دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ربيع الثاني 1436هـ/22-01-2015م, 11:23 PM
حنين اللهيبي حنين اللهيبي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 84
افتراضي سيرة الشيخ العز بن عبد السلام


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على خير معلم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وبعد
علم التفسير علم جليل النفع عظيم الفائدة كيف لا وهو علم متصل بكتاب الله تعالى الذي هو المعجزة الخالدة والحجة الباقية ذو الدرر الكامنة التي تحتاج للبحث والتنقيب عنها حتى نهنأ وننعم وعلم التفسير هو أحد هذه الطرق الموصلة لدرر القرآن وقد أيقن علماؤنا بأهمية هذا العلم فصنفوا فيه العديد من المصنفات منها المطولة ومنها المختصرة والوقوف على حياة ومآثر أولائك المصنفين تشحذ الهمم وتدفع للبذل والجد والاجتهاد ومن بين العلماء المصنفين العز بن عبد السلام الذي شرفت بالبحث في سيرته والله الموفق
هو عالم ذائع الصيت بين العلماء وطلبة العلم موصوف بأوصاف جليلة تجعل منه عالم إماما فذا وهذه بعض ملامح سيرته –رحمه الله
اسمه ونسبه: هو شيخ الإسلام عَبْد العزيز بْن عَبْد السلام بْن أبي القاسم بْن الحسن بن مُحَمَّد ابْن مهذب السُّلَميّ، الدّمشقيّ،ثم المغربي ثمَّ الْمصْرِّي [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
كنيته: يكنى بأبي محمد.اريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
لقبه: لقب رحمه الله بسلطان العلماء والذي لقبه بهذا تلميذه ابن دقيق. [طبقات الشافعي الكبرى للسبكي 8/209طبقات المفسرين للداوودي 1/315]
مولده: ولد سنة سبع أَو سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة في دمشق. [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
من أخباره رحمه الله:
عاش في دمشق وتولى خطابة الجامع الأموي وكان له الفضل بعد الله تعالى في إزالة الكثير من البدع الشائعة في الخطب من دق السيوف وغير ذلك من البدع على المنبر وأبطل صلاة الرغائب والنصف من شعبان وانتقل إلى بغداد ومكث فيها أشهر ثم انتقل إلى مصر وولاه السلطان خطابة مسجد عمرو بن العاص والقضاء القبلي وكان له دور كبيرا في التصدي للخمور والمجون [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]


حياته العلمية
تلقيه للعلم: درس في دمشق في زاوية الغزالية ولم يتلق العلم مبكرا كغيره من العلماء برع في علوم كثيرة كاللغة والحديث والتفسير وال أصول وهو أشهر شيوخ الشافعية وقيل أنه بلغ رتبة الاجتهاد. [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
شيوخه: تلقى العز بن عبد السلام العلم على يد كثير من الشيوخ منهم: الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر.الشَّيْخ سيف الدّين الْآمِدِيّ قَرَأَ عليه الْأُصُول.الْحَافِظ أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن الْحَافِظ الْكَبِير أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر شَيخ الشُّيُوخ عبد اللَّطِيف بن إِسْمَاعِيل بن أبي سعد الْبَغْدَادِيّعمر بن مُحَمَّد بن طبرزد, سمع منهم الحديث .
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
تلاميذه: أخذ العلم عن الشيخ خلق كثير من الناس منهم:شيخ الْإِسْلَام ابْن دَقِيق الْعِيدالْإِمَام عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الْبَاجِيّالشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاحالشيخ شرف الدين الدمياطي، وخرج له أربعين حديثا عواليوأبو الحسين اليونيني.
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
مؤلفاته:
كتاب «تفسير القرآن» في مجلد كبير، رتبه على المعاني مختصرا.
كتاب «مختصر مسلم» وأقرأه.
كتاب «المجاز».
كتاب «قواعد الإسلام» نسختان، كبرى وصغرى.
كتاب «مناسك الحج».
كتاب «الغاية في اختصار النهاية».
كتاب في «الإيمان ووجوهه» وفرق ما بينه وبين الإسلام.
كتاب «بداية السّول في تفضيل الرسول».
كتاب «في الصوم وفضله».
كتاب «الفتاوى المجموعة».
كتاب «مقاصد الصلاة».
كتاب «الملحة» في تصحيح العقيدة.
كتاب «الردّ على المبتدعة والحشوية».
كتاب «الأمالي».
كتاب «الفتاوى الموصليّة».
كتاب «شجرة المعارف».
كتاب «بيان أحوال الناس يوم القيامة».
كتاب «الدلائل المتعلقة بالملائكة والنبيين عليهم السلام».
كتاب «مختصر رعاية المحاسبي».
كتاب «الإمام في أدلة الأحكام».
كتاب «فوائد البلوى والمحن».
كتاب «الجمع بين الحاوي والنهاية» مجموع يشتمل على فنون من الفوائد.
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
أقوال العلماء فيه:
أنعم الله تعالى على الشيخ العز بن عبد السلام بثناء العلماء عليه بسبب ما خصه الله به من الصفات التي بوأته مكانة عظيمة في العلم والدعوة تلك الخصائص والصفات التي جعلت كثيرا من أهل العلم يطلقون عليه شيخ الإسلام ووحيد عصره وهذه بعض أقوالهم فيه
فقد ذكره الشريف عزَّ الدين، فقال: حدَّث، ودرس، وأفتى، وصنف، وتولى الحُكم بمصر مدة والخطابة بجامعها العتيق، وكان علم عصره فِي العِلْم، جامعًا لفنونٍ متعددة، عارِفًا بالأصول والفروع والعربية، مُضافًا إلى ما [جبل عليه من ترك التكلف، والصلابة فِي الدين، وشُهرتُه تُغني عَن الإطناب فِي وصفه.[تاريخ الإسلام للذهبي 8/933-934. وقال ابن دقيق العيد: ابن عبد السّلام أحد سلاطين العلماء، وعن أبي عمرو بن الحاجب أنه قال: ابن عبد السّلام أفقه من الغزالي. طبقات المفسرين للداودي 1/320 [

وفيه يقول أبو الحسين الجزار من أبيات:
سار عبد العزيز في الحكم سيرا ... لم يسره سوى ابن عبد العزيز
عمّنا حكمه بعدل بسيط ... شامل للورى ولفظ وجيز
[طبقات المفسرين للداوودي 1/321]
وقال السبكي عنه في ترجمته له شيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين وَأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام سُلْطَان الْعلمَاء إِمَام عصره بِلَا مدافعة الْقَائِم بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فِي زَمَانه المطلع على حقائق الشَّرِيعَة وغوامضها الْعَارِف بمقاصدها لم ير مثل نَفسه وَلَا رأى من رَآهُ مثله علما وورعا وقياما فِي الْحق وشجاعة وَقُوَّة جنان وسلاطة لِسَان[طبقات الشافعية الكبرى لسبكي/209]

اعتقاداه
كان رحمه الله أشعري المعتقد .
مذهبه الفقهي:
كان على مذهب الشافعي رحمه الله تعالى.
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]

نماذج من تفسيره
اختصر الشيخ العز بن عبد السلام تفسير النكت والعيون للماوردي وسمى المختصر تفسير القرآن وهذه بعض النماذج من اختصاره لهذا التفسير
تفسير قوله تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران 14)
" {زُيِّنَ لِلنَّاسِ} حُسِّن. والشهوة: من خلق الله - تعالى - ضرورية لا يقدر العبد على دفعها، زينها الشيطان، لأن الله - تعالى - ذمها، أو زينها الرب بما جعله في الطبع من المنازعة إليها، أو زين الله - تعالى - ما حسن وزين الشيطان ما قبح. {القناطير} القنطار: ألف ومائتا أوقية وهو مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الف دينار ومائتا دينار،
عن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً، أو اثنا عشر ألف درهم، أو ألف دينار، أو ثمانون ألفاً، من الدراهم، أو مائة رطل من الذهب، أو سبعون ألفاً، أو ملء مسك ثور ذهباً، أو المال الكثير. {الْمُقَنطَرَةِ} المقنطرة: المضاعفة، أو تسعة قناطر، أو المضروبة دراهم أو دنانير، أو المجعولة كذلك، لقولهم: " دراهم مدرهمة ". {الْمُسَوَّمَةِ} الراعية، أو الحسنة، أو المعلمة، أو المعدة للجهاد، أو من السيما مقصور وممدود. {وَالأَنْعَامِ} الإبل، والبقر / والغنم، ولا يفرد بعضها باسم النعم إلا الإبل. [1/254]
تفسير قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (سورة النحل 75)
"{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً} مثل للكافر والمؤمن، فالكافر لا يقدر على شيء من الخير، والرزق الحسن مما عند المؤمن من الخير " ع "، أو مثل للأوثان التي لا تملك شيئاً تُعبد دون الله - تعالى - الذي يملك كل شيء.[2/198
تفسير قوله تعالى {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}
{خَوْفاً} من صواعقه {وَطَمَعاً} في نزول غيثه، أو خوفاً للمسافر من أذيته وطمعاً للمقيم في بركته. {الثِّقَالَ} بالماء. {الرَّعْدُ} الصوت المسموع، أو ملك والصوت المسموع تسبيحه {خِيفَتِهِ} الضمير لله - تعالى -، أو للرعد، {الصَّوَاعِقَ} نزلت في رجل أنكر القرآن وكذب الرسول [صلى الله عليه وسلم] فأخذته صاعقة، أو في أربد لما هم بقتل الرسول [صلى الله عليه وسلم] مع عامر بن الطفيل فيبست يده على سيفه ثم انصرف فأحرقته صاعقة فقال أخوه لبيد:
(أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السِّماكِ والأسد) (فجعني البرق والصواعق بالفا ... رس يوم الكريهة النَجُد)
أو نزلت في يهودي قال للرسول [صلى الله عليه وسلم] أخبرني عن ربك من أي شيء هو من لؤلؤ أو ياقوت فجاءت صاعقة فأحرقته " ع "، {يُجَادِلُونَ} قول اليهودي، أو جدال أربد لما هم بقتل الرسول [صلى الله عليه وسلم] {الْمِحَالِ} العداوة " ع "، أو الحقد " ح " أو القوة " م " أو الغضب أو الحيلة أو الحول " ع "، أو الهلاك بالمَحْل وهو القحط " ح "، أو الأخذ أوالانتقام. { [2/147-149]
وفاته:
توفي رحمه الله توفّي فِي الْعَاشِر من جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بالقرافة الْكُبْرَى رَحمَه الله تَعَالَى.[1]
هذه محاولة متواضعة للتعريف بالشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله وغفر له وجميع علماء المسلمين ]
هذه المراجع التي رجعت إليها في إعداد البحث الكتاب: تفسير القرآن (وهو اختصار لتفسير الماوردي)
المؤلف: أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، الملقب بسلطان العلماء (المتوفى: 660هـ) المحقق: الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي
الناشر: دار ابن حزم - بيروت الكتاب: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف الناشر: دار الغرب الإسلامي،الكتاب: طبقات المفسرين للداوودي المؤلف: محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي (المتوفى: 945هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت , الكتاب: طبقات المفسرين المؤلف: أحمد بن محمد الأدنه وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى: ق 11هـ) المحقق: سليمان بن صالح الخزي الناشر: مكتبة العلوم والحكم – السعودية [

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ربيع الثاني 1436هـ/23-01-2015م, 11:37 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

تم التصحيح في صفحتك للاختبارات هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...635#post159635
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 ربيع الثاني 1436هـ/24-01-2015م, 12:04 AM
حنين اللهيبي حنين اللهيبي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 84
افتراضي

تعديل لسيرة الشيخ حسب ما فهمت من ملاحظتكم وفقكم الله وسددكم ورزقكم الفردوس الأعلى من الجنة على رقي المعاملة وحسن التوجيه
لكن لم أتمكن من فصل المصادر عن المتن لعدم معرفتي بكيفية عمل ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على خير معلم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وبعد:
علم التفسير علم جليل النفع، عظيم الفائدة، كيف لا؟ وهو علم متصل بكتاب الله تعالى، الذي هو المعجزة الخالدة، والحجة الباقية، ذو الدرر الكامنة التي تحتاج للبحث والتنقيب عنها حتى نهنأ وننعم.
وعلم التفسير هو أحد هذه الطرق الموصلة لدرر القرآن. وقد أيقن علماؤنا بأهمية هذا العلم فصنفوا فيه العديد من المصنفات: منها المطولة، ومنها المختصرة.
والوقوف على حياة ومآثر أولائك المصنفين تشحذ الهمم وتدفع للبذل والجد والاجتهاد.
ومن بين العلماء المصنفين العز بن عبد السلام الذي شرفت بالبحث في سيرته والله الموفق
هو عالم ذائع الصيت بين العلماء وطلبة العلم موصوف بأوصاف جليلة تجعل منه عالم إماما فذا وهذه بعض ملامح سيرته –رحمه الله
اسمه ونسبه: هو شيخ الإسلام عَبْد العزيز بْن عَبْد السلام بْن أبي القاسم بْن الحسن بن مُحَمَّد ابْن مهذب السُّلَميّ، الدّمشقيّ،ثم المغربي ثمَّ الْمصْرِّي [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
كنيته: يكنى بأبي محمد.اريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
لقبه: لقب رحمه الله بسلطان العلماء والذي لقبه بهذا تلميذه ابن دقيق. [طبقات الشافعي الكبرى للسبكي 8/209طبقات المفسرين للداوودي 1/315]
مولده: ولد سنة سبع أَو سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة في دمشق. [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
من أخباره رحمه الله:
عاش في دمشق وتولى خطابة الجامع الأموي وكان له الفضل بعد الله تعالى في إزالة الكثير من البدع الشائعة في الخطب من دق السيوف وغير ذلك من البدع على المنبر وأبطل صلاة الرغائب والنصف من شعبان وانتقل إلى بغداد ومكث فيها أشهر ثم انتقل إلى مصر وولاه السلطان خطابة مسجد عمرو بن العاص والقضاء القبلي وكان له دور كبيرا في التصدي للخمور والمجون [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]


حياته العلمية
تلقيه للعلم: درس في دمشق في زاوية الغزالية ولم يتلق العلم مبكرا كغيره من العلماء برع في علوم كثيرة كاللغة والحديث والتفسير والأصول وهو أشهر شيوخ الشافعية وقيل أنه بلغ رتبة الاجتهاد. [تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
شيوخه: تلقى العز بن عبد السلام العلم على يد كثير من الشيوخ منهم: الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر.الشَّيْخ سيف الدّين الْآمِدِيّ قَرَأَ عليه الْأُصُول.الْحَافِظ أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن الْحَافِظ الْكَبِير أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر شَيخ الشُّيُوخ عبد اللَّطِيف بن إِسْمَاعِيل بن أبي سعد الْبَغْدَادِيّعمر بن مُحَمَّد بن طبرزد, سمع منهم الحديث .
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
تلاميذه: أخذ العلم عن الشيخ خلق كثير من الناس منهم:شيخ الْإِسْلَام ابْن دَقِيق الْعِيدالْإِمَام عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الْبَاجِيّالشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاحالشيخ شرف الدين الدمياطي، وخرج له أربعين حديثا عواليوأبو الحسين اليونيني.
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
مؤلفاته:
كتاب «الأمالي».
كتاب «الإمام في أدلة الأحكام».
كتاب «بداية السّول في تفضيل الرسول».
كتاب «بيان أحوال الناس يوم القيامة».
كتاب «تفسير القرآن» في مجلد كبير، رتبه على المعاني مختصرا.
كتاب «الجمع بين الحاوي والنهاية» مجموع يشتمل على فنون من الفوائد.
كتاب «الدلائل المتعلقة بالملائكة والنبيين عليهم السلام».
كتاب «الردّ على المبتدعة والحشوية».
كتاب «مختصر رعاية المحاسبي».
كتاب «شجرة المعارف».
كتاب «الفتاوى المجموعة».
كتاب «الفتاوى الموصليّة».
كتاب «فوائد البلوى والمحن».
كتاب في «الإيمان ووجوهه» وفرق ما بينه وبين الإسلام.
كتاب «في الصوم وفضله».
كتاب «الغاية في اختصار النهاية».
كتاب «قواعد الإسلام» نسختان، كبرى وصغرى.
كتاب «المجاز».
كتاب «مختصر مسلم» وأقرأه.
كتاب «مقاصد الصلاة».
كتاب «الملحة» في تصحيح العقيدة.
كتاب «مناسك الحج».
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]
أقوال العلماء فيه:
أنعم الله تعالى على الشيخ العز بن عبد السلام بثناء العلماء عليه بسبب ما خصه الله به من الصفات التي بوأته مكانة عظيمة في العلم والدعوة تلك الخصائص والصفات التي جعلت كثيرا من أهل العلم يطلقون عليه شيخ الإسلام ووحيد عصره وهذه بعض أقوالهم فيه
فقد ذكره الشريف عزَّ الدين، فقال: حدَّث، ودرس، وأفتى، وصنف، وتولى الحُكم بمصر مدة والخطابة بجامعها العتيق، وكان علم عصره فِي العِلْم، جامعًا لفنونٍ متعددة، عارِفًا بالأصول والفروع والعربية، مُضافًا إلى ما [جبل عليه من ترك التكلف، والصلابة فِي الدين، وشُهرتُه تُغني عَن الإطناب فِي وصفه.[تاريخ الإسلام للذهبي 8/933-934. وقال ابن دقيق العيد: ابن عبد السّلام أحد سلاطين العلماء، وعن أبي عمرو بن الحاجب أنه قال: ابن عبد السّلام أفقه من الغزالي. طبقات المفسرين للداودي 1/320 [

وفيه يقول أبو الحسين الجزار من أبيات:
سار عبد العزيز في الحكم سيرا ... لم يسره سوى ابن عبد العزيز
عمّنا حكمه بعدل بسيط ... شامل للورى ولفظ وجيز
[طبقات المفسرين للداوودي 1/321]
وقال السبكي عنه في ترجمته له شيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين وَأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام سُلْطَان الْعلمَاء إِمَام عصره بِلَا مدافعة الْقَائِم بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فِي زَمَانه المطلع على حقائق الشَّرِيعَة وغوامضها الْعَارِف بمقاصدها لم ير مثل نَفسه وَلَا رأى من رَآهُ مثله علما وورعا وقياما فِي الْحق وشجاعة وَقُوَّة جنان وسلاطة لِسَان[طبقات الشافعية الكبرى لسبكي/209]

اعتقاده
كان رحمه الله أشعري المعتقد .
مذهبه الفقهي:
كان على مذهب الشافعي رحمه الله تعالى.
[تاريخ الإسلام للذهبي 14/933-934، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/209-255، طبقات الشافعين لأبي الفداء الدمشقي 1/873-875،طبقات المفسرين للداودي 1/315-339، طبقات المفسرين للأدنهوي 1/242]

نماذج من تفسيره
اختصر الشيخ العز بن عبد السلام تفسير النكت والعيون للماوردي وسمى المختصر تفسير القرآن وهذه بعض النماذج من اختصاره لهذا التفسير
تفسير قوله تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران 14)
" {زُيِّنَ لِلنَّاسِ} حُسِّن. والشهوة: من خلق الله - تعالى - ضرورية لا يقدر العبد على دفعها، زينها الشيطان، لأن الله - تعالى - ذمها، أو زينها الرب بما جعله في الطبع من المنازعة إليها، أو زين الله - تعالى - ما حسن وزين الشيطان ما قبح. {القناطير} القنطار: ألف ومائتا أوقية وهو مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الف دينار ومائتا دينار،
عن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً، أو اثنا عشر ألف درهم، أو ألف دينار، أو ثمانون ألفاً، من الدراهم، أو مائة رطل من الذهب، أو سبعون ألفاً، أو ملء مسك ثور ذهباً، أو المال الكثير. {الْمُقَنطَرَةِ} المقنطرة: المضاعفة، أو تسعة قناطر، أو المضروبة دراهم أو دنانير، أو المجعولة كذلك، لقولهم: " دراهم مدرهمة ". {الْمُسَوَّمَةِ} الراعية، أو الحسنة، أو المعلمة، أو المعدة للجهاد، أو من السيما مقصور وممدود. {وَالأَنْعَامِ} الإبل، والبقر / والغنم، ولا يفرد بعضها باسم النعم إلا الإبل. [1/254]
تفسير قوله تعالى {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}
{خَوْفاً} من صواعقه {وَطَمَعاً} في نزول غيثه، أو خوفاً للمسافر من أذيته وطمعاً للمقيم في بركته. {الثِّقَالَ} بالماء. {الرَّعْدُ} الصوت المسموع، أو ملك والصوت المسموع تسبيحه {خِيفَتِهِ} الضمير لله - تعالى -، أو للرعد، {الصَّوَاعِقَ} نزلت في رجل أنكر القرآن وكذب الرسول [صلى الله عليه وسلم] فأخذته صاعقة، أو في أربد لما هم بقتل الرسول [صلى الله عليه وسلم] مع عامر بن الطفيل فيبست يده على سيفه ثم انصرف فأحرقته صاعقة فقال أخوه لبيد:
(أخشى على أربد الحتوف ولا أرهب نوء السِّماكِ والأسد) (فجعني البرق والصواعق بالفا رس يوم الكريهة النَجُد)
أو نزلت في يهودي قال للرسول [صلى الله عليه وسلم] أخبرني عن ربك من أي شيء هو من لؤلؤ أو ياقوت فجاءت صاعقة فأحرقته " ع "، {يُجَادِلُونَ} قول اليهودي، أو جدال أربد لما هم بقتل الرسول [صلى الله عليه وسلم] {الْمِحَالِ} العداوة " ع "، أو الحقد " ح " أو القوة " م " أو الغضب أو الحيلة أو الحول " ع "، أو الهلاك بالمَحْل وهو القحط " ح "، أو الأخذ أوالانتقام. { [2/147-149]
تفسير قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (سورة النحل 75)
"{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً} مثل للكافر والمؤمن، فالكافر لا يقدر على شيء من الخير، والرزق الحسن مما عند المؤمن من الخير " ع "، أو مثل للأوثان التي لا تملك شيئاً تُعبد دون الله - تعالى - الذي يملك كل شيء.[2/198
وفاته:
توفي رحمه الله توفّي فِي الْعَاشِر من جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بالقرافة الْكُبْرَى رَحمَه الله تَعَالَى.[1]
هذه محاولة متواضعة للتعريف بالشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله وغفر له وجميع علماء المسلمين ]
هذه المراجع التي رجعت إليها في إعداد البحث:
الكتاب: تفسير القرآن (وهو اختصار لتفسير الماوردي)
المؤلف: أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، الملقب بسلطان العلماء (المتوفى: 660هـ) المحقق: الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي
الناشر: دار ابن حزم - بيروت
الكتاب: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف الناشر: دار الغرب الإسلامي،
الكتاب: طبقات المفسرين للداوودي المؤلف: محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي (المتوفى: 945هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ,
الكتاب: طبقات المفسرين المؤلف: أحمد بن محمد الأدنه وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى: ق 11هـ) المحقق: سليمان بن صالح الخزي الناشر: مكتبة العلوم والحكم – السعودية [

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 ربيع الثاني 1436هـ/26-01-2015م, 08:31 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

تم التصحيح في صفحتك للاختبارات هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...927#post160927
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشيخ, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir