دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الصلاة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


417- وعنْ أنسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يومَ الْجُمُعَةِ، والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قائمٌ يَخْطُبُ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، هَلَكَت الأموالُ، وانقَطَعَت السبُلُ، فادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَ يُغيثُنا. فرَفَعَ يَدَيْهِ، ثمَّ قالَ: ((اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا...)) فذَكَرَ الحديثَ، وفِيهِ الدُّعَاءُ بإمساكِها. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* مفرداتُ الحديثِ:
- أنَّ رَجُلاً: قالَ الحافِظُ في الفتْحِ: لم أَقِفْ على اسْمِهِ.
- يَخْطُبُ: جُملةٌ فِعْلِيَّةٌ حالِيَّةٌ.
- الأموالُ: المرادُ بها الْمَواشِي، كما جاءَ في بعْضِ الرواياتِ، والمرادُ بهلاكِها عدَمُ وُجودِ ما تَعيشُ بهِ مِن الأقواتِ المفقودةِ بحَبْسِ الْمَطَرِ.
- انْقَطَعَت السبُلُ: السبُلُ: الطرُقُ، جَمْعُ: سبيلٍ، وانقطاعُها بسببِ الْجَدْبِ؛ حيثُ لا تَجِدُ المواشي ما تَأْكُلُهُ في طريقِها، فيَتَوَقَّفُ السيرُ فيها.
- يُغِيثُنَا: بِضَمِّ الياءِ، مِنْ: أغاثَ يُغِيثُ إغاثةً، مِنْ مَزيدِ الثلاثيِّ، والمشهورُ في كُتُبِ اللغةِ أنْ يُقَالَ في المطَرِ: غَاثَ اللَّهُ الناسَ والأرضَ يَغِيثُهم، بفَتْحِ الياءِ، فقدْ جاءَ على معنى طلَبِ المعونةِ، وليسَ مِنْ طَلَبِ الْغَيْثِ.
- يُغِيثُنا: جاءَ الفعْلُ مَرفوعاً، والأفْصَحُ رِوَايَةُ الجزْمِ؛ لأنَّهُ جوابُ الطلَبِ.
- اللَّهمَّ أَغِثْنَا: يُقَالُ: أغاثَهُ اللَّهُ يُغِيثُهُ، ويقالُ: غاثَهُ يَغُوثُهُ غَوْثاً، وأغاثَهُ يُغِيثُهُ إغاثةً، قالَ الفَرَّاءُ: الغَيْثُ والغَوْثُ مُتقاربانِ في المعنى.
* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1) هذا النوعُ الثاني مِن الاستسقاءِ، وهوَ طَلَبُ السقْيِ في خُطبةِ الْجُمُعَةِ، فيُشْرَعُ ذلكَ حينَما يَنْقَطِعُ المطَرُ، ويتضَرَّرُ الناسُ.
2) جوازُ تَعدادِ النِّقَمِ التي تَحِلُّ بالمسلمِ، إذا لم يُقْصَدْ بذلكَ التسَخُّطُ مِنْ تدبيرِ اللَّهِ تعالى، وإنَّما بقَصْدِ إظهارِ الحالِ لِمَنْ إذا طَلَبَهُ نَفَعَهُ في حالِهِ هذهِ، مِنْ طَبِيبٍ يُعالِجُهُ، أوْ غَنِيٍّ يَتَصَدَّقُ عليهِ، فهذا الرجُلُ الذي شَكَا إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنْ يَدْعُوَ اللَّهَ تعالى، والدُّعَاءُ أمْرٌ مقدورٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهوَ أقْرَبُ مَنْ يَستجيبُ اللَّهُ لهُ دعاءَهُ، أقَرَّهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ على طَلَبِهِ ودَعَا، فحَصَلَ المطلوبُ.
وقدْ جاءَ في بَقِيَّةِ هذا الحديثِ: قالَ: فخَرَجْنا نَخُوضُ الْمَاءَ، حتَّى أَتَيْنَا منازِلَنا.
2) ثُمَّ طَلَبَ منهُ في الْجُمُعَةِ الأُخْرَى أنْ يَدْعُوَ اللَّهَ أنْ يُمْسِكَ السماءَ، حينَما تَضَرَّرُوا باستدامَةِ الْمَطَرِ وقُوَّتِهِ، فدَعَا رَبَّهُ، فأَمْسَكَت السماءُ، فصلواتُ اللَّهِ وسلامُهُ عليهِ وآلِهِ وصَحْبِهِ.
4) فيهِ جَوازُ الاستصحاءِ، حينَما تَطُولُ الأمطارُ وتَكْثُرُ، ويَحْصُلُ بها الضَّرَرُ.
5) فيهِ جوازُ التَّكَلُّمِ معَ الخطيبِ يومَ الْجُمُعَةِ، وهيَ مسألةٌ مُستثناةٌ مِن النهْيِ عن الكلامِ أثناءَ الْخُطْبَةِ.
6) جوازُ طَلَبِ الدعاءِ مِن الرجُلِ الصالحِ الْحَيِّ؛ فإنَّ هذا مِن التوَسُّلِ الجائِزِ، كما في قِصَّةِ العبَّاسِ وعمرَ، والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أقَرَّ الرجلَ على طَلَبِهِ في الاستسقاءِ والاستصحاءِ، وأجابَهُ على ما طَلَبَهُ منهُ. أمَّا التوَسُّلُ الممنوعُ فهوَ التوَسُّلُ بِجَاهِ المخلوقِ، أوْ مَنزِلَتِهِ، فهذا غيرُ مشروعٍ، وهوَ مِن الاعتداءِ في الدعاءِ.
والفرْقُ بينَ التوَسُّلِ بالجاهِ أو الْمَنزِلَةِ، وبينَ طَلَبِ الدعاءِ مِن الْحَيِّ، واضحٌ؛ فالجَاهُ يَنفَعُ صاحبَهُ، ولكنَّهُ لا يُفيدُ المتوَسِّلَ، وأمَّا الدعاءُ فإنَّ فائدتَهُ عائدةٌ على طالبِ الدعاءِ.
7) في الحديثِ إثباتُ الأسبابِ؛ فإنَّ انقطاعَ السُّبُلِ، وهلاكَ البلادِ والأموالِ مِنْ حيوانٍ وأشجارٍ، بسببِ انقطاعِ المطَرِ.
8) في الحديثِ مَشروعيَّةُ رفْعِ اليدَيْنِ حالَ الدعاءِ، وقدْ وَرَدَ فيهِ أحاديثُ كثيرةٌ، حتَّى جَعَلَهُ العلماءُ مِن التواتُرِ المعنويِّ، وقدْ ذَكَرَ البخاريُّ جُملةً مِن الأحاديثِ في (كتابِ رفْعِ اليدَيْنِ)، ثمَّ قالَ في آخِرِها: هذهِ الأحاديثُ صحيحةٌ عنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ وأصحابِهِ، وفي المسألةِ أحاديثُ كثيرةٌ غيرُ ما ذَكَرْتُهُ، وفيما ذَكَرْتُهُ كفايَةٌ.
9) وفي الحديثِ دليلٌ على ضَعْفِ الإنسانِ، وعَدَمِ تَحَمُّلِهِ لزيادةِ الأمورِ عليهِ، ونَقْصِها منهُ، قالَ تعالى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 28]، فهوَ ضَعيفٌ في بَدَنِهِ، ضَعيفٌ في بِنْيَتِهِ، خائرٌ في عَزيمتِهِ وإرادتِهِ، واهنٌ في إيمانِهِ، فرَحِمَهُ رَبُّهُ وخَفَّفَ عنهُ، ولم يَجعَلْ عليهِ حَرَجاً ولا ضِيقاً فيما كَلَّفَهُ بهِ، قالَ تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء: 28]، وقالَ: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, صلاة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir