القارئ: "ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملاً للأمرين إما لكونه مشتركاً في اللغة كلفظ قسورة الذي يراد به الرامي ويراد به الأسد ولفظ عسعس الذي يراد يه إقبال الليل وإدباره, وإما لكونه .
الشيخ: طيب اللفظ المشترك سبق أن عرفناه بأنه: ما اتحد لفظه وتعدد معناه , هذا اللفظ المشترك ما اتحد لفظة وتعدد معناه؛ لأن هذا اللفظ مشترك بين معنيين مثاله: القسورة، القسورة مشترك بين الرامي وبين الأسد {كَأَنَّهُم حُمُرٌ مُّستَنفِرَة فَرَّت مِن قَسوَرَة}. حمر الوحش إذا رأت الرامي فرت والحمر الأهلية إذا رأت الأسد فرت , فهل المراد بالقسورة الرامي أو المراد بذلك الأسد؟
بعضهم قال: المراد الأسد وبعضهم قال: المراد الرامي , وما دام اللفظ صالحاً للمعنيين بدون تناقض فإنه يحمل على المعنيين جميعاً. وكذلك{والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس} عسعس وايش معناه؟ لا أقبل وأدبر ما يمكن , بعضهم يقول: عسعس يعني أدبر وبعضهم يقول: عسعسيعني أقبل , مفهوم؟ اللفظ محتمل إن وُجد ما يرجح أحد المعنيين أخذنا به وإلا قلنا اللفظ صالح للأمرين فهو شامل فيكون أقسم بالليل عند إقباله وعند إدباره , وإذا قلنا إن عسعس بمعنى أقبل ليقابل قوله:{وَالصُّبُح إِذَا تَنَفَّسَ} صار من هذه الناحية أرجح نعم.
هل تعرف يا عبد الرحمن بن داود مشتركاً غير القسورة وغير عسعس؟
_.............
_ (العين) وإيش مشترك بين
_...........
_وإيش بعد؟ والذهب والقَرء القَرء ما هو بالقُرء , القَرء مشترك بين الحيض والطهر.. كيف؟
قائل: يقول: والجاسوس العين
الشيخ: لا الجاسوس العين يكون مجاز , عند أهل المجاز , وعينها نفسها هذا توكيد ما هو مستقل
القارئ: "وإما لكونه متواطئا في الأصل لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين....سقط..... {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} وكلفظ..."
الشيخ:طيب الضمائر ثم دنا , الفاعل من؟ الفاعل هو لكن من هو؟ طيب{ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} هل دنا يعود على الله أو يعود على جبريل؟
قال أحدهم: جبريل.
الشيخ: طيب قول قوله: {فأوحى إلى عبده}يعود على الله هذا هو الصحيح من أقوال المفسرين وبعضهم قال: إن الضمائر واحدة لله.
سائل:كيف فسروا دَنَا؟
الشيخ:دنا دُنُواً يليق بجلاله عز وجل مثل ما قال عز وجل: يدنو ربنا عشية عرفة إلى الخلائق..
سائل: {قاب قوسين أو أدنى} هل هي متعلقة بدنا؟
الشيخ:إي نعم يصح أن نقول: دنو الله عز وجل قاب قوسين مثل ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (غير مسموع) هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ))
سائل: أو أدنى , أو أقل من ذلك.
الشيخ: لا هذه أو سبق لنا وإيش معناها عند المفسرين؟ بمعنى بل أو للتحقيق؟ بمعنى بل والهمزة والهمزة (غير مسموع)بمعنى بل كقوله: {فأرسلناهم إلى مائة ألف أو يزيدون} أي بل يزيدون , وبعضهم قال:لا إن (أو) هذه لتحقيق ما سبق كأنه يقول: إن لم يزيدوا لم ينقصوا، كما تقول عندي ألف درهم أو أكثر , أنت لو قلت عندي ألف درهم أو أكثر هل يفهم الناس أن عندك أكثر من ألف درهم؟ لا أكثر الناس يفهمون المعنى أن الذي عندك لا ينقص عن ألف درهم , بل إما أن يزيد أو يكون بقدره نعم طيب
القارئ": وكلفظ (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) وما أشبه ذلك , فمثل هذا قد فيجوز أن يراد به كل المعاني التي قالتها السلف وقد لا يجوز ذلك....سقط......والأول إما لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها تارة هذا وأُريد بها هذا تارة وهذا تارة , وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه إذ قد جوز ذلك أكثر فقهاء المالكية والشافعية والحنبلية وكثير من أهل الكلام , وإما لكون اللفظ متواطئاً فيكون عاماً إذا لم يكن لتخصيصه موجب فهذا النوع إذا صح فيه القولان كان من الصنف الثاني".
الشيخ: طيب أظن واضح الكلام الآن طيب يقول المؤلف: "ومن التنازع الموجود بينهم ما يكون اللفظ فيه محتمل للأمرين" وذكر أن اللفظ يكون محتمل للأمرين بإحدى واسطتين الأولى أن يكون اللفظ أن يكون مشتركاً كلفظ العين وما أشبهها , والثاني أن يكون متواطئاً في الأصل لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين. المتواطئ ما هو؟ هو الذي طابق لفظه معناه مثل: إنسان حجر – شمس – قمر وما أشبهها , هذا نسميه متواطئ لأن اللفظ يطابق المعنى فهما متواطئان أي متفقان.
يقول المؤلف: إما متواطئ لكن المراد به أحد النوعين , يكون هذا المتواطـئ له نوعان فيراد به أحدهما ولكنّ هذا في الواقع قليل جداً , إلا أنه قد يوجد ويكون تعيين أحد النوعين بحسب السياق , فمثلاً كلمة: (مع) في اللغة العربية هي متواطئة في معناها , إذ معناها المقارنة والمصاحبة لكنها أنواع بحسب ما تضاف إليه , فإذا قلت: الماء مع اللبن فهو مختلط , وإذا قلت: الزوجة مع زوجها فمعناه بقاء عقد الزواج بينهما , وإذا قلت الضابط مع الجند فمعناه أنه يراعيهم , هو لازم المصاحبة بذاته معهم يراعيهم ويلاحظهم , فكلمة (مع) الآن تجد أنها كلها مطابقة فيها مصاحبة لكنها اختلفت هذه المصاحبة , اختلفت أنواعها باعتبار ما تضاف إليه , ومن ذلك الضمائر التي أشار إليها المؤلف , فإنها هل نقول: إذا اختلفوا فيها هذا اختلاف تنوع ولا تضاد؟ نقول: إذا كانت الضمائر صالحة للمعنيين فهو اختلاف تنوع , وكل واحد منهم ذكر نوعاً , وإذا لم تكن صالحة فهو اختلاف تضاد.
ثم إنه تعرض المؤلف رحمه الله إلى أن المشترك هل يجوز به أن يراد معنياه. والصواب أنه يجوز إذا لم يتنافيا مثل ما مر في (قسورة ) يجوز أن يراد بها المعنيين , ويكون كل معنى كالمثال , يكون أن الله عز وجل أراد بقوله: {فرت من قسورة} أي من الرامي فهم كحُمُر الوحش إذا رأت الرامي , أو المراد به الأسد فهم كالحمير الأهلية إذا رأت الأسد فرت؛ لأنه ما عندنا قرينة تؤيد أحد المعنيين , واللفظ صالح لهما ولا مناقضة بينهما , أما لو كان بينهما مناقضة فإنه لا يمكن أن يراد به المعنيان مثل (القَرء) بمعنى الطهر وبمعنى الحيض , انتبه: هل يمكن أن نقول: الآية صالحة للمعنيين جميعاً؟
الطلبة: لا.
الشيخ: لماذا؟ لأنه يختلف الحكم , ما يمكن يجتمعا. ومثل من راح في الساعة الأولى...
الوجــه الثانـي
الرواح يطلق على المسير بعد زوال الشمس , ويطلق على مجرد المسير , فهو مشترك بين مطلق الذهاب وبين نوع معين من الذهاب وهو المسير بعد زوال الشمس , هل يمكن الجمع بينها؟ ما يمكن الجمع لأنك إذا قلت: من راح في الساعة الأولى معناه إن الساعات (تبتدي) من زوال الشمس , يقول: الرواح والزوال هو الذهاب بعد الزوال معناه ما (يبتدي) رواحك للجمعة إلا بعد زوال الشمس , وعلى هذا تكون الساعات كم؟ تكون دقائق؛ لأن الإمام إذا زالت الشمس حضر , وإذا قلنا بأن الرواح مطلق الذهاب صار الرواح يبتدأ من أول النهار إي نعم.
ردا على مداخلة غير مسموعة: لا من طلوع الشمس.نعم.
_.....................
الشيخ: نعم الفجر وليالٍ عشر قوله: الشفع والوتر هذا (اللي) يريد , وأما والفجر وليال عشر.. حتى ليالٍ عشر فيها قولان , بعضهم قال: اليالي العشر هي ليالي عشر رمضان , وبعضهم قال: الليالي العشر هي عشر ذي الحجة , فصار فيها قولان لاشتراك اللفظ.
كذلك الشفع والوتر بعضهم قال: الوتر الله والشفع المخلوق؛ لأن الله قال: {ومن كل شيء خلقنا زوجين} وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن الله وتر)) , وبعضهم قال: الشفع والوتر إنه العدد؛ لأن كل الخلائق متعددة إما إلى شفع وإما إلى وتر , واللفظ صالح للمعنيين جميعاً.
سائل: (غير مسموع) الصلاة.
الشيخ: لا , الصلاة وتر , وتر الصلاة , لكن صلاة الليل تختم بالوتر فتكون وتراً , وصلاة النهار تختم بالوتر فتكون وترا.
قائل: لا هناك في أربع ركعات وصلاة الظهر أربع ركعات.
الشيخ: والعصر؟
القائل: أربع ركعات شفع.
الشيخ: والمغرب.
القائل: ثلاث ركعات وتر.
الشيخ: هذه أوترت تلك , يعني المغرب جعلت ما سبق وتراً , ولهذا قال الرسول: ((إنها وتر النهار)) (غير مسموع) صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى , إي نعم.
سائل: والراجـح؟
الشيخ: الراجـح إنها شاملة للمعنيين , كلما كانت الآية تتضمن معنيين لا يتنافيان تحمل عليهما.نعم.
سائل: (غير مسموع) الآية حملت معنيين متناقضين.
الشيخ: لا غير متناقضين؛ لأنه يجوز أن الله تعالى يقسم بالليل في حال إقباله وفي حال إدباره لأن كله من آيات الله عز وجل إي نعم.