دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1443هـ/30-09-2021م, 12:05 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير جزء قد سمع

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
3. بيّن
معنى الفيء وحكمه.
4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.

المجموعة الثانية:
1
. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

2. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 صفر 1443هـ/2-10-2021م, 12:41 AM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.
ورد قولين عن السلف في من نزل فيهم قوله -تعالى- : "ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى " :
القول الأول : اليهود إذا مر بهم رجل مؤمن تناجوا بينهم حتى يظن المؤمن شراً ؛ فنهاهم الله -تعالى- عن ذلك فلم ينتهوا . قاله مجاهد و مقاتل بن حيان ، ذكره ابن كثير ، و الأشقر .
القول الثاني : الأمر هنا للمؤمنين أن يتناجوا بالبر . ذكره السعدي .

2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
يخاطب -تعالى- المؤمنين و يذكر لهم أدب المجالس ، فإن كانوا في مجلس و دخل عليهم أحد ما فعليهم أن يوسعوا له حتى يجد مكاناً يجلس فيه ، فإن من وسع لأخيه المسلم وسع الله عليه لأن الجزاء من جنس العمل . و إذا قيل لهم ارتفعوا و قوموا من مجلسكم لأمر فيه خير لكم فقوموا و بادروا لتحصيل المنفعة و خير ، فإن الله -تعالى- يرفع المؤمنين و الذين نالوا الدرجات العالية من العلم و تأدبوا بآدابه و عملوا بمقتضاه يرفعهم درجات و مراتب عظيمة ، فهو -سبحانه- خبير بما يعمل عباده فيجازي كل عامل بما عمل من جنس عمله إن خيراً فخير و إن شراً فشر .

3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
الفيء هو : كل مال أُخذ بحق من الكفار بغير قتال .
حكمه : يصرف على المسلمين في وجوه البر و المصالح .

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
قال -تعالى- :" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (22).
إن المهاجرين و الأنصار فضلهم كبير ، فالإيمان الصادق الحقيقي هو ما يربطهم و يجمع شملهم ، فأيدهم الله -تعالى- و قوّاهم و نصرهم بمعونته لهم و إحسانه إليهم ، و أثابهم الحياة الطيبة في الدنيا و الآخرة في جنات النعيم و أحلّ عليهم رضوانه و هم رضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات و عالي الدرجات ، و ما ذلك إلا لأنهم جند الله الذين امتثلوا لأمره -سبحانه- ؛ ففازوا و ظفروا بسعادة الدارين .


-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين- .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 صفر 1443هـ/2-10-2021م, 10:18 PM
شريفة المطيري شريفة المطيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 190
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
معنى العود فيه أقوال:
 القول الأول:أن يعود للفظ الظهار ويكرره ،قاله الفراء وابن الأشج واختاره ابن حزم ، وذكره ابن كثير وقال إنه باطل
 القول الثاني:أن يمسكها بعد الظهار زمناً يمكنه أن يطلق ولا يطلق ، قاله الشافعي وذكره ابن كثير والأشقر
 القول الثالث: يعود للجماع أو العزم عليه ، قاله أحمد ومالك وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
 القول الرابع: حقيقة الوطء ، قاله سعيد بن جبير والحسن وذكره ابن كثير والسعدي
 القول الخامس: يعود للظهار بعد تحريمه ، قاله أبوحنيفه وذكره ابن كثير

2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
يقول الله تعالى مؤدباً عباده المؤمنين:
ألا يكونوا كالكفار من أهل الكتاب والمنافقين فيتناجوا
(بالإثم) من غيبة المؤمنين وأذاهم
(والعدوان) وهو ما فيه عدوان على المؤمنين
(ومعصية الرسول)ومخالفته
بل تناجوا (بالبر) وهو اسم جامع لكل خير وطاعة وقيام بحق الله وحق عباده
(والتقوى) وهو اسم جامع لترك المحارم والمآثم
فالمؤمن لا يتحدث إلا بما يقربه إلى الله ويباعده من سخطه
(واتقوا الله الذي إليه تحشرون)فيخبركم بأعمالكم التي أحصاها عليكم ويجازيكم بها
(إنما النجوى) وهي المسارة بخيث يتوهم المؤمن بها سوء ، أو النجوى بالإثم والعدوان ، أو تناجي أعداء المسلمين بالمكر والخديعة
(من الشيطان) من تزيينه وتسويله
(ليحزن الذين آمنوا) هذا مقصود مكرهم ليوقعوا المؤمنين بالحزن
(وليس بضارهم شيئاً) ليس الشيطان ولا التناجي بضار المؤمنين شيئا
(إلا بإذن الله) إلا شيء قدره الله وقضاه
(وعلى الله فليتوكل المؤمنون) يعتمدوا عليه ويكلوا أمرهم إليه ويثقوا بوعده ويفوضونه جميع شؤونهم

3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
الظهار: أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي ، أو غيرها من محارمه، أو أنت علي حرام
حكمه: محرم
وفيه الكفارة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا

4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
في الظهار :الرقبة مطلقة غير مقيدة بالإيمان
وفي القتل: الرقبة مقيدة بالإيمان
فيحمل ما أطلق في الظهار على ما قيد في القتل لإتحاد الموجب وهو عتق رقبة
هذا ما ذكره الشافعي واستدل بحديث قصة الجارية السوداء التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم (اعتقها فإنها مؤمنة)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 صفر 1443هـ/3-10-2021م, 09:53 AM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 423
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.
ذكر الامام ابن كثير رحمه الله في تفسيره عدة أقوال في هذا المعنى :
١- اليهود. قاله مجاهد ومقاتل.
وسبب نزولها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بينه وبين اليهود موادعة ؛ وكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم ؛ حتى يظن أنهم يتناجون لقتله أو بما يكره فإذا
رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم، وذكر حديث آخر غريب.
(وإذا جاؤوك حيوك بمالم يحيك به الله)
عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و [اللعنة] قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}
ويقولون في أنفسهم لو كان هءا نبيا لعاقبنا الله على مافي الباطن؛ ولكن جهنم هي كفايتهم وجزاؤهم.
وذكر السعدي رحمه الله أن هؤلاء: إما ناس من المنافقين أو من اليهود.
وذكر الأشقر أن هؤلاء هم اليهود الذين كانوا يتحدثون سرا عن المؤمنين إذا مروا بهم.
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
يؤدب الله تعالى عباده المؤمنين بأدب المجالس وهو أن يوسع أحدهم للآخر عند إقباله للمجلس ؛ قال صلى الله عليه وسلم:( من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة)؛ وفي المراد بالمجالس عدة معاني:
١- مجالس الذكر . ورد عن قتادة.
وذلك أنهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ضنوا بمجالسهم فنزلت الآيات.
- نزلت يوم الجمعة في أصحاب الصفة كانوا عند الرسول صلى الله عليه وسلم والمكان ضيق فسلموا على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى القوم ووقفوا ينتظرون أحدا يوسع لهم فلم يوسع لهم فأقامالرسول صلى الله عليه وسلم منهم ناس وقال:(رحم الله رجلا أفسح لأخيه).
اختلف الفقهاء للقيام للوارد إليه فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ومنهم من قال : إذا قدم من سفر فيقام له وللحاكم في محل ولايته ؛ وإذا كان صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك في الصلاة فيقول:( استووا ولاتختلفوا فتختلف قلوبكم) .
٢- في مجالس الحرب. قاله ابن عباس والحسن البصري.
( وإذا قيل انشزوا فانشزوا)
١- أي : انهضوا للقتال.
٢- يعني:إذا دعيتم لخير فأجيبوا. قاله قتادة.
٣- إذا دعيتم إلى الصلاة فارتفعوا إليها. مقاتل .
وسبب نزولها : أنهم إذا كانوا عند الرسول صلى الله عليه وسلم كل واحد منهم يحب أن يكون آخرهم خروجا فشق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم؛ فأمروا أن ينصرفوا( وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم) وبذلك يكون رفعة لكم في الدنيا والآخرة.
وهذا عام في كل مجلس من مجالس الخير كما ذكر الأشقر رحمه الله فجمع بذلك بين الأقوال.
3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
الفيء : هو كل مال أخذ من الكفار بحق بغير قتال ولاإيجاف خيل. كأموال بني النضير ؛ وسمي فيء لأنه رجع من أموال الكفار الغير مستحقين له إلى المسلمين.
حكمه: واجب . وهو لله وللرسول ولذي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل.

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
قال تعالى:( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
عن يحيى بن سعيدٍ، سمع أنس بن مالكٍ حين خرج معه إلى الوليد قال: دعا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الأنصار أن يقطع لهم البحرين، قالوا: لا إلّا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها. قال: "إمّا لا فاصبروا حتّى تلقوني، فإنّه سيصيبكم [بعدي] أثرةٌ".رواه البخاري.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 صفر 1443هـ/4-10-2021م, 11:56 AM
محمد حجار محمد حجار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 350
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي المجادلة و الحشر (من أولها حتى آية 10)

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
معنى العود في قوله تعالى ( ثمَّ يعودون لما قالوا ) فيه أقوال
الأول : العود للفظ الظهار بتكراره - قاله داود و اختاره ابن حزم ذكره ابن كثير و علَّق عليه بأنه باطل
الثاني : أن يمسكها بعد الظّهار زمانًا يمكنه أن يطلّق فيه فلا يطلّق – قاله الشافعي ذكره ابن كثير
الثالث : العود إلى الظهار بعد تحريمه ( أي العود إلى فعل الجاهلية ) – قاله أبو حنيفة و أصحابه و الليث ابن سعد ذكره ابن كثير
الرابع : العود إلى الجماع أو العزم عليه – قاله أحمد ابن حنبل و مالك ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر
الخامس : الإمساك عن الجماع – قاله مالك ذكره ابن كثير
2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
خلقٌ إسلامي إيماني يوجه الله سبحانه عباده إليه و هو جعل محتوى النجوى – و هي المُسارَّة - التي يتناجى بها المؤمنون قائم على البر و التقوى – أي في الطاعة و ترك المعصية – و ليس قائم على الإثم و العدوان و معصية الرسول – أي ليس في التدبير لارتكاب المعاصي و الاعتداء على الناس – و قوله تعالى ( و اتقوا الله الذي إليه تحشرون ) ينقل التوجيه الإلهي بالتزام هذا الخلق من الندب إلى الوجوب و ذلك للتحذير المفهوم من خاتمة الأية . ثمَّ بعد ذلك يُبيّن الله سبحانه للمؤمنين أنَّ النجوى التي يمارسها اليهود و المنافقون لإيقاع الأذى بالمؤمنين ، إنما هي من وسوسة الشيطان و تزينه للباطل لإيقاع الأذى بالمؤمنين و لكنَّ الحقيقة أنَّ الأمر كله بيد الله ولن يُصيب المؤمنون أي أذى أو مكروه إلا إذا قدَّره الله عليهم ، فعلى المؤمنين أن لا يحزنوا من هذه النجوى لأنه بحصول الحزن منهم يكونون قد حققوا مراد الشيطان و إنما عليهم أن يكونوا مطمئنين بأنَّ الأمر كله بيد الله فيتوكلوا عليه و لا يلتفتوا إلى تلك النجوى التي يمارسها اليهود و المنافقون
3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
معنى الظهار هو أن يُحرِّم الرجل على نفسه وطء امرأته دون أن يطلقها و هو مأخوذ من قول الرجل في الجاهلية لامرأته أنت عليَّ كظهري أمي و الظهار ليس مرتبط بهذا اللفظ و إنما مرتبط بالمعنى فأي عبارة يُراد بها تحريم الوطء دون الطلاق فهو ظهار . و حكمه محرَّم لقوله تعالى ( ٱلَّذِينَ ‌يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ ) و وجه الدلالة وصف القول بالظهار بأنه منكر و زور
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
الدليل ما قاله الشافعي من حمل المطلق في كفارة الظهار و هو ( تحرير الرقبة ) على القيد المذكور في دية قتل المؤمن خطأ و هو ( الإيمان ) أية (92) من سورة البقرة لاتحاد الموجب و هو (عتق الرقبة ) و يعاضد ما ذهب إليه الشافعي ما رواه عن مالكٍ بسنده، عن معاوية بن الحكم السّلميّ، في قصّة الجارية السّوداء، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أعتقها فإنّها مؤمنةٌ". وقد رواه أحمد في مسنده، ومسلمٌ في صحيحه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 صفر 1443هـ/4-10-2021م, 08:28 PM
دانة عادل دانة عادل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 173
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
اختلف العلماء في المراد بالعود على عدة أقوال:
القول الأول:
العود إلى لفظ الظهار وتكراره، وإليه ذهبت الظاهرية، وحكم عليه ابن كثير بأنه قول باطل.
القول الثاني: العود إلى الجماع أو العزم عليه، قاله أحمد بن حنبل
القول الثالث: الجماع أو الإمساك عنه، قاله مالك
القول الرابع: أن يمسكها بعد الظّهار زمانًا يمكنه أن يطلّق فيه فلا يطلّق، قاله الشافعي.
القول الخامس: هو أن يعود إلى الظّهار بعد تحريمه، ورفع ما كان عليه أمر الجاهليّة، فمتى تظاهر الرّجل من امرأته فقد حرّمها تحريمًا لا يرفعه إلّا الكفّارة، قاله أبو حنيفة
القول السادس: الجماع، رواية عن مالك، وقول سعيد بن جبير والحسن البصري.
القول السادس: العزم على الجماع، اختيار السعدي والأشقر.


2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
يخبر تبارك وتعالى مؤدبًا ومربيًا لعباده المؤمنين بآداب تجعلهم يتمايزون عن المنافقين والكفار فيقول لهم جل جلاله: إذا تناجيتم فلا تتناجوا كتناجي اليهود والمنافقين بأن يتناجوا بالإثم والعدوان والمعصية للرسول بل إن كنتم متناجين فتناجوا بالبر والتقوى وما يليق بكم كمؤمنين ثم يقول مذكرًا إياهم بالآخرة: (واتقوا الله الذي إليه تحشرون) فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرًا فشر.

ثم يقول تعالى لعباده مبينًا لهم حقيقة النجوى وهي المسارة بين الكافرين فيظن المؤمن سوءًا بأنها من الشيطان ليحزن المؤمن ويضعفه ويدخل عليه منها، وليعلم المؤمن بأن هذا غاية مكرهم وأقصاه فليتوكل على الله تعالى ويدفع هذا الظن الذي يضعفه فالضر والأذى بيد الله سبحانه، وعلى ربك فتوكل أيها المؤمن وفوض أمرك إليه تنل السعادة والراحة في الدارين.

3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
المراد به: أنّ الجاهليّة كانوا إذا تظاهر أحدٌ من امرأته قال لها: أنت عليّ كظهر أمّي، ثمّ في الشّرع كان الظّهار في سائر الأعضاء قياسًا على الظّهر، وكان الظّهار عند الجاهليّة طلاقًا، فأرخص اللّه لهذه الأمّة وجعل فيه كفّارةً، ولم يجعله طلاقًا.

حكمه: أن الرجل إذا قال لزوجته أنت علي كظهر أمي حرمت عليه حتى يكفر، وهو منكر من القول وزور وصفه الله تعالى بذلك.

4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
استدل بها الشافعي من باب حمل المطلق على المقيد، فقد ورد شرط الإيمان للرقبة في حالة القتل (المقيد) ، فحملها أيضًا على كفارة الظهار (المطلق) فدل على اشتراطها، وأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أعتقها فإنّها مؤمنةٌ".

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1443هـ/12-10-2021م, 05:30 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورتي:المجادلة والحشر.


المجموعة الأولى:
1: جوري المؤذن.ج+
أحسنتِ سددكِ الله وبارك الله فيكِ.
س1: القول الثاني فيمن نزل فيهم النهي عن النجوى نذكر ما رواه ابن أبي حاتم عن ربيح بن عبد الرّحمن بن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا نتناوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، نبيت عنده؛ يطرقه من اللّيل أمرٌ وتبدو له حاجةٌ....الخ وذكره ابن كثير.
س3: حكم الفيء ذكره السعدي رحمه الله تعالى على خمسة أقسام.
س4: ورد فضل المهاجرين والأنصار في سورة الحشر من قوله تعالى:( للفقراء المهاجرين....).

2: عبير الغامدي.أ
أحسنتِ سددكِ الله وبارك الله فيكِ.
س1: في المسألة قول آخر وهو المراد به المؤمنون، ونذكر ما رواه ابن أبي حاتم عن ربيح بن عبد الرّحمن بن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا نتناوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، نبيت عنده؛ يطرقه من اللّيل أمرٌ وتبدو له حاجةٌ....الخ وذكره ابن كثير.

المجموعة الثانية:
1:شريفة المطيري.أ+
أحسنتِ سددكِ الله وبارك الله فيكِ.

2: محمد حجار.أ+
أحسنت سددك الله وبارك فيك.

3: دانة عادل.أ+
أحسنتِ سددكِ الله وبارك الله فيكِ.


بارك الله فيكم جميعا ونفع بكم.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 ربيع الأول 1443هـ/31-10-2021م, 11:11 AM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
افتراضي

المجلس التاسع
المجموعة الثانية:
١- حرر القول في معنى العود في الآية "ثم يعودون لما قالوا" فيها أقوال:
١- يعود إلى لفظ الظهار فيكرره، ذكره ابن كثير عن ابن حزم وداود.
٢- أن يعود إلى الظهار بعد تحريمه، ذكره ابن كثير عن أبي حنفية
٣- أن يمسكها بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق، ذكره ابن كثير عن الشافعي
٤- العزم على جماع من ظاهر منها، فبمجرد العزم تجب عليه الكفارة وهو قول السعدي، الأشقر وذكر ابن كثير عن أحمد بن حنبل ومالك.
٥- الجماع نفسه، ذكره ابن كثير عن أحمد بن حنبل ومالك وابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهو قول السعدي.
وتعقب ابن كثير القول الأول بأنه باطل، فتكون الأقوال محصورة في العود إلى الظهار أو العود إلى الجماع أو إرادته.

٢- يؤدب الله تعالى عباده بمحاسن الأخلاق فينهاهم عن التناجي بما يغضب الله تعالى من الآثام وغيبة المؤمنين والتعدي عليهم ومخالفة الرسول كما يفعل جهلة وكفار أهل الكتاب ومن عاونهم من المنافقين ويأمر تعالى المؤمنين بالتناجي بالطاعات وترك المعاصي فإليه سبحانه المرجع والمصير فيجازي الجميع بعمله، ويخبر تعالى أن المناجاة وهي الحديث سرًّا بين الناس بين اثنين أو أكثر حيث يتوهم مؤمن منها سوءًا من تسويل الشيطان ليسوء المؤمنين ويحزنوهم وقد وعد الله تعالي المؤمنين بالكفاية والنصر على الأعداء ولذلك أمرهم تعالى بالاعتماد عليه والتوكل عليه، فمن توكل على الله كفاه أمر دينه ودنياه وقد قال النبي مرشدًا المؤمنين لكمال الآداب إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الآخر، فإن ذلك يحزنه"

٣- معنى الظهار وحكمه: الظهار وهو قول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمي أو أختي أو أي أحد من محارمه على الصحيح.
حكمه: حرام، تلزم صاحبه الكفارة إذا أراد أن يرجع لزوجته ويجامعها وهي على الترتيب: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكينا.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 ربيع الأول 1443هـ/31-10-2021م, 11:18 AM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
Post

المجلس التاسع
المجموعة الثانية:
١- حرر القول في معنى العود في الآية "ثم يعودون لما قالوا" فيها أقوال:
١- يعود إلى لفظ الظهار فيكرره، ذكره ابن كثير عن ابن حزم وداود.
٢- أن يعود إلى الظهار بعد تحريمه، ذكره ابن كثير عن أبي حنفية
٣- أن يمسكها بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق، ذكره ابن كثير عن الشافعي
٤- العزم على جماع من ظاهر منها، فبمجرد العزم تجب عليه الكفارة وهو قول السعدي، الأشقر وذكر ابن كثير عن أحمد بن حنبل ومالك.
٥- الجماع نفسه، ذكره ابن كثير عن أحمد بن حنبل ومالك وابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهو قول السعدي.
وتعقب ابن كثير القول الأول بأنه باطل، فتكون الأقوال محصورة في العود إلى الظهار أو العود إلى الجماع أو إرادته.

٢



٢- يؤدب الله تعالى عباده بمحاسن الأخلاق فينهاهم عن التناجي بما يغضب الله تعالى من الآثام وغيبة المؤمنين والتعدي عليهم ومخالفة الرسول كما يفعل جهلة وكفار أهل الكتاب ومن عاونهم من المنافقين ويأمر تعالى المؤمنين بالتناجي بالطاعات وترك المعاصي فإليه سبحانه المرجع والمصير فيجازي الجميع بعمله، ويخبر تعالى أن المناجاة وهي الحديث سرًّا بين الناس بين اثنين أو أكثر حيث يتوهم مؤمن منها سوءًا من تسويل الشيطان ليسوء المؤمنين ويحزنوهم وقد وعد الله تعالي المؤمنين بالكفاية والنصر على الأعداء ولذلك أمرهم تعالى بالاعتماد عليه والتوكل عليه، فمن توكل على الله كفاه أمر دينه ودنياه وقد قال النبي مرشدًا المؤمنين لكمال الآداب إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الآخر، فإن ذلك يحزنه"

٣- معنى الظهار وحكمه: الظهار وهو قول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمي أو أختي أو أي أحد من محارمه على الصحيح.
حكمه: حرام، تلزم صاحبه الكفارة إذا أراد أن يرجع لزوجته ويجامعها وهي على الترتيب: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكينا.
٤. شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفارة الظهار، فقد حمل الشافعي رحمه الله الإطلاق في كفارة الظهار "فتحرير رقبة" على ما قيد في قوله تعالى "فتحرير رقبة مؤمنة" لاتحاد الموجب وهو عتق الرقبة ويقوي ذلك ما روي عن النبي في قصة الجارية " أعتقها فإنها مؤمنة"
|

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 ربيع الثاني 1443هـ/6-11-2021م, 07:25 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيزة أحمد مشاهدة المشاركة
المجلس التاسع
المجموعة الثانية:
١- حرر القول في معنى العود في الآية "ثم يعودون لما قالوا" فيها أقوال:
١- يعود إلى لفظ الظهار فيكرره، ذكره ابن كثير عن ابن حزم وداود.
٢- أن يعود إلى الظهار بعد تحريمه، ذكره ابن كثير عن أبي حنفية
٣- أن يمسكها بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق، ذكره ابن كثير عن الشافعي
٤- العزم على جماع من ظاهر منها، فبمجرد العزم تجب عليه الكفارة وهو قول السعدي، الأشقر وذكر ابن كثير عن أحمد بن حنبل ومالك.
٥- الجماع نفسه، ذكره ابن كثير عن أحمد بن حنبل ومالك وابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهو قول السعدي.
وتعقب ابن كثير القول الأول بأنه باطل، فتكون الأقوال محصورة في العود إلى الظهار أو العود إلى الجماع أو إرادته.

٢



٢- يؤدب الله تعالى عباده بمحاسن الأخلاق فينهاهم عن التناجي بما يغضب الله تعالى من الآثام وغيبة المؤمنين والتعدي عليهم ومخالفة الرسول كما يفعل جهلة وكفار أهل الكتاب ومن عاونهم من المنافقين ويأمر تعالى المؤمنين بالتناجي بالطاعات وترك المعاصي فإليه سبحانه المرجع والمصير فيجازي الجميع بعمله، ويخبر تعالى أن المناجاة وهي الحديث سرًّا بين الناس بين اثنين أو أكثر حيث يتوهم مؤمن منها سوءًا من تسويل الشيطان ليسوء المؤمنين ويحزنوهم وقد وعد الله تعالي المؤمنين بالكفاية والنصر على الأعداء ولذلك أمرهم تعالى بالاعتماد عليه والتوكل عليه، فمن توكل على الله كفاه أمر دينه ودنياه وقد قال النبي مرشدًا المؤمنين لكمال الآداب إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الآخر، فإن ذلك يحزنه"يحسن ذكرك للآيات اثناء التفسير وفقكِ الله.

٣- معنى الظهار وحكمه: الظهار وهو قول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمي أو أختي أو أي أحد من محارمه على الصحيح.
حكمه: حرام، تلزم صاحبه الكفارة إذا أراد أن يرجع لزوجته ويجامعها وهي على الترتيب: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكينا.
٤. شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفارة الظهار، فقد حمل الشافعي رحمه الله الإطلاق في كفارة الظهار "فتحرير رقبة" على ما قيد في قوله تعالى "فتحرير رقبة مؤمنة" لاتحاد الموجب وهو عتق الرقبة ويقوي ذلك ما روي عن النبي في قصة الجارية " أعتقها فإنها مؤمنة"
|
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 4 جمادى الآخرة 1443هـ/7-01-2022م, 01:19 AM
هند محمد المصرية هند محمد المصرية غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 203
افتراضي

. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.

الإجابة :-

ورد فيه قولان
القول الأول أن المقصود به اليهود وقد قال به مجاهد وذكره ابن كثير والأشقر في تفسيره.
القول الثاني : أنه أمر للمؤمنين بعدم التناجي إلا بالبر والتقوى وقد ذكره ابن كثير والسعدي

💫💫💫💫💫💫💫💫💫
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.

الإجابة :-
( يا أيها الذين آمنوا ) نداء من الله مؤدبا لعباده المؤمنين، بأنه من لوازم الإيمان ( إذا قيل لكن تفسحوا في المجالس) فإن كنتم في مجاس من المجالس وخاصة مجالس الذكر وقيل لكم تفسحوا فافسحوا فإن هذا من الأدب الذي يجب على المؤمن أن يتحلى به.
ولما كان الجزاء من جنس العمل ، فكان جزاؤهم من جنس عملهم ( يفسح الله لكم) فمن فسح لأخيه فسح الله له كما أن وسع على أخيه وسع الله عليه وقد قيل أن هذه الآية نزلت لأن هناك من كان يضن بمجلسه في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهانا رسول الله أن يقوم أحد لاحد من مجلسه ولا تفسحوا وافسحوا
وهذه من أخلاق الإسلام.
(وإذا قيل لكم انشزوا) أي قوموا من مجالسكم وترفعوا عنها لحاجة عارضة أو لصلاة أو لمصلحة أخرى أو أنه قيل لكم قوموا من مجلسكم لأهل العلم والدين فافعلوا ذلك فإن ذلك تكريما للعلم وأهله.
( والله بما تعملون خبير) فالله عليم بك وبما تعملون فإن كان خيرا وإن كان شرا فشر وسيجازيكم عليه.
💫💫💫💫💫💫💫

3. بيّن معنى الفيء وحكمه.

الإجابة :-

هو ما أخذ بالحق من مال الكفار بغير قتال
يقسم خمس أخماس
الخمس الأول يصرف لله ولرسوله فيصرف في مصالح المسلمين
وخمس لفقراء اليتامى، وخمس للمساكين، وخمس لذي القربى من بني هاشم ،وخمس لأبناء السبيل

💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار

الإجابة

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 جمادى الآخرة 1443هـ/10-01-2022م, 01:27 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند محمد المصرية مشاهدة المشاركة
. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.

الإجابة :-

ورد فيه قولان
القول الأول أن المقصود به اليهود وقد قال به مجاهد وذكره ابن كثير والأشقر في تفسيره.
القول الثاني : أنه أمر للمؤمنين بعدم التناجي إلا بالبر والتقوى وقد ذكره ابن كثير والسعدي
احرصي على ذكر الأدلة -إن وجدت- وفقكِ الله.
💫💫💫💫💫💫💫💫💫
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.

الإجابة :-
( يا أيها الذين آمنوا ) نداء من الله مؤدبا لعباده المؤمنين، بأنه من لوازم الإيمان ( إذا قيل لكن تفسحوا في المجالس) فإن كنتم في مجاس من المجالس وخاصة مجالس الذكر وقيل لكم تفسحوا فافسحوا فإن هذا من الأدب الذي يجب على المؤمن أن يتحلى به.
ولما كان الجزاء من جنس العمل ، فكان جزاؤهم من جنس عملهم ( يفسح الله لكم) فمن فسح لأخيه فسح الله له كما أن وسع على أخيه وسع الله عليه وقد قيل أن هذه الآية نزلت لأن هناك من كان يضن بمجلسه في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهانا رسول الله أن يقوم أحد لاحد من مجلسه ولا تفسحوا وافسحوا
وهذه من أخلاق الإسلام.
(وإذا قيل لكم انشزوا) أي قوموا من مجالسكم وترفعوا عنها لحاجة عارضة أو لصلاة أو لمصلحة أخرى أو أنه قيل لكم قوموا من مجلسكم لأهل العلم والدين فافعلوا ذلك فإن ذلك تكريما للعلم وأهله.
( والله بما تعملون خبير) فالله عليم بك وبما تعملون فإن كان خيرا وإن كان شرا فشر وسيجازيكم عليه.
💫💫💫💫💫💫💫

3. بيّن معنى الفيء وحكمه.

الإجابة :-

هو ما أخذ بالحق من مال الكفار بغير قتال
يقسم خمس أخماس
الخمس الأول يصرف لله ولرسوله فيصرف في مصالح المسلمين
وخمس لفقراء اليتامى، وخمس للمساكين، وخمس لذي القربى من بني هاشم ،وخمس لأبناء السبيل

💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار

الإجابة

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)
أحسنتِ نفع الله بكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 جمادى الآخرة 1443هـ/20-01-2022م, 04:19 PM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

المجموعة الأولى:

1. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.

ورد في من نزل فيهم قوله تعالى: { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } ثلاثةُ أقوال:

القول الأول: اليهود الذين يتناجون حتى يحزن المؤمنون من ذلك، قاله مجاهد ومقاتل بن حيّان، ذكره ابن كثير والأشقر.
-قال مقاتل بن حيّان وزاد: كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم،
حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى،
فأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}.

القول الثاني: المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثالث: أناس من أهل الكتاب الكفرة الذين يُسَلّمون على النبي قائلين: السام عليك، ذكره ابن كثير والسعدي.

وخلاصة ما ورد في من نزل فيهم قوله تعالى: { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } أنهم اليهود وقيل المنافقين وقيل أناس من أهل الكتاب الكفرة، ويدخل القول الأول ضمن القول الثالث،
وهؤلاء المذكورين تشابهت قلوبهم لذلك تشابهت أفعالهم وأقوالهم وهم يشتركون في كونهم كفارا، فإنّ اليهود والكفار من أهل الكتاب والمنافقين الذين يُمالئون الكفرة من أهل الكتاب على ضلالهم ويبطنون الكفر كلهم كفار وهم يوافقون
الكفار في الباطن وإن أظهروا خلاف ذلك للمسلمين، وقد أُمرَ المؤمنون بعدم التشبه بهم وبعدم التناجي بما يتناجون به من الإثم والعدوان وإنما يتناجون بالبر والتقوى.



2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.

يأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن يفسحوا لإخوانهم المؤمنين في المجالس، فإنّ هذا لا يضرُّ المُفسح شيئا ويحصل به المقصود من جلوس إخوانه من المؤمنين، والجزاءُ من جنس العمل،
قال تعالى: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} فمن فسح فسح الله له وأشباهُ ذلك كثير، فإنّ من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يَسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة وهكذا.
فليحرص المؤمن على امتثال الأمر الإلهي من ربه. ثم يقول الله سبحانه وتعالى: { وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا } وفي هذه عدة أقوال منها النهوض إلى القتال وقيل إجابة الخير إذا دُعي إليه وقيل الارتفاع للصلاة إذا دُعي إليها،
وقيل الانصراف عن المجلس أو النهوض من مكانه ليجلس غيره، وتدخل كل هذه الأقوال ضمن النهوض إلى الخير وإجابته باختلاف صوره، ثم يقول الله سبحانه وتعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وفي هذا بيانُ فضيلة العلم وثمرته فإن لأهل العلم من الدرجات العالية والثواب الشيء العظيم في الدنيا والآخرة ففي الدنيا يرفع في المجالس وفي الآخرة يرفع في الدرجات،
قال تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} فإنّ الله خبير بكم لا يخفى عليه من أعمالكم شيئا وسيجازي كل عامل بما عمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.





3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
الفيء هو كل ما أخذ من الكفار من أموال ومتاع بدون قتال ولا إيجاف خيل ولا ركاب ، فلا يكون فيها مبارزة، وحكمها أنّها للنبي خاصة، وهذا الفيء يقسم خمسة أقسام :
-لله وللرسول ويصرف في مصالح المسلمين العامة .
- لليتامى واليتيم هو من فقد أباه ولم يبلغ .
- لذوي القربى، لأنهم قد مُنعوا من الصدقة فجعل لهم حقا في الفيء .
- للمساكين الفقراء .
- لابن السبيل وهم الغرباء المنقطع بهم في غير موطنهم .
وهذا حتى لا يكون المال في يد طائفة دون أخرى فحتى لا يكون متداولا بين الأغنياء فقط شرع هذا الحكم.

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.

نستدل على فضل المهاجرين والأنصار من سورة المجادلة:

قال تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) }

قيل أنها نزلت في أبي عبيدة عامر بن الجراح، حين قتل أباه يوم بدر وكان أباه كافرا، فهي تدل على فضل أبي عبيدة عامر بن الجراح، حيث قال الله تعالى: { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

كتب الله في قلوبهم الإيمان وقواهم وأيدهم بعونه ومدده الرباني ولهم في الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها فهم حزب الله المفلحون.
وقيل أن قول الله تعالى: { ولو كانوا آباءهم} نزلت في أبي عبيدة حيثُ قتل أباه يوم بدر وكان أباهُ كافرا، وقول الله تعالى: { أو أبناءهم } قيل أنها نزلت في الصديق حيثُ همّ بقتل ابنه عبد الرحمن،
وقول الله تعالى: { أو إخوانهم } قيل أنها نزلت في مصعب بن عمير فقد قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر، وقول الله تعالى: { أو عشيرتهم } قيل أنها نزلت في عمر حيثُ قتل قريبا له
وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث قتلوا من قتلوا يوم بدر.
فتدل الآيات على فضلهم حيثُ أن الله أخبرنا أنهم لا يوادون من حادّ الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ولما سخطوا على الأقرباء والعشائر الكافرة وأبغضوهم في الله وتبرؤا منهم عوضهم الله بالفضل العظيم
وأخبرنا أن لهم جنات النعيم وكل ذلك يدل على فضلهم.


نستدل على فضل المهاجرين والأنصار من سورة الحشر:
- في فضل المهاجرين: قال تعالى: {(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) }
فهؤلاء الذين تركوا أموالهم وديارهم وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، نصروا الله ورسوله، شهد الله لهم بصدقهم وهذا يدلّ على فضلهم.
- وهذا مما يدل على أنّ المهاجرين أفضل من الأنصار لتقديمهم في الذكر على الأنصار؛ لأنهم نصروا النبي وهاجروا معه، أما الأنصار فقد نصروا النبي ولم يهاجروا كما المهاجرون.

-في فضل الأنصار: قال تعالى: { (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
فهؤلاء يحبون من هاجر إليهم من المهاجرين، لا يحسدونهم على المكانة والفضل الذي لهم من الله، بل إنهم واسوهم بأموالهم ومتاعهم وكانوا يؤثرونهم في أمور الدنيا ولكو كانت بهم حاجة وهذا دليل على صدق المحبة لهم لأنهم نصروا الله ورسوله.
* روى الإمام أحمد عن أنسٍ قال: كنّا جلوسًا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "يطّلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنّة". فطلع رجلٌ من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه، قد تعلّق نعليه بيده الشّمال،
فلمّا كان الغد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل ذلك، فطلع ذلك الرّجل مثل المرّة الأولى. فلمّا كان اليوم الثّالث قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرّجل على مثل حالته الأولى
فلمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبعه عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال: إنّي لاحيت أبي فأقسمت ألّا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتّى تمضي فعلت. قال: نعم. قال أنسٌ: فكان عبد اللّه يحدّث
أنّه بات معه تلك الثّلاث اللّيالي فلم يره يقوم من اللّيل شيئًا، غير أنّه إذا تعارّ تقلّب على فراشه، ذكر اللّه وكبّر، حتّى يقوم لصلاة الفجر. قال عبد اللّه: غير أنّي لم أسمعه يقول إلّا خيرًا، فلمّا مضت الثّلاث ليالٍ
وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد اللّه، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ولكن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنّة". فطلعت أنت الثّلاث المرار
فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عملٍ، فما الّذي بلغ بك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: ما هو إلّا ما رأيت. فلمّا ولّيت دعاني فقال: ما هو إلّا ما رأيت، غير أنّي
لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشّا، ولا أحسد أحدًا على خيرٍ أعطاه اللّه إيّاه. قال عبد اللّه: هذه الّتي بلغت بك، وهي الّتي لا تطاق.
وهذا مما يدلُّ على فضل هذا الرجل من الأنصار.

- روى البخاري عن أبي هريرة قال: أتى رجلٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهنّ شيئًا،
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألا رجلٌ يضيّف هذا اللّيلة، رحمه اللّه؟ ". فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول اللّه. فذهب إلى أهله فقال
لامرأته: ضيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا تدّخريه شيئًا. فقالت: واللّه ما عندي إلّا قوت الصّبية. قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوّميهم وتعالي فأطفئي
السّراج ونطوي بطوننا اللّيلة. ففعلت، ثمّ غدا الرّجل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: "لقد عجب اللّه، عزّ وجلّ -أو: ضحك-من فلانٍ وفلانةٍ".
وأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ}.
مما يدلّ على فضل الرجل الذي من الأنصار وزوجته.

- قال تعالى: { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
فمن هذا صنيعه فقد أفلح، وهذا ما عمله الأنصار فقد امتثلوا أمر الله سبحانه وتعالى .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 جمادى الآخرة 1443هـ/31-01-2022م, 10:40 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا المناديلي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:

1. حرّر القول في من نزل فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}.

ورد في من نزل فيهم قوله تعالى: { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } ثلاثةُ أقوال:

القول الأول: اليهود الذين يتناجون حتى يحزن المؤمنون من ذلك، قاله مجاهد ومقاتل بن حيّان، ذكره ابن كثير والأشقر.
-قال مقاتل بن حيّان وزاد: كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم،
حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى،
فأنزل اللّه: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}.

القول الثاني: المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثالث: أناس من أهل الكتاب الكفرة الذين يُسَلّمون على النبي قائلين: السام عليك، ذكره ابن كثير والسعدي.

وخلاصة ما ورد في من نزل فيهم قوله تعالى: { ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } أنهم اليهود وقيل المنافقين وقيل أناس من أهل الكتاب الكفرة، ويدخل القول الأول ضمن القول الثالث،
وهؤلاء المذكورين تشابهت قلوبهم لذلك تشابهت أفعالهم وأقوالهم وهم يشتركون في كونهم كفارا، فإنّ اليهود والكفار من أهل الكتاب والمنافقين الذين يُمالئون الكفرة من أهل الكتاب على ضلالهم ويبطنون الكفر كلهم كفار وهم يوافقون
الكفار في الباطن وإن أظهروا خلاف ذلك للمسلمين، وقد أُمرَ المؤمنون بعدم التشبه بهم وبعدم التناجي بما يتناجون به من الإثم والعدوان وإنما يتناجون بالبر والتقوى.



2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.

يأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن يفسحوا لإخوانهم المؤمنين في المجالس، فإنّ هذا لا يضرُّ المُفسح شيئا ويحصل به المقصود من جلوس إخوانه من المؤمنين، والجزاءُ من جنس العمل،
قال تعالى: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} فمن فسح فسح الله له وأشباهُ ذلك كثير، فإنّ من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يَسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة وهكذا.
فليحرص المؤمن على امتثال الأمر الإلهي من ربه. ثم يقول الله سبحانه وتعالى: { وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا } وفي هذه عدة أقوال منها النهوض إلى القتال وقيل إجابة الخير إذا دُعي إليه وقيل الارتفاع للصلاة إذا دُعي إليها،
وقيل الانصراف عن المجلس أو النهوض من مكانه ليجلس غيره، وتدخل كل هذه الأقوال ضمن النهوض إلى الخير وإجابته باختلاف صوره، ثم يقول الله سبحانه وتعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وفي هذا بيانُ فضيلة العلم وثمرته فإن لأهل العلم من الدرجات العالية والثواب الشيء العظيم في الدنيا والآخرة ففي الدنيا يرفع في المجالس وفي الآخرة يرفع في الدرجات،
قال تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} فإنّ الله خبير بكم لا يخفى عليه من أعمالكم شيئا وسيجازي كل عامل بما عمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.





3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
الفيء هو كل ما أخذ من الكفار من أموال ومتاع بدون قتال ولا إيجاف خيل ولا ركاب ، فلا يكون فيها مبارزة، وحكمها أنّها للنبي خاصة، وهذا الفيء يقسم خمسة أقسام :
-لله وللرسول ويصرف في مصالح المسلمين العامة .
- لليتامى واليتيم هو من فقد أباه ولم يبلغ .
- لذوي القربى، لأنهم قد مُنعوا من الصدقة فجعل لهم حقا في الفيء .
- للمساكين الفقراء .
- لابن السبيل وهم الغرباء المنقطع بهم في غير موطنهم .
وهذا حتى لا يكون المال في يد طائفة دون أخرى فحتى لا يكون متداولا بين الأغنياء فقط شرع هذا الحكم.

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.

نستدل على فضل المهاجرين والأنصار من سورة المجادلة:

قال تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) }

قيل أنها نزلت في أبي عبيدة عامر بن الجراح، حين قتل أباه يوم بدر وكان أباه كافرا، فهي تدل على فضل أبي عبيدة عامر بن الجراح، حيث قال الله تعالى: { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

كتب الله في قلوبهم الإيمان وقواهم وأيدهم بعونه ومدده الرباني ولهم في الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها فهم حزب الله المفلحون.
وقيل أن قول الله تعالى: { ولو كانوا آباءهم} نزلت في أبي عبيدة حيثُ قتل أباه يوم بدر وكان أباهُ كافرا، وقول الله تعالى: { أو أبناءهم } قيل أنها نزلت في الصديق حيثُ همّ بقتل ابنه عبد الرحمن،
وقول الله تعالى: { أو إخوانهم } قيل أنها نزلت في مصعب بن عمير فقد قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر، وقول الله تعالى: { أو عشيرتهم } قيل أنها نزلت في عمر حيثُ قتل قريبا له
وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث قتلوا من قتلوا يوم بدر.
فتدل الآيات على فضلهم حيثُ أن الله أخبرنا أنهم لا يوادون من حادّ الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ولما سخطوا على الأقرباء والعشائر الكافرة وأبغضوهم في الله وتبرؤا منهم عوضهم الله بالفضل العظيم
وأخبرنا أن لهم جنات النعيم وكل ذلك يدل على فضلهم.


نستدل على فضل المهاجرين والأنصار من سورة الحشر:
- في فضل المهاجرين: قال تعالى: {(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) }
فهؤلاء الذين تركوا أموالهم وديارهم وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، نصروا الله ورسوله، شهد الله لهم بصدقهم وهذا يدلّ على فضلهم.
- وهذا مما يدل على أنّ المهاجرين أفضل من الأنصار لتقديمهم في الذكر على الأنصار؛ لأنهم نصروا النبي وهاجروا معه، أما الأنصار فقد نصروا النبي ولم يهاجروا كما المهاجرون.

-في فضل الأنصار: قال تعالى: { (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
فهؤلاء يحبون من هاجر إليهم من المهاجرين، لا يحسدونهم على المكانة والفضل الذي لهم من الله، بل إنهم واسوهم بأموالهم ومتاعهم وكانوا يؤثرونهم في أمور الدنيا ولكو كانت بهم حاجة وهذا دليل على صدق المحبة لهم لأنهم نصروا الله ورسوله.
* روى الإمام أحمد عن أنسٍ قال: كنّا جلوسًا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "يطّلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنّة". فطلع رجلٌ من الأنصار تنظف لحيته من وضوئه، قد تعلّق نعليه بيده الشّمال،
فلمّا كان الغد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل ذلك، فطلع ذلك الرّجل مثل المرّة الأولى. فلمّا كان اليوم الثّالث قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرّجل على مثل حالته الأولى
فلمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبعه عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال: إنّي لاحيت أبي فأقسمت ألّا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتّى تمضي فعلت. قال: نعم. قال أنسٌ: فكان عبد اللّه يحدّث
أنّه بات معه تلك الثّلاث اللّيالي فلم يره يقوم من اللّيل شيئًا، غير أنّه إذا تعارّ تقلّب على فراشه، ذكر اللّه وكبّر، حتّى يقوم لصلاة الفجر. قال عبد اللّه: غير أنّي لم أسمعه يقول إلّا خيرًا، فلمّا مضت الثّلاث ليالٍ
وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد اللّه، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ولكن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنّة". فطلعت أنت الثّلاث المرار
فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عملٍ، فما الّذي بلغ بك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: ما هو إلّا ما رأيت. فلمّا ولّيت دعاني فقال: ما هو إلّا ما رأيت، غير أنّي
لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشّا، ولا أحسد أحدًا على خيرٍ أعطاه اللّه إيّاه. قال عبد اللّه: هذه الّتي بلغت بك، وهي الّتي لا تطاق.
وهذا مما يدلُّ على فضل هذا الرجل من الأنصار.

- روى البخاري عن أبي هريرة قال: أتى رجلٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهنّ شيئًا،
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألا رجلٌ يضيّف هذا اللّيلة، رحمه اللّه؟ ". فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول اللّه. فذهب إلى أهله فقال
لامرأته: ضيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا تدّخريه شيئًا. فقالت: واللّه ما عندي إلّا قوت الصّبية. قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوّميهم وتعالي فأطفئي
السّراج ونطوي بطوننا اللّيلة. ففعلت، ثمّ غدا الرّجل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: "لقد عجب اللّه، عزّ وجلّ -أو: ضحك-من فلانٍ وفلانةٍ".
وأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ}.
مما يدلّ على فضل الرجل الذي من الأنصار وزوجته.

- قال تعالى: { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
فمن هذا صنيعه فقد أفلح، وهذا ما عمله الأنصار فقد امتثلوا أمر الله سبحانه وتعالى .
أحسنت في إجابتك بارك الله فيك
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 رجب 1443هـ/10-02-2022م, 07:37 AM
هاجر محمد أحمد هاجر محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 199
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

القول الأول: العود الى لفظ الظهار قاله ابن حزم وابن داود وأبو حنيفة ذكره ابن كثير
القول الثاني: أن يعود إلى الجماع قاله أحمد بن حنبل ومالك وسعيد بن جبير والحسن بن البصري ذكره ابن كثير والسعدي
القول الثالث: العزم على الجماع قاله مالك وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الرابع: أن يمسكها زوجة مع القدرة على الطلاق ذكره الأشقر
القول الأول باطل ما قال ابن كثير، والمراد هو : العود للجماع ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
يقول الله تعالى مخاطباً عباده المؤمنين الذي آمنوا به وعملوا بما شرع ألا يفعلوا فعل أهل الكتاب والمنافقين ،وأمرهم ان تناجوا أن يتناجوا بطاعة الله وترك المعصية ، و(أتقوا الله الذي إليه تحشرون) امتثلوا أمر الله واتركوا نواهيه فهو الذي ترجعون فيجازيكم على أعمالكم ، (إنما النجوى من الشيطان) النجوى وهي المسارة بالمعصية من تسويل الشيطان ليسوء المؤمنين فيتوهموا أنهم يكاد بهم (وليس بضارهم شيئاً) وليس التناجي وتزيين الشيطان يضر المؤمنين بشيء (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) وعلى الله وحده يفوض المؤمنين أمورهم في جلب النفع ودفع الضر من الكيد والخديعة
3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
معنى الظهار: أن يقول الرجل لأمرأت أنت عليّ كظهر أمي أو غيرها من محارمه أو يقول أنت علي محرمة
حكمه: حرام
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
قيدت كما قيدت في آية القتل ، حمل الشافعي على ما أطلق هنا في سورة المجادلة على ما قيد هناك في سورة المائدة لإ تحاد الموجب وهو عتق رقبة ذكر كان أو أنثى

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 19 رجب 1443هـ/20-02-2022م, 02:30 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاجر محمد أحمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

القول الأول: العود الى لفظ الظهار قاله ابن حزم وابن داود وأبو حنيفة ذكره ابن كثير
القول الثاني: أن يعود إلى الجماع قاله أحمد بن حنبل ومالك وسعيد بن جبير والحسن بن البصري ذكره ابن كثير والسعدي
القول الثالث: العزم على الجماع قاله مالك وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الرابع: أن يمسكها زوجة مع القدرة على الطلاق ذكره الأشقر
القول الأول باطل ما قال ابن كثير، والمراد هو : العود للجماع ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
يقول الله تعالى مخاطباً عباده المؤمنين الذي آمنوا به وعملوا بما شرع ألا يفعلوا فعل أهل الكتاب والمنافقين ،وأمرهم ان تناجوا أن يتناجوا بطاعة الله وترك المعصية ، و(أتقوا الله الذي إليه تحشرون) امتثلوا أمر الله واتركوا نواهيه فهو الذي ترجعون فيجازيكم على أعمالكم ، (إنما النجوى من الشيطان) النجوى وهي المسارة بالمعصية من تسويل الشيطان ليسوء المؤمنين فيتوهموا أنهم يكاد بهم (وليس بضارهم شيئاً) وليس التناجي وتزيين الشيطان يضر المؤمنين بشيء (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) وعلى الله وحده يفوض المؤمنين أمورهم في جلب النفع ودفع الضر من الكيد والخديعة
3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
معنى الظهار: أن يقول الرجل لأمرأته أنت عليّ كظهر أمي أو غيرها من محارمه أو يقول أنت علي محرمة
حكمه: حرام
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
قيدت كما قيدت في آية القتل ، حمل الشافعي على ما أطلق هنا في سورة المجادلة على ما قيد هناك في سورة المائدة لإ تحاد الموجب وهو عتق رقبة ذكر كان أو أنثى أين الآية؟؟.
بارك الله فيكِ وسددكِ.
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir