دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 شعبان 1442هـ/3-04-2021م, 11:28 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
قول عائشة رضي الله عنها أخرجه :
- مالك في الموطأ , وعبدالرزاق في تفسيره , والبخاري في صحيحة , والنسائي في الكبرى , وابن جرير في تفسيره , وابن أبي حاتم في تفسيره , من طرق عن عروة بن الزبير , عن عائشة رضي الله عنها .
- ابن جرير في تفسيره , وأبو داوود في سننه من طرق عن عطاء , عن عائشة رضي الله عنها .
- ابن جرير في تفسيره من طرق عن عطاء , عن عبيد بن عمير , عن عائشة رضي الله عنها .
- ابن جرير في تفسيره عن ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزّهريّ، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها .
- توجيه القول : هذا القول مبني على أن لفظ "اللغو" في اللغة: ما يلغى فيقول الرجل عند الغضب والعجلة لا والله وبلى والله مما يعقده عليه قلبه. ويطلق على الساقط من الكلام الذي لا حكم له .
وقد اختلف في المراد باللغو في اليمين , إلى أقوال :
الأول : ما يسبق به اللسان من غير قصد ؛ كقوله : لا والله وبلى والله . وهو قول عائشة , وابن عباس , والشعبي , وأبو صالح , وعكرمة , ومجاهد .
الثاني : أن يحلف على الشيء يظن أنه كما حلف عليه , ثم يتبين أنه بخلافه . وهو قول أبو هريرة , وابن عباس , وسليمان بن يسار , والحسن , ومجاهد , وإبراهيم , وأبو مالك , وزياد , وقتادة , وزرارة بن أوفى , وقتادة , والسدي , والربيع , ومكحول .
الثالث : الّتي يحلف بها صاحبها في حال الغضب على غير عقد قلبٍ ولا عزمٍ، ولكن وصلةً للكلام. وهو قول ابن عباس , وطاووس .
الرابع : الحلف على فعل ما نهى اللّه عنه، وترك ما أمر اللّه بفعله. وهو قول ابن عباس , وسعيد بن جبير , والشعبي , ومسروق .
الخامس : كلّ يمينٍ وصل الرّجل بها كلامه على غير قصدٍ منه إيجابها على نفسه. وهو قول عائشة , وإبراهيم , ومجاهد .
السادس : ما كان من يمينٍ بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه إن لم يفعل كذا وكذا، أو بمعنى الشّرك، والكفر. وهو قول زيد بن أسلم .
السابع : ما كانت فيه كفّارةٌ. وهو قول ابن عباس , والضحاك .
الدراسة :
اختلف أهل العلم في المراد باللغو في اليمين إلى أقوال كثيرة ترجع هذه الأقوال إلى أن معنى اللغو في اليمين هي التي لا يحاسب عليها العبد ولا يأثم بها سواء كانت مما سبق به لسانه دون قصد منه , أو قاله في حالة الغضب , أو حلف دون عزم القلب , أو حلف ظانا أنه لم يفعل وقد فعل , أو غيرها من الأيمان غير المقصودة .
فالله تعالى لا يؤخذ العبد بهذه الأيمان ولكن يؤخذه بما عقد عليه قلبه وعزم عليه .

2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
قول ابن عباس رضي الله عنه أخرجه :
- سعيد بن منصور في سننه , وابن جرير في تفسيره , والبيهقي في الأسماء والصفات من طرق ، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ من بني تميمٍ عنه .
وأخرجه ابن جرير في تفسيره عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عنه .
توجيه القول : هذا القول مبني على أن أصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ. كما ذكره ابن جرير .
واختلف في المراد من قوله تعالى : {ومهيمنا عليه} , إلى أقوال :
الأول : شهيد . وهو قول ابن عباس , والسدي , وقتادة , ومجاهد , والأخفش .
الثاني : أمين عليه . وهو قول ابن عباس , وسعيد بن جبير , والحسن , وعكرمة , وعبد الله بن يحيى , وابن قتيبة , ومكي بن أبي طالب .
الثالث : مصدق . وهو قول ابن زيد .
الرابع : النبي صلى الله عليه وسلم . وهو قول مجاهد .
الخامس : حاكمًا على ما قبله من الكتب. وهو قول ابن عباس .
الدراسة :
اختلف في معنى المهيمن في الآية إلى عدة أقوال , وهذه الأقوال متقاربة ؛ فالكتاب شهيد على ما قبله من الكتب ومؤتمنا عليه ومصدق لها وحاكما على ما قبله من الكتب .
ورد ابن جرير قول مجاهد من أن المراد هو النبي صلى الله عليه وسلم وخطأ هذا القول فقال : وهذا التّأويل بعيدٌ من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأٌ، وذلك أنّ المهيمن عطفٌ على المصدّق، فلا يكون إلاّ من صفة ما كان المصدّق صفةً له، ولو كان معنى الكلام ما روي عن مجاهدٍ لقيل: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه؛ لأنّه لم تقدّمٌ من صفة الكاف الّتي في {إليك}، وليس بعدها شيءٌ يكون مهيمنًا عليه عطفًا عليه، وإنّما عطف به على المصدّق، لأنّه من صفة الكتاب الّذي من صفته المصدّق.

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
قول ابن الزبير رضي الله عنه أخرجه :
- عبد الرزاق في تفسيره ,وسعيد بن منصور في سننه , وابن جرير في تفسيره , والبيهقي في شعب الإيمان من طرق ، عن محمّد بن المرتفع، عن عبد اللّه بن الزّبير .
توجيه القول : هذا القول مبني على أن على العبد أن يتفكر في نفسه فهو يأكل ويشرب من مدخل واحد , ويخرج هذا الأكل والشرب من مخرجين هما سبيل الخلاء والبول , أفلا تبصرون بعين الاعتبار على ذلك ؛ فإنه دليل على ربكم .
واختلف في معنى الآية على أقوال :
الأول : سبيل الخلاء والبول . وهو قول علي بن أبي طالب , وابن الزبير , والسدي , والفراء .
الثاني : وفي تسوية اللّه تبارك وتعالى مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالةٌ لكم على أن خلقتم لعبادته. وهو قول ابن زيد , وقتادة .
الدراسة :
اختلف في معنى الآية إلى قولين , والقولين متقاربين ؛ إذ ينبغي على العبد أن يتفكر في نفسه وكيف خلقه الله تعالى ويسر له خروج الخلاء والبول منه , وسوى بدنه وجوارحه ولين مفاصله ,فكل ذلك دليل على أنه هو الخالق سبحانه فيفرد بالعبادة وحده دون من سواه .

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
قول جابر رضي الله عنه أخرجه :
- ابن جرير في تفسيره , والحاكم في المستدرك من طرق عن الحسن بن صالحٍ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما .
- وكيع، وعبد بن حميد ، وابن المنذر والمحاملي في أماليه من نسخة المصنف ، عن جابر بن عبد الله . كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
توجيه القول : هذا القول مبني على أن الصراط : هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه , والذي من سلكه نجا , وحصل رضوان الله تعالى ؛ فمن دخل الإسلام فقد سلك الطريق المستقيم الذي يدخله الجنة ويبعده عن النار .
واستفيد هذا القول من حديث النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ضرب اللّه مثلاً صراطًا مستقيمًا، والصّراط: الإسلام».
واختلف في المراد بالصراط المستقيم إلى أقوال :
الأول : القرآن . وهو قول علي بن أبي طالب , وعبد الله بن مسعود .
الثاني : الإسلام . وهو قول ابن عباس , وجابر بن عبد الله , وعبدالله بن مسعود , وابن الحنفية , وزيد بن أسلم .
الثالث : رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه . وهو قول أبو العالية , والحسن .
الرابع : الحق . وهو قول ابن عباس , ومجاهد .
الخامس : ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو قول ابن مسعود .
الدراسة :
اختلف المفسرون في المراد بالصراط المستقيم إلى أقوال عدة وهذه الأقوال متقاربة المعنى , كل منها يؤدي معنى الصراط المستقيم , وقد جمع بين هذه الأقوال ابن كثير فقال : كلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
قول أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجه :
- الترمذي في سننه , وأبو يعلى في مسنده , وابن جرير في تفسيره , وابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير , والهمذاني في تفسير مجاهد , وابن حبان في صحيحه , والحاكم في المستدرك , والهيثمي في موارد الظمآن , من طرق عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك .
- البزار في مسنده , وابن جرير في تفسيره من طرق عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس .
- ابن جرير من طرق عن شعيبٍ، عن أنسٍ .
- ابن جرير عن المثنّى قال: حدّثنا آدم العسقلانيّ قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا أبو إياس، عن أنس .
- ابن جرير عن أحمد بن منصورٍ قال: حدّثنا نعيم بن حمّادٍ قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن ابن جريجٍ، عن الأعمش، عن حبّان بن شعبة، عن أنس .
توجيه القول : هذا القول مبني على حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أنسٍ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أتى بقناعٍ عليه بسر، فقال: ومثل كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ، أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء. تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها فقال: "هي النّخلة" {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ} قال: "هي الحنظل" قال شعيبٌ: فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كنّا نسمع.
واختلف في المراد بــ "كشجرة خبيثة" إلى أقوال :
الأول : الحنظلة . وهو قول أنس بن مالك , ومجاهد .
الثاني : شجرة لم تخلق على الأرض . وهو قول ابن عباس .
الثالث : الكوث . وهو قول الزجاج .
الرابع : الثوم . ذكره ابن عطية ولم يعزه .
الدراسة :
اختلف المفسرون في المراد بالشجرة الخبيثة إلى عدة أقوال , فمنهم من قال الحنظلة , ومنهم من قال شجرة لم تخلق على الأرض , ومنهم من قال الكوث , ومنهم من قال الثوم , والراجح أن المراد هو شجرة الحنظل ؛ وذلك لورود الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث أنس رضي الله عنه.
ورد ابن عطية القولين الثالث والرابع ؛ ذلك لأن هذه النباتات ليست من الشجر ولكنها من النجم ويطلق عليها شجر تجوزا .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 رمضان 1442هـ/14-04-2021م, 12:55 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
قول عائشة رضي الله عنها أخرجه :
- مالك في الموطأ , وعبدالرزاق في تفسيره , والبخاري في صحيحة , والنسائي في الكبرى , وابن جرير في تفسيره , وابن أبي حاتم في تفسيره , من طرق عن [هشام بن عروة عن] عروة بن الزبير , عن عائشة رضي الله عنها .
[مخرج الأثر هنا هشام بن عروة، فهو من دارت عليه الأسانيد]
- ابن جرير في تفسيره , وأبو داوود في سننه من طرق عن عطاء , عن عائشة رضي الله عنها .
- ابن جرير في تفسيره من طرق عن عطاء , عن عبيد بن عمير , عن عائشة رضي الله عنها .
- ابن جرير في تفسيره عن ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزّهريّ، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها .
[ما نص رواية النسائي وأبي داوود؟
وهل اتفقت الطرق على اللفظ المذكور في رأس السؤال أم هناك اختلاف؟
]
- توجيه القول : هذا القول مبني على أن لفظ "اللغو" في اللغة: ما يلغى فيقول الرجل عند الغضب والعجلة لا والله وبلى والله مما يعقده عليه قلبه. ويطلق على الساقط من الكلام الذي لا حكم له .
وقد اختلف في المراد باللغو في اليمين , إلى أقوال :
الأول : ما يسبق به اللسان من غير قصد ؛ كقوله : لا والله وبلى والله . وهو قول عائشة , وابن عباس , والشعبي , وأبو صالح , وعكرمة , ومجاهد .
الثاني : أن يحلف على الشيء يظن أنه كما حلف عليه , ثم يتبين أنه بخلافه . وهو قول أبو هريرة , وابن عباس , وسليمان بن يسار , والحسن , ومجاهد , وإبراهيم , وأبو مالك , وزياد , وقتادة , وزرارة بن أوفى , وقتادة , والسدي , والربيع , ومكحول .
الثالث : الّتي يحلف بها صاحبها في حال الغضب على غير عقد قلبٍ ولا عزمٍ، ولكن وصلةً للكلام. وهو قول ابن عباس , وطاووس .
الرابع : الحلف على فعل ما نهى اللّه عنه، وترك ما أمر اللّه بفعله. وهو قول ابن عباس , وسعيد بن جبير , والشعبي , ومسروق .
الخامس : كلّ يمينٍ وصل الرّجل بها كلامه على غير قصدٍ منه إيجابها على نفسه. وهو قول عائشة , وإبراهيم , ومجاهد .
السادس : ما كان من يمينٍ بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه إن لم يفعل كذا وكذا، أو بمعنى الشّرك، والكفر. وهو قول زيد بن أسلم .
السابع : ما كانت فيه كفّارةٌ. وهو قول ابن عباس , والضحاك .
الدراسة :
اختلف أهل العلم في المراد باللغو في اليمين إلى أقوال كثيرة ترجع هذه الأقوال إلى أن معنى اللغو في اليمين هي التي لا يحاسب عليها العبد ولا يأثم بها سواء كانت مما سبق به لسانه دون قصد منه , أو قاله في حالة الغضب , أو حلف دون عزم القلب , أو حلف ظانا أنه لم يفعل وقد فعل , أو غيرها من الأيمان غير المقصودة .
فالله تعالى لا يؤخذ العبد بهذه الأيمان ولكن يؤخذه بما عقد عليه قلبه وعزم عليه .
[بارك الله فيك
هذه قواعد عامة في التحرير أرجو مراعاتها فيما يستقبل بإذن الله:
1. اتباع خطوات بحث المسألة كما تعلمت في المهارات المتقدمة، من تصنيف المسألة وتعيين المراجع ثم جمع الأقوال والتخريج والتحرير مع التوجيه
2. قراءة تفسير الآية كاملة بصورة إجمالية من أحد التفاسير، لمعرفة هل تحرير مسألتك متعلق بمسائل أخرى في الآية، والخلاف فيها هو سبب الخلاف في مسألتك أو لا، فالتحرير يعد ناقصًا إن كان هناك ارتباط ولم تشر إليه.
3. عند التحرير إذا كثرت الأقوال حاول الاجتهاد في النظر إلى تصنيفها ليسهل عليك الترجيح بينها.
4. إذا تعددت الأقوال المروية عن المفسر نقول (رواية عن فلان، رواية ثانية ..) إلا إن ثبت ضعف نسبة القول إليه فينقل بصيغة التضعيف بقول وهو مروي عن فلان
5. إذا فعلت ذلك وجدت أن مسألتنا هنا من المسائل التفسيرية الفقهية، ومن المراجع المهمة كتب أحكام القرآن، والنظر هل هناك خلاف في المسألة باختلاف المذاهب أو لا.
ثم مع النظر لباقي تفسير الآية ستجد أن الخلاف مترتب على الخلاف في تعيين المراد بالمؤاخذة هل هو الإثم أو لزوم الكفارة، والمراد بكسب القلب، هل هو القصد والعمد أم انعقاد القلب على الكذب فجعلوا لغو اليمين مقابل اليمين الغموس
وفاتك بعض الأقوال.
وأؤكد على ملحوظة الانتباه لاختلاف ألفاظ الروايات بتعدد الطرق وما يهمنا الزيادات التي يؤدي إلى اختلاف المعنى، فينبغي بيان نص القول حينئذ عند التخريج]
]
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
قول ابن عباس رضي الله عنه أخرجه :
- سعيد بن منصور في سننه , وابن جرير في تفسيره , والبيهقي في الأسماء والصفات من طرق ، عن أبي إسحاق، عن رجلٍ من بني تميمٍ عنه .
[هو أربدة التميمي، وإبهامه جاء في رواية ابن وهب
أخرجه ابن وهب من طريق محمد بن طلحة عن رجل من بني تميم عن ابن عباس]

وأخرجه ابن جرير في تفسيره عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عنه .
توجيه القول : هذا القول مبني على أن أصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ. كما ذكره ابن جرير .
[هذا هو التوجيه الصحيح لهذا القول أن القول بأن معنى مهيمن مؤتمن من لازم الحفظ والارتقاب الذي هو أصل الهيمنة.
لكن فاتك مناقشة مسألة كثرت دراستها في كتب التفسير ومعاني القرآن وكتب أهل اللغة
وهي اشتقاق كلمة (مهيمن) هل هو أصل في نفسه ليس مبدلا من شيء (وهو الراجح) أو أصله مؤيمن وبُدلت الهمزة هاء، ومن قال بالقول الثاني قال أن توجيه معنى (مهيمن ) أنه مؤتمن يرجع إلى اشتقاقه من مؤيمن]

واختلف في المراد من قوله تعالى : {ومهيمنا عليه} , إلى أقوال :
الأول : شهيد . وهو قول ابن عباس , والسدي , وقتادة , ومجاهد , والأخفش .
الثاني : أمين عليه . وهو قول ابن عباس , وسعيد بن جبير , والحسن , وعكرمة , وعبد الله بن يحيى , وابن قتيبة , ومكي بن أبي طالب .
الثالث : مصدق . وهو قول ابن زيد .
الرابع : النبي صلى الله عليه وسلم . وهو قول مجاهد . [هذا خارج المسألة محل البحث
المسألة محل البحث هي في معنى كلمة (مهيمن)، والقول بأنه النبي صلى الله عليه وسلم يدخل تحت المراد به، جمهور المفسرين على أن المقصود به القرآن الكريم، ومجاهد جعل المقصود به النبي صلى الله عليه وسلم عائدًا على ضمير المخاطب في قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ...} في صدر الآية]

الخامس : حاكمًا على ما قبله من الكتب. وهو قول ابن عباس .
الدراسة :
اختلف في معنى المهيمن في الآية إلى عدة أقوال , وهذه الأقوال متقاربة ؛ فالكتاب شهيد على ما قبله من الكتب ومؤتمنا عليه ومصدق لها وحاكما على ما قبله من الكتب .
ورد ابن جرير قول مجاهد من أن المراد هو النبي صلى الله عليه وسلم وخطأ هذا القول فقال : وهذا التّأويل بعيدٌ من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأٌ، وذلك أنّ المهيمن عطفٌ على المصدّق، فلا يكون إلاّ من صفة ما كان المصدّق صفةً له، ولو كان معنى الكلام ما روي عن مجاهدٍ لقيل: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه؛ لأنّه لم تقدّمٌ من صفة الكاف الّتي في {إليك}، وليس بعدها شيءٌ يكون مهيمنًا عليه عطفًا عليه، وإنّما عطف به على المصدّق، لأنّه من صفة الكتاب الّذي من صفته المصدّق.

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
قول ابن الزبير رضي الله عنه أخرجه :
- عبد الرزاق في تفسيره ,وسعيد بن منصور في سننه [أين نص رواية سعيد بن منصور؟] , وابن جرير في تفسيره , والبيهقي في شعب الإيمان من طرق ، عن محمّد بن المرتفع، عن عبد اللّه بن الزّبير .
توجيه القول : هذا القول مبني على أن على العبد أن يتفكر في نفسه فهو يأكل ويشرب من مدخل واحد , ويخرج هذا الأكل والشرب من مخرجين هما سبيل الخلاء والبول , أفلا تبصرون بعين الاعتبار على ذلك ؛ فإنه دليل على ربكم . [هو من باب التفسير بالمثال على في أنفسنا من نعم ينبغي أن نتأملها ونعتبر بها]
واختلف في معنى الآية على أقوال :
الأول : سبيل الخلاء والبول . وهو قول علي بن أبي طالب , وابن الزبير , والسدي , والفراء .
الثاني : وفي تسوية اللّه تبارك وتعالى مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالةٌ لكم على أن خلقتم لعبادته. وهو قول ابن زيد , وقتادة .
الدراسة :
اختلف في معنى الآية إلى قولين , والقولين متقاربين [من باب خلاف التنوع، التفسير بالمثال] ؛ إذ ينبغي على العبد أن يتفكر في نفسه وكيف خلقه الله تعالى ويسر له خروج الخلاء والبول منه , وسوى بدنه وجوارحه ولين مفاصله ,فكل ذلك دليل على أنه هو الخالق سبحانه فيفرد بالعبادة وحده دون من سواه .

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
قول جابر رضي الله عنه أخرجه :
- ابن جرير في تفسيره , والحاكم في المستدرك من طرق عن الحسن بن صالحٍ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما . [مخرج الأثر هو عبد الله بن محمد بن عقيل]
- وكيع، وعبد بن حميد ، وابن المنذر والمحاملي في أماليه من نسخة المصنف ، عن جابر بن عبد الله . كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .
توجيه القول : هذا القول مبني على أن الصراط : هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه , والذي من سلكه نجا , وحصل رضوان الله تعالى ؛ فمن دخل الإسلام فقد سلك الطريق المستقيم الذي يدخله الجنة ويبعده عن النار .
واستفيد هذا القول من حديث النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ضرب اللّه مثلاً صراطًا مستقيمًا، والصّراط: الإسلام».
واختلف في المراد بالصراط المستقيم إلى أقوال : [نذكر تخريج الحديث إن كان أصلا في توجيه القول وتحرير المسألة، وحبذا بيان صحته من ضعفه]
الأول : القرآن . وهو قول علي بن أبي طالب , وعبد الله بن مسعود .
الثاني : الإسلام . وهو قول ابن عباس , وجابر بن عبد الله , وعبدالله بن مسعود , وابن الحنفية , وزيد بن أسلم .
الثالث : رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه . وهو قول أبو العالية , والحسن .
الرابع : الحق . وهو قول ابن عباس , ومجاهد .
الخامس : ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو قول ابن مسعود .
الدراسة :
اختلف المفسرون في المراد بالصراط المستقيم إلى أقوال عدة وهذه الأقوال متقاربة المعنى , كل منها يؤدي معنى الصراط المستقيم , وقد جمع بين هذه الأقوال ابن كثير فقال : كلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
قول أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجه :
- الترمذي في سننه , وأبو يعلى في مسنده , وابن جرير في تفسيره , وابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير [مرفوعًا، سأبين لك أدناه الفرق بإذن الله], والهمذاني في تفسير مجاهد , وابن حبان في صحيحه , والحاكم في المستدرك , والهيثمي في موارد الظمآن , من طرق عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك .
- البزار في مسنده , وابن جرير في تفسيره من طرق عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس . [مع الانتباه لاختلاف لفظ الرواية
والمهم هنا أنه في مسند البزار قال :(أحسبه يرفعه)
والموقوف هو من قول الصحابي
أما المرفوع أو قول (يرفعه) فالمعنى يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم]

- ابن جرير من طرق عن شعيبٍ، عن أنسٍ .
- ابن جرير عن المثنّى قال: حدّثنا آدم العسقلانيّ قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا أبو إياس، عن أنس .
- ابن جرير عن أحمد بن منصورٍ قال: حدّثنا نعيم بن حمّادٍ قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن ابن جريجٍ، عن الأعمش، عن حبّان بن شعبة، عن أنس .
توجيه القول : هذا القول مبني على حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أنسٍ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أتى بقناعٍ عليه بسر، فقال: ومثل كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ، أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء. تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها فقال: "هي النّخلة" {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ} قال: "هي الحنظل" قال شعيبٌ: فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كنّا نسمع.

واختلف في المراد بــ "كشجرة خبيثة" إلى أقوال :
الأول : الحنظلة . وهو قول أنس بن مالك , ومجاهد .
الثاني : شجرة لم تخلق على الأرض . وهو قول ابن عباس .
الثالث : الكوث . وهو قول الزجاج .
الرابع : الثوم . ذكره ابن عطية ولم يعزه .
الدراسة :
اختلف المفسرون في المراد بالشجرة الخبيثة إلى عدة أقوال , فمنهم من قال الحنظلة , ومنهم من قال شجرة لم تخلق على الأرض , ومنهم من قال الكوث , ومنهم من قال الثوم , والراجح أن المراد هو شجرة الحنظل ؛ وذلك لورود الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث أنس رضي الله عنه.
ورد ابن عطية القولين الثالث والرابع ؛ ذلك لأن هذه النباتات ليست من الشجر ولكنها من النجم ويطلق عليها شجر تجوزا .

[سبق بيان معنى الموقوف والمرفوع
ومن المهم عند التخريج الانتباه لهذا، هل القول من قول الصحابي نفسه أو يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فإن كان يرفعه هل هناك اختلاف في الطرق؟
أعد جمع الطرق عن شعيب بن الحبحاب
ستجد أن عددًا من الرواة رووه عن شعيب عن أنس موقوفًا
وانفرد حماد بن سلمة بروايته عن شعيب عن أنس مرفوعًا، وهنا ينظر المحققون في مخالفة الثقة للحكم على الحديث، وتفصيل ذلك في مصطلح الحديث
وما يهمنا هنا تمييز هذا الأمر عند التخريج لصياغة التخريج صياغة دقيقة
والقول المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
رواه الترمذي والبزار في مسنده وأبو يعلى الموصلي في مسنده وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير - وابن حبان في صحيحه والهيثمي في موارد الظمآن كلهم من طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ بُسْرٌ، فَقَالَ: " {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 25] "، فَقَالَ: " هِيَ النَّخْلَةُ، {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] "، قَالَ: «هِيَ الْحَنْظَلُ»
قال حسين سليم أسد في تحقيق مسند أبي يعلى: إسناده حسن.
ومع الاستعانة بالحديث في التوجيه، نقول أنه من باب ضرب المثال على الشجر الذي يفترش الأرض ولا ساق له
وهو أحد معاني (اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار)، والله أعلم]
]

والله أعلم

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
ويهمنا في هذه التطبيقات التدرب على صياغة التخريج، مع تطبيق قواعد المهارات في التفسير على التطبيقات
وتفصيل أنواع الخلاف في التفسير وخاصة خلاف التنوع ستدرسه بإذن الله في مقدمة التفسير لابن تيمية
وإن اطلعت عليه من الآن يكون فيه فائدة كبيرة لك بإذن الله
التقويم: ب+
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir