15: عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي(ت: 75ه)
مولى نافع بن عبد الحارث الخزاعي، صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وكان قارئاً للقرآن عالماً بالفرائض، وكان نافع يستخلفه على إمارة مكة في خلافة عمر.
ثم إنه انتقل إلى الكوفة، ثمّ ولاه عليّ على خراسان، ثم استقرّ بالكوفة حتى مات بها.
وجاور بمكة جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم جابر بن عبد الله جاور بها ستة أشهر في أخريات حياته، وحمل عنه أهل مكة علماً كثيراً، وكُتب عنه إذ ذاك الصحيفة التي عرفت باسم صحيفة جابر.
وجاورت عائشة رضي الله عنها شهراً بمكة، وجاور بها عبد الله بن عمر ستة أشهر، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وأبو واقد الليثي، وغيرهم، وكانت مكّة مجمعاً للعلماء في الحجّ.
وفي مكة كانت وفاة آخر الصحابة موتاً وهو أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني(ت:110هـ) رضي الله عنه، وقد كان بالكوفة مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه مشاهده كلها، ثم انتقل إلى مكة سنة 40هـ بعد مقتل عليّ، وبقي بها إلى أن توفي سنة 110هـ.
- قال ابن عبد البر: (ولد عام أحد، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، نزل الكوفة وصحب علياً في مشاهده كلها، فلما قتل علي رضي الله عنه انصرف إلى مكة فأقام بها حتى مات سنة مائة)ا.هـ.
والصحيح أنه عاش بعد المائة وتوفي سنة 110هـ.
- قال مبارك بن فضالة عن كثير بن أعين قال: (أخبرني أبو الطفيل بمكة سنة سبع ومائة). رواه البخاري في التاريخ الأوسط، وابن أبي خيثمة في تاريخه.
- وقال وهب بن جرير: سمعت أبي يقول: (كنت بمكة سنة عشر ومائة، فرأيت جنازة، فسألت عنها، فقالوا: هذا أبو الطفيل).
قال الذهبي: (هذا هو الصحيح لثبوت إسناده).