له أجر في الآخرة
عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر
وقد خص الله أصنافاً من عباده بإنهم مجابو الدعوة:
- الإمام العادل
- الصائم حين يفطر: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للصّائم عند فطره دعوةً ما تردّ". قال عبد اللّه بن أبي مليكة: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول إذا أفطر: اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيءٍ أن تغفر لي.
- المظلوم : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"

المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
عائد على المال فالمصدر مضاف إلى المفعول، ويجيء قوله:{على حبّه} اعتراضا بليغا أثناء القول،
ويحتمل أن يعود الضمير على الإيتاء أي في وقت حاجة من الناس وفاقة، وفإيتاء المال حبيب إليهم،
ويحتمل أن يعود الضمير على اسم الله تعالى من قوله: {من آمن باللّه} أي من تصدق محبة في الله تعالى وطاعاته،
ويحتمل أن يعود على الضمير المستكن في آتى أي على حبه المال، فالمصدر مضاف إلى الفاعل، والمعنى المقصود: أن يتصدق المرء في هذه الوجوه وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ويأمل الغنى،
ذكر هذه الوجوه ابن عطية ولم يرجح
والأرجح من الأقوال هي قاعدة عود الضمير على أقرب مذكور وهو المال أي :"أخرج المال، وهو محب له، راغبٌ فيه".كما ذكره ابن كثير

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
شهد بمعنى حضر،
--أي من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام فليس له الإفطار بعذر السّفر والحالة هذه، لقوله: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه} وإنّما يباح الإفطار لمسافرٍ استهلّ الشّهر وهو مسافرٌ، وهذا القول غريبٌ نقله أبو محمّد بن حزمٍ في كتابه المحلى، عن جماعةٍ من الصّحابة والتّابعين.
--قيل معنى ذلك فليصم ماشهد منه : قد ثبتت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر. أخرجه صاحبا الصّحيح. وقال جمهور الأمة: «من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيما
--قيل فمن شهده عاقلاً بالغاٌ مكلفاً فليصمه ،قاله أبو حنيفة وأصحابه: «من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه»،
والأرجح بمعناه أنه من شهد الشهر مقيماً فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من آيام آخر

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟
 قيل نزلت الآية لبيان العدل في القصاص، الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فلا تجاوز أو اعتداء كما اعتدى الذين من قبل وغيروا حكم الله فيهم ، فلا يقتل غير القاتل، وسبب ذلك قريظة و بنو النّضير، كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد
قال الشعبي: «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»،
 قيل في سبب نزولها ، عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس. أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية.
 قيل أن آية المائدة إنما هي إخبار عما كتب على بني إسرائيل، فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم، وروي عن ابن عباس أن هذه الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة، وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، وقاله مجاهد.ورواه ابن عطية
وقال مالك رحمه الله: «أحسن ما سمعت في هذه الآية أنه يراد بها الجنس الذكر والأنثى فيه سواء، وأعيد ذكر الأنثى تأكيدا وتهمما بإذهاب أمر الجاهلية»،
 هناك أقوال كثيرة للمفسرين على قتل الحر بالعبد

ب: حكم الصيام في السفر.
جواز الإفطار في السّفر، لقوله تعالى: {فعدّةٌ من أيّامٍ أخر}
- الحالة الأولى بحال لم يكن هناك مشقة فهي على التّخيير، وليس بحتم؛ لأنّهم كانوا يخرجون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان. قال: "فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم ". فلو كان الإفطار هو الواجب لأنكر عليهم الصّيام،وهذا قول الجمهور
- وإن رجح بعضهم : أن الصّيام في السّفر أفضل من الإفطار، لفعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن أبي الدّرداء [قال] خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [في شهر رمضان] في حرٍّ شديدٍ، حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه [من شدّة الحرّ] وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.قاله الشافعي
- وبعضهم قال: بل الإفطار أفضل، أخذًا بالرّخصة، ولما ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنه سئل عن الصّوم في السّفر، فقال: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وقال في حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم" وقالت طائفة: هما سواء ،لحديث عائشة: أن حمرة بن عمرٍو الأسلميّ قال: يا رسول اللّه، إنّي كثير الصّيام، أفأصوم في السّفر؟ فقال: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر". وهو في الصّحيحين.
-- الحالة الثانية : ومن شقّ الصّيام عليه بالسفر فالإفطار أفضل لحديث جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلًا قد ظلّل عليه، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائمٌ، فقال: " ليس من البرّ الصّيام في السّفر".
-- الحالة الثالثة من رغب عن السّنّة، ورأى أنّ الفطر مكروهٌ إليه، فهذا يتعيّن عليه الإفطار، ويحرم عليه الصّيام، والحالة هذه، لما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره، عن ابن عمر وجابرٍ، وغيرهما: من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة.

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
هو الذي يقتل بعد أخذ الدّية أو قبولها،عن سمرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذ الدّية» -يعني: لا أقبل منه الدّية -بل أقتله
عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها» رواه أحمد.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 رمضان 1438هـ/3-06-2017م, 02:12 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
قال تعالى:({وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون (186)}
من فضل الله علينا ومنته أنه لم يكلنا إلى أنفسنا لنهلك فهومتكفل فينا يجيب دعوة الداع إذا دعاه ، فالله عزّ وجلّ قريب، كما قال تعالى :({وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون (186)}
وتعددت الروايات في سبب نزول قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني ):
1-مارواه الحسن بن أبي الحسن: أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت،
2-قال عطاء: لما نزلت (وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )[غافر: 60] قال قوم في أي ساعة ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي عنّي، وقال مجاهد: بل قالوا إلى أين ندعو فنزلت هذه الآية، وقال قتادة بل قالوا: كيف ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي،
3- روي أن المشركين قالوا لما نزل فإنّي قريبٌ: كيف يكون قريبا وبيننا وبينه على قولك سبع سماوات في غلظ سمك كل واحدة خمسمائة عام وفيما بين كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت: (أجيب دعوة الدّاع إذا دعان )أي فإني قريب بالإجابة والقدرة،
إن الله تعالى يجيب كل الدعاء: فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة،كما في حديث الإمام أحمد عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
والدعاء لغةً هو الطلب والمعنى شرعاً يكون على ثلاثة أنواع هي:التوحيد والثناء على الله كأن تقول ربنا لك الحمد فتخضع لله وتوحده وتثني عليه ومثله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}فالتوحيد والاستسلام هو أساس عبادة الدعاء.
والنوع الثاني :مسألة الله العفو والرحمة كقولك ربنا اغفر لنا فالإنسان خطاء ومن رحمة الله انه يقبل التوبة عن عباده والنوع الثالث أن تسأله ما يهون عليك دنياك ويصلحها لك ويبعد عنك المخاطر التي تحيط بك من كل جانب كأن تقول :اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي ؛فالدعاء الجامع أن يدعوا الانسان في هذه الأنواع بطلبه وبنداءه : يا اللّه، ويا رب، ويا حي.
وحتى تتحقق هذه العبادة لابد من شروط:
أولها :عدم الاعتداء في الدعاء قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء بأن يكون الدعاء ضمن المقدور . فالله سبحانه منع دعوة حبيبه المصطفى عندما دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم، ، لأن القدر قد سبق بغير ذلك.
ثانياً:ان لايكون في إثم أو قطيعة رحم وأن لا يستعجل الإجابة ، قال مسلمٌ عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ ما لم يستعجل". قيل: يا رسول اللّه، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويترك الدّعاء".
ثالثاً :أن يكون موقناً بالإجابة ،حاضر القلب ،قال الإمام أحمد: عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
رابعاً:خفض الصوت بالدعاء كما في حديث الصحيحين قال الإمام أحمد: عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. يا عبد اللّه بن قيسٍ، ألا أعلّمك كلمةً من كنوز الجنّة؟ لا حول ولا قوّة إلّا باللّه".
خامساً :تحري أوقات وأوضاع الإجابة كما في مسند الإمام أحمد، وسنن التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجه،عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين")
سادساً:الثناء على الله والتوسل اليه بأسماءه الحسنى وروى ابن مردويه من حديث الكلبيّ، عن ابن عبّاسٍ: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
ومعنى قوله تعالى: (فليستجيبوا لي) هو :
1-أي فليدعوا لي قاله أبو رجاء الخراساني
و أبو محمد رحمه الله.
2-أي فليطلبوا أن أجيبهم، وهذا هو باب استفعل، أي طلب الشيء، عدا استغنى الله فإنها تشذ ،قاله القاضي .
3-أي فليجيبوا لي فيما دعوتهم إليه من الإيمان، أي بالطاعة والعمل،قاله مجاهد وغيره
ويقال: أجاب واستجاب بمعنى، ومنه قول الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدا = فلم يستجبه عند ذاك مجيب
وقوله تعالى: (وليؤمنوا بي ):أي يؤمنوا أني أجيب دعاءهم قاله أبو رجاء ، وقال غيره: بل ذلك دعاء إلى الإيمان بجملته.
وقد حثنا الله سبحانه ورغبنا في الدعاء قال الإمام أحمد: عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: يا ابن آدم، واحدةٌ لك وواحدةٌ لي، وواحدةٌ فيما بيني وبينك؛ فأمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأمّا التي لك فما عملت من شيءٍ وفّيتكه وأمّا التي بيني وبينك فمنك الدّعاء وعليّ الإجابة".
فحاجتنا للدعاء كحاجة الهواء والماء لابد أن يكون لنا كالأنفاس لما له من أهمية عظيمة في حياتنا .
المراجع:الزجاج وابن عطية وابن كثير

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ابن كثير
سبب نزول هذه الآية هو أنه شقّ على بعض المسلمين وبعض أهل الكتَاب تحويل القبلة إلى الكعبة بعدما كانوا يتجهون إلى بيت المقدس فبين الله لهم أن المراد هو امتثال أوامر الله والتوجه حيثما شاء لهم أن يتجهوا فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل وليس التوجه بحد ذاته هو المطلوب فهو ليس من البر إن لم يكن عن أمر الله وشرعه.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: «ليس البرّ أن تصلّوا ولا تعملوا». وذلك حتى يعملوا بافرائض والحدود التي أمر بها في المدينة . وروي عن الضّحّاك ومقاتلٍ نحو ذلك.ملخص ماذكره ابن كثير
وقوله تعالى: {وآتى المال على حبّه} الآية، هذه كلها تتحدث الآية عن الزكاة وقيل هي في غير الزكاة
-وعود الضمير في {وآتى المال على حبّه} فيه أقوال هي :
1- أنه عائد على المال أي أخرجه، وهو محب له، راغبٌ فيه.ذكره ابن عطية ورجحه ابن كثير وذكر حديث
شعبة والثّوريّ، عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«{وآتى المال على حبّه}أن تعطيه وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر». ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه.
2-أنه يعود على الإيتاء كونه حبيب إلى النفس في وقت الحاجة والفاقة.ذكره ابن عطية.
3-أنه يعود على اسم الله تعالى من قوله: {من آمن باللّه} أي من تصدق محبة في الله تعالى وطاعاته، ذكره ابن عطية .
4- أنه يعود على الضمير المستتر للفعل آتى أي على حبه المال، فالمصدر مضاف إلى الفاعل، أي : أن يتصدق المرء في هذه الوجوه وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ويأمل الغنى، كما قال صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية.

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
جاء هذا المقطع في سياق مدح الله لشهر الصيام وتفضيله على سائر الشهور لإنزال القرآن وسائر الكتب السماوية فيه كما في حديث أحمد بن حنبلٍ، عن واثلة -يعني ابن الأسقع-أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلةٍ من رمضان. وأنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل اللّه القرآن لأربعٍ وعشرين خلت من رمضان".
ونسخت هذه الآية الإباحة لحكم التخيير لمن كان صحيحًا مقيمًا أن يفطر ويفدي بإطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ الذي كان سابقاً ورخص للمريض والمسافر في الإفطار
قال الحافظ أبو بكر بن مردويه: عن ابن أبي ليلى، قال: دخلت على عطاءٍ في رمضان، وهو يأكل، فقال: قال ابن عبّاسٍ: نزلت هذه الآية: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ} فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينًا، ثمّ نزلت هذه الآية فنسخت الأولى، إلّا الكبير الفاني إن شاء أطعم عن كلّ يومٍ مسكينًا وأفطر. )
وفي قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
عدة أقوال :
1-أي من كان شاهدا غير مسافر ، فليصم، ومن كان مسافراً، أو مريضاً ، فقد جعل له أن يصوم عدة أيام المرض ، وأيام السفر من أيام أخر، ذكره الزجاج وقاله جمهور الأمة كما ذكر ابن عطية وابن كثير
2-«من شهد» أي من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر، قاله علي بن أبي طالب وابن عباس وعبيدة السلماني كما ذكر ابن عطية وذكره ابن كثير وقال إنه قول غريب وأضاف حديث ثبوت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر. أخرجه صاحبا الصّحيح.
3-من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه .
قاله ابو حنيفة وأصحابه كما ذكر ابن عطية

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟فيه أقوال:
1-أنها نسخت بآية المائدة أن {النفس بالنفس}.ماروي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة فالأحرار في القصاص سواءً فيما بينهم من العمد رجالهم ونساؤهم في النّفس، وفيما دون النّفس، وجعل العبيد مستوين فيما بينهم من العمد في النفس وفيما دون النفس رجالهم ونساؤهم، وكذلك روي عن أبي مالكٍ أنّها منسوخةٌ بقوله: {النّفس بالنّفس}.مذهب أبي حنيفة أنّ الحرّ يقتل بالعبد لعموم آية المائدة، وإليه ذهب الثّوريّ وابن أبي ليلى وداود، وهو مرويٌّ عن عليٍّ، وابن مسعودٍ، وسعيد بن المسيّب، وإبراهيم النّخعيّ، وقتادة، والحكم، وقال البخاريّ، وعليّ بن المدينيّ وإبراهيم النّخعيّ والثّوريّ في روايةٍ عنه: «ويقتل السّيّد بعبده»؛
مضمون ما ذكره ابن عطية وابن كثير
2-أنها محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة،
وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، قال الحسن وعطاءٌ: «لا يقتل الرّجل بالمرأة لهذه الآية»،ورد القاضي ابو محمد القول بالنسخ أن آية المائدة نزلت في شرع بني اسرائيل فلا يترتب عليها النسخ لأنه لم يرد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن شرعنا مثلهم كما ذكر ابن عطية
القول الراجح:
ذهب الجمهور أن الحر لايقتل بالعبد لأن العبد سلعة تجب قيمته وأنّه لا يقاد بطرفه ففي النّفس بطريق أولى ،كما أن المسلم لا يقتل بالكافر، كما ثبت في البخاريّ عن عليٍّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يقتل مسلمٌ بكافرٍ»
وخالف الجمهور قول الحسن وعطاءٌ: «لا يقتل الرّجل بالمرأة لآية المائدة؛ ولقوله عليه السّلام: «المسلمون تتكافأ دماؤهم» وقال اللّيث: «إذا قتل الرّجل امرأته لا يقتل بها خاصّةً».ومذهب الأئمّة الأربعة والجمهور أنّ الجماعة يقتلون بالواحد؛ قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه في غلامٍ قتله سبعةٌ فقتلهم، وقال: «لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم»، ولا يعرف له في زمانه مخالفٌ من الصّحابة، وذلك كالإجماع. وحكي عن الإمام أحمد روايةٌ: «أنّ الجماعة لا يقتلون بالواحد، ولا يقتل بالنّفس إلّا نفسٌ واحدةٌ». وحكاه ابن المنذر عن معاذٍ وابن الزّبير، وعبد الملك بن مروان والزّهريّ ومحمّد بن سيرين وحبيب بن أبي ثابتٍ؛ ثمّ قال ابن المنذر: «وهذا أصحّ، ولا حجّة لمن أباح قتل الجماعة». وقد ثبت عن ابن الزّبير ما ذكرناه.ذكره ابن كثير

ب: حكم الصيام في السفر.
رخّصَ الله سبحانه في شهر الصيام للمريض والمسافر بالإفطار والقضاء بعدّة ذلك من أيّامٍ أخر لكيلا يشق عليهما . على أن يكون سفر طاعة كحج وعمرة وجهاد وصلة رحم وطلب معاش ضروري أما سفرالتجارة والمباحات فمختلف فيه والراجح فيه الجواز وأما سفر المعاصي فمختلف فيه والراجح المنع
واختلف العلماء في الأفضل من الفطر أو الصوم في السفر،على أقوال :
1-الصوم أفضل ،قاله :الشافعي ومالك ومما روي عنه: «الصوم أفضل لمن قوي»،وجل مذهب مالك التخيير.
2-الفطر أفضل ،قاله :ابن عباس وابن عمر وقال ابن عباس رضي الله عنه: «الفطر في السفر عزمة»
3-ومنهم من قال أيسرهما هو الأفضل ْمثل: مجاهد وعمر بن عبد العزيز
4-كراهة الصوم في السفر قاله :ابن حنبل وغيره
وأما سفر ومسافة سفر الفطر عند مالك حيث تقصر الصلاة، واختلف في قدر ذلك، فقال مالك: «يوم وليلة ثم رجع فقال: ثمانية وأربعون ميلا»، وروي عنه: يومان، وروي عنه في العتبية: خمسة وأربعون ميلا، وفي المبسوط: أربعون ميلا، وفي المذهب: ستة وثلاثون ميلا، وفيه: ثلاثون.
وقال ابن عمر وابن عباس والثوري: الفطر في سفر ثلاثة أيام.

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
سياق الآية يتحدث عن حكم القصاص و من أسباب النزول التي ذكرت ما رواه الإمام أبو محمّد بن أبي حاتم عن سعيد بن جبيرٍ، أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم. ذكره ابن كثير
متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} : هو :أخذ الدية، أي فمن قتل بعد أخذ الدّية أو قبولها، فله عذابٌ من اللّه أليمٌ موجعٌ شديدٌ. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 رمضان 1438هـ/21-06-2017م, 07:22 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة الصفدي مشاهدة المشاركة
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
الدعاء نعمة كبرى ومنحة منَّ الله بها على عباده قال الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين" وأن الدعاء يرد القدر ،فها هو أفضل البشر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم قد دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم-الحديث- فمنعها، إذ كان القدر قد سبق بغير ذلك
وفي ذكر الله تعالى لهذه الآية الباعثة على الدّعاء، متخلّلةً بين أحكام الصّيام، إرشادٌ إلى الاجتهاد في الدّعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كلّ فطرٍ
الدعاء للّه عزّ وجلّ له عدة معان :
1- توحيده ، والثناء عليه كقولنا: يا الله لا إله إلا أنت ، ربّنا لك الحمد،
2- مسألة الله العفو والرحمة، وما يقرب منه ، كقولنا: اللهم اغفر لنا.
3- مسألته من الدنيا كقولنا:اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك.
فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة
وللدعاء شروط وآداب :
1- الإخلاص لله تعالى بالدعاء
2- أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه كما علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
3- الجزم بالدعاء واليقين بالإجابة : عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
4- حضور القلب بالدعاء عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
5- عدم الاستعجال والقنوط : عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
6- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر ،عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
7- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم : أنّ عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".
8- أن لا يعتدي بالدعاء : الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء.
9- الدعاء للأهل والولد
10- الإكثار من الدعاء
ثمرات الدعاء : فهي إحدى ثلاث :
-إما أن تظهر الإجابة في الدنيا،
- إما أن يكفر عنه،
- إما أن يدخر له أجر في الآخرة
عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر
وقد خص الله أصنافاً من عباده بإنهم مجابو الدعوة:
- الإمام العادل
- الصائم حين يفطر: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للصّائم عند فطره دعوةً ما تردّ". قال عبد اللّه بن أبي مليكة: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول إذا أفطر: اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيءٍ أن تغفر لي.
- المظلوم : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"

المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
عائد على المال فالمصدر مضاف إلى المفعول، ويجيء قوله:{على حبّه} اعتراضا بليغا أثناء القول،
ويحتمل أن يعود الضمير على الإيتاء أي في وقت حاجة من الناس وفاقة، وفإيتاء المال حبيب إليهم،
ويحتمل أن يعود الضمير على اسم الله تعالى من قوله: {من آمن باللّه} أي من تصدق محبة في الله تعالى وطاعاته،
ويحتمل أن يعود على الضمير المستكن في آتى أي على حبه المال، فالمصدر مضاف إلى الفاعل، والمعنى المقصود: أن يتصدق المرء في هذه الوجوه وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ويأمل الغنى،
ذكر هذه الوجوه ابن عطية ولم يرجح
والأرجح من الأقوال هي قاعدة عود الضمير على أقرب مذكور وهو المال أي :"أخرج المال، وهو محب له، راغبٌ فيه".كما ذكره ابن كثير

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
شهد بمعنى حضر،
--أي من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام فليس له الإفطار بعذر السّفر والحالة هذه، لقوله: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه} وإنّما يباح الإفطار لمسافرٍ استهلّ الشّهر وهو مسافرٌ، وهذا القول غريبٌ نقله أبو محمّد بن حزمٍ في كتابه المحلى، عن جماعةٍ من الصّحابة والتّابعين.
--قيل معنى ذلك فليصم ماشهد منه : قد ثبتت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر. أخرجه صاحبا الصّحيح. وقال جمهور الأمة: «من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيما
--قيل فمن شهده عاقلاً بالغاٌ مكلفاً فليصمه ،قاله أبو حنيفة وأصحابه: «من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه»،
والأرجح بمعناه أنه من شهد الشهر مقيماً [ صحيحًا في بدنه ] فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من آيام آخر

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخ أم محكم؟
 قيل نزلت الآية لبيان العدل في القصاص، الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فلا تجاوز أو اعتداء كما اعتدى الذين من قبل وغيروا حكم الله فيهم ، فلا يقتل غير القاتل، وسبب ذلك قريظة و بنو النّضير، كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد
قال الشعبي: «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»،
 قيل في سبب نزولها ، عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس. أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية.
 قيل أن آية المائدة إنما هي إخبار عما كتب على بني إسرائيل، فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم، وروي عن ابن عباس أن هذه الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة، وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، وقاله مجاهد.ورواه ابن عطية
وقال مالك رحمه الله: «أحسن ما سمعت في هذه الآية أنه يراد بها الجنس الذكر والأنثى فيه سواء، وأعيد ذكر الأنثى تأكيدا وتهمما بإذهاب أمر الجاهلية»،
 هناك أقوال كثيرة للمفسرين على قتل الحر بالعبد [ لو أشرتِ إليه بارك الله فيكِ ]

ب: حكم الصيام في السفر.
جواز الإفطار في السّفر، لقوله تعالى: {فعدّةٌ من أيّامٍ أخر}
- الحالة الأولى بحال لم يكن هناك مشقة فهي على التّخيير، وليس بحتم؛ لأنّهم كانوا يخرجون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان. قال: "فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم ". فلو كان الإفطار هو الواجب لأنكر عليهم الصّيام،وهذا قول الجمهور
- وإن رجح بعضهم : أن الصّيام في السّفر أفضل من الإفطار، لفعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن أبي الدّرداء [قال] خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [في شهر رمضان] في حرٍّ شديدٍ، حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه [من شدّة الحرّ] وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.قاله الشافعي
- وبعضهم قال: بل الإفطار أفضل، أخذًا بالرّخصة، ولما ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنه سئل عن الصّوم في السّفر، فقال: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وقال في حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم" وقالت طائفة: هما سواء ،لحديث عائشة: أن حمرة بن عمرٍو الأسلميّ قال: يا رسول اللّه، إنّي كثير الصّيام، أفأصوم في السّفر؟ فقال: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر". وهو في الصّحيحين.
-- الحالة الثانية : ومن شقّ الصّيام عليه بالسفر فالإفطار أفضل لحديث جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلًا قد ظلّل عليه، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائمٌ، فقال: " ليس من البرّ الصّيام في السّفر".
-- الحالة الثالثة من رغب عن السّنّة، ورأى أنّ الفطر مكروهٌ إليه، فهذا يتعيّن عليه الإفطار، ويحرم عليه الصّيام، والحالة هذه، لما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره، عن ابن عمر وجابرٍ، وغيرهما: من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة.

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
هو الذي يقتل بعد أخذ الدّية أو قبولها،عن سمرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذ الدّية» -يعني: لا أقبل منه الدّية -بل أقتله
عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها» رواه أحمد.

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة.
- الرسالة التفسيرية جيدة لكنها ليست انطلاقًا من تفسير الآية ، فنريد بيان آداب الدعاءوفضله من خلال فهم معنى الآية ولا بأس بالاستشهاد بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، لكن الانطلاق من تفسير الآية نفسها.
التقويم : ب
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 رمضان 1438هـ/22-06-2017م, 12:01 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
قال تعالى:({وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون (186)}
من فضل الله علينا ومنته أنه لم يكلنا إلى أنفسنا لنهلك فهومتكفل فينا يجيب دعوة الداع إذا دعاه ، فالله عزّ وجلّ قريب، كما قال تعالى :({وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون (186)}
وتعددت الروايات في سبب نزول قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني ):
1-مارواه الحسن بن أبي الحسن: أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت،
2-قال عطاء: لما نزلت (وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )[غافر: 60] قال قوم في أي ساعة ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي عنّي، وقال مجاهد: بل قالوا إلى أين ندعو فنزلت هذه الآية، وقال قتادة بل قالوا: كيف ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي،
3- روي أن المشركين قالوا لما نزل فإنّي قريبٌ: كيف يكون قريبا وبيننا وبينه على قولك سبع سماوات في غلظ سمك كل واحدة خمسمائة عام وفيما بين كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت: (أجيب دعوة الدّاع إذا دعان )أي فإني قريب بالإجابة والقدرة،
إن الله تعالى يجيب كل الدعاء: فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة،كما في حديث الإمام أحمد عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
والدعاء لغةً هو الطلب والمعنى شرعاً يكون على ثلاثة أنواع هي:التوحيد والثناء على الله كأن تقول ربنا لك الحمد فتخضع لله وتوحده وتثني عليه ومثله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}فالتوحيد والاستسلام هو أساس عبادة الدعاء.
والنوع الثاني :مسألة الله العفو والرحمة كقولك ربنا اغفر لنا فالإنسان خطاء ومن رحمة الله انه يقبل التوبة عن عباده والنوع الثالث أن تسأله ما يهون عليك دنياك ويصلحها لك ويبعد عنك المخاطر التي تحيط بك من كل جانب كأن تقول :اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي ؛فالدعاء الجامع أن يدعوا الانسان في هذه الأنواع بطلبه وبنداءه : يا اللّه، ويا رب، ويا حي.
وحتى تتحقق هذه العبادة لابد من شروط:
أولها :عدم الاعتداء في الدعاء قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء بأن يكون الدعاء ضمن المقدور . فالله سبحانه منع دعوة حبيبه المصطفى عندما دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم، ، لأن القدر قد سبق بغير ذلك.
ثانياً:ان لايكون في إثم أو قطيعة رحم وأن لا يستعجل الإجابة ، قال مسلمٌ عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ ما لم يستعجل". قيل: يا رسول اللّه، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويترك الدّعاء".
ثالثاً :أن يكون موقناً بالإجابة ،حاضر القلب ،قال الإمام أحمد: عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
رابعاً:خفض الصوت بالدعاء كما في حديث الصحيحين قال الإمام أحمد: عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. يا عبد اللّه بن قيسٍ، ألا أعلّمك كلمةً من كنوز الجنّة؟ لا حول ولا قوّة إلّا باللّه".
خامساً :تحري أوقات وأوضاع الإجابة كما في مسند الإمام أحمد، وسنن التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجه،عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين")
سادساً:الثناء على الله والتوسل اليه بأسماءه الحسنى وروى ابن مردويه من حديث الكلبيّ، عن ابن عبّاسٍ: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
ومعنى قوله تعالى: (فليستجيبوا لي) هو :
1-أي فليدعوا لي قاله أبو رجاء الخراساني
و أبو محمد رحمه الله.
2-أي فليطلبوا أن أجيبهم، وهذا هو باب استفعل، أي طلب الشيء، عدا استغنى الله فإنها تشذ ،قاله القاضي .
3-أي فليجيبوا لي فيما دعوتهم إليه من الإيمان، أي بالطاعة والعمل،قاله مجاهد وغيره
ويقال: أجاب واستجاب بمعنى، ومنه قول الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدا = فلم يستجبه عند ذاك مجيب
وقوله تعالى: (وليؤمنوا بي ):أي يؤمنوا أني أجيب دعاءهم قاله أبو رجاء ، وقال غيره: بل ذلك دعاء إلى الإيمان بجملته.
وقد حثنا الله سبحانه ورغبنا في الدعاء قال الإمام أحمد: عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: يا ابن آدم، واحدةٌ لك وواحدةٌ لي، وواحدةٌ فيما بيني وبينك؛ فأمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأمّا التي لك فما عملت من شيءٍ وفّيتكه وأمّا التي بيني وبينك فمنك الدّعاء وعليّ الإجابة".
فحاجتنا للدعاء كحاجة الهواء والماء لابد أن يكون لنا كالأنفاس لما له من أهمية عظيمة في حياتنا .
المراجع:الزجاج وابن عطية وابن كثير

[ في قوله تعالى { فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } بيان لبعض آداب الدعاء فحبذا لو أشرنا إلى ذلك مع التفسير ، وفي قوله تعالى : { فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } بيان لفضل الدعاء بأن به يستشعر العبد قرب ربه ، وبأنه عبادة يحبها الله ويرغب فيها ، وبوعد الله للاستجابة لمن دعاه.
فعند كتابتنا للرسالة نقرأ تفسير الآيات ونتدبرها جيدًا ثم نتحرر من أسلوب المفسرين ونكتب بأسلوبنا ما يوصل مقصد الرسالة للقارئ.
]


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ابن كثير
سبب نزول هذه الآية هو أنه شقّ على بعض المسلمين وبعض أهل الكتَاب تحويل القبلة إلى الكعبة بعدما كانوا يتجهون إلى بيت المقدس فبين الله لهم أن المراد هو امتثال أوامر الله والتوجه حيثما شاء لهم أن يتجهوا فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل وليس التوجه بحد ذاته هو المطلوب فهو ليس من البر إن لم يكن عن أمر الله وشرعه.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: «ليس البرّ أن تصلّوا ولا تعملوا». وذلك حتى يعملوا بافرائض والحدود التي أمر بها في المدينة . وروي عن الضّحّاك ومقاتلٍ نحو ذلك.ملخص ماذكره ابن كثير
وقوله تعالى: {وآتى المال على حبّه} الآية، هذه كلها تتحدث الآية عن الزكاة وقيل هي في غير الزكاة
-وعود الضمير في {وآتى المال على حبّه} فيه أقوال هي :
1- أنه عائد على المال أي أخرجه، وهو محب له، راغبٌ فيه.ذكره ابن عطية ورجحه ابن كثير وذكر حديث
شعبة والثّوريّ، عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«{وآتى المال على حبّه}أن تعطيه وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر». ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه.
2-أنه يعود على الإيتاء كونه حبيب إلى النفس في وقت الحاجة والفاقة.ذكره ابن عطية.
3-أنه يعود على اسم الله تعالى من قوله: {من آمن باللّه} أي من تصدق محبة في الله تعالى وطاعاته، ذكره ابن عطية .
4- أنه يعود على الضمير المستتر للفعل آتى أي على حبه المال، فالمصدر مضاف إلى الفاعل، أي : أن يتصدق المرء في هذه الوجوه وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ويأمل الغنى، كما قال صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية.

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
جاء هذا المقطع في سياق مدح الله لشهر الصيام وتفضيله على سائر الشهور لإنزال القرآن وسائر الكتب السماوية فيه كما في حديث أحمد بن حنبلٍ، عن واثلة -يعني ابن الأسقع-أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلةٍ من رمضان. وأنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل اللّه القرآن لأربعٍ وعشرين خلت من رمضان".
ونسخت هذه الآية الإباحة لحكم التخيير لمن كان صحيحًا مقيمًا أن يفطر ويفدي بإطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ الذي كان سابقاً ورخص للمريض والمسافر في الإفطار
قال الحافظ أبو بكر بن مردويه: عن ابن أبي ليلى، قال: دخلت على عطاءٍ في رمضان، وهو يأكل، فقال: قال ابن عبّاسٍ: نزلت هذه الآية: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ} فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينًا، ثمّ نزلت هذه الآية فنسخت الأولى، إلّا الكبير الفاني إن شاء أطعم عن كلّ يومٍ مسكينًا وأفطر. )
وفي قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
عدة أقوال :
1-أي من كان شاهدا غير مسافر ، فليصم، ومن كان مسافراً، أو مريضاً ، فقد جعل له أن يصوم عدة أيام المرض ، وأيام السفر من أيام أخر، ذكره الزجاج وقاله جمهور الأمة كما ذكر ابن عطية وابن كثير
2-«من شهد» أي من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر، قاله علي بن أبي طالب وابن عباس وعبيدة السلماني كما ذكر ابن عطية وذكره ابن كثير وقال إنه قول غريب وأضاف حديث ثبوت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر. أخرجه صاحبا الصّحيح.
3-من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه .
قاله ابو حنيفة وأصحابه كما ذكر ابن عطية
[ وأجمل ابن كثير ذلك في قوله " من شهد الشهر وهو مقيم - صحيح في بدنه - فيجب عليه الصوم ]
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟فيه أقوال:
1-أنها نسخت بآية المائدة أن {النفس بالنفس}.ماروي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة فالأحرار في القصاص سواءً فيما بينهم من العمد رجالهم ونساؤهم في النّفس، وفيما دون النّفس، وجعل العبيد مستوين فيما بينهم من العمد في النفس وفيما دون النفس رجالهم ونساؤهم، وكذلك روي عن أبي مالكٍ أنّها منسوخةٌ بقوله: {النّفس بالنّفس}.مذهب أبي حنيفة أنّ الحرّ يقتل بالعبد لعموم آية المائدة، وإليه ذهب الثّوريّ وابن أبي ليلى وداود، وهو مرويٌّ عن عليٍّ، وابن مسعودٍ، وسعيد بن المسيّب، وإبراهيم النّخعيّ، وقتادة، والحكم، وقال البخاريّ، وعليّ بن المدينيّ وإبراهيم النّخعيّ والثّوريّ في روايةٍ عنه: «ويقتل السّيّد بعبده»؛
مضمون ما ذكره ابن عطية وابن كثير
2-أنها محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة،
وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، قال الحسن وعطاءٌ: «لا يقتل الرّجل بالمرأة لهذه الآية»،ورد القاضي ابو محمد القول بالنسخ أن آية المائدة نزلت في شرع بني اسرائيل فلا يترتب عليها النسخ لأنه لم يرد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن شرعنا مثلهم كما ذكر ابن عطية
القول الراجح: [ مسألة قتل الحر بالعبد مسألة خاصة في معنى الآية ، والذي عليه جمهور المفسرين أن المسلمين تتكأفأ دماؤهم وأن الرجل يُقتل بالمرأة ، أما مسألة قتل الحر بالعبد ففيها تفصيل أكثر لعل مرجعه الكتب الفقهية ]
ذهب الجمهور أن الحر لايقتل بالعبد لأن العبد سلعة تجب قيمته وأنّه لا يقاد بطرفه ففي النّفس بطريق أولى ،كما أن المسلم لا يقتل بالكافر، كما ثبت في البخاريّ عن عليٍّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يقتل مسلمٌ بكافرٍ»
وخالف الجمهور قول الحسن وعطاءٌ: «لا يقتل الرّجل بالمرأة لآية المائدة؛ ولقوله عليه السّلام: «المسلمون تتكافأ دماؤهم» وقال اللّيث: «إذا قتل الرّجل امرأته لا يقتل بها خاصّةً».ومذهب الأئمّة الأربعة والجمهور أنّ الجماعة يقتلون بالواحد؛ قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه في غلامٍ قتله سبعةٌ فقتلهم، وقال: «لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم»، ولا يعرف له في زمانه مخالفٌ من الصّحابة، وذلك كالإجماع. وحكي عن الإمام أحمد روايةٌ: «أنّ الجماعة لا يقتلون بالواحد، ولا يقتل بالنّفس إلّا نفسٌ واحدةٌ». وحكاه ابن المنذر عن معاذٍ وابن الزّبير، وعبد الملك بن مروان والزّهريّ ومحمّد بن سيرين وحبيب بن أبي ثابتٍ؛ ثمّ قال ابن المنذر: «وهذا أصحّ، ولا حجّة لمن أباح قتل الجماعة». وقد ثبت عن ابن الزّبير ما ذكرناه.ذكره ابن كثير

ب: حكم الصيام في السفر.
رخّصَ الله سبحانه في شهر الصيام للمريض والمسافر بالإفطار والقضاء بعدّة ذلك من أيّامٍ أخر لكيلا يشق عليهما . على أن يكون سفر طاعة كحج وعمرة وجهاد وصلة رحم وطلب معاش ضروري أما سفرالتجارة والمباحات فمختلف فيه والراجح فيه الجواز وأما سفر المعاصي فمختلف فيه والراجح المنع
واختلف العلماء في الأفضل من الفطر أو الصوم في السفر،على أقوال :
1-الصوم أفضل ،قاله :الشافعي ومالك ومما روي عنه: «الصوم أفضل لمن قوي»،وجل مذهب مالك التخيير.
2-الفطر أفضل ،قاله :ابن عباس وابن عمر وقال ابن عباس رضي الله عنه: «الفطر في السفر عزمة»
3-ومنهم من قال أيسرهما هو الأفضل ْمثل: مجاهد وعمر بن عبد العزيز
4-كراهة الصوم في السفر قاله :ابن حنبل وغيره
وأما سفر ومسافة سفر الفطر عند مالك حيث تقصر الصلاة، واختلف في قدر ذلك، فقال مالك: «يوم وليلة ثم رجع فقال: ثمانية وأربعون ميلا»، وروي عنه: يومان، وروي عنه في العتبية: خمسة وأربعون ميلا، وفي المبسوط: أربعون ميلا، وفي المذهب: ستة وثلاثون ميلا، وفيه: ثلاثون.
وقال ابن عمر وابن عباس والثوري: الفطر في سفر ثلاثة أيام.
[ يمكن الجمع بين الأقوال ببيان حال المسافر في سفره ، وقد أحسنت الأخت نبيلة في إجابة هذا السؤال فيُرجى مراجعته ]

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
سياق الآية يتحدث عن حكم القصاص و من أسباب النزول التي ذكرت ما رواه الإمام أبو محمّد بن أبي حاتم عن سعيد بن جبيرٍ، أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم. ذكره ابن كثير
متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} : هو :أخذ الدية، أي فمن قتل بعد أخذ الدّية أو قبولها، فله عذابٌ من اللّه أليمٌ موجعٌ شديدٌ. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير


التقويم : ج+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 07:12 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان

أن يكون معنى العفو :المسامحة
القول الأول:فمن{يراد به القاتل }،عفي له{يراد به ولي الدم} ،من أخيه {هو المقتول}أو هو الولي ،شىء {هو الدم والقصاص} ويرجع إلى أخذ الدية ،وهو قول بن عباس وجماعة من العلماء
القول الثاني:فمن {يراد به الولي} عفي له {يراد به التيسير لا العفو } ،من أخيه {القاتل} وقيل {المقتول} ،شىء {الدية} وهو قول مالك
وقال :إذا جنح الولي إلى العفو على أخذ الدية فالقاتل مخير بين دفع الدية أو أن يسلم نفسه
وغير مالك يقول :إذا رضي الأولياء بالدية لزمت القاتل بلا تخيير وقيل أنه إحدى الروايات عن مالك وهو الراجح
القول الثالث:أن يكون العفو بمعنى الفضل والبقية
ويحمل هذا التأويل على المعينيين الذين نزلت فيهم الآية إذ تساقطوا الديات فيما بينهم فيقال :فمن فضل له من إحدى الطائفتين على الأخرى شىء من الديات فاتباع بالمعروف
القول الرابع:العفو بمعنى الفضل أيضا
وهذا في حال الفضل بين دية الرجل والمرأة والحر والعبد
وكأن الآية من أولها بينت الحكم في الأنواع المتماثلة فلما تداخلت الأنواع قال {فمن عفي له }الآية ذكره بن عطية
وقوله تعالى {فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} قال بن عطية:هذا حض من الله تعالى على حسن الاقتضاء من الطالب وحسن القضاء من المؤدي ، ذكره بن عطية
والراجح أن العفو المراد به قبول الدية في العمد دون القصاص وهو الذي يلائم سياق الآية ومناسبتها لقوله تعالى بعدها {فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} وهذه الأقوال تدور على هذا المعنى والآية تحتملها
.
ب: المراد بالأيام المعدودات

-قيل المراد به : أيام رمضان
وجاء عن الحسن البصري قال:نعم والله لقد كتب الصيام على كل أمة قد خلت كما كتب علينا شهرا كاملا وأياما معدودات أي عددا معلوما وروي عن السدي نحوه
وهو الراجح لحديث بن عمر {صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم.....}
-وقيل الثلاثة أيام وقد روي أن الصيام أولا كان على الأمم قبلنا من كل شهر ثلاثة أيام حتى نسخ في شريعتنا بصيام رمضان ، ذكره بن كثير
.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}

المراد بالإصلاح :هو الذي يخشى ان يحيف الموصي ويقطع ميراث طائفة ويتعمد الإذاية أو لايتعمدها {فيعظ الموصي} في ذلك ويرده عن هذا الفعل فيكون قد أصلح ما بينه وبين ورثته وما بين الورثة ذاتهم ،وهذا إن كان في حياة الموصي ،ذكره بن عطية
وقيل :إذا توفي الموصي وقد جار في الوصية عمدا أو بغير عمد فأصلح ما وقع بين الورثة من الشقاق والاضطراب بأن يرد الوصية التى أوصى بها الميت يردها إلى المعروف فيكون فعل ما أمر الله به فلا إثم عليه ،خلاصة ما ذكره بن عطية والزجاج
.
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية

اختلف العلماء في حكم الوصية في الآية على أقوال منها:
-أنها وكانت واجبة للوالدين والأقربينكما هو ظاهر الآية ثم نسخت بآية المواريث التي في سورة النساء ،وهو قول أكثر المفسرين والمعتبرين من الفقهاء ودليلهم {إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلاوصية لوارث}
وأما القرابةالذين لاميراث لهم فيستحب أن يوصى لهم من الثلث استئناسا بآية الوصية هذه وشمولها ولما ثبت في الصحيحين من حديث بن عمر {ما حق امرىء مسلم له شىء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده}
-قول أبي مسلم الأصفهاني :أن هذه الآية غير منسوخة وإنما هي مفسرة بآية المواريث ومعناه كتب عليكم ما أوصى الله به من توريث الوالدين والأقربين ،ذكره بن كثير
-وقيل : أن الوصاية كانت أول الإسلام ندبا ثم صارت منسوخة فيمن يرث إلى الوجوب ،ثابتة فيمن لايرث وهو مذهب بن عباس والحسن ومسروق وطاووس والضحاك وبه قال سعيد بن جبير والربيع بن أنس
قال بن كثير وهذا في اصطلاحنا المتأخر لايسمى نسخا لأن آية المواريث رفعت بعض حكم مادلت عليه آية الوصية العامة فرفع حكم من يرث وبقي حكم من لايرث
-وقيل الآية محكمة ظاهرها العموم ومعناها الخصوص في الوالدين الذين لايرثان كالكافرين والعبدين وفي القرابة غير الوارثة ،ذكره بن عطية عن فريق من العلماء
.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء مالم يناموا فإذا ناموا امتنعوا ثم إن رجلا من الانصار يقال له صرمة كان يعمل صائما حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما فرآه رسول الله وقد جهد جهدا شديدا فقال :مالى أراك قد جهدت جهدا شديدا ؟قال يارسول الله إنى عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت فإصبحت حين أصبحت صائما قال:وكان عمر قد اصاب من النساء بعدما نام فأتى النبي فذكر له ذلك فأنزل الله الآية


اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية

أخبر الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن فضل الدعاء وشرفه في ضمن آيات الصيام وخاتمتها التي تناولت الكلام عن شهر رمضان ونزول القرآن العظيم فيه ولاشك أن الدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث الصحيح إذ بالدعاء تتجلى مظاهر العبودية في أبهى صورها من الذل والإنكسار والخضوع والتضرع إلى الله لأن الداعي حينما يتوجه إلى الله فإنه يقوم بقلبه من العبوديات التي يحبها الله تعالى الشىء الكثير ومن ذلك يقينه بأن الله سميع قريب ولذا فهو يناجيه ويدعوه بصوت خفيض وهو يعلم انه أقرب إليه من حبل الوريد ومن ذلك اعتقاده أن الله الملك الذي بيده أزمة الأمور وتدبير الشئون وأنه على كل شىء قدير وأنه الذي يقضي الحاجات ويقيل العثرات ويهيىء الأسباب وهو الذي يعطى النوال قبل السؤال فيسأله راغبا راجيا لايقنط من رحمته ولايتعجل الإجابة لأنه يعلم أن الله عليم حكيم وهذه الأمور التي تقوم بقلب الداعي لابد وأن يصاحبها اليقين من الله بالإجابة وحسن الظن به سبحانه وتعالى ووأن يكون الداعي لايأكل من حرام ولايكسب الحرام فإن طيب المطعم من أسباب إجابة الدعاء وليتحرى مواطن الإجابة ومنها شهر رمضان ومنها وقت السحر ومنها في السجود وبين الأذان والإقامة وليبدأدعاءه بالحمد والثناء على ربه بما هو أهله ويثنى بالصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ويختمه بذلك أيضا وليقدم بين يدي دعائه صدقة إن أمكنه ذلك فإنه أرجى لقبول الدعاء ومن أسباب قبول الدعاء أيضا :الإستجابة لله تعالى كما جاء في هذه الآية الكريمة التى جاءت بعد جملة من الأحكام الكثيرة والإستجابة لله تعالى تكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وتقوى الله في السر والعلانية فمن كان لله تقيا كان لله ولياوقد أخبرنا سبحانه وتعالى كيف يعامل أولياءه كما جاء في الحديث القدسي فقال {ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه}

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 16 رجب 1439هـ/1-04-2018م, 03:44 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

أعتذر فقد وضعت مشاركتي في هذا المجلس خطأ إذ دخلت هذا المنتدى خطأ ظنا مني أني في منتدى المستوى السادس وحاولت حذف المشاركة فلم تحذف فأعتذر ، أعدت إرسال المجلس في موضعه الصحيح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir