دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > مختصر عبد الغني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 محرم 1430هـ/6-01-2009م, 09:35 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي حج النبي صلى الله عليه وسلم وعمره وغزواته

[حَجُّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعُمَرُهُ وغَزَوَاتُهُ]
فصلٌ في حَجِّهِ وعُمَرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
روى هَمَّامُ بنُ يَحْيَى، عنْ قَتادةَ قالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: كَمْ حَجَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ حِجَّةٍ؟ قالَ: حِجَّةً واحدةً، واعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمْرَاتٍ: عُمْرَةُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينَ صَدَّهُ المشرِكونَ عن البيتِ، والعُمرةُ الثانيَةُ حيثُ صالَحُوهُ من العامِ الْمُقْبِلِ، وعُمرةٌ من الْجِعْرَانَةِ حيثُ قَسَمَ غَنيمةَ حُنَيْنٍ في ذي القَعْدَةِ، وعُمْرَتُهُ معَ حِجَّتِهِ. صحيحٌ مُتَّفَقٌ عليهِ [1].
هذا بعدَ قُدومِهِ المدينةَ، وأمَّا ما حَجَّ بِمَكَّةَ واعْتَمَرَ فلمْ يُحْفَظْ
[2].
والذي حَجَّ حِجَّةُ الوَداعِ، وَدَّعَ الناسَ فيَها وقالَ: ((عَسَى أَلَّا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِي هَذَا))
[3].

فصلٌ في غزواتِهِ
غَزَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسِهِ خَمْسًا وعشرينَ غَزوةً. هذا هوَ المشهورُ، قالَهُ مُحَمَّدُ بنُ إسحاقَ، وأبو مَعشَرٍ، وموسى بنُ عُقبةَ، وغيرُهم.
وقيلَ: غَزَا سَبْعًا وعِشرينَ
[4].
والبُعوثُ والسَّرَايَا خَمسونَ، أوْ نَحْوُها.
ولمْ يُقاتِلْ إلَّا في تِسْعٍ
[5]: بَدْرٌ، وأُحُدٌ، والخَنْدَقُ، وبَنِي قُريْظَةَ، والْمُصْطَلِقُ، وخَيْبَرُ، وفتحُ مَكَّةَ، وحُنَيْنٌ، والطَّائِفُ.
وقدْ قيلَ: إنَّهُ قاتَلَ بِوَادِي الْقُرَى، وفي الغابةِ
[6]، وبَنِي النَّضِيرِ.



تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] (صحيحُ البخاريِّ) في مَواضِعَ منها (1778)، و(صحيحُ مُسلِمٍ) (1253)، ورواهُ أبو دَاوُدَ (1994)، والترمذيُّ (815).

[2]
لكنْ ثَبَتَ في (الصحيحيْنِ) وغيرِهما، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ وهوَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الهجرةِ، فَعَنْ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ قالَ: أَضْلَلْتُ بَعيرًا لي، فذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ يومَ عَرَفَةَ، فرأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واقفًا بعَرفةَ، فقُلْتُ: هذا واللَّهِ من الْحُمْسِ، فما شَأْنُهُ ها هنا. رواهُ البخاريُّ (1664)، ومسلِمٌ (1220)، والنَّسائيُّ (5/255)، والدَّارِمِيُّ (1/384).
وبَيَّنَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ في (الفَتْحِ) (3/ 516 - 517) أنَّ وَقْفَةَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعَرفةَ المذكورةَ في الحديثِ إنَّمَا هيَ قبلَ الهجرةِ.

[3]
رواهُ مسلمٌ (1297)، وأبو داودَ (1970)، والنَّسائيُّ (5/270)، وابنُ مَاجَهْ (3023)، وأحمدُ (3/ 318، 337، 378، 367) بلفْظِ: ((فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حِجَّتِي هَذِهِ))، ولفظِ: ((فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا))، أوْ نحوِهِمَا.

[4]
في (صحيحِ مسلِمٍ) (1813) عنْ جابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ما يَدُلُّ على أنَّ غَزَوَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحدى وعشرينَ أوْ نحوًا منْ ذلكَ.
ويَرْجِعُ التفاوُتُ في إحصاءِ عددِ الغزواتِ إلى أنَّ بعْضَهُم رُبَّما دَمَجَ الغزْوَتَيْنِ باسمٍ واحدٍ، وآخرونَ يَجْعَلُونَ للغَزوةِ أَكثرَ من اسمٍ؛ لاختلافِ زَمانِها أوْ مكانِها، ونحوُ ذلكَ.
نَبَّهَ لهذا الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في (فتحِ البارِي) (7/280)، وقَارِنْ بـ(مِنهاجِ السُّنَّةِ النبويَّةِ) (4/ 81) لشيخِ الإسلامِ، وانْظُر التعليقَ التالِي.


[5]
قالَ ابنُ تَيميَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: لا يُعْلَمُ أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاتَلَ في غَزاةٍ إلَّا في أُحُدٍ، ولمْ يَقْتُلْ أَحَدًا إلَّا أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ فيها، فلا يُفْهَمُ منْ قولِهم: قاتَلَ في كذا أنَّهُ بنَفْسِهِ، كما فَهِمَهُ بعضُ الطلَبَةِ مِمَّنْ لا اطِّلاعَ لهُ على أحوالِهِ عليهِ السلامُ. اهـ (حاشيَةُ مُحَقِّقِ المواهبِ اللَّدُنِّيَّةِ للقسطلانيِّ 1/335).

[6] وادِي الْقُرَى والغابةُ: مَوضعانِ بينَ المدينةِ والشامِ قُرْبَ المدينةِ.


  #2  
قديم 15 ربيع الثاني 1431هـ/30-03-2010م, 12:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

ذكر بعد ذلك حج النبي صلى الله عليه وسلم.
روى همام بن يحيى، عن قتادة، قال: قلت لأنس: كم حج النبي صلى الله عليه وسلم أي من حجة؟ فقال: (حجة واحدة، واعتمر أربع عمر، عمرة النبي صلى الله عليه وسلم حين صده المشركون عن البيت، والعمرة الثانية حين صالحوه من العام المقبل، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنيمة حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته) هكذا، هذا الحديث الصحيح أنه لم يحج بعدما هاجر إلا حجة واحدة.
وذكروا أنه حج قبل أن يهاجر مرة أو مرتين، ولكن ذلك لم يكن مشهورا، حجته التي حجها سنة عشر وتسمى حجة الوداع؛ أي: لأنه ودع فيها الناس؛ ولأنه كان أعظم مجمع حجه تلك السنة.
أما عمره فإنها أربع، لكن عمرتان قد لا يعدان، عمرة في سنة ست، وتسمى عمرة الحديبية، ولكنه ما كملها، قال الله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} صدوه عندما وصل إلى الحديبية ورجع، تحلل ونحر هديه، ورجع، وصالحهم على أن يعتمر في السنة القابلة، وأن يقيم بمكة ثلاث ليال ثم يخرج، وجاء ومعه سبعمائة من المسلمين واعتمروا في سنة سبع، وتسمى عمرة القضية،
ثم في سنة ثمان لما فتحت مكة غزا بعد مكة حنينا، وغنم أموالا كثيرة وكذلك غنم سبيا، وترك الغنائم والسبي، ثم غزا الطائف وحاصر الطائف أربعين يوما، وبعدما تأثر ولم يقدر على فتحه، عند ذلك رجع.

بقي أهل الطائف لم يسلموا إلا في سنة تسع، عندما رأوا من حولهم كلهم أسلموا، عند ذلك رجع من الطائف، رجع إلى الجعرانة، الموجودة الآن قرب مكة، شمالي مكة، أحرم في ليلة من الليالي وهو هناك يقسم غنائم حنين، ولما أحرم دخل مكة وطاف وسعى ومعه معاوية، فكانت هذه هي العمرة الثانية أو الثالثة؛ لأننا قد لا نعد الأولى لأنها ما كملت.
أما العمرة الرابعة فإنه حج قارنا، لما حج سنة عشرة قرن، قال: أحرمت لك بحجة وعمرة، فكان أحيانا يقول: لبيك حجة، وأحيانا أخرى يقول: لبيك عمرة، وأحيانا يقول: لبيك عمرة وحجا، يقول هذا بعد قدومه المدينة.
وأما ما حج بمكة واعتمر، فلم يحفظ، والذي حج حجة الوداع ودع الناس بها، وقال: ((عسى ألا تروني بعد عامي هذا)) رواه مسلم وغيره، أنه قال: ((خذوا عني مناسككم، فعسى ألا تروني)) أي: يمكن ألا تروني، وكذلك وقع.
وأما غزواته؛ فذكر أنه غزا بنفسه خمسا وعشرين غزوة، الذي باشره، هكذا قال ابن إسحاق، وكذلك قال أبو معشر، وموسى بن عقبة وغيرهم، ابن إسحاق وموسى بن عقبة ممن اعتنوا بالسيرة وكتبوا فيها.
القول الثاني: إنه غزا سبعا وعشرين، وهناك حديث في صحيح مسلم أنه ما غزا إلا إحدى وعشرين، ولعل سبب الاختلاف أن بعضهم يجمع غزوتين باسم واحد، وبعضهم يجعل للغزوة الواحدة أكثر من اسم.
أما البعوث والسرايا؛ فإنه كان يرسل البعوث، الذين يبعثهم للقتال، فيرسل منهم عددا، هؤلاء البعوث يسمون سرية، وقد يكونون كثيرا فيسمون جيشا، ففي حديث بريدة الذي في صحيح مسلم، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على سرية أو جيش، أوصاه بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيرا، وقال: ((اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله)) ) فيدل على أنه يجهز جيوشا ويجهز سرايا.
قال بعضهم: إن الجيش هو الذي يبلغ أربعة آلاف، وإن السرية ما دون ذلك، من عشرين إلى ثلاثة آلاف وكسر، هذه عدة سراياه،
قاتل في تسع، أشهرهن وأولهن بدر، ذكرت في القرآن، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} وأهل بدر الذين غزوا وحضروها لهم أجر، ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إني أرجو ألا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)).
وجاءه جبريل وقال: يا محمد ما تعدون الذين حضروا بدرا منكم؟ فقال: ((من أفضل المسلمين)) -أو كلمة نحوها- قال جبريل: وكذلك من حضرها من الملائكة.

الثانية: أحد، وقصتها موسعة مشروحة في سورة آل عمران، من قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} وفيها أن الله تعالى ذكرهم ووبخهم في قوله تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}.
الثالثة: بني قريظة، فرقة وقبيلة من اليهود، كانوا ساكنين بالمدينة، ولما نقضوا العهد أو هموا بنقض العهد، عند ذلك وحاصرهم، وأشار عليه سعد بن معاذ أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم.
الرابعة: غزوة بني المصطلق، قوم من المشركين أغار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جيش وهم غارون، على مياههم يسقون، فعند ذلك لما أغار عليهم، قاتل ثم هربوا، وأصاب يومئذ جويرية، غنم المسلمون أموالهم وغنموا كذلك نساءهم، كان من جملة نسائهم جويرية بنت الحارث المصطلقية، وكانت ابنة سيدهم، وقعت في سهم أحد الأنصار فكاتبته، قالت: أنا أشتري نفسي منك، وجاءت تستعين النبي صلى الله عليه وسلم، ولما علم أنها بنت سيدهم أراد أن يصطفيها لنفسه، فدفع لأهلها قيمتها، ثم اصطفاها كزوجة.
كذلك خيبر، المدينة المعروفة، والتي فيها اليهود في ذلك الزمان، وقع فيها أيضا قتال ودام فيها، إلا أن الله تعالى نصر رسوله، بعض محلاتها؛ بعض المحلات فتحت عنوة، بالقوة وبالغلبة، وبعضها فتحت صلحا.
كذلك حنين، التي ذكرت في القرآن، في قوله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} إلى آخر الآية؛ فإن الله تعالى نصرهم، وذلك لأنهم لما تقابلوا هم والمشركون الذين هم هوازن، كان المشركون قوما رماة، إذا كانوا قد تهيئوا فأطلقوا عليهم رميا كثيرا وهو ما يسمى بالسهام، جاء إليهم كالمطر، فانهزم كثير من الصحابة ومن المسلمين، كما في قول الله تعالى بعدما ذكر هذه القصة: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} كانوا اثني عشر ألفا {فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} ولوا، {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} أنزل الله تعالى النصر، فهذه أيضا حصل فيها قتال.
كذلك الطائف، حصل فيه أيضا قتال، استمروا محاصرين للطائف أربعين يوما، بعد ذلك لم يفتح ورجعوا، ولما كان في سنة تسع أسلم أهل الطائف.
وقد قيل: إنه قاتل في وادي القرى، وفي الغابة، وبني النضير.
أما وادي القرى فإنه يسمى الآن العلا، وما ذكروا أنه أرسل فيه وقاتل، ولكن يمكن أنه حصل فيه مناوشة.

وأما بنو النضير فإن الله تعالى ذكرهم في أول سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ} وذلك لأن المسلمين حاصروهم فتحصنوا: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} فحاصرهم المسلمون ورموهم وضيقوا عليهم، فاصطلحوا معهم على أننا نأخذ ما حملت الإبل والباقي لكم ففعلوا، فقال الله تعالى: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} إلى آخره. ونكتفي بهذا.

******
سؤال: أحسن الله إليكم وهذا سائل يقول فضيلة الشيخ: هل جبريل عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئة ملك أم على هيئة رجل؟
يقول صلى الله عليه وسلم: إنه رأى جبريل على صورته التي هو عليها، وقد سد الأفق، وله ستمائة جناح، ولم يره إلا مرتين، ذكرت المرة الأولى في النجم {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}، والمرة الثانية: ذكرت في التكوير {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}، وأما البقية فإنه يأتيه وقد لا يراه، ولكن يحس به حين ينزل عليه، وتارة يراه يتمثل له رجلا فيكلمه فيعي ما يقول.
سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: فضيلة الشيخ، هل الذي أشار بقتل مقاتلة يهود بني قريظة هل هو سعد بن أبي وقاص أو سعد بن معاذ؟
سعد بن معاذ، الذي حكم في بني قريظة.
سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: نعلم أن صعود جبل النور وغار ثور ليس من السنة، فهل هناك محظور شرعي لمن صعد هذين الجبلين للاستطلاع، وليس للتعبد؟
لا بأس إذا كان للاطلاع، أما الذين يذهبون إليه للتعظيم ويتمسحون به ويتبركون في ترابه، فهذا بدعة.
سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: كيف كانت كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس؟
الله أعلم ما كان، يقول: إنه قد جاءه الملك ومعه البراق، أكبر من البغل ودون الفرس، ركباه، وذكر أنه يضع حافره موضع طرفه، يعني خطوته قد تكون أبعد من الكيلو، فركباه وقطع به المسافة، يمكن أنهما يقطعانها في ساعة. فلا مانع من ذلك.
سؤال: هذا يقول أحسن الله إليكم: هل أسلم ورقة بن نوفل؟
رجح كثير من العلماء أنه أسلم، وكان له شعر يدل على ترقبه وانتظاره، من ذلك قوله:


لججت وكنت في الدنيا لجوجا = لأمـر طالمـا بعـث النشيجا
وعد من خديجـة إثـر وعـد = فقـد طال انتظاري يا خديجة


يعني كأنه يقول: إني أنتظر وعدها، وله غير ذلك، وفي ذلك قصص مذكورة في السيرة.
سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: ما هي الحكمة من تأخير دفن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم الأربعاء؟
أولا: إنهم اشتغلوا بالبيعة؛ مخافة تفرق الكلمة.
ثانيا: إنهم أيضا اشتغلوا بتجهيزه، يمكن أن تغسيله وكذلك تكفينه استغرق وقتا، وكذلك الصلاة عليه، يمكن إذا كان يصلي عليه ثلاثة ثم يخرجون قد يستمرون عشرة ساعات أو خمس عشرة ساعة.
كذلك أيضا اختلفوا: أين يدفن فيه؟ فجاءهم من روى أنه يدفن في موضعه، هذه أسباب التأخر.
سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: كيف يكون الإحسان إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في وقتنا الحاضر؟
يكون ذلك لصالحيهم، يعني أن نحبهم، وأن نرى لهم فضلهم، وأن نعترف بقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وأما إذا كانوا كفارا أو نحوهم فلا حق لهم، كما لم يكن لأبي لهب.
سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: هل يجوز التسمي بعبد المطلب؟
نرى أنه لا يجوز، وإنما اسمه في الأصل شيبة، ولكن سمي عبد المطلب لأنه رقيق، كأنه رقيق له.
سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: هل تعتبر مارية القبطية من أمهات المؤمنين؟
تعتبر مارية هذه أمة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعتبر أم ولده، أم الولد هي التي تلد من سيدها، فتكون لها هذه الميزة.
أحسن الله إليكم وأثابكم ونفعنا بعلمكم، وصلى الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النبي, حد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir