دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 27 جمادى الآخرة 1440هـ/4-03-2019م, 01:00 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:

1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج:
رواه ابن جرير الطبري وقال حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، وكذلك ذكر السيوطي في الدر المنثور أن ابن منذر وابن أبي حاتم أخرجاه عن ابن عباس.

التوجيه: بعض أهل اللغة ومنهم ابن قتيبة والنحاس قال بأن المثل هو الصفة فيكون المعنى أنه سبحانه وتعالى له الصفة العليا وإذا كانت له الصفة العليا فهو لا يماثله فيها أحد وهو مفهوم قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) التي فسر بها ابن عباس الآية، فيكون تفسيره باللازم.
وهناك من النحويين ضعف قول من قال بأن المثل هو الصفة كأبو علي، وقال إِنَّما مَعْناه التَّمْثِيل وتَمَثَّلَ بالشَّيءِ والمِثالُ المِقْدارُ وهو من الشَّبَه، فالله تمثّلت به الأصنام والأنداد في بعض صفاته، ولعل من ذلك سميت تمثال وتماثيل، ولكنه سبحانه له المثل الأعلى لم يجرء أحد على ادعاء وجود مثيل مطلق له فهو له المثل الأعلى، وإن أعطت هذه التماثيل بعضاً من صفات الله فهي ليست مثله حقيقةً، لأنه ليس كمثله شيء، فكأن تفسير ابن عباس على هذا القول من باب إذهاب اللبس والشبه التي قد تطرأ على الجاهل من أنها قد تشابهه الأصنام والتماثيل بعض الشبه، فرد بقوله تعالى في موضع آخر: (ليس كمثله شي)، والقرآن يفسر بعضها بعضاً ويتفق معه ولا يخالفه.

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج:
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه ابن جرير من طريق آخر كذلك وهو من طريق سعيد عن قتادة عن ابن عباس.

التوجيه: يعود هذا المعنى الذي ذكره ابن عباس إلى قراءته والتي هي (أَمَه) بفتح الهمزة وتخفيف الميم مع فتحها، والتي بمعنى النسيان، وكذلك هناك قراءة أخرى كذلك بمعنى النسيان وهي (أَمْهٍ) بفتح الهمزة وسكون الميم، وهما عائدان إلى أَمِهَ يأمه أمها إذا نسي، فالعرب تقول: أَمِهَ الرَّجُلُ يَأْمَهُ أَمَهًا: إِذَا نَسِيَ قال الشاعر:
أَمِهْتُ وَكُنْتُ لَا أَنْسَى حَدِيثًا ... كَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بِالْعُقُولِ
أي: نسيت.
وهذه القراءة معروفة عن ابن عباس وعكرمة وقتادة، وهم الذين رووا عنه معنى الآية كما هو مبين في التخريج.

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج:
رواه ابن جرير الطبري بإسناده فقال حدثني يونس قال، أخبرنا علي بن معبد، عن عتاب بن بشير مولى قريش، عن سالم الأفطس.

التوجيه: سبب هذا القول أن في الآية محذوف، دلّ عليه تعدي فعل التخويف لمفعولين، ولم يذكر إلا مفعولاً واحداً، ويجوز الاقتصار على أحدهما لأن الآخر يدل عليه مفهوم الكلام، فبسبب هذا كان هناك طريقين لتقدير المحذوف:
الأول: ما ذكره سالم الأفطس، وهو بتقدير مفعول به أول وحرف جر محذوفان، ولما حذف حرف الجر أصبح الاسم المجرور محل المفعول به الثاني، وهو كقوله تعالى: (لينذر بأساً شديداً) أي: لينذركم من بأس أو ببأس، وهذا هو مذهب الفراء والزجاج وأبو عليّ من علماء اللغة، ويعضده القراءة الواردة عن أبيّ بن كعب: (يخوفكم بأوليائه).
والثاني: هو مذهب ابن عباس ومن معه وعليه قراءته وهي: (يخوفكم أولياه)، فيقدر المفعول به الأول فقط، وهو كقول العرب أعطيت الأموال وهي تريد أعطيت القوم الأموال، فلما كان مفهوماً من دونه حذف، وبه فسر البعض.
فقول الأفطس في تفسير الآية عائد إلى النحو وتقدير المحذوفات، مع تعضيد ذلك بالقراءات الواردة عن الصحابة.

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج:
رواه ابن جرير الطبري من طريق ابن حميد فقال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير.

التوجيه: يعود الضمير في يحفظونه إلى المعقبات والتي اختلف فيها، وأولى التفسيرات فيها أنهم ملائكة الله الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ " فالمعقبات ملائكة يحفظون المؤمن كما قال مجاهد: ما من عبد إلا له ملك موكّل يحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإنس والهوامّ، فما منهم شيء يأتيه يريده إلا قال: وراءَك إلا شيئًا يأذن الله فيصيبه.
أما المراد من حفظهم إياه من أمر الله، فقد اختلفوا فيه فقال قوم بأن المراد به بأمر الله، ذلك لأن حروف الصفات يقوم بعضها قام بعض، وقال قوم بأن المراد به من أمر الله ما لم يأتي أمر الله وقدره، فيخلى بينه وبين ما كتبه الله عليه، فهم يحفظونه من الهوام والدواب والجن والأنس التي هي من أمر الله، ولعل هذا ما أراده سعيد بن جبير من قوله، ولكن إذا جاء قضاء الله وأمره المخالف لذلك وقع ولم يحفظونه منها؛ لأنهم عباد مأمورون يفعلون كما يؤمرون لا يزيدون ولا ينقصون، وهذا راجع إلى أن أمر الله نوعين: الأول قضى الله وقوعه وحلوله بصاحبه فلا يدفعه شيء كان ما كان، والآخر لم يقض الله حلوله ووقوعه بل قضى صرفه وابعاده إما بتوبة أو صدقة أو دعاء أو الحفظة من الملائكة أو غيرها من الأمور الصّارفة.
ويتبين من هذا بأن القولين عائدين إلى التفريق بين أنواع أوامر الله من حيث الوقوع، والقولين لا تعارض بينهما ويمكن الجمع بينهما.

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج:
رواه ابن جرير والنسائي من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وفي بعض الروايات ليس فيها (الذي أعطاه الله إياه)

التوجيه: الكوثر في أصل اللغة يعود إلى الكثرة، والتي هي نماء العدد، وهو فَوعل من الكثرة، قال عبد الكريم أبو أُميَّةَ: قالت عجوز: قَدِم فلانٌ بكوثرٍ كثيرٍ..."، ومن ذلك أيضاً يقال للغبار إذا كثر وارتفع كوثر من كثرته.
وقد قال أهل المعاني في سبب تسمية الكوثر الذي هو نهر في الجنة بهذا الاسم أقوال:
قيل لأنه يكثر الواردون عليه من الناس يوم القيامة، ويعضده قول عطاء: (حوض أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر الناس عليه يوم القيامة)
وقيل لما فيه من الخير الكثير، ويعضده قول ابن عباس السابق.
ووجه خيره الكثير يتبين بالأثر التالي الوارد في المستدرك:
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: هَلْ سَمِعْتَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْكَوْثَرِ شَيْئًا، قُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قُلْ مَا يَسْقُطُ لِابْنِ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، يَجْرِي عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ» ، فَقَالَ: «صَدَقَ وَاللَّهِ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا وَاللَّهِ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".
فابن عباس ورد عنه تفسير الكوثر بأنه النهر وورد عنه هذا القول، وكأنه يشير إلى خير النهر الكثير، وإلى أن الخير الذي أعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على الكوثر، بل يشمل كل ما أعطاه الله، فيشمل هذا القول جميع الأقوال الواردة في معنى الكوثر من النبوة والقرآن وغيرها من الأقوال

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir