الشيخ: . . . والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تعديته" وهذا معروف أظنه قد مر علينا: التضمين , أن يضمن فعل معنى فعل فيكون (هه) متعدياً تعدي ذلك الفعل , مر علينا (هه ) لا مر علينا.
وله مثال من أوضح الأمثلة وهو قوله تعالى: {عيناً يَشرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ} كيف يشرب بها؟ ضمنت معنى يروى , يروى بها؛ لأنه (مُو) معقول إنهم يشربون بالعين , هم يشربون بالكأس , ما هو بالعين , فبعضهم قال: إن معنى بها أي منها , وبعضهم قال يشرب أي يروى بها , فيكون الفعل هنا مضمناً للشرب..دالاً على الشرب بلفظه ودالاً على المعنى وهو الري -بمتعلقه وهو قوله: بها: نعم. (كلام غير مسموع) (بيجي) أمثلة... المؤلف: نعم.
القارئ: "من هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض كما يقولون في قوله: {لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} أي مع نعاجه , وقوله: {مَن أنصاري إِلى الله} أي مع الله ونحو ذلك , والتحقيق ما قاله نحاة البصرة من التضمين فسؤال النعجة يتضمن جَمْعَهَا وضمها "
الشيخ: جَمْعَهَا؛ لأن علماء النحو اختلفوا فيما إذا تعدى الفعل بغير ما يتعدى به في الأصل هل يكون التجوُّز في الحرف أو أنه في الفعل؟ والصحيح كما قال: إنه في الفعل فيتضمن الفعل معنى يتعدى بمثله إلى ما هو متعدٍ إليه الآن , هنا {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} أي: بضم , السؤال هنا ضُمِّن معنى الضم , أي يضم نعجتك إلى نعاجه , وليس المعنى بسؤال نعجتك مع , أي: ليس المعنى أن نجعل (إلى) بمعنى (مع).
كذلك {من أنصاري إلى الله} يقول: من أنصاري إلى يجعلونها مع إلى الله , أي: مع الله , أي من أنصاري مع الله. وليس الأمر كذلك بل المعنى من ينيب معي إلى الله , يعني أنصاري إلى الله يعني منيبين إليه كما قال تعالى: {مُنِينِينَ إِلَيه واتَّقُوهُ}.نعم.
القارئ "وكذلك قوله: {وَإِن كَادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ الَّذِيِ أَوحَينَا إِلَيكَ} ضُمِّن معنى يُزِيغُونَكَ ويصدونك , وكذلك قـوله: {وَنَصَرنَاهُ مِنَ القَومِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بَِآياَتِنَا} ضُمن معنى نجيناه وخلصناه, وكذلك قـوله: {يَشرَبُ بِهَا عِبَادُ الله} ضُمِّن يروى بها ونظائره كثيرة , ومن قال: لا ريب لا شك فهذا تقريب وإلا فالريب فيه اضطراب وحركة"
الشيخ: طيب لماذا قلنا: إن التضمين..تضمين الفعل أولى من التجوز بمعنى الحرف؟ لأن تضمين الفعل يؤدي معنى زائداً على معنى الفعل , بخلاف ما إذا جعلنا الحرف متجوزاً فيه , فإنه يبقى الفعل على دلالة معناه فقط ونحول معنى الحرف إلى معنى يناسب لفظ الفعل , فالتضمين إذن أوضح وأولى , نعم
سائل: قوله الله تعالى: {ءَامِنْتُم مَّن فِي السَّمَاءِ} (غير مسموع) قول الشيخ: على السماء هل (غير مسموع).
الشيخ: لأ , ما يخالف؛ لأن هنا في السماء قصدي آمن يتعلق بحرف الجر يتعلق بها حرف الجر, يعني ليست هي تتعدى بنفسها ثم جيء بحرف الجر أو تتعدى بحرف غير حرف الجر (في) لكن المعنى هنا في في نفسها , أما الفعل فهو على ما هو عليه.
طيب {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِع} على رأي من يرى التجوز بالحرف يقول: سأل سائل عن عذاب واقع , وعلى... الثاني سأل سائل مهتماً بعذاب واقع , ضمن سأل بمعنى اهتم به وبحث حتى سأل عنه , أو يقال: سأل سائل أُخْبِرَ بعذاب واقع , فيكون السؤال هنا مضمنا معنى الإخبار يعني سأل عن العذاب فأخبر بالعذاب. أي نعم .