دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1443هـ/24-01-2022م, 02:50 AM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
مما قيل في تعريف التقوى: أن يفعل الإنسان من الخير ما يقيه ويحول بينه وبين غضب الله، وهذا أمر قد أمر الله به.
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وقال تعالى : { فاتقوا الله يا أولي الألباب}
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بأنه يحب المتقين، قال تعالى: { والله يحب المتقين}
وقد أخبرنا أنّ للمتقين ثوابٌ عظيم ألا وهو جنات النعيم، قال تعالى: { إنّ للمتقين عند ربهم جنات النعيم}
وهذا كله يدلّ على عظم شأن هذه العبادة وأجرها العظيم وفضلها.
فهذه ثلاثة أمور، أمر الله بها وأخبرنا أنه يحب من اتصف بها وأخبرنا بإثابته جنات النعيم للمتقين، مما يدل على أنها عبادة، وإذا علمنا بأنّ الامر عبادة فإنه عندها يتعين ثلاثة أمور:
- الإخلاص في هذه العبادة.
- اتباع سنة النبي في هذه العبادة.
- عدم صرف هذه العبادة لغير الله.
وفي سورة الطلاق وردت آيات تبين لنا فضل التقوى وآثارها في حياة الإنسان،
قال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
وقال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}
وقال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }
فهذه الآيات تدلّ على فضل التقوى حيثُ أن الله رغَّبَ فيها ورتب عليها أجورا في الدنيا والآخرة من تيسير الأمور وتكفير السيئات وتعظيم الأجور.
أما عن آثارها على الفرد والمجتمع من خلال ما درسنا في سورة الطلاق كثير من الأمور،
منها : أنها تحمل صاحبها على أن يكون أمينا فلا يكذب في عدة ولا طلاق ولا رجعة بل يسلك السبيل الذي شرعه الله في هذه الأمور، قال تعالى: { فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ}
ومنها: أنها تحمل صاحبها على معاملة زوجته التي طلقها بالحسنى فلا يخرجها من منزلها، قال تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}
ومنها: أنها تحمل المطلقة طلاقا رجعيا على ألا تؤذي من معها في المنزل بسوء فتخرج نفسها منه وألا تأتي بالفواحش، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}
ومنها: أنها تحمل صاحبها على الإنفاق على أهل بيته ومن طلقها بما يرضي الله لأن صاحب التقوى يخافُ الله، قال تعالى:{ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا}
ومنها: أنها تحمي الأسرة من التفكك ، فلا يتأذى الأولاد الذين قرر والدهم تطليق والدتهم بانحراف أو تفكك أو مشاكل نفسية إن كان الأب مراعيا لأمر التقوى ومراقبة الله تعالى له ويخاف من عقاب الله،
قال تعالى: { ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يُحدثُ بعد ذلك أمرا} فلعل هذا المسلم الذي طلق بتقواه لربه يحمله دينه وتقواه ورحمته على رد امرأته فلا تتفكك الأسرة.
ومنها: أنّها تذكر الإنسان أنه إن لم يتبع الحق كان مآله مآل من سبقه ممن لم يتقي ربه،
قال تعالى: { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا}

ومنها: أنها خلق يجعل صاحبه إن ذُكّرَ بالله تذكر. قال تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)
رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}


ومنها: تحمل صاحبها على أن ينظر لآخرته ويعمل لها ولا يجعل الدنيا في قلبه لأن عنده هما أعظم، وهو رضى سيده ومولاه ودخول جنات النعيم ،
قال تعالى: {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}

ومنها:تحمل صاحبها على انتظار الفرج من رب العالمين لا ابتغاؤه من الخلق ومسألتهم ، قال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}

ومنها: تجعل صاحبها حريصا على التوكل على الله وحده ، قال تعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} حسبه أي :كافيه، ومن كان الله كافيه تيسرت أموره ولا مطمع لأحد فيه.

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.

ورد في حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات قولان:

القول الأول: وجوب الكفّارة على من حرّم جاريته أو زوجته أو طعامًا أو شرابًا أو ملبسًا أو
شيئًا من المباحات، وهو مذهب الإمام أحمد وطائفةٍ، ذكره ابن كثير والأشقر.

القول الثاني: لا تجب الكفّارة فيما عدا الزّوجة والجارية، إذا حرّم عينيهما أو أطلق التّحريم فيهما في قوله،
فأمّا إن نوى بالتّحريم طلاق الزّوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما، قاله الشافعي، ذكره ابن كثير والأشقر.
ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.


2. حرّر القول في:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.


ورد في المراد بالذكر في قول الله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا} قولان:
القول الأول: القرآن الكريم،ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: الرسول صلى الله عليه وسلم،أي أرسل رسولا بهذا القرآن، ذكره ابن كثير والأشقر.
- وقال ابن جريرٍ: الصّواب أنّ الرّسول ترجمةٌ عن الذّكر، يعني تفسيرًا له ولهذا قال تعالى: {رسولا يتلو عليكم آيات اللّه مبيّناتٍ}، ذكره ابن كثير.

وخلاصة ما ورد في المراد بالذكر في قول الله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا} قولان أولهما أنه القرآن والآخر أنه الرسول صلى الله عليه وسلم،
وصوّب ابن جرير القول بأنه الرسول صلى الله عليه وسلم،وعلى هذا يكون المعنى: أرسل رسولا بهذا القرآن والله أعلم.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.

يخبر الله تعالى عباده بأنه خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن، قال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} مما يدل على أن الأرضين سبع ، ثم يقول سبحانه وتعالى: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}
فبعد أن ذكر الخلق ذكر الأمر وهذا يشمل الأمر الكوني القدري الذي يدبر به الخلق والأمر الشرعي المتمثل في الأحكام الدينية والشرائع، لتعلموا يا عباد الله {أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
لتتعرفوا على ربكم بأسمائه وصفاته وأفعاله وتعلموا أنه على كل شيء قدير وأنه قد أحاط بكل شيء علما، فلا تخفى عليه منكم خافية العليم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وسيجازيكم على أعمالكم.
وهذه آية عظيمة فيها من الفوائد الكثير، ومن تلك الفوائد:
- أنّ السماوات سبع
- أنّ الأرضين سبع.
- ذكر الخلق والأمر وهو الأمر الكوني القدري والأمر الشرعي الديني.
- ذكر المخلوقات العظيمة كالسماء والأرض ينبه الإنسان على عظمة خالقها وينبهه أيضا على أن هذه المخلوقات خلقت لسبب وحكمة.
- موقف المسلم من الأمر الكوني هو معرفة أنه وقع بمشيئة الله ولو كان الذي وقع لا يحبه الله وشاء الله له أن يقع، ولا يُنسب الشر لله.
- موقف المسلم من الأمر الشرعي التزام الدليل والعمل بما أمر الله سبحانه وتعالى به وعبادة الله على بصيرة.
-ضرورة العلم بالله، فقد خلق الله العباد ليعبدوه ولا يمكن لهم أن يعبدوه على بصيرة إلا أن يعرفوه بأسمائه وصفاته وأفعاله.
- من علم أنه خلق لعبادة الله ، فليعلم أنه سيُسأل عن ذلك فليعد للمسألة جوابا.
- علم الله واسع محيط، فلا يظنّ أحدٌ أنه يخفى على الله منه شيء.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الآخرة 1443هـ/31-01-2022م, 10:50 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا المناديلي مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
مما قيل في تعريف التقوى: أن يفعل الإنسان من الخير ما يقيه ويحول بينه وبين غضب الله، وهذا أمر قد أمر الله به.
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وقال تعالى : { فاتقوا الله يا أولي الألباب}
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بأنه يحب المتقين، قال تعالى: { والله يحب المتقين}
وقد أخبرنا أنّ للمتقين ثوابٌ عظيم ألا وهو جنات النعيم، قال تعالى: { إنّ للمتقين عند ربهم جنات النعيم}
وهذا كله يدلّ على عظم شأن هذه العبادة وأجرها العظيم وفضلها.
فهذه ثلاثة أمور، أمر الله بها وأخبرنا أنه يحب من اتصف بها وأخبرنا بإثابته جنات النعيم للمتقين، مما يدل على أنها عبادة، وإذا علمنا بأنّ الامر عبادة فإنه عندها يتعين ثلاثة أمور:
- الإخلاص في هذه العبادة.
- اتباع سنة النبي في هذه العبادة.
- عدم صرف هذه العبادة لغير الله.
وفي سورة الطلاق وردت آيات تبين لنا فضل التقوى وآثارها في حياة الإنسان،
قال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
وقال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}
وقال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }
فهذه الآيات تدلّ على فضل التقوى حيثُ أن الله رغَّبَ فيها ورتب عليها أجورا في الدنيا والآخرة من تيسير الأمور وتكفير السيئات وتعظيم الأجور.
أما عن آثارها على الفرد والمجتمع من خلال ما درسنا في سورة الطلاق كثير من الأمور،
منها : أنها تحمل صاحبها على أن يكون أمينا فلا يكذب في عدة ولا طلاق ولا رجعة بل يسلك السبيل الذي شرعه الله في هذه الأمور، قال تعالى: { فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ}
ومنها: أنها تحمل صاحبها على معاملة زوجته التي طلقها بالحسنى فلا يخرجها من منزلها، قال تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}
ومنها: أنها تحمل المطلقة طلاقا رجعيا على ألا تؤذي من معها في المنزل بسوء فتخرج نفسها منه وألا تأتي بالفواحش، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}
ومنها: أنها تحمل صاحبها على الإنفاق على أهل بيته ومن طلقها بما يرضي الله لأن صاحب التقوى يخافُ الله، قال تعالى:{ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا}
ومنها: أنها تحمي الأسرة من التفكك ، فلا يتأذى الأولاد الذين قرر والدهم تطليق والدتهم بانحراف أو تفكك أو مشاكل نفسية إن كان الأب مراعيا لأمر التقوى ومراقبة الله تعالى له ويخاف من عقاب الله،
قال تعالى: { ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يُحدثُ بعد ذلك أمرا} فلعل هذا المسلم الذي طلق بتقواه لربه يحمله دينه وتقواه ورحمته على رد امرأته فلا تتفكك الأسرة.
ومنها: أنّها تذكر الإنسان أنه إن لم يتبع الحق كان مآله مآل من سبقه ممن لم يتقي ربه،
قال تعالى: { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا}

ومنها: أنها خلق يجعل صاحبه إن ذُكّرَ بالله تذكر. قال تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)
رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}


ومنها: تحمل صاحبها على أن ينظر لآخرته ويعمل لها ولا يجعل الدنيا في قلبه لأن عنده هما أعظم، وهو رضى سيده ومولاه ودخول جنات النعيم ،
قال تعالى: {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}

ومنها:تحمل صاحبها على انتظار الفرج من رب العالمين لا ابتغاؤه من الخلق ومسألتهم ، قال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}

ومنها: تجعل صاحبها حريصا على التوكل على الله وحده ، قال تعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} حسبه أي :كافيه، ومن كان الله كافيه تيسرت أموره ولا مطمع لأحد فيه.

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.

ورد في حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات قولان:

القول الأول: وجوب الكفّارة على من حرّم جاريته أو زوجته أو طعامًا أو شرابًا أو ملبسًا أو
شيئًا من المباحات، وهو مذهب الإمام أحمد وطائفةٍ، ذكره ابن كثير والأشقر.

القول الثاني: لا تجب الكفّارة فيما عدا الزّوجة والجارية، إذا حرّم عينيهما أو أطلق التّحريم فيهما في قوله،
فأمّا إن نوى بالتّحريم طلاق الزّوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما، قاله الشافعي، ذكره ابن كثير والأشقر.
ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.

؟؟؟؟
2. حرّر القول في:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.


ورد في المراد بالذكر في قول الله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا} قولان:
القول الأول: القرآن الكريم،ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: الرسول صلى الله عليه وسلم،أي أرسل رسولا بهذا القرآن، ذكره ابن كثير والأشقر.
- وقال ابن جريرٍ: الصّواب أنّ الرّسول ترجمةٌ عن الذّكر، يعني تفسيرًا له ولهذا قال تعالى: {رسولا يتلو عليكم آيات اللّه مبيّناتٍ}، ذكره ابن كثير.

وخلاصة ما ورد في المراد بالذكر في قول الله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا} قولان أولهما أنه القرآن والآخر أنه الرسول صلى الله عليه وسلم،
وصوّب ابن جرير القول بأنه الرسول صلى الله عليه وسلم،وعلى هذا يكون المعنى: أرسل رسولا بهذا القرآن والله أعلم.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.

يخبر الله تعالى عباده بأنه خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن، قال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} مما يدل على أن الأرضين سبع ، ثم يقول سبحانه وتعالى: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}
فبعد أن ذكر الخلق ذكر الأمر وهذا يشمل الأمر الكوني القدري الذي يدبر به الخلق والأمر الشرعي المتمثل في الأحكام الدينية والشرائع، لتعلموا يا عباد الله {أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
لتتعرفوا على ربكم بأسمائه وصفاته وأفعاله وتعلموا أنه على كل شيء قدير وأنه قد أحاط بكل شيء علما، فلا تخفى عليه منكم خافية العليم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وسيجازيكم على أعمالكم.
وهذه آية عظيمة فيها من الفوائد الكثير، ومن تلك الفوائد:
- أنّ السماوات سبع
- أنّ الأرضين سبع.
- ذكر الخلق والأمر وهو الأمر الكوني القدري والأمر الشرعي الديني.
- ذكر المخلوقات العظيمة كالسماء والأرض ينبه الإنسان على عظمة خالقها وينبهه أيضا على أن هذه المخلوقات خلقت لسبب وحكمة.
- موقف المسلم من الأمر الكوني هو معرفة أنه وقع بمشيئة الله ولو كان الذي وقع لا يحبه الله وشاء الله له أن يقع، ولا يُنسب الشر لله.
- موقف المسلم من الأمر الشرعي التزام الدليل والعمل بما أمر الله سبحانه وتعالى به وعبادة الله على بصيرة.
-ضرورة العلم بالله، فقد خلق الله العباد ليعبدوه ولا يمكن لهم أن يعبدوه على بصيرة إلا أن يعرفوه بأسمائه وصفاته وأفعاله.
- من علم أنه خلق لعبادة الله ، فليعلم أنه سيُسأل عن ذلك فليعد للمسألة جوابا.
- علم الله واسع محيط، فلا يظنّ أحدٌ أنه يخفى على الله منه شيء.
زادك الله علما ونفع بك.
الدرجة:ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir