دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 رمضان 1442هـ/20-04-2021م, 11:27 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من دورة أعلام سير المفسرين

مجلس القسم الرابع من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 رمضان 1442هـ/23-04-2021م, 01:52 AM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته , والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.

أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي (ت:104هـ)
اسمه : عامر بن شراحيل الشعبي .
كنيته : أبو عمرو .
مولده : ولد عام فتح جلولا .
أهم ما ورد في سيرته :
كان الإمام الشعبي رحمه الله من علماء الأمة , وكان فقيها محدثا , وكان قاضيا , وكان رأس العلم في زمانه , فقد كانت نشأته نشأة حسنة , وقد كان ذكيا فطنا حافظا , تلقى العلم عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , وفي هذا شرف عظيم له أن يتلقى العلم من الصحابة .
وقد كانت عنده همة عالية في طلب العلم ؛ إذ كان يطوف بالبلدان خلف الصحابة كي يتلقى منهم العلم , ويتعرف على أخبارهم وسيرهم , وحفظ مروياتهم , وفي هذا إشارة لطالب العلم أن يجد ويجتهد في طلب العلم ولا يركن إلى الدعة والكسل بل عليه أن يسعى لطلب العلم من أهله في كل مكان قد استطاعته .
وقد كان رحمه الله شديد الحفظ , فمن شدة حفظه أنه كان يقول : (ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي) , وقد كان يحدث بالمغازي حتى قيل : " لكأن هذا الفتى شهد معنا " .
ولما كان رحمه الله غزير العلم شديد الحفظ , عالما بمسائل الإجماع والخلاف ؛ تولى القضاء بالكوفة .
وقد أثنى عليه علماء زمانه فمما قالوا فيه : قال مكحول: (ما رأيت أفقه منه).
وقال سفيان بن عيينة: (كان في الناس ثلاثة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه).
وغير ذلك من الثناءات عليه رحمه الله .
وقد كان رحمه الله إذا سئل عن مسألة وهو لا يعرفها قال : لا أدري , ولا يجد في ذلك أي غضاضة , مع علمه الغزير وحفظه المتين , وفي هذا إشارة أيضا لطلاب العلم وغيرهم أن لا يتكبروا عن قول لا أدري , فالعلماء الكبار الذين يفوقونك علما وفهما وحفظا كانوا لا يجدون أي غضاضة في قول : لا ادري للشيء الذي لا يعلمونه , فالعلم بحر لا شاطئ له , فاليكن طالب العلم متواضعا غير متكبرا عن قول لا أدري .
وقد كان رحمه الله حسن المنطق , وصاحب حجة حاضرة , وذو بصيرة ومعرفة , حتى أنه كان ينتدب من الأمراء في الأشياء المهمة , وكيف لا يكون كذلك وقد طلب العلم على أيدي الصحابة رضوان الله عليهم .
ومع ما كان عليه من العلم كان رحمه الله صاحب دعابة , وله طرائف , فلم يمنعه العلم من أن يكون متبسطا مرحا في بعض الأوقات التي تتطلب ذلك .
وقد خرج رحمه الله في فتنة ابن الأشعث مع القراء على الحجاج , ثم رجع بعد ذلك إلى الحجاج واعتذر له وقبل اعتذاره .
مات فجأة سنة 104هـ.

من الفوائد المستفادة من سيرته رحمه الله :
1 – الرحلة في طلب العلم .
2 – الصبر على طلب العلم والاجتهاد فيه .
3 – أخذ العلم عن أهله .
4 – عدم التكبر في العلم وأن أقول لما لا أعرف : لا أدري .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 رمضان 1442هـ/27-04-2021م, 02:24 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته , والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.
أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي (ت:104هـ)
اسمه : عامر بن شراحيل الشعبي .
كنيته : أبو عمرو .
مولده : ولد عام فتح جلولا .
أهم ما ورد في سيرته :
كان الإمام الشعبي رحمه الله من علماء الأمة , وكان فقيها محدثا , وكان قاضيا , وكان رأس العلم في زمانه , فقد كانت نشأته نشأة حسنة , وقد كان ذكيا فطنا حافظا , تلقى العلم عن اصحاب [أًصحاب] النبي صلى الله عليه وسلم , وفي هذا شرف عظيم له أن يتلقى العلم من الصحابة .
وقد كانت عنده همة عالية في طلب العلم ؛ إذ كان يطوف بالبلدان خلف الصحابة كي يتلقى منهم العلم , ويتعرف على أخبارهم وسيرهم , وحفظ مروياتهم , وفي هذا إشارة لطالب العلم أن يجد ويجتهد في طلب العلم ولا يركن إلى الدعة والكسل بل عليه أن يسعى لطلب العلم من أهله في كل مكان قد استطاعته . [لعلك تقصد (استطاعه) أو استطاعته قدماه]
وقد كان رحمه الله شديد الحفظ , فمن شدة حفظه أنه كان يقول : (ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي) , وقد كان يحدث بالمغازي حتى قيل : " لكأن هذا الفتى شهد معنا " .
ولما كان رحمه الله غزير العلم شديد الحفظ , عالما بمسائل الإجماع والخلاف ؛ تولى القضاء بالكوفة .
وقد أثنى عليه علماء زمانه فمما قالوا فيه : قال مكحول: (ما رأيت أفقه منه).
وقال سفيان بن عيينة: (كان في الناس ثلاثة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه).
وغير ذلك من الثناءات عليه رحمه الله .
وقد كان رحمه الله إذا سئل عن مسألة وهو لا يعرفها قال : لا أدري , ولا يجد في ذلك أي غضاضة , مع علمه الغزير وحفظه المتين , وفي هذا إشارة أيضا لطلاب العلم وغيرهم أن لا يتكبروا عن قول لا أدري , فالعلماء الكبار الذين يفوقونك علما وفهما وحفظا كانوا لا يجدون أي غضاضة في قول : لا ادري للشيء الذي لا يعلمونه , فالعلم بحر لا شاطئ له , فاليكن [فليكن] طالب العلم متواضعا غير متكبرا [متكبرٍ] عن قول لا أدري .
وقد كان رحمه الله حسن المنطق , وصاحب حجة حاضرة , وذو بصيرة ومعرفة , حتى أنه كان ينتدب من الأمراء في الأشياء المهمة , وكيف لا يكون كذلك وقد طلب العلم على أيدي الصحابة رضوان الله عليهم .
ومع ما كان عليه من العلم كان رحمه الله صاحب دعابة , وله طرائف , فلم يمنعه العلم من أن يكون متبسطا مرحا في بعض الأوقات التي تتطلب ذلك .
وقد خرج رحمه الله في فتنة ابن الأشعث مع القراء على الحجاج , ثم رجع بعد ذلك إلى الحجاج واعتذر له وقبل اعتذاره .
مات فجأة سنة 104هـ.

من الفوائد المستفادة من سيرته رحمه الله :
1 – الرحلة في طلب العلم .
2 – الصبر على طلب العلم والاجتهاد فيه .
3 – أخذ العلم عن أهله .
4 – عدم التكبر في العلم وأن أقول لما لا أعرف : لا أدري .

والله أعلم
أحسنت، بارك الله فيك
عزو الآثار مهم، ولو في حاشية رسالتك.
التقويم: أ
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 شوال 1442هـ/20-05-2021م, 01:43 AM
أمل حلمي أمل حلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 253
افتراضي

أبي حمزة محمد بن كعب القرظي

هو الإمام المفسر هو محمد بن كعب بن حبان بن سليم بن أسد القرظي، من ذرية هارون بن عمران
وُلد فيخلافة علي بن أبي طالب سنة 40 من الهجرة، وكان أبوه من بني قريظة وقد تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن وصل سن البلوغ.

وقد كان عالمًا بالتفسير بارعًا في تدبر القرآن وكان له حظ كبير من الفهم والاستنباط واستخراج الحجج وعجائب التفسير من القرآن
وقد كان عون بن عبد الله يقول: (ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي)
ومن أمثلة ذلك:
1- قال أبو صخر حُميد بن زياد: قلت لمحمد بن كعب القرظي يوما: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من رأيهم؟ وإنما أريد الفتن.
فقال: (إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم).
قلت: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه.
فقال: (سبحان الله ألا تقرأ قوله: {والسابقون الأولون ...} إلى آخر الآية؛ فأوجب الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشرطه عليهم).
قلت: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بأعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك).
قال أبو صخر: (فو الله لكأني لم أقرأها قط، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعب). رواه ابن عساكر.
2- (إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل، وذلك أن الله يقول، حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم، قال: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} يقول: بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، يقول: بابن وابن ابن، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود ما وعده الله، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل). رواه ابن جرير.

وقد رُوي في فضل محمد بن كعب القرظي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت ولكنه ورد من أكثر من طريق مثل عن موسى بن عقبة، قال: بلغني أن رسول الله عليه السلام قال: (يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله. قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب القرظي).
وهذا مرسل، وعبد الله والد مصعب ضعّفه يحيى بن معين.

وقد كان رحمه الله عابدًا كثير العبادة زاهدًا ورعًا وقد قالت له أمه:
يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً، لظننت أنّك أذنبت ذنبا موبقا؛ لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: (يا أمَّاه! وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع عليَّ وأنا في بعض ذنوبي؛ فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك.
مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي)
وقد عرض عليه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن يستعين به فرفض وقال: إني لأقوم في الصف بين الغني والفقير؛ فأتحامل على الفقير للغني؛ فكيف تستعين بي؟ ولكن سأرشدك، أسرع الاستماع وأبطئ في التصديق حتى يأتيك واضح البرهان). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

وقد رُوي عنه في التفسير روايات كثيرة مثل:
عن محمد بن كعب، في قوله: {خافضة رافعة}، قال: «تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع فيها رجالا كانوا فيها مخفوضين» رواه المعافى بن عمران في الزهد، وأبو الشيخ في العظمة.
- وقال محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقلت له: هي الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر.
فقال: وما الطمسة؟
فقلت: دعا موسى وأمَّن هارون، فقال: {قد أجيبت دعوتكما}.
وقال عمر: كيف يكون الفقه إلا هكذا؛ فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر مُسِخَت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر).رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

وقد تُوفي هو وأصحابه في المسجد حيث سقط عليهم الحائط، واختلف العلماء في سنة موته وقيل توفي سنة 108 وقيل 117 وقيل 118 وغيرها.
وقد روى عنه رواة كثيرون يصل عددهم إلى خمسين راويًا.

الفوائد المستفادة من سيرته:
1- من أراد الله به خيرا رزقه الفقه والعلم بكتابه.
2- عدم طلب الدنيا والمناصب وإيثار الآخرة.
3- الهمة في طلب العلم.
4- كثرة التأمل في كتاب الله يفتح الله له من أسرار هذا الكتاب العظيم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 شوال 1442هـ/5-06-2021م, 05:19 PM
مريم البلوشي مريم البلوشي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 343
افتراضي

ا

الحسن البصري

سمه الحسن بن أبي الحسن البصري، العالم العابد الزاهد الجليل، الإمام الفقيه المشهور، أحد التابعين الكبار الإجلاء علماً وعملاً وإخلاصاً، إمام أهل البصرة صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولد الحسن بالمدينة عام 21هـ قبل موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعامين، : كانت أوّل نشأته في بيت أمّ المؤمنين أمّ سلمة رضي الله عنها، وكانت أمّه مولاة لها.وأتي به إلي عمر بن الخطاب فدعا له (كانت تخرجه إِلَى أصحاب النبي صلى الله عليه وهو صغير وكانت منقطعة إليها، فكانوا يدعون له فأخرجته إِلَى عُمَر بْن الخطاب، فدعا له، وقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إِلَى الناس). رواهما وكيع في أخبار القضاة. و قد كانت أمه ربما غابت فيبكي الصبي فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فدر عليها ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.

طلب العلم منذ صغره فقد سمع عن جماعة من أصحاب النبي منهم عثمان بن عفان، وجمع القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، ثم لم يخرج من سورة إلى غيرها حتى يعرف تأويلها ، وفيما أنزلت قرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي كان من سادات التابعين وأفتى في زمن الصحابة، بالغ الفصاحة وبليغ المواعظ كثير العلم بالقرآن ومعانيه . قد حظية بثناء الصحابة و التابعين في جلالة قدره و علمه و فضله .
-قال الذهبي: (مناقبه كثيرة ومحاسنه غزيرة، كان رأسا في العلم والحديث، إماما مجتهدا كثير الاطلاع، رأسا في القرآن وتفسيره، رأسا في الوعظ والتذكير، رأسا في الحلم والعبادة، رأسا في الزهد والصدق، رأسا في الفصاحة والبلاغة، رأسا في الأيد والشجاعة).
-فقد قال مورّق العجلى: قال لى أبو قتادة العدوي: (يا مورّق الزم هذا الشيخ - يعني الحسن بن أبي الحسن - فخذ منه ! فإنى والله! ما رأيت رجلاً قطّ أشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه).
-وقال سلام بن مسكين: سمعت قتادة يقول: «كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام»

فقد عرف الإمام الحسن البصري بزهده و ورعه وكان هذا واضحا في ما نقل عنه فقد قال صلت بْن مسعود عن خالد بْن صفوان، وسألوه عَن الْحَسَنِ؛ قال: أنا أهل خبرة به؛ كانت داره ملعبي صغيراً ومجلسي كبيراً؛ قالوا: فما عندك فِيْهِ؟
قال: (كان آخذَ الناس بما أمر به، وما رأيته يزاحم على شيء من الدنيا قط). وقال حفص بن غياث، عن أشعث بن سوار قال: «كنا إذا دخلنا على الحسن خرجنا ولا نعدّ الدنيا شيئا» رواه أبو نعيم في الحلية.

و عن موقفه من فتنة ابن الأشعث نقل عن سليمان بن علي الربعي قال لما كانت الفتنة فتنة بن الأشعث إذ قاتل الحجاج بن يوسف انطلق البعض فدخلوا على الحسن فقالوا يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل قال وذكروا من فعل الحجاج قال فقال الحسن أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين قال فخرجوا من عنده وهم يقول نطيع هذا العلج قال وهم قوم عرب قال وخرجوا مع بن الأشعث قال فقتلوا جميعا.

و كان رحمه الله كثير التحذير من أهل الأهواء فقد قال «لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم» رواه ابن سعد. و تميز بفصاحته و حكمته التي حباه الله بها و هذه شهادة من الشافعي فيه : لو أشاء أقول إن القرآن نزل بلغة الحسن لقلت لفصاحته).
و نذكر بعض من أقواله التى كانت بمثابة مواعظ ووصايا يسترشد بها الأخرين و يسيرون على خطاها :
- «أعزَّ أمرَ الله يعزَّك الله».
- «الرجاء والخوف مطيتا المؤمن»
- (أحبوا هونا، وأبغضوا هونا؛ فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا، لا تفرط في حبّ، ولا تفرط في بغض ).

من مروياته في التفسير :
-قال مهدي بن ميمون، عن الحسن بن أبي الحسن، {إن الإنسان لربه لكنود} قال:(يعدد المصائب، وينسى النعم). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
-وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا أبو بشر الحلبي، عن الحسن قال: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الأعمال، من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله، ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل، ذلك بأن الله تعالى قال: {إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه}). رواه البيهقي في شعب الإيمان

و قد توفية شهر رجب سنة عشر ومائة وهو ابن تسع وثمانين سنة). قاله ابن حبان

من الفوائد المستفادة من سيرته رحمه الله :
- الزهد بالدنيا و جعل الدنيا مطية للأخرة .
- ابتغاء ما عند الله و الإخلاص له في القول و العمل .
- تدبر القرآن و التأثر عند تلاوته .
- الطلب من الصالحين الدعاء .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 شوال 1442هـ/7-06-2021م, 09:00 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم البلوشي مشاهدة المشاركة
ا
الحسن البصري

سمه الحسن بن أبي الحسن البصري، العالم العابد الزاهد الجليل، الإمام الفقيه المشهور، أحد التابعين الكبار الإجلاء علماً وعملاً وإخلاصاً، إمام أهل البصرة صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولد الحسن بالمدينة عام 21هـ قبل موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعامين، : كانت أوّل نشأته في بيت أمّ المؤمنين أمّ سلمة رضي الله عنها، وكانت أمّه مولاة لها.وأتي به إلي عمر بن الخطاب فدعا له (كانت تخرجه [ليس بواضح هنا مرجع الضمير فيحسن التقديم للأثر، أو تأخير، عبارة وأتي به إلى عمر رضي الله عنه وهي في الأثر فلا حاجة لتكرارها] إِلَى أصحاب النبي صلى الله عليه وهو صغير وكانت منقطعة إليها، فكانوا يدعون له فأخرجته إِلَى عُمَر بْن الخطاب، فدعا له، وقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إِلَى الناس). رواهما وكيع في أخبار القضاة. و قد كانت أمه ربما غابت فيبكي الصبي فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فدر عليها ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.

طلب العلم منذ صغره فقد سمع عن جماعة من أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم] منهم عثمان بن عفان[رضي الله عنه] ، وجمع القرآن وهو ابن اثنتي [أربع] عشرة سنة ، ثم لم يخرج من سورة إلى غيرها حتى يعرف تأويلها ، وفيما أنزلت قرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي كان من سادات التابعين وأفتى في زمن الصحابة، بالغ الفصاحة وبليغ المواعظ كثير العلم بالقرآن ومعانيه . قد حظية بثناء الصحابة و التابعين في جلالة قدره و علمه و فضله .
-قال الذهبي: (مناقبه كثيرة ومحاسنه غزيرة، كان رأسا في العلم والحديث، إماما مجتهدا كثير الاطلاع، رأسا في القرآن وتفسيره، رأسا في الوعظ والتذكير، رأسا في الحلم والعبادة، رأسا في الزهد والصدق، رأسا في الفصاحة والبلاغة، رأسا في الأيد والشجاعة).
-فقد قال مورّق العجلى: قال لى أبو قتادة العدوي: (يا مورّق الزم هذا الشيخ - يعني الحسن بن أبي الحسن - فخذ منه ! فإنى والله! ما رأيت رجلاً قطّ أشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه).
-وقال سلام بن مسكين: سمعت قتادة يقول: «كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام»

فقد عرف الإمام الحسن البصري بزهده و ورعه وكان هذا واضحا في ما نقل عنه فقد قال صلت بْن مسعود عن خالد بْن صفوان، وسألوه عَن الْحَسَنِ؛ قال: أنا أهل خبرة به؛ كانت داره ملعبي صغيراً ومجلسي كبيراً؛ قالوا: فما عندك فِيْهِ؟
قال: (كان آخذَ الناس بما أمر به، وما رأيته يزاحم على شيء من الدنيا قط). وقال حفص بن غياث، عن أشعث بن سوار قال: «كنا إذا دخلنا على الحسن خرجنا ولا نعدّ الدنيا شيئا» رواه أبو نعيم في الحلية.

و عن موقفه من فتنة ابن الأشعث نقل عن سليمان بن علي الربعي قال لما كانت الفتنة فتنة بن الأشعث إذ قاتل الحجاج بن يوسف انطلق البعض فدخلوا على الحسن فقالوا يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل قال وذكروا من فعل الحجاج قال فقال الحسن أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين قال فخرجوا من عنده وهم يقول نطيع هذا العلج قال وهم قوم عرب قال وخرجوا مع بن الأشعث قال فقتلوا جميعا.

و كان رحمه الله كثير التحذير من أهل الأهواء فقد قال «لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم» رواه ابن سعد. و تميز بفصاحته و حكمته التي حباه الله بها و هذه شهادة من الشافعي فيه : لو أشاء أقول إن القرآن نزل بلغة الحسن لقلت لفصاحته).
و نذكر بعض من أقواله التى كانت بمثابة مواعظ ووصايا يسترشد بها الأخرين و يسيرون على خطاها :
- «أعزَّ أمرَ الله يعزَّك الله».
- «الرجاء والخوف مطيتا المؤمن»
- (أحبوا هونا، وأبغضوا هونا؛ فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا، لا تفرط في حبّ، ولا تفرط في بغض ).

من مروياته في التفسير :
-قال مهدي بن ميمون، عن الحسن بن أبي الحسن، {إن الإنسان لربه لكنود} قال:(يعدد المصائب، وينسى النعم). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
-وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا أبو بشر الحلبي، عن الحسن قال: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الأعمال، من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله، ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل، ذلك بأن الله تعالى قال: {إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه}). رواه البيهقي في شعب الإيمان

و قد توفية شهر رجب سنة عشر ومائة وهو ابن تسع وثمانين سنة). قاله ابن حبان

من الفوائد المستفادة من سيرته رحمه الله :
- الزهد بالدنيا و جعل الدنيا مطية للأخرة .
- ابتغاء ما عند الله و الإخلاص له في القول و العمل .
- تدبر القرآن و التأثر عند تلاوته .
- الطلب من الصالحين الدعاء .
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
لأن سيرة الحسن البصري رحمه الله طويلة والمعلومات التى وصلت لنا عنه كثيرة وربما يصعب حصرها في رسالة واحدة
فيمكنكِ اختيار محور واحد من سيرته والتركيز عليه مع الإشارة إلى باقي المحاور إشارة سريعة
ويكون ذلك بتحديد هدف معين من الرسالة، ما الذي تريدين إيصاله للقارئ؟
هل تريدين حثهم على الزهد أو طلب العلم والحرص عليه أو الثبات وقت الفتن ....
فإذا حددت هدفًا يكون محورًا رسالتك، يكون ذلك أقرب بإذن الله في التأثير.
ونهدف من التدرب على هذه الرسائل - مع معرفة سيرة المفسر ومرتبته، وتكوين ملكة في الإنشاء والكتابة - أن تستعملوها في الدعوة إلى الله عز وجل.
التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 شوال 1442هـ/7-06-2021م, 09:24 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل حلمي مشاهدة المشاركة
أبي حمزة محمد بن كعب القرظي

هو الإمام المفسر هو محمد بن كعب بن حبان بن سليم بن أسد القرظي، من ذرية هارون بن عمران
وُلد فيخلافة علي بن أبي طالب سنة 40 من الهجرة، وكان أبوه من بني قريظة وقد تركه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن وصل سن البلوغ.

وقد كان عالمًا بالتفسير بارعًا في تدبر القرآن وكان له حظ كبير من الفهم والاستنباط واستخراج الحجج وعجائب التفسير من القرآن
وقد كان عون بن عبد الله يقول: (ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي)
ومن أمثلة ذلك:
1- قال أبو صخر حُميد بن زياد: قلت لمحمد بن كعب القرظي يوما: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من رأيهم؟ وإنما أريد الفتن.
فقال: (إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم).
قلت: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه.
فقال: (سبحان الله ألا تقرأ قوله: {والسابقون الأولون ...} إلى آخر الآية؛ فأوجب الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشرطه عليهم).
قلت: وما اشترط عليهم؟
قال: (اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بأعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك).
قال أبو صخر: (فو الله لكأني لم أقرأها قط، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعب). رواه ابن عساكر.
2- (إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه إسماعيل، وذلك أن الله يقول، حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم، قال: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} يقول: بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، يقول: بابن وابن ابن، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود ما وعده الله، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل). رواه ابن جرير.

وقد رُوي في فضل محمد بن كعب القرظي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت ولكنه ورد من أكثر من طريق مثل عن موسى بن عقبة، قال: بلغني أن رسول الله عليه السلام قال: (يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله. قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب القرظي).
وهذا مرسل، وعبد الله والد مصعب ضعّفه يحيى بن معين.

وقد كان رحمه الله عابدًا كثير العبادة زاهدًا ورعًا وقد قالت له أمه:
يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً، لظننت أنّك أذنبت ذنبا موبقا؛ لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: (يا أمَّاه! وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع عليَّ وأنا في بعض ذنوبي؛ فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك.
مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي) [العزو؟]
وقد عرض عليه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن يستعين به فرفض وقال: إني لأقوم في الصف بين الغني والفقير؛ فأتحامل على الفقير للغني؛ فكيف تستعين بي؟ ولكن سأرشدك، أسرع الاستماع وأبطئ في التصديق حتى يأتيك واضح البرهان). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

وقد رُوي عنه في التفسير روايات كثيرة مثل:
عن محمد بن كعب، في قوله: {خافضة رافعة}، قال: «تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع فيها رجالا كانوا فيها مخفوضين» رواه المعافى بن عمران في الزهد، وأبو الشيخ في العظمة.
- وقال محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقلت له: هي الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر.
فقال: وما الطمسة؟
فقلت: دعا موسى وأمَّن هارون، فقال: {قد أجيبت دعوتكما}.
وقال عمر: كيف يكون الفقه إلا هكذا؛ فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطة كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة والبيضة والعدسة ما تنكر مُسِخَت حجارة كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر).رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

وقد تُوفي هو وأصحابه في المسجد حيث سقط عليهم الحائط، واختلف العلماء في سنة موته وقيل توفي سنة 108 وقيل 117 وقيل 118 وغيرها.
وقد روى عنه رواة كثيرون يصل عددهم إلى خمسين راويًا.

الفوائد المستفادة من سيرته:
1- من أراد الله به خيرا رزقه الفقه والعلم بكتابه.
2- عدم طلب الدنيا والمناصب وإيثار الآخرة.
3- الهمة في طلب العلم.
4- كثرة التأمل في كتاب الله يفتح الله له من أسرار هذا الكتاب العظيم.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
وأوصيكِ بما أوصيت به الأخت مريم البلوشي
وتطبيقًا على سيرة محمد بن كعب القرظي
يمكن أن يكون محور رسالتك خشيته وورعه
وتنطلقين من الأثر الذي فيه قول أمه له: (يا بني! لولا أني أعرفك صغيراً طيباً، وكبيراً طيّباً ...)
ثم تذكرين فهمه للقرآن؛ فلعل نعمة فهمه للقرآن من آثار هذه الخشية، وقد قال تعالى: {إلا تذكرة لمن يخشى}
والعلم عند الله.

التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 ذو القعدة 1442هـ/17-06-2021م, 04:44 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

قتادة بن دعامة السدوسي ( أبو الخطّاب )
هو الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، يبلغ نسبه إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ولد سنة ستين للهجرة في العام الذي ولد فيه الإمام الأعمش رحمهما الله ، وكان أكمه لا يبصر.
نشأ في البصرة وكان حريصا على طلب العلم والتعلم مدة حياته كلها ، قال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
فجالس الصحابي الجليل أنس بن مالك، وحفظ عنه حديثا كثيراً ، ثم جالس الحسن البصري مدة طويلة ولزمه قال معمر بن راشد: قال قتادة: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين). ؛ فتفقه على يديه وانتفع بمجالسه ومواعظه ، وحفظ عنه حديثا كثيرا ووعى عنه مسائل كثيرة .ثم ارتحل إلى المدينة فلزم سعيد بن المسيب يسأله عما يُشكل عليه فيحفظ إجابته ويعيها،وقال سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله قال: لما قدم قتادة على سعيد بن المسيب، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا. جعل يسائله أياماً وأكثر؛ فقال له سعيد: أكلَّ ما سألتني عنه تحفظه؟
قال: نعم
قال: حتى ردَّ عليه حديثا كثيراً.
قال: يقول سعيد: (ما كنت أظنّ أن الله خلق مثلك!!) .
وفي مكة سمع صحيفة جابر بن عبدالله رضي الله عنه مرة واحدة فحفظها وحدّث بها .
فقد كان آية في الحفظ والضبط لا يكاد ينسى ما سمعه على كثرة سماعه في علوم كثيرة ، قال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». رواه أبو نعيم في الحلية. وقال بكر بن عبد الله المزني: (من سرَّه أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
وبسبب هذا الحرص على طلب العلم مع هذه المَلَكة القوية في الحفظ بعد توفيق الله كان قتادة مبرزا في علوم عدة ، حافظا للأحاديث والآثار ، مفسراً فقيهاً عالماً بالعربية والأنساب والتاريخ .
ومع هذا العلم الذي جمعه لا يتكلم في العلم برأيه رحمه الله ، قال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). رواه ابن سعد والفسوي وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
- قال معمر: سمعت قتادة يقول: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال سفيان بن عيينة: كان معمر يقول: « لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه).
وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها،
حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ورجل قامة في العلم كقتادة لا بد أن تكون لها وصايا نافعة ، ومما اشتهر من أقواله ووصاياه :
- قال أبو هلال الراسبي: سمعت قتادة يقول: «الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال ضرار بن عمرو، عن قتادة قال: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال همام، عن قتادة قال: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
توفي أبو الخطاب رحمه الله بالطاعون في واسط سنة سبع عشرة ومائة وهو قول أكثر العلماء ، وقيل سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ست أو سبع وخمسين قال ابن أبي حاتم: (توفى بواسط في الطاعون، وهو ابن ست أو سبع وخمسين، بعد موت الحسن بسبع سنين).

ويستفاد من سيرته رحمه الله الكثير ، ومنها :
الإعاقة البدنية لا تعيق صاحب الهمة عن الإنجاز والتميّز .
من صبر في طلب العلم وكابد المصاعب يصبح له شأن بين أقرانه وفي مجتمعه .
الورع عن القول في العلم بالرأي المجرد .
التواضع للعلم والعلماء يرفع المنزلة .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 ذو القعدة 1442هـ/21-06-2021م, 12:14 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
قتادة بن دعامة السدوسي ( أبو الخطّاب )
هو الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، يبلغ نسبه إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
ولد سنة ستين للهجرة في العام الذي ولد فيه الإمام الأعمش رحمهما الله ، وكان أكمه لا يبصر.
نشأ في البصرة وكان حريصا على طلب العلم والتعلم مدة حياته كلها ، قال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
فجالس الصحابي الجليل أنس بن مالك، وحفظ عنه حديثا كثيراً ، ثم جالس الحسن البصري مدة طويلة ولزمه قال معمر بن راشد: قال قتادة: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين). ؛ فتفقه على يديه وانتفع بمجالسه ومواعظه ، وحفظ عنه حديثا كثيرا ووعى عنه مسائل كثيرة .ثم ارتحل إلى المدينة فلزم سعيد بن المسيب يسأله عما يُشكل عليه فيحفظ إجابته ويعيها،وقال سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله قال: لما قدم قتادة على سعيد بن المسيب، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا. جعل يسائله أياماً وأكثر؛ فقال له سعيد: أكلَّ ما سألتني عنه تحفظه؟
قال: نعم
قال: حتى ردَّ عليه حديثا كثيراً.
قال: يقول سعيد: (ما كنت أظنّ أن الله خلق مثلك!!) .
وفي مكة سمع صحيفة جابر بن عبدالله رضي الله عنه مرة واحدة فحفظها وحدّث بها .
فقد كان آية في الحفظ والضبط لا يكاد ينسى ما سمعه على كثرة سماعه في علوم كثيرة ، قال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». رواه أبو نعيم في الحلية. وقال بكر بن عبد الله المزني: (من سرَّه أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
وبسبب هذا الحرص على طلب العلم مع هذه المَلَكة القوية في الحفظ بعد توفيق الله كان قتادة مبرزا في علوم عدة ، حافظا للأحاديث والآثار ، مفسراً فقيهاً عالماً بالعربية والأنساب والتاريخ .
ومع هذا العلم الذي جمعه لا يتكلم في العلم برأيه رحمه الله ، قال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). رواه ابن سعد والفسوي وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
- قال معمر: سمعت قتادة يقول: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال سفيان بن عيينة: كان معمر يقول: « لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه).
وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها،
حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ورجل قامة في العلم كقتادة لا بد أن تكون لها [له] وصايا نافعة ، ومما اشتهر من أقواله ووصاياه :
- قال أبو هلال الراسبي: سمعت قتادة يقول: «الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال ضرار بن عمرو، عن قتادة قال: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال همام، عن قتادة قال: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق». رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها). رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
توفي أبو الخطاب رحمه الله بالطاعون في واسط سنة سبع عشرة ومائة وهو قول أكثر العلماء ، وقيل سنة ثماني عشرة ومائة ، وهو ابن ست أو سبع وخمسين قال ابن أبي حاتم: (توفى بواسط في الطاعون، وهو ابن ست أو سبع وخمسين، بعد موت الحسن بسبع سنين).

ويستفاد من سيرته رحمه الله الكثير ، ومنها :
الإعاقة البدنية لا تعيق صاحب الهمة عن الإنجاز والتميّز .
من صبر في طلب العلم وكابد المصاعب يصبح له شأن بين أقرانه وفي مجتمعه .
الورع عن القول في العلم بالرأي المجرد .
التواضع للعلم والعلماء يرفع المنزلة .

التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 ذو القعدة 1442هـ/8-07-2021م, 02:42 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

مجاهد بن جبر
مقدمة:
التابعي وهو: كل من رأى الصحابي مؤمناً بالنبي ، وتابع التابعين هو: من رأى التابعي مؤمناً بالنبي صلى الله عليه وسلم

فالتابعون هم أفضل الخلق بعد النبيين والصحابة ,وقد أثنى الله عليهم في كتابه الكريم فقال:
-قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]
-وقال:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة:3]
-وقال:{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} [الحشر:10]
وفي السنة:
-في الصحيحين : عن (عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ – رضى الله عنهما – يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « خَيْرُ أُمَّتِى قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ »
-إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين " . رواه البيهقي "

فالتابعون وأتباعهم قد اختارهم الله تبارك وتعالى بعد الصحابة رضوان الله عليهم على علم لإقامة دينه، ونشر هدي النبي وتعليم الناس , فكان لهم الفضل على سائرالأمة إلى يوم الدين
,ومن هؤلاء التابعين الذين حرصوا على نشر العلم وبذله للناس مجاهد بن جبر

اسمه: مولى قيس بن السائب المخزومي
مولده ونشأته:
أخذ عن جماعة من الصحابة، ولزم ابن عباس مدة طويلة، وأخذ منه علماً غزيراً؛ حتى عُدّ من أعلم الناس بالتفسير , وكان له تفسير كثير لآيات الأحكام، وكان من أهل الفتوى في زمانه
حرصه على طلب العلم ونشره:
كان مشمّراً في طلب العلم، والإقبال على شأنه حتى وصف كأنّه رجل أضلّ دابّته فهو يطلبها، ونشر علم التفسير نشراً لم يبلغه غيره من التابعين
-محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير
-وقال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير
-بقية عن حبيب بن صالح قال: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). ذكره الذهبي
ورعه :
كان يحذر الشهرة، ويجتهد في العبادة وفي نشر العلم؛ حتى بلغ علمه الآفاق
-قال منصور: قال مجاهد: (لا تنوهوا بي في الخلق)
تقييد أصحابه العلم عنه بالكتابة:
-فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتب، قال: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ» رواه الدارمي
وكان أصحاب مجاهد يكتبون عنه التفسير، وأوثق هذه الكتب وأجودها ما أملاه على تلميذه القاسم بن أبي بزّة
وفاته:
-قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد)
وفي رواية عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه مات وهو ساجد خلف المقام

مما روي عنه في التفسير:
-رقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال ابن عباس: «أمره أن يسبح، في أدبار الصلوات كلها»، يعني قوله: {وأدبار السجود} رواه البخاري

مما يستفاد في سيرته:
1-أهمية تقييد العلم بالكتابة:
ذلك أن أجود ما كتب من علم مجاهد هو ما أملاه على تلميذه القاسم بن أبي بزّة ,لحسن ضبطه وفهمه
,فكان بذلك للقاسم الفضل في نقل علم مجاهد إلى الآفاق.
*قال بعضهم: العلم صيد والكتابة قيد, فقيد صيودك بالحبال الواثقة ,فمن الحماقة أن تصيد غزالة ,وتتركها بين الخلائق طالقه
2-ثمرة العلم حسن العبادة:
لابد أن يرى على العالم أثر علمه في عبادته فكان رضوان الله عليه ورعا متواضعا متخفيا يهاب الشهرة وكان يقول (لا تنوهوا بي في الخلق , فأبى الله إلا أن يذاع صيته وتتناقل علمه الأجيال

خاتمة:
يتبين لنا من سيرة التابعي الجليل مجاهد أهمية تقييد العلم بالكتابة ,وأثر العلم على العبادة فينبغي أن يرى أثر العلم على صاحبه من ورع وتقوى وتواضع وزيادة في طاعة ,وتبين لنا حرص الصحابة والتابعين من بعدهم على نشر العلم
,فثناء الله تعالى ونبيه الكريم عليهم ليس من فراغ ,وإنما لأنهم حملوا الأمانة فأدوها وبلغوها فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا بل بذلوا في سبيلها المهج والأرواح ,فكان لهم السبق والفضل على سائر الأمة من بعدهم
,رضوان الله عليهم أجمعين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 ذو القعدة 1442هـ/8-07-2021م, 04:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة
مجاهد بن جبر
مقدمة:
التابعي وهو: كل من رأى الصحابي مؤمناً بالنبي ، وتابع التابعين هو: من رأى التابعي مؤمناً بالنبي صلى الله عليه وسلم

فالتابعون هم أفضل الخلق بعد النبيين والصحابة ,وقد أثنى الله عليهم في كتابه الكريم فقال:
-قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]
-وقال:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة:3]
-وقال:{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} [الحشر:10]
وفي السنة:
-في الصحيحين : عن (عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ – رضى الله عنهما – يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « خَيْرُ أُمَّتِى قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ »
-إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين " . رواه البيهقي "

فالتابعون وأتباعهم قد اختارهم الله تبارك وتعالى بعد الصحابة رضوان الله عليهم على علم لإقامة دينه، ونشر هدي النبي وتعليم الناس , فكان لهم الفضل على سائرالأمة إلى يوم الدين
,ومن هؤلاء التابعين الذين حرصوا على نشر العلم وبذله للناس مجاهد بن جبر

اسمه: مولى قيس بن السائب المخزومي
مولده ونشأته:
أخذ عن جماعة من الصحابة، ولزم ابن عباس مدة طويلة، وأخذ منه علماً غزيراً؛ حتى عُدّ من أعلم الناس بالتفسير , وكان له تفسير كثير لآيات الأحكام، وكان من أهل الفتوى في زمانه
حرصه على طلب العلم ونشره:
كان مشمّراً في طلب العلم، والإقبال على شأنه حتى وصف كأنّه رجل أضلّ دابّته فهو يطلبها، ونشر علم التفسير نشراً لم يبلغه غيره من التابعين
-محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير
-وقال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير
-بقية عن حبيب بن صالح قال: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). ذكره الذهبي
ورعه :
كان يحذر الشهرة، ويجتهد في العبادة وفي نشر العلم؛ حتى بلغ علمه الآفاق
-قال منصور: قال مجاهد: (لا تنوهوا بي في الخلق)
تقييد أصحابه العلم عنه بالكتابة:
-فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتب، قال: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ» رواه الدارمي
وكان أصحاب مجاهد يكتبون عنه التفسير، وأوثق هذه الكتب وأجودها ما أملاه على تلميذه القاسم بن أبي بزّة
وفاته:
-قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد)
وفي رواية عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه مات وهو ساجد خلف المقام

مما روي عنه في التفسير:
-رقاء، [ورقاء] عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال ابن عباس: «أمره أن يسبح، في أدبار الصلوات كلها»، يعني قوله: {وأدبار السجود} رواه البخاري

مما يستفاد في سيرته:
1-أهمية تقييد العلم بالكتابة:
ذلك أن أجود ما كتب من علم مجاهد هو ما أملاه على تلميذه القاسم بن أبي بزّة ,لحسن ضبطه وفهمه
,فكان بذلك للقاسم الفضل في نقل علم مجاهد إلى الآفاق.
*قال بعضهم: العلم صيد والكتابة قيد, فقيد صيودك بالحبال الواثقة ,فمن الحماقة أن تصيد غزالة ,وتتركها بين الخلائق طالقه
2-ثمرة العلم حسن العبادة:
لابد أن يرى على العالم أثر علمه في عبادته فكان رضوان الله عليه ورعا متواضعا متخفيا يهاب الشهرة وكان يقول (لا تنوهوا بي في الخلق , فأبى الله إلا أن يذاع صيته وتتناقل علمه الأجيال

خاتمة:
يتبين لنا من سيرة التابعي الجليل مجاهد أهمية تقييد العلم بالكتابة ,وأثر العلم على العبادة فينبغي أن يرى أثر العلم على صاحبه من ورع وتقوى وتواضع وزيادة في طاعة ,وتبين لنا حرص الصحابة والتابعين من بعدهم على نشر العلم
,فثناء الله تعالى ونبيه الكريم عليهم ليس من فراغ ,وإنما لأنهم حملوا الأمانة فأدوها وبلغوها فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا بل بذلوا في سبيلها المهج والأرواح ,فكان لهم السبق والفضل على سائر الأمة من بعدهم
,رضوان الله عليهم أجمعين.

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir