وفائدة عطف التواصي بالحق والتواصي بالصبر على عمل الطاعات مع أنهما منها هو من باب عطف الخاص على العام وذلك للاهتمام به .
وكرر الفعل وحروف الجر في قوله :(وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) لأهمية كل واحد منهما وهذه أعلى الاهتمامات.
وورد في الحَقِّ تأويلان :
الأول : أنه الله تعالى والإيمان به ، رواه الهمداني عن كعب من طريق أبي علي .
الثّانِي: أنه كتاب الله ، قاله قتادة والحسن ، فأما قول قتادة فأخرجه عنه ابن جرير من طريق سعيد ؛وابن جرير من طريق أبي روح السكوني ؛وأما قول الحسن فأخرجه عنه عبد الرزاق من طريق معمر .
والقولان متلازمان ولا تضاد بينهما فالتواصي بالإيمان بالله واتباع ماجاء في كتابه هو غاية ماشرع التواصي لإجله .
وفِي المراد بالصبر قولان :
أحَدُهُما: عَلى طاعَةِ اللَّهِ، قالَهُ قَتادَةُ والحسن ،فأما قول قتادة فأخرجه عنه ابن جرير من طريق سعيد ؛ وأما قول الحسن فأخرجه عنه عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر .
الثّانِي:على فرائض الله وحكمه ، أخرجه الهمداني عن كعب من طريق أبي علي .
والقولان يحملان على بعضهما فالصبر على فرائض الله وحكمه داخل في طاعة الله سبحانه .
فبالأمرين الأوَّلين في السورة وهما الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح يكمِّل العبد نفسه ، وبالأمرين الأخيرين بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر يكمِّل غيره ،وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسار وفاز بالربح العظيم في الدارين .
هدايات السورة والفوائد السلوكية المستفادة منها :
-الحذر من الوقوع في الهلاك والضلال والخسران وتجنب عقوبة الله تعالى في الدارين .
-النجاة تكون في التمسك بطاعة الله وهديه واتباع أحكامه والبعد عن معاصيه .
-الإكثار من الأعمال الصالحة في السراء والضراء .
-الصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكروتحمل الأذى في سبيل تبليغ دعوة الله عزوجل .
-الصبر على مشقة الطاعة واستحضار الثواب على ذلك ؛قال تعالى :( وبشر الصابرين ) .
-الاستعانة على الطاعات بمصاحبة الصالحين ومجالستهم ومناصحتهم .
-كثرة الدعاء بالثبات والتوفيق للطاعات والخيرات .