دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 رجب 1438هـ/18-04-2017م, 08:41 AM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي السؤال الرابع بالمجموعة الثالثة من مجلس القسم السابع بالأربعين النووية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحسن الله إليكم. بلإشارة إلى العنوان وإلى إجابتي المرفقة أدناه، فقد وددت أن أستشيركم في هذه الإجابة، إن كانت قد اقتصرت على المطلوب بالسؤال فقط، أم أنها احتوت على ما هو زائد عن المطلوب؟ وليتكم تذكرون بعض التوجيهات الخاصة بفهم السؤال ومعرفة القدر اللازم للإجابة الوافية. وجزاكم الله خيرا.


س4: هل التوكل على الله ينافي الأخذ بالأسباب ؟
لا،فتحقيق التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب المشروعة التي جعلها الله تعالى سببا في تحصيل المطلوب. بل إننا مأموروبن الأخذ بالأسباب كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم}، وقوله: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل}، وقوله: {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
فالتوكل على الله - وهو إيمان القلب وصدق اعتماده على الله تعالى في جلب المصالح ودفع المضار - هو عمل القلب، والأخذ بالأسباب هو عمل الجوارح، وكلاهما يكمل الآخر وكلاهما طاعة لله تعالى. قال سهل التستري: "من طعن في الحركة – يعني في السعي والكسب – فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل، فقد طعن في الإيمان، فالتوكل حال النبي صلى الله عليه وسلم، والكسب سنته، فمن عمل على حاله فلا يتركن سنته".
ويذكر أن الأعمال تنقسم إلى:
أولا: العبادة والطاعة التي تجب على العبد، ويلزم كل عبد فعلها لكونها سببا للنجاة من العذاب والفوز بالثواب من الله تعالى. وهذا النوع لا يكفي فيه التوكل على الله، بل لا بد من فعله مع التوكل على الله فيه والاستعانة به عليه. وبالتالي فإن التقصير في هذا النوع يعرض العبد للعقوبات الشرعية والقدرية في الدارين. قال يوسف بن أسباط: "كان يقال: اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له".
ثانيا: ما أمر الله تعالى عباده بفعله على سبيل العادة، كالأكل والشرب عند الجوع والعطش، والتبرد والاستظلال من الحر، والتدفؤ من البرد. فهذا النوع يجب على العبد فيه – مع التوكل - اتباع الأسباب إن كان قادرا عليها وأدى تركها إلى الضرر، وإلا يكون قد فرط وعرض نفسه لعقوبة الله عز وجل. ومثال ذلك إنكار السلف على عبدالرحمن بن أبي نعم حيث كان يترك الأكل مدة تسبب له الضعف. أما إن كان الترك غير مؤثر عليه بإضعافه، فلا حرج عليه، كما كان النبي يواصل في صيامه وينهى الصحابة عن المواصلة معللا ذلك بقوله: "إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقى".
ثالثا: ما أجرى الله العادة به في الدنيا في أغلب الأحوال وأعمها، وقد يختص الله من عباده من يخرق لهم تلك العادة. وهذا النوع على قسمين:
1. ما يخرقه الله كثيرا، بحيث يستغني كثير من الناس عن اتباع الأسباب المعتادة، كترك تعاطي الدواء حال مرض أهل بعض البلدان وسكان البادية. وفي ذلك القسم اختلف العلماء في ترجيح فعل السبب – الذي هو التداوي - أو تركه، وذلك كما يلي:
- الإمام أحمد رجح وفضل التوكل على الله مع ترك التداوي، وذلك لمن قوي على ذلك، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب"، وذكر منهم: "لا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون".
- آخرون رجحوا التداوي لمداومة النبي عليه، وهديه صلى الله عليه وسلم أحسن الهدي، وحملوا الحديث على الرقى المكروهة المفضية إلى الشرك.
2. ما يخرقه الله تعالى للقليل من عباده، كأن يرزق العبد دون اتباع للأسباب. وهنا في هذه الحالة، ننظر لحال الإنسان:
- فإن كان صاحب يقين في رزق الله له، فصدق في توكله عليه، وعلم أن الله يرزقه بأدنى الأسباب وأهونها، ولم يخش على نفسه سؤال الناس أو الشك والتسخط، جاز له أن يترك الأخذ بأسباب الرزق، ولا ينكر عليه ذلك. مثال ذلك قول ابن عباس: "كان عابد يتعبد في غار، فكان غراب يأتيه كل يوم برغيف يجد فيه طعم كل شيء حتى مات ذلك العابد"، وأيضا قصة إبراهيم عليه السلام حين ترك هاجر وإسماعيل عليه السلام في مكة.
- وأما من لم يحقق تلك الشروط المذكورة، فيلزمه اتباع أسباب الرزق، خاصة إن كان صاحب عيال لا يصبرون على ذلك، كما قال النبي: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت". أو كان ممن يضعف عن الصبر فيسأل الناس، كما روي عن ابن عباس: "كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن متوكلون، فيحجون فيأتون مكة فيسألون الناس" فأنزل الله: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. فالمتوكل حقيقة لا يخرج التوكل مخرج الأسباب في الحصول على الرزق. أو كان تركه للأسباب سيقوده إلى تضييع حقوقه التي لا يرضى بتضييعها، فهذا عاجز مفرط.
وظاهر كلام الإمام أحمد أن السعي في طلب الرزق أفضل، فقد سئل عمن يقعد ويقول توكلت على الله، فقال: "ينبغي للناس كلهم يتوكلون على الله، ولكن يعودون على أنفسهم بالكسب". والأنبياء مع قوة إيمانهم وتوكلهم على الله، كانوا يؤجرون أنفسهم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل أجيرا، وكذلك وأبو بكر وعمر، فلا بد من طلب الرزق، وقد قال تعالى: {وابتغوا من فضل الله}. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن التوكل بعد الكيس"، أن أنه ينبغي للإنسان السعي في تحصيل الرزق، ومن ثم التوكل على الله والاعتماد عليه في ذلك، وهذا يدل على أن الأفضل هو الجمع بين الأمرين.

  #2  
قديم 22 رجب 1438هـ/18-04-2017م, 03:06 PM
رحاب آل حسن رحاب آل حسن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 534
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحسن الله إليكم. بلإشارة إلى العنوان وإلى إجابتي المرفقة أدناه، فقد وددت أن أستشيركم في هذه الإجابة، إن كانت قد اقتصرت على المطلوب بالسؤال فقط، أم أنها احتوت على ما هو زائد عن المطلوب؟ وليتكم تذكرون بعض التوجيهات الخاصة بفهم السؤال ومعرفة القدر اللازم للإجابة الوافية. وجزاكم الله خيرا.


س4: هل التوكل على الله ينافي الأخذ بالأسباب ؟
لا،فتحقيق التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب المشروعة التي جعلها الله تعالى سببا في تحصيل المطلوب. بل إننا مأموروبن الأخذ بالأسباب كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم}، وقوله: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل}، وقوله: {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
فالتوكل على الله - وهو إيمان القلب وصدق اعتماده على الله تعالى في جلب المصالح ودفع المضار - هو عمل القلب، والأخذ بالأسباب هو عمل الجوارح، وكلاهما يكمل الآخر وكلاهما طاعة لله تعالى. قال سهل التستري: "من طعن في الحركة – يعني في السعي والكسب – فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل، فقد طعن في الإيمان، فالتوكل حال النبي صلى الله عليه وسلم، والكسب سنته، فمن عمل على حاله فلا يتركن سنته".
ويذكر أن الأعمال تنقسم إلى:
أولا: العبادة والطاعة التي تجب على العبد، ويلزم كل عبد فعلها لكونها سببا للنجاة من العذاب والفوز بالثواب من الله تعالى. وهذا النوع لا يكفي فيه التوكل على الله، بل لا بد من فعله مع التوكل على الله فيه والاستعانة به عليه. وبالتالي فإن التقصير في هذا النوع يعرض العبد للعقوبات الشرعية والقدرية في الدارين. قال يوسف بن أسباط: "كان يقال: اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له".
ثانيا: ما أمر الله تعالى عباده بفعله على سبيل العادة، كالأكل والشرب عند الجوع والعطش، والتبرد والاستظلال من الحر، والتدفؤ من البرد. فهذا النوع يجب على العبد فيه – مع التوكل - اتباع الأسباب إن كان قادرا عليها وأدى تركها إلى الضرر، وإلا يكون قد فرط وعرض نفسه لعقوبة الله عز وجل. ومثال ذلك إنكار السلف على عبدالرحمن بن أبي نعم حيث كان يترك الأكل مدة تسبب له الضعف. أما إن كان الترك غير مؤثر عليه بإضعافه، فلا حرج عليه، كما كان النبي يواصل في صيامه وينهى الصحابة عن المواصلة معللا ذلك بقوله: "إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقى".
ثالثا: ما أجرى الله العادة به في الدنيا في أغلب الأحوال وأعمها، وقد يختص الله من عباده من يخرق لهم تلك العادة. وهذا النوع على قسمين:
1. ما يخرقه الله كثيرا، بحيث يستغني كثير من الناس عن اتباع الأسباب المعتادة، كترك تعاطي الدواء حال مرض أهل بعض البلدان وسكان البادية. وفي ذلك القسم اختلف العلماء في ترجيح فعل السبب – الذي هو التداوي - أو تركه، وذلك كما يلي:
- الإمام أحمد رجح وفضل التوكل على الله مع ترك التداوي، وذلك لمن قوي على ذلك، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب"، وذكر منهم: "لا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون".
- آخرون رجحوا التداوي لمداومة النبي عليه، وهديه صلى الله عليه وسلم أحسن الهدي، وحملوا الحديث على الرقى المكروهة المفضية إلى الشرك.
2. ما يخرقه الله تعالى للقليل من عباده، كأن يرزق العبد دون اتباع للأسباب. وهنا في هذه الحالة، ننظر لحال الإنسان:
- فإن كان صاحب يقين في رزق الله له، فصدق في توكله عليه، وعلم أن الله يرزقه بأدنى الأسباب وأهونها، ولم يخش على نفسه سؤال الناس أو الشك والتسخط، جاز له أن يترك الأخذ بأسباب الرزق، ولا ينكر عليه ذلك. مثال ذلك قول ابن عباس: "كان عابد يتعبد في غار، فكان غراب يأتيه كل يوم برغيف يجد فيه طعم كل شيء حتى مات ذلك العابد"، وأيضا قصة إبراهيم عليه السلام حين ترك هاجر وإسماعيل عليه السلام في مكة.
- وأما من لم يحقق تلك الشروط المذكورة، فيلزمه اتباع أسباب الرزق، خاصة إن كان صاحب عيال لا يصبرون على ذلك، كما قال النبي: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت". أو كان ممن يضعف عن الصبر فيسأل الناس، كما روي عن ابن عباس: "كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن متوكلون، فيحجون فيأتون مكة فيسألون الناس" فأنزل الله: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. فالمتوكل حقيقة لا يخرج التوكل مخرج الأسباب في الحصول على الرزق. أو كان تركه للأسباب سيقوده إلى تضييع حقوقه التي لا يرضى بتضييعها، فهذا عاجز مفرط.
وظاهر كلام الإمام أحمد أن السعي في طلب الرزق أفضل، فقد سئل عمن يقعد ويقول توكلت على الله، فقال: "ينبغي للناس كلهم يتوكلون على الله، ولكن يعودون على أنفسهم بالكسب". والأنبياء مع قوة إيمانهم وتوكلهم على الله، كانوا يؤجرون أنفسهم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل أجيرا، وكذلك وأبو بكر وعمر، فلا بد من طلب الرزق، وقد قال تعالى: {وابتغوا من فضل الله}. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن التوكل بعد الكيس"، أن أنه ينبغي للإنسان السعي في تحصيل الرزق، ومن ثم التوكل على الله والاعتماد عليه في ذلك، وهذا يدل على أن الأفضل هو الجمع بين الأمرين.
بارك الله فيك، ما تفضلت به هو زيادة واستفصال في الشرح، ولكنه لم يبعد عن الإجابة بل فصلها، وانظر لو أنك اكتفيت بالجزء الأول من الإجابة لكانت الإجابة تامة كذلك،
وكي تستطيع الوقوف على المراد من السؤال والاقتصار على الإجابة المطلوبة؛ انظر للسؤال عدة مرات ثم أجب إجابة تجيب فيها نفسك لو أنك أنت السائل وتريد أن تفهم هذا السؤال، فمثلا: هل النصف الأول من إجابتك مع استدلالك أوضح لك أن التوكل لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب؟ نعم أوضح ذلك، إذن لا تستفصل، أما إن كان السؤال كالآتي: (هناك من الأعمال التي لا يكفي فيها التوكل على الله، اشرح العبارة.)، هل وقتها نقول أن الجزء الأول من إجابتك كافي؟ اقرؤه ستجد أنك لم تفهم من خلاله المراد، ولكن سيتطلب شرحك للجزء الثاني من الجواب، وهكذا، وفقك الله.

  #3  
قديم 22 رجب 1438هـ/18-04-2017م, 10:16 PM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي

جزاكم الله خيرا، حقا أحسنتم في التوضيح، والحمدلله اتضح الأمر.
نفعكم الله ونفع بكم.

  #4  
قديم 24 رجب 1438هـ/20-04-2017م, 10:21 PM
رحاب آل حسن رحاب آل حسن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 534
افتراضي

حياكم الله طلاب وطالبات المستوى الثالث...
كيف حالكم وكيف سير الاختبارات معكم هذا الأسبوع؟ نرجو لكم التوفيق والازدياد من العلم وفضله.

فائدة:
- قال على بن محمد الكاتب البُستي:
إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدًا ... ولم أقتبس علمًا فما هو من عمري

- قال الإمام "ابن الجوزي" -رحمه الله-:
(من أعمل فكره الصافي؛ دله على طلب أشرف المقامات، ونهاه عن الرضى بالنقص في كل حال).

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العلمي, الإشراف

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir