تعرض الشيطان لأهل الإنابة
ومما ينبغي التفطن له ما نبه إليه شيخ الإسلام ابن تيمية بقول:(الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به ؛ فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم ويعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة.
ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه؛ بل هو مقبلٌ على هواه في غفلةٍ عن ذكر ربه؛ وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله.
قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}ولهذا أمر قارئ القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلبَ الإيمانَ العظيم وتزيده يقينًا وطمأنينةً وشفاءً.
وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}وقال تعالى: {هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} ). ا.هـ.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والإخلاص في السر والعلن
وكلمة الحق في الغضب الرضا، والقصد في الفقر والغنى
ونسألك حسن الإنابة إليك، وأن تغفر لنا ذنوبنا
وتعصمنا من أسباب سخطك وعقابك
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم أدخلنا في رحمة منك وفضل، واهدنا إليك صراطاً مستقيماً
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير