دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 محرم 1443هـ/10-08-2021م, 12:26 AM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.


* تكرار الدعوة إلى التوحيد هو هذا الذي لا بد أن تُفنى من أجله الأعمار، قال تعالى:{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا }
* لا بد للداعي أن يبين لقومه معالم الطريق إلى الله بوضوح فيبين لهم النذارة والبشارة والأوامر، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ }

*يستخدم الداعي إلى الله أساليب مختلفة منها الترغيب والترهيب وبيان الثواب وبيان العقاب، قال تعالى:{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
* الصبر زاد الداعي، وهو أمر ضروري له، فمن لا صبر له لا يستطيع التحمل؛ فلا بد من التصبر والتحمل والتحلي بسعة الصدر، قال تعالى:{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا }

*ومن أساليب الدعوة سرا وجهرا وأحيانا يخص الداعي المدعو بالنصيحة سرا لا جهرا لأنه يعلم من حال المدعو احتمال استجابته إذا ما نصحه سرا، قال تعالى:{ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا}
*يلفت الداعي نظر المدعو إلى أن باب التوبة مفتوح، فمن تاب تاب الله عليه مالم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها، قال تعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا }
*يخبر الداعي المدعو بما يترتب على أعماله، كما تدل الآيات على أن الاستغفار سبب لنزول المطر وكثرة الخيرات والزروع والأموال والبنين، فإنّ هذا مما يُسر به الناس،
قال تعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)}

*لا يكتفي الداعي ببيان الثواب الدنيوي العاجل لمن أتى بأسبابه، بل يلفت نظره إلى النعيم الأعظم والنعيم الذي ينبغي أن يُسعى إليه، قال تعالى:{ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)}
* من الأساليب الدعوية تذكير المدعو بعظمة من يعصيه، أتعصي العظيم ولا تخافه؟! قال تعالى:{ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} فهذا العظيم الذي خلق المخلوقات العظيمة كالسماء والقمر والشمس،
قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} فاعبده وحده ولا تشرك به شيئا.

* يلفت الداعي نظر المدعو إلى قدرة الله على بعثه، فإنه كما خلقه فإنه سيبعثه وسيحاسبه، قال تعالى:{ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا }
* يحرص الداعي على ألا يكثر سواد الكفرة الفجار لئلا يضلوا عباد الله، لذلك يجتهد في دعوته ويستنفذ وسعه، قال تعالى:{ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}
فلمّا علم نوح عليه السلام من حالهم أنهم لن يتوبوا وقد استنفذ وسعه في دعوتهم وقد كان حريصا على أن يؤمنوا ولم يؤمنوا فكان حريصا ألا يكثر سوادهم ويضلوا عباد الله فدعا عليهم، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)}


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:

أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.

اشتكى الرسول البشري المُرسل من ربه إلى ربه مما أَلمَّ به سنين طويلة من عدم امثال قومه أمر الله، ومن عصيانهم وتكذيبهم لرسول الله ومن كفرهم وشركهم وإصرارهم على ظلمهم وتعصبهم لما هم عليه من الكفر وعدم اتعاظهم وتذكرهم
ما ينفعهم وقد لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يعظهم ويذكرهم بربهم، قال تعالى:{ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا} فلم يؤمنوا واتبعوا الأشراف مع أنّ الأشراف لم تزدهم أموالهم إلا خسرانا وهلاكا ،
ولم يكتفوا بهذا فقط بل مكروا مكرا عظيما وهو معاندة الحق واتباع من يدعون أنهم على حق وهدى وهم على غير ذلك، قال تعالى:{ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا } وقال تعالى:{بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا}، وقيل المكر العظيم الذي مَكَروه هو تحريش السفلة على قتل نوح عليه السلام.
ثم ذكر الله سبحانه وتعالى قول الكافرين من قوم نوح وهو عزم منهم على عدم ترك الأصنام التي كانوا يعبدونها، قال تعالى: { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)}
وهذه أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وهي على أسماء رجال صالحين كانوا من قوم نوح لما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يصوروا صورا هي الأصنام التي سموها على أسماء الصالحين الذين ماتوا من قومهم لتذكرهم بعبادة الله ،
ففعلوا فلما هلك أولئك وذهب العلم أوحى الشيطان إلى أتباعه أن من سبقهم كانوا يعبدون هذه الأصنام ويتوسلون بها وبها يسقون المطر فعبدت هذه الأصنام من دون الله، وكان أول ما عُبدَ من دون الله الصنم الذي أسموه ودا،
ثمّ لمّا اشتكى لربه هذا العبد المُرسل وآوى إلى ركنه الشديد واشتكى إضلال الأصنام لكثير من خلق الله واشتكى إضلال الكبار والرؤساء لكثير من الخلق وقد اشتكى ضلالهم بغير حق وعدم صلاحهم واختيارهم الكفر على الإيمان،
قال تعالى:{ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا } فدعا عليهم نوح نبي الله بعد هذه الشكوى، دعا على الكفار ألا يزيدهم الله إلا ضلالا فخسروا وهلكوا وضل مكرهم واستجاب الله دعاء نبيه وعاقبهم بالغرق لمّا كذبوا ما جاءهم نوح به.



2. حرّر القول في كل من:

أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.

ورد في المراد بالسائل عدة أقوال:
القول الأول: السائل الذي يسأل العذاب ويستعجله، مروي عن مجاهد، وقد استدلّ مجاهد بقول الله تعالى: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: النضر بن الحارث بن كلدة، مروي عن ابن عباس، ذكره ابن كثير والأشقر.
القول الثالث: الكفار، مروي عن ابن عباس، ذكره ابن كثير.
القول الرابع: واد في جهنم يسيل يوم القيامة، قاله ابن زيد وغيره، ذكره ابن كثير.

وخلاصة ما ورد في المراد بالسائل أن يكون داعيا يدعو بالعذاب ويستعجله ويدخل في هذا القول ما ذُكر من أقوال أن السائل هم الكفار ومنهم النضر بن الحارث بن كلدة كما ذُكر أن المراد بالسائل هو هذا الشخص،
وقيل أنه وادي في جهنم يسيل يوم القيامة وهذا القول ذكره ابن كثير واستبعده قائلا: بعيد عن المراد، وقد رجّح ابن كثير القول الأول وهو أنه داع يدعو على نفسه بالعذاب ويستعجله.




ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.

وردت أقوال في المراد بالطاغية:
القول الأول: الصيحة العظيمة، التي حلّت بقوم ثمود، قاله قتادة، واختاره ابن جرير، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: الذنوب، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير.
القول الثالث: الطغيان، قاله الربيع بن أنس وابن زيد، وقرأ ابن زيد:{ كذبت ثمود بطغواها} ، ذكره ابن كثير.
القول الرابع: عاقر الناقة، قاله السّدّي، ذكره ابن كثير.
وخلاصة ما ورد في المراد بالطاغية أنها الصيحة العظيمة التي حلّت بقوم ثمود وقيل الذنوب وقيل الطغيان وقيل عاقر الناقة.



3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.

الحاقة: اسم من أسماء يوم القيامة وهو يوم الحق، وسبب تسميته بهذا الاسم لأن فيه يتحقق وعد الله ووعيده فتقع القيامة وتنزل بالخلق ويظهر ما تخفيه الصدور وتتضح حقائق الأمور.


ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}
معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم، هو إضافة إليه على معنى التبليغ، فالرسول البشري يُبلغ عن مُرسله ما استأمنه عليه من كلامه ووحيه فهي إضافة إليه تعني: تلاوة الرسول البشري الكريم المبلغ عن مُرسله.

ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
إنّ النبي صلى الله عليه وسلم يعرفه قومه، ويعرفون صدقه وأمانته وحاله وأوصافه وأخلاقه، وكان لا بد أن يدلهم هذا على أنه رسول حقا وأن ما جاء به هو الحق من ربه، ليس بكلام بشر، ولو أنه تقّوّل على الخالق وافترى كذبا لعاقبه الله
وقد قال تعالى:{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)}
وهذه الآيات تدل على عظمة الله المتكلم بها فإنّ هذا القرآن ليس بقول البشر وليس كهانة فلا جامع بينها وبين القرآن.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 محرم 1443هـ/16-08-2021م, 12:07 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا المناديلي مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.


* تكرار الدعوة إلى التوحيد هو هذا الذي لا بد أن تُفنى من أجله الأعمار، قال تعالى:{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا }
* لا بد للداعي أن يبين لقومه معالم الطريق إلى الله بوضوح فيبين لهم النذارة والبشارة والأوامر، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ }

*يستخدم الداعي إلى الله أساليب مختلفة منها الترغيب والترهيب وبيان الثواب وبيان العقاب، قال تعالى:{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
* الصبر زاد الداعي، وهو أمر ضروري له، فمن لا صبر له لا يستطيع التحمل؛ فلا بد من التصبر والتحمل والتحلي بسعة الصدر، قال تعالى:{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا }

*ومن أساليب الدعوة سرا وجهرا وأحيانا يخص الداعي المدعو بالنصيحة سرا لا جهرا لأنه يعلم من حال المدعو احتمال استجابته إذا ما نصحه سرا، قال تعالى:{ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا}
*يلفت الداعي نظر المدعو إلى أن باب التوبة مفتوح، فمن تاب تاب الله عليه مالم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها، قال تعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا }
*يخبر الداعي المدعو بما يترتب على أعماله، كما تدل الآيات على أن الاستغفار سبب لنزول المطر وكثرة الخيرات والزروع والأموال والبنين، فإنّ هذا مما يُسر به الناس،
قال تعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)}

*لا يكتفي الداعي ببيان الثواب الدنيوي العاجل لمن أتى بأسبابه، بل يلفت نظره إلى النعيم الأعظم والنعيم الذي ينبغي أن يُسعى إليه، قال تعالى:{ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)}
* من الأساليب الدعوية تذكير المدعو بعظمة من يعصيه، أتعصي العظيم ولا تخافه؟! قال تعالى:{ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} فهذا العظيم الذي خلق المخلوقات العظيمة كالسماء والقمر والشمس،
قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} فاعبده وحده ولا تشرك به شيئا.

* يلفت الداعي نظر المدعو إلى قدرة الله على بعثه، فإنه كما خلقه فإنه سيبعثه وسيحاسبه، قال تعالى:{ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا }
* يحرص الداعي على ألا يكثر سواد الكفرة الفجار لئلا يضلوا عباد الله، لذلك يجتهد في دعوته ويستنفذ وسعه، قال تعالى:{ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}
فلمّا علم نوح عليه السلام من حالهم أنهم لن يتوبوا وقد استنفذ وسعه في دعوتهم وقد كان حريصا على أن يؤمنوا ولم يؤمنوا فكان حريصا ألا يكثر سوادهم ويضلوا عباد الله فدعا عليهم، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)}
أحسنتِ وفقكِ الله.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:

أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.

اشتكى الرسول البشري المُرسل من ربه إلى ربه مما أَلمَّ به سنين طويلة من عدم امثال قومه أمر الله، ومن عصيانهم وتكذيبهم لرسول الله ومن كفرهم وشركهم وإصرارهم على ظلمهم وتعصبهم لما هم عليه من الكفر وعدم اتعاظهم وتذكرهم
ما ينفعهم وقد لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يعظهم ويذكرهم بربهم، قال تعالى:{ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا} فلم يؤمنوا واتبعوا الأشراف مع أنّ الأشراف لم تزدهم أموالهم إلا خسرانا وهلاكا ،
ولم يكتفوا بهذا فقط بل مكروا مكرا عظيما وهو معاندة الحق واتباع من يدعون أنهم على حق وهدى وهم على غير ذلك، قال تعالى:{ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا } وقال تعالى:{بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا}، وقيل المكر العظيم الذي مَكَروه هو تحريش السفلة على قتل نوح عليه السلام.
ثم ذكر الله سبحانه وتعالى قول الكافرين من قوم نوح وهو عزم منهم على عدم ترك الأصنام التي كانوا يعبدونها، قال تعالى: { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)}
وهذه أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وهي على أسماء رجال صالحين كانوا من قوم نوح لما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يصوروا صورا هي الأصنام التي سموها على أسماء الصالحين الذين ماتوا من قومهم لتذكرهم بعبادة الله ،
ففعلوا فلما هلك أولئك وذهب العلم أوحى الشيطان إلى أتباعه أن من سبقهم كانوا يعبدون هذه الأصنام ويتوسلون بها وبها يسقون المطر فعبدت هذه الأصنام من دون الله، وكان أول ما عُبدَ من دون الله الصنم الذي أسموه ودا،
ثمّ لمّا اشتكى لربه هذا العبد المُرسل وآوى إلى ركنه الشديد واشتكى إضلال الأصنام لكثير من خلق الله واشتكى إضلال الكبار والرؤساء لكثير من الخلق وقد اشتكى ضلالهم بغير حق وعدم صلاحهم واختيارهم الكفر على الإيمان،
قال تعالى:{ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا } فدعا عليهم نوح نبي الله بعد هذه الشكوى، دعا على الكفار ألا يزيدهم الله إلا ضلالا فخسروا وهلكوا وضل مكرهم واستجاب الله دعاء نبيه وعاقبهم بالغرق لمّا كذبوا ما جاءهم نوح به.



2. حرّر القول في كل من:

أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.

ورد في المراد بالسائل عدة أقوال:
القول الأول: السائل الذي يسأل العذاب ويستعجله، مروي عن مجاهد، وقد استدلّ مجاهد بقول الله تعالى: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.هنا معنى السائل لغة والمراد به إمّا الكفار أو النضر بن الحارث.
القول الثاني: النضر بن الحارث بن كلدة، مروي عن ابن عباس، ذكره ابن كثير والأشقر.
القول الثالث: الكفار، مروي عن ابن عباس، ذكره ابن كثير.
القول الرابع: واد في جهنم يسيل يوم القيامة، قاله ابن زيد وغيره، ذكره ابن كثير.

وخلاصة ما ورد في المراد بالسائل أن يكون داعيا يدعو بالعذاب ويستعجله ويدخل في هذا القول ما ذُكر من أقوال أن السائل هم الكفار ومنهم النضر بن الحارث بن كلدة كما ذُكر أن المراد بالسائل هو هذا الشخص،
وقيل أنه وادي في جهنم يسيل يوم القيامة وهذا القول ذكره ابن كثير واستبعده قائلا: بعيد عن المراد، وقد رجّح ابن كثير القول الأول وهو أنه داع يدعو على نفسه بالعذاب ويستعجله.




ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.

وردت أقوال في المراد بالطاغية:
القول الأول: الصيحة العظيمة، التي حلّت بقوم ثمود، قاله قتادة، واختاره ابن جرير، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: الذنوب، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير.
القول الثالث: الطغيان، قاله الربيع بن أنس وابن زيد، وقرأ ابن زيد:{ كذبت ثمود بطغواها} ، ذكره ابن كثير.
القول الرابع: عاقر الناقة، قاله السّدّي، ذكره ابن كثير.
وخلاصة ما ورد في المراد بالطاغية أنها الصيحة العظيمة التي حلّت بقوم ثمود وقيل الذنوب وقيل الطغيان وقيل عاقر الناقة.



3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.

الحاقة: اسم من أسماء يوم القيامة وهو يوم الحق، وسبب تسميته بهذا الاسم لأن فيه يتحقق وعد الله ووعيده فتقع القيامة وتنزل بالخلق ويظهر ما تخفيه الصدور وتتضح حقائق الأمور.


ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}
معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم، هو إضافة إليه على معنى التبليغ، فالرسول البشري يُبلغ عن مُرسله ما استأمنه عليه من كلامه ووحيه فهي إضافة إليه تعني: تلاوة الرسول البشري الكريم المبلغ عن مُرسله.

ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
إنّ النبي صلى الله عليه وسلم يعرفه قومه، ويعرفون صدقه وأمانته وحاله وأوصافه وأخلاقه، وكان لا بد أن يدلهم هذا على أنه رسول حقا وأن ما جاء به هو الحق من ربه، ليس بكلام بشر، ولو أنه تقّوّل على الخالق وافترى كذبا لعاقبه الله اذكري نص الآية الدالة على ذلك فهي المرادة.
وقد قال تعالى:{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)}
وهذه الآيات تدل على عظمة الله المتكلم بها فإنّ هذا القرآن ليس بقول البشر وليس كهانة فلا جامع بينها وبين القرآن.
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir