دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 جمادى الأولى 1442هـ/29-12-2020م, 02:44 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الأولى 1442هـ/8-01-2021م, 04:26 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}

اختلف العلماء في معنى "ضريع" إلى أقوال :
القول الأول : أنها شجرة تسميها قريش الشبرق وهي كثيرة الشوك , وهو قول ابن عباس , قتادة , والبخاري , وعكرمة , ومجاهد , والفراء , وابن قتيبة , والزجاج , ومكي بن ابي طالب .
- اما قول ابن عباس فرواه ابن جرير عن محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ , ورواه عبد بن حميد عنه كما ذكر السيوطي .
- أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق وابن جرير عن معمر عنه .
- أما قول البخاري فذكره في صحيحه .
- أما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طرق عنه , ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمداني من طريق ابن ابي نجيح عنه .
- قال الزجاج : والضريع الشبرق؛ وهو جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضّريع .
- قَالَ الخليلُ بنُ أَحْمَدَ: هُو نَبْتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنُ الرِّيحِ يَرمِي به البَحرُ.
- قال الفراء : وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم .
- - قال ابن الأثير : وفي حديث أهل النار «فيغاثون بطعام من ضريع» هو نبت بالحجاز له شوك كبار. ويقال له الشبرق.
- قال السيوطي : أَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ بِسَنَدٍ وَاهٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:«شَيْءٌ يَكُونُ فِي النَّارِ شِبْهُ الشَّوْكِ، أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، وَأَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ، وَأَشَدُّ حَرًّا مِنَ النَّارِ، سَمَّاهُ اللَّهُ الضَّرِيعَ، إِذَا طَعِمَهُ صَاحِبُهُ لاَ يَدْخُلُ الْبَطْنَ وَلاَ يَرْتَفِعُ إِلَى الْفَمِ، فَيَبْقَى بَيْنَ ذَلِكَ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» ).

القول الثاني : هو السلم أو السلا , وهو قول أبي الجوزاء ,
- أما قول أبي الجوزاء فرواه ابن أبي شيبة عن عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مالكٍ عنه , واخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
- قال أبو الجوزاء : كيف يسمن من يأكل الشّوك .
- قال ابن حجر : وقيل هو السلا بضم المهملة وتشديد اللام وهو شوك النخل .

القول الثالث : الحجارة , وهو قول سعيد بن جبير .
- أما قول سعيد فرواه ابن جرير عن أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن جعفرٍ عنه , ورواه ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
- وذكره ابن كثير .

القول الرابع : أنه شجر من نار وهو قول ابن عباس , وابن زيد .
- أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير عن عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ عنه , وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
- أما قول ابن زيد فرواه ابن جرير عن يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ عنه .
- قال ابن زيد : الضريعُ: الشوكُ من النارِ. قالَ: وأمَّا في الدنيا فإنَّ الضريعَ: الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ .

القول الخامس : هو الزقوم وهو قول سعيد بن جبير .
- أما قول سعيد بن جبير فأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور , وذكره ابن كثير.

الراجح :
كلمة ضريع من الكلمات التي اختلف في معناها إلى عدة أقوال وذكر أهل اللغة أنها ترجع إلى :
أنه نبت ينبت في الصحراء وهو من شوك يابس وهو سام , يأكله أهل النار , وأنه مضعف لأبدانهم مهزل لها .
- قال ابن الأنباري : من الضريع طعامه فلا طعام له. ومنه قول العرب: ما لفلان راحة إلا السير والعمل؛ أي من هذان راحته فهو غير مستريح.
- قال ابن عطية : واختلف في المعنى الذي سمّي به ضريعاً؛ فقيل: هو ضريعٌ بمعنى مضرعٍ، أي: مضعفٍ للبدن مهزلٍ، ومنه قول النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- في ولدي جعفر بن أبي طالبٍ -رضي اللّه عنهم-:«ما لي أراهما ضارعين». يريد هزيلين. ومن فعيلٍ بمعنى مفعلٍ قول عمرو بن معديكرب :
أمن ريحانة الدّاعي السّميع ....... يؤرّقني وأصحابي هجوع

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 جمادى الأولى 1442هـ/8-01-2021م, 10:39 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}

اختلف العلماء في معنى "ضريع" إلى أقوال :
القول الأول : أنها شجرة تسميها قريش الشبرق وهي كثيرة الشوك , وهو قول ابن عباس , قتادة , والبخاري , وعكرمة [عكرمة ومجاهد يذكران قبل البخاري فهما من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما], ومجاهد , والفراء , وابن قتيبة , والزجاج , ومكي بن ابي طالب .
- اما قول ابن عباس فرواه ابن جرير عن محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ , ورواه عبد بن حميد عنه كما ذكر السيوطي . [هذا الإسناد واه، لهذا لا نجزم بقول ابن عباس لهذا القول؛ فنقول " روي عن ابن عباس" ولا نقول: "قول ابن عباس"]
- أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق وابن جرير عن معمر عنه .
- أما قول البخاري فذكره في صحيحه .
- أما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طرق عنه , ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمداني من طريق ابن ابي نجيح عنه . [عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني راوي كتب، والكتب التي يرويها ليس هو مصنفها وإنما يرويها عن مصنفيها، وتفسير مجاهد المنسوب إليه يعتقد أنه تفسير آدم بن أبي إياس، فعند التخريج نقول: أخرجه آدم بن أبي إياس]
- قال الزجاج : والضريع الشبرق؛ وهو جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضّريع .
- قَالَ الخليلُ بنُ أَحْمَدَ: هُو نَبْتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنُ الرِّيحِ يَرمِي به البَحرُ. [هذا قول مختلف]
- قال الفراء : وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم .
- - قال ابن الأثير : وفي حديث أهل النار «فيغاثون بطعام من ضريع» هو نبت بالحجاز له شوك كبار. ويقال له الشبرق.
- قال السيوطي : أَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ بِسَنَدٍ وَاهٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:«شَيْءٌ يَكُونُ فِي النَّارِ شِبْهُ الشَّوْكِ، أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، وَأَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ، وَأَشَدُّ حَرًّا مِنَ النَّارِ، سَمَّاهُ اللَّهُ الضَّرِيعَ، إِذَا طَعِمَهُ صَاحِبُهُ لاَ يَدْخُلُ الْبَطْنَ وَلاَ يَرْتَفِعُ إِلَى الْفَمِ، فَيَبْقَى بَيْنَ ذَلِكَ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» ).

القول الثاني : هو السلم أو السلا , وهو قول أبي الجوزاء ,
- أما قول أبي الجوزاء فرواه ابن أبي شيبة عن عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مالكٍ عنه , واخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
- قال أبو الجوزاء : كيف يسمن من يأكل الشّوك .
- قال ابن حجر : وقيل هو السلا بضم المهملة وتشديد اللام وهو شوك النخل .
[ورواية ابن أبي شيبة المسندة إلى أبي الجوزاء بلفظ السّلم وليس السلا]
القول الثالث : الحجارة , وهو قول سعيد بن جبير .
- أما قول سعيد فرواه ابن جرير عن أبو [أبي] كريبٍ، قالَ: ثنا ابنُ يمانٍ، عن جعفرٍ عنه , ورواه ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
- وذكره ابن كثير . [لا حاجة للنقل عن ابن كثير مع تخريج القول من مصدر مُسند]

القول الرابع : أنه شجر من نار وهو قول ابن عباس , وابن زيد .
- أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير عن عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ عنه , وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
- أما قول ابن زيد فرواه ابن جرير عن يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ عنه .
- قال ابن زيد : الضريعُ: الشوكُ من النارِ. قالَ: وأمَّا في الدنيا فإنَّ الضريعَ: الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ .

القول الخامس : هو الزقوم وهو قول سعيد بن جبير .
- أما قول سعيد بن جبير فأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور , وذكره ابن كثير.

الراجح :
كلمة ضريع من الكلمات التي اختلف في معناها إلى عدة أقوال وذكر أهل اللغة أنها ترجع إلى :
أنه نبت ينبت في الصحراء وهو من شوك يابس وهو سام , يأكله أهل النار , وأنه مضعف لأبدانهم مهزل لها . [وهذا توجيه لأحد الأقول فقط، فأين البقية؟]
- قال ابن الأنباري : من الضريع طعامه فلا طعام له. ومنه قول العرب: ما لفلان راحة إلا السير والعمل؛ أي من هذان راحته فهو غير مستريح. [هذا تخريج آخر لمعنى الآية، وهو أن المقصود أنه لا طعام لهم، وقول ابن الأنباري: ((وقد خرج بعضهم قول الله عز وجل: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}، من هذا المعنى فقال: التأويل: من الضريع طعامه فلا طعام له)) فتُنقل العبارة كاملة لئلا يتوهم أنه قول ابن الأنباري ابتداء]
- قال ابن عطية : واختلف في المعنى الذي سمّي به ضريعاً؛ فقيل: هو ضريعٌ بمعنى مضرعٍ، أي: مضعفٍ للبدن مهزلٍ، ومنه قول النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- في ولدي جعفر بن أبي طالبٍ -رضي اللّه عنهم-:«ما لي أراهما ضارعين». يريد هزيلين. ومن فعيلٍ بمعنى مفعلٍ قول عمرو بن معديكرب :
أمن ريحانة الدّاعي السّميع ....... يؤرّقني وأصحابي هجوع

والله أعلم
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
- في المسألة أقوال أخرى ترجع للقول بأنه نبات لكن مع خلاف في تعيين النبات؛ فيحسن تصنيفها مع " الشبرق إذا يبس" تحت قول أعم وهو " القول بأنه نبات "
- والضريع على وزن " فعيل " وهذه الصيغة تأتي بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول
فإذا جاء بمعنى الفاعل فهو بمعنى " مضعِف للأبدان" - وهو بمعنى ما نقلته عن ابن عطية -، وإذا جاء بمعنى المفعول فهو وصف لرداءته كطعام - وهذا لم تذكره - ويمكن توجيه الأقوال بحسب هذه المعاني.
- بعد ذكر الأقوال وتخريجها أنت مخيرٌ بين توجيهها أثناء تصنيفها أو توجيهها عند كتابة دراسة المسألة.
- وعند كتابة الدراسة في نهاية التحرير تبدأ أولا بذكر مقدمة فيها ملخص مسألتك أو تمهيد لها، مثلا ذكر سياق الآيات
ثم توجيه الأقوال - إن لم تكن قد وجهتها سابقًا - ثم الترجيح أو بيان وجه الجمع بين الأقوال.
- الخطأ في دراستك أنك بدأت بالإشارة لأحد الأقوال المذكورة في تحريرك، ثم انتقلت لقول ابن الأنباري وفيه وجه مختلف عما سبق، ثم نقل كلام ابن عطية ولم تكمله،
ولم تذكر قولا راجحًا أو وجه ترجيح، أو وجه جمع بين الأقوال.
- وعلى ما سبق يُنظر في الأقوال فما كان منها ثابتًا صحيحًا، أو موافقا لوجه في اللغة أُخذ به وإلا رد.

التقويم: ب
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 جمادى الآخرة 1442هـ/19-01-2021م, 09:13 AM
أمل حلمي أمل حلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 253
افتراضي

تحرير القول في معنى حفدة:
اختلف العلماء في معنى حفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
وأصل الحفد هو مداركة الخطو والإِسراع في المشي ومنه يقال في دعاء الوتر:
وإِليك نسعى ونَحفِد.
وقد جاءت أقوال العلماء كما يلي:
1- الأختان أو الأصهار.

وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عباس وابي الضحى وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي والفراء وابن قتيبة.
ومنه قول الشاعر:
(ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حَفَدٌ مما يُعَدّث كثيرُ)
(ولكنها نفس عليَّ أبيّة ... عَيُوفٌ لأَصهارِ للئام قَذور)
قول ابن مسعود رواه ابن جرير من عدة طرق.
وقول أبي الضحى فرواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي الضحى.
وقول سعيد بن جبير فرواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن عطاء بن السائب عن سعيد.
وقول إبراهيم رواه ابن جرير من طريق هشيم عن المغيرة عن إبراهيم.

2- أعوان الرجل وخدمه.
وهو قول ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وقتادة وطاوس وأبي مالك والخليل بن أحمد والفراء وأبو عبيدة والقاسم بن سلام وعبد الله بن يحيى اليزيدي وابن قتيبة وابن فارس.
وذهبوا إلى ذلك لأن أصل الحفد هو الإسراع في الخدمة وكما قالوا أن من أعانك فقد خدمك
وقول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق وهب بن حبيب الأسدي عن أبي حمزة عن ابن عباس.
وقول عكرمة رواه ابن جرير من طريق أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة ورواه من طرق أخرى.
وقول الحسن رواه ابن جرير من طريق سلم عن أبي هلال عن الحسن.
وقول مجاهد رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية عن أبي نجيح عن مجاهد.
وقول قتادة رواه ابن جرير من طريق سعيد عن قتادة.
وقول طاوس وراه ابن جرير من طريق زمعة عن ابن طاوس عن أبيه.
وقول أبي مالك رواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك.

3- ولد الرجل وولد ولده.
حيث أن ولد الرجل يخدمونه ويحفدونه حيث كانت العرب تخدمهم أولادهم الذكور.
وهو قول ابن عباس وابن زيد والضحاك والأزهري ويحيى بن سلام.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس.
وقول ابن زيد رواه ابن جرير عن ابن وهب.
وقول الضحاك رواه ابن جرير من طريق أبي معاذ عن عبيد بن سلمان عن الضحاك.

4- بنو امرأة الرجل من غيره:
وهو قول ابن عباس وابن زيد.
وقول ابن عباس ذكره ابن جرير وهي رواية العوفي عن ابن عباس.

5- كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله.

وهو قول مقاتل والكلبي.
حيث قالوا أن المراد بالبنين هم صغار الأولاد والحفدة هم الكبار الذين يعينون على العمل.
6- البنات
وهو قول رواه الزجاج و الفيروزآبادي
فالبنون في الآية هم الأولاد والحفدة البنات
قال الزهراوي لأنهن خدم الأبوين ولأن لفظة البنين لا تدل عليهن.
الترجيح:
هذه الأقوال ليست متعارضة بل كلها داخلة في معنى الحفد وهو المسارعة في الخدمة فالأصهار والأولاد وأولاد الأولاد وكل ما ذُكر من أقوال يدخلون في هذا المعنى.
وهذا ما رجحه ابن جرير حيث قال:
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 جمادى الآخرة 1442هـ/27-01-2021م, 12:29 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل حلمي مشاهدة المشاركة
تحرير القول في معنى حفدة:
اختلف العلماء في معنى حفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
وأصل الحفد هو مداركة الخطو والإِسراع في المشي ومنه يقال في دعاء الوتر:
وإِليك نسعى ونَحفِد.
وقد جاءت أقوال العلماء كما يلي:
1- الأختان أو الأصهار.

وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عباس وابي الضحى وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي والفراء وابن قتيبة.
ومنه قول الشاعر:
(ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حَفَدٌ مما يُعَدّث كثيرُ)
(ولكنها نفس عليَّ أبيّة ... عَيُوفٌ لأَصهارِ للئام قَذور)
قول ابن مسعود رواه ابن جرير من عدة طرق.
وقول أبي الضحى فرواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي الضحى.
وقول سعيد بن جبير فرواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن عطاء بن السائب عن سعيد.
وقول إبراهيم رواه ابن جرير من طريق هشيم عن المغيرة عن إبراهيم.

2- أعوان الرجل وخدمه.
وهو قول ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وقتادة وطاوس وأبي مالك والخليل بن أحمد والفراء وأبو عبيدة والقاسم بن سلام وعبد الله بن يحيى اليزيدي وابن قتيبة وابن فارس.
وذهبوا إلى ذلك لأن أصل الحفد هو الإسراع في الخدمة وكما قالوا أن من أعانك فقد خدمك
وقول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق وهب بن حبيب الأسدي عن أبي حمزة عن ابن عباس.
وقول عكرمة رواه ابن جرير من طريق أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة ورواه من طرق أخرى.
وقول الحسن رواه ابن جرير من طريق سلم عن أبي هلال عن الحسن.
وقول مجاهد رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية عن أبي نجيح عن مجاهد.
وقول قتادة رواه ابن جرير من طريق سعيد عن قتادة.
وقول طاوس وراه ابن جرير من طريق زمعة عن ابن طاوس عن أبيه.
وقول أبي مالك رواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك.

3- ولد الرجل وولد ولده.
حيث أن ولد الرجل يخدمونه ويحفدونه حيث كانت العرب تخدمهم أولادهم الذكور.
وهو قول ابن عباس وابن زيد والضحاك والأزهري ويحيى بن سلام.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس.
وقول ابن زيد رواه ابن جرير عن ابن وهب.
وقول الضحاك رواه ابن جرير من طريق أبي معاذ عن عبيد بن سلمان عن الضحاك.

4- بنو امرأة الرجل من غيره:
وهو قول ابن عباس وابن زيد.
وقول ابن عباس ذكره (رواه) ابن جرير وهي رواية العوفي عن ابن عباس.

5- كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله.

وهو قول مقاتل والكلبي. [التخريج؟]
حيث قالوا أن المراد بالبنين هم صغار الأولاد والحفدة هم الكبار الذين يعينون على العمل.
6- البنات
وهو قول رواه الزجاج و الفيروزآبادي [كلمة (رواه) يعني أنه رواه بإسناده إلى قائله، مثلا قال الزجاج حدثني فلان عن فلان عن فلان ...
وهذا الصورة ليست الموجودة في كتابه
بل قال: (وقيل البنات)
فنقول ذكره الزجاج احتمالا
ولفظ كلامه يوحي بجمعه بين الأقوال]

فالبنون في الآية هم الأولاد والحفدة البنات
قال الزهراوي [من الزهراوي؟] لأنهن خدم الأبوين ولأن لفظة البنين لا تدل عليهن.
[وهذه العبارة مقتبسة من تفسير ابن عطية، فينبغي النسبة إليه نقول: (قال ابن عطية، قال ....)]
الترجيح:
هذه الأقوال ليست متعارضة بل كلها داخلة في معنى الحفد وهو المسارعة في الخدمة فالأصهار والأولاد وأولاد الأولاد وكل ما ذُكر من أقوال يدخلون في هذا المعنى.
وهذا ما رجحه ابن جرير حيث قال:
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو أن تفيدكِ هذه الملحوظات:
1. الدقة في ألفاظ التخريج ونسبة الأقوال
قول (رواه أو أخرجه) لمن روى القول بإسناده لقائله، وقول: (ذكره) لمن نقله دون إسناد، وقول: (قاله فلان) لنسبة القول للمفسر نفسه، مثلا: قاله الزجاج في معاني القرآن وهذا يعني أنه نفسه قال بهذا القول.
2. إذا تعدد القول عن المفسر الواحد، نقول: رواية عنه
مثلا: إذا وجدتِ أنه روي عن ابن عباس قولين
نقول وهذا القول رواية عن ابن عباس، أو أحد قوليه إن صح القولين عنه.
3. لأن التركيز في هذه المسألة كان على المصادر اللغوية، والتفاسير المسندة نقلنا من تفسير الطبري فقط، أعذركِ أن التخريج من تفسير ابن جرير فقط، لكن لكثرة تناول السلف لهذه المسألة، إذا عدتِ لأكثر المصادر المسندة ستجدين فيها روايات للسلف يمكنكِ الاستفادة منها.
4. بعض الأقوال لم تقومي بتوجييها مثل القول بأنهم الأختان والأصهار والقول بأنهم بنو امرأة الرجل من غيره.
5. عند الدراسة يحسن أن تقدمي بذكر مختصر لمسألتك ببيان تفسير إجمالي للآية، لبيان علاقة مسألتك بسائر تفسير الآية
ثم مناقشة وجه الجمع بين الأقوال أو الترجيح بينها
والمفترض أن يكون عماد الدراسة بأسلوبك، تجمعين من التفسير أوجه الجمع بين الأقوال وتعيدين صياغتها بأسلوبك
وهذا ينمي لديكِ ملكة تفسيرية بإذن الله

التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 شعبان 1442هـ/14-03-2021م, 11:21 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

اختلف العلماء في معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} على أقوال
الأقوال :
القول الأول : هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض تسمّيه فريش الشبرق ، فإذا هاج سمّوه الضريع
قاله : ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو الجوزاء ،وقتادة، والبخاري ، والقرطبي والفراء ، وأبو عبيدة ، وابن قتيبة ، و الزجاج ، والجوهري ، والرازي ، ومكي بن أبي طالب ، وأبو حنيفة ،وابن عاشور .
قال القرطبي : ( على هذا عامة المفسرين ) .
- أما قول ابن عباس فرواه السيوطي عن ابن جرير عنه ، ورواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي عن العوفي عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه ، ورواه ابن كثير عن البخاري عنه
- أما قول عكرمة فرواه السيوطي ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه
- أما قول أبي الجوزاء فرواه ابن كثير عنه .
- أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق في تفسيره وابن كثير عن معمر عنه ، ورواه ابن الجوزي عنه.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ : (وقوله عز وجل: {لّيس لهم طعامٌ إلاّ من ضريعٍ...}؛ وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم).
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ ({إلاّ من ضريعٍ} الضريع عند العرب الشبرق شجر).
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((الضريع): نبت [يكون] بالحجاز، يقال لرطبة: الشّبرق).
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الزَّجَّاجُ: ({ليس لهم طعام إلّا من ضريع (6)} يعني لأهل النار، والضريع الشبرق؛ وهو جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضّريع.
قال إسماعيل الجوهري : والضَريع: يبيسُ الشِبْرِقِ، وهو نبت.
قال أحمد بن فارس الرازي : (ضَرَعَ) الضَّادُ وَالرَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ فِي الشَّيْءِ. … وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ: الضَّرِيعُ، وَهُوَ نَبْتٌ. وَمُمْكِنٌ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْبَابِ فَيُقَالُ ذَلِكَ لِضَعْفِهِ، إِذَا كَانَ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. وَقَالَ:
وَتُرِكْنَ فِي هَزْمِ الضَّرِيعِ فَكُلُّهَا ... حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ .
قال مكي بن أبي طالب : ( (الضَّرِيع): نبت بالحجاز، يقال لرطبه الشِّبْرِق).
قال أبو حنيفة: الضّريع: الشّبرق؛ وهو مرعى سوءٍ، لا تعقد السّائمة عليه شحماً ولا لحماً.
قال ابن عاشور الضَّرِيعُ: يابِسُ الشِّبْرِقِ بِكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ وسُكُونِ المُوَحَّدَةِ وكَسْرِ الرّاءِ وهو نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ إذا كانَ رَطْبًا، فَإذا يَبِسَ سُمِّيَ ضَرِيعًا وحِينَئِذٍ يَصِيرُ مَسْمُومًا وهو مَرْعًى لِلْإبِلِ ولِحُمُرِ الوَحْشِ إذا كانَ رَطْبًا .
قال البخاري : ويقال: الضّريع: نبتٌ يقال له الشّبرق، يسمّيه أهل الحجاز: الضّريع إذا يبس،
وهو سمٌّ)

القول الثاني : السَّلْمُ . قاله : أبو الجوزاء .
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه قال حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء . وذكره الماوردي وابن الجوزي عنه .
قال أبو الجوزاء يقول: {ليس لهم طعامٌ إلا من ضريعٍ}: السَّلَم، كيف يسمن من يأكل الشّوك).

القول الثالث : الشوك اليابس الذي ليس له ورق . قاله : ابن زيد .
ذكره أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي

القول الرابع : هو العشرق . ذكره ابن عطية .

القول الخامس : يبيس العرفج إذا تحطّم. ذكره ابن عطية عن بعض اللغويين ، وابن منظور ، ولم أجد من سمّى القائل به من العرب .

القول السادس : هو نبت كالعوسج . قاله : الزجاج ، وابن العربي
قال الزّجّاج: هو نبتٌ كالعوسج.
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فإِذا زَادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزِيزُ.

القول السابع : نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ وهو قول لابن عباس ، والخليل ، وابن منظور ، والفيروزآبادي .
- أما قول ابن عباس فرواه أبو إسحاق الثعلبي عن عطاء عنه ، ورواه القرطبي عن الضحاك عنه .
- أما قول الخليل فذكره القرطبي وابن حجر عنه .
قال الخليل: نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ
قال ابن منظور : والضَّرِيعُ: نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ،
قال الفيروزآبادي : والضَّريع: نبات أَخضر مُنْتِنُ الرّيح، يَرمِى به البحر.

القول الثامن :أنَّهُ النَّوى المُحَرَّقُ . قال الماوردي : حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب.
ولم أجد من سمى القائل بهذا القول ، وكل من ساق هذا اللفظ ساقه سوق المثل على شدة الجوع ، فذكره جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار في معرض بلاغة الأعرابي السائل حين قال : .. لقد جُعْتُ حتى أكلتُ ‌النَّوى ‌المُحْرَق .

القول التاسع :بِمَعْنى المَضْرُوعِ، أيِ الَّذِي يَضْرَعُونَ عِنْدَهُ طَلَبًا لِلْخَلاصِ مِنهُ. قاله : ابن كيسان ، وابن بحر
قال ابن كيسان: هو طعام يضرعون منه ويذلّون ويتضرّعون إلى الله سبحانه، وعلى هذا التأويل يكون المعنى المضرّع.
قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل، أي ذو ضراعة، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة.
- أما قول ابن كيسان فرواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي والقرطبي عنه .
- أما قول ابن بحر فرواه الماوردي عنه .

الدراسة :

بالنظر في وصف ( ضريع ) في الآية بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع ، يجد أن هذا الوصف ينطبق على مجمل ما ذكر في الأقوال السبعة الأولى التي تتفق على أنه النبت ذو الشوك اليابس الذي تنفر عن الرعي فيه الدواب فضلا عن الإنسان ؛ لأن هذا النوع من النبت لا يميط الجوع ولا يقوي البدن ولا يسمنه . قال القرطبي :( والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت.)
ومن قال بأنه المضروع فإنما يصف حال أهل النار معه حيث يضرعون منه ويذلون للخلاص منه. وبهذا تكون الأقوال متقاربة في بيان المعنى لا تعارض بينها .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 شعبان 1442هـ/3-04-2021م, 12:28 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
اختلف العلماء في معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} على أقوال
الأقوال :
القول الأول : هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض تسمّيه فريش الشبرق ، فإذا هاج سمّوه الضريع
قاله : ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو الجوزاء ،وقتادة، والبخاري ، والقرطبي والفراء ، وأبو عبيدة ، وابن قتيبة ، و الزجاج ، والجوهري ، والرازي ، ومكي بن أبي طالب ، وأبو حنيفة ،وابن عاشور . [نسبة الأقوال ترتب حسب الترتيب التاريخي فلا يصح وضع القرطبي قبل الفراء وأبي عبيدة ]


قال القرطبي : ( على هذا عامة المفسرين ) .
- أما قول ابن عباس فرواه السيوطي عن ابن جرير عنه ، ورواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي عن العوفي عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه ، ورواه ابن كثير عن البخاري عنه
- أما قول عكرمة فرواه السيوطي ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه
- أما قول أبي الجوزاء فرواه ابن كثير عنه .
- أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق في تفسيره وابن كثير عن معمر عنه ، ورواه ابن الجوزي عنه.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ : (وقوله عز وجل: {لّيس لهم طعامٌ إلاّ من ضريعٍ...}؛ وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم).
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ ({إلاّ من ضريعٍ} الضريع عند العرب الشبرق شجر).
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((الضريع): نبت [يكون] بالحجاز، يقال لرطبة: الشّبرق).
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الزَّجَّاجُ: ({ليس لهم طعام إلّا من ضريع (6)} يعني لأهل النار، والضريع الشبرق؛ وهو جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضّريع.
قال إسماعيل الجوهري : والضَريع: يبيسُ الشِبْرِقِ، وهو نبت.
قال أحمد بن فارس الرازي : (ضَرَعَ) الضَّادُ وَالرَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ فِي الشَّيْءِ. … وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ: الضَّرِيعُ، وَهُوَ نَبْتٌ. وَمُمْكِنٌ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْبَابِ فَيُقَالُ ذَلِكَ لِضَعْفِهِ، إِذَا كَانَ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. وَقَالَ:
وَتُرِكْنَ فِي هَزْمِ الضَّرِيعِ فَكُلُّهَا ... حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ .
قال مكي بن أبي طالب : ( (الضَّرِيع): نبت بالحجاز، يقال لرطبه الشِّبْرِق).
قال أبو حنيفة: الضّريع: الشّبرق؛ وهو مرعى سوءٍ، لا تعقد السّائمة عليه شحماً ولا لحماً.
قال ابن عاشور الضَّرِيعُ: يابِسُ الشِّبْرِقِ بِكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ وسُكُونِ المُوَحَّدَةِ وكَسْرِ الرّاءِ وهو نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ إذا كانَ رَطْبًا، فَإذا يَبِسَ سُمِّيَ ضَرِيعًا وحِينَئِذٍ يَصِيرُ مَسْمُومًا وهو مَرْعًى لِلْإبِلِ ولِحُمُرِ الوَحْشِ إذا كانَ رَطْبًا .
قال البخاري : ويقال: الضّريع: نبتٌ يقال له الشّبرق، يسمّيه أهل الحجاز: الضّريع إذا يبس،
وهو سمٌّ)

القول الثاني : السَّلْمُ . قاله : أبو الجوزاء .
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه قال حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء . وذكره الماوردي وابن الجوزي عنه .
قال أبو الجوزاء يقول: {ليس لهم طعامٌ إلا من ضريعٍ}: السَّلَم، كيف يسمن من يأكل الشّوك).

القول الثالث : الشوك اليابس الذي ليس له ورق . قاله : ابن زيد .
ذكره أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي

القول الرابع : هو العشرق . ذكره ابن عطية .

القول الخامس : يبيس العرفج إذا تحطّم. ذكره ابن عطية عن بعض اللغويين ، وابن منظور ، ولم أجد من سمّى القائل به من العرب .

القول السادس : هو نبت كالعوسج . قاله : الزجاج ، وابن العربي
قال الزّجّاج: هو نبتٌ كالعوسج.
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فإِذا زَادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزِيزُ.

القول السابع : نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ وهو قول لابن عباس ، والخليل ، وابن منظور ، والفيروزآبادي .
- أما قول ابن عباس فرواه أبو إسحاق الثعلبي عن عطاء عنه ، ورواه القرطبي عن الضحاك عنه .
- أما قول الخليل فذكره القرطبي وابن حجر عنه .
قال الخليل: نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ
قال ابن منظور : والضَّرِيعُ: نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ،
قال الفيروزآبادي : والضَّريع: نبات أَخضر مُنْتِنُ الرّيح، يَرمِى به البحر.

القول الثامن :أنَّهُ النَّوى المُحَرَّقُ . قال الماوردي : حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب.
ولم أجد من سمى القائل بهذا القول ، وكل من ساق هذا اللفظ ساقه سوق المثل على شدة الجوع ، فذكره جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار في معرض بلاغة الأعرابي السائل حين قال : .. لقد جُعْتُ حتى أكلتُ ‌النَّوى ‌المُحْرَق .

القول التاسع :بِمَعْنى المَضْرُوعِ، أيِ الَّذِي يَضْرَعُونَ عِنْدَهُ طَلَبًا لِلْخَلاصِ مِنهُ. قاله : ابن كيسان ، وابن بحر
قال ابن كيسان: هو طعام يضرعون منه ويذلّون ويتضرّعون إلى الله سبحانه، وعلى هذا التأويل يكون المعنى المضرّع.
قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل، أي ذو ضراعة، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة.
- أما قول ابن كيسان فرواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي والقرطبي عنه .
- أما قول ابن بحر فرواه الماوردي عنه .

الدراسة :

بالنظر في وصف ( ضريع ) في الآية بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع ، يجد أن هذا الوصف ينطبق على مجمل ما ذكر في الأقوال السبعة الأولى التي تتفق على أنه النبت ذو الشوك اليابس الذي تنفر عن الرعي فيه الدواب فضلا عن الإنسان ؛ لأن هذا النوع من النبت لا يميط الجوع ولا يقوي البدن ولا يسمنه . قال القرطبي :( والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت.)
ومن قال بأنه المضروع فإنما يصف حال أهل النار معه حيث يضرعون منه ويذلون للخلاص منه. وبهذا تكون الأقوال متقاربة في بيان المعنى لا تعارض بينها .
بارك الله فيك ونفع بك
بالنسبة للتخريج:
فأغلب التخريج الذي أوردته به أخطاء منهجية، ولابد من مراجعة درس التخريج جيدًا
قولك: (- أما قول ابن عباس فرواه السيوطي عن ابن جرير عنه ، ورواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي عن العوفي عنه)
هذه العبارة تظهر حاجتك أيضًا لمعرفة مراتب المراجع وقد ذكرها الشيخ حفظه الله في هذا الدرس
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37379
الدر المنثور للسيوطي هو كتاب تخريج للتفسير المأثور؛ فهو يخرج الأقوال من الكتب المسندة، وفائدته بالنسبة لنا تكمن في أمرين
الأول: تخريجه للأقوال، لكنه يحذف الأسانيد ووقع في أخطاء، فمع الاستفادة من تخريجه لابد من مراجعة المصادر الأصلية للتحقق.
الثاني: المصادر المفقودة بالنسبة لنا، يمكن الاعتماد على الدر المنثور كمصدر بديل لها.
ولابد أن تتقن حد أدنى من التخريج قبل تجاوز هذه الدورة.

بالنسبة للتحرير والدراسة:
فهذه ملحوظات أرجو أن تفيدك عند الإعادة بإذن الله:
- الضريع على وزن " فعيل " وهذه الصيغة تأتي بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول
فإذا جاء بمعنى الفاعل فهو بمعنى " مضعِف للأبدان" - وهو بمعنى ما نقلته عن ابن عطية -، وإذا جاء بمعنى المفعول فهو وصف لرداءته كطعام - وهذا لم تذكره - ويمكن توجيه الأقوال بحسب هذه المعاني.
- بعد ذكر الأقوال وتخريجها أنت مخيرٌ بين توجيهها أثناء تصنيفها أو توجيهها عند كتابة دراسة المسألة.
- وعند كتابة الدراسة في نهاية التحرير تبدأ أولا بذكر مقدمة فيها ملخص مسألتك أو تمهيد لها، مثلا ذكر سياق الآيات
ثم توجيه الأقوال - إن لم تكن قد وجهتها سابقًا - ثم الترجيح أو بيان وجه الجمع بين الأقوال.
- الخطأ في دراستك أنك بدأت بالإشارة لأحد الأقوال المذكورة في تحريرك، ثم انتقلت لقول ابن الأنباري وفيه وجه مختلف عما سبق، ثم نقل كلام ابن عطية ولم تكمله،
ولم تذكر قولا راجحًا أو وجه ترجيح، أو وجه جمع بين الأقوال.
- وعلى ما سبق يُنظر في الأقوال فما كان منها ثابتًا صحيحًا، أو موافقا لوجه في اللغة أُخذ به وإلا رد.
التقويم: هـ
أرجو أن تراجع دروس الدورة أولا، والتثبت من فهمك لمسائلها، والسؤال عما لم يتضح لك، ثم إعادة هذا التطبيق
وهذا الفيديو فيه شرح للشيخ عبد العزيز الداخل للتخريج


زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ذو القعدة 1442هـ/11-06-2021م, 09:41 AM
مريم البلوشي مريم البلوشي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 343
افتراضي

معنى الحفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
ورد في معنى الحفدة عدة أقوال :
القول الأول :الأصهار و الأختان، أختان الرّجل على بناته ، و هو قول عبدالله وابن عباس و سعيد بن جبير و أبي الضحى و إبراهيم و الفراء و ابن قتيبة و أحمد بن إسماعيل النحاس .
التخريج :
-أما قول عبدالله بن مسعود فرواه ابن جرير و الثعلبي من طريق عاصم عن زر بن حبيش، و رواه ابن جرير من طريق بن عمرٍو، عن ابن حبيشٍ ،و من طريق عاصم عن ورقاء.
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق أشعث عن عكرمة و من طريق معاوية عن علي . و رواه الثعلبي من طريق الوالبي عن ابن عباس .
-أما قول سعيد بن جبير فرواه ابن جرير عن طريق عطاء بن السائب.
-اما قول أبي الضحى فرواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيدٍ القطّان عن الأعمش .
-أما قول إبراهيم فرواه ابن جرير من طريق مغيرة .

القول الثاني : هم أعوان الرّجل وخدمه. و هو قول ابن عباس و عكرمة و الحسن و مجاهد و قتادة و أبي مالك و الضحاك ، يحيى بن سلام البصري و الفراء و ابن قتيبة و إبراهيم الزجاج و أحمد بن إسماعيل النحاس
التخريج
_ أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير و الثعلبي من طريق أبي حمزة.
-أما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طريق سماك .و من طريق سفيان، عن حصينٍ و من طريق الحكم بن أبان.
- أما قول الحسن فرواه ابن جرير من طريق سلم، عن أبي هلالٍ ، و من طريق هشيمٌ، عن منصورٍ. و من طريق ابن التّيميّ، عن أبيه.
-أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيحٍ.
- أما قول قتادة فرواه ابن جرير من طريق سعيد .
-أما قول أبي مالك فرواه ابن جرير من طريق إسرائيل، عن السّدّيّ.
-أما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق أبا معاذٍ، عن عبيد بن سليمان.
- ذكر يحيى بن سلام البصري عن عمّارٌ عن أبي هلالٍ الرّاسبيّ عن الحسن، قال: بنوك وبنو بنيك، البنون والحفدة كلّ شيءٍ يحفدونك ويخدمونك.


القول الثالث : هم ولد الرّجل وولد ولده، و هو قول ابن عباس و ابن زيد .
التخريج
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير و الثعلبي من طريق سعيد بن جبير .
-أما قول ابن زيد فرواه ابن جرير من طريق ابن وهب .

القول الرابع : هم بنو امرأة الرّجل من غيره، و هو قول ابن عباس
التخريج
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه . و ذكره الثعلبي في تفسيره أنه من رواية العوفي عن ابن عباس .

الدراسة
القول الأول الأصهار و الأختان فمبناه أنه أَرَادَ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ تُزَوِّجُونَهُنَّ، فَيَكُونُ لَكُمْ بِسَبَبِهِنَّ أَخْتَانٌ و أصهار . كما ذكره القطبي في تفسيره
القول الثاني فمبناه على معنى الكلمة و أصلها الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْأَعْوَانُ، فَكُلُّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَطَاعَ فِيهِ وَسَارَعَ فَهُوَ حَافِدٌ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ" إِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ"، وَالْحَفَدَانُ السُّرْعَةُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَفْدُ الْعَمَلُ وَالْخِدْمَةُ. وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْخَدَمُ، كما ذكره القرطبي في تفسيره .
القول الثالث فمبناه على أن كل أحد جعل له من أزواجه بنين وحفدة، الذين هم أبناء الأبناء وهذا إنما هو في الغالب وعظم الناس.
القول الرابع فمبناه أن قوله: {من أزواجكم} إنما هو على العموم والاشتراك، أي: من أزواج البشر جعل الله لهم البنين، ومنهم جعل الخدمة، فمن لم يكن له زوجة فقد جعل الله له حفدة وحصل تلك النعمة، وأولئك الحفدة هم من الأزواج، وهكذا تترتب النعمة التي تشمل جميع العالم، وتستقيم لفظة "الحفدة" على مجراها في اللغة، إذ البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن حفدة. و هو قول القاضي أبو محمد رحمه الله ذكره الأندلسي في تفسيره .

الترجيح : كما قال ابن جريرٍ: وهذه الأقوال كلّها داخلةٌ في معنى: "الحفد" وهو الخدمة، الّذي منه قوله في القنوت: "وإليك نسعى ونحفد"، ولمّا كانت الخدمة قد تكون من الأولاد والأصهار والخدم فالنّعمة حاصلةٌ بهذا كلّه؛ ولهذا قال: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً}
قلت: فمن جعل {وحفدةً} متعلّقًا بأزواجكم فلا بدّ أن يكون المراد الأولاد، وأولاد الأولاد، والأصها ر؛ لأنّهم أزواج البنات، وأولاد الزّوجة، وكما قال الشّعبيّ والضّحّاك، فإنّهم غالبًا يكونون تحت كنف الرّجل وفي حجره وفي خدمته. وقد يكون هذا هو المراد من قوله [عليه الصّلاة] والسّلام في حديث بصرة بن أكثم: "والولد عبدٌ لك" رواه أبو داود.
وأمّا من جعل الحفدة هم الخدم فعنده أنّه معطوفٌ على قوله: {واللّه جعل لكم من أنفسكم أزواجًا} أي: وجعل لكم الأزواج والأولاد.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 ذو القعدة 1442هـ/20-06-2021م, 12:24 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم البلوشي مشاهدة المشاركة
معنى الحفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
ورد في معنى الحفدة عدة أقوال :
القول الأول :الأصهار و الأختان، أختان الرّجل على بناته، و هو قول عبدالله وابن عباس و سعيد بن جبير و أبي الضحى و إبراهيم و الفراء و ابن قتيبة و أحمد بن إسماعيل النحاس .
التخريج :
-أما قول عبدالله بن مسعود فرواه ابن جرير و الثعلبي من طريق عاصم عن زر بن حبيش، و رواه ابن جرير من طريق بن عمرٍو، عن ابن حبيشٍ ،و من طريق عاصم عن ورقاء.
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق أشعث عن عكرمة و من طريق معاوية عن علي . و رواه الثعلبي من طريق الوالبي عن ابن عباس . [ما نقله الثعلبي نعبر عنه ب(ذكره)، وليس رواه، وأما ما يرويه بإسناده فهو ما يعبر عنه بـ (رواه) ]
-أما قول سعيد بن جبير فرواه ابن جرير عن طريق عطاء بن السائب.
-اما قول أبي الضحى فرواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيدٍ القطّان عن الأعمش .
-أما قول إبراهيم فرواه ابن جرير من طريق مغيرة .

القول الثاني : هم أعوان الرّجل وخدمه. و هو قول ابن عباس و عكرمة و الحسن و مجاهد و قتادة و أبي مالك و الضحاك ، يحيى بن سلام البصري و الفراء و ابن قتيبة و إبراهيم الزجاج و أحمد بن إسماعيل النحاس
التخريج
_ أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير و الثعلبي من طريق أبي حمزة.
-أما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طريق سماك .و من طريق سفيان، عن حصينٍ و من طريق الحكم بن أبان.
- أما قول الحسن فرواه ابن جرير من طريق سلم، عن أبي هلالٍ ، و من طريق هشيمٌ، عن منصورٍ. و من طريق ابن التّيميّ، عن أبيه.
-أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيحٍ.
- أما قول قتادة فرواه ابن جرير من طريق سعيد .
-أما قول أبي مالك فرواه ابن جرير من طريق إسرائيل، عن السّدّيّ.
-أما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق أبا معاذٍ، عن عبيد بن سليمان.
- ذكر يحيى بن سلام البصري عن عمّارٌ عن أبي هلالٍ الرّاسبيّ عن الحسن، قال: بنوك وبنو بنيك، البنون والحفدة كلّ شيءٍ يحفدونك ويخدمونك. [هذه رواية ليحيى بن سلام البصري لقول الحسن، ويتبع القول التالي]


القول الثالث : هم ولد الرّجل وولد ولده، و هو قول ابن عباس و ابن زيد .
التخريج
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير و الثعلبي من طريق سعيد بن جبير .
-أما قول ابن زيد فرواه ابن جرير من طريق ابن وهب .

القول الرابع : هم بنو امرأة الرّجل من غيره، و هو قول ابن عباس
التخريج
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه . و ذكره الثعلبي في تفسيره أنه من رواية العوفي عن ابن عباس .
[الإسناد الذي ذكرتيه عن ابن جرير هو طريق العوفيين]
الدراسة
القول الأول الأصهار و الأختان فمبناه أنه أَرَادَ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ تُزَوِّجُونَهُنَّ، فَيَكُونُ لَكُمْ بِسَبَبِهِنَّ أَخْتَانٌ و أصهار . كما ذكره القطبي في تفسيره
القول الثاني فمبناه على معنى الكلمة و أصلها الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْأَعْوَانُ، فَكُلُّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَطَاعَ فِيهِ وَسَارَعَ فَهُوَ حَافِدٌ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ" إِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ"، وَالْحَفَدَانُ السُّرْعَةُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَفْدُ الْعَمَلُ وَالْخِدْمَةُ. وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: الْحَفَدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْخَدَمُ، كما ذكره القرطبي في تفسيره . [هذا يحصل للجمع بين الأقوال]
القول الثالث فمبناه على أن كل أحد جعل له من أزواجه بنين وحفدة، الذين هم أبناء الأبناء وهذا إنما هو في الغالب وعظم الناس.
القول الرابع فمبناه أن قوله: {من أزواجكم} إنما هو على العموم والاشتراك، أي: من أزواج البشر جعل الله لهم البنين، ومنهم جعل الخدمة، فمن لم يكن له زوجة فقد جعل الله له حفدة وحصل تلك النعمة، وأولئك الحفدة هم من الأزواج، وهكذا تترتب النعمة التي تشمل جميع العالم، وتستقيم لفظة "الحفدة" على مجراها في اللغة، إذ البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن حفدة. [هذا توجيه القول بأنهم الخدم والأعوان] و هو قول القاضي أبو محمد رحمه الله ذكره الأندلسي في تفسيره .
هذا الخطأ في هذه المرحلة غير مقبول أبدًا
نُبِّه عليكم مرارًا وفي أول مجلس من مجالس تفسير سورة البقرة
أن كلمة قال القاضي أبو محمد، في تفسير ابن عطية، إشارة لابن عطية نفسه مصنف تفسير المحرر الوجيز
ويأتي بها للفصل بين قوله وقول غيره
أو هي من تصرف المحقق.
ثم تعبيرك عن ابن عطية بالأندلسي خطأ آخر
أي شيء يُفهم من قول (الأندلسي) وكم من عالم أندلسي عرفته الأمة ! - ردّ الله الأندلس للمسلمين -
وإنما يذكر العالم بما اشتُهر به وهنا هو ابن عطية ]

الترجيح : كما قال ابن جريرٍ: وهذه الأقوال كلّها داخلةٌ في معنى: "الحفد" وهو الخدمة، الّذي منه قوله في القنوت: "وإليك نسعى ونحفد"، ولمّا كانت الخدمة قد تكون من الأولاد والأصهار والخدم فالنّعمة حاصلةٌ بهذا كلّه؛ ولهذا قال: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً}
قلت: فمن جعل {وحفدةً} متعلّقًا بأزواجكم فلا بدّ أن يكون المراد الأولاد، وأولاد الأولاد، والأصهار؛ لأنّهم أزواج البنات، وأولاد الزّوجة، وكما قال الشّعبيّ والضّحّاك، فإنّهم غالبًا يكونون تحت كنف الرّجل وفي حجره وفي خدمته. وقد يكون هذا هو المراد من قوله [عليه الصّلاة] والسّلام في حديث بصرة بن أكثم: "والولد عبدٌ لك" رواه أبو داود.
وأمّا من جعل الحفدة هم الخدم فعنده أنّه معطوفٌ على قوله: {واللّه جعل لكم من أنفسكم أزواجًا} أي: وجعل لكم الأزواج والأولاد.
[كتابة الدراسة بأسلوبك ينمي لديكِ ملكة تفسيرية، وهي مهارة مطلوبة في هذا البرنامج، وبكثرة التطبيقات تحصلين عليها بإذن الله، لكن ينبغي ألا تعتمدي على مجرد نقل أسلوب المفسرين]

- أرجو مراجعة الملحوظات على التخريج في التطبيق السابق.
التقويم: د
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 ذو القعدة 1442هـ/21-06-2021م, 11:36 PM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

إعراب (إن هذان لساحران) طه 63

القراءات في إن:
اختلف القراء في تشديد (إن) وتخفيفها
فخففها ابن كثير وحفص فسلما من مخالفة المصحف ,
وقرأ باقي القراء( نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي )بالتشديد: في إنَّ وبالألف في هذان، وقالوا: قرأنا ذلك كذلك اتباعا لخط المصحف خلافا للعربية
وقرأ أبو عمرو وحده خروجا من الخلاف : "إن هذين لساحران وكتب " هذان" فخالف بقراءته رسم المصحف ووافق به العربية "

*
وإنما وقع الخلاف في قراءة الجمهور لمخالفتها العربية ووقد توسع النحاة في تأويل ذلك كما سيأتي تفصيله

-وقد ذكرت في الآية قراءات أخرى : فقرأ أُبَيّ: إن ذان إلا ساحران , وقرأ ابن مسعود: أن هذان ساحران: بفتح أن وبغير لام، بدل من النجوى
وكذلك قرأت :"إن ذان لساحران"، -"ما هذان إلا ساحران"،-"إن هذانَّ" بتشديد النون من "هذان"

تحرير الأقوال في إعراب "إن هذان لساحران":
فقد اختلفت الأفوال في توجيه تشديد إن في (إن هذان لساحران) كالتالي :

1-قال أهل البصرة أن مخففة في معنى الثقيلة تفيد التوكيد وهي لغة قوم يرفعون بها ويدخلون اللام ليفرقوا بينها وبين التي في معنى ما , واللام للابتداء ووقوعها في الخبر جائز مثال(إن زيد لمنطلق)
و"إن" المخففة يجوز إعمالها ويجوز إهمالها؛ فإعمالها بنصب اسمها، وإهمالها برفع اسمها
فمثال الإعمال قراءة ابن كثير ونافع ورواية أبي بكر عن عاصم [وإنْ كلا لما ليوفينّهم ربّك أعمالهم ] بتخفيف "إن" ونصب "كلا , ومثال الإهمال قول الله تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}
وفي الشعر: أمّ الـحـلـيــس لــعــجــوز شــهــربــه.......ترضى من الشاة بعظم الرّقبه
قالوا: المعنى لأنت خالي، والمعنى لأم الحليس عجوز.
ذكر ذلك من أهل التفسير: ابن جريروابن عطية والقرطبي..... وغيرهم
وحكاه كم أهل اللغة :أبو عبيدة معمر بن المثنى والزمخشري..... وغيرهم
______________________________________________________________________________

2-وقال أهل الكوفة هي لغة بني الحارث بن كعبٍ ومن جاورهم (كنانة بن زيد وخثعمٍ، وزبيدٍ، ومن وليهم من قبائل اليمن) ، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف
فقيل : يقولون أتاني الزيدان , ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان.
وقيل : هذا خطّ يدا أخي أعرفه ومثله
وفي الشعر : إنّ أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
ومثلها (كلا الرجلين) في الرفع والنصب والخفض وهما اثنان، إلاّ بني كنانة فإنهم يقولون: رأيت كلى الرجلين ومررت بكلى الرجلين قال الفراء وهي قبيحة قليلة
ذكره من أهل التفسير : ابن جرير والثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير..... وغيرهم
وذكره كذلك أهل اللغة : الفراء وأبو عبيدة معمر بن المثنى والأخفش وابن قتيبة والزجاج والزمخشري وأبو منصور الهروي..... وغيرهم
توجيه القول : فإن قيل انه لا يجوز حمل القرآن على ما اعتل من لغة العرب , نقول لا نطعن فيه لثقة الناقلين لهذه اللغة، وتواتر نقلهم واتفاقهم على ذلك وإنما نزل القرآن بلغتهم ولا يصح أن نننكر شيء من القرآن بحجة انه قليل غير متواتر في لغة العرب
______________________________________________________________________

3-وقال آخرون الألف في "هذان" دعامة وليست بمجلوبة للتثنية، وإنما هي ألف "هذا" تركت في حال التثنية وهي نظير(الّذي),فلما جمعت زادوا عليه نونا لتدل على الجمع فقالوا: الّذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم، وكذلك تركوا هذان في رفعه ونصبه وخفضه
*وقال بعضهم بل هي مشبهة بالألف في يفعلان فلم تغير
ذكر ذلك من أهل التفسير: ابن جرير ورجحه وذكره كذلك الثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وحكاه من أهل اللغة :الفراء والزجاج والنحاس وأبو منصور الهروي..... وغيرهم
_________________________________________________________________

4-
وقيل إن المخففة بمعنى ما نافية واللام بمعنى إلا فيكون المعنى(ما هذان إلا ساحران)
ومثال ذلك من الكتاب: قَوْله تَعَالَى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} (النِّسَاء: 159) ، مَعْنَاهُ: مَا من أهل الْكتاب.
وَمثله: {لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} (الْأَنْبِيَاء: 17) أَي: مَا كنّا فاعلين.
ذكره من أهل التفسير : ذكره الثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وذكره من أهل اللغة : الفراهيدي وأبو منصور الهروي..... وغيرهم
______________________________________________________________________

5-وقال آخرون إن المشددة (بمعنى أي نعم) بمعنى الإبتداء والإيجاب فيكون معنى (إن هذان لساحران) أي نعم ,هذان ساحران
وروي أنّ أعرابيا سأل ابن الزبير شيئا فحرّمه فقال: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال ابن الزبير: إن وراكبها، يعني نعم
ذكر ذلك من أهل التفسير : ابن جرير والثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وحكاه من أهل اللغة : الفراهيدي أبو عبيدة معمر بن المثنى والزجاج والنحاس ورجحاه وذكره كذلك الزمخشري..... وغيرهم
_______________________________________________________________________________________

6-
وقيل الهاء مضمرة ها هنا، والمعنى: أنه هذان لساحران، قال ابن عطية ويعترض هذا القول دخول اللام في الخبر
ذكر ذلك من أهل التفسير : مكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وذكره من أهل اللغة : الفراهيدي والزجاج والنحاس وأبو منصور الهروي..... وغيرهم
__________________________________________________________________

7-ادّعي بعضهم أنه لحن في القرآن قال أبو عمرو "اني لأستحي من الله أن أقرأ إنّ هذان"
وروى عن عروة بن الزبيرعن عائشة أنها سئلت عن قوله في النساء {لكن الراسخون في العلم منهم .... والمقيمين الصلاة} وعن قوله في المائدة {إن الذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون} وعن قوله: {إنّ هذان لساحران} فقالت: يا بن أخي هذا كان خطأ من الكاتب. وقرأ أبو عمرو {إنّ هذين لساحران
وروي عن أبان عن عثمان أن هذه الآية عنده فقال: لحن وخطأ، فقيل له: ألم تغيّره فقال: دعوه فإنّه لا يحلّ حراما ولا يحرّم حلال
ذكر ذلك من أهل التفسير : الثعلبي ومكي أبو طالب القيسي وابن الجوزي والقرطبي ..... وغيرهم ورده غير واحد منهم
وحكاه من أهل اللغة :الفراء وابن قتيبة..... وغيرهم ورده غير واحد واحد منهم

*************************************************************************************************************************

توجيه الأقول :
أما القول بأنه لحن في القرآن فهذا مردود جملة وتفصيلا
-لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أجمعوا على صحة ما بين اللوحين، فلا يمكن أن يجتمعوا على غلط
-وإن المصحف ما كتب إلاّ اتّباعاً لأشهر القراءات المسموعة المروية من زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقرّاء أصحابه
وما كتب إلاّ بعد أن قرأ المسلمون القرآن نيّفاً وعشرين سنة في أقطار الإسلام ، وما كتبت المصاحف إلاّ من حفظ الحفّاظ ، وما أخذ المسلمون القرآن إلاّ من أفواه حُفّاظه قبل أن تكتب المصاحف ، وبعد ذلك إلى اليوم فلو كان في بعضها خطأ في الخطّ لما تبعه القراء
-وقد ثبت في الصحيح البخاري عن عثمان أنه قال‏:‏ إن القرآن نزل بلغة قريش، وقال للرهط الثلاثة القرشيين (عبـد اللّه بن الزبير، وسـعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام) هم وزيد إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش؛ فإن القرآن نزل بلغتهم، ولم يختلفوا إلا في حرف، وهو ‏(‏التابوت‏)‏ فرفعوه إلى عثمان، فأمر أن يكتب بلغة قريش‏.‏
-أما ما تقدم من آثار مروية عن عائشة عثمان ففي سندها مقال ولا تصح بحال


وأما القول بأنها لغة بني الحارث بن كعبٍ ومن جاورهم فمردود أيضا , فإنه لا يجوز حمل القرآن على ما اعتل من لغة العرب
لأن القرآن إنما نزل بلغة العرب ولم ينزل بلغة جيرانهم
وقد ثبت عن عثمان في الصحيح كما تقدم أنه قال : إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش،
وكذلك قال عمر لابن مسعود‏:‏ أقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل؛ فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل

وأما القول بأنها بمعنى نعم فقد اعترض بدخول اللام في الخبر فإن أجيب بأنه للتقديم ,والتقدير(إن هذان لهما الساحران) وحذفت (هما) فمردود كما قال ابن جنى بأنه (يقبح أن تحذف المؤَكد وتترك المؤِكد)

وإقرب الأقوال للصحة ما ذكره ابن تيمية من أن الألف في (هذا) دعامة وليست ألف التثنية وإنما هي ألف (هذا) وجلبت النون لتدل على الاثنين كما جلبت النون في الذي لتدل على الجماعة في الذين
وأخطأ من ألحق (هذان) بالمثنى فقال (هذين) لأنها إسم إشارة مبني غير معرب
ومثلها (ذا) اسم إشارة مبني , تثنى على (ذان) في قوله تعالى : {‏‏فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏32‏] والكاف للخطاب‏
وهي غير ذا بمعنى صاحب الملحقة بالمثني ترفع وتنصب وتجر على (ذو,ذا,ذي)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 ذو القعدة 1442هـ/22-06-2021م, 01:00 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

"ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع}

- معنى (ضريع) عدة أقوال:
&- القول الأول: شجر الشبرق وهي كثيرة الشوك، وهو قول ابن عباس، قتادة، وعكرمة، ومجاهد، والبخاري، والفراء، وابن قتيبة، والزجاج، ومكي بن أبي طالب.
- قول قتادة رواه عبدالرزاق وابن جرير عن معمر
- قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وعكرمة وأبو الجوزاء وقتادة: هو الشّبرق. قال قتادة: قريشٌ تسمّيه في الرّبيع الشّبرق، وفي الصّيف الضّريع.
- قال الزجاج : والضريع الشبرق؛ وهو جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضّريع .
- قال الفراء والبخاري: وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم.
- قَالَ الخليلُ بنُ أَحْمَدَ: هُو نَبْتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنُ الرِّيحِ يَرمِي به البَحرُ.
- قال ابن الأثير : وفي حديث أهل النار «فيغاثون بطعام من ضريع» هو نبت بالحجاز له شوك كبار. ويقال له الشبرق.
- روي عن ابنِ عَبَّاسٍ حديث بِسَنَدٍ وَاهٍ عن الآية: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ}؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَيْءٌ يَكُونُ فِي النَّارِ شِبْهُ الشَّوْكِ، أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، وَأَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ، وَأَشَدُّ حَرًّا مِنَ النَّارِ، سَمَّاهُ اللَّهُ الضَّرِيعَ، إِذَا طَعِمَهُ صَاحِبُهُ لاَ يَدْخُلُ الْبَطْنَ وَلاَ يَرْتَفِعُ إِلَى الْفَمِ، فَيَبْقَى بَيْنَ ذَلِكَ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ».
&-القول الثاني: هو السُلّاء، أو السُّلا، وهو قول أبي الجوزاء.
- أَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي الجَوْزَاءِ قال: الضَّرِيعُ: السُّلاءُ، وهو الشَّوْكُ.
- قال أبو الجوزاء : كيف يسمن من يأكل الشّوك .
- قال ابن حجر : وقيل هو السُلّا بضم المهملة وتشديد اللام وهو شوك النخل.
&-القول الثالث: أنه شجر من نار قاله ابن عباس، وابن زيد.
- أما قول ابن عباس رواه ابن جرير عن عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ عنه , وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
- أما قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ عنه.
- قال ابن زيد: الضريعُ: الشوكُ من النارِ. قالَ: وأمَّا في الدنيا فإنَّ الضريعَ: الشوكُ اليابسُ الذي ليسَ له ورقٌ، تدعوهُ العربُ الضريعَ، وهو في الآخرةِ شوكٌ من نارٍ .
&- القول الرابع: الزقوم، وهو قول سعيد بن جبير، أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم عنه وذكره ابن كثير.
&- القول الخامس: الحجارة، رواه ابن جرير الطبري، من طريق سعيد بن جبير، عن أبي كريبٍ،عن ابنُ يمانٍ، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبير، كما ذكره السيوطي من طريق سعيد بن جبير، في الدر المنثور.
&- الراجح:
وبالجمع بين الأقوال نجد أن معنى (ضريع) :
1- الشبرق، وهو نبات يابس كثير الشوك، وقد يكون السُلّاء نباتاً من جنسه، سواء كان من النخل أو من غيره، هذا مفاد قول ابن عباس وغيره رضي الله عنهم.
2- شجرة من نار، هي الزقوم، وهي شجرةٌ تنبت في أصل جهنّم، وهي في الآخرة، وهذا مفاد قول ابن عباس وسعيد بن جبير رضي الله عنهما.
- وأما قول معناه الحجارة، فلا قرينة لهذا القول، ولا دلالة لغوية تدل على هذا المعنى.
- والخلاصة مفادها هو أنّ الضريع نبتٌ شائك يابس وهو سام من شر الطعام، وأبشعه وأخبثه، يأكله أهل النار، مضرع، أي أنه مضعف للأبدان مهزل لها،
ومنه قول النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم في ولدي جعفر بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهما: [مالي أراهما ضارعين] أي هزيلين.
- فقد يكون المقصود الشبرق، وهو نبات في الدنيا، أو الزقوم ويكون في الآخرة.
فالضريع هنا كما وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه {لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوع}، فالإنسان إذا أكل طعاماً يأكله لغرضين: إما يأكله بقصد الاستمتاع بالطعام أوإذهاب الهزال والجوع، وقد انتفت هاتان الصفتان.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16 ذو القعدة 1442هـ/25-06-2021م, 08:48 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة
وأما القول بأنها لغة بني الحارث بن كعبٍ ومن جاورهم فمردود أيضا , فإنه لا يجوز حمل القرآن على ما اعتل من لغة العرب
لأن القرآن إنما نزل بلغة العرب ولم ينزل بلغة جيرانهم
وقد ثبت عن عثمان في الصحيح كما تقدم أنه قال : إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش،
وكذلك قال عمر لابن مسعود‏:‏ أقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل؛ فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة
وإقرب الأقوال للصحة ما ذكره ابن تيمية من أن الألف في (هذا) دعامة وليست ألف التثنية وإنما هي ألف (هذا) وجلبت النون لتدل على الاثنين كما جلبت النون في الذي لتدل على الجماعة في الذين
وأخطأ من ألحق (هذان) بالمثنى فقال (هذين) لأنها إسم إشارة مبني غير معرب
ومثلها (ذا) اسم إشارة مبني , تثنى على (ذان) في قوله تعالى : {‏‏فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏32‏] والكاف للخطاب‏
وهي غير ذا بمعنى صاحب الملحقة بالمثني ترفع وتنصب وتجر على (ذو,ذا,ذي)
تصويب : بعد دراستي لتطبيقات التخريج علمت أنه لا يجوز الترجيح بين القراءات المتواترة وأن أبي عمرو لم يقرأ ب(هذين) إلا لأنه سمعها هكذا
وإنما غاية يستفاد مما ذكره ابن تيميه في توجيه قراءة( هذان) فقط لا في رد قراءة أبي عمرو
وبالرجوع للتحرير والتنوير وجدت ابن عاشور يقول في قراءة أبي عمرو وإن خالفت المصحف ف ( ذلك لا يطعن فيها لأنها رواية صحيحة ووافقت وجها مقبولا في العربية .)

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 ذو القعدة 1442هـ/26-06-2021م, 02:16 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة
إعراب (إن هذان لساحران) طه 63

القراءات في إن:
اختلف القراء في تشديد (إن) وتخفيفها
فخففها ابن كثير وحفص فسلما من مخالفة المصحف ,
وقرأ باقي القراء( نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي )بالتشديد: في إنَّ وبالألف في هذان، وقالوا: قرأنا ذلك كذلك اتباعا لخط المصحف خلافا للعربية [أين قالوا؟]
وقرأ أبو عمرو وحده خروجا من الخلاف : "إن هذين لساحران وكتب " هذان" فخالف بقراءته رسم المصحف ووافق به العربية "
[صياغتك للكلام بعبارات مثل: (قرأ خروجًا من الخلاف ...) يوحي بأن قراءتهم هذه من عند أنفسهم، وهذا ليس صحيحا، بل القراءة صحيحة الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانت كذلك فقد سمعها من جبريل عليه السلام، وسمعها جبريل من رب العزة.
وتدرسين في مقررات أخرى - بإذن الله - ، منها المرشد الوجيز، شروط القراءة الصحيحة، وفيها: صحة الإسناد، موافقة رسم المصحف، وجه صحيح من العربية
والقراءة إذا خالفت رسم المصحف، فلابد أن يغني عن هذا الشرط تواتر القراءة نفسها، فإذا تواترت القراءة أغنى ذلك عن شرط موافقة رسم المصحف.
وأما الوجه الصحيح من العربية
فإن العرب زمن الصحابة لم يستشكلوا هذه القراءة
وإنما ظهر الإشكال لما استقرت القواعد التي وضعها أهل اللغة، وإنما كان وضعهم لها اجتهادًا بعد تتبع العرب الذين سلم لسانهم من مخالطة العجم
وأبو عمرو البصري شيخ القراء والعربية.
وقراءة (إنّ هذان لساحران) قراءة الجمهور.
فلابد أن يكون لكل قراءة وجهًا في العربية، وهو محل هذا البحث.
لذا فالتعبير الصحيح: اختلف أهل التفسير والعربية في توجيه هذه القراءة]



*
وإنما وقع الخلاف في قراءة الجمهور لمخالفتها العربية ووقد توسع النحاة في تأويل ذلك كما سيأتي تفصيله

-وقد ذكرت في الآية قراءات أخرى : فقرأ أُبَيّ: إن ذان إلا ساحران , وقرأ ابن مسعود: أن هذان ساحران: بفتح أن وبغير لام، بدل من النجوى
وكذلك قرأت :"إن ذان لساحران"، -"ما هذان إلا ساحران"،-"إن هذانَّ" بتشديد النون من "هذان"

تحرير الأقوال في إعراب "إن هذان لساحران":
فقد اختلفت الأفوال في توجيه تشديد إن في (إن هذان لساحران) كالتالي :

1-قال أهل البصرة أن مخففة في معنى الثقيلة تفيد التوكيد وهي لغة قوم يرفعون بها ويدخلون اللام ليفرقوا بينها وبين التي في معنى ما , واللام للابتداء ووقوعها في الخبر جائز مثال(إن زيد لمنطلق)
و"إن" المخففة يجوز إعمالها ويجوز إهمالها؛ فإعمالها بنصب اسمها، وإهمالها برفع اسمها
فمثال الإعمال قراءة ابن كثير ونافع ورواية أبي بكر عن عاصم [وإنْ كلا لما ليوفينّهم ربّك أعمالهم ] بتخفيف "إن" ونصب "كلا , ومثال الإهمال قول الله تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}
وفي الشعر: أمّ الـحـلـيــس لــعــجــوز شــهــربــه.......ترضى من الشاة بعظم الرّقبه
قالوا: المعنى لأنت خالي، والمعنى لأم الحليس عجوز. [أين (لأنت خالي) في الشاهد الذي ذكرتِ]

ذكر ذلك من أهل التفسير: ابن جريروابن عطية والقرطبي..... وغيرهم
وحكاه كم أهل اللغة :أبو عبيدة معمر بن المثنى والزمخشري..... وغيرهم
______________________________________________________________________________

2-وقال أهل الكوفة هي لغة بني الحارث بن كعبٍ ومن جاورهم (كنانة بن زيد وخثعمٍ، وزبيدٍ، ومن وليهم من قبائل اليمن) ، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف
فقيل : يقولون أتاني الزيدان , ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان.
وقيل : هذا خطّ يدا أخي أعرفه ومثله
وفي الشعر : إنّ أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
ومثلها (كلا الرجلين) في الرفع والنصب والخفض وهما اثنان، إلاّ بني كنانة فإنهم يقولون: رأيت كلى الرجلين ومررت بكلى الرجلين قال الفراء وهي قبيحة قليلة
ذكره من أهل التفسير : ابن جرير والثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير..... وغيرهم
وذكره كذلك أهل اللغة : الفراء وأبو عبيدة معمر بن المثنى والأخفش وابن قتيبة والزجاج والزمخشري وأبو منصور الهروي..... وغيرهم
توجيه القول : فإن قيل انه لا يجوز حمل القرآن على ما اعتل من لغة العرب , نقول لا نطعن فيه لثقة الناقلين لهذه اللغة، وتواتر نقلهم واتفاقهم على ذلك وإنما نزل القرآن بلغتهم ولا يصح أن نننكر شيء من القرآن بحجة انه قليل غير متواتر في لغة العرب
______________________________________________________________________

3-وقال آخرون الألف في "هذان" دعامة وليست بمجلوبة للتثنية، وإنما هي ألف "هذا" تركت في حال التثنية وهي نظير(الّذي),فلما جمعت زادوا عليه نونا لتدل على الجمع فقالوا: الّذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم، وكذلك تركوا هذان في رفعه ونصبه وخفضه
*وقال بعضهم بل هي مشبهة بالألف في يفعلان فلم تغير
ذكر ذلك من أهل التفسير: ابن جرير ورجحه وذكره كذلك الثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وحكاه من أهل اللغة :الفراء والزجاج والنحاس وأبو منصور الهروي..... وغيرهم
[القول بأنها دعامة هو في الأصل قول الفراء، ثم نقله من بعده من أهل التفسير واللغة عنه، والقول بأنها شبه ألف يفعلان قول بعض الكوفيين، وكلاهما يندرجان تحت القول بأن الألف في (هذان) جاءت على الأصل أي أنها مبنية، لكن اختلفوا في توجيه هذا على أقوال)]
_________________________________________________________________

4-
وقيل إن المخففة بمعنى ما نافية واللام بمعنى إلا فيكون المعنى(ما هذان إلا ساحران) [هذا توجيه قراءة (إنْ هذان لساحران) بسكون نون (إن)، والقراءة محل البحث هي بتشديد نون (إنّ)]
ومثال ذلك من الكتاب: قَوْله تَعَالَى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} (النِّسَاء: 159) ، مَعْنَاهُ: مَا من أهل الْكتاب.
وَمثله: {لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} (الْأَنْبِيَاء: 17) أَي: مَا كنّا فاعلين.
ذكره من أهل التفسير : ذكره الثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وذكره من أهل اللغة : الفراهيدي [اشتُهر بالخليل بن أحمد] وأبو منصور الهروي [اشتُهر بأبي منصور الأزهري] ..... وغيرهم
______________________________________________________________________

5-وقال آخرون إن المشددة (بمعنى أي نعم) بمعنى الإبتداء [(الابتداء مصدر خماسي يكتب بهمزة وصل)] والإيجاب فيكون معنى (إن هذان لساحران) أي نعم ,هذان ساحران [وهذا القول دار حوله نقاش طويل يحسن الاستفادة منه]
وروي أنّ أعرابيا سأل ابن الزبير شيئا فحرّمه فقال: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال ابن الزبير: إن وراكبها، يعني نعم
ذكر ذلك من أهل التفسير : ابن جرير والثعلبي ومكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وحكاه من أهل اللغة : الفراهيدي أبو عبيدة معمر بن المثنى والزجاج والنحاس ورجحاه وذكره كذلك الزمخشري..... وغيرهم
_______________________________________________________________________________________

6-
وقيل الهاء مضمرة ها هنا، والمعنى: أنه هذان لساحران، قال ابن عطية ويعترض هذا القول دخول اللام في الخبر
ذكر ذلك من أهل التفسير : مكي أبو طالب القيسي والماوردي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي..... وغيرهم
وذكره من أهل اللغة : الفراهيدي والزجاج والنحاس وأبو منصور الهروي..... وغيرهم
__________________________________________________________________

7-ادّعي بعضهم أنه لحن في القرآن قال أبو عمرو "اني لأستحي من الله أن أقرأ إنّ هذان"
وروى عن عروة بن الزبيرعن عائشة أنها سئلت عن قوله في النساء {لكن الراسخون في العلم منهم .... والمقيمين الصلاة} وعن قوله في المائدة {إن الذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون} وعن قوله: {إنّ هذان لساحران} فقالت: يا بن أخي هذا كان خطأ من الكاتب. وقرأ أبو عمرو {إنّ هذين لساحران
وروي عن أبان عن عثمان أن هذه الآية عنده فقال: لحن وخطأ، فقيل له: ألم تغيّره فقال: دعوه فإنّه لا يحلّ حراما ولا يحرّم حلال
ذكر ذلك من أهل التفسير : الثعلبي ومكي أبو طالب القيسي وابن الجوزي والقرطبي ..... وغيرهم ورده غير واحد منهم
وحكاه من أهل اللغة :الفراء وابن قتيبة..... وغيرهم ورده غير واحد واحد منهم

*************************************************************************************************************************

توجيه الأقول :
أما القول بأنه لحن في القرآن فهذا مردود جملة وتفصيلا
-لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أجمعوا على صحة ما بين اللوحين، فلا يمكن أن يجتمعوا على غلط
-وإن المصحف ما كتب إلاّ اتّباعاً لأشهر القراءات المسموعة المروية من زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقرّاء أصحابه
وما كتب إلاّ بعد أن قرأ المسلمون القرآن نيّفاً وعشرين سنة في أقطار الإسلام ، وما كتبت المصاحف إلاّ من حفظ الحفّاظ ، وما أخذ المسلمون القرآن إلاّ من أفواه حُفّاظه قبل أن تكتب المصاحف ، وبعد ذلك إلى اليوم فلو كان في بعضها خطأ في الخطّ لما تبعه القراء
-وقد ثبت في الصحيح البخاري عن عثمان أنه قال‏:‏ إن القرآن نزل بلغة قريش، وقال للرهط الثلاثة القرشيين (عبـد اللّه بن الزبير، وسـعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام) هم وزيد إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش؛ فإن القرآن نزل بلغتهم، ولم يختلفوا إلا في حرف، وهو ‏(‏التابوت‏)‏ فرفعوه إلى عثمان، فأمر أن يكتب بلغة قريش‏.‏
-أما ما تقدم من آثار مروية عن عائشة عثمان ففي سندها مقال ولا تصح بحال


وأما القول بأنها لغة بني الحارث بن كعبٍ ومن جاورهم فمردود أيضا , فإنه لا يجوز حمل القرآن على ما اعتل من لغة العرب
لأن القرآن إنما نزل بلغة العرب ولم ينزل بلغة جيرانهم ‏[انسبي التوجيه لقائله، بارك الله فيكِ]

وقد ثبت عن عثمان في الصحيح كما تقدم أنه قال : إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش،
وكذلك قال عمر لابن مسعود‏:‏ أقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل؛ فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل
وأما القول بأنها بمعنى نعم فقد اعترض بدخول اللام في (على) الخبر فإن أجيب بأنه للتقديم ,والتقدير(إن هذان لهما الساحران) وحذفت (هما) فمردود كما قال ابن جنى بأنه (يقبح أن تحذف المؤَكد وتترك المؤِكد) [توجيه دخول اللام، التقديم توجيه، وتقدير ضمير (هما) توجيه آخر
وعلى كل منهما اعتراضات ]


وإقرب الأقوال للصحة ما ذكره ابن تيمية من أن الألف في (هذا) دعامة وليست ألف التثنية وإنما هي ألف (هذا) وجلبت النون لتدل على الاثنين كما جلبت النون في الذي لتدل على الجماعة في الذين
وأخطأ من ألحق (هذان) بالمثنى فقال (هذين) لأنها إسم إشارة مبني غير معرب
ومثلها (ذا) اسم إشارة مبني , تثنى على (ذان) في قوله تعالى : {‏‏فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏32‏] والكاف للخطاب‏
وهي غير ذا بمعنى صاحب الملحقة بالمثني ترفع وتنصب وتجر على (ذو,ذا,ذي)

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
وأشكر لكِ جهدكِ في بحث هذه المسألة، وهي من أصعب المسائل في التطبيقات المعروضة كواجب مقدم لكم.
وقد أحسنتِ استيعاب الأقوال وعرضها باختصار، والأولى توجيه كل قول وعرض الاعتراضات عليه مباشرة تحته ولا يؤخر ذلك في نهاية البحث.
وكلما اتجهت في بحثكِ لهذه المسألة للمصادر الأصلية في كتب أهل القراءات وتوجيهها، والتفسير واللغة كلما تشعب بحثكِ أكثر، وتبين لكِ المآخذ على كل قول، والراجح منها.
لكن مع هذا لا أنصح بهذا التشعب إن لم يكن لديكِ أساس قوي في علوم اللغة.
وسأرسل لكِ - بإذن الله - بحثًا لإحدى الطالبات للاستفادة منه.
التقويم: ج+
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا، ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 17 ذو القعدة 1442هـ/26-06-2021م, 02:36 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة
تصويب : بعد دراستي لتطبيقات التخريج علمت أنه لا يجوز الترجيح بين القراءات المتواترة وأن أبي عمرو لم يقرأ ب(هذين) إلا لأنه سمعها هكذا
وإنما غاية يستفاد مما ذكره ابن تيميه في توجيه قراءة( هذان) فقط لا في رد قراءة أبي عمرو
وبالرجوع للتحرير والتنوير وجدت ابن عاشور يقول في قراءة أبي عمرو وإن خالفت المصحف ف ( ذلك لا يطعن فيها لأنها رواية صحيحة ووافقت وجها مقبولا في العربية .)
أحسنتِ، أحسن الله إليك
قرأت هذا الرد بعد اعتماد التصحيح
ومع هذا أشير لملحوظة تتضح لكِ - بإذن الله - مع دراسة كتاب المرشد الوجيز، وإن كان لكِ دراسة لمصطلح الحديث تتضح لكِ أكثر بإذن الله
تواتر القراءة ليس شرطًا في صحتها - على الراجح -، وبعض القراءات تحقق فيها التواتر، لكن ليس كل القراءات الصحيحة متواترة.
فالصواب أن نقول: (لا يجوز الترجيح بين القراءات الصحيحة -بمعنى رد قراءة، وقبول أخرى-).
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2 محرم 1443هـ/10-08-2021م, 09:57 AM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

أقوال العلماء في معنى الضريع من قوله تعالى: " ليس لهم طعام إلا من ضريع" :

القول الأول: أنه من النبات والشجر
فقيل أن الضريع شجرة ذات شوك، لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج العود سمتها الضريع، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه، وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه. وقيل نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. وقيل شجر من نار، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها.

قال به: ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وأبو الجوزاء وعطاء وابن زيد اولحسن والكلبي.

- * قول ابن عباس روي من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، ، عن ابن عباس، من طريق علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس. ومن طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.
* قول عكرمة روي من طريق محمد بن عبيد المحاربي، عن عباد بن يعقوب الأسدي، عن محمد، عن عباد، عن محمد بن سليمان، عن عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة. ومن طريق يعقوب، عن إسماعيل بن علية، عن أبي رجاء، عن نجدة، رجل من عبد القيس عن عكرمة.
* قول مجاهد: من طريق ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد. ومن طريق ابن حميد، عن مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، مثله. ومن طريق محمد بن عمرو، عن أبو عاصم، عن عيسى؛ عن الحارث، عن الحسن عن ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
* قول قتادة: من طريق ابن عبد الأعلى، عن ابن ثور، عن معمر، عن قتادة. وطريق بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة.
* ابن زيد: من طريق يونس، عن ابن وهب، عن ابن زيد.
* أبي الجوزاء: وأخرج ابن شيبة وبن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء .

وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية ليس لهم طعام إلا من ضريع قال: بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم، حملها القيح والدم، أشد مرارة من الصبر، فذلك طعامهم.


القول الثاني: الضريع: هو الحجارة. وهذا قول سعيد بن جبير ورواية عن عكرمة.
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير {إِلَّا من ضَرِيع} قَالَ: من حِجَارَة، وقد روي من طريق أبو كريب،عن ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد بن جبير.


القول الثالث:
الضريع هو الزقوم وهو الذي يضرع ويذل من أكله لمرارته وخشونته. فيضرع آكله في الإعفاء عنه لصعوبته، ويضرعون إلى الله تعالى طلبا للخلاص منه.
قال به سعيد بن جبير، والحسن وابن كيسان، ورواية عن ابن عباس.
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير {إِلَّا من ضَرِيع} قَالَ: الزقوم

قيل أن الضريع في درجة ليس فيها غيره، والزقوم في درجة أخرى. ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين، ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار.
وقد أخبر الله في هذا الموضع أن أهل النار ليس لهم طعام إلا من ضريع وفي مكان آخر ولا طعام إلا من غسلين، فجُمع بين القولين: أن النار دركات، وعلى قدر الذنوب تقع العقوبات، فمنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه غسلين، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصديد. قاله ابن قتيبة.

القول الرابع: الضريع واد في جهنم.
قال به الحسن في رواية عنه
وقال قوم: ضريع واد في جهنم، وقال جماعة من المتأولين:
«الضريع» طعام أهل النار ولم يرد أن يخصص شيئا مما ذكرناه،

القول الخامس والضَّرِيعُ: القشر والجلد.
قَالَ الليثُ: الضَّريعُ: الجِلدَةُ الَّتِي على العَظْمِ تحتَ اللَّحمِ من الضِّلْعِ. وَيُقَال: هُوَ القِشْرُ الَّذِي عَلَيْهِ.

والأظهر أن الضريع شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. فطعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به. وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 7 محرم 1443هـ/15-08-2021م, 05:42 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
أقوال العلماء في معنى الضريع من قوله تعالى: " ليس لهم طعام إلا من ضريع" :

القول الأول: أنه من النبات والشجر
فقيل أن الضريع شجرة ذات شوك، لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج العود سمتها الضريع، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه، وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه. وقيل نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. وقيل شجر من نار، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها. [هنا أكثر من قول، يصلح أن تجمعيه تحت قول (نبات) لكن عند التفصيل ينبغي نسبة كل قول لقائله، فلا يصح أن تجمعي الأقوال في جملة واحدة، ثم تجمعي القائلين في سطر واحد، ثم التخريج !
لا يفهم من هذا من قال بكل قول]

قال به: ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وأبو الجوزاء وعطاء وابن زيد اولحسن والكلبي.
- * قول ابن عباس روي من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، ، عن ابن عباس، من طريق علي، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس. ومن طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.
* قول عكرمة روي من طريق محمد بن عبيد المحاربي، عن عباد بن يعقوب الأسدي، عن محمد، عن عباد، عن محمد بن سليمان، عن عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة. ومن طريق يعقوب، عن إسماعيل بن علية، عن أبي رجاء، عن نجدة، رجل من عبد القيس عن عكرمة.
* قول مجاهد: من طريق ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد. ومن طريق ابن حميد، عن مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، مثله. ومن طريق محمد بن عمرو، عن أبو عاصم، عن عيسى؛ عن الحارث، عن الحسن عن ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
* قول قتادة: من طريق ابن عبد الأعلى، عن ابن ثور، عن معمر، عن قتادة. وطريق بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة.
* ابن زيد: من طريق يونس، عن ابن وهب، عن ابن زيد.
* أبي الجوزاء: وأخرج ابن شيبة وبن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء .

وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية ليس لهم طعام إلا من ضريع قال: بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم، حملها القيح والدم، أشد مرارة من الصبر، فذلك طعامهم.
[أين ورد هذا القول]

القول الثاني: الضريع: هو الحجارة. وهذا قول سعيد بن جبير ورواية عن عكرمة.
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير [أين مخرج الأثر؟] {إِلَّا من ضَرِيع} قَالَ: من حِجَارَة، وقد روي [من رواه؟] من طريق أبو كريب،عن ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد بن جبير.


القول الثالث:
الضريع هو الزقوم وهو الذي يضرع ويذل من أكله لمرارته وخشونته. فيضرع آكله في الإعفاء عنه لصعوبته، ويضرعون إلى الله تعالى طلبا للخلاص منه. [الذي تحته خط خارج القول، وإنما في وجه التسمية بالضريع،
ذلك أن ضريع على وزن فعيل فتأتي بمعنى فاعل (ضارع) أو المفعول أي (مضرع)]

قال به سعيد بن جبير، والحسن وابن كيسان، ورواية عن ابن عباس. [التخريج؟؟؟]
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير {إِلَّا من ضَرِيع} قَالَ: الزقوم

قيل أن الضريع في درجة ليس فيها غيره، والزقوم في درجة أخرى. ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين، ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار.
وقد أخبر الله في هذا الموضع أن أهل النار ليس لهم طعام إلا من ضريع وفي مكان آخر ولا طعام إلا من غسلين، فجُمع بين القولين: أن النار دركات، وعلى قدر الذنوب تقع العقوبات، فمنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه غسلين، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصديد. قاله ابن قتيبة. [يوضع مثل هذا عند دراسة الأقوال]

القول الرابع: الضريع واد في جهنم.
قال به الحسن في رواية عنه [التخريج؟؟؟]
وقال قوم: ضريع واد في جهنم، وقال جماعة من المتأولين:
«الضريع» طعام أهل النار ولم يرد أن يخصص شيئا مما ذكرناه، [؟؟؟؟]

القول الخامس والضَّرِيعُ: القشر والجلد.
قَالَ الليثُ: الضَّريعُ: الجِلدَةُ الَّتِي على العَظْمِ تحتَ اللَّحمِ من الضِّلْعِ. وَيُقَال: هُوَ القِشْرُ الَّذِي عَلَيْهِ.
[التخريج؟؟؟]
والأظهر أن الضريع شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. فطعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به. وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه.

راجعي الملحوظات على التطبيق السابع.
التقويم: د
بارك الله فيكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir