دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > مختصر عبد الغني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 محرم 1430هـ/6-01-2009م, 07:45 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي ابتداء الوحي

[ابتداءُ الوحْيِ]
فلمَّا بَلَغَ أربعينَ سنةً [1] اخْتَصَّهُ اللَّهُ بكَرامتِهِ، وابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ [2].
أَتاهُ جِبريلُ عليهِ السلامُ وهوَ بغَارِ حِرَاءَ، جَبَلٌ بِمَكَّةَ
[3]، فأقامَ بِمَكَّةَ ثلاثَ عَشْرَةَ سنةً.
وقيلَ: خَمْسَ عَشْرَةَ، وقيلَ: عَشْرًا.
والصحيحُ الأَوَّلُ
[4].
وكان يُصَلِّي
[5] إلى بيتِ الْمَقْدِسِ مُدَّةَ إقامتِهِ بِمَكَّةَ، ولا يَستدْبِرُ الكَعبةَ ويَجْعَلُها بينَ يَدَيْهِ [6].
وصَلَّى إلى بيتِ الْمَقْدِسِ أيضًا بعدَ قُدومِهِ المدينةَ سبعةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا
[7].


تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] جَزَمَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في (الفتحِ) (7 / 164) أنَّ عُمْرَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينَ أُنْزِلَ عليهِ كانَ أَربعينَ سنةً وسِتَّةَ أَشْهُرٍ؛ وذلكَ على اعتبارِ ما ثَبَتَ في (الصحيحِ)، أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثَ على رَأْسِ أربعينَ، وأنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنْزِلَ عليهِ في رمضانَ. وعلى المشهورِ منْ أنَّ مَوْلِدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شهرِ ربيعٍ الأَوَّلِ، وهذا مُوَافِقٌ لِمَا ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ؛ حيثُ لمْ يَذْكُر الكُسورَ على عادةِ العرَبِ في ذلكَ.

[2]
ثَبَتَ في (صحيحِ البخاريِّ) (2) و(4922) و(4924) وغيرِهِ، أنَّ أوَّلَ ما أُنْزِلَ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اقْرَأْ}، وبها نُبِّئَ، ثمَّ أُرْسِلَ بِـ{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} إلى قولِهِ تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [سورة المُدَّثِّرِ، الآيات: 1 - 7]، فكانَ أوَّلُ ما أُمِرَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنْ يُنْذِرَ عنهُ هوَ الشرْكَ، معَ أنَّ المشرِكينَ كانَ عندَهم من الزِّنَا وشُرْبِ الخمرِ والظلمِ والعدوانِ الشيءُ الكثيرُ والعظيمُ، ومعَ ذلكَ بدأَ بالدعوةِ إلى التوحيدِ والتحذيرِ من الشرْكِ. مَكَثَ على ذلكَ ثلاثَ عشرةَ سنةً، حتَّى إنَّ الصلاةَ على عِظَمِها لمْ تُفْرَضْ إلَّا بعدَ البَعثةِ بعَشرِ سِنينَ.
وهذا يُبَيِّنُ أَهَمِّيَّةَ التوحيدِ ووجوبَ العنايَةِ بهِ؛ فهوَ أوَّلُ وأَهَمُّ ما عُنِيَ بهِ الأنبياءُ والرُّسُلُ جميعًا، كما أَخْبَرَ اللَّهُ عنهم في كتابِهِ العظيمِ، وأنَّهُ سبحانَهُ أمَرَهم بذلكَ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياءِ، الآيَةُ: 25]، وأَخْبَرَ سبحانَهُ أنَّ أَوَّلَ دَعوةِ الأنبياءِ: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ...} [سورة الأعرافِ، الآيَةُ: 59].
وفي هذا تَنبيهٌ لكلِّ مَنْ دَعَا إلى اللَّهِ أنْ يَبْدَأَ بهذا الأَمْرِ العظيمِ، وأنْ يَعْتَنِيَ بهِ غايَةَ العِنايَةِ.

[3]
يُكَلِّفُ بعضُ المسلمينَ أنْفُسَهم بصُعُودِ هذا الجبَلِ وزيارتِهِ في مَوْسِمِ الْحَجِّ وغيرِهِ، ويَفعلونَ ذلكَ تَقليدًا وابتغاءً للأَجْرِ، وبعضُهم يَتَجَشَّمُونَ المجيءَ إليهِ ويَظُنُّونَهُ مَوْطِنَ دُعاءٍ وذِكْرٍ، ويَأْتُونَ بالأَدْعِيَةِ والأذكارِ. وهذا العَمَلُ بِدْعَةٌ مَرْدُودةٌ على صَاحِبِها، قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ))، رواهُ البخاريُّ (2697) ومسلمٌ (1718).
وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: "فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدَ أنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بالنُّبُوَّةِ لمْ يكُنْ يَفعلُ ما فَعلَهُ قبلَ ذلكَ من التَّحَنُّثِ في غارِ حِراءَ أوْ نحوِ ذلكَ، وقدْ أقامَ بِمَكَّةَ بعدَ النُّبُوَّةِ بِضْعَ عشرةَ سنةً، وأَتَاهَا بعدَ الهجرةِ في عُمْرَةِ القَضِيَّةِ، وفي غَزوةِ الْفَتْحِ، وفي عُمرةِ الْجِعْرَانَةِ، ولمْ يَقْصِدْ غارَ حِراءٍ. وكذلكَ أصحابُهُ منْ بعدِهِ لمْ يكُنْ أحَدٌ منهم يأتي غارَ حِراءٍ... إلخ" (مجموعُ الفَتَاوَى) (18/11).

[4]
ودليلُهُ ما ثَبَتَ عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قالَ: أُنْزِلَ على رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهوَ ابنُ أربعينَ، فمَكَثَ بِمَكَّةَ ثلاثَ عشرةَ سنةً. ثمَّ أُمِرَ بالهجرةِ إلى المدينةِ، فمَكَثَ بها عشرَ سنينَ. ثمَّ تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواهُ البخاريُّ في مَواضِعَ، منها (3851).

[5]
وكان فَرْضُ الصلاةِ ليلةَ الْمِعراجِ، واخْتُلِفَ في تحديدِ وقتِ تلكَ اللَّيْلَةِ، والأَقْرَبُ أنَّها قبلَ الهجرةِ بسنةٍ وبِضعةِ أَشْهُرٍ.
وانْظُرْ بَقِيَّةَ الأقوالِ وتَوْجِيهَها في (فتحِ البارِي) (7/ 203). وانظُرْ حديثَ الإسراءِ والْمِعراجِ في (صحيحِ البُخاريِّ) (3887).
تَنْبِيهٌ:
لا رَيْبَ أنَّ الإسراءَ والْمِعراجَ آيتانِ عظيمتانِ ونِعْمَتَانِ كبيرتانِ، وفيهما فَضيلةٌ ظاهرةٌ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غيرَ أنَّ بعضَ الناسِ قدْ جَعَلُوا منْ تلكَ الْمُناسَبَةِ سَببًا للابتداعِ في الدِّينِ؛ حيثُ زَعَمُوا أنَّ ليلةَ سبعٍ وعشرينَ منْ رَجَبٍ هيَ ليلةُ الإسراءِ والْمِعراجِ، معَ أنَّهُ لمْ يَثْبُتْ تحديدُ شَهْرِ تلكَ الليلةِ ولا عَشْرِهَا ولا عَيْنِها.
ثمَّ لوْ ثَبَتَ تَحديدُ ذلكَ فلا يَجوزُ أنْ تُقامَ لأَجْلِهِ الاحتفالاتُ، أوْ أنْ تُخَصَّ بأداءِ أنواعٍ من العِباداتِ كالعُمْرَةِ ونحوِها، بلْ كُلُّ ذلكَ بِدعةٌ في الدِّينِ صَاحِبُها مَأْزُورٌ غيرُ مَأْجُورٍ.
ولا تَغْتَرَّ أيُّها الْمُسْلِمُ بكَثْرَةِ مَنْ يَفْعَلُ ذلكَ؛ لأنَّ أُولَئِكَ أقوامٌ يُقَلِّدُ بعضُهم بعضًا بغيرِ عِلْمٍ، فاتَّبِعْ ولا تَبْتَدِعْ، نَسألُ اللَّهَ الهدايَةَ لنا ولجميعِ إخوانِنا المسلمينَ، وأنْ يَجْمَعَنَا وإيَّاهُم على الْحَقِّ والْهُدَى.

[6]
روى الحاكِمُ عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُصَلِّي إلى بيتِ الْمَقْدِسِ بمكَّةَ، لكنَّهُ لا يَستَدْبِرُ الكَعبةَ، بلْ يَجعلُها بينَهُ وبينَ بيتِ الْمَقْدِسِ.
أَوْرَدَهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في (فتحِ البارِي) (1/96)، وسكَتَ عنهُ؛ فهوَ حديثٌ حَسَنٌ.

[7]
ثمَّ نُسِخَ هذا بقولِهِ تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[سورة البقرةِ، الآيَةُ: 144].
وثَبَتَ في (صحيحِ البخاريِّ) (40) و(مسلمٍ) (525)، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ المدينةَ صَلَّى قِبَلَ بيتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سبعةَ عشرَ شَهْرًا، وكانَ يُعجِبُهُ أنْ تكونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البيتِ، وأنَّهُ صَلَّى أوَّلَ صلاةٍ صَلَّاهَا -أيْ: بعدَ تَحويلِ القِبلةِ- صلاةَ العَصْرِ... الحديثَ.
قالَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في (فتحِ البارِي) (1/ 97): "وكانَ التحويلُ في نصفِ شهرِ رجَبٍ من السنةِ الثانيَةِ على الصحيحِ، وبهِ جَزَمَ الجمهورُ، ورواهُ الحاكمُ بسنَدٍ صحيحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ". اهـ


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوحي, ابتداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir