دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > مختصر عبد الغني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 محرم 1430هـ/6-01-2009م, 09:45 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

[زَوْجَاتُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
ذِكْرُ أَزْوَاجِهِ عليهِ وعليهنَّ الصلاةُ والسلامُ
[1]

وأَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عبدِ الْعُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلابٍ.
تَزَوَّجَها وهوَ ابنُ خَمْسٍ وعشرينَ سَنَةً.
وبَقِيَتْ معهُ حتَّى بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، فكانتْ لهُ وَزيرَ صِدْقٍ، وماتَتْ قبلَ الهجرةِ بثلاثِ سنينَ. وهذا أَصَحُّ الأقوالِ.
وقيلَ: قبلَ الهجرةِ بخَمْسِ سنينَ، وقيلَ: بأَرْبَعِ سنينَ
[2].
ثم تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بنتَ زَمْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ وُدِّ بنِ نَصرِ بنِ مالكِ بنِ حِسْلِ بنِ عامرِ بنِ لُؤَيٍّ، بعدَ خَديجةَ بِمَكَّةَ قبلَ الْهِجْرَةِ.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ السَّكْرَانِ بنِ عَمْرٍو، أَخِي سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو. وكَبِرَتْ عِنْدَهُ، وأَرادَ طَلَاقَها، فوَهَبَتْ يَوْمَها لعائشةَ، فأَمْسَكَها
[3].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ بِمَكَّةَ قبلَ الهجرةِ بسنتَيْنِ.
وقيلَ: بثلاثِ سنينَ، وهيَ بنتُ ستِّ سنينَ، وقيلَ: سبعِ سنينَ. والأَوَّلُ أَصَحُّ.
وبَنَى بها بَعْدَ الهجرةِ بالمدينةِ، وهيَ بنتُ تِسعِ سنينَ
[4]، على رَأْسِ سبعةِ أَشهُرٍ، وقيلَ: على رَأْسِ ثمانيَةَ عَشَرَ شَهْرًا [5].
وماتَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهيَ بنتُ ثَمانِ عَشْرَةَ.
وتُوُفِّيَتْ بالمدينةِ ودُفِنَتْ بالبقيعِ، أَوْصَتْ بذلكَ، سنةَ ثمانٍ وخمسينَ، وقيلَ سنةَ سبعٍ وخمسينَ. والأَوَّلُ أَصَحُّ، وصَلَّى عليها أبو هُرَيْرَةَ.
ولمْ يَتَزَوَّجْ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا غيرَها، وكُنْيَتُها أُمُّ عبدِ اللَّهِ. ورُوِيَ أنَّها أَسْقَطَتْ من النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِقْطًا، ولمْ يَثْبُتْ
[6].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ بنتَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ خُنَيْسِ بنِ حُذافةَ، وكانَ منْ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ بالمدينةِ، وقدْ شَهِدَ بَدْرًا
[7].
ويُرْوَى أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَها
[8]، فَأَتَاهُ جِبريلُ عليهِ السلامُ فقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أنْ تُراجِعَ حَفْصَةَ؛ فإنَّها صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وإنَّها زَوْجَتُكَ في الجنَّةِ [9].
ورَوَى عُقْبَةُ بنُ عامرٍ الْجُهَنِيُّ قالَ: طَلَّقَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ بنتَ عُمَرَ، فبَلَغَ عُمَرَ فَحَثَا على رَأْسِهِ التُّرَابَ وقالَ: ما يَعْبَأُ اللَّهُ بعُمَرَ وابْنَتِهِ بعدَ هذا. فنَزَلَ جِبريلُ من الغَدِ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجَلَّ يَأْمُرُكَ أنْ تُراجِعَ حَفْصَةَ رَحْمَةً لِعُمَرَ
[10]. تُوُفِّيَتْ سنةَ سَبْعٍ وعشرينَ، وقيلَ: سنةَ ثمانٍ وعشرينَ، عامَ أَفْرِيقِيَّةَ [11].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبيبةَ بنتَ أبي سُفيانَ. واسْمُها رَمْلَةُ بنتُ صَخْرِ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ عبدِ مَنافٍ.
هاجَرَتْ معَ زَوْجِها عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ جَحْشٍ إلى أرضِ الحبشةِ، فتَنَصَّرَ بالحبشةِ، وأَتَمَّ اللَّهُ لها الإسلامَ.
وتَزَوَّجَها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهيَ بأَرْضِ الحبشةِ.
وأَصْدَقَها عنهُ النَّجَاشِي بأَرْبَعِمِائَةِ دِينارٍ، بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ الضَّمَرِيَّ فيها إلى أرضِ الحبشةِ
[12].
ووَلِيَ نِكاحَها عُثمانُ بنُ عَفَّانَ، وقِيلَ: خَالِدُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ.
تُوُفِّيَتْ سنةَ أربعٍ وأربعينَ
[13].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ، واسْمُها هِنْدُ بنتُ أبي أُمَيَّةَ بنِ الْمُغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ مخزومِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالبٍ.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ أبي سَلَمَةَ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الأَسَدِ بنِ هِلالِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ بنِ مَخزومٍ.
تُوُفِّيَتْ سنةَ اثنتَيْنِ وسِتِّينَ، ودُفِنَتْ بالبَقيعِ بالمدينةِ.
وهيَ آخِرُ أزواجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفاةً.
وقِيلَ: إنَّ مَيْمُونَةَ آخِرُهُنَّ.
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشِ بنِ رِئابِ بنِ يَعْمَرَ بنِ صَبِرَةَ بنِ مُرَّةَ بنِ كَبيرِ بنِ غُنْمِ بنِ دُودَانَ بنِ أسدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلياسَ بنِ مُضَرَ بنِ نَزَارِ بنِ مَعْدِ بنِ عَدْنَانَ.
وهيَ بنتُ عَمَّتِهِ أُمَيْمَةَ بنتِ عبدِ الْمُطَّلِبِ.
وكانتْ قَبْلَهُ عندَ مَوْلَاهُ زيدِ بنِ حارثةَ، فطَلَّقَها، فزَوَّجَها اللَّهُ إيَّاهُ من السماءِ، ولمْ يَعْقِدْ عليها.
وصَحَّ أنَّها كانتْ تَقولُ لأزواجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "زَوَّجَكُنَّ آبَاؤُكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ منْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاواتٍ"
[14].
تُوُفِّيَتْ بالمدينةِ سنةَ عشرينَ، ودُفِنَتْ بالبَقيعِ.
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَينبَ بنتَ خُزَيْمَةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ عبدِ مَنافِ بنِ هِلالِ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ بنِ مُعاويَةَ.
وكانتْ تُسَمَّى أمَّ المساكينِ؛ لكَثرةِ إطعامِها المساكينَ.
وكانتْ تَحْتَ عبدِ اللَّهِ بنِ جَحْشٍ، وقِيلَ: عَبْدِ اللَّطِيفِ
[15] بنِ الحارثِ. والأَوَّلُ أَصَحُّ.
وتَزَوَّجَها سنةَ ثلاثٍ من الهجرةِ، ولمْ تَلْبَثْ عندَهُ إلَّا يَسيرًا، شهرَيْنِ أوْ ثلاثةً
[16].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ بنتَ الحارثِ بنِ أبي ضِرارِ بنِ حبيبِ بنِ عائذِ بنِ مالكِ بنِ الْمُصْطَلِقِ الخُزَاعِيَّةَ.
سُبِيَتْ في غَزوةِ بني الْمُصْطَلِقِ، فوَقَعَتْ في سَهْمِ ثابتِ بنِ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ، فَكَاتَبَها
[17]، فقَضَى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتابتَها، وتَزَوَّجَها في سِتٍّ من الهجرةِ. وتُوُفِّيَتْ في ربيعٍ الأَوَّلِ سنةَ ستٍّ وخمسينَ [18].
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ بنِ أبي يَحْيَى بنِ كعبِ بنِ الْخَزْرَجِ النَّضْرِيَّةَ
[19]، وَمِنْ وَلَدِ هَارُونَ بنِ عِمرانَ أخي موسى بنِ عِمرانَ عليهما السلامُ.
سُبِيَتْ في خَيْبَرَ سنةَ سبعٍ من الهجرةِ، وكانتْ قَبْلَهُ تحتَ كِنَانَةَ بنِ أبي الْحُقَيْقِ، قَتَلَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[20]، وأَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وجَعَلَ عِتْقَها صَدَاقَها.
وتُوُفِّيَتْ سنةَ ثلاثينَ. وقيلَ: سنةَ خمسينَ.
وتَزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ بنتَ الحارثِ بنِ حَزْنِ بنِ بُجَيْرِ بنِ الهَرْمِ بنِ رُوَيْبَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ هِلالِ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ بنِ مُعاويَةَ.
وهيَ خالةُ خالدِ بنِ الوليدِ وعبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ.
تَزَوَّجَها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ، وبَنَى بها فيها، وماتَتْ بهِ
[21].
وهوَ مَاءٌ على تِسعةِ أميالٍ منْ مَكَّةَ.
وهيَ آخِرُ مَنْ تَزَوَّجَ منْ أُمَّهاتِ المؤمنينَ.
تُوُفِّيَتْ سنةَ ثلاثٍ وسِتِّينَ.
فهذهِ جُملةُ مَنْ دَخَلَ بِهِنَّ من النِّساءِ، وهنَّ إحدى عَشرةَ
[22]. وعَقَدَ على سَبعٍ ولمْ يَدْخُلْ بهنَّ [23].


تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] راجِعْ: (تَسميَةَ أزواجِ النبيِّ) لأبي عُبيدةَ، (زادَ الْمَعادِ) (1/105)، (كتابَ أزواجِ النبيِّ) للصالحِيِّ، وتَرَاجِمَ أُمَّهَاتِ المؤمنينَ في (سِيَرِ أعلامِ النُّبلاءِ) للحافظِ الذهبيِّ.

[2]
راجِعْ: (فَتْحَ البارِي) (7/ 134) (سِيَرَ أعلامِ النُّبلاءِ) (2/109).

[3]
انظُرْ: (صحيحَ البخاريِّ) (2593)، و(مسلمٍ) (1463).

[4]
كانَ مِن الْمُتَعَارَفِ بينَ العرَبِ أنْ تَتَزَوَّجَ الفتاةُ في مِثلِ هذا العُمْرِ، خاصَّةً وأنَّ بلادَهم كانتْ حارَّةً يكونُ فيها منْ نُضْجِ الفتاةِ ما لا يكونُ في غيرِها مِمَّا لا يُشابِهُ خصائصَها وأعرافَ ساكِنِيهَا، وقدْ نُقِلَ عن الإمامِ الشافعيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّهُ لَقِيَ جَدَّةً ولها من العُمْرِ واحدٌ وعِشرونَ عامًا.

[5]
يعْنِي منْ مَقْدِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ.

[6]
انْظُرْ (صحيحَ البخاريِّ) (3894)، و(مسلمٍ) (2438)، و(فتحَ البارِي) (7 / 107، 224)، و(السِّيَرَ) (2/ 135).

[7]
انظُرْ: (صحيحَ البخاريِّ) (5122).

[8]
روى أبو داودَ (2283)، والنَّسائيُّ (6/213)، وابنُ مَاجَهْ (2016)، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ ثمَّ رَاجَعَها. وصَحَّحَهُ الشيخُ الألبانيُّ.

[9]
أَخْرَجَهُ ابنُ سَعدٍ (8/84)، والحاكمُ (4/15)، وانْظُرْ: (مَجمَعَ الزوائدِ) (9/ 245).

[10]
أَوْرَدَهُ الهَيْثَمِيُّ في (الْمَجْمَعِ) (9/ 244)، وعَزَاهُ للطبرانيِّ في الكبيرِ [23/188] وقالَ: فيهِ عمرُو بنُ صالِحٍ الحضرميُّ، لمْ أَعْرِفْهُ، وبَقِيَّةُ رجالِهِ ثِقاتٌ.

[11]
أَفريقيَّةُ: اسمٌ للبلادِ الواقعةِ ما بينَ مصرَ والمغربِ، وعامُها هوَ عامُ فَتْحِها. انظُرْ: (مُعْجَمَ البُلدانِ (1/228).

[12]
روى أبو داودَ (2107)، والنَّسائيُّ (6/119) بسَنَدٍ صحيحٍ عنْ أُمِّ حَبيبةَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَها وهيَ بأرضِ الحبشةِ، زَوَّجَها النجاشي، وأَمْهَرَها أربعةَ آلافٍ، وجَهَّزَها منْ عِنْدِهِ، وبَعَثَ بها معَ شُرَحْبِيلَ ابنِ حَسَنَةَ، ولمْ يَبْعثْ إليها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشَيْءٍ، وكان مَهْرُ نسائِهِ أَرْبَعَمائةِ دِرْهَمٍ. هذا لفظُ النَّسائيِّ، وهوَ أَتَمُّ.

[13]
انْظُرْ: (سِيَرَ أعلامِ النُّبلاءِ) (2/ 218).

[14]
رواهُ البخاريُّ (7420) في التوحيدِ: بابِ وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ. قالَ اللَّهُ تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [سورة الأحزابِ، جزءٌ من الآيَةِ: 37].

[15]
في الْمَصَادِرِ الأُخرى: الطُّفَيْلُ بنُ الحارِثِ.

[16]
ولمْ يَمُتْ أحَدٌ منْ أزواجِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياتِهِ إلَّا هيَ، وخديجةُ قَبْلَها.

[17]
المُكَاتَبَةُ والكِتابةُ: إِعتاقُ السَّيِّدِ عَبْدَهُ أوْ أَمَتَهُ على مالٍ في ذِمَّتِهِ يُؤَدِّيهِ مُؤَجَّلًا؛ سُمِّيَ بذلكَ لأنَّ السَّيِّدَ يَكْتُبُ بينَهُ وبينَهُ كتابًا بما اتَّفَقَا عليهِ، وقِيلَ غيرُ ذلكَ. انْظُر (الْمُغْنِيَ) لابنِ قُدامةَ (14/ 441).

[18]
انْظُرْ: (مُسْنَدَ الإمامِ أحمدَ) (6/ 277)، (سُننَ أبي دَاوُدَ) (3931)، (فتْحَ البارِي) (7/469).

[19]
يُوجَدُ اختلافٌ في سَرْدِ النَّسَبِ بينَ الذي هنا والذي في الْمَصادِرِ الأُخْرَى. في (فتحِ البارِي): صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ بنِ سَعْيَهْ بنِ عامرِ بنِ عُبيدِ بنِ كَعْبٍ، منْ ذُرِّيَّةِ هارونَ بنِ عِمرانَ أخي موسى عليهما السلامُ.

[20]
أيْ: قَتَلَهُ جيشُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلكَ في غَزوةِ خَيْبَرٍ.

[21]
رَوَى مسلمٌ (1411)، وأبو داودَ (1843)، وابنُ مَاجَهْ (1964) عنْ مَيمونةَ قالتْ: تَزَوَّجَنِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحنُ حَلالٌ بِسَرِفَ. ورواهُ أحمَدُ (6/333)، والترمذيُّ (845)، والبيهقيُّ (5/66) عنْ يَزيدَ بنِ الأَصَمِّ عنْ مَيمونةَ، أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى بها حَلالًا، وماتَتْ بسَرِفَ، ودَفَنَاهَا في الظُّلَّةِ التي بَنَى بها فيها.

[22]
وقدْ كانَ لِتَزَوُّجِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهؤلاءِ النساءِ الكريماتِ والأُمَّهاتِ الفاضلاتِ حِكَمٌ عَظيمةٌ ومَقاصِدُ جَليلةٌ ذَكَرَها جَمْعٌ منْ أهلِ العلمِ، وقدْ لَخَّصَها الحافظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ المَاتِعِ ( فتحِ البارِي) (9/115) في عَشَرَةِ أُمورٍ؛ منها:
1- أنْ يَكْثُرَ مَنْ يُشاهِدُ أحوالَهُ الباطنةَ، فيَنْتَفِيَ عنهُ ما يَظُنُّ بهِ الْمُشْرِكونَ منْ أنَّهُ ساحرٌ أوْ غيرُ ذلكَ.
2- لِتَتَشَرَّفَ بهِ قبائلُ العربِ بِمُصاهَرَتِهِ فيهم.
3- الزيادةُ في تَأَلُّفِهم.
4- الزيادةُ في التكليفِ؛ حيثُ كُلِّفَ أَلَّا يَشْغَلَهُ ما حُبِّبَ إليهِ منهم عن المبالَغَةِ في التبليغِ.
5- لِتَكْثُرَ عشيرتُهُ منْ جِهةِ نسائِهِ، فتَزدادَ أعوانُهُ على مَنْ يُحارِبُهُ.
6- نَقْلُ الأحكامِ الشرعيَّةِ التي لا يَطَّلِعَ عليها الرجالُ؛ لأنَّ أَكثرَ ما يَقَعُ معَ الزوجةِ مِمَّا شأنُهُ أنْ يَخْتَفِيَ مِثْلُهُ.
7- الاطِّلاعُ على مَحاسِنِ أخلاقِهِ الباطنةِ؛ فقدْ تَزَوَّجَ أمَّ حبيبةَ وأبُوها إذْ ذَاكَ يُعَادِيهِ، وصَفِيَّةَ بعدَ أنْ قُتِلَ أَبُوها وعمُّها وزَوْجُها، فلوْ لمْ يكُنْ أَكْمَلَ الْخَلْقِ لنَفَرْنَ منهُ، بل الذي وَقَعَ أنَّهُ كانَ أحبَّ إليهنَّ منْ جميعِ أَهْلِهِنَّ.
8- كفالَتُهُنَّ والقِيامُ بحقُوقِهِنَّ، فعامَّةُ مَنْ تَزَوَّجَ بهنَّ كُنَّ أَرامِلَ مُنقطِعاتٍ فَقَدْنَ الْمُعِيلَ لهنَّ.

[23]
انْظُرْ: (تَسميَةَ أزواجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأولادِهِ) ص (70 - 80) لأبي عُبَيْدَةَ.
وقالَ الحافظُ ابنُ عبدِ الْبَرِّ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ (الاستيعابُ في أسماءِ الأصحابِ) (1/90): "وأمَّا اللَّوَاتِي اخْتُلِفَ فيهنَّ مِمَّن ابْتَنَى بها وفَارَقَها، أوْ عَقَدَ عليها ولمْ يَدْخُلْ بها، أوْ خَطَبَها ولمْ يَتِمَّ لهُ العَقْدُ منها، فقد اخْتُلِفَ فيهنَّ وفي أسبابِ فِرَاقِهِنَّ اختلافًا كثيرًا يُوجِبُ التوَقُّفَ عن القَطْعِ بالصِّحَّةِ في واحدةٍ مِنْهُنَّ". اهـ


  #2  
قديم 15 ربيع الثاني 1431هـ/30-03-2010م, 12:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ذكر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر إحدى عشرة: أولهن خديجة، ذكرنا فيما سبق أنه ذهب مع غلامها يتجر بتجارة لها، ولما قدم وأخذ نصيبه من الربح قسمه، وقال: ((ثلث أتصدق به، وثلث أتزوج به، وثلث أستمتع به)) فعرضت عليه نفسها فتزوجها، وهي أم أكثر أولاده، كما تقدم؛ ولدت له القاسم، وعبد الله الذي يسمى الطيب والطاهر، ولدت له بناته: فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، تزوجها وعمره خمس وعشرون سنة، وعمرها أربعون سنة، ولكن لما عرضت عليه نفسها، وكانت كفؤا وكانت أيضا في غاية من الجمال، والمقاصد التي يقصد لها النكاح تزوجها، وشجعه على ذلك كثير من أكابر قريش، وقالوا: ليس فيه عيب إلا قلة المال؛ لأن أباه لم يخلف له مالا، ولكن الله تعالى اصطفاه وفضله على غيره، ولما نزل عليه الوحي وعمره أربعون وعمرها خمس وخمسون بادرت بتصديقه، وشجعته وحثته على الصبر، وأخبرته بأن الذي يأتيه ليس شيطانا؛ لما جاءها وقال لها: لقد خفت على نفسي، ((لقد خشيت على نفسي))، فقالت: (كلا والله لا يخزيك الله؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
ثم إنها آمنت به وصدقته، وكانت خير معين، كلما لقي من الكفار شيئا من الأذى، أو لقي منهم تكذيبا، ونوعا من الأذى أو الاضطهاد أو الإذلال أو التكذيب، وجاء إليها، أخذت تنفس له، وأخذت تعده بالخير، وتأمره بالصبر والتأني، وتخبره بأن الله تعالى لا يخزيه؛ لأن الله تعالى اختاره واصطفاه، بقي كذلك حتى توفيت، قيل: توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين، أي بعد النبوة وبعد الوحي بعشر سنين، وقيل: غير ذلك، ولكن هذا الصحيح توفيت وتوفي عمه أبو طالب في سنة واحدة، وسمي ذلك العام عام الحزن، بمعنى أنه صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم أصابته مصيبتان: عمه الذي كان ينصره ويذب عنه، وزوجته التي كانت تؤنسه، والتي تحثه على الصبر، وتزيل عنه الهم؛ ماتا في سنة واحدة، ولكن صبر وتحمل.
كذلك أيضا كان صلى الله عليه وسلم يحبها ويذكرها، وإذا ذبح ذبيحة فرقها على أصدقاء خديجة، وكانت لها أخت اسمها هالة يفرح أيضا برؤيتها، وبسماع صوتها؛ لتذكر خديجة وتقول عائشة رضي الله عنها: (ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني، ولكن لكثرة ما يذكرها، ولما طرقت عليه مرة هالة قال: ((اللهم هالة)) فقالت: عائشة -غارت وقالت- ما تريد من عجوز حمراء الشدقين قد هلكت، وأبدلك الله خيرا منها، فقال: إنها وإنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد) يعني ذرية، هكذا تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي، قصي: هو والد هاشم بن قصي، وعبد العزى بن قصي.
لما توفيت سأل من يناسب كان لا يحب إلا المؤمنات، فذكرت له بكر وثيب، أما البكر فعائشة، ولكنها كانت صغيرة، وأما الثيب فسودة، فتزوج سودة بمكة، وكانت قد أسنت وكبرت، سودة أبوها زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حصن بن عامر بن لؤي، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في لؤي بن غالب، تزوجها قبل الهجرة، أبوها زمعة كان له أمة يستمتع بها، مملوكة له فولدت تلك الأمة ولدا، وادعى عتبة بن أبي وقاص أنه ابنه، أنه زنا بتلك الأمة، وأن ذلك الولد ولده، فلما فتحت مكة جاء سعد بن أبي وقاص يريد أخذ ذلك الولد، وقال: إنه ابن أخي، فمنعه عبد أخو زينب عبد بن زمعة، فقضى فيها النبي صلى الله عليه وسلم للفراش، ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)) فقضى به لزمعة، ولكن قال لسودة: ((احتجبي منه)) يعني؛ لما فيه من الشبه بعتبة.
سودة كانت قبله عند السكران بن عمرو، وهو أخو سهيل بن عمرو الذي جرى على يديه الصلح في عمرة الحديبية كبرت وأسنت، وتزوج عليها وهمَّ بأن يطلقها، فأحبت أنها تبقى عنده، وقالت: قد وهبت ليلتي لعائشة، وأريد أن أبقى في ذمتك حتى أحشر مع زوجاتك، وحتى أكون منهن في الآخرة، فقبل ذلك وأمسكها، وكان يقسم لعائشة ليلتين: ليلتها، وليلة سودة، زوجاته اللاتي مات وهن في ذمته حرمن بعده على غيره، وأبيح له أكثر من غيره، المباح لغيره أربع؛ أن يجمع أربعا، وأما هو فجمع تسعا، أنزل الله {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} يعني من الإماء، {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} يعني على المؤمنين، قال في الآيات بعدها: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} يعني تؤخر من تشاء، {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} لما نزلت هذه الآية قالت عائشة: (ما أرى ربك إلا يتمشى على هواك) أو كما قالت.
بعد ذلك أنزل الله الآية التي بعدها: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} فأمسك زوجاته هذه التسع، ولم يتبدل بهن، كذلك حرمهن الله على غيره في قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} فبقين في ذمته حياته ولم يتزوجهن أحد بعده؛ لأنهن نساؤه في الآخرة، خيرهن الله بين الدنيا وبين الآخرة: {إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ} فكلهن يقلن: نريد الله ورسوله، والدار الآخرة، ولأجل ذلك صبرن على الشظف، وصبرن على قلة ذات اليد، وصبرن على العيش الذي ليس متوفرا؛ لأجل أن يحشرن في أمهات المؤمنين في الآخرة.
تزوج بعد ذلك عائشة، عائشة بنت أبي بكر عقد عليها قبل الهجرة بثلاث سنين، لما تزوج سودة وكان عمرها ست سنين وهاجرت، ولما كان في السنة الثانية من الهجرة بنى بها، وعمرها تسع سنين، أو عشر سنين، ولذلك تقول عائشة: إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة، يمكن أن شبابها قوي وتحملت أنها تكون زوجة له، ويكون زوجا لها، ودخل بها وعمرها تسع سنين أو عشر، وحظيت عنده، وأحبها يقول: ((إن الوحي كان لا ينزل علي إلا وأنا في حجرها)) حظيت عنده وذلك؛ لشرفها ولشرف أبيها ومنزلة أبيها رضي الله عنه.
ثم اختلف العلماء: أيما أفضل: عائشة أو خديجة، ولم يكن هناك ما يرجح به أحد القولين، لكن يقولون: خديجة أفضل؛ لسبقها وعائشة أفضل؛ لعلمها فإنها صحبت النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، ومع ذلك حفظت عنه علما جما، ولذلك روي عنها أحاديث كثيرة، وتعتبر من المكثرين، وكان الصحابة إذا أشكل عليهم أمر رجعوا إليها، لم يرجعوا إليها في شيء إلا وجدوا عندها علما، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضلها، وقال: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) الثريد: هو خبز البر يؤدم بمرق ولحم. يقول فيه بعض الشعراء:
إذا ما الخبز تأدمه بلحم = فـذاك أمانة الله الثريـد
هكذا جاء فضلها، قيل: إنه دخل به بعد الهجرة بسبعة أشهر أو بثمانية عشر شهرا، أي بعد مقدمه صلى الله عليه وسلم، مات وعمرها ثمانية عشر سنة، وبقيت إلى أن توفيت، أي ماتت سنة ثمان وخمسين، أو سنة سبع وخمسين، دفنت مع موتى المسلمين في البقيع، وكانت قد أحبت أن يكون قبرها في حجرتها مع قبر أبيها وزوجها، ولما أن عمر رضي الله عنه رغب في أن يكون معهما، قالت: لأوثرنه على نفسي، إن كنت أريده لنفسي، ولكن لأوثرنه، صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.
ما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، كانت تكنى أم عبد الله كنيتها، قيل: إنها تكنت بابن أختها عبد الله بن الزبير، وأما القول: إنها حملت وأسقطت فهذا ما ثبت، من حكمة الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف الخلق مات أولاده في حياته، أي بناته وأبناءه؛ لأجل أن يحتسب أجرهم عند الله.
الرابعة: تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة الصحابي المهاجر، مات بالمدينة، وهو من أهل بدر - ( كان كما روي أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يطلقها، أو قد طلقها، ولكن أتاه جبريل عليه السلام، قال: (إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الآخرة) هكذا ذكر ابن سعد في طبقاته وغيرهم. وكذلك روى عقبة بن عامر الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر، فبلغ ذلك عمر فحزن شهرا ) ...
... ولكنه تنصر، وبقيت على الإسلام، ولما تنصر فارقته، وبانت منه، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم أصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار.
نساؤه الباقيات كان يصدقهن خمسمائة درهم، الدينار اثني عشر درهما، لما أنه تزوجها كان الذي عقد نكاحه عثمان؛ لأنه من بني أمية، وقيل: خالد بن سعيد بن العاص؛ لأنه أيضا من بني أمية، لما تم عقده عليها بعث عمرو بن أمية الضمري؛ ليأتي بها من الحبشة، حيث إن أباها لم يكن قد أسلم، وأخوها معاوية أيضا لم يكن قد أسلم، وهي مسلمة والضرورة دعت إلى أنها تأتي من الحبشة بدون محرم، مع هذا الذي هو عمرو بن أمية الضمري، فجاء بها إلى المدينة، وبقيت إلى سنة أربع وأربعين، توفيت بعد ذلك.
السادسة: أم سلمة اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة، أي مرة بن كعب، بنو مخزوم من رؤساء قريش، منهم أبو جهل ونحوه وكان لهم شهرة، كانت قبله عند عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، يعني كأنه قريب لها، يجتمع معها في عبد الله بن عمرو بن مخزوم، هاجرت معه إلى الحبشة، وهي التي روت الحديث في أنها رأت كنيسة وما فيها من الصور، فقال صلى الله عليه وسلم: ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله)).
ماتت سنة اثنتين وستين، دفنت في البقيع في المدينة، هي آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وفاة، روي عنها أيضا أحاديث، كما في المسند وغيره، وقيل: إن ميمونة آخرهن.
السابعة: زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في خزيمة، خزيمة بن مدركة، ولكنها بنت عمته، تقدم أن من عماته: أميمة بنت عبد المطلب، زينب هذه كان قد زوجها زيد بن حارثة، وكأن زيد بن حارثة أراد أن يطلقها، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ((أمسك عليك زوجك واتق الله)) ولكنه طلقها ولما طلقها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، الله تعالى هو الذي تولى تزويجها، قال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} فالله تعالى هو الذي زوجه.
كانت لما طلقها زوجها الله تعالى إياه من السماء؛ لم يكن هناك عقد، كانت تفتخر على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، تقول: زوجكن آباؤكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات، هكذا رواه البخاري وغيره.
ماتت سنة عشرين، وقيل: إنها أول من مات من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت سخية؛ لما فتحت المدن على عمر رضي الله عنه، كان يعطي زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليها حقها دراهم نصيبها، فوضعت هذه الدراهم في إناء، وجعلت تأخذ منه، وتعطي وتقول: اذهبوا وأعطوا فلانة، اذهبوا وأعطوا فلانة، حتى نفذ ما عندها هكذا ؛ فلذلك ذكروا أنها أولهن لحوقا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك أيضا تزوج بعدها واحدة، ولم تبق عنده زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، يعني من العدنانيين، وكانت تسمى أم المساكين؛ لكثرة إطعامها المساكين، كانت تحت عبد الله بن جحش، وقيل: عبد اللطيف بن الحارث، أو الطفيل بن الحارث، والأرجح أنها كانت عند عبد الله، تزوجها سنة ثلاث من الهجرة، ولكن لم تلبث عنده إلا يسيرا، أي شهرين أو ثلاثة، ثم ماتت.
أزواجه اللاتي تزوجهن بعد خديجة ما مات أحد منهن في ذمته أي حياته إلا هذه التي هي زينب بنت خزيمة بعد ذلك التاسعة.
التاسعة: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن المصطلق الخزاعية، غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق، وهم من خزاعة، أغار عليهم وهم غارون، فقاتلوا ثم انهزموا، وسبى نساءهم وأموالهم، وكان من جملة السبي جويرية، التي هي بنت أميرهم وكبيرهم الحارث بن أبي ضرار، ولما قسم الفيء، وقسمت الغنيمة والسبي كانت في سهم ثابت بن قيس، فاشترت نفسها وقالت: أنا بنت رئيس قومي، ولا يمكن أنني أبقى على الرق؛ فاشترت نفسها، وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه؛ حتى تخلص نفسها، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يتألف قومها؛ فعند ذلك عرض عليها أن يدفع قيمتها لسيدها ويتزوجها، فوافقت على ذلك، ولما تزوجها قال المسلمون: هؤلاء أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحق لنا أن نبقيهن؛ فأعتقوا كل من كان عندهم من السبي ببركة هذه المرأة؛ جويرية بنت الحارث، ولما أعتقوهن جاء بنو المصطلق، وأخذوا سبيهم ونساءهم، وأطفالهم.
تقول عائشة: " أعتق بسببها أكثر من مائة بيت" يعني من قومها، أسلم بعد ذلك بنو المصطلق، وكذلك أيضا والدها، وحسن إسلامهم.
العاشرة: صفية بنت حيي بن أخطب بن أبي يحيى بن أبي يحيى بن كعب بن الخزرج النضرية من بني النضير من ولد هارون أخي موسى بن عمران عليهما السلام، وذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم حاصر بني النضير، وكانوا بالمدينة، {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ} ولما ضيق عليهم هربوا، أبوها نزل بخيبر، واستقر هناك، ولما جاء في سنة خمس جاءت الأحزاب وأحدقوا بالمدينة جاء إلى بني قريظة، وكانوا معاهدين، فقال لهم: انقضوا العهد، وانضموا إلى قريش؛ فإن أمر محمد قد انقضى، وإنهم سيقتلونه، وسينقطع خبره؛ فاشترطوا عليه أنك -إذا انهزموا- تدخل معنا يصيبك ما أصابنا، ولما انهزمت الأحزاب جاء هو ودخل مع بني قريظة، وقتل معهم.
صفية هذه كانت عند ابن عم لها، قتل أيضا قتل في غزوة خيبر، سبيت وكانت تحت كنانة بن أبي الحقيق، قتل في خيبر، ولما جاء قيل: إنه ثابت أو غيره فقال له: خذ أمة من السبي فأخذ صفية، فقيل يا رسول الله: (إنها لا تصلح إلا لك فقال: ((خذ غيرها)) ) اصطفاها لنفسه، ولما اعتدت انقضت عدتها بالحيض دخل بها في الطريق، فقال الناس: هل هي مملوكة أو زوجة، فقالوا: إن حجبها فهي زوجة من أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي أمة، فلما ركب حجبها، فعلموا أنها زوجة، ماتت سنة ثلاثين، وقيل: سنة خمسين.
ثم تزوج الأخيرة ميمونة بنت الحارث، تزوجها في سنة سبع لما دخل مكة للعمرة؛ عمرة القضاء بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله هلال بن عامر بن صعصعة من بني عدنان، هي خالة عبد الله بن عباس، وخالد بن الوليد، ذكرت أنه تزوجها بسرف، وبنى بها فيه، وماتت بسرف أيضا، سرف هذا: ماء على تسعة أميال من مكة، ميمونة هي آخر من تزوج، توفيت سنة ثلاث وستين، هذه جملة من دخل بهن النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة، عقد على سبع، ولم يدخل بهن، ومنهن واحدة لما عقد عليها قال لها بعض النساء: إذا دخل عليك فقولي أعوذ بالله منك فلما قالته قال: ((عذت بمعاذ الحقي بأهلك)).


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النبي, زوجات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir