41: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري(ت:124هـ)
الإمام الحافظ الكبير، كان من كبار أوعية العلم، وحفاظ السنة، ولد في منتصف القرن الأول، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج، وسهل بن سعد، ومحمود بن الربيع، وأبو الطفيل، وغيرهم.
واجتهد في طلب العلم وهو شابّ صغير السنّ، وجالس ابن المسيب ثمان سنين، وأخذ عن بقية الفقهاء السبعة وغيرهم من فقهاء المدينة، ومن بعض أبناء الصحابة عن آبائهم، وكان فَهِماً قويّ الحفظ، لا يكاد يستمع إلى حديث فينساه، ولم يكن يستعيد الحديث ممن يسمعه منه، حتّى إذا فقه وبلغ من العلم مبلغاً عظيماً رحل إلى الشام، وجالس عبد الملك بن مروان، وكان قد بهضه دينٌ ومسّته حاجة فقضى عبد الملك دَينه وأحسن إليه، ثمّ لم يزل مقرّباً لدى خلفاء بني أمية حتى مات، ولم يكن يداهن ولا يحابي، وقد جرت له محن بسبب ذلك حتى كاد أن يقتله بعض كبراء بني أمية.
وكان من أجلّ أعماله نهوضه بجمع السنة وتدوينها ونشرها بأمر عمر بن عبد العزيز، فكتب كتباً كثيرة نُشرت في الآفاق، وكثر أصحابه جداً حتى تعسّر ضبط أسمائهم.
وكان كريم الشمائل، محمود الخصال، حريصاً على صلة الرحم، ونفع ذوي الحاجات من طلاب العلم وغيرهم حتى ينفق جميع ما لديه، ثمّ يستدين لهم، وقد ركبه دَين كثير غير مرة بسبب كثرة إنفاقه، وكان يقول: (الكريم لا تحنّكه التجارب).
روى عن: عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج، وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وسليمان بن يسار، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وعلقمة بن وقاص الليثي، وعليّ بن عبد الله بن عباس، وعمر بن عبد العزيز، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح، وأبي إدريس الخولاني، وغيرهم كثير.
وروى عنه: عمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن المنكدر، وأبو جعفر الصادق، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وعبيد الله بن عمر العمري، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ومعمر بن راشد، وسفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وأيّوب السختياني، وسهيل بن أبي صالح، وشعيب بن أبي حمزة، وعمرو بن الحارث المصري، وابن أخيه محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري، وهشام بن عروة، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم كثير.
طلبه للعلم وكثرة شيوخه:
أدرك ابن شهاب وفرة العلماء بالمدينة؛ فأخذ عن بقيّة من بقي من الصحابة رضي الله عنهم، وعن الفقهاء السبعة، وجماعة من أبناء المهاجرين والأنصار ومواليهم؛ فحصّل من العلم ما لم يتهيّأ لكثير من العلماء.
- وقال الأصمعي: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، قال: جلست إلى ثعلبة بن أبي صُعير فقال لي: (أراك تحب العلم).
قلت: نعم.
قال: (فعليك بذاك الشيخ، يعني سعيد بن المسيب).
قال: (فلزمت سعيداً سبع سنين، ثم تحوّلتُ من عنده إلى عروة بن الزبير فتفجّرتُ به بحرا). رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري قال: (مَسَّتْ ركبتي ركبةَ ابنِ المسيب ثمان سنين). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري قال: (إن كنت لآتي باب عروة فأرجع إعظاما له، ولو شئت أن أدخل عليه لدخلت). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن سعد الزهري: قال لي أبي: (ما سبقنا ابن شهاب من العلم إلا أنا كنا نأتي المجلس؛ فيستقبل ويشدّ ثوبه عند صدره ويسأل عما يريد، وكنا تمنعنا الحداثة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، عن إبراهيم بن سعد قال: قلت لأبي سعد بن إبراهيم: بم فاقكم الزهري؟
قال: «كان يأتي المجالس من صدورها، ولا يأتيها من خلفها، ولا يبقى في المجلس شابّ إلا ساءله، ولا كهل إلا ساءله، ثم يأتي الدار من دور الأنصار؛ فلا يبقى فيها شاب إلا ساءله، ولا كهل إلا ساءله، ولا فتى إلا ساءله، ولا عجوز إلا ساءلها، ولا كهلة إلا ساءلها، حتى يحاور ربات الحجال». رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال معمر: أخبرني صالح بن كيسان قال: كنت أطلب العلم أنا والزهري فقال لي: (تعالَ حتى نكتب السنن).
فكتبنا كلَّ ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: (تعال حتى نكتب كلَّ ما جاء عن الصحابة).
قال: (فكتب ولم أكتب؛ فأنجح وضيعت). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال عبد الرزاق: سمعتُ عبيدَ الله بنَ عمر قال: (لما نشأتُ فأردتُ أن أطلبَ العلمَ جعلتُ آتي أشياخ آل عمر رجلاً رجلاً؛ فأقول: ما سمعت من سالم؟ فكلما أتيتُ رجلا منهم قال: (عليك بابن شهاب؛ فإن ابن شهاب كان يلزمه).
قال عبيد الله: (وكان ابنُ شهاب بالشام حينئذ؛ فلزمت نافعاً؛ فجعل الله في ذلك خيرا كثيراً). رواه يعقوب بن سفيان، وابن أبي حاتم، وابن عساكر.
- وقال سلمة بن شبيب: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت للزهري: إنهم ليقولون: لم ترو عن أحد من الموالي!!
قال: (بلى قد رويت عنهم).
ثم ذكر سليمان بن يسار وعبد الرحمن الأعرج وأبا عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف، وندبة مولاة لميمونة، وعطاء مولى سباع، ثم قال: (لم أرو عنهم، وأنا أجد أبناء المهاجرين والأنصار أتكئ على أيّهم شئت فما حاجتي إلى غيرهم؟!!). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال: قدم علينا هاهنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: أخبرني أبي قال: (كنت أطوف أنا وابن شهاب، ومع ابن شهاب الألواح والصحف).
قال: (فكنا نضحك به). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال علي بن محمد الحلواني: حدثنا أحمد بن بشر بن بكر قال: حدثنا أبي، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: «كنا نأتي العالم فما نتعلّم من أدبه أحبّ إلينا من علمه». رواه أبو نعيم في الحلية.
استثارته للعلم:
- قال عبد الرزاق: قال معمر: (كان الزهري في أصحابه مثل الحكم بن عتيبة في أصحابه ينقل حديث بعضهم إلى بعض).رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: «العلم خزائن، وتفتحها المسائل». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال مغيرة بن سقلاب: حدثني محمد بن أحمد بن إسحاق، عن الزهري قال: «كان يصطاد العلم بالمساءلة كما يصطاد الوحش». رواه أبو نعيم في الحلية.
ثناء العلماء عليه:
- قال عبد الرزاق، عن معمر، قال: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: هل تأتون ابن شهاب؟
قالوا: إنا لنفعل.
قال: (فأتوه فإنّه لم يبقَ أحدٌ أعلم بسنة ماضية منه).
قال معمر: (وإنّ الحسن وضرباءَه لأحياء يومئذ). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال جعفر بن برقان، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن عبد العزيز قال: (ما رأيتُ أحداً أحسنَ سوقاً للحديث إذا حدّث مثل الزهري). رواه ابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل.
- وقال سفيان ابن عيينة: سمعت عمرو بن دينار يقول: (ما رأيتُ أحداً أنصَّ للحديث من الزهري). رواه ابن أبي حاتم، وابن عدي.
- وقال الليث بن سعد: قال يحي بن سعيد الأنصاري: (ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان، وابن شاهين في ثقاته.
- وقال وهيب بن خالد: سمعت أيوب يقول: (ما رأيت أحدا أعلم من الزهري).
فقال صخر بن جويرية: يا أبا بكر ولا الحسن؟
قال: (ما رأيت أعلم من الزهري). رواه يعقوب بن سفيان، وابن أبي حاتم، وابن عدي.
- وقال حيوة بن شريح: حدثنا بقية عن شعيب بن أبي حمزة قال: قيل لمكحول: من أعلم من لقيت يا أبا عبد الله؟
قال: (ابن شهاب).
قيل: ثم من؟
قال: (ابن شهاب).
قيل: ثم من؟
فقال: (ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عمرو بن أبى سلمة التنيسى: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول عن مكحول: (ما بقي على ظهرها أحدٌ أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب الزهري). رواه ابن أبي حاتم، ورواه يعقوب بن سفيان من طريق سعيد به بلفظ مقارب.
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر قال: (ما رأيت مثل الزهري في وجهه قطّ، يعني الحديث، ولا مثل حماد بن أبي سلمة في وجهه قط، يعني الرأي). رواه أبو نعيم في الحلية، وروى الشطر الأول منه ابن أبي حاتم.
- وقال الليث بن سعد عن عبد الله بن محيريز الجمحي قال: (ما رأيتُ أحداً أقربَ شيئاً من ابن شهاب من يحي بن سعيد، ولولا ابن شهاب لذهب كثير من السنن). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب: أخبرني الليث عن أُكيمة قال: (لولا ابن شهاب لذهب كثير من السنن). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: أخبرني ابن القاسم قال: سمعت مالكاً يقول: (بقيَ ابنُ شهاب وماله في الدنيا نظير). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال هارون بن سعيد: أخبرني خالد بن نزار قال: سمعت مالكاً يقول: (أول من أسند الحديث ابن شهاب). رواه ابن أبي حاتم.
- قال ابن أبي عمر: قال سفيان [ابن عيينة]: (كانوا يرون الزهري مات يوم مات وليس أحد أعلم بالسنة منه» رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال هارون بن معروف: سمعت سفيان يقول: (مات الزهري يوم مات وما أحد أعلم بالسنة منه). رواه ابن عديّ.
- وقال ابن الطباع: سمعت سفيان يقول: (لم يكن في الناس أحد أعلم بسنة منه، يعني الزهري). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال سفيان بن عيينة: (مات الزهري يوم مات وليس أحد أعلم بالسنة منه» رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال هشام بن خالد السلامي: سمعت الوليد بن مسلم يحدّث عن سعيد بن عبد العزيز قال: (ما ابن شهاب إلا بحر). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال محمد بن سهل بن عسكر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (الزهريّ أحسنُ الناسِ حديثاً، وأجود الناس إسناداً). رواه ابن عدي في الكامل.
- وقال محمد بن أحمد ابن البراء: قال علي ابن المديني: (لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وأبي الزناد، وبكير بن عبد الله بن الأشج). رواه ابن أبي حاتم.
- قال علي بن المديني: (كان هؤلاء الستة ممن اعتمد عليهم الناس في الحديث: الزهري لأهل المدينة، وعمرو بن دينار لأهل مكة، وأبو إسحاق والأعمش لأهل الكوفة، ويحي بن أبي كثير وقتادة لأهل البصرة). ذكره يعقوب بن سفيان في المعرفة.
سعة علمه:
- وقال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟
قال: (أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس؛ فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجّرته).
قال: ثم يقول لي عراك بن مالك: (وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب؛ فإنه جمع علمهم جميعا إلى علمه). رواه يعقوب بن سفيان، وابن عدي في الكامل.
- وقال عبد الله بن صالح: سمعت الليث بن سعد يقول: ما رأيتُ عالماً قط أجمعَ من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه، ولو سمعت من ابن شهاب يحدّث في الترغيب؛ فتقول لا يحسن إلا هذا.
وان حدّث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا.
فإن حدّث عن الأنبياء وأهل الكتاب، قلت: لا يحسن إلا هذا.
قال: وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه، ثم يتلوه بدعاء جامع يقول: (اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة). رواه يعقوب بن سفيان، وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال إبراهيم بن سعد: سمعت ابن شهاب يحدث أبي قال: أرسل إلي هشام بن عبد الملك: أن أكتب لبني بعض أحاديثك.
فقلت: لو سألتني عن حديثين ما تابعت بينهما، ولكن إن كنت تريده فادع كاتباً فإذا اجتمع إليَّ الناس يسألوني كتبت لهم ما تريد.
قال: فأرسل كاتباً ومكث سنة، ما يأتي يوم إلا ملأته.
قال: فلقيني بعض بني هشام فقال لي: يا أبا بكر ما أرانا إلا قد أنقصناك.
قال ابن شهاب: فقلت له: (إنما كنتَ في عَزاز الأرض، إنما هبطتَ بطونَ الأودية اليوم). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سفيان بن عيينة: أخبرني ابن سعد قال: سمعت الزهري يقول: (عندي ثلاثون حديثاً في الخلع ما حدثت به، ولا سئلت عن شيء منه). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال شريح بن يزيد الحضرمي: حدثنا شعيب بن أبي عن الزهري قال: (مكثت خمساً وأربعين سنة أختلف من الحجاز إلى الشام، ومن الشام إلى الحجاز؛ فما كنت أسمع حديثا أستطرفه). رواه يعقوب بن سفيان، وابن أبي حاتم.
- وقال عبد الرزاق قال معمر: (كنا نرى أن قد أُكثر عن الزهري حتى قُتل الوليد؛ فأُخرجت دفاتر الزهري، قد حملت على الدواب). رواه يعقوب بن سفيان.
حفظه وضبطه:
- قال ابن وهب: حدثني الليث عن ابن شهاب أنه كان يقول: (ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن عديّ في الكامل.
- وقال عمرو بن ابى سلمة التنيسي: سمعت سعيد بن بشير يذكر عن قتادة أنه قال: (ما بقي على ظهرها إلا اثنان: الزهري وآخر).
قال سعيد: (فظننا أنه يعنى نفسه). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال دحيم: حدثنا أبو حفص [الفلاس] عن سعيد بن بشير عن قتادة قال: (ما بقي أحدٌ أعلمَ بالسنة من الزهري ورجل آخر، يعني نفسه). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أحمد بن سنان القطان: كان يحيى بن سعيد القطان يقول: (الزهريُّ حافظٌ، كان إذا سمع الشيء عقله). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال محمد بن أبي زكير: أخبرنا ابن وهب عن مالك قال: لقد أخذت بلجام ابن شهاب وهو على بغلته؛ فسألته عن حديث؛ فقال: (الذي أعجبني منه قد حدثتكه).
قلت: أجل.
قال مالك: وأعجبني منه ما قال.
قلت له: فأعدْه عليَّ.
قال: لا.
فقلت -وأنا أريد أن أخصمه-: أما كنت تكتب؟
قال: لا.
فقلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث؟
فقال: لا
قال مالك: (فأرسلت الحديدة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أحمد بن سنان الواسطي: سمعت عبد الرحمن بن مهدى: سمعت مالك بن أنس يقول: حدّث الزهريُّ يوماً حديثاً؛ فلمّا قام قمتُ فأخذتُ بعنان دابته فاستفهمتُه.
قال: (تستفهمني؟!! ما استفهمتُ عالماً، ولارددتُ على عالمٍ قطّ).
قال ابن سنان: فجعل عبد الرحمن بن مهدى يعجب: (فذيك الطوال؟!! فتلك المغازى؟!!). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال محمد بن يحيى: قال سفيان: قالوا للزهري في حديث ذكره: أعده علينا، قال: (إعادة الحديث أشد من نقل الصخر). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد عن عكرمة قال: كنا نأتي الأعرج ويأتيه ابن شهاب، قال: فنكتب ولا يكتب ابن شهاب.
قال: فربما كان الحديث فيه طول.
قال: فيأخذ ابن شهاب ورقة من ورق الأعرج، وكان الأعرج يكتب المصاحف؛ فيكتب ابن شهاب ذلك الحديث في تلك القطعة، ثم يقرأُه ثم يمحوهُ مكانَه، وربما قام بها معه فيقرأها ثم يمحوها». رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز: أنّ هشام بن عبد الملك سأل الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتب فأملى عليه أربع مائة حديث، ثم خرج الزهري من عند هشام قال: أين أنتم يا أصحاب الحديث: فحدّثهم بتلك الأربع مائة حديث، ثم أقام هشام شهراً أو نحوه، ثم قال للزهري: (إنّ ذلك الكتاب الذي أمليتَ علينا قد ضاع).
قال: (فلا عليك ادع بكاتب).
قال سعيد: (فدعا بكاتب فحدّثه بالأربع مائة حديث، ثم قابل هشام بالكتاب الأول فإذا هو لا يغادر حرفاً واحداً). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال يزيد بن السمط: سمعت قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل قال: (لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه).
قال يزيد بن السمط وكان الأوزاعي يقول: (ما أحد أعلم بالزهري من ابن حيوئيل). رواه يعقوب بن سفيان، وأبو زرعة الدمشقي، وابن عدي.
قلت: لعله يريد الكتب التي يتخذها المرء لخاصة نفسه، فإنّ الزهري كان حافظاً ضابطاً، وأما ما كان يكتبه الزهري لغيره فكثير لا ينكر.
فقهه ورئاسته في الفتوى:
- قال الليث بن سعد: كتب مالك بن أنس: (حضرتهم بالمدينة وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال محمد بن عبد الرحيم: قال علي بن المديني: (الذين أفتوا الحكم وحماد وقتادة والزهري، والزهري عندي أفقههم). رواه يعقوب بن سفيان.
تدوينه ونشره للعلم:
- وقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد أن (أوَّل من وضع للناس هذه الأحاديث ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي: قال ابن شهاب: (كنا لا نرى الكتاب شيئا؛ فأكرهتنا عليه الأمراء؛ فأحببنا أن نواسي بين الناس). رواه يعقوب بن سفيان، والحزامي لم يدرك ابن شهاب.
- وقال عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول: (كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلما). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري قال: سمعته- يعني الزهري- يقول: (لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حرفاً، ولا أذنت في كتابته). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال مالك بن عبد الله بن سيف: أخبرنا يحيى بن عبد الله قال: حدثني الليث، قال: قال ابن شهاب: (ما صبر أحدٌ على العلم قطّ صبري، ولا نشره أحد قطّ نشري، فأمّا عروة فبئر لا تكدره الدلاء، وأما ابن المسيب فانتصب للناس؛ فذهب اسمه كل مذهب). رواه ابن عدي في الكامل، ورواه يعقوب بن سفيان من
- وقال الليث بن سعد: قال ابن شهاب: (ما صبر أحدٌ على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سويد بن سعيد: حدثني ضمام عن عقيل بن خالد أنه أخبره أن الزهري كان يخرج إلى الأعراب يفقههم ويعطيهم.
قال عقيل: فجاءه أعرابيّ، وقد نفد ما في يده؛ فمدّ الزهري يده إلى عمامتي فأخذها من رأسي فأعطاها الرجل، وقال: (يا عقيل أعطيك خيراً منها). رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال الحجاج بن أبي منيع الرصافي: (أقام الزهريّ بالرصافة عشرين سنة إلا أربعة أشهر خلافة هشام كلها إلا أن يكون حجّ فاستمكنوا منه). رواه يعقوب بن سفيان.
والرصافة هي رصافة الشام.
- وقال أبو العباس السراج: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا أبو المليح قال: «كنا لا نطمع أن نكتب عند الزهري حتى أكره هشامٌ الزهريَّ فكتب لبنيه، فكتب الناس الحديث». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة، عن عبيد الله بن عمر بن حفص قال: (أشهد على ابن شهاب أنه كان يؤتى بالكتاب من كتبه فيتصفحه وينظر فيه، ثم يقول: هذا حديثي أعرفه خذه عني). رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.
- وقال يحيى بن معين: سمعت أبا مسهر وذكر أصحاب الزهري فقال: (أحسن أهل الشام حالاً مَن عَرَض) قال:(يريد أنها مناولة). رواه الخطيب البغدادي في الكفاية.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا مالك بن أنس قال: (مات يوم مات الزهري وإن كتبه حملت على البغال ما لم يخرجها). رواه ابن عدي في الكامل.
توليه القضاء:
- قال دحيم: حدثني الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز قال: (جعل يزيدُ بن عبد الملك الزهري قاضياً مع سليمان بن حبيب). رواه أبو زرعة الدمشقي.
أخلاقه وشمائله:
- كان سخياً لا يردّ سائلاً؛ فيعطي حتى إذا لم يبق معه شيء، وأتاه سائل استسلف من أصحابه، فإن لم يجد من يسلفه شقّ عليه أن يعود خائباً؛ فيقول له: (أبشر فسيأتي الله بخير).
قال الليث بن سعد: (فيقضي الله لابن شهاب أحد رجلين، إما رجل يهدي له ما يسعهم، وإما رجل يبيعه وينظره). رواه يعقوب بن سفيان في خبر طويل عن الزهري.
- وقال مالك بن أنس: (كان ابن شهاب من أسخى الناس؛ فلما أصاب تلك الأموال قال له مولى له- وهو يعظه-: قد رأيت ما مر عليك من الضيق والشدة فانظر كيف تكون وأمسك عليك مالك.
فقال ابن شهاب: (ويحك إني لم أر الكريم تحكمه التجارب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سفيان بن عيينة: حدثنا عمرو [بن دينار] قال: (ما رأيت أحدا آنس للحديث من ابن شهاب، وما رأيت الدينار والدرهم أهون منه على ابن شهاب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عبد الرزاق: قال زياد بن سعد للزهري: إن حديثك ليعجبني، ولكن ليست معي نفقة فأتبعك.
قال: (اتبعني أحدثك وأنفق عليك). رواه يعقوب بن سفيان.
بعض أخباره:
- قال ابن وهب: حدثني يعقوب يعني ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن شهاب أنه كان يسمع العلم من عروة وغيره؛ فيأتي إلى جارية له وهي نائمة فيوقظها؛ فيقول: اسمعي حدثني فلان كذا وفلان كذا؛ فتقول: مالي وما لهذا الحديث؟
فيقول: (قد علمت أنك لا تنتفعين به، ولكن سمعته الآن فأردت أن أستذكره). رواه الخطيب البغدادي في الجامع.
- قال ابن أبي مريم: سمعت الليث بن سعد يقول: «وضع الطشت بين يدي ابن شهاب، فتذكر حديثا فلم تزل يده في الطشت حتى طلع الفجر حتى صححه». رواه أبو نعيم في الحلية، والخطيب البغدادي في الجامع.
- وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: سمعت الليث يقول: قال ابن شهاب: (هذان العلمان أفسدا هذه النجدة يعني المدينة).
وقال الزهري: (أخرجني من المدينة العلمان، يعني ربيعة وأبا الزناد). رواه أبو زرعة الرازي في الضعفاء.
- وقال محمد بن إسماعيل البخاري: سمعت إسماعيل بن أبي أويس , يقول: سمعت خالي: مالك بن أنس , يقول: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال فلان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الأساطين، وأشار إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فما أخذت عنهم شيئاً، وإنَّ أحدهم لو اؤتمن على مال لكان به أميناً، لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب فيُزدَحم على بابه). رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
ورعه وزهده:
- وقال أيوب بن سويد: سمعت الأوزاعي يقول: (ما ادهنَ ابنُ شهابٍ لملك قطّ دخل عليه، ولا أدرك أحد خلافة هشام من التابعين أفقه منه). رواه يعقوب بن سفيان.
قلت: (ادهن) يحتمل ضبطها (ادّهن) من الادّهان بالدهن كناية عن التجمّل، و(وأدْهن) من الإدهان، وهو التغاضي عن بعض الحقّ والرضا ببعض الباطل إيثاراً للدنيا.
- قال محمد بن يحيى عن سفيان بن عيينة قال: قال ربيعة للزهري في آخر زمانه: لو أنك سكنت المدينة وجلست في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفتيت الناس.
فقال: (إني لو فعلت ذلك لوطئ الناس عقبي، ولا ينبغي لي أن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا سفيان قال: قيل للزهري: لولا أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة، ولزمت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقعدت إلى عمود من عمده، وعلمت الناس).
فقال ابن شهاب: (إني لن أفعل ذلك حتى أزهدَ في الدنيا وأرغبَ في الآخرة، إني إن فعلتُ ذلك وطئ الناس عقبي» رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب , عن موسى بن علي , أنه سأل ابن شهاب عن شيء , فقال ابن شهاب: «ما سمعت فيه , بشيء وما نزل بنا»
فقلت: إنه قد نزل ببعض إخوانك , فقال: «ما سمعت فيه بشيء وما نزل بنا , وما أنا بقائل فيه شيئا» رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
وصاياه:
- وقال عبد الرزاق: سمعت معمرا، يقول: سمعت الزهري، يقول: «من طلب العلم جملة فاته جملة، وإنما يدرك العلم حديث وحديثان». رواه الخطيب البغدادي في أخلاق الراوي.
- قال الوليد بن مسلم: حدثنا القاسم بن هزان قال: سمعت الزهري يقول: (لا يُوثِق للناس عمل عامل لا يعلم، ولا يُرضى بقول عالم لا يعمل). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب: حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: (إنما هذا العلم خزائن وتفتحها المسألة). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال الوليد بن مسلم: قال الأوزاعي، عن الزهري: (إنما يُذهب العلم النسيانُ وقلة المذاكرة). رواه ابن عديّ في الكامل، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال أبو سعيد الأشج: أخبرنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: (إن للعلم غوائل: فمن غوائله أن يُترك العالم حتى يذهب علمه، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه، وهو أشد غوائله). رواه ابن عدي.ّ
- وقال سفيان بن عيينة: سُئل الزهري عن الزهد في الدنيا؟ فقال: (هو من لم يمنع الحلال شكره، ولم يغلب الحرام صبره). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال معن بن عيسى: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب قال: (إن هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه عليه السلام، وأدب النبي صلى الله عليه وسلم أمّته، أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أدي إليه؛ فمن سمع علماً فليجعله أمامه حجة فيما بينه وبين الله). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الله بن معاذ، عن معمر، عن الزهري قال: «إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال هشام بن يوسف: حدثنا معمر، عن الزهري قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من العلم». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن الزهري قال: «ما عبد الله بمثل الفقه». رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال ابن وهب، عن يونس، عن الزهري قال: «العلم واد؛ فإن هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه، فإنك لا تقطع حتى يقطع بك». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، عن أبيه، عن محمد بن مسلم الزهري أنه قال: «العلم عند أهل الجهل قبيح، كما أن الجهل عند أهل العلم قبيح». رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال محمد بن إدريس الشافعي: سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت الزهري يقول: «حضور المجلس بلا نسخة ذل». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال هارون بن معروف، عن ضمرة، عن يونس قال: قال الزهري: " إياك وغلول الكتب، قلت: وما غلولها؟ قال: حبسها عن أهلها). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الله بن وهب: سمعت يونس بن يزيد يقول: سمعت الزهري يقول: «إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة غلبك ولم تظفر منه بشيء، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذا رفيقا تظفر به». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال ابن وهب: (عن ضمام، عن إسماعيل، عن عقيل، عن ابن شهاب، أنه كان ينزل بالأعراب يعلمهم). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس قال: سمعت ابن شهاب يقول: «سلّموا للسنة ولا تعارضوها» رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه.
- وقال أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: " كان من مضى من علمائنا يقولون: إن الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنشر العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله " رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال مخلد بن حسين، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: (الاعتصام بالسنة نجاة). رواه ابن عساكر.
وفاته:
اختلف في سنة وفاته على أقوال:
القول الأول: مات سنة 124هـ ، وهو قول ابن أخي الزهري، وإبراهيم بن سعد، والواقدي، والهيثم بن عدي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعليّ بن المديني، وخليفة بن خياط، وأبي حفص الفلاس، ومحمد بن المثنى، والزبير بن بكار، وأبي عمر الضرير، وابن زبر الربعي، ورواية عن سفيان بن عيينة.
والقول الثاني: مات سنة 125هـ، وهو قول أبي مسهر الغساني، والحسن بن محمد بن بكار.
والقول الثالث: مات سنة 123هـ، وهو قول ضمرة بن ربيعة، ورواية عن سفيان بن عيينة.
- وقال يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: مات الزهري سنة ثلاث أو أربع وعشرين.
- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: قال سنة ثلاث وعشرين ومائة هلك فيها ابن شهاب الزهري، ويقال: سنة أربع وعشرين، وهذا أثبت من قول من قال سنة ثلاث).
- وقال الزبير بن بكار: (توفي ابن شهاب الزهري بشغب في أمواله بها، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليله خلت من شهر رمضان، سنة أربع وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ودفن على قارعة الطريق ليمرّ مارّ فيدعو له وكان يكنى أبا بكر). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.