دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1437هـ/17-01-2016م, 09:04 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي سيرة العالم المفسر أَحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام من القرن الثامن الهجري (ت: 728هـ)

تم الحذف والتعديل


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ربيع الثاني 1437هـ/17-01-2016م, 09:15 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة العالم المفسر أَحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام

● اسمه ونسبه:


أَحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن عبد الله بن أَبي القاسم بن تَيْمِيَّة الحَرَّاني ثمَّ الدِّمشقي الحنبلي تقي الدين أَبو العَبَّاس بن شهاب الدين بن مجد الدين [1].
والده:المفتي شهاب الدين عبد الحليم [2].
جده: مجد الدين أَبي البركات عبد السَّلام مؤلف «الأحكام»، ابن عبد الله بن أَبي القاسم الحَرَّاني، ابن تَيْميَّة، وهو لقب لجده الأعلى[3]. ،وجده إمام مجتهد [4].
سبب لقب ابن تيمية :
قيل: إِنَّ جَدَّه محمَّد بن الخَضِر حَجَّ - وله امرأة حامل - على درب تَيْماء، فرأى هناك جاريةً طِفْلة قد خرجت من خِبَاءٍ، فلما رجع إِلى حَرَّان وجد امرأته قد ولدت بنتًا، فلما رآها قال: يا تَيْمِيَّة، يا تَيْمِيَّة، فلُقِّب بذلك.
وقال ابنُ النَّجَّار: ذُكر لنا أَنَّ محمَّدًا هذا كانت أمّه تسمى تَيْمِيَّة، وكانت واعظة، فنسب إِليها، وعُرِفَ بها[5 ].


● مولده ونشأته:
ولد في عاشر ربيع الأَوَّل سنة (661) وتحوّل به أَبوه من حرّان سنة (667) [6] ،وقدم مع والده وأهله إِلى دمشق وهو صغير، وكانوا قد خرجوا من حَرَّان مُهَاجِرين بسنن جَوْر التَّتار، فساروا بالليل ومعهم الكتب على عجلة لعدم الدَّواب؛ فكاد العدو يلحقهم، ووقفتِ العجلة، فابتهلوا إِلى الله واستغاثوا به فنجوا وسَلِموا، وقدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين ،وسمع بها عن جملة من المشايخ .
نشأ في تصوُّنٍ تام، وعفاف تألُّهٍ، واقتصاد في المَلْبَس والمأكل، ولم يزل على ذلك خلفَا صالحًا سلفيًا، بَرًّا بوالديه، تقيًا، ورعًا، عابدًا ناسكًا، صَوَّامًا قَوَّمًا، ذاكرًا لله تعالى في كل أمر وعلى كل حال، رجَّاعًا إلى الله تعالى في سائر الأحوال والقضايا، وقَّافًا عند حدود الله تعالى وأوامره ونواهيه، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، لا تكاد نَفْسُه تشبع من العِلْم، ولا تَرْوى من المطالعة، ولا تَمَلُّ من الاشتغال، ولا تَكِلُّ من البحث، وقلَّ أن يَدْخُلْ في علم من العلوم، في باب من أبوابه إِلاَّ ويُفتح له من ذلك الباب أبواب، ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حُذَّاق أهله.
كان يحضر المدارس والمحافل في صِغَرِه، فيتكلَّم ويناظر، ويُفْحِمُ الكبار، ويأتي بما يتحيَّر منه أعيانُ البلد في العِلْم، وأفتى له نحو سبع عشرة سنة، وشَرَع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت.


ومات والده - وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم - فدرَّس بعده بوظائفه؛ وله إِحدى وعشرون سنة، واشْتَهر أمره، وبَعُدَ صيته في العالم، وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجُمَع على كرسي من حِفْظه، فكان يورد ما يقوله من غير توقُّفٍ ولا تلعثم، وكذا كان يورد الدَّرْس بتُؤَدَةٍ وصوتٍ جَهْوَري فصيح.


وحَجَّ سنة إِحدى وتسعين وله ثلاثون سنة، ورجع وقد انتهت إليه الإِمامة في العِلْم، والعمل[7 ].



● شيوخه:


زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي [ 8].
الشيخ ابن أَبي اليُسْر
الشيخ الكمال بن عبد
الشَّيخ شمس الدين الحَنْبَلي
القاضي شمس الدين بن عطاء الحَنفِي
الشَّيخ جمال الدين بن الصَّيْرفي
الشيخ مجد الدين بن عَسَاكر
الشيخ النَّجيب المِقْداد
الشيخ ابن أَبي الخير
الشيخ ابن علان
الشيخ أَبو بكر الهَرَوي
الشيخ الكمال عبد الرحيم
الشيخ فخر الدين البُخَاري
ابن شَيْبَان،
الشرف بن القَوَّاس
زينب بنت مكي
وخَلْق كثير ،وشيوخه الَّذين سمع منهم أزيد من مئتي شيخ[ 9].


● تلاميذه:


ابن كثير (صاحب التفسير)[ 10].
أحمد بن محمد بن مري الحنبلي[11 ].
يوسف جمال الدين أبو الحجاج المزي [ 12].
شمس الدين بن أبي بكر المعروف بابن القيم [ 13].
أبو الفتح محمد بن سيد الناس اليعمري[14 ].
شمس الدين الذهبي ،قال: سمعت جملة من مصنفاته وجزء ابن عرفة وغير ذلك
[ 15].
أبو حفص عمر بن علي بن موسى البزار البغدادي[16 ].
أحمد بن محمد ابن الأبرادي الحنبلي [17 ].
شمس الدين ابن الصايغ [18 ].
فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح [ 19].


أقوال العلماء فيه :


قال الشَّيخ تقي الدِّين بن دقيق العيد(ت: 702ه): وقد سئل عن ابن تَيْمِيَّة بعد اجتماعه به: كيف رأيته؟ فقال: رأيت رجلاً سائر العلوم بين عينيه، يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء، فقيل له: فلم لا تتناظرا؟ قال: لأَنَّه يحب الكلام وأحبُّ السّكوت[ 20].
قال الشيخ أَبو الحَجَّاج جمال الدين المزي(ت: 742ه): ما رأيتُ مِثْلَه، ولا أرى هو مِثْلَ نَفْسِه، وما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله وسُنَّة رسوله، ولا أتبه لهما منه[ 21].
قال شمس الدين الذَّهَبيّ (ت: 748ه): كَانَ آيةً في الذكاء وسُرْعة الإِدراك، رأسًا في مَعْرفة الكتاب والسُّنَّة والاختلاف، بحرًا من النَّقليات، هو في زمانه فريد عَصْره عِلْمًا وزُهْدًا وشجاعةً وسخاءً، وأمرًا بالمعروف، ونهيًا عن المنكر، وكثرة تصانيف [ 22].
قال شمس الدين الذَّهَبيّ (ت: 748ه): فريد العصر عِلمًا ومعرفةً وذكاءً وحفظًا وكرمًا وزهدًا، وفرطَ شجاعةٍ وكثرةَ تآليف والله يصلحه ويسدِّده، فلسنا بحمد الله ممن نَغْلُو فيه، ولا نجفو عنه، ما رُئي كاملاً أئمةُ التَّابعين وتابعيهم، فما رأَيته إلاّ ببطن كتاب[ 23].
قال شمس الدين الذَّهَبيّ في «معجمه المختص»(ت: 748ه): كَانَ إمامًا متبحرًا في علوم الديانة، صحيح الذهن، سريع الإدراك، سيال الفهم، كثير المحاسن، موصوفًا بفرط الشجاعة والكرم، فارغًا عن شهوات المأكل والملبس والجماع، لا لذة له في غير نشر العلم وتدوينه. والعمل بمقتضاه[ 23].
قال الشيخ ابن قيم الجوزية في الكافية الشافية (ت: 751ه):
فَاقْرَأْ تصانيفَ الإمَامِ حقيقةً ... شيخِ الوجودِ العالمِ الربّاني
أَعني أبا العباسِ أحمدَ ذلك الْـ ... ـبَحْرَ المحيطَ بسائرِ الخُلْجَان[24 ].
قال جمال الدِّين السُّرمري في «أماليه» (ت: 776 هـ): هـ ومن عجائب ما وقع في الحفظ من أهل زماننا: أَنَّ ابن تَيْمِيَّة كَانَ يمر بالكتاب مطالعةً مرّة فينتقش في ذهنه وينقله في مصنَّفاته بلفظه ومعناه [ 25].
قال عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت: 795هـ): كان العلماء، والصُّلحاء، والجُند، والأُمراء، والتُّجار، وسائر العامّة تحبُّه، لأّنَّه منتصب لنفعهم ليلاً ونهارًا، بلسانه، وقلمه[ 26].
قال ابن حجر العسقلاني في «الدرر» (ت: 852هـ): وقرأَ بنفسه ونسخ «سنن أَبي داود» وحصَّل الأَجزاء. ونظر في الرجال والعلل. وتفقه، وتمهر، وتقدم، وصنف، ودرس، وأَفتى، وفاق الأقران، وصار عجبًا في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسُّع في المنقول والمعقول والاطلاع على مذاهِب السَّلف والخلف[27 ].
قال محمَّد بن عليّ الشوكاني (ت: 1250هـ): لا أَعلم بعد ابن حزم مثله وما أّظنه سمح الزمان ما بين عصر الرجلين بمن شابههما أَو يقاربهما[ 28].


طلبه للعلم:


أقبل على العلوم في صغره، فأخذ الفقه والأصول عن والده، وعن الشَّيخ شمس الدِّين بن أَبي عمر، والشيخ زين الدِّين بن المُنَجَّى، وبَرَعَ في ذلك، وناظر، وقرأ العربية على ابن عبد القوي. ثمَّ أَخذ «كتاب سيبويه» فتأمله وفهمه، وأقبل على تفسير القرآن الكريم فبرّز فيه، وأحكم أصول الفقه، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، وغير ذلك من العلوم. ونظر في الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله، وردَّ علي رؤسائهم وأكابرهم، ومهر في هذه الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس، وله دون العشرين سنة.
وأفتى من قبل العشرين أيضًا. وأمدّه الله بكثرة الكتب، وسُرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، وبُطء النسيان، حتَّى قال غير واحد: إِنَّه لم يكن يحفظ شيئًا فينساه، ثمَّ توفي والده وله إِحدى وعشرون سنة، فقام بوظائفه بعده مدة، فدرَّس بدار الحديث السُّكَّريَّة المجاورة لحمّام نور الدِّين الشهيد في البزورية في أول سنة ثلاث وثمانين، وحضر عنده قاضي القضاة بهاء الدين بن الزّكي، والشيخ تاج الدِّين الفَزَاري، وابن المُرَحّل، وابن المُنَجَّي، وجماعة، فذكر درسًا عظيمًا في البسملة، بحيث بَهَرَ الحاضرين، وأثنوا عليه جميعًا[ 29].
عني بالحديث، وسمع «المسند» مرّات، والكتب السِّتَّة. و «معجم الطَّبرانيّ الكبير» وما لا يُحصى من الكتب والأجزاء. وقرأ بنفسه، وكتب بخطّه جملة من الأجزاء[ 30].
ولازم السماع مدة سنين، وقرأ «الغيلانيات» في مجلس، ونسخ وانتقى، كَتَبَ الطِّباق والأثبات، طبقات علماء الحديث
قرأ بنفسه على جماعة وانتخب، ونسخ عدة أجزاء، و «سنن أَبي داود»، ونظر في الرجال والعلل. وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر، مع التدين والنبالة، والذكر، والصيانة.
ثم أقبل على الفقه ودقائقه وقواعده وحججه، والإجماع والاختلاف؛ حتَّى كَانَ يقضي منه العجب إِذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، ثمَّ يستدل ويرجع ويجتهد[31 ].
● نبذة من أخباره:


أخلاقه:
قال الذهبي: ولم أَر مثله في ابتهاله واستغاثته وكثرة توجُّهه، وأَنا لا أَعتقد فيه عصمة، بل أَنا مُخالف له في مسائل أَصلية وفرعية، فإن كَانَ مع سعة علمه، وفرط شجاعته، وسيلان ذهنه، وتعظيمه لحرمات الدِّين، بشرًا من البشر تعتريه حدة في البحث، وغضب وشظف للخصم؛ تزرع له عداوة في النفوس وإِلاّ لو لاطَفَ خصومه لكان كلمة إِجماعٍ؛ فإِنَّ كبارهم خاضعون لعلومه معترفون بشفوفه مقرّون بندور خطئه وأّنّه بحر لا ساحل له، وكنز لا نظير له، ولكن ينقمون عليه أَخلاقًا وأَفعالاً وكل أَحد يؤخذ من قوله ويترك.
قال الذهبي : وكان محافظًا على الصلاة والصوم، معظِّمًا للشرائع ظاهرًا وباطنًا لا يؤتى من سوءِ فهم فإِنّ له الذكاء المفرط، ولا من قلة علم فإِنَّه بحر زخار، ولا كَانَ متلاعبًا بالدين ولا ينفرد بمسائله بالتشهِّي ولا يطلق لسانه بما اتفق، بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس ويبرهن ويناظر أُسوةَ من تقدمه من الأئمة، فله أجر على خطئه، وأَجران على إصابته[ 32].


خلقته وصورته:


كان الشَّيخ أبيض، أسود الرأس واللحية، فليل الشيب، شعره إِلى شحمة أذنيه، كأن عينيه لسانان ناطقان، رَبْعَة من الرجال، بعيد ما بين المنكبين، جهْوَري الصوت، فصيحًا، سريع القراءة[34 ].


جوانب من حياته:


*حدَّث بدمشق، ومصر، والثغر. وقد امتُحن وأُوذِيَ مرّات، وحُبس بقلعة مصر والقاهرة والإسكندرية، وبقلعة دمشق مرّتيْن. وبها توفي[ 35].
*سافر الشَّيخ مرة على البريد إِلى الديار المصرية يستنفر السلطان عند مجئ التتر سنة من السنين، وتلا عليهم آيات الجهاد، وقال: إِن تخليتم عن الشَّام ونصرة أهله والذَّب عنهم، فإِنَّ الله تعالى يقيم لهم وينصرهم غيركم، ويستبدل بكم سواكم. وتلا قوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، وقوله تعالى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}.
وبلغ ذلك الشَّيخ تقي الدين بن دقيق العيد - وكان هو القاضي حينئذ - فاستحسن ذلك، وأعجبه هذا الاستنباط، وتعجب من مواجهة الشَّيخ للسلطان بمثل هذا الكلام[36 ].


من أقواله المعروفة المشهورة الَّتي جرى بسبب الإِفتاء بها محن وقلاقل قوله بالتكفير في الحلف بالطلاق، وأن الطّلاق الثلاث لا يقع إِلاَّ واحدة، وأن الطلاق المحرّم لا يقع، وله في ذلك مؤلفات كثيرة لاتنحصر ولا تنضبط[ 37].


● آثاره :
قال الذهبي :سارت بتصانيفه الركبان في فنونٍ من العلم وألوان، لعلَّ تواليفه وفتاويه في الأصول، والفروع، والزهد، والتفسير، والتوكل، والإخلاص، وغير ذلك تبلغ ثلاثة مئة مجلد، لا بل أكثر[ 38].


كتب الأصول
«الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية» أربع مجلدات أَملاه في الجب، رَدّ على تأسيس التقديس سماه «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» وربما سماه تخليص التلبيس من تأسيس التقديس، «شرح أَول المحصل للإِمام فخر الدين» بلغ ثلاث مجلدات، «شرح بضعة عشرة مسئلة من الأربعين للإمام فخر الدِّين»، «تعارضُ العقل والنقل» أربع مجلدات، «جواب ما أورده كمال الدين ابن الشريشي» مجلد، «الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح» ردّ على النصارى ثلاث مجلدات،«منهاج الاستقامة»، «شرح عقيدة الأصبهاني» مجلد، «نقض الاعتراض عليها لبعض المشارقة» أربع كراريس، «شرح أول كتاب الغزنوي في أصول الدين» مجلد، «الرد على المنطق» مجلد.، «رد آخر» لطيف، «الرد على الفلاسفة» مجلدات، «قاعدة في القضايا الوهمية»، قاعدة فيما يتناهى وما لا يتناهى»، «جواب الرسالة الصفدية»، «جواب في نقض قول الفلاسفة: إِنَّ معجزات الأنبياء قوى نفسانية» مجلد كبير. «إثبات المعاد والرد على ابن سينا»، «شرح رسالة ابن عبدوس في كلام الإمام أَحمد في الأصول»، «ثبوت النبوات عقلاً ونقلاً والمعجزات والكرامات» مجلدان، «قاعدة في الكليات» مجلد لطيف، «الرسالة القبرسية»،، «رسالة إِلى أهل طبرستان وجيلان في خلق الروح والنور والأئمة المقتدى بهم»،. «مسألة ما بين اللوحين وكلام الله»، «تحقيق كلام الله لموسى». «هل سمع جبريل كلام الله أَو نقله من اللوح المحفوظ». «الرسالة البعلبكية»، «الرسالة الأزهرية»، «القادرية»،«البغدادية»،. «أجوبة الشكل والنقط». «إبطال الكلام النفساني» أبطله من نحو ثمانين وجهًا. «جواب من حلف بالطلاق الثلاث أَنَّ القرآن حرف وصوت»، وله في إثبات الصفات وإثبات العلو والاستواء مجلدات، «المراكشية»، «صفات الكمال والضابط فيها»، «أجوبة في مباينة الله تعالى لخلقه»، «جواب في الاستواء وإبطال تأويله بالاستيلاء»، «جواب من قال لا يمكن الجمع بين إثبات الصفات على ظاهرها مع نفي التشبيه» نصف كراس، «أجوبة كون العرش والسموات كُريَّة وسبب قصد القلوب جهة العلو»، «جواب كون الشيء في جهة العلو مع أَنَّه ليس بجوهر ولا عرضٍ معقول أَو مستحيل»، «جواب هل الاستواء والنزول حقيقة وهل لازم المذهب مذهب» سماه الإربلية، «مسألة النزول واختلاف وقته باختلاف البلدان والمطالع» مجلد لطيف،. «شرح حديث النزول» في أكثر من مجلد، «بيان حل إشكال ابن حزم الوارد على الحديث»، «قاعدتان في قرب الرب من عابديه وداعيه» مجلد لطيف، «الكلام على نقض المرشدة»، «المسائل الإسكندرية في الرد على الاتحادية والحلولية»،«ما تضمنه فصوص الحكم من الكفر والإلحاد والحلول والإتحاد»،«جواب في لقاء الله»، «جواب رؤية النساء ربهن في الجنة»، «الرسالة المدنية في إثبات الصفات النقلية»، «الهلاوونيّة جواب ورَدَ على لسان ملك التَّتار» مجلد،، «قواعد في إثبات القدر والرد على القدرية والجبرية» مجلد،«رد على الروافض في الإمامة على ابن مطهر»، «جواب في حسن إرادة الله تعالى لخلق الخلق وإنشاء الأنام لعلّة أم لغير علّة»، «شرح حديث فحجَّ آدم موسى»، «كتاب تنبيه الرَّجل الغافل على تمويه المجادل» مجلد، «تناهي الشدائد في اختلاف العقائد»، «كتاب الإيمان» مجلد،«شرح حديث جبريل في الإيمان والإسلام»، «في عصمة الأنبياء في ما يبلّغونه»،«مسألة في العقل والروح»، «في المقربين هل يسألهم منكر ونكير»، «هل يُعذب الجسد مع الروح في القبر وهل تفارق البدن بالموت أم لا»،«الرد على أهل كسروان» مجلدان، «في فضل أَبي بكر وعمر على غيرهما»، «قاعدة في فضل معاوية وفي ابنه يزيد أَنَّه لا يُسَبّ». «في تفضيل صالحي الناس على سائر الأجناس»،«مختصر في كفر النصيرية». «في جواز قتال الرافضة»،«كراسة في بقاء الجنة والنار وفنائهما».



وردّ عليه كتب أصول الفقه
«قاعدة غالبها أقوال الفقهاء» مجلدان،«قاعدة كل حَمْد وذم من المقالات والأفعال لا يكون إلاّ بالكتاب والسنة»، «شمول النصوص للأحكام» مجلد لطيف «قاعدة في الإجماع وأَنَّه ثلاثة أقسام»، «جواب في الإجماع وخبر التواتر»، «قاعدة خبر الواحد يفيد اليقين»،«قاعدة في كيفية الاستدراك على الأحكام بالنص والإجماع»، «في الرد على من قال إِنَّ الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين» ثلاث مصنفات. «قاعدة فيما يظن من تعارض النصوص والإجماع»، «مؤاخذة لابن حزم في الإِجماع» «قاعدة في تقرير القياس»، «قاعدة في الاجتهاد والتقليد في الأحكام» مجلد «رفع الملام عن الأئمة الأعلام»، «قاعدة في الاستحسان» ،«وصف العموم والاطلاق»، «قواعد في أَنَّ المخطئ في الاجتهاد لا يأثم» مجلد،«هل العامي يجب عليه تقليد مذهب معين»، «جواب في ترك التقليد في من يقول مذهبي مذهب النَّبي صلى الله عليه وسلم وليس أَنا محتاج إِلى تقليد الأربعة»، «جواب من تفقه في مذهب ووجد حديثًا صحيحًا هل يعمل به أَو لا»،«جواب تقليد الحنفي الشَّافعيّ في الجمع للمطر والوتر» ،«الفتح على الإمام في الصلاة»،«تفضيل قواعد مذهب مالك وأهل المدينة»، «تفضيل الأئمة الأربعة وما امتاز به كل واحد منهم». «قاعدة في تفضيل الإمام أَحمد» مجلد،«جواب هل كَانَ النَّبي عليه السلام قبل الرسالة نبيًا»«،جواب هل كَانَ النَّبي عليه السلام متعبدًا بشرع من قبله»، «قواعد أَنَّ النّهي يقتضي الفساد»



كتب الفقه
«شرح المحرر في مذهب أَحمد» ولم يبيَّض،«شرح العمدة لموفق الدين» أربع مجلدات، «جواب مسائل وردت من أصبهان»،«جواب مسائل وردت من الأندلس»،. «جواب مسائل وردت من الصَّلت»، و «مسائل من بغداذ»، «مسائل وردت من زُرَع»، «مسائل وردت من الرحبة»،«أربعون مسألة لقبت الدّرر المضية في فتاوي ابن تَيْمِيَّة»،«الماردانية»،«الطرابلسية»، «قاعدة في المياه والمائعات وأحكامها»،«المائعات وملاقاتها النجاسات»، «طهارة بول ما يؤكل لحمه»،«قاعدة في حديث القُلتين وعدم رفعه»، «قواعد في الاستجمار وتطهير الأرض بالشمس والريح»، «جواز الاستجمار مع وجود الماء»، «نواقض الوضوء»،«قواعد في عدم نقضه بلمس النساء»، «التسمية على الوضوء» «خطأ القول بجواز مسح الرجلين»، «جواز المسح على الخفين المنخرقين والجوربين واللفائف»،«في من لا يعطي أجرة الحمام»،«تحريم دخول الحمام بلا مئزر»، «في الحمام والاغتسال» ،«ذَم الوسواس»، «جواز طواف الحائض» «تيسير العبادات لأرباب الضرورات بالتيمم والجمع بين الصلاتين للعذر" كراهية التلفظ بالنية وتحريم الجهر بها»، «قاعدة في الاستعاذة»، «قاعدة في البسملة هل هي من السورة»، «فيما يعرض للمصلي من الوسواس هل يبطل أَو لا»«الكَلِم الطيّب في الأذكار»،. «كراهية تقديم بَسطِ سجادة المصلي قبل مجيئه» «في الركعتين اللتين تصليان قبل الجمعة»، «في الصلاة بعد أذان الجمعة» «القنوت في الصبح والوتر»، «قتل تارك أحد المباني وكفره» مجلد. «الجمع بين الصلاتين في السفر»، «فيما يختلف حكمه بالسفر والحضر»، «أهل البدع هل يصلّى خلفهم»، «صلاة بعض أهل المذاهب خلف بعض».
«الصلوات المبتدعة»، «تحريم السماع»، «تحريم الشبّابة»، «تحريم اللعب بالشطرنج»، «تحريم الحشيشة القنبية ووجوب الحد فيها وتنجيسها»، «النهي عن المشاركة في أعياد النصارى واليهود وإيقاد النيران في الميلاد ونصف شعبان وما يفعل في عاشوراء من الحبوب»، «قاعدة في مقدار الكفارة في اليمين» خمس كراريس.، «في أّنَّ المطلقة ثلاثًا لا تَحِلُّ إِلاَّ بنكاح زوج ثان»، «بيان الطلاق المباح والحرام»،. «في الحلف بالطلاق وتنجيزه ثلاثًا»، «جواب من حلف لا يفعل شيئًا على المذاهب الأربعة ثمَّ طلق ثلاثًا في الحيض»، «الفرق المبين بين الطلاق واليمين»، «لمحة المختطف في الفرق بين الطلاق والحلف»، «الحلف بالطلاق من الأيمان حقيقة»، «كتاب التَّحقيق في الفرق بين الأيمان والتطليق».، «الطلاق البدعي لا يقع»، «مسائل الفرق بين الحلف بالطلاق وإيقاعه والطلاق البدعي والخلع ونحو ذلك»تقدير خمسة عشر مجلدًا، «مناسك الحج عدة» نحو مجلد، «في حجة النَّبي عليه السلام»، «في العمرة المكية» «في شهر السلاح بتبوك وشرب السويق بالعقبة وأكل التمر بالروضة وما يلبس المُحْرِمُ وزيارة الخليل عقيب الحج»، «زيارة القدس مطلقًا»، «جبل لبنان كأمثاله من الجبال ليس فيه رجال غُيَّبٌ ولا أبدال»، «جميع أيمان المسلمين [مكفّرة]».


الكتب في أنواع شتى:
جمع بعض الناس «فتاويه بالديار المصرية» مدة مقامه بها سبع سنين في علوم شتى فجاءت ثلاثين مجلدة، «الكلام على بطلان الفتوة المصطلح عليها بين العوام وليس لها أصل متصل بعليّ عليه السلام»، «كشف حال المشايخ الأحمدية وأحوالهم الشيطانية».، «بطلان ما يقوله أهل بيت الشَّيخ عديّ»، «النجوم هل لها تأثير عند الاقتران والمقابلة وفي الكسوف هل يقبل قول المنجمين فيه ورؤية الأهلة» مجلد، «تحريم أقسام المعزمين بالعزائم المعجمة وصدعا لصحيح وصفة الخواتم»، «إبطال الكيمياء وتحريمها ولو صحت وراجت»، «كشف حال المرازقة»، «قاعدة في العبيديين»[ 39].


من أقواله:
قال الشيخ أَبو عبد الله ابن القيم: سمعت شيخنا شيخ الإِسلام ابن تَيْمِيَّة قدس الله روحه، ونور ضريحه، يقول: إِنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. قال: وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بى؟ أَنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أَنا حبسي خَلْوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان في حبسه في القلعة يقول: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبًا ما عدل عندى شكر هذه النعمة - أَو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير - ونحو هذا.
وكان يقول في سجوده، وهو محبوس: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ما شاء الله.
وقال مرة: المحبوس من حُبِس قلبُه عن ربِّه، والمأسور من أسره هواه، ولما دخل إِلى القلعة، وصار داخل سورها نظر إِليه، وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ}.
قال ابن القيم : وعلم الله ما رأيت أحدًا أطيب عيشًا منه قط، مع ما كَانَ فيه من الحبس والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك أطيب النَّاس عيشًا، وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسرُّهم نفسًا، تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إِذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض: أتيناه، فما هو إِلاَّ أَن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب عنا ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة. فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه! وفتح لهم أبوابها في دار العمل! فأتاهم من رَوحها ونسميها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إِليها [40 ].


جهود ابن تيمية في التفسير
المحور الأول :نموذج من تفسير ابن تيمية والتعليق عليه
المحور الثاني :بيان طريقة ابن تيمية في التفسير عن طريق ذكر نماذج من تفسيره من كتاب (كتاب تفسير آيات أشكلت)
المحور الثالث:كتاباته في التفسير
المحور الرابع:جهوده في علوم القرآن الكريم
المحور الخامس: التفسير الموضوعي عند ابن تيمية

المحور الأول:
نموذج من تفسير ابن تيمية والتعليق عليه :
النموذج الأول :


سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
فِي قَوْله تَعَالَى :{أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} طَالَ الْفَصْلُ بَيْنَ أَنَّ وَاسْمِهَا وَخَبَرِهَا فَأَعَادَ (أَنَّ) لِتَقَعَ عَلَى الْخَبَرِ لِتَأْكِيدِهِ بِهَا؛ وَنَظِيرُ هَذَا قَوْله تَعَالَى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} لَمَّا طَالَ الْكَلَامُ أَعَادَ (أَنَّ) هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ وَطَائِفَةٍ وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا أَنْ يُقَالَ: كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَاتَيْنِ الْجُمْلَتَيْنِ جُمْلَةٌ شَرْطِيَّةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ جُمْلَتَيْنِ جَزَائِيَّتَيْنِ فَأُكِّدَتْ الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ " بِأَنَّ " عَلَى حَدِّ تَأْكِيدِهَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: إنَّ مَنْ يَدْخُلُ الْكَنِيسَةَ يَوْمًا يَلْقَ فِيهَا جَآذِرًا وَظِبَاءً ثُمَّ أُكِّدَتْ الْجُمْلَةُ الْجَزَائِيَّةُ بـ " أَنَّ " إذْ هِيَ الْمَقْصُودَةُ عَلَى حَدِّ تَأْكِيدِهَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} . وَنَظِيرُ الْجَمْعِ بَيْنَ تَأْكِيدِ الْجُمْلَةِ الْكُبْرَى الْمُرَكَّبَةِ مِنْ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ تأكيد جملة الجزاء قوله تعالى { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } فلا يقال في هذا " إن " أعيدت لطول الكلام ونظيره قوله تعالى { إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا } ونظيره : { أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم } فهما تأكيدان مقصودان لمعنيين مختلفين ألا ترى تأكيد قوله : { غفور رحيم } بـ " إن " غير تأكيد { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم } له بـ " أن " وهذا ظاهر لا خفاء به وهو كثير في القرآن وكلام العرب [ 41].
التعليق :
يظهر من المثال السابق تمكن ابن تيمية من اللغة العربية وذكره للأقوال مع الترجيح بذكر قول الشاعر وبذكر آيات آخرى تؤيد مارجحه.


النموذج الثاني :
قوله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} ، حار فيها كثير من الناس، والصواب فيها التفسير المأثور عن السلف:
روى ابن أبي حاتم وغيره بالأسانيد الصحيحة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} ، قال: «الشيطان» ، وفي رواية قال: «هو إبليس» . وقال الحسن: «أيكم أولى بالشيطان. قال: فهم أولى بالشيطان من نبي الله صلى الله عليه وسلم» .
فبَيَّن الحسن المعنى المراد وإن لم يتكلم على اللفظ كعادة السلف في اختصار الكلام مع البلاغة وفهم المعنى. وقال الضحاك: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} قال: «المجنون، فإن من كان به الشيطان ففيه الجنون» .
وذكر أبو الفرج عنهم أربعة أقوال:
«أحدها: قال: الضال، قاله الحسن.
والثاني: الشياطين، قاله مجاهد.
والثالث: المجنون، قاله الضحاك. قال: والمعنى قد فتن بالجنون.
وكذلك رواه العوفي عن ابن عباس.
والرابع: المعذب، حكاه الماوردي» .
فهذا الرابع ليس مأثورًا عن السلف، وإنما المأثور ما قدمناه عن السلف: عن مجاهد، وعن الحسن، وعن الضحاك. وما ذكره عن الحسن: من أنه ضال، فهو لفظ آخر عنه، وهو يوافق ما قدمناه، فإن الضال به المفتون الذي هو شيطان، وإنما ذكر الحسن لفظ الضال؛ لأنهم لم يريدوا بالمجنون الذي يخرق ثيابه، ويقذف بالحجارة، ويتكلم بالهذيان.
وهم إنما نسبوا الأنبياء إلى الجنون لمخالفتهم ما عليه أهل العقل في نظرهم، كما يقال: «ما لفلان عقل معيشي» . فإن الأنبياء أتوا بخلاف ما يعرفونه، وهو عندهم يضر صاحبه في عقله ويفارق به دينه الذي هم عليه، وكما قال تعالى في آخر هذه السورة: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} .
وقد ذكر أنهم رموه بالجنون في غير موضع من كتابه، وكذلك الأنبياء قبله فرد الله ذلك على المشركين، وأخبر أنه ليس بمجنون، ثم قال: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} أي: أيكم هو المجنون الذي به المفتون، وهو الشيطان؟.
وهذا الأمر قد رمى به أتباع الرسل من مثل هؤلاء. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} إلى قوله: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ} ، ومثل هؤلاء في هذه الأمة كثير يسخرون من المؤمنين، ويضحكون منهم، ويرمونهم
بالجنون والعظائم التي هم أولى بها منهم.
قال الحسن: «لقد رأيت رجالًا لو رأيتموهم لقلتم مجانين، ولو رأوكم لقالوا هؤلاء شياطين، ولو رأوا خياركم لقالوا هؤلاء قوم لا خلاق لهم، ولو رأوا أشراركم لقالوا هؤلاء قوم لا يؤمنون بيوم الحساب» .
وهذا كثير في كلام السلف، يصفون أهل زمانهم وما هم عليه من مخالفة من تقدمهم من خيار هذه الأمة، فما الظن بأهل زماننا؟.
ويدل أيضًا على هذا المعنى في الآية أن في قراءة أُبي بن كعب، والجَوْني، وابن أبي عبلة: «في أييكم المفتون»، والشيطان مفتون بلا ريب.
والذين لم يفهموا هذا قالوا: الباء زائدة، كما قاله أبو عبيدة، وابن قتيبة، وأبو بكر، وكذلك نحاة البصرة والكوفة، ثم ذكروا قولين:
أحدهما: أن المفتون مصدر، كما زعموا أن المعقور، والمعقود، والمجلود يكون مصدرًا.
ومنهم من قال: {بِأَيِّكُمُ} أي: بأي الفريقين المفتون، أي: المجنون، أبالفريق الذي أنت فيهم أم بفريق الكفار؟.
وهذه أقوال ضعيفة، وكون المفتون بمعنى الفتنة لا أصل له في اللغة البتة، وجعل المصدر على زنة «مفعول» لو صح لم يكن قياسًا. بل مقصورًا على السماع، كيف وفيما ذكروه كلام ليس هذا موضعه؟ وكذلك قول من يقول: «بأي الفريقين؟» .
والمقصود أن جميع الكفار مفتونون بالشيطان، وفيهم الشيطان المفتون، ليس المقصود أن يعاب الفريق بواحد منهم.
وقد كان بعض الكفار يقول: إن الذي يأتي محمدًا شيطان لا ملك
ولهذا قال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} ، وقال {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ} ، وقال فيمن كذب رسوله: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} . فهذا الكاذب الفاجر هو الذي فيه الشيطان الذي إنما يقترن بكل أفاك أثيم.
وقال قوم صالح: {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} -قال تعالى-: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} . وكذلك قال قوم نوح: {إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ
عَذَابٌ مُقِيمٌ} ، وهذا كثير[ 42].


التعليق :


تميز أسلوب ابن تيمية في المثال السابق بأمور منها:
عنايته بالتفسير المأثور عن السلف في الآية
ذكر الأقوال بأسانيدها عمن ذكرها
تحريره للأقوال الواردة في المسألة حيث قام بجمعها بأسانيدها ثم شرع في تضعيف القول الضعيف منها وتقوية القول الذي يترجح عنده بذكر الأدلة عليه وذكر الآيات التي في معناه من القرآن وذكر القراءات التي تؤيده وناقش المسألة من الناحية اللغوية ورد الأقوال الضعيفة فيها ورجح القول الراجح فيها بما ذكره من الأدلة .



المحور الثاني :
بيان طريقة ابن تيمية في التفسير عن طريق ذكر نماذج من تفسيره من كتاب (كتاب تفسير آيات أشكلت):
منهج ابن تيمية في التفسير :
نهج شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (تفسير آيات أشكلت )المنهج نفسه الذي سلكه في عموم تفسيره ،واتبع فيه ماوضعه من قواعد وأصول للتفسير .
أولاً: تفسيره القرآن بالقرآن :
نلحظ من خلال كتاباته في التفسير ،أو مقدمته في أصول التفسير أنه جعل تفسير القرآن بالقرآن هو الأصل الأول في تفسير كلام الله تعالى وقد طبق ذلك في كتاب تفسير آيات أشكلت
مثال:
في قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} .
وقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}
تعرض في تفسيرها لقضية إرسال الرسل من جنس المرسل إليهم وسرد الآيات التي تبين ذلك فكان مما قال:(والله سبحانه يرسل الرسل من جنس المرسل إليهم ؛لأنه أتم لحصول المقصود بالرسالة ،قال تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ .. (4))سورة إبراهيم
وقال تعالى:(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ .. (89))سورة النحل
ولهذا يقول :(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ .. (63))سورة الأعراف[ 43].
ثانياً: تفسيره القرآن بالسنة :
قال في مقدمة في أصول التفسير (والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه ‘فأن لم تجده فمن السنة )
مثال:
قال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)سورة البقرة
تعرض للكلام على الشريعة اليهودية والنصرانية المتضمنة للمنسوخ المبدل ،فيبن أنها ليست دين أحد من الأنبياء وبين أنه لايجوز لنا اتباع مااختص به أهل التوراة والإنجيل من الشرع المنسوخ ،فكيف بالمبدل؟
ثم ذكر الأحاديث الواردة في ذلك ،فقال:(ولهذا قال عليه السلام :بعثت بالحنيفية السمحة )وقال(لا رهبانية في الإسلام )وقال:(إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين )،ولما رأى بيد عمر ورقة من التوراة قال(والذي نفسي بيده لو كان موسى حياً ثم اتبعتموه وتركتموني ؛لضللتم) [ 45].
ثالثاً: تفسيره القرآن بأقوال الصحابة والتابعين:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين [46 ].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين [47 ].
مثال:
عند تفسيره لقوله تعالى :( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) سورة الأنعام
وقوله تعالى :(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)سورة النمل
وقوله تعالى:(بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) سورة البقرة
ذكر عدة آثار في معنى الحسنة والسيئة نقلا من تفسير ابن أبي حاتم وكان من جملة ماذكره مايلي:
(روى ابن أبي حاتم في هذه الآيات الثلاث :ثنا أبو سعيد الأشج ،ثني ابن فضيل،عن الحسن بن عبيد الله ،عن جامع بن شداد ،عن الأسود بن هلال ، عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى(:( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)قال)هي لاإله إلا الله)
قال-أي ابن أبي حاتم- (وروي عن عبد الله بن عباس ،وأبي هريرة ،وعلي بن الحسين ،وسعيد بن جبير، والحسن، وعطاء ،ومجاهد ،وأبي صالح (ذكوان )ومحمد بن كعب القرظي، والنخعي، والضحاك ،والزهري، وعكرمة وزيد بن أسلم ،وقتادة مثل ذلك [ 48].
رابعاً: استدلاله باللغة العربية والشعر واحتجاجه بهما:
يستدل شيخ الإسلام في كتابه (تفسير آيات أشكلت )باللغة العربية والشعر ويحتج بهما في بيان بعض المعاني.
فعند بيانه لمعنى اسم القيوم ذكر القراءات الواردة في هذا الإسم ،ووضح معانيها ثم قال(ولما كان لفظ القيَّام يتضمن القوة والثبات وقد يتضمن مع قيام الشيء بنفسه إقامته لغيره خص لفظ القوْم بالرجال دون النساء فلا تسمى النساء بانفرادهن قوْمًا ولكن قد يدخلن في اللفظ تبعًا.
قال تعالى: ( لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ.. (11)) سورة الحجرات و قالت عالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ.. (34))سورة النساء .
ومنه قول الناظم:
وَمَا أدرِي وَظني كلُّ ظن... أقوْم آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ[49 ].
خامساً: نقله عن الأئمة والإشارة إلى ذلك :
مثال :
قوله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} ذكر بعض أقوال السلف في معتى قوله : {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} ، نقلاً من تفسير ابن أبي حاتم ،ثم قال :(وذكر أبو الفرج عنهم أربعة أقوال:
أحدها: قال: الضال، قاله الحسن.
والثاني: الشياطين، قاله مجاهد.
والثالث: المجنون، قاله الضحاك. قال: والمعنى قد فتن بالجنون.
وكذلك رواه العوفي عن ابن عباس.
والرابع: المعذب، حكاه الماوردي» .
سادساً: أمانته العلمية وتحريه الدقة في النقل:
مثال :
قال تعالى:(بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)سورة البقرة
حيث قال :(قال أو الفرج الجوزي :السيئة هنا: الشرك في قول عكرمة ،وابن عباس، وأبي العالية ،ومجاهد ،وقتادة ،ومقاتل)[ 50].
سابعاً: اتباعه للدليل وعدم تعصبه للأقوال مهما كان قائلها:
مثال:
عندما ذكر الأقوال في معنى قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39)سورة النجم
وذكر قول ابن الزاغوني في أن معناها :(وأن ليس عليه إلا ماسعى )علق عليه بقوله:(وهذا القول من أرذل الأقوال ،فإنه قلب لمعنى الآية )[51]
ثامناً: استرساله وطول نفسه في العرض والتوضيح :
مثال :
عند تفسيره لقوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)سورة البقرة
قال:(إن من الناس من لم يفهم هذه الآية ، فقالوا فيها أقوالاً ضعيفة ،وأصل معرفة معناها أن قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ..) هل هو خبر عن كل من دخل في هذه الأسماء ، وإن كانوا قبل مبعث محمد؟أو هو مختص بمن كان موجوداً بعد مبعثه كآيات الأمر والنهي التي بعث بها ؟
فظن بعض الناس أن الذين أخبر عنهم في هذه الآيات بالنجاة والسعادة ليسوا إلا ممن بعث محمد صلى الله عليه وسلم إليهم ، لم يخبر فيها بحال من كان موجودا قبل مبعثه ،وغلطوا في الفهم ،ثم افترقوا على أقوال متناقضة تخالف لفظ الآية ومعناها
وذكر الصواب هو القول الآخر ، وأن عامة الآية تتناول من اتصف بماذكر فيها قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم ،وذكر بعض النقول عن الأئمة والسلف، وأيد القول الذي صوبه ،ورد على القول المخالف من ثمانية وجوه ، واستغرق ذلك كله (15) صفحة من ص(242)إلى ص(292)[52].
تاسعاً: إحالته إلى مؤلفاته:
يحيل ابن تيمية إلى مؤلفاته ،وغالباً لايعين اسم الكتاب بل يقول :وقد بسط هذا في موضوع آخر
مثال:
عند تفسيره لقوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)سورة البقرة
قال: وقد ادعى بعض الناس أنهم لم يكونوا مسلمين مؤمنين ،وأن هذا الاسم مختص بأمة محمد ، وهذا غلط عظيم كما قد بسط في مواضع
[53 ].
عاشراً: استحضاره للأقوال والأدلة عند تفسيره للآيات :
مثال :
قال تعالى:(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)سورة البقرة
كان مما تعرض له نزاع السلف والخلف في ربا الفضل ، فذكر من أباحه ومن حرمه من السلف والخلف ، واستغرق استعراضه لأقوالهم (11) صفحة من الكتاب من ص(603)إلى ص(613)
وهكذا نجد أن شيخ الإسلام ابن تيمية يسير في منهجه حسب ماوضعه في مقدمته في أصول التفسير من اتباع أحسن الطرق في تفسير القرآن الكريم ، وصبغ تفسيره بما امتاز به من استرسال وطول نفس في العرض والتوضيح ،واستحضار للأقوال والأدلة عليها ، واتباع للدليل ، وعدم تعصب للأقوال ، إلى غير ذلك مما امتاز به [ 54].

المحور الثالث:
كتاباته في التفسير:
له كتاب (تفسير آيات أشكلت ) و(مقدمة في أصول التفسير)ذكر فيها أصولاً نافعة وهامة في التفسير وجمع تفسيره لبعض الآيات في مجموع الفتاوى على ترتيب السور في المصحف .
وله كتابات متفرقة منها :
«قاعدة في الاستعاذة». «قاعدة في البسملة وكلام على الجهر بها». «قاعدة في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وقطعة كبيرة من أول سورة البقرة، وفي قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} نحو ثلاث كراريس ،قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} نحو كراسين، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} سبع كراريس،{إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} كراسة،«آية الكرسي» كراسان، وغير ذلك من سورة البقرة، {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} إِلى آخرها نحو مجلد، {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ست كراريس،{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ} عشر كراريس، وغير ذلك من سورة آل عمران. «تفسير المائدة» مجلّد لطيف،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} ثلاث كراريس، {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} سبع كراريس قواعد وغير ذلك. «سورة يوسف» مجلد كبير. «سورة النور» مجلد لطيف، «سورة العلق وأنّها أول سورة أُنزلت تضمنت أُصول الدين» مجلد. «سورة لم يكن»، «سورة الكافرون»،«سورة تبت والمعوذتين»، «سورة الإخلاص» مجلد،، وغير ذلك من آيات متفرقة[ 55].


المحور الرابع:
جهوده في علوم القرآن الكريم :
قرر شيخ الإسلام مسائل علوم القرآن في مواضع متفرقة من كتبه وقام بجمعها
الشيخ /أبي عبد العزيز عبيد الله بن عبد الله بن سليمان الجابري
والشيخ /د.أبي صلاح محمد هشام بن لعل محمد طاهري
في كتابهما (إمتاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في علوم القرآن )
وقد اعتنيا بجمع مادة هذا الكتاب ، من أكثر من (30 كتاباً ) فبلغت مسائل الكتاب (274)مسألة مرتبة تحت (46) مبحثاًهي : (مقدمة في علوم القرآن الكريم ،بيان المكي والمدني ،أسباب النزول، نزول القرآن الكريم ،وجود القرآن الكريم في المصحف ، جمع القرآن وترتيبه وكتابته وتحزيبه ،تلاوة القرآن الكريم ، الوجوه والنظائر ،معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر ،ومعرفة معاني بعض الكلمات ،إعراب القرآن ،قواعد مهمة يحتاج إليها المفسر ،المحكم والمتشابه ، المقدم والمؤخر ، العام والخاص ،المجمل والمبين ، الناسخ والمنسوخ ،مشكل القرآن ،المنطوق والمفهوم ،وجوه مخاطبات القرآن ، الحقيقة والمجاز ،تشبيهات القرآن واستعاراته ،كنايات القرآن وتعريضه ،الحصر والاختصاص ، الإيجاز والإطناب ،الخبر والإنشاء ،بعض بدائع القرآن ،الفواصل والمناسبات ،القرآن آية ومعجزة دالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ،القرآن الكريم كلام الله تعالى ،أمثال القرآن ،أقسام القرآن ،المجادلة في القرآن ،فضائل القرآن ،خواص القرآن ،التفسير والمفسرون ،غريب القرآن ، ترجمة القرآن ،التعبد بالقرآن ،الرقية بالقرآن ، وجوب تعظيم المصحف ،أسماء القرآن الكريم ، أسماء سور القرآن الكريم ،حكم الاقتباس ،سجدات القرآن )[ 56].
المحور الخامس :
التفسير الموضوعي عند ابن تيمية :
سُورَةُ مَرْيَمَ
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
فَصْلٌ:
" سُورَةُ مَرْيَمَ " مَضْمُونُهَا: تَحْقِيقُ عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَأَنَّ خَوَاصَّ الْخَلْقِ هُمْ عِبَادُهُ فَكُلُّ كَرَامَةٍ وَدَرَجَةٍ رَفِيعَةٍ فِي هَذِهِ الْإِضَافَةِ وَتَضَمَّنَتْ الرَّدَّ عَلَى الْغَالِينَ الَّذِينَ زَادُوا فِي النِّسْبَةِ إلَى اللَّهِ حَتَّى نَسَبُوا إلَيْهِ عِيسَى بِطَرِيقِ الْوِلَادَةِ وَالرَّدِّ عَلَى الْمُفْرِطِينَ فِي تَحْقِيقِ الْعِبَادَةِ وَمَا فِيهَا مِنْ الْكَرَامَةِ وَجَحَدُوا نِعَمَ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ الْمُصْطَفِينَ. افْتَتَحَهَا بِقَوْلِهِ: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} وَنِدَائِهِ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا وَمَوْهِبَتِهِ لَهُ يَحْيَى ثُمَّ قِصَّةِ مَرْيَمَ وَابْنِهَا وَقَوْلِهِ: {إنِّي عَبْدُ اللَّهِ} . . إلَخْ بَيَّنَ فِيهَا الرَّدَّ عَلَى الْغُلَاةِ فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى الْجُفَاةِ النَّافِينَ عَنْهُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ؛ ثُمَّ أَمَرَ نَبِيَّهُ بِذِكْرِ إبْرَاهِيمَ وَمَا دَعَا إلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَنَهْيِهِ إيَّاهُ عَنْ عِبَادَةِ الشَّيْطَانِ وَمَوْهِبَتِهِ لَهُ إسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَأَنَّهُ جَعَلَ لَهُ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا وَهُوَ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ وَأَخْبَرَ عَنْ يَحْيَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ مَعَ التَّوْحِيدِ وَذَكَرَ مُوسَى وَمَوْهِبَتَهُ لَهُ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا كَمَا وَهَبَ يَحْيَى لِزَكَرِيَّا وَعِيسَى لِمَرْيَمَ وَإِسْحَاقَ لِإِبْرَاهِيمَ. فَهَذِهِ السُّورَةُ " سُورَةُ الْمَوَاهِبِ " وَهِيَ مَا وَهَبَهُ اللَّهُ لِأَنْبِيَائِهِ مِنْ الذُّرِّيَّةِ الطَّيِّبَةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالْعِلْمِ النَّافِعِ ثُمَّ ذَكَرَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ لِأَجْلِ إدْرِيسَ {وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} وَهُوَ إبْرَاهِيمُ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ إلَى آخِرِ الْقِصَّةِ[57 ].
سُورَةُ طَه
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
فَصْلٌ:
" سُورَةُ طَه " مَضْمُونُهَا تَخْفِيفُ أَمْرِ الْقُرْآنِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كُتُبِهِ فَهِيَ " سُورَةُ كُتُبِهِ " - كَمَا أَنَّ مَرْيَمَ " سُورَةُ عِبَادِهِ وَرُسُلِهِ " - افْتَتَحَهَا بِقَوْلِهِ: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} . . إلَى قَوْلِهِ: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا} . ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ مُوسَى وَنِدَاءَ اللَّهِ لَهُ وَمُنَاجَاتَهُ إيَّاهُ وَتَكْلِيمَهُ لَهُ وَقِصَّتُهُ مِنْ أَبْلَغِ أَمْرِ الرُّسُلِ فَلِهَذَا ثُنِّيَتْ فِي الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهُ حَصَلَ لَهُ الْخِطَابُ وَالْكِتَابُ وَأَرْسَلَ إلَى فِرْعَوْنَ الْجَاحِدِ الْمُرْتَابِ الْمُكَذِّبِ لِلرُّبُوبِيَّةِ وَالرِّسَالَةِ وَهَذَا أَعْظَمُ الْكَافِرِينَ عِنَادًا وَاسْتَوْفَى الْقِصَّةَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ إلَى قَوْلِهِ: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ آدَمَ؛ لِأَنَّهَا أَوَّلُ النُّبُوَّاتِ[ 58].
سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ
وَقَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -
فَصْلٌ:
" سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ " سُورَةُ الذِّكْرِ وَسُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ نَزَلَ الذِّكْرُ افْتَتَحَهَا بِقَوْلِهِ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} الْآيَةُ وَقَوْلُهُ: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وَقَوْلُهُ: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} وَقَوْلُهُ: {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} وَقَوْلُهُ: {وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ} وَقَوْلُهُ: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ} وَقَوْلُهُ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} وَقَوْلُهُ: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} يَعْنِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اُنْصُرْ أَهْلَ الْحَقِّ أَوْ اُنْصُرْ الْحَقَّ وَقِيلَ: افْصِلْ الْحَقَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا وَكَانَ الْأَنْبِيَاءُ يَقُولُونَ: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} وَأَمَرَ مُحَمَّدًا أَنْ يَقُولَ: {رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا شَهِدَ قِتَالًا قَالَ: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} } [ 59].


● وفاته:

قال ابن كثير : وقد اتفق موتُه في سحر ليلة الاثنين المذكور، فذكر ذلك مؤذنُ القلعة على المنارة بها، وتكلّم به الحراسُ على الأبرجة، فما أصبح الناس إلاّ وقد تسامعوا بهذا الخَطْب العظيم والأمر الجسيم، فبادر الناسُ على الفور إِلى الاجتماع حول القلعة من كل مكان أمكنهم المجيءُ منه، حتَّى من الغوطة والمرج، ولم يطبخ أهل الأسواق شيئًا، ولا فتحوا كثيرًا من الدكاكين الَّتي من شأنها أَنْ تفتح أوائل النهار على العادة، وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزّي رحمه الله، وكشفتُ عن وجْه الشَّيخِ ونظرتُ إِليه وقبّلتُه، وعلى رأسه عمامة بعذب مغروزة، وقد علاه الشيب أكثر مما فارقناه. وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرَّحمن أَنَّه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمةً وشرعا في الحادية والثمانين، فانتهيا فيها إِلى آخر اقتربت الساعة {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} [القمر/ 54 - 55].
ثمَّ شرعوا في غسل الشَّيخ، فما فُرغ منه حتَّى امتلأت القلعة وضج الناس بالبكاء والثناء والدعاء والترحّم، ثمَّ ساروا به إِلى الجامع، ودخلوا بالجنازة إِلى الجامع الأموي، والخلائق فيه بين يدي الجنازة وخلفها وعن يمينها وشمالها ما لا يحصي عدّتهم إلا الله تعالى،. فلما فرغ من أذان الظهر أقيمت الصلاة عقبه على السُدّة خلاف العادة، فلما فرغوا من الصلاة خرج نائب الخطيب لغيبة الخطيب بمصر فصلّى عليه إمامًا، وهو الشَّيخ علاء الدين بن الخرّاط، ثمَّ خرج الناس من كل مكان من أبواب الجامع والبلد ثمَّ دُفن عند أخيه قريبًا من أذان العصر على التحديد
[60 ].
قال الذهبي في وفيات (728ه):ومات بقلعة دمشق ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة: شيخ الإِسلام تقيّ الدين أَحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن عبد الله ابن تَيْميَّة الحَرَّاني معتقلاً[61 ].
قال ابن رجب: مكث الشَّيخ معتقلاً في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين إِلى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين، ثمَّ مرض بضعة وعشرين يومًا، ولم يعلم أكثر النَّاس بمرضه، ولم يفجأهم إِلاَّ موته[62 ].


الهوامش

[ 1]الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ص144
[2 ]تذكرة الحفاظ للذهبي ص1496،ج4
[ 3] ذيل تاريخ الاسلام للذهبي ص 324 ج 53
[ 4]تذكرة الحفاظ للذهبي ص1496،ج4
[ 5]طبقات علماء أهل الحديث ص280 ،ج4
[ 6]الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ص144
[7 ]مختصر طبقات علماء الحديث ص281- ص282- ص283بتصرف
[ 8] طبقات علماء الحديث ص281 ،ج4
[ 9]طبقات علماء الحديث ص281،ج4
[10 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون الجامع ص184
[11 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص151
[12 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص154
[ 13] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص154
[14 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص188
[15 ] معجم شيوخ الذهبي ص42
[16 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص323
[17 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص 395
[18 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص395
[19 ] الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص434
[ 20]شذرات الذهب في أخبار من ذهب ص146
[ 21] طبقات علماء الحديث ص283
[22 ] طبقات علماء الحديث ص 287
[ 23]معجم شيوخ الذهبي ص41
[23 ]الذيل على طبقات الحنابلة ص 498
[24 ]الكافية الشافية ص769
[ 25]الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ص 153
[26 ]شذرات الذهب في أخبار من ذهب ص147
[ 27]البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ص94
[ 28]البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ص94
[29 ]شذرات الذهب في أخبار من ذهب ص143،ج8
[30 ]ذيل تاريخ الاسلام للذهبي
[31 ] ذيل تاريخ الاسلام للذهبي- ص325،ج53
[ 32]الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ص 151
[34 ]ذيل تاريخ الاسلام للذهبي ص329،ج53
[35 ] تذكرة الحفاظ للذهبي ص1497
[36 ]الذيل على طبقات الحنابلة ص510
[37 ]شذرات الذهب في أخبار من ذهب ص194
[ 38]ذيل تاريخ الاسلام للذهبي ص326،ج53
[39 ]الوافي بالوفيات من ص24 إلى ص30 ،ج7
[40 ]الذيل على طبقات الحنابلة ص519- ص520
[41 ]مجموع الفتاوى ص 276- ص277 ج15
[42 ]تفسير آيات اشكلت - من ص 146إلى ص 159
[43 ]تفسير آيات أشكلت بتصرف (ص105،ص106)
[ 45]تفسير آيات أشكلت بتصرف (ص107،ص108)
[ 46]مقدمة في أصول التفسير ص 95
[ 47]مقدمة في أصول التفسير ص 102
[48 ]تفسير آيات أشكلت ص 112
[ 49]تفسير آيات أشكلت ص 113
[ 50]تفسير آيات أشكلت ص116
[51]تفسير آيات أشكلت ص117
[52 ]تفسير آيات أشكلت ص118
[ 53]تفسير آيا ت أشكلت بتصرف ص119
[54 ]تفسير آيا ت أشكلت ص119-ص120
[55 ]الوافي بالوفيات ص23،ج7
[56 ] (إمتاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في علوم القرآن ) من ص13 إلى ص27
[57 ]مجموع الفتاوى ص 230 –ص231 ،ج15
[58 ]مجموع الفتاوى ص 237، ج15
[59 ]مجموع الفتاوى ص265،ج15
[60 ]البداية والنهاية بتصرف من ص 295 إلى ص 302‘ج18
[61 ]ذيول العبر في خبر من غبر – ص84
[ 62]شذرات الذهب في أخبار من ذهب ص149



المحتوى
● اسمه ونسبه
● مولده ونشأته
● شيوخه
● تلاميذه
● أقوال العلماء فيه
● طلبه للعلم
● نبذة من أخباره
أخلاقه
خلقته وصورته
جوانب من حياته
جهود ابن تيمية في التفسير :
المحور الأول: نموذج من تفسير ابن تيمية والتعليق عليه
المحور الثاني : بيان طريقة ابن تيمية في التفسير عن طريق ذكر نماذج من تفسيره من كتاب (كتاب تفسير آيات أشكلت)
المحور الثالث: كتاباته في التفسير
المحور الرابع: جهوده في علوم القرآن الكريم
المحور الخامس: التفسير الموضوعي عند ابن تيمية
● آثاره
من أقواله
● وفاته


المراجع
تفسير آيات اشكلت على كثير من العلماء ،أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (ت: 728هـ)،تحقيق عبد العزيز بن محمد الخليفة ،مكتبة الرشد الطبعة الأولى (1417ه)،الرياض
(مقدمة في أصول التفسير) ،أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (ت: 728هـ)، المحقق: عدنان زرزورمدرس بكلية الشريعة جامعة دمشق ، الطبعة الثانية (1392ه)
طبقات علماء الحديث ، للحافظ الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي (ت:744هـ)،تحقيق أكرم البوشي وإبراهيم الزيبق ،مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية (1417 ه)،بيروت
البداية والنهاية ،عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (ت: 744هـ)،تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي ، دار هجر الطبعة الأولى (1419 ه)
تذكرة الحفاظ ، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي شمس الدين أبو عبد الله (ت:748هـ)، المحقق: عبد الرحمن بن يحي المعلمي ، دائرة المعارف العثمانية،حيدر آباد
ذيل تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والإعلام ،محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي أبو عبد الله شمس الدين(ت:748هـ)، اعتنى به: مازن سالم باوزير،طبعة دار المغني للنشر والتوزيع
معجم شيوخ الذهبي ،محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي أبو عبد الله شمس الدين(ت:748هـ)،تحقيق د.روحية عبد الرحمن السيوفي ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان
ذيول العبر في خبر من غبر،محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي أبو عبد الله شمس الدين(ت:748هـ)،تحقيق أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول ،دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان
الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (شرح القصيدة النونية)، محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية أبو عبد الله (ت: 751هـ)، المحقق: محمد بن عبد الرحمن العريفي - ناصر بن يحي الحنيني - عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل - فهد بن علي المساعد ،دار عالم الفوائد ،مجمع الفقه الإسلامي بجدة
الوافي بالوفيات ،صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت: 764هـ)،تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى ،دار إحياء التراث العربي الطبعة الأولى (1420ه ) ،بيروت لبنان
الذيل على طبقات الحنابلة، عبد الرحمن بن أحمد بن رجب (ت:795هـ)،تحقيق وتعليق عبد الرحمن بن سليمان العثيمين ،مكتبة العبيكان ،مكة المكرمة جامعة أم القرى
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني شهاب الدين(ت:852هـ)،المصحح الدكتور سالم الكرنكوى ، دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد
شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،شهاب الدين أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي الدمشقي (ت:1089هـ)،أشرف على التحقيق عبد القادر الأرناؤوط وحقق عليه محمود الأرناؤوط، دار ابن كثيرالطبعة الأولى (1413 ه)،دمشق بيروت
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، محمَّد بن عليّ الشوكاني (ت:1250 هـ)،تحقيق محمد حسن حلاق الطبعة الأولى (1427ه)،دار ابن كثير ،دمشق بيروت
مجموع الفتاوى،جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ،وساعده ابنه محمد ،طبعة الأوقاف السعودية
الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ،جمع محمد عزيز شمس وعلي بن محمد العمران ،دار عالم الفوائد الطبعة الثانية (1422ه) ،مكة المكرمة

(إمتاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في علوم القرآن )،جمع وتحقيق الشيخ :أبي عبد العزيز عبيد الله بن عبد الله بن سليمان الجابري والشيخ :د.أبي صلاح محمد هشام بن لعل محمد طاهري،دار الإمام البخاري الطبعة الأولى (1431ه)، الدوحة قطر



ملاحظة:
*أعتذر على الإطالة ومن أسبابها أن هذا العالم بحر فلعل ماجمعت يفيد من أراد أن يعرف عنه.
*أعتذر على تأخير التسليم بسبب ظروف ،ومن الأسباب أن هذه أول مرة أتعامل فيها مع كتب التراجم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العالم, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir